عطاءات العلمكتب ابن القيمكتب ابن القيم- شاملة - txt

الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية_5

الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية_5

http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
  الكتاب: الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية [آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 – 751)
تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد
تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي
راجعه: محمد عزير شمس – سعود بن عبد العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) – دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ – 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

3200 – فالأولُ القَوْلِيُّ ذُو نَوْعَينِ أيْـ … ـضًا فِي كِتَابِ اللهِ مَوْجُودَانِ
3201 – إحْدَاهُمَا سَلْبٌ وَذَا نَوْعَانِ أيْـ … ـضًا فِيهِ مَذْكُورَانِ
3202 – سَلْبُ النَّقَائِصِ وَالعُيُوبِ جَمِيعِها … عَنْهُ هُمَا نَوْعَانِ مَعْقُولَانِ
3203 – سَلْبٌ لِمتَّصِلٍ وَمنْفَصِلٍ هُمَا … نَوْعَانِ مَعْرُوفَانِ أمَّا الثَّانِي
3204 – سَلْبُ الشَّرِيكِ مَعَ الظَّهِيرِ مَعَ الشَّفِيـ … ـعِ بدُونِ إذنِ المَالِكِ الدَّيَّانِ
3205 – وَكَذاكَ سَلْبُ الزَّوجِ والوَلَدِ الَّذِي … نَسَبُوا إِلَيْهِ عابدو الصُّلْبَانِ
3206 – وَكذَاك نفْيُ الكُفْءِ أيْضًا وَالوليِّ م … لَنَا سِوَى الرَّحمنِ ذِي الغُفْرَانِ
__________
3200 – سمي قوليًا لأنه مشتمل على أقوال القلوب وهو اعترافها واعتقادها، وعلى أقوال اللسان من الثناء على الله تعالى وتمجيده. انظر: الحق الواضح المبين لابن سعدي ضمن (مجموعة من رسائل ابن سعدي) ص 5.
3201 – عجز البيت كذا ناقص الوزن في الأصلين وغيرهما من النسخ الخطية وطت. وقد أصلح في طه بزيادة “حقًّا” بعد “فيه”، وفي طع مكان “فيه”:
“في كتاب الله” وانظر ما سبق في التعليق على البيت 683 (ص).
3202 – س: “سلبان معقولان”.
3204 – طه: “الخالق الديّان”.
– إشارة إلى قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)} [سبأ: 22، 23]، وانظر ما سبق في حاشية البيت 1584، ثم البيت 1587.
3205 – كما قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} [الأنعام: 101]، وانظر البيتين 1588، 1589.
– هذا البيت مقدّم على الذي قبله في (طه)، وهو خطأ. وقوله: “نسبوا” على لغة (أكلوني البراغيث)، انظر ما سبق في البيت 2432 (ص)
3206 – كما في قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 4]. وقوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى =

(3/699)


3207 – وَالأوَّلُ التَّنْزِيهُ لِلرَّحْمنِ عَنْ … وَصْفِ العُيُوبِ وَكُلِّ ذِي نُقْصَانِ
3208 – كَالمْوتِ والإِعْيَاءِ والتَّعَبِ الَّذِي … يَنْفِي اقْتِدَارَ الخَالِقِ المَنَّانِ
3209 – والنَّومِ والسِّنَةِ التِي هِيَ أَصْلُهُ … وَعُزُوبِ شيءٍ عَنْهُ فِي الأكْوَانِ
3210 – وَكَذَلِكَ العَبَثُ الَّذِي تَنْفِيهِ حِكْـ … ـمَتُهُ وَحَمْدُ اللهِ ذِي الإتْقَانِ
3211 – وَكَذَاكَ تَرْكُ الخَلْقِ إهْمَالًا سُدىً … لَا يُبْعَثُونَ إلَى مَعَادٍ ثَانِ
__________
= كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)} [الشورى: 9]، وقوله تعالى: {وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 123]، وهذا في الولاية العامة. أما الولاية الخاصة فهي للمؤمنين ويدل عليها قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} [البقرة: 257].
3208 – كما في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} [الرحمن: 26، 27].
– وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)} [الأحقاف: 33].
– وقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38] وانظر الأبيات 1592 – 1595.
في طه: “الديان”.
3209 – كما في قوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255].
– وفي قوله تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [يونس: 61]، والمعنى: أنه لا يذهب عليه علم شيء حيث كان من أرض أو سماء. تفسير الطبري 6/ 573.
3210 – كما في قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)} [المؤمنون: 115].
3211 – كما في قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)} [القيامة: 36].

(3/700)


3212 – كَلَّا وَلَا أَمْرٌ وَلَا نَهْيٌ عَلَيْـ … ـهِمْ مِنْ إلهٍ قَاهِرٍ دَيَّانِ
3213 – وَكَذَاكَ ظُلْمُ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَنيُّ م … فَمَا لَهُ والظُّلْمِ لِلإِنْسَانِ
3214 – وَكَذَاكَ غَفْلَتُهُ تَعَالَى وَهْوَ علَّا …مُ الغُيُوبِ فَظَاهِرُ البُطْلَانِ
3215 – وَكَذَلِكَ النِّسْيَانُ جَلَّ إلهنَا … لَا يَعْتَرِيهِ قَطُّ مِنْ نِسْيَانِ
3216 – وَكَذَاكَ حَاجَتُهُ إلَى طُعْمٍ وَرِزْ … قٍ وَهْوَ رَزَّاقٌ بِلَا حُسْبَانِ
3217 – هَذَا وَثَانِي نَوْعَيِ السَّلْبِ الَّذِي … هُوَ أوَّلُ الأنْوَاعِ فِي الأَوْزَانِ
3218 – تَنْزِيهُ أوْصَافِ الكَمَالِ لَهُ عَنِ التَّـ … ـشْبِيهِ والتَّمْثِيلِ والنُّكْرَانِ
3219 – لَسْنَا نُشبِّهُ وَصْفَهُ بِصِفَاتِنَا … إنَّ المُشَبِّهَ عَابِدُ الأوْثَانِ
3220 – كَلَّا وَلَا نُخْلِيهِ مِنْ أوْصَافِهِ … إنَّ المُعَطِّلَ عَابِدُ البُهْتَانِ
3221 – مَنْ مَثَّلَ اللَّهَ العَظِيمَ بِخَلْقِهِ … فَهُوَ النَّسِيبُ لِمُشْرِكٍ نَصْرَانِي
__________
3212 – لفظة “إله” ساقطة من “ف”.
– ط: “قادر ديان”.
3213 – كما في قوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46].
3214 – كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)} [المؤمنون: 17].
3215 – كما في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64].
3216 – كما في قوله تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 57، 58]، وانظر: البيت 1591.
3218 – كما في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وقد تقدم الكلام على معنى التشبيه والتمثيل في التعليق على مقدمة المؤلف.
3220 – انظر البيت 2480.
3221 – د، س: “لعابد الصلبان”. وذلك لأن النصارى شبّهوا المخلوق بالخالق، فجعلوا المسيح ابن الله وخلعوا عليه صفات الربوبية.

(3/701)


3222 – أَوْ عَطَّلَ الرَّحْمنَ عَنْ أوْصَافِهِ … فَهُوَ الكَفُورُ ولَيْسَ ذَا إيمَانِ
* * *
فصلٌ (1) في النوعِ الثانِي من النوعِ الأوَّلِ وهو الثبوتِيّ (2)
3223 – هَذَا وَمِنْ تَوحِيدِهِمْ إثْبَاتُ أَوْ … صَافِ الكَمَالِ لرَبِّنَا الرَّحْمنِ
3224 – كَعُلُوِّهِ سُبْحَانَهُ فَوْقَ السَّما … واتِ الْعُلَى بَلْ فَوْقَ كُلِّ مكَانِ
3225 – فَهُوَ العَليُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ … إِذْ يَسْتَحِيلُ خِلَافُ ذَا بِبَيَانِ
3226 – وَهُوَ الَّذِي حَقًّا عَلَى العَرْشِ اسْتَوى … قَدْ قَامَ بالتَّدْبِيرِ للأكْوَانِ
3227 – حَيٌّ مُرِيدٌ قَادرٌ متكلِّمٌ … ذو رحمةٍ وإرادَةٍ وحَنانِ
__________
3222 – ط، د، س، ط: “من أوصافه”.
(1) لفظة “فصل” ساقطة من (ظ)، وعنوان الفصل ساقط من (س).
(2) ط: “الثبوت”.
3224 – كما في قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، وقد تقدّمت أدلة العلوّ بالتفصيل، انظر: الأبيات 1113 – 1768.
3226 – كما في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس: 3]، وانظر: البيت 1346 وما بعده.
3227 – “حيّ”: كما في قوله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [غافر: 65].
– “مريد”: هذا إخبار عن صفة الإرادة له تعالى، وليس من أسمائه. قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253]، وقال سبحانه: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج: 16].
– “قادر”: كما في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} [الإسراء: 99].=

(3/702)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= “متكلّم”: وهذا أيضًا إخبارٌ عن صفة الكلام له، وليس من أسمائه، ومما يدل عليها قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164].
– “ذو رحمة”: كما في قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ} [الأنعام: 133]، وقوله سبحانه: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)} [الأنعام: 147].
– أما “الحنان”: فكما في قوله تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً} [مريم: 13].
قال ابن جرير في تفسيره: “ورحمة منا ومحبة له آتيناه الحكم صبيًا، وقد اختلف أهل التأويل في معنى الحنان، فقال بعضهم: معناه: الرحمة، ووجهوا الكلام إلى نحو المعنى الذي وجهناه إليه”، ثم نسب ذلك بإسناده إلى ابن عباس وعكرمة وقتادة والضحاك. ثم قال: “وقال آخرون: معنى ذلك: وتعطفًا من عندنا عليه، فعلنا ذلك”، ونسب ذلك بإسناده إلى مجاهد، ثم قال: “وقال آخرون: بل معنى الحنان: المحبة”، ونسب ذلك بإسناده إلى عكرمة. ثم قال: “وقال آخرون: معناه تعظيمًا منا له .. “، ونسب ذلك بإسناده إلى عطاء بن أبي رباح. ثم ذكر بإسناده عن ابن عباس عدم معرفة معناها، ثم قال: “وأصل ذلك -أعني الحنان- من قول القائل: حنَّ فلان إلى كذا، وذلك إذا ارتاح إليه واشتاق، ثم يقال: تحنّن فلان على فلان، إذا وصف بالتعطف عليه والرقة به، والرحمة له، كما قال الشاعر:
تحنّن عليّ هداك المليك … فإن لكل مقام مقالًا”
انظر: تفسير الطبري 8/ 316 – 317.
وإن كان من المفسرين من ذهب إلى أن قوله تعالى: {وَحَنَانًا} معطوف على قوله: {الْحُكْمَ} في قوله: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}. وهذا ما رجحه الحافظ ابن كثير في تفسيره 3/ 113.
لكن روى الإمام أحمد في مسنده (3/ 11) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “يوضع الصراط بين ظهري جهنم عليه حسك كحسك السعدان … ” الحديث، وفي آخره قال: “ثم يتحنن الله برحمته على من فيها، فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها”.=

(3/703)


3228 – هُوَ أَوَّلٌ هُوَ آخِرٌ هُوَ ظَاهِرٌ … هُوَ بَاطِنٌ هيَ أربَعٌ بِوِزَانِ
3229 – مَا قَبْلَهُ شَيءٌ كَذَا مَا بَعْدَهُ … شَيءٌ تَعَالَى اللَّهُ ذُو السُّلْطَانِ
3230 – مَا فَوْقَهُ شَيءٌ كَذَا مَا دُونَهُ … شَيءٌ وَذَا تَفْسِيرُ ذِي البُرْهَانِ
__________
= ورواه ابن جرير في تفسيره 8/ 368 (سورة مريم)، وابن خزيمة في التوحيد 2/ 766 بلفظ (يتجلى) بدل (يتحنن)، لكن ذكر محققه أنّ في نسخة مكتبة برلين: “يتحنن”.
وهو في (الزهد) لابن المبارك من زيادات الحسين بن الحسن المروزي (راوي الزهد عن ابن المبارك) برقم 1268، ورواه الحاكم في المستدرك 4/ 585، وقال: على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبي. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب ذكر النار، باب ما ذكر فيما أعد لأهل النار وشدته 8/ 103. والحديث حسّن إسناده الشيخ مقبل الوادعي في كتاب الشفاعة ص 137.
قلت: ومما سبق نستدل على ثبوت صفة الحنان لله تعالى، أما تسميته بالحنان، فلم أقف على دليل ثابت في ذلك، وقد ورد في حديث أبي هريرة الطويل في الأسماء، ولا يصح رفعه. انظر شأن الدعاء للخطابي ص 105، الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 147، الحجة في بيان المحجة لقوام السنة 1/ 164، الأسنى للقرطبي 1/ 265، صفات الله عزّ وجل لعلوي السقاف، ص 103.

3228 – كما في قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3].
3230 – إشارة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: اللهم رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى، ومنزِّل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدَّين وأغننا عن الفقر”. =

(3/704)


3231 – فَانْظُرْ إلَى تَفْسِيرِهِ بِتَدَبُّرٍ … وَتَبَصُّرٍ وَتعقُّلٍ لِمَعَانِ
3232 – وَانظُرْ إلَى مَا فِيهِ مِنْ أنوَاعِ مَعْـ … ـرِفَةٍ لِخالِقِنا العظِيمِ الشَّانِ
3233 – وَهُوَ العَليُّ فَكُلُّ أنْوَاعِ العُلُوِّ … م لَهُ فَثَابِتَةٌ بِلَا نُكْرَانِ
3234 – وَهُوَ العَظِيمُ بِكلّ معْنىً يُوجِبُ التَّـ … ـعْظِيمَ لَا يُحْصيهِ مِنْ إنسَانِ
__________
= أخرجه مسلم في الذكر، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، برقم (2713)، وأبو داود في الأدب، باب ما يقول عند النوم، برقم (5051)، والترمذي في كتاب الدعوات، باب من الأدعية عند النوم، برقم (3397)، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه، رقم (3873)، وأحمد في المسند 2/ 381، 404.
3232 – د، س: “بخالقنا”.
– وانظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين للناظم ص 43 وما بعدها.
3233 – في جميع النسخ: “فثابتة له”، والظاهر أن فيه تقديمًا وتأخيرًا، ولكن اتفاقها على هذا الخطأ أمر غريب، وفي طت، طه كما أثبتنا.
– أنواع العلو ثلاثة: علو القهر، وعلو القدر، وعلو الذات؛ وهي كلها ثابتة لله تعالى بنصوص الكتاب والسنة، إلا أن المعطلة يثبتون النوعين الأولين دون الثالث، وهذا من تناقضهم، إذ إن إثباتهم لعلو القدر والقهر حجة عليهم في إثبات علو الذات. انظر: مختصر الصواعق ص 169، وانظر: كلام الناظم عن أنواع العلو في هذه القصيدة في النوع الثاني من أدلة الفوقية (البيت 1127).

3234 – كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].
– أي أنه سبحانه وتعالى يُعَظَّم في الأحوال كلها. قال قوام السنة الأصبهاني: “ومن أسمائه تعالى العظيم: العظمة صفة من صفات الله تعالى لا يقوم لها خلق. والله تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضًا، فمن الناس من يعظم لمال، ومنهم من يُعظم لفضل، ومنهم من يعظم لعلم، ومنهم من يعظم لسلطان، ومنهم من يعظم لجاه، وكل واحد من الخلق إنما يعظم لمعنى دون معنى، والله=

(3/705)


3235 – وَهُوَ الجَلِيلُ فَكُلُّ أَوصَافِ الجَلَا … لِ لَهُ مُحَقَّقَةٌ بِلَا بُطْلَانِ
3236 – وَهُوَ الجَميلُ عَلَى الحَقِيقَةِ كَيْفَ لَا … وَجَمَالُ سَائِرِ هذهِ الأكْوَانِ
__________
= عزّ وجل يعظم في الأحوال كلها .. “. الحجة في بيان المحجة (1/ 130).
فالله تعالى له الكمال المطلق في التعظيم، وأما البشر فمن عُظم منهم فعلى قدر ما يناسبه. وقد ذكر الشيخ ابن سعدي أن معاني التعظيم الثابتة لله تعالى وحده نوعان: أحدهما: أنه موصوف بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله وأعظمه وأوسعه. والثاني: أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله تعالى. انظر: الحق الواضح المبين (ضمن مجموعة من رسائل ابن سعدي) ص 16.
3235 – لم يرد الاسم بهذا اللفظ في الكتاب أو السنة الصحيحة -فيما وقفت عليه-، وإنما ورد إضافة الجلال إلى الله تعالى، كما قال تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} [الرحمن: 27]، وقال سبحانه: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)} [الرحمن: 78]. فالجلال صفة ذاتية له سبحانه.
وممن عدّ (الجليل) من أسماء الله تعالى: الخطابي في شأن الدعاء (ص 70)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 55)، وقال الخطابي في معناه: “هو من الجلال والعظمة، ومعناه منصرف إلى جلال القدرة وعظم الشأن، فهو الجليل الذي يصغر دونه كل جليل، ويتضع معه كل رفيع “. (شأن الدعاء ص 70).
وهناك من جعل الإضافة بمعنى الاسمية فجعل (ذو الجلال والإكرام) من أسمائه تعالى، ومنهم قوام السنة في المحجة (1/ 150)، والقرطبي في الأسنى (1/ 133).
3236 – كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن الله جميل يحب الجمال” أخرجه مسلم في الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه، رقم (91)، والترمذي في البر والصلة، باب ما جاء في الكبر، رقم (2000).
ورواه الإمام أحمد في مسنده 4/ 133 من حديث أبي ريحانة رضي الله عنه.

(3/706)


3237 – مِنْ بَعْضِ آثارِ الجَمِيلِ فَرَبُّهَا … أوْلَى وأجْدَرُ يا ذَوي العِرْفَانِ
3238 – [فَجَمَالُهُ بالذَّاتِ والأوْصَافِ والْـ … أفْعَالِ والأسْمَاءِ بالبُرْهَانِ
3239 – لَا شَيءَ يُشْبِهُ ذَاتَهُ وَصِفَاتِهِ … سُبْحَانَهُ عِنْ إِفْكِ ذِي البُهْتَانِ]
3240 – وَهُوَ المجِيدُ صِفَاتُهُ أَوْصَافُ تَعْـ … ــظِيمٍ فَشَأْنُ الْوَصْفِ أعْظَمُ شَانِ
__________
3237 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “عند ذي العرفان”.
3238 – قال الناظم في الفوائد: “وجماله سبحانه على أربع مراتب: جمال الذات، وجمال الصفات، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء. فأسماؤه كلها حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، وأفعاله كلها حكمة ومصلحة وعدل ورحمة. وأما جمال الذات وما هو عليه، فأمر لا يدركه سواه ولا يعلمه غيره، وليس عند أحد من المخلوقين منه إلا تعريفات تعرّف بها إلى من أكرمه من عباده، فإن ذلك الجمال مصون عن الأغيار، محجوب بستر الرداء والإزار كما قال رسوله – صلى الله عليه وسلم – فيما يحكيه عنه: “الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري”، ولما كانت الكبرياء أعظم وأوسع كانت أحق باسم الرداء، فإنه سبحانه الكبير المتعال، فهو سبحانه العلي العظيم”.
ثم ذكر أن العبد يترقى في معرفة هذه المراتب، فيترقى من معرفة الأفعال إلى معرفة الصفات، ومن معرفة الصفات إلى معرفة الذات. انظر: الفوائد ص 259 – 260.
3239 – طه: “ذي بهتان”.
– لم يرد البيتان في الأصلين.
3240 – كما في قوله تعالى: {إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} [هود: 73]، وقوله سبحانه: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)} [البروج: 15] على قراءة الرفع، وأصل المجد في كلام العرب: الكثرة والسعة. انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج ص 53، المفردات للراغب ص 760، شأن الدعاء للخطابي ص 74، المحجة للأصبهاني 1/ 134، الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 79، جلاء الأفهام للناظم ص 174، بدائع الفوائد 1/ 144.

(3/707)


3241 – وَهُوَ السَّمِيعُ يَرى ويَسمَعُ كُلَّ مَا … فِي الكَوْنِ عَالِيهِ مع التحتاني
3242 – وَلِكُلِّ صَوْتٍ مِنْهُ سَمْعٌ حَاضِرٌ … فَالسِّرُّ والإعْلَانُ مُسْتَوِيَانِ
3243 – والسَّمْعُ مِنْهُ واسِعُ الأصْواتِ لَا … يَخْفَى عَلَيْهِ بَعيدُهَا والدَّانِي
3244 – وَهُوَ البَصِيرُ يَرَى دَبِيبَ النَّمْلَةِ السَّـ … ـــوْدَاءِ تَحْتَ الصَّخْرِ والصَّوَّانِ
3245 – وَيَرى مَجَارِي القُوتِ فِي أعْضائِهَا … وَيَرَى عُرُوقَ نِياطِها بِعِيَانِ
__________
3241 – كما في قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
– كذا ورد البيت في الأصلين. وفي غيرهما: “في الكون من سرّ ومن إعلان”، ولعل الناظم غيّره لكونه تكرّر بعد خمسة أبيات.
3242 – د، س: “فالجهر والإسرار مستويان”.
3243 – قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وإني ليخفى عليّ بعض كلامها، فأنزل الله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} الآية [المجادلة: 1] “.
رواه البخاري تعليقًا في التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}، ووصله النسائي في الطلاق، باب الظهار، رقم (3460)، وابن ماجه في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، رقم (188)، وفي الطلاق، باب الظهار، رقم (2063)، وأحمد 6/ 46، والحاكم 2/ 481، وصححه ووافقه الذهبي.
3244 – الصَوَّان بالتشديد: ضرب من الحجارة شديد. القاموس ص 1563، وقد سبق في البيت 811.
3245 – كذا في الأصلين ود، س. وفي ب، ح: “عروق بياضها” تحريف، وكذا في طع. وفي حاشية ف بخط متأخر: “نياط عروقها” وكذا في طه. وفي طت: “بياض عروقها”، والنياط: عرق غليظ نيط به القلب إلى الوتين. كذا في القاموس: 892. وفي المعجم الوسيط: علق به القلب إلى الرئتين (ص).

(3/708)


3246 – وَيرى خِيَاناتِ العُيُونِ بِلَحْظِهَا … وَيَرَى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأَجْفَانِ

3247 – وَهُوَ العَلِيمُ أحَاطَ عِلْمًا بالَّذِي … فِي الكَوْنِ مِنْ سِرٍّ وَمِنْ إعْلَانِ
3248 – وَبِكلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ … فَهُوَ المُحِيطُ ولَيسَ ذَا نِسْيَانِ
3249 – وَكَذَاكَ يَعْلمُ مَا يَكُونُ غَدًا وَما … قَدْ كَانَ والموْجُودَ فِي ذَا الآنِ
3250 – وَكَذَاكَ أمْرٌ لَمْ يَكُنْ لَوْ كَان كَيْـ … ـــفَ يَكُونُ ذَا إمْكَانِ
* * *
فصلٌ
3251 – وَهُوَ الحَمِيدُ فَكُلُّ حَمْدٍ وَاقِعٍ … أوْ كَانَ مَفرُوضًا مَدَى الأزْمَان
3252 – مَلَأَ الوُجُودَ جَمِيعَهُ ونَظِيرَهُ … مِنْ غَيْرِ مَا عَدٍّ وَلَا حُسْبَانِ
__________
3246 – طه: “بلحظة”. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: “قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]: هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم وفيهم المرأة الحسناء، أو تمر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غفلوا لحظ إليها، فإذا فطنوا غضّ عنها، فإذا غفلوا لحظ فإذا فطنوا غضّ، وقد اطلع الله تعالى من قلبه أنه ودّ أن لو اطلع على فرجها. رواه ابن أبي حاتم، وقال الضحاك (خائنة الأعين) هو الغمز، وقول الرجل رأيت ولم ير – أو لم أرَ وقد رأى”. تفسير ابن كثير 4/ 75.
3247 – كما في قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36]، وقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الحشر: 22].
3248 – كما في قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا} [النساء: 126].
3250 – البيت كذا ورد ناقص الوزن في الأصلين وغيرهما. وقد أصلح في طع بزيادة “ذاك الأمر” قبل “ذا إمكان” (ص).

3251 – كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15]، والحميد بمعنى المحمود على كل حال، وهو فعيل بمعنى مفعول. انظر: اللسان 3/ 156 مادة (حمد).
3252 – في ب: “ولا إحسان”.

(3/709)


3253 – هُوَ أهْلُهُ سُبْحَانَهُ وَبِحمدهِ … كُلُّ المحَامِدِ وَصْفُ ذِي الإحْسَانِ

[فصلٌ] (1)
3254 – وَهُوَ المُكَلِّمُ عَبْدَهُ مُوسَى بِتَكْـ … ــليِمِ الخِطَابِ وَقَبْلَهُ الأَبَوَانِ
3255 – كَلِمَاتُهُ جَلَّتْ عَنِ الإحْصَاءِ والتَّـ … ــــــعْدَادِ بَلْ عَنْ حَصْرِ ذِي الحُسْبَانِ
3256 – لَوْ أنَّ أشْجَارَ البِلَادِ جَمِيعَهَا الْـ … أقْلَامُ تَكْتُبُهَا بِكلِّ بَنَانِ
__________
3253 – معنى هذه الأبيات الثلاثة مأخوذ من قوله – صلى الله عليه وسلم – في دعائه عند الاعتدال من الركوع: “اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد … “.
رواه مسلم في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، رقم (478)، وأبو داود في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم (847)، والنسائي في الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك، رقم (1066) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
قال الناظم في معناه: “فله سبحانه الحمد حمدًا يملأ المخلوقات، والفضاء الذي بين السماوات والأرض، ويملأ ما يقدر بعد ذلك مما يشاء الله أن يملأ بحمده، وذلك يحتمل أمرين: أحدهما: أن يملأ ما يخلقه الله مبدع السموات والأرض، والمعنى أن الحمد ملءُ ما خلقته وملءُ ما تخلقه بعد ذلك. والثاني: أن يكون المعنى: ملءُ ما شئت من شيء بعد يملؤه حمدك، أي يقدَّر مملوءًا بحمدك، وإن لم يكن موجودًا.
ولكن يقال المعنى الأول أقوى، لأن قوله: “ما شئت من شيء بعد” يقتضي أنه شيء يشاؤه، وما شاء كان، والمشيئة متعلقة بعينه لا بمجرد ملء الحمد له”. انظر: طريق الهجرتين ص 202 – 203.
(1) لم يرد هنا “فصل” في الأصلين.
3254 – كما مرّ قريبًا في البيت 2742، وانظر: البيتين 418، 675. وانظر كذلك: حاشية البيت 2745، والبيت 2258.
3256 – البَنان: الأصابع أو أطرافها. القاموس (1524).

(3/710)


3257 – وَالبحْرُ يُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ … لِكِتابةِ الكَلماتِ كُلَّ زَمَانِ
3258 – نَفِدتْ وَلَمْ تَنْفَدْ بِها كَلِماتُهُ … لَيْسَ الكلامُ مِنَ الإلهِ بِفَانِ
3259 – وَهُوَ القَدِيرُ فلَيْسَ يُعْجِزهُ إذَا … مَا رَامَ شَيْئًا قَطُّ ذُو سُلْطَانِ
3260 – وَهُوَ القَويُّ لَهُ القُوَى جَمْعًا تَعَا … لى رَبُّ ذي الأكْوَانِ
3261 – وَهُوَ الغَنيُّ بِذَاتِهِ فِغِنَاهُ ذَا … تِيٌّ لَهُ كالجُودِ والإحْسَانِ
3262 – وَهُوَ العَزِيزُ فَلَنْ يُرام جَنَابُهُ … أَنَّى يُرامُ جَنابُ ذِي السُّلْطَانِ
3263 – وَهُوَ العَزِيزُ القَاهِرُ الغَلَّابُ لمْ … يَغْلِبْهُ شَيءٌ هذِهِ صِفَتانِ
3264 – وَهُوَ العَزيزُ بقوةٍ هِي وَصْفُهُ … فَالعِزُّ حِينَئذٍ ثَلَاثُ مَعَانِ
__________
3258 – إشارة إلى قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27]، وانظر ما سبق في حاشية البيت 668.
3259 – كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284].
– كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “وليس”.
3260 – كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى: 19].
– كذا ورد البيت في الأصلين وغيرهما ناقصًا في الوزن. وقد مرّ مثله آنفًا في البيت 3250. وانظر التعليق على البيت 683. وقد أصلحه ناشر طع بزيادة “والأزمان” في آخر البيت، وفي طه: “تعالى الله ذو الأكوان والسلطان”، وبعض من قرأ نسخة ف وأفسدها في غير موضع كتب في حاشيتها “الأقدار” مع “صح”، يعني زيادتها قبل الأكوان لإقامة الوزن (ص).
3261 – كما في قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 24].
3262 – كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 24].
3264 – انظر في تذكير “ثلاث” ما سبق في حاشية البيت 586.
– ومعاني العزّ كما ذكر الناظم: معنى الامتناع على من يرومه من أعدائه، فهو المنيع الذي لا يُغلَب. ومعنى القهر والغلبة. فهو القاهر لأعدائه، يغلبهم ولا يغلبونه. ومعنى القوّة والشدة. وانظر: شرح هراس 2/ 79. وقد =

(3/711)


3265 – وَهيَ الَّتي كَمُلَتْ لَهُ سُبْحَانهُ … مِنْ كُلِّ وَجْهٍ عَادِمِ النُّقْصانِ
3266 – وَهُو الحَكيمُ وَذَاكَ مِنْ أَوْصَافِهِ … نَوعَانِ أَيْضًا مَا هُمَا عَدَمَانِ
3267 – حُكْمٌ وإحْكَامٌ وَكلٌّ مِنْهُمَا … نَوْعَانِ أيْضًا ثَابتَا البُرْهَانِ
3268 – والحُكْمُ شَرْعِيٌّ وكَوْنيٌّ وَلَا … يَتَلَازَمَانِ وَمَا هُمَا سِيَّانِ
3269 – بَلْ ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هذَا مُفْرَدًا … وَالعَكْسُ أيْضًا ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ
3270 – لَنْ يَخْلُوَ المربُوبُ مِنْ إحْدَاهُمَا … أو منْهُمَا بلْ لَيْسَ ينْتَفِيَانِ
__________
= ذكر الخطابي رحمه الله أن العزّ في كلام العرب على ثلاثة أوجه: أحدها بمعنى الغلبة، والثاني بمعنى الشدة والقوة، والثالث بمعنى نفاسة القدر ويتأول معنى العزيز على هذا أنه الذي لا مثل له ولا نظير.
انظر: شأن الدعاء، ص 47 – 48.
3266 – كما في قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 83].
3267 – الحكم والإحكام كلاهما مراد بلفظ الحكيم، فالحكيم يكون بمعنى الحاكم وهو القاضي، فهو فعيل بمعنى فاعل، ويكون بمعنى مُحكِم وهو الذي يُحكم الأشياء ويتقنها، فهو فعيل بمعنى مُفْعِل. انظر: اللسان 12/ 140، مادة (حكم).
– كذا في الأصلين ود، س. وفي غيرها: “فكل”.
3268 – أي أن حكم الله تعالى على نوعين: الأول: الحكم الكوني: وهذا يتعلق بالحوادث الكونية التي قدرها الله تعالى وقضاها. ومما يدل عليه قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 112]. الثاني: الحكم الشرعي، وهو متعلق بالأمور الدينية التي يحبها الله تعالى ويرضاها ويثيب أصحابها. ومما يدل عليه قوله تعالى: {ذَلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} [الممتحنة: 10] انظر: مجموع الفتاوى 8/ 58، شفاء العليل 2/ 287، طريق الهجرتين، ص 71 وما بعدها، شرح العقيدة الطحاوية، ص 658.
3270 – أنث “الحكم” -وهو مذكر- للضرورة. انظر ما سبق في حاشية البيت 181 (ص).

(3/712)


3271 – لَكِنَّمَا الشَّرْعِيُّ مَحْبُوبٌ لَهُ … أبَدًا ولَوْ يَخْلُو مِن الأكْوَانِ
3272 – هُوَ أمرُهُ الدِّينيِّ جاءَتْ رُسْلُهُ … بقيَامِهِ فِي سَائِرِ الأَزْمَانِ
3273 – لَكِنَّما الكوْنيُّ فَهْوَ قَضَاؤُهُ … فِي خَلْقهِ بالعَدْلِ والإحْسَانِ
3274 – هُوَ كُلُّهُ حَقٌّ وعَدْلٌ ذُو رِضًى … والشَّأنُ فِي المَقْضِيِّ كلُّ الشَّانِ
__________
= -والمعنى أن المخلوق لا يخلو من هذين الحكمين أو من أحدهما، فهذه ثلاث حالات: أحدها: ما تعلق به الحكمان، وهو ما وقع في الوجود من الأعمال الصالحة، فتعلق بها الحكم الكوني من حيث وقوعها، والحكم الشرعي من حيث محبة الله تعالى لها. ومثالها: إيمان المؤمن. الثانية: ما يتعلق به الحكم الشرعي فقط. وهو ما أمر الله تعالى به من الأعمال الصالحة فعصى ذلك الكفار والفجار وغيرهم. ومثالها: إيمان الكافر. الثالثة: ما يتعلق به الحكم الكوني فقط، وهو ما قدره الله وشاءه من الحوادث التي لم يأمر بها سبحانه كالمباحات والمعاصي ونحوها. ومثالها كفر الكافر.
وهناك حالة رابعة تُذكر لإكمال القسمة الرباعية في اجتماع الحكمين وافتراقهما، وإن كانت لا تتعلق بمخلوق وهي: ما لم يتعلق به الحكم الشرعي، ولا الكوني، وهو ما لم يكن من أنواع المباحات والمعاصي ونحوها، ومثالها: كفر المؤمن.
وبناء على معرفة هذه الأحوال فالمخلوق إما أن يكون مؤمنًا مطيعًا فيجتمع فيه الحكم الشرعي والكوني. وإما أن يكون عاصيًا أو كافرًا فينفرد في حقه الحكم الكوني من حيث الوقوع، وينفرد الحكم الشرعي من حيث مخاطبته به دون وقوعه. وهذا معنى ما ذكره الناظم رحمه الله تعالى. انظر: مجموع الفتاوى 8/ 188 – 189، شفاء العليل (2/ 287).
3271 – كذا في الأصلين وب، ظ، د. ولعل المعنى أن الحكم الشرعي محبوب لله تعالى، ولو لم يجتمع معه الحكم الكوني الموافق له، كما في العاصي والكافر. وفي س، ح، ط: “ولن يخلو”، وفسره الشيخ هراس بأن الحكم الشرعي لم يخل عنه الوجود في وقت من الأوقات، بل لم يزل الله آمرًا ناهيًا … “. انظر: شرحه 2/ 82 (ص).

(3/713)


3275 – فَلذَاكَ يُرْضَى بالقَضاءِ ويُسْخَطُ الـ … ــمَقْضيُّ حِينَ يَكُونُ بالعِصْيَانِ
3276 – فاللهُ يَرْضَى بالقَضَاءِ وَيسْخَطُ الْـ … ــمَقْضِيُّ مَا الأمْرَانِ مُتَّحِدَانِ
3277 – فَقَضَاؤُهُ صِفَةٌ بِهِ قَامَتْ وَمَا الْـ … ــمَقْضِيُّ إلَّا صَنْعَةُ الإنْسَانِ
3278 – والْكَوْنُ مَحْبُوبٌ وَمَبْغُوضٌ لَهُ … وَكِلاهُمَا بِمَشِيئَةِ الرَّحْمَنِ
3279 – هَذا البَيَانُ يُزيلُ لَبْسًا طَالَمَا … هَلَكَتْ عَلْيهِ الناسُ كُلَّ زَمَانِ
3280 – وَيحُلُّ مَا قَدْ عَقَّدُوا بأصُولِهِمْ … وبُحُوثِهمْ فافْهَمْهُ فَهْمَ بَيَانِ
3281 – مَنْ وَافَقَ الكَوْنِيَّ وَافَقَ سُخْطَهُ … إذْ لَمْ يوافِقْ طَاعَةَ الدَّيَّانِ
__________
3275 – الفعلان “يرضى ويسخط” كلاهما في الأصل بالياء، وأهمل نقط الثاني في ف. وفي غيرهما بالنون: “نَرضى ونسخط”.
3276 – في س: “والله”.
3277 – كذا في جميع النسخ. ولكن في طه (1/ 83): “صنعة الرحمن”، وعليه فسر البيت (ص).
3279 – د، س: “منذ زمان”.
3280 – يقول الناظم في بيان هذا المعنى: “الحكم والقضاء نوعان: ديني وكوني، فالديني يجب الرضا به، وهو من لوازم الإسلام. والكوني منه ما يجب الرضا به، كالنعم التي يجب شكرها، ومن تمام شكرها الرضا بها، ومنه ما لا يجوز الرضا به كالمعايب والذنوب التي يسخطها الله وإن كانت بقضائه وقدره، ومنه ما يستحب الرضا به كالمصائب، وفي وجوبه قولان، هذا كله في الرضا بالقضاء الذي هو المقضي. وأما القضاء الذي هو وصفه سبحانه وفعله، كعلمه وكتابته وتقديره ومشيئته، فالرضا به من تمام الرضا بالله ربًّا وإلهًا ومالكًا ومدبّرًا. فبهذا التفصيل يتبيّن الصواب ويزول اللبس في هذه المسألة العظيمة التي هي مفرق طرق بين الناس”. انظر: شفاء العليل 2/ 282.
3281 – كذا في ف، ب. وفي الأصل وظ، د، س، طت: “أو لم يوافق” ولعله تحريف “لو”. وفي طه: “إن”، وفي طع: “أفلم” تصرّف من الناشرين (ص).
– س: “طاعة الرحمن”.

(3/714)


3282 – فَلِذَاكَ لَا يَعْدُوهُ ذَمٌّ أوْ فَوَا … تُ الحَمْدِ مَعْ أجرٍ ومَعْ رِضْوَانِ
3283 – وَمُوافِقُ الدِّينيِّ لَا يَعْدُوهُ أجْـ … ـــرٌ بَلْ لَهُ عِنْدَ الصَّوابِ اثْنَانِ
* * *

فصلٌ
3284 – والحِكْمَةُ العُلْيَا عَلَى نَوْعَينِ أيْ … ـضًا حُصِّلَا بِقَواطِع البُرْهَانِ
3285 – إحْدَاهُمَا فِي خَلْقهِ سُبْحَانَهُ … نَوْعَانِ أيْضًا لَيْسَ يفْتَرِقَانِ
3286 – إحكَامُ هذَا الخَلْقِ إذْ إيجَادُهُ … فِي غَايَةِ الإحْكَامِ والإتْقَانِ
3287 – وَصُدُورُهُ مِنْ أجلِ غَايَاتٍ لَهُ … وَلَهُ عَلَيْهَا حَمْدُ كُلِّ لِسَانِ
3288 – والحِكمةُ الأخْرَى فحِكْمَةُ شَرْعِهِ … أيضًا وفِيهَا ذَانِكَ الوَصْفَانِ
3289 – غَايَاتُهَا الَّلاتِي حُمِدْنَ وَكَوْنُهَا … فِي غَايَةِ الإتْقَانِ والإحْسَانِ
__________
3282 – أي أن العاصي استحق سخط الله تعالى ولو أنه وافق حكمه الكوني، لأنه لم يوافق حكمه الشرعي، فلذلك لا يعدوه ذم أو فوات حمد ورضوان.
3283 – أي أن من اجتهد في موافقة الحكم الشرعي فله الأجر على كل حال، فإن أصاب ذلك الحكم فله أجران، وإن أخطأه فله أجر اجتهاده، وهذا إشارة إلى قوله – صلى الله عليه وسلم -: “إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر”.
رواه البخاري في الاعتصام، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، برقم (7352)، ومسلم في الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، برقم (1716)، وأبو داود في الأقضية، باب في القاضي يخطئ، برقم (3574)، وابن ماجه في الأحكام، باب الحاكم يجتهد فيصيب الحق، رقم (2314) من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه.
3285 – لفظه “سبحانه” ساقطة من “ف”.
3289 – للناظم رحمه الله تعالى مصنف أسهب فيه في التأمل في حكمة الله تعالى =

(3/715)


فصلٌ (1)
3290 – وَهُوَ الْحَيِيُّ فَلَيْسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ … عِنْدَ التَّجَاهُرِ مِنْهُ بالعِصْيَانِ
3291 – لَكِنَّهُ يُلقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ … فَهُوَ السَّتِيرُ وصَاحِبُ الغُفْرَانِ
__________
= في خلقه وشرعه وهو “مفتاح دار السعادة”، فليرجع إليه فإنه نفيس في معناه. وانظر: الحق الواضح المبين لابن سعدي (ضمن مجموعة من رسائله) ص 27 – 29.
(1) ساقطة من طه.
3290 – يدل عليه حديث يعلى بن أمية التميمي رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأى رجلًا يغتسل بالبَراز -أي الفضاء- بلا إزار، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال – صلى الله عليه وسلم -: “إن الله عزّ وجل حيي ستّير يحب الحياء والسَّتر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر”.
رواه أبو داود في الحمام، باب النهي عن التعري، برقم (4012، 4013) والنسائي في الغسل، باب الاستتار عند الاغتسال، برقم (406)، وأحمد في المسند 4/ 224، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1756)، وفي إرواء الغليل برقم (2335).
وكذلك حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردّهما صفرًا”.
رواه أبو داود في الصلاة، باب الدعاء، برقم (1488)، والترمذي في الدعوات، باب في كرم الله في استجابته دعاء عباده، برقم (3551) وقال: حديث حسن غريب ورواه بعضهم ولم يرفعه، وابن ماجه في الدعاء، باب رفع اليدين في الدعاء، برقم (3865). وقال الحافظ في الفتح (11/ 147): وسنده جيّد.
3291 – يدل عليه حديث يعلى السابق، و”الستِّير” تضبط بكسر السين وتشديد التاء، أو تكون على فعيل بمعنى فاعل أي من شأنه الستر والصون. انظر: بذل المجهود 16/ 339، والنهاية لابن الأثير 2/ 341.

(3/716)


3292 – وَهُوَ الحليمُ فَلَا يُعَاجِلُ عَبْدَهُ … بِعُقوبَةٍ لِيتُوبَ مِنْ عِصْيَانِ
3293 – وَهُوَ العَفُوُّ فَعَفْوُهُ وَسِعَ الورَى … لولاهُ غَارَ الأرضُ بالسُّكَّانِ
3294 – وَهُوَ الصَّبُورُ عَلَى أَذَى أعْدَائِه … شَتَمُوهُ بَلْ نَسَبُوهُ لِلبُهْتَانِ
3295 – قَالُوا لَهُ وَلَدٌ وَلَيْسَ يُعِيدُنَا … شَتْمًا وتكْذِيبًا مِنَ الإنْسَانِ
3296 – هذَا وَذَاكَ بَسَمْعِهِ وبعِلْمِهِ … لَوْ شاءَ عَاجَلَهُمْ بكُلِّ هَوَانِ
3297 – لَكِنْ يُعَافِيهِمْ وَيرْزُقُهُمْ وَهُمْ … يُؤْذُونهُ بالشِّرْكِ والكُفْرَانِ
* * *
فصلٌ (1)

3298 – وَهُوَ الرَّقِيبُ عَلَى الخَوَاطِرِ واللَّوا … حِظِ كيْفَ بالأفْعَالِ بالأرْكَانِ
__________
3292 – كما في قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} [الحج: 59].
3293 – كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60].
– قوله: “لغار الأرض … ” لكثرة من يرتكب المعاصي على ظهرها. طه 2/ 87.
3294 – ورد الحديث في إثبات صفة الصبر لله تعالى، وأنه لا أحد أصبر منه على أذى سمعه، أما اسم الصبور فلم أقف على نص ثابت فيه، والله أعلم.
وهذا البيت والثلاثة بعده إشارة إلى حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “ليس أحد -أو ليس شيء- أصبر على أذى سمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدًا، وإنه ليعافيهم ويرزقهم”.
رواه البخاري في الأدب، باب الصبر في الأذى، رقم (6099)، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} رقم (7378)، ومسلم في صفات المنافقين وأحكامهم، باب لا أحد أصبر على أذى من الله عزّ وجل، رقم (2804).
(1) ساقطة من “طه”.
3298 – كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، وقوله تعالى: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 117].

(3/717)


3299 – وَهُوَ الْحَفِيظُ عَليهِمُ وَهُوَ الكَفِيـ … ـــلُ بحِفْظِهمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ عَانِ
3300 – وَهُوَ اللَّطِيفُ بِعَبْدهِ ولِعَبْدِهِ … واللُّطْفُ فِي أوْصَافِهِ نَوْعَانِ
3301 – إدرَاكُ أسْرارِ الأمُورِ بِخِبْرةٍ … واللُّطْفُ عِنْدَ مَواقِعِ الإِحْسَانِ
__________
3299 – كما في قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [هود: 57].
– “من كل أمر عان”: أي من كل أمر مكروه ينزل به ويشقّ عليه. قوله “عان” اسم فاعل من عنَى به الأمر يعني: نزل. لسان العرب 15/ 106 (ص).
3300 – قال في اللسان: “يقال: لَطَفَ به وله -بالفتح- يلطُف لُطفًا إذا رفق به، وأما لطُف بالضم يلطُف فمعناه صغر ودقّ” اللسان 9/ 316. وذكر الشيخ ابن سعدي أن لطفه بعبده يكون في أموره الداخلية المتعلقة بنفسه، وأما لطفه له يكون في الأمور الخارجية عنه، فيسوقه ويسوق إليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر. انظر: الحق الواضح المبين ص 33.
– س: “في أفعاله”.
3301 – في طع: “واللفظ عند”، تحريف.
– اسمه (اللطيف) يدل على أمرين:
الأول: إنه لا تخفى عليه الأشياء وإن دقت ولطفت وتضاءلت. وهذا يدل عليه قوله تعالى -في وصية لقمان لابنه-: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16]، وقوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام: 103].
الثاني: أنه البرّ بعباده، الموصل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها، وهذا يدل عليه قوله سبحانه: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)} [الشورى: 19]، انظر: معاني أسماء الله الحسنى لابن سعدي (ضمن تفسيره 5/ 625)، الحق الواضح المبين ص 33 – 34، النهج الأسمى للحمود 1/ 243 – 244.

(3/718)


3302 – فيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبْدي لُطْفَهُ … والعَبْدُ فِي الغَفَلاتٍ عَنْ ذَا الشَّانِ
* * *

فصلٌ
3303 – وَهُوَ الرَّفِيقُ يُحِبُّ أَهْلَ الرِّفقِ بَلْ … يُعْطِيهِمُ بالرِّفْقِ فَوْقَ أمَاني
3304 – وَهُوَ القَرِيبُ وقُرْبُهُ المخْتَصُّ بالدَّ … اعِي وعابِدِه عَلَى الإيمَانِ
__________
3302 – في طع: “يبدي لفظه”، تحريف.
– يقول الشيخ ابن سعدي -في كلام له جميل في معنى هذا البيت-:
“ولهذا قال المصنف “فيريك عزته” أي بامتحانك بما تكره، “ويبدي لطفه” في العواقب الحميدة السارة، فكم لله من لطف وكرم لا تدركه الأفهام ولا تتصوره الأوهام، وكم استشرف العبد على مطلب من مطالب الدنيا من ولاية أو رئاسة أو سبب من الأسباب المحبوبة، فيصرفه الله عنها، ويصرفها عنه رحمة به لئلا يضره في دينه، فيظل العبد حزينًا من جهله وعدم معرفته بربه، ولو علم ما ذخر له في الغيب وأريد إصلاحه فيه لحمد الله وشكره على ذلك، فإن الله بعباده رؤوف رحيم لطيف بأوليائه”. الحق الواضح المبين (ص 34).
3303 – كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه”.
أخرجه البخاري في استتابة المرتدين، باب إذا عرّض الذمي أو غيره بسبِّ النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يصرح، رقم (6926)، ومسلم في البر والصلة، باب فضل الرفق، رقم (2593)، والترمذي في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة، رقم (2702)، وابن ماجه في الأدب، باب الرفق، رقم (3689)، وأحمد 6/ 37.
3304 – أي أن من أسمائه سبحانه: (القريب). وأن قربه تعالى خاص لا عام، وهو على نوعين: الأول: قربه من داعيه بالإجابة، وهذا يدل عليه مثل قوله =

(3/719)


3305 – وَهُوَ المُجِيبُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُو أُجِبْـ … ــــهُ أَنَا المجِيبُ لِكُلِّ مَنْ نَادَانِي
3306 – وَهُوَ المُجِيبُ لِدَعْوةِ الْمُضْطَرِّ إذْ … يَدعُوهُ فِي سِرٍّ وَفِي إِعْلَانِ
3307 – وَهُوَ الجَوَادُ فجُودُهُ عَمَّ الوُجُو … دَ جَمِيعَهُ بالفَضْلِ والإحْسَانِ
__________
= تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] الثاني: قربه من مطيعه بالإثابة كما في قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] انظر: مختصر الصواعق 2/ 396، مجموع الفتاوى 8/ 232 – 243.
ومن أهل العلم من يرى أن قربه تعالى عام وخاص، فالعام كما في قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]. وأما الخاص فيدل عليه ما سبق، وهذا ما اختاره الشيخ ابن سعدي في الحق الواضح المبين ص 35. ولكن الناظم يرجح الأول. فانظر كلامه في الصواعق وتوجيهه لدليل أصحاب هذا القول 2/ 395.
3305 – كما في قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61]، وقوله سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].
– البيت ساقط من “س”.
3306 – كما في قوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ} [النمل: 62].
ومعنى كلام الناظم أن إجابته سبحانه وتعالى نوعان:
الأول: إجابة عامة لكل من دعاه دعاء عبادة أو دعاء مسألة، كما قال تعالى: {رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
الثاني: إجابة خاصة: وهي ما قام لها سبب يقتضيها كالاضطرار وطول السفر ودعوة المظلوم، ونحو ذلك. انظر: الحق الواضح المبين لابن سعدي (ضمن مجموعة من رسائله ص 35 – 36).
3307 – يدل عليه حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “يقول الله تعالى: يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي … ” الحديث، وفيه “ذلك بأني جواد ماجد أفعل ما أريد”. =

(3/720)


3308 – وَهُوَ الجَوَادُ فَلَا يُخَيِّبُ سَائِلًا … وَلوَ أنَّه مِنْ أمَّةِ الكُفْرَانِ
3309 – وَهُوَ المُغيثُ لِكُلِّ مَخْلُوقَاتِه … وَلِذَا يُحِبُّ إغَاثَةَ اللَّهْفَانِ
* * *
__________
= رواه الترمذي في صفة القيامة والرقائق والورع، باب (49) رقم (2497)، وابن ماجه في الزهد، باب ذكر التوبة، رقم (4257)، وأحمد 5/ 154.
وقال الترمذي: “هذا حديث حسن”.
قلت: وأصله في صحيح مسلم في البر والصلة، باب تحريم الظلم، رقم (2577) من طريق أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر من غير ذكر الشاهد.
– “جميعه” ساقط من ب.
– هذا البيت مؤخر في ب عن الذي بعده. وفي د: “عمّ الورى بالفضل والإنعام والإحسان”.
3308 – وهذا أمر مشهود دلّ عليه النقل والحس، فقد أخبر تعالى عن إجابته لدعاء الكافرين حين يلجأون إليه في الضراء، ثم كيف يعودون إلى كفرهم وغيهم بعد تفريج الكرب عنهم كما قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} [النحل: 53، 54].
3309 – “لذا”: كذا في ف، د، ظ، ح. وفي غيرها: “كذا” ولعله تحريف.
ما عدا الأصلين وح. “يجيب إغاثة … “.
– لم أقف على نص ثابت يدل على اسم المغيث لله تعالى، ولكن ثبت صفة له تعالى كما في قوله سبحانه: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: 9]، وكذلك دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – في الاستسقاء: “اللهم أغثنا”.
أخرجه البخاري في الاستسقاء، باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة، رقم (1014)، ومسلم في صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، رقم (897)، من حديث أنس رضي الله عنه.

(3/721)


فصلٌ
3310 – وَهُوَ الوَدُودُ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّهُ … أحْبَابُهُ والفَضْلُ لِلمنَّانِ
3311 – وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ المحبَّةَ فِي قُلو … بِهمُ وَجَازَاهُمْ بحُبٍّ ثَانِ
3312 – هَذَا هُوَ الإحْسَانُ حَقًّا لَا مُعَا … وَضةً وَلَا لِتَوَقُّعِ الشُّكْرَانِ
3313 – لَكِنْ يُحبُّ شَكُورَهُمْ لا لاِحْتِيا … جٍ مِنْهُ لِلشُّكْرَانِ والإيمانِ
3314 – وَهُوَ الشَّكُورُ فَلَنْ يُضَيِّعَ سَعْيَهُمْ … لَكِنْ يُضاعِفُهُ بِلَا حُسْبَانِ
__________
3310 – كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)} [البروج: 14]، والودود من الوُدّ وهو محبة الشيء، وهو كما أشار الناظم: فعول بمعنى مفعول، وفعول بمعنى فاعل، فالله عزّ وجل مودود في قلوب أوليائه، وهو سبحانه يَوَدُّ عباده الصالحين، كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ … } [المائدة: 54] انظر: المفردات ص 860، شأن الدعاء ص 74، اللسان 3/ 453، الحق الواضح المبين ص 37، النهج الأسمى 1/ 401.
3311 – أي أنه سبحانه هو الذي جعل المحبة في قلوب أوليائه فضلًا منه ومنّة، ثم جازاهم على هذه المحبة محبة منه مقتضاها شكرهم وإثابتهم على تلك المحبة. فهذا هو الإحسان حقًا، فله الفضل أولًا وآخرًا، وليس للعباد من أنفسهم إلا النقص والقصور.
3313 – كذا ورد البيت في الأصلين وس. وفي غيرها:
لكن يجبّ شَكورهم وشُكورهم … لا لاحتياج منه لِلشكرانِ
وقد محا بعضهم كلمة “والإيمان” من ف، وكتب في الحاشية: “وشكورهم”. والشكور بفتح الشين: الشاكر الكثير الشكر، وبضمها: مصدر كالشكر، (ص).
3314 – كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن: 17]. وشكره سبحانه لعباده بأنه لا يضيع سعيهم الصالح لوجهه، بل يجزيهم على اليسير بأضعاف مضاعفة كما أخبر أنه يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فسبحانه ما أوسعه وأرحمه. =

(3/722)


3315 – مَا لِلْعِبادِ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجبٌ … هُوَ أوْجَبَ الأجْرَ العظيمَ الشَّأنِ
3316 – كَلَّا وَلَا عَمَلٌ لَديْهِ ضَائِعٌ … إنْ كَانَ بالإخْلَاصِ والإحْسَانِ
3317 – إنْ عُذِّبُوا فبِعَدْلِه أو نُعِّمُوا … فبفَضْلِهِ سُبحانَ ذي السلطانِ
* * *

فصلٌ
3318 – وَهُوَ الغَفُورُ فَلَوْ أتَى بِقُرَابِهَا … خطأً موحِّدُ ربِّه الرَّحمنِ
__________
= يقول الناظم في عدة الصابرين (ص 310): “وأما شكر الرب تعالى، فله شأن آخر، كشأن صبره، فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة، فإنه يعطي العبد، ويوفقه لما يشكره عليه .. “. وانظر: شأن الدعاء ص 65، الحق الواضح المبين، ص 38.
– في س: “فلا يضيّع”.
3315 – كما قال سبحانه: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54].
3316 – كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120].
3317 – كذا في الأصلين وس. وفي النسخ الأخرى وطت: “والحمد للرحمن”. وفي طع، طه: “للمنّان”.
– والإشارة إلى حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى قال: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا … ” الحديث، وفي آخره “يا عبادي إنما هي أعمالكم، أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله عزّ وجل، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه”. رواه مسلم في البر والصلة، باب تحريم الظلم، برقم (2577). انظر: التعليق على البيت رقم (706).
3318 – كما في قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)} [الحجر: 49].
– كذا عجز البيت في الأصلين وس. وفي غيرها: “من غير شرك بل من العصيان”، ولعله من المنسوخ. “بقرابها” يعني: بقراب الأرض (ص).

(3/723)


3319 – لأتَاهُ بالغُفْرانِ مِلءَ قُرَابِهَا … سُبحَانَهُ هُوَ وَاسِعُ الغُفْرَانِ

3320 – وَكَذَلِكَ التَّوّابُ مِنْ أوْصَافِهِ … والتَّوْبُ فِي أوْصَافِهِ نَوْعَانِ
3321 – إذْنٌ بَتَوْبَةِ عَبدِهِ وَقَبُولُهَا … بَعْدَ المَتَابِ بمنَّةِ المنَّانِ
* * *
__________
3319 – طت، طه: “لاقاه بالغفران”.
– في الأصلين: “مغفرةَ ملءَ” وقد ضبطت الهمزة فيهما بالفتح، ولا يستقيم الوزن إلا بقراءة “بملء”، ولعلها هي التي تحرفت في س إلى “على”. وفيها أيضًا: “مغفرة”، فأثبتنا ما في النسخ الأخرى. (ص).
كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “يقول الله عزّ وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها … ” الحديث، وآخره: “ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئًا، لقيته بمثلها مغفرة … “. أخرجه مسلم في الذكر والدعاء، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى، برقم (2687)، وابن ماجه في الأدب، باب فضل العمل برقم (3821)، وأحمد في المسند 5/ 147، 148، 153، 155، 169، 180. وقُراب الشيء: ما يقارب قدرَه. اللسان 1/ 664.
3320 – كما في قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118].
– هذا البيت ساقط من “س”.
3321 – يدل على هذين النوعين قوله تعالى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة: 118].
قال ابن جرير في تفسيره (6/ 503): “ثم رزقهم الإنابة إلى طاعته والرجوع إلى ما يرضيه عنهم، لينيبوا إليه، ويرجعوا إلى طاعته والانتهاء إلى أمره ونهيه”.
ويقول الناظم في مدارج السالكين (1/ 319): “وتوبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها، وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من ربه، سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولًا إذنًا وتوفيقًا وإلهامًا، فتاب العبد، فتاب عليه ثانيًا، قبولًا وإثابة … ونظير هذا هدايته لعبده قبل الاهتداء، فيهتدي بهدايته، فتوجب له تلك الهداية هداية أخرى يثيبه الله بها هداية إلى =

(3/724)


فصلٌ
3322 – هُوَ الإِلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي … صَمَدَتْ إِلَيهِ الخَلْقُ بالإذْعَانِ
__________
= هدايته … وهذا القدر من سرّ اسمَيْه “الأول والآخر” فهو المعدّ وهو الممد، ومنه السبب والمسبَّب، وهو الذي يعيذ من نفسه بنفسه، كما قال أعرف الخلق به: “وأعوذ بك منك”، والعبد توّاب، والله توّاب، فتوبة العبد: رجوعه إلى سيده بعد الإباق. وتوبة الله نوعان: إذن وتوفيق، وقبول وإمداد” اهـ.
3322 – كما في قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163].
– وكما في حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلنا: أنت سيّدنا. فقال: “السيّد الله”.
أخرجه أبو داود في الأدب، باب كراهية التمادح برقم (4806)، وأحمد 4/ 25، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3700).
– وكما في قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 2]. و”الصمد” تعددت أقوال السلف في معناه، ولا تعارض بينها، بل لكل منها ما يشهد له:
– فمنهم من قال: هو الذي لا جوف له. وهذا معروف عن ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وغيرهم.
– ومنهم من قال: هو السيد الذي يصمد إليه في الحوائج، فهو السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، والعليم الذي قد كمل في علمه، والحليم الذي قد كمل في حلمه، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد. وهذا مروي عن ابن عباس وأبي وائل شقيق بن سلمة.
– ومنهم من قال غير ذلك، لكن مردّ قوله إلى أحد هذين القولين. انظر: تفسير الطبري 12/ 741 – 744، تفسير ابن كثير 4/ 570، المفردات للراغب ص 492، تفسير سورة الإخلاص لشيخ الإسلام (ضمن مجموع الفتاوى) 17/ 214 وما بعدها، مجموع الفتاوى 17/ 143، شأن الدعاء للخطابي ص 85، بدائع الفوائد 1/ 145.

(3/725)


3323 – الكَامِلُ الأوْصَافِ مِنْ كُلِّ الوُجُو … هِ كَمَالُهُ مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ
3324 – وَكَذَلِكَ القَهَّارُ مِنْ أَوْصَافِهِ … فَالخَلْقُ مَقْهُورُونَ بالسُّلْطَانِ
3325 – لَوْ لَمْ يَكُنْ حَيًّا عَزِيزًا قَادِرًا … مَا كَانَ مِنْ قَهْرٍ وَلا سُلْطَانِ
3326 – وَكَذَلِكَ الجَبَّارُ مِنْ أوْصَافِهِ … وَالجَبْرُ فِي أوْصَافِهِ قِسْمَانِ
3327 – جَبْرُ الضَّعِيفِ وَكُلِّ قَلْبٍ قَدْ غَدَا … ذَا كَسْرَةٍ فالجَبْرُ مِنْهُ دَانِ
3328 – والثَّانِ جَبْرُ القَهْرِ بالعِزِّ الَّذِي … لَا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ
3329 – [وَلَهُ مُسَمّىً ثَالِثٌ وَهوَ الْعُلُوُّ م … فَليْسَ يَدْنُو مِنْهُ مِنْ إِنْسَانِ
3330 – مِنْ قَوْلِهِمْ جَبَّارَةٌ لِلنَّخْلةِ الْـ … ـــعُلْيَا التِي فَاتَتْ لِكُلِّ بَنَانِ]* * *
__________
3324 – كما في قوله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48]. والقهر: الغلبة، والتذليل، والعلو. تفسير الطبري 5/ 161، المفردات ص 687.
3325 – في الأصل: “حيًّا عليمًا”، والمثبت من ف وغيرها.
– في طه: “ومن سلطان”.
– اسمه (القهار) يدل بدلالة اللزوم على حياته وعزته وقدرته. فأسماؤه سبحانه لها دلالات بالمطابقة والتضمن واللزوم، ويأتي كلام الناظم عليها عند البيت رقم (3415).
3326 – كما في قوله تعالى: {الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23].
– في طه: “نوعان”.
3329 – ما بين الحاصرتين لم يرد في الأصلين وس.
3330 – ذكر الناظم هنا أن اسم (الجبار) له ثلاثة معان:
الأول: أنه الذي يجبر الضعيف وكل قلب منكسر لأجله، فيجبر الكسير ويغني الفقير وييسر على المعسر ويجبر المصاب، فحقيقة هذا الجبر إصلاح حال العبد ودفع المكاره عنه. الثاني: أنه القهار لكل شيء، الذي دان له كل شيء، وخضع له كل شيء. الثالث: أنه العليّ على كل شيء، فالجبر بمعنى العلو، من قولهم للنخلة العالية التي لا تنالها اليد طولًا: الجبارة.=

(3/726)


فصلٌ
3331 – وَهُوَ الحَسِيبُ كِفَايَةً وَحِمَايَةً … والحَسْبُ كَافِي العَبْدِ كُلَّ أَوَانِ
3332 – وَهُوَ الرشِيدُ فَقَولُهُ وَفِعَالُهُ … رُشْدٌ وَرَبُّكَ مُرشِدُ الحَيرانِ
3333 – وَكِلَاهُمَا حَقٌّ فَهذَا وَصْفُهُ … وَالفِعْلُ للإِرشَادِ ذَاكَ الثَّانِي
3334 – والعَدْلُ مِنْ أَوْصَافِهِ فِي فِعْلِهِ … وَمَقَالِهِ والحُكْمِ بالمِيزَانِ
__________
= انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج، ص 34، شأن الدعاء، ص 48، شفاء العليل 1/ 312، الحق الواضح المبين، ص 41، شرح النونية لهراس 2/ 104.
3331 – كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: 86]، وقوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [النساء: 6, الأحزاب: 39].
والحسيب هو الكافي، والحفيظ، والمحاسب. انظر: تفسير الطبري 3/ 604، 4/ 193، المفردات، ص 234، شأن الدعاء، ص 69 – 70، الحق الواضح المبين، ص 41.
– في طه: “حماية وكفاية”.
3332 – لم أقف على دليل ثابت في إثبات اسم الرشيد لله تعالى، وقد ورد ما يفيد وصف الله تعالى به كما في قوله – صلى الله عليه وسلم -: “اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين”. رواه أبو داود في الصلاة، باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت برقم (517)، والترمذي في الصلاة، باب ما جاء أن الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن برقم (207)، وأحمد في المسند 2/ 377، 513 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قال أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي (1/ 405): وهو حديث صحيح ثابت. اهـ، ثم بين أوجه تصحيحه.
3333 – “كلاهما”: الأول كون قوله وفعله رشدًا، والثاني إرشاده للحيران.
3334 – مما يدل على وصف الله تعالى بالعدل: حديث ابن مسعود رضي الله عنه في قسمة النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم حنين، أن رجلًا قال: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله. فأخبر عبد الله بها النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “فمن يعدل =

(3/727)


3335 – فَعَلَى الصِّراطِ المُسْتقيمِ إلهُنَا … قَوْلًا وفِعلًا ذَاكَ فِي القُرْآنِ
* * *

فصلٌ
3336 – هَذَا وَمِنْ أوْصَافِهِ القُدُّوس ذُو التَّـ … ــــنْزيهِ بالتَّعظيمِ لِلرَّحْمنِ
3337 – وَهوَ السَّلَامُ عَلَى الحَقِيقَةِ سَالِمٌ … مِنْ كُلِّ تَمْثيلٍ وَمِنْ نُقْصَانِ
3338 – وَالبِرُّ مِنْ أَوْصَافِهِ سُبْحَانَهُ … هُوَ كَثْرةُ الخَيْراتِ والإحْسَانِ
3339 – صَدَرَتْ عَنِ البَرِّ الَّذِي هُوَ وَصْفُهُ … فَالبِرُّ حِينَئِذٍ لَهُ نَوْعَانِ
3340 – وَصْفٌ وَفِعْلٌ فَهْوَ بَرٌّ مُحْسِنٌ … مُولِي الجَمِيلِ ودَائِمُ الإحْسَانِ
3341 – وَكَذَلِكَ الوَهَّابُ مِنْ أوصافهِ … فَانْظُرْ مَواهِبَهُ مَدَى الأزمَانِ
__________
= إذا لم يعدل الله ورسوله؟ رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر” رواه البخاري في فرض الخمس، باب ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، برقم (3150)، ومسلم في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام برقم (1062).
– في طه: “في الميزان” خطأ.
3335 – إشارة إلى قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56].
3336 – وهو من أسمائه سبحانه، كما في قوله تعالى: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} [الحشر: 23]، والتقديس هو التطهير والتعظيم، فالقدوس هو: العظيم الطاهر من كل عيب ونقص. تفسير الطبري 1/ 248، المفردات ص 660، شأن الدعاء ص 40، اللسان 6/ 168.
3337 – كما في قوله تعالى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ} [الحشر: 23].
3338 – ط: “في أوصافه”.
3340 – البَرُّ من أسمائه سبحانه وتعالى، ويدل عليه قوله سبحانه: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: 28].
3341 – كما في قوله تعالى: {إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8].
– “من أوصافه”: كذا في الأصلين ود. وفي غيرها: “أسمائه”، وأشير إليه في حاشية ف أيضًا.

(3/728)


3342 – أَهْلُ السَّماواتِ العُلَى والأرضِ عَنْ … تِلْكَ الموَاهِبِ لَيْسَ ينْفَكَّانِ
3343 – وَكَذَلِك الفَتَّاحُ مِنْ أَسْمَائِهِ … وَالفَتْحُ فِي أَوْصَافِهِ أمْرَانِ
3344 – فَتْحٌ بِحُكْمٍ وَهْوَ شَرْعُ إلهنَا … والفَتْحُ بالأَقْدَارِ فَتْحٌ ثَاني
3345 – والرَّبُّ فَتَّاحٌ بِذَيْنِ كِلَيْهِمَا … عَدْلًا وإحْسَانًا مِنَ الرَّحْمنِ
3346 – وكَذَلِكَ الرَّزَّاقُ مِنْ أسْمَائِهِ … والرِّزْقُ مِنْ أفَعالِهِ نَوْعَانِ
3347 – رِزْقٌ عَلَى يدِ عبْدِهِ وَرَسُولِهِ … نَوْعَانِ أَيْضًا ذَانِ مَعْرُوفَانِ
3348 – رِزْقُ القُلُوبِ العِلْمَ والإيمَانَ وَالـ … ــرِّزْقُ المُعَدُّ لِهذِهِ الأبْدَانِ
3349 – هذا هُوَ الرِّزْقُ الحَلَالُ وَرَبُّنَا … رَزَّاقُهُ والفَضْلُ لِلمَنَّانِ
3350 – والثانِ سَوْقُ القُوتِ للأَعْضَاءِ فِي … تِلْكَ المجَارِي سَوْقَهُ بِوِزَانِ
__________
3343 – كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: 26].
3345 – أي أن فتحه سبحانه نوعان: شرعي ديني وقدري كوني، وهذا كما مرّ في الحكم.
ففتحه الشرعي: هو ما شرعه على ألسنة رسله من كل ما يحتاجه المكلفون ويستقيمون به على الصراط المستقيم، فيفتح بذلك قلوبهم وأبصارهم لمعرفة الحق.
وفتحه القدري: هو ما يقدره على عباده من خير وشر، ونفع وضر، وعطاء ومنع كما في قوله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2]، انظر: الحق الواضح المبين لابن سعدي (ضمن مجموعة من رسائله، ص 44 – 45) وانظر: شأن الدعاء للخطابي، ص 56.
3346 – كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58].
– كذا في الأصلين ود، ح، ط. وفي غيرها: “في أفعاله” وأشير إلى هذه النسخة في حاشية ف أيضًا.
3350 – حاصل ما ذكره الناظم في تنويع الرزق، أن رزق الله تعالى نوعان:
النوع الأول: رزق خاص، وهذا يكون عن طريق شرعه الذي أنزله على =

(3/729)


3351 – هذَا يَكُونُ مِنَ الحَلَالِ كَمَا يَكُو … نُ مِنَ الحَرامِ كِلَاهُمَا رِزْقَانِ
3352 – واللهُ رَازِقُهُ بِهَذا الاعْتِبَا … رِ وَلَيْسَ بالإِطْلَاقِ دُونَ بَيَانِ
* * *

فصلٌ
3353 – هذَا وَمِنْ أَوْصَافِهِ القَيُّومُ والْـ … قَيُّومُ فِي أوْصَافِهِ أمْرَانِ
3354 – إحدَاهُمَا القيُّومُ قَامَ بنَفْسِهِ … وَالكَوْنُ قَامَ بِهِ هُمَا الأمْرَانِ
3355 – فالأوَّلُ اسْتِغْناؤهُ عَنْ غَيْرهِ … وَالفَقْرُ مِنْ كُلٍّ إلْيهِ الثَّانِي
__________
= رسله، وهذا الرزق نوعان: أحدهما: رزق القلوب بالعلم والإيمان. الثاني: رزق الأبدان الرزق الحلال الذي يعين على طاعته، ويقرب من مرضاته، فهذا يستعين به أولياؤه في طاعته، وينفقون منه في سبيله.
النوع الثاني: رزق عام، وهو كل ما ينتفع به العبد من مأكل أو مشرب أو نحو ذلك، ولما كان غالب هذا الرزق مردّه إلى الجوف عبّر عنه الناظم بسوق القوت إلى أعضاء الجسم.
3352 – أي أن هذا النوع العام يسمى رزقًا باعتبار أن الله تعالى ساقه إلى صاحبه. فالحرام الذي يتغذى به العبد يسمى رزقًا بهذا الاعتبار لا باعتبار الحكم الشرعي فإنه غير مأذون فيه. انظر: شأن الدعاء ص 55 – 56، الحجة في بيان المحجة لقوام السنة 1/ 137، مجموع الفتاوى 8/ 541 – 546.
هذا وقد خالفت المعتزلة في ذلك فقالوا: إن المال الحرام لا يسمى رزقًا، وقالوا: إن الله لا يرزق الحرام، لأنه منعنا من إنفاقه واكتسابه. انظر: شرح الأصول الخمسة ص 784 – 788.
3353 – كما في قوله تعالى: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255].
– كذا في الأصلين وح، ط، وهو الصواب. وفي غيرها: “الأمران”.
3354 – انظر الحاشية على البيت 181.
3355 – “عن غيره” ساقطة من (ف).
– ذكر الناظم هنا معنيي “القيوم” ومقتضى كل معنى: =

(3/730)


3356 – وَالوَصْفُ بالْقَيُّومِ ذُو شَأْنٍ عظيمٍ هكَذَا … مَوْصُوفُهُ أيْضًا عَظِيمُ الشَّانِ
3357 – وَالحَيُّ يَتْلوهُ فأوْصَافُ الكَمَا … لِ هُمَا لأُفْقِ سَمَائهَا قُطْبانِ
3358 – فَالحَيُّ وَالقَيُّومُ لَنْ تَتَخَّلفَ الْـ … أوْصَافُ أصْلًا عَنهُمَا بِبَيَانِ
3359 – هُوَ قَابِضٌ هُوَ بَاسِطٌ هُوَ خَافِضٌ … هُوَ رَافِعٌ بِالعَدْلِ والْمِيزَانِ
__________
= فالمعنى الأول: أنه القائم بنفسه الدائم بلا زوال. ومقتضى ذلك أنه سبحانه غني عمن سواه.
والمعنى الثاني: أنه القائم على خلقه رزقًا وتدبيرًا وحفظًا ورعاية ونحو ذلك، ومقتضى ذلك أن كل من سواه فقير إليه. وانظر في معنى القيوم: تفسير الطبري 3/ 7، شأن الدعاء (80 – 81). شرح الطحاوية 1/ 91.
3356 – البيت كذا ورد في جميع النسخ، وفي طت وطع أيضًا. وفيه ركن زائد لا بد من حذفه ليستقيم وزن البيت. وقد أصلحه ناشر طه على هذا الوجه: “ذو شأن كذا”. وانظر ما سلف في حاشية البيت 578 (ص).
3358 – يقول ابن أبي العز في شرح الطحاوية: “فعلى هذين الاسمين -يعني “الحي القيوم”- مدار الأسماء الحسنى كلها، وإليهما ترجع معانيها، فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال، فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة، فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها، استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة.
وأما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته، فإنه القائم بنفسه فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه، المقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته، فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال أتم انتظام”. انظر: شرح العقيدة الطحاوية 1/ 91 – 92.
3359 – وصف الله تعالى بالقبض والبسط يدل عليه مثل قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 245].
وأما تسميته بالقابض الباسط فيدل عليه حديث أنس رضي الله عنه قال: غلا السعر على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله لو سعّرت، فقال: “إن الله هو الخالق القابض الباسط الرزاق المسعّر، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال” أخرجه =

(3/731)


3360 – وَهُوَ المُعِزُّ لأَهْلِ طَاعَتِهِ وَذَا … عِزٌّ حَقِيقيٌّ بِلَا بُطْلَانِ
3361 – وَهُوَ المُذِلُّ لِمنْ يَشَاءُ بذِلَّةِ الدَّ … ارَيْنِ ذُلَّ شَقًا وَذُلَّ هَوَانِ
3362 – هُوَ مَانِعٌ مُعْطٍ فَهَذَا فَضْلُهُ … وَالْمَنعُ عَيْنُ العَدْلِ لِلمَنَّانِ
__________
= أبو داود في البيوع، باب في التسعير، رقم (3451)، والترمذي في البيوع، باب ما جاء في التسعير، رقم (1314)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه في التجارات، باب من كره أن يسعّر، رقم (2200)، وأحمد 3/ 156.
وقال الحافظ في تلخيص الحبير 3/ 14، رقم (1158): “إسناده على شرط مسلم”. أما “الخافض الرافع” فكما في قوله – صلى الله عليه وسلم -: “إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه … ” الحديث. رواه مسلم في الإيمان، باب قوله – صلى الله عليه وسلم -: “إن الله لا ينام” رقم (179)، وابن ماجه في المقدمة، باب فيما أنكرته الجهمية، رقم (195)، وأحمد 4/ 405 من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. فالخافض الرافع وردا في أفعال الله تعالى. وأما إثباتهما اسمين لله سبحانه فلم أقف عليه في نصٍّ صحيح.
– طه: “بالعدل والإحسان”.
3360 – كما في قوله تعالى: {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} [آل عمران: 26]، ولم يردا -أي المعز والمذل- اسمين لله تعالى، فيما أعلم.
3362 – ورد المنع صفة لله تعالى وليس اسمًا -فيما أعلم -كما في قوله – صلى الله عليه وسلم -: “اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت” رواه البخاري في الأذان، باب الذكر بعد الصلاة رقم (844)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، رقم (593) من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
وأما العطاء فالحديث السابق يدل على كونه صفة لله تعالى، وكذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]، ونحو ذلك، وكذلك فإن (المعطي) من أسمائه سبحانه، كما في حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، والله المعطي وأنا القاسم … ” الحديث. رواه البخاري في فرض الخمس، باب قول الله تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} برقم (3116).

(3/732)


3363 – يُعْطِي بِرَحْمَتِهِ وَيَمْنَعُ مَنْ يَشَا … ءُ بحِكْمَةٍ واللَّهُ ذُو سُلْطَانِ
* * *

فصلٌ
3364 – وَالنُّورُ مِنْ أسْمَائِهِ أيْضًا وَمِنْ … أَوْصَافِهِ سُبْحَانَ ذِي البُرْهَانِ
3365 – قَالَ ابْنُ مسْعُودٍ كَلَامًا قَدْ حَكَا … هُ الدَّارِميْ عَنْهُ بِلَا نُكْرَانِ
__________
3363 – “ويمنع”ساقطة من (ف).

3364 – كما في قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35]، وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقول: “اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن … “.
أخرجه البخاري في التهجد، باب التهجد بالليل، رقم (1120)، وفي الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه من الليل، رقم (6317)، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} رقم (7385)، وباب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}، رقم (7442) وباب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللهِ}، رقم (7499)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، رقم (769).
قال الناظم في الصواعق: “إن النص قد ورد بتسمية الرب نورًا، وبأن له نورًا مضافًا إليه، وبأنه نور السماوات والأرض، وبأن حجابه نور. فهذه أربعة أنواع. فالأول يقال عليه سبحانه بالإطلاق فإنه النور الهادي. والثاني يضاف إليه كما يضاف إليه حياته وسمعه، وبصره وعزّته. والثالث وهو إضافة نوره إلى السماوات والأرض، كقوله: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35]. والرابع كقوله “حجابه النور”، فهذا النور المضاف إليه يجيء على أحد الوجوه الأربعة”. انظر: مختصر الصواعق، ص 348، وانظر: ص 344. وانظر: مجموع الفتاوى 6/ 374 – 379.
3365 – الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ الهذلي =

(3/733)


3366 – مَا عِنْدَهُ لَيْلٌ يَكُونُ وَلَا نَهَا … رٌ قُلتُ تَحْتَ الفَلْكِ يُوجَدُ ذَانِ
3367 – نُورُ السَّماواتِ العُلى مِنْ نُورهِ … والأرْضِ كَيْفَ النَّجْمُ والقَمَرَانِ
3368 – مِنْ نُورِ وَجْهِ الرَّبِّ جَلّ جَلَالُه … وَكَذَا حَكَاهُ الحَافِظُ الطَّبَرَانِي
__________
= المكي أبو بكر، حليف بني زهرة. من السابقين الأولين، ومن النجباء العالمين، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها، ولازم النبي – صلى الله عليه وسلم -، وكان صاحب نعليه. حدّث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كثيرًا، آخى النبي – صلى الله عليه وسلم – بينه وبين الزبير، وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ، وكان من أقرأ الصحابة حتى قال فيه النبي – صلى الله عليه وسلم -: “من سرّه أن يقرأ القرآن غضًّا كما نزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد” -يعني عبد الله- رواه أحمد وغيره. مات سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة. السير 1/ 461، الإصابة 4/ 198.
– تقدمت ترجمة الإمام عثمان بن سعيد الدارمي تحت البيت 885.
3366 – الفلك: بفتح الفاء واللام. سكّن اللام هنا للضرورة.
3368 – تقدمت ترجمة الحافظ أبي القاسم الطبراني في حاشية البيت 1441.
– وأثر ابن مسعود رضي الله عنه رواه الدارمي في رده على بشر المريسي، فقال: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد -هو ابن سلمة- عن الزبير أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله الفهري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السماوات من نور وجهه .. “، الحديث. رد الإمام الدارمي على بشر المريسي، بتعليق الشيخ محمد حامد الفقي، ص 91.
ورواه الطبراني في الكبير (8886) من طريق حماد بن سلمة عن أبي عبد السلام عن عبد الله بن مكرز عن ابن مسعود رضي الله عنه وذكره. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8511): “رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد السلام، قال أبو حاتم: مجهول، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وعبد الله بن مكرز -أبو عبيد الله على الشك- لم أرَ من ذكره”.
قلت: لم أعثر على ترجمة لعبد الله بن مكرز، ولعله أيوب بن عبد الله بن مكرز المذكور في رواية الدارمي، لكن وقع سقط أو نحوه في رواية الطبراني؛ لأن من ترجم لأيوب يذكر رواية أبي عبد السلام عنه، كما في=

(3/734)


3369 – فَبِهِ اسْتَنَارَ العَرْشُ والكُرْسِيُّ مَعْ … سَبْعِ الطِّبَاقِ وَسَائِرِ الأكْوَانِ
3370 – وَكِتَابُهُ نُورٌ كَذَلِكَ شَرْعُهُ … نُورٌ كَذَا المبْعُوثُ بالفُرْقَانِ
3371 – وَكذلِكَ الأيمَانُ فِي قَلبِ الفَتى … نُورٌ عَلَى نُورٍ مَعَ القُرْآنِ
3372 – وَحِجَابُهُ نُورٌ فَلَوْ كَشَفَ الحِجَا … بَ لأحْرَقَ السُّبُحَاتُ للأكْوَانِ
__________
= الجرح التعديل لابن أبي حاتم (2/ 251)، الميزان (1/ 290)، تهذيب التهذيب (1/ 407) والله أعلم.
والحاصل: أنّ مدار الحديث على أبي عبد السلام، وثقه ابن حبان (الثقات 6/ 333)، لكن قال أبو حاتم: مجهول. (الجرح والتعديل 9/ 406)، وقال الذهبي: لا يُعرف. (الميزان 4/ 548)، وقال الدولابي: ضعيف. (الكنى والأسماء 2/ 72) فالحديث ضعيف بسبب أبي عبد السلام هذا. والله أعلم.
3369 – في الأصل ود، طه: “فيه استنار”، تصحيف. والمثبت من ف، ب، طع. (ص).
3370 – “كتابه نور” كما في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52].
– “وشرعه نور” كما في قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32].
– “ورسوله نور” كما في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46].
3371 – كما في قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ … } الآية [النور: 35]. قال جماعة من المفسرين: المعنى: مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة، فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى وما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه. انظر: تفسير الطبري 9/ 321 – 322، تفسير ابن كثير 3/ 290.
3372 – إشارة إلى حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وقد تقدم تخريجه عند البيت رقم (3359)، وفي آخره “حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه”.

(3/735)


3373 – وَإذَا أَتى لِلفَصْلِ يُشْرِقُ نُورُهُ … فِي الأرْضِ يَوْمَ قِيَامَةِ الأبْدَانِ
3374 – وَكَذَاكَ دَارُ الرِّبِّ جَنَّاتُ الْعُلَى … نُورٌ تَلَأْلأَ لَيْسَ ذَا بُطْلَانِ
3375 – وَالنُّورُ ذُو نَوعَيْنِ مَخْلُوقٌ وَوصْـ … ــفٌ مَا هُمَا واللهِ مُتَّحِدَانِ
3376 – وَكَذَلِكَ المخْلُوقُ ذُو نَوْعَيْنِ مَحْـ … ــسُوسٌ ومَعْقُولٌ هُمَا شَيْئانِ
__________
3373 – كما في قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: 69].
3374 – لعله يشير إلى ما رواه ابن ماجه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال ذات يوم لأصحابه: “ألا مشمر للجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيّد، ونهر مطّرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثير، … ” الحديث. أخرجه ابن ماجه في الزهد، باب صفة الجنة برقم (4332)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان) في كتاب إخباره – صلى الله عليه وسلم – عن مناقب الصحابة، باب في وصف الجنة وأهلها، برقم (7381). والحديث في إسناده مقال بسبب الضحاك المعافري، لم يوثقه غير ابن حبان وقال الذهبي عنه: مجهول. انظر: الميزان 2/ 327، مصباح الزجاجة للبوصيري 2/ 359 – 360.
ولكن مفهوم النصوص التي جاءت في وصف الجنة وأهلها يدل على أن الجنة نور يتلألأ لأصحابها، وهذا مقتضى التنعم فيها كما هو حال أهلها قبل أن يدخلوها حيث قال الله تعالى عنهم: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الحديد: 12].
3376 – أي أن النور المخلوق يكون محسوسًا كالنار ونحوها، ويكون معقولًا كنور الإيمان والهدى، فهذا وإن لم يشاهد بالحس إلا أنه معنًى تستنير به القلوب والأسماع والأبصار.
والنور المحسوس يكون على نوعين كما قال شيخ الإسلام: “النور المخلوق محسوس لا يحتاج إلى بيان كيفية، لكنه نوعان: أعيان، وأعراض، (فالأعيان) هو نفس جرم النار حيث كانت، نور السراج والمصباح الذي في الزجاجة وغيره، وهي النور الذي ضرب الله به المثل، ومثل القمر فإن الله سمّاه نورًا … (وأعراض) مثل ما يقع من شعاع الشمس والقمر والنار على الأجسام الصقيلة وغيرها”. انظر: مجموع الفتاوى 6/ 383.

(3/736)


3377 – احْذَرْ تَزِلَّ فَتَحْتَ رِجْلِكَ هُوَّةٌ … كَمْ قَدْ هَوَى فِيهَا عَلَى الأَزْمَانِ
3378 – مِنْ عَابِدٍ بالجَهْلِ زلَّتْ رِجْلُهُ … فَهَوى إلَى قَعْرِ الحَضِيضِ الدَّانِي
3379 – لَاحَتْ لهُ أنْوَارُ آثارِ العِبَا … دَةِ ظَنَّهَا الأنْوَارَ للرَّحْمنِ
3380 – فأتَى بِكُل مُصِيبةٍ وَبَليَّةٍ … مَا شِئْتَ مِنْ شَطْحٍ وَمِنْ هَذَيَانِ
3381 – وَكَذا الحُلُوليُّ الَّذِي هُوَ خِدْنُهُ … مِنْ ههُنَا حَقًّا هُمَا الأخَوَانِ
__________
3377 – “فتحت” ساقطة من “طه”.
– الهوَّة: الحفرة البعيدة القعر، وكل وهدة عميقة. اللسان 15/ 374.
3378 – طع: “فهى إلى” تحريف.
3380 – وفي هذا يقول رحمه الله في مدارج السالكين: “ولا ريب أن القلوب تشاهد أنوارًا بحسب استعدادها، تقوى تارة وتضعف أخرى، ولكن تلك أنوار الأعمال والإيمان والمعارف، وصفاء البواطن والأسرار، لا أنها أنوار الذات المقدسة، فإن الجبل لم يثبت لليسير من ذلك النور حتى تدكدك وخرّ الكليم صعقًا، مع عدم تجليه له، فما الظن بغيره؟ فإياك إياك وترهات القوم وخيالاتهم وأوهامهم، فإنها عند العارفين أعظم من حجاب النفس وأحكامها، فإن المحجوب بنفسه معترف بأنه في ذلك الحجاب، وصاحب هذه الخيالات يرى أن الحقيقة قد تجلت له أنوارها، ولم يحصل ذلك لموسى بن عمران كليم الرحمن، فحجاب هؤلاء أغلظ بلا شك من حجاب أولئك … ، فالصادقون في أنوار معارفهم وعباداتهم وأحوالهم ليس إلا، وأنوار ذات الرب تبارك وتعالى وراء ذلك كله، وهذا الموضع من مقاطع الطريق، ولله كم زلّت فيه أقدام، وضلّت فيه أفهام، وحارت فيه أوهام، ونجا منه صادق البصيرة، تام المعرفة، علمه متصل بمشكاة النبوة. وبالله التوفيق”. انظر: مدارج السالكين (3/ 67).
3381 – انظر ما سبق عن الحلولية في حاشية البيت 313.
– الخِدن: الصديق، والصاحب. اللسان 13/ 139.
– كذا في الأصل وحاشية ف ونسخة د. وفي غيرها: “أخَوان”.

(3/737)


3382 – وَيقَابِلُ الرَّجُليْنِ ذُو التَّعطِيلِ والْـ … ــحُجُبِ الكَثِيفَةِ ما هُما سِيَّانِ
3383 – ذَا فِي كَثَافَةِ طَبْعهِ وظَلَامِهِ … وَبظُلْمَةِ التَّعْطِيلِ هذَا الثَّانِي
3384 – والنُّورُ مَحْجُوبٌ فَلَا هذَا وَلَا … هَذَا لَهُ مِنْ ظُلْمَةٍ يَرَيَانِ
* * *

فصلٌ
3385 – وَهُوَ المقدِّمُ والمؤَخِّرُ ذَانِكَ الصِّـ … ــفَتَانِ للأْفعَالِ تَابِعَتَانِ
3386 – وَهمَا صفَاتُ الذَّاتِ أيْضًا إذْ هُمَا … بالذَاتِ لَا بالغَيْرِ قَائِمَتَانِ
3387 – وَلِذَاكَ قَدْ غَلِطَ المُقَسِّمُ حِينَ ظَنَّ م … صِفَاتِه نَوْعَينِ مُخْتلفَانِ
3388 – إنْ لمْ يُرِن هذَا ولَكِنْ قَدْ أَرَا … دَ قِيَامَهَا بالفِعْلِ ذِي الإمْكَانِ
3389 – والفِعْلُ والمفْعُولُ شَيءٌ وَاحِدٌ … عِنْدَ المُقَسِّمِ ما هُمَا شَيْئَانِ
3390 – فَلِذَاكَ وصْفُ الفِعْلِ لَيْسَ لَدَيْهِ إلَّا … م نِسْبَةٌ عَدَميَّةٌ بِبَيَانِ
__________
3384 – له أي للنور، فلا يريانه لا الاتحادي وأخوه الحلولي، ولا المعطل (ص).
3385 – يدل عليهما قوله – صلى الله عليه وسلم – في دعاء التهجد: ” … أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت”، وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما، السابق تخريجه عند البيت رقم (3364).
– “ذانك الصفتان” كذا في الأصلين وغيرهما من النسخ الخطية وطت وطه.
والصواب: “تانِك الصفتان”، ولا ضرورة هنا تقتضى “ذانك”. وأراد ناشر طع إصلاح الخطأ فغيّره: “ذانك الوصفان (الصفان خطأ مطبعي) تابعان” فاختلّ الوزن. (ص).
3387 – كذا في الأصلين وط، وهو الصواب. وفي غيرها: “وكذاك”.
3387 – كذا في جميع النسخ الخطية وطع. ولو قال: “نوعان مختلفان” -كما أصلح في طت وطه- لكان على لغة من يلزم المثنى الألف دائمًا. ويمكن توجيهه بأن المبتدأ محذوف، أي هما مختلفان. ولو قال: “يختلفان” لذهب الإشكال. (ص).

(3/738)


3391 – فَجَمِيعُ أسْمَاء الفِعَال لَدَيْهِ لَيْـ … سَتْ قَطُّ ثابتَةً ذَوَاتِ مَعَانِ
3392 – مَوْجُودَةٌ لَكِنْ أمُورٌ كُلُّهَا … نِسَبٌ تُرَى عَدَمِيَّةَ الْوِجْدَانِ
3393 – هذَا هُوَ التَّعْطِيلُ للأفْعَالِ كَالتَّـ … ـــعْطِيلِ للأوْصَافِ بالميزَانِ
3394 – فالحقُّ أنَّ الوَصْفَ لَيْسَ بمَوردِ التَّـ … ــقْسِيمِ هذَا مُقْتَضَى البُرْهَانِ
3395 – بَلْ مَورِدُ التَّقْسِيم مَا قَدْ قَامَ بالذّ … اتِ التِي لِلْوَاحِدِ الرَّحْمنِ
3396 – فَهمَا إذًا نَوْعَانِ أَوْصَافٌ وأفْـ … ــعَالٌ فَهَذِي قِسْمَةُ التِّبْيَانِ
__________
3392 – يشير الناظم في هذه الأبيات إلى مذهب الأشاعرة في تقسيم صفات الله تعالى إلى قسمين:
الأول: ما دلّ على صفة قديمة لله تعالى كالعلم والقدرة، وبقية الصفات السبع التي يثبتونها، ولا يجعلون شيئًا منها متعلقًا بالمشيئة، ويقولون هذه صفات لا يقال إنها هو ولا يقال إنها غيره.
الحاني: ما دل على فعل له سبحانه كالخلق والرزق والتقديم والتأخير ونحو ذلك، فلا يثبتونها صفات متعلقة بذاته، بل هي منفصلة عنه، لأنه لا يقوم عندهم به أفعال تتعلق بقدرته ومشيئته، فيجعلون الفعل هو المفعول، والخلق هو المخلوق، ويفسرون أفعاله المتعدية أن ذلك وجد بقدرته من غير أن يكون منه فعل قام بذاته، بل حاله قبل أن يخلق وبعدما خلق سواء، ولم يتجدد عندهم إلا إضافة ونسبة، وهي أمر عدمي لا وجودي.
انظر: الإرشاد للجويني ص 137. وانظر: شرح حديث النزول لشيخ الإسلام، ص 156، شرح النونية لهراس 2/ 120.
3395 – أي أن النافين لصفات الأفعال جعلوا مورد التقسيم هو الوصف، فجعلوه إما وصف معنىً قائم بالذات، وإما وصف فعل لا يقوم بها فهو منفصل عنها. وبذلك نفوا أن تقوم صفات الأفعال بالله تعالى.
ولكن الحق أن مورد التقسيم هو ما يقوم بالذات، فيقوم بها صفات معان لازمة لها، وتقوم بها صفات أفعال متعلقة بالقدرة والمشيئة، وكل تلك أوصاف لله تعالى.

(3/739)


3397 – فَالوَصْفُ بالأفْعَالِ يَسْتدعِي قِيَا … مَ الفِعْلِ بالْموصُوفِ بالبُرْهَانِ
3398 – كَالوَصْفِ بالمعْنَى سِوَى الأفْعَالِ مَا … إنْ بَيَّنَ ذَينِكَ قَطُّ مِنْ فُرْقَانِ
3399 – وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّهُمْ رَدُّوا عَلَى … مَنْ أثبَتَ الأسْماءَ دُونَ مَعانِ
3400 – قَامتْ بِمَنْ هِيَ وصْفُهُ هذَا مُحَا … لٌ غَيْرُ معْقولٍ لَدَى الأذْهَانِ
3401 – وأتَوْا إلى الأَوْصافِ باسْمِ الفِعْل قَا … لُوا لَمْ تَقُمْ بالوَاحِدِ الدَّيَّانِ
3402 – فانظُرْ إِليهِمْ أبطَلُوا الأصْلَ الَّذِي … رَدُّوا بِهِ أقْوالَهُمْ بوِزَانِ
3403 – إنْ كَانَ هذَا مُمْكِنًا فَكَذَاكَ قَوْ … لُ خُصُومِكمْ أيضًا فَذُو إمْكَان
3404 – والوَصْفُ بالتَّقْديم والتأخيرِ كَوْ … نيٌّ ودِينيٌّ هُمَا نَوْعَانِ
3405 – وَكِلاهُمَا أَمْرٌ حَقِيقيٌّ ونِسْـ … ــبِيٌّ وَلَا يَخْفَى المثالُ عَلَى أولي الأذْهَانِ
__________
3398 – في طع: “فالوصف” خطأ.
3400 – كذا في ف. وفي غيرها: “لذي الأذهان”.
3401 – في طه: “باسم العقل” تحريف.
– في ف: “بالفاعل الديّان”.
3403 – ف: “خصومهم” وأشار في الحاشية إلى ما في النسخ الأخرى.
– يشير الناظم في هذه الأبيات إلى تناقض الأشاعرة في ردهم على المعتزلة إثباتهم الأسماء دون المعاني، حيث إنهم -أي المعتزلة- قالوا إن الله عليم بلا علم سميع بلا سمع وهكذا، ثم إنهم -أي الأشاعرة- نسبوا لله أوصافًا لا تقوم به كالخلق والرزق ونحوهما، وهي صفات الأفعال. وهذا مماثلة لقول المعتزلة الذي ردوه، فإنهم هنا أثبتوا أن الله تعالى خالقٌ بلا خلق، ورازقٌ بلا رزق وهكذا.
3405 – كذا في الأصلين وطت وطع وفي غيرها: ” … المثال لمن له أذنان” وأشير إلى هذه النسخة في حاشية الأصلين أيضًا. والبيت على الوجهين مختلّ الوزن، فإن فيه ركنًا زائدًا. وقد أصلح في طه بحذف كلمتين هكذا: “ولا يخفى على الأذهان”. وانظر: التعليق على البيت 578 (ص).
– والمعنى أن كلًّا من التقديم والتأخير يكون كونيًا ويكون دينيًا، فالتقديم=

(3/740)


3406 – واللَّهُ قَدَّرَ ذَاكَ أجْمَعَهُ بإحْـ … ـكَامٍ وإتقَانٍ مِنَ الرَّحْمنِ
* * *

فصلٌ (1)
3407 – هذَا وَمِنْ أَسْمَائِهِ مَا لَيْسَ يُفْـ … ـــرَدُ بلْ يقَالُ إذَا أَتَى بقِرَانِ
3408 – وَهِيَ التِي تُدْعَى بِمُزْدَوِجَاتِهَا … إفرادُهَا خَطَرٌ عَلَى الإنْسَانِ
3409 – إذْ ذَاكَ مُوهِمُ نَوْعِ نَقْصٍ جلَّ رَبُّ … م العَرْشِ عَن عَيْبٍ وَعَنْ نقْصَانِ
3410 – كَالمانِعِ المعْطِي وكَالضَّارِ الَّذِي … هُوَ نَافِعٌ وكَمَالُهُ الأمْرَانِ
__________
= والتأخير الكوني كتقديم الأسباب على مسبباتها، والشرعي كتقديم الأنبياء على الخلق في الفضل، وتقديم المؤمنين، وتأخير الكافرين، وتقديم العلماء وتأخير الجاهلين ونحو ذلك.
وكذلك يكون التقديم والتأخير حقيقيًا كالتقديم والتأخير في الزمان والمكان والأوصاف الحسية، ويكون نسبيًا في الفضائل والأوصاف المعنوية. انظر: الحق الواضح المبين (ضمن مجموعة من رسائل ابن سعدي، ص 51 – 52)، توضيح الكافية الشافية لابن سعدي – ضمن نفس المجموعة (95).
3406 – في حاشية الأصل بإزاء هذا البيت: “بلغ إلى هنا مقابلة … نسخة الشيخ المقروءة عليه”.
(1) ساقطة من “طه”.
3407 – يقول الناظم في البدائع: “ومنها -أي من أسماء الله تعالى- ما لا يطلق عليه بمفرده بل مقرونًا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم، فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله … ، لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله، لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيه عطاءً ومنعًا، ونفعًا وضرًا، وعفوًا وانتقامًا … “. انظر: بدائع الفوائد 1/ 151، وانظر: شأن الدعاء، ص 57 – 58، معارج القبول 1/ 117.
3409 – في د: “يوهم”.
3410 – حذفت الشدّة من “الضارّ” للضرورة (ص).

(3/741)


3411 – وَنَظِيرُ هذَا القَابِضُ المقْرُونُ باسْـ … ــمِ البَاسِطِ اللَّفظَانِ مُقْتَرِنَانِ
3412 – وَكَذَا المُعِزُّ مَعَ المُذِلِّ وخَافِضٌ … مَعَ رَافِعٍ لَفْظَانِ مُزْدَوِجَانِ
3413 – وَحَديثُ إفرادِ اسْمِ مُنْتَقِمٍ فَمَوْ … قُوفٌ كَمَا قَدْ قَالَ ذُو العِرْفَانِ
__________
3413 – إشارة إلى ما رواه الترمذي في سننه: حدثنا إبراهيم بن يعقوب أخبرنا صفوان بن صالح أخبرنا الوليد بن مسلم أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة غير واحدة من أحصاها دخل الجنة، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم … ” ثم سرد الأسماء الحسنى، وذكر فيها المنتقم. أخرجه في الدعوات، باب أسماء الله الحسنى بالتفصيل، رقم (3502)، وقال: هذا حديث غريب. اهـ.
وأخرجه ابن منده في كتاب التوحيد برقم (366)، والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الإيمان، باب أسماء الله عزّ وجل ثناؤه رقم (19817)، وفي الاعتقاد (ص 34) باب ذكر أسماء الله وصفاته، وفي الأسماء والصفات (1/ 28) باب بيان الأسماء التي من أحصاها دخل الجنة، والدارمي في رده على بشر المريسي (ص 12)، وابن حبان (الإحسان) باب الأذكار، ذكر تفصيل الأسماء التي يُدخل الله محصيها الجنة برقم (808)، والبغوي في شرح السنة، كتاب الدعوات، باب أسماء الله سبحانه وتعالى، برقم (1257) والحاكم في مستدركه، كتاب الإيمان ( 1/ 16 )، كلهم من طريق الوليد بن مسلم به.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن هذه الطريق هي أقرب الطرق إلى الصحة في سرد الأسماء الحسنى، وأعلّها بتفرد الوليد بن مسلم والاختلاف فيه، والاضطراب، وتدليسه، واحتمال الإدراج، وذكر أن هذه العلل هي التي جعلت الشيخين يعرضان عنها. انظر: فتح الباري (11/ 219).
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن سرد الأسماء الحسنى ليس من كلام النبي – صلى الله عليه وسلم -، بل هو مدرج من بعض الرواة.=

(3/742)


3414 – مَا جَاءَ فِي القُرْآنِ غَيرَ مُقيَّدٍ … بالمُجْرِمينَ وَجَا بِهِ نَوْعَانِ
* * *
__________
= قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “والحديث الذي فيه عدد الأسماء الحسنى، ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي – صلى الله عليه وسلم -، بل هذا ذكره الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز، أو عن بعض شيوخه” اهـ. أقوم ما قيل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل ضمن مجموع الفتاوى (8/ 96).
وقد ذكر الحافظ ابن حجر نقولًا في ذلك عن بعض أهل العلم. انظر: فتح الباري (11/ 220).
إذًا فالناظم يشير في هذا البيت إلى أن إفراد اسم (المنتقم) عن القيد أو الإضافة لم يرد إلا في هذه الرواية التي لم يصح رفعها إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -.
3414 – أي جاء به نوعان، وكذا في الأصلين، وهو الصواب. وقد علّق عليه الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في نسخته فقال: “الظاهر أن مراده أنه ورد بلفظ الاسم ولفظ الفعل، كما في قوله تعالى: {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [المائدة: 95] ومن الفعل: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55]. قلت: ومن الآيات التي ورد فيها بلفظ الاسم قوله تعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22]، وقوله: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)} [الدخان: 16]. وفي النسخ الأخرى: “جابِذُو”، ففسره الشيخ هراس بأنه لم يستعمل في القرآن إلا على نوعين: إما أن يكون مقيدًا بالمجرمين كقوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} [الروم: 47]، وكقوله في سورة السجدة، وإما أن يكون مضافًا إلى ذو كقوله: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}. انظر: شرحه 1/ 123. والصواب هو الأول، لما ثبت في الأصلين، ولأن “ذو انتقام” جاء أيضًا في سياق المجرمين (ص).

(3/743)


فصلٌ
3415 – وَدَلَالَةُ الأسْمَاءِ أنْواعٌ ثَلَا … ثٌ كُلُّهَا مَعْلُومةٌ بِبَيَانِ
3416 – دَلَّتْ مُطَابَقَةً كَذَاكَ تَضَمُّنًا … وَكَذَا الْتِزَامًا وَاضِحَ البُرْهَانِ
3417 – أمَّا مُطَابَقَةُ الدَّلَالَةِ فَهْيَ أنَّ م … الاسْمَ يُفْهَمُ مِنْهُ مَفْهُومَانِ
3418 – ذَاتُ الإِلةِ وَذَلِكَ الوَصْفُ الَّذِي … يُشْتَقُّ مِنْهُ الاسْمُ بالمِيزَانِ
3419 – لَكِنْ دَلَالَتُهُ عَلَى إحْدَاهُمَا … بِتَضَمُّنٍ فافهمْهُ فَهْمَ بيَانِ
3420 – وَكَذَا دَلالَتُهُ عَلَى الصِّفَة التي … مَا اشْتُقَّ مِنْهَا فَالْتزَامٌ دَانِ
3421 – وَإذَا أَرَدْتَ لِذَا مِثَالًا بَيِّنًا … فمِثَالُ ذَلِكَ لَفْظَةُ الرَّحْمنِ
__________
3416 – د: “وكذا لزومًا”.
دلالة المطابقة هي: دلالة اللفظ على تمام ما وضع له من حيث إنه وضع له، مثل دلالة لفظ (البيت) على الجدار والسقف معًا.
ودلالة التضمن هي: دلالة اللفظ على جزء ما وضع له في ضمن كل المعنى، مثل دلالة لفظ (البيت) على الجدار وحده، وعلى السقف وحده.
ودلالة الالتزام هي: دلالة اللفظ على خارج معناه، مثل دلالة لفظ (السقف) على الجدار، إذ ليس جزءًا من السقف، ولكنه لا ينفك عنه. انظر: كتاب المبين شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين للآمدي، ص 47 – 48، التعريفات للجرجاني، ص 140.
فالأسماء الحسنى لها دلالات بهذه الأنواع الثلاث، فالاسم دال على الذات والصفة التي اشتق منها بالمطابقة، وقال على أحدهما بالتضمن، وقال على صفة أخرى لازمة له بالالتزام، ويوضحه المثال الذي يذكره الناظم. انظر في هذا: مدارج السالكين 1/ 54 – 55، بدائع الفوائد 1/ 147، معارج القبول 1/ 119 – 120، القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف للبريكان، ص 235 – 242، أسماء الله الحسنى للغصن، ص 81 – 84.
3420 – في طه: “لكن دلالته” خطأ.
3421 – هذا البيت ساقط من (ظ).

(3/744)


3422 – ذَاتُ الإلهِ ورَحْمَةٌ مَدْلُولهَا … فَهُمَا لِهَذَا اللفظِ مَدْلُولانِ
3423 – إحدَاهُمَا بَعْضٌ لِذَا الموضُوعِ فَهْـ … ـيَ تَضَمُّنٌ ذَا وَاضحُ التِّبْيَانِ
3424 – لَكِنَّ وَصْفَ الحَيِّ لَازِمُ ذَلِكَ الْـ … ــمَعْنَى لُزُومَ العِلْمِ للرَّحْمنِ
3425 – فَلِذَا دَلَالَتُهُ عَلَيْهِ بالتِزَا … مٍ بَيِّنٍ وَالحَقُّ ذُو تِبْيَانِ
* * *
فصلٌ في بيانِ حقيقةِ الإلحادِ في أسماءِ ربِّ العالمينَ وذكرِ أقسام (1) الملحدينَ
3426 – أَسْمَاؤُهُ أوْصافُ مَدْحِ كُلُّهَا … مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمعَانِ
3427 – إيَّاكَ والإِلْحَادَ فِيها إنَّهُ … كُفْرٌ مَعَاذَ الله مِنْ كُفْرَانِ
3428 – وَحَقِيقَةُ الإلْحَادِ فيهَا المَيْلُ بالْـ … إشْرَاكِ والتَّعْطِيلِ والنُّكْرَانِ
3429 – فالمُلْحِدُونَ إذًا ثَلَاثُ طَوَائِفٍ … فَعَلَيْهِمُ غَضَبٌ مِنْ الرَّحْمنِ
3430 – المُشرِكُونَ لأنهُمْ سَمَّوا بِهَا … أوثَانَهُمْ قَالُوا إلهٌ ثَانِ
3431 – هُمْ شَبَّهُوا المخْلُوقَ بالخَلَّاقِ عَكْـ … سَ مُشَبِّهِ الخَلَّاقِ بالإنْسَانِ
__________
3423 – “إحداهما” أي أحد المدلولين. وقد تكرر استعمال “إحدى” للمذكر لضرورة الوزن، انظر: حاشية البيت 181 (ص).
(1) كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “انقسام”.
3427 – الإلحاد في اللغة: الميل عن القصد. فالإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل فيها عن الحق، كما ذكر الناظم. وانظر: كلامه عن الإلحاد في أسماء الله تعالى وأنواعه في بدائع الفوائد 1/ 153 – 154.
3430 – كتسميتهم اللات من الإله، والعزى من العزيز، وتسميتهم الأصنام آلهة. انظر: البدائع 1/ 153.

(3/745)


3432 – وكَذَاكَ أَهْلُ الاتِّحَادِ فَإنَّهُمْ … إخوَانُهُمْ مِنْ أقربِ الإخْوَانِ
3433 – أعْطُوا الوُجُودَ جَميعَهُ أسْمَاءَهُ … إذ كَانَ عَينَ اللهِ ذِي السُّلْطَانِ
3434 – والمشْرِكُونَ أَقَلُّ شِركًا مِنْهُمُ … هُمْ خَصَّصُوا ذَا الاسْمَ بالأوْثَانِ
3435 – وَلِذَاكَ كَانُوا أهْلَ شِرْكٍ عِنْدَهُمْ … لَوْ عَمَّمُوا مَا كَانَ مِنْ كُفْرَانِ
3436 – والمُلْحِدُ الثَّانِي فَذُو التَّعْطِيلِ إذْ … يَنْفِي حَقَائِقَها بِلَا بُرْهَانِ
3437 – مَا ثَمَّ غَيْرُ الاسْمِ أوِّلْه بِمَا … يَنْفِي الحَقِيقَةَ نَفْيَ ذِي البُطْلَانِ
3438 – فَالقَصْدُ دَفْعُ النَّصِّ عَنْ مَعْنَى الحَقيِـ … ـقَةِ فَاجْتَهِدْ فِيهِ بِلُطْفِ بَيَانِ
3439 – عَطِّلْ وَحرِّفْ ثُمَّ أوِّلْ وانْفِهَا … واقْذِفْ بِتَّجْسيمٍ وبالْكُفْرَان
3440 – لِلْمُثْبِتينَ حَقَائِقَ الأَسماءِ والْـ … أوْصَافِ بالأخْبَارِ والقُرْآن
3441 – فإذَا هُمُ احْتجُّوا عَلَيْك بها فَقُلْ … هذَا مَجازٌ وَهْوَ وضْعٌ ثَانِ
3442 – فإذَا غُلِبْتَ عن المجَازِ فَقُلْ لَهُمْ … لَا تُسْتَفَادُ حَقِيقَةُ الإيقَانِ
3443 – أَنَّى وَتِلْكَ أدِلَّة لَفْظِيَّةٌ … عُزِلَتْ عَنِ الإيقَانِ مُنذُ زَمَانِ
__________
3432 – سبق التعريف بهم في حاشية البيت رقم (265).
3433 – “أعطوا” ضبط في ف بفتح الطاء، والصواب أنه فعل الأمر من الإعطاء، حكاية لقول أهل الاتحاد، كما حكى قول المعطلة لما ذكرهم بعد بيتين.
3437 – ضبط “أوّله” في ف بفتح الأول والثاني على أنه فعل ماضٍ، والصواب أنه فعل الأمر، ويدل عليه البيت التالي. وفي طت، طه: “ذي بطلان”.
3438 – في ح، ط: “بلفظ”، وهو تحريف.
3441 – كذا في الأصلين وظ. وفي غيرها: “عليك فقل لهم”.
3442 – ب، ح: “الإيمان” ولعله تحريف، فإن المراد هنا: اليقين.
3443 – انظر: البيت 2087.

(3/746)


3444 – فَإذَا تَظافرَتِ الأدِلَّةُ كَثْرةً … وَغُلِبْتَ عَنْ تَقْرِيرِ ذَا بِبَيَانِ
3445 – فَعَلَيْكَ حِينَئذٍ بِقَانُونٍ وَضَعْـ … ــنَاهُ لِدَفْعِ أدِلَّةِ القُرْآنِ
3446 – وَلِكُلِّ نَصٍّ لَيْسَ يَقْبَلُ أَنْ يُؤَوَّ … لَ بِالمجَازِ وَلَا بِمَعْنىً ثَانِ
3447 – قُلْ عَارَضَ المنْقُولَ مَعْقُولٌ وَمَا الْـ … أمْرَانِ عِنْدَ العَقْلِ يَتَّفِقانِ
3448 – مَا ثَمَّ إِلَّا وَاحِدٌ مِنْ أرْبعٍ … مُتَقَابِلَاتٍ كُلُّها بِوِزَانِ
3449 – إِعْمَالُ ذَيْنِ وَعكْسُهُ أوْ نُلْغِيَ الـ … ــمَعْقُولَ مَا هذَا بِذِي إمْكَانِ
3450 – العَقْلُ أَصْلُ النَقْلِ وَهْوَ أبُوهُ إنْ … تُبْطِلْهُ يُبْطِلْ فَرْعَهُ التَّحْتَانِي
3451 – فَتَعَيَّنَ الإعْمَالُ لِلمعْقُولِ والْـ … إلْغَاءُ لِلمنْقُولِ بالقانون ذي الْبُرهان
3452 – إعْمَالُهُ يُفْضِي إلَى إلغَائِهِ … فاهْجُرْهُ هَجْرَ التَّرْكِ والنِّسْيَانِ
3453 – وَاللهِ لَمْ نَكْذِبْ عَلَيْهِمْ إنَّنا … وَهُمُ لَدَى الرَّحْمنِ مُخْتَصِمَانِ
__________
3449 – كذا بالنون في الأصلين ود. وفي ب: “يلغي” وفي غيرها: “تلغي”.
– يعني إعمال المعقول والمنقول جميعًا عند التعارض، وهذا جمع بين النقيضين، وهو محال. و”عكسه” أي إهمالهما جميعًا، وهو رفع للنقيضين، وهو محال أيضًا. وإلغاء المعقول أيضًا لا يمكن، لأنه يؤدي إلى إبطال الشرع، فإن الشرع لم يثبت إلا بالعقل. انظر: طه 2/ 128.
3451 – كذا ورد البيت مختلّ الوزن في الأصلين وغيرهما من النسخ الخطية وطت. وفيه ركن زائد. وقد سبقت عدة أمثلة للزيادة والنقص، وانظر: التعليق على البيت 578. وقد أصلح البيت في طع بحذف “بالقانون” وفي طه بتغيير النص على هذا الوجه: “للمنقول بالبرهان” (ص).
3453 – انظر في تقرير هذا القانون الذي ذكره الناظم عنهم: أساس التقديس للرازي، ص 130، المحصل له، ص 71، المواقف للإيجي، ص 40. وانظر في الرد عليه وتفنيده: درء تعارض العقل والنقل 1/ 78 وما بعدها، وفي مواضع كثيرة من الكتاب، الصواعق المرسلة 796 – 1551، مختصر الصواعق 1/ 83 وما بعدها، شرح العقيدة الطحاوية، ص 227 – 233.

(3/747)


3454 – وَهُنَاكَ يُجْزَى الملْحِدُونَ، وَمَنْ نَفَى الْـ … إلْحَادَ يُجْزَى ثَمَّ بالغُفْرَان
3455 – فاصْبِرْ قَلِيلًا إنَّما هِيَ سَاعَةٌ … يَا مُثْبِتَ الأوْصافِ للَّرحْمن
3456 – فَلَسَوْفَ تَجْني أجْرَ صَبْرِكَ حِينَ يَجْـ … ــني الغَيْرُ وِزرَ الإثْمِ وَالعُدْوَان
3457 – فالله سَائِلُنَا وَسَائِلُهُمْ عَنِ الْـ … إثْبَاتِ والتَّعْطِيلِ بَعْدَ زَمَان
3458 – فَأَعِدَّ حِينَئذٍ جَوَابًا كَافِيًا … عِنْدَ السُّؤالِ يَكُونُ ذَا تِبْيَانِ
3459 – هذَا وثَالِثُهمْ فَنَافِيهَا وَنَا … فِي مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ بالبُهْتَانِ
3460 – ذَا جَاحِدُ الرحْمنِ رَأْسًا لَمْ يُقِرَّ م … بِخَالِقٍ أَبَدًا وَلَا رَحْمنِ
3461 – هذَا هُوَ الإِلْحَادُ فَاحْذَرْهُ لعَلَّ م … الله أَن يُنْجِيكَ مِنْ نِيرانِ
3462 – وَتَفُوزَ بالزُّلْفَى لَديهِ وَجَنّةِ الْـ … ــمَأوَى مَعَ الغُفْرانِ والرِّضْوَان
3463 – لَا تُوحِشَنَّكَ غُرْبَةٌ بَينَ الوَرَى … فَالنَّاسُ كَالأمواتِ فِي الجَبَّانِ
3464 – أوَ مَا عَلِمْتَ بأنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ الْـ … ــغُرَبَاءُ حَقًّا عِنْدَ كُلِّ زَمَان
3465 – قُلْ لِي مَتَى سَلِمَ الرَّسُولُ وَصَحْبُهُ … وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ عَلَى الإِحْسَان
3466 – مِنْ جَاهِلٍ وَمُعَانِدٍ وَمُنَافِقٍ … وَمُحَاربٍ بِالبَغْيِ والطُّغْيَانِ
3467 – وَتَظُنُّ أَنَّكَ وَارِثٌ لَهُمُ وَمَا … ذُقْتَ الأذِيَّةَ قطُّ في الرَّحْمن
3468 – كَلَّا وَلَا جَاهدْتَ حَقَّ جِهَادِهِ … فِي اللهِ لَا بِيَدٍ وَلَا بِلسَانِ
3469 – مَنَّتْكَ وَاللهِ المُحَالَ النَّفْسُ فَاسْـ … ــتَحدِثْ سِوَى ذَا الرَّأْي وَالحُسْبَانِ
__________
3458 – في ف: “فاعتد”.
3463 – الجبّان والجبّانه: المقبرة، القاموس ص 1530. وفي طت وطع: “الحيّان” بالحاء والياء وهو تصحيف. وفي طه: “الحسبان”، تحريف (ص).
3464 – هذا البيت مقدم على الذي قبله في ب.
3466 – في طع: “والعدوان”.
3467 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “ذقت الأذى في نصرة الرحمن”.
3469 – في ف: “فاستنجدتَ سوى”، وهو تصحيف.

(3/748)


3470 – لَو كُنْتَ وَارِثَهُ لآذاكَ الألُى … وَرِثُوا عِدَاهُ بِسَائِرِ الألْوَانِ
* * *

فصلٌ في النَّوعِ الثَّانِي مِنْ نوعي توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ المخالفِ لتوحيدِ المعطلينَ [والمشركينَ (1)]3471 – هذا وَثَانِي نَوعَيِ التَّوْحِيد تَوْ … حِيدُ العِبادَةِ مِنْكَ لِلرَّحْمنِ
3472 – ألَّا تَكُونَ لِغَيْرهِ عَبْدًا وَلَا … تَعْبدْ بِغَيْرِ شَرِيعَةِ الإيمَانِ
3473 – فَتَقُومَ بالإسْلَامِ والإيمَانِ وَالْـ … إحْسَانِ فِي سِرٍّ وَفِي إعْلَانِ
3474 – وَالصِّدْقُ والإخْلَاصُ رُكْنَا ذَلِكَ التَّـ … ــوحِيدِ كالرُّكْنَيْنِ للبُنْيَانِ
3475 – وَحَقِيقَةُ الإخْلَاص تَوْحيدُ المُرا … دِ فَلَا يُزَاحِمُهُ مُرَادٌ ثَانِ
3476 – لَكِنْ مُرادُ العَبْدِ يَبْقَى وَاحِدًا … مَا فِيهِ تفْرِيقٌ لَدَى الإِنْسَانِ
3477 – إنْ كَانَ ربُّكَ وَاحِدًا سُبْحَانَهُ … فَاخْصُصْهُ بالتَّوْحِيدِ مَعْ إحسَانِ
3478 – أَوْ كَانَ رَبُّكَ وَاحِدًا أنشَاكَ لَمْ … يَشْرَكْهُ إذْ أنْشَاكَ رَبٌّ ثَانِ
3479 – فَكَذَاكَ أيْضًا وَحْدَهُ فاعْبُدهُ لَا … تعْبُدْ سِوَاهُ يَا أخَا العِرْفَانِ
3480 – وَالصِّدْقُ تَوْحِيدُ الإرَادَةِ وَهْوَ بَذْ … لُ الجُهْدِ لَا كَسِلًا وَلَا مُتَوانِي
__________
3470 – في طع: “لآذتك”. في ف، ظ، س: “بسائر الأكوان”.
(1) ما بين الحاصرتين من غير الأصل. وفي طت، طه: “المشركين والمعطلين”.
3472 – كما في قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
3476 – في ف: “القلب” وفي حاشيتها أشير إلى هذه النسخة.
3478 – في ف، طع: “إن أنشاك”، وسهّل الهمزة للوزن.
– أشير في حاشية الأصل إلى أن في نسخة: “ربك وحده”.
3480 – أصله: “متوانيًا”.

(3/749)


3481 – وَالسُّنَّةُ المُثْلَى لِسَالِكِها فَتَوْ … حِيدُ الطَّرِيقِ الأَعْظَمِ السُّلْطَانِي
3482 – فَلِواحِدٍ كُنْ وَاحِدًا فِي وَاحِدٍ … أَعْنِي سَبِيلَ الحَقِّ وَالإيمَانِ
3483 – هذِي ثَلاثٌ مُسْعِدَاتٌ لِلَّذِي … قَدْ نَالَهَا وَالفضْلُ لِلمَنَّان
3484 – فَإذَا هِيَ اجْتَمَعَتْ لِنْفسٍ حُرَّةٍ … بَلَغَتْ مِنْ العَلْيَاءِ كُلَّ مَكَانِ
3485 – للهِ قَلْبٌ شَامَ هَاتِيكَ البُرُو … قَ مِنَ الخِيَامِ فهَمَّ بالطَّيَرانِ
3486 – لَوْلَا التَّعَلُّلُ بِالرجَا لتَصَدَّعَتْ … أَعْشَارُهُ كَتَصدُّعِ البُنْيَان
3487 – وَتَراهُ يَبْسُطُهُ الرَّجَاءُ فَيَنْثَنِي … مُتَمَايِلًا كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ
3488 – ويعُودُ يَقْبِضُهُ الإيَاسُ لِكَوْنِهِ … مُتَخَلِّفًا عَنْ رُفْقَةِ الإحْسَانِ
__________
3482 – قوله: “فلواحد … ” إلى آخره يعني به توحيد المراد، وهو إخلاص العبادة لله عزّ وجل. وتوحيد الإرادة. وهو الصدق. وئوحيد الطريق، وهو سنّة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
3483 – في الأصلين: “هى ثلاث”.
3484 – كذا في الأصلين ود، ط. وفي غيرها: “كل أمان” والبيت أصله للمتنبي ضمّنه الناظم مع تصرف يسير.
3485 – شام البرق: نظر إليه أين يقصد وأين يمطر. انظر: اللسان 12/ 330.
وحاصل كلام الناظم في هذا البيت والأبيات بعده هو الثناء على القلب الذي لاحت له أنوار منزلة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} فسابق الخطا إليها، وسارع فيها، يحدوه الرجاء والخوف، فهو بين بسط الرجاء، وقبض الخوف. فسار في سبيل العبودية الحقة بإخلاص النية لله تعالى، وصدق الاتباع لنبيه – صلى الله عليه وسلم -. والله أعلم. انظر: المدارج 2/ 81- 86.
– الأبيات من هنا إلى نهاية الفصل حذفت من (طه) دون تنبيه.
3486 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “بالرجاء تصدعت”. و”تصدعت أعشاره” يعني: تشققت أجزاؤه.
3488 – الرُفقة، مثلثة: جماعة ترافقهم. القاموس ص 1145. وقد ضبط في ف بالضم.

(3/750)


3489 – فَتَراهُ بَيْنَ القَبْضِ والبَسْطِ اللَّذا … نِ هُمَا لأُفْقِ سَمَائِهِ قُطْبَانِ
3490 – وَبَدَا لَهُ سَعْدُ السُّعُودِ فَصَارَ مَسْـ … ـــرَاهُ عَلَيْهِ لَا عَلَى الدَّبَرَانِ
3491 – لِلَّهِ ذَيَّاكَ الفَرِيقُ فإنَّهُمْ … خُصُّوا بِخَالِصَةٍ مِنَ الرحْمنِ
3492 – شُدَّتْ رَكَائِبُهمْ إِلَى مَعْبُودِهمْ … وَرَسُولِه يَا خَيْبَةَ الكَسْلَانِ
* * *

فصلٌ (1)
3493 – وَالشِّرْكَ فَاحْذَرْهُ فَشِرْكٌ ظَاهِرٌ … ذَا القِسْمُ لَيْسَ بِقَابِلِ الغُفْرَانِ
3494 – وَهُوَ اتِّخَاذُ النِّدِّ لِلرَّحْمنِ أيِّـ … ـــًا كَانَ مِنْ حَجَرٍ وَمِنْ إِنْسَانِ
3495 – يَدْعُوهُ بَلْ يَرْجُوهُ ثُمَّ يَخَافُهُ … وَيُحِبُّهُ كَمَحَبَّة الدَّيَّانِ
__________
3489 – “اللذان”: كذا في الأصلين وغيرهما مكان “اللذَين”، من غير ضرورة (ص).
3490 – “له” سقطت من الأصلين.
– في ف: “فصار يراه” وهو تحريف.
– سعد السعود: كوكب نيّر منفرد، والدبران: نجم بين الثريا والجوزاء، وانظر: ما سبق عنهما في حاشية البيت 31.
وقد كنى الناظم بسعد السعود هنا عن طريق الخير تفاؤلًا حيث إنه طريق السعادة والنجاة، وبالدبران عن طريق الشرّ حيث إنها تدبر بصاحبها عن النجاة، وتورده المهالك. والإدبار مذموم في الجملة.
3491 – “ذيّاك”: تصغير ذاك. وفي ف: “ذاك” خطأ.
(1) “فصل” والبيت الذي يليه ساقط من ف.
3493 – كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48, 116].
– “ذا القسم” ساقطة من (ظ).
3495 – ما عدا الأصلين. “أو يرجوه”.

(3/751)


3496 – وَاللهِ مَا سَاوَوْهُمُ باللهِ فِي … خَلْقٍ وَلَا رِزْقٍ وَلَا إِحْسَان
3497 – فَاللهُ عِنْدَهُمُ هُوَ الخلَّاقُ والرَّ … زَّاقُ مُولي الفَضْلِ والإحْسَانِ
3498 – لَكِنَّهُمْ سَاوَوْهُمُ باللهِ فِي … حُبٍّ وَتَعْظِيمٍ وَفِي إيمَان
3499 – جَعَلُوا مَحَبَّهُمْ مَعَ الرَّحْمنِ مَا … جَعَلُوا المحَبَّةَ قَطُّ لِلرَّحْمن
3500 – لَوْ كَانَ حُبَّهُمُ لأَجْلِ الله مَا … عَادَوا أَحِبَّتَهُ عَلَى الإيمَان
3501 – وَلَمَا أحَبُّوا سُخْطَهُ وَتَجَنَّبُوا … مَحْبُوبَهُ وَمَواقِعَ الرِّضْوَان
3502 – شَرْطُ المحَبَّةِ أَنْ تُوافِقَ مَنْ تُحبُّ م … عَلَى مَحَبَّتِهِ بِلَا عِصْيَانِ
3503 – فَإِذَا ادَّعَيْتَ لَهُ المحَبَّة مَعْ خِلَا … فِكَ مَا يُحِبُّ فأَنْتَ ذُو بُهْتَان
3504 – أَتُحِبُّ أَعْدَاءَ الحَبِيبِ وَتَدَّعِي … حُبًّا لَهُ مَا ذَاكَ فِي إمْكَانِ
3505 – وَكَذَا تُعَادِي جَاهِدًا أحْبَابَهُ … أَيْنَ المحَبَّةُ يَا أَخَا الشَّيْطَانِ
3506 – لَيْسَ العِبَادَةُ غَيْرَ تَوْحِيدِ المحَبَّـ … ـــةِ مَعْ خُضُوعِ القَلْبِ والأرْكَان
3507 – والحُبُّ نَفْسُ وِفَاقِهِ فِيمَا يُحِبُّ م … وَبُغْضُ مَا لَا يَرْتَضِي بِجَنَانِ
3508 – وَوِفَاقُهُ نَفْسُ اتِّبَاعِكَ أَمْرَهُ … وَالقَصْدُ وَجْهُ الله ذِي الإحْسَانِ
__________
3496 – كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت: 61]. وأمثالها من الآيات.
3497 – في ف: “والله”.
3499 – كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} [البقرة: 165].
3504 – كما قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22].
3505 – في س: “جاهرًا”.

(3/752)


3509 – هذَا هُوَ الإحْسَانُ شَرْطٌ فِي قَبُو … لِ السَّعْي فَافْهَمْهُ مِنَ القُرْآنِ
3510 – وَالاتِّبَاعُ بِدُونِ شَرْعِ رَسُولِهِ … عَيْنُ المُحَالِ وأبطَلُ البُطْلَانِ
3511 – فَإذَا نَبذْتَ كِتَابَهُ ورَسُولَهُ … وتَبِعْتَ أمْرَ النَّفْسِ والشَّيْطَان
3512 – وَتَخِذْتَ أنْدادًا تُحِبُّهُمُ كَحُبِّ م … الله كنْتَ مُجَانِبَ الإيمَانِ
3513 – ولَقَدْ رَأيْنَا مِنْ فَريقٍ يَدَّعِي الْـ … إسْلَامَ شِرْكًا ظَاهِرَ التِّبْيَان
3514 – جَعَلُوا لَهم شُرَكَاءَ وَالَوْهُمْ وَسَوَّ … وْهُمْ بِهِ فِي الحُبِّ لَا السُّلْطَانِ
3515 – واللهِ مَا سَاوَوْهُمُ باللَّهِ بَلْ … زَادُوْا لَهُمْ حُبًّا بلا كِتْمَانِ
3516 – واللهِ مَا غَضِبُوا إذَا انْتُهِكَتْ مَحَا … رِمُ رَبِّهِمْ فِي السِّرِّ والإعْلَانِ
3517 – حَتَّى إذَا مَا قِيلَ فِي الوَثَنِ الَّذِي … يَدْعُونَهُ مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ
__________
3509 – كما في قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [النساء: 125] وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2].
3510 – كما في قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} [النساء: 65].
3511 – هذا البيت سقط من (د) بعدما كتب ناسخها عجزه مكان عجز البيت السابق.
3513 – إشارة إلى الذين يصلُّون ويصومون ويدعون الإسلام، وهم قد اتخذوا من دون الله أولياء من أصحاب القبور وغيرهم، يصرفون لهم من العبادة ما لا ينبغي أن يكون إلا لله تعالى، ويزعمون أنهم يقربونهم إلى الله عزّ وجل، وتلك سيرة أهل الجاهلية الأولى. انظر: كلام الناظم في المدارج 1/ 348 – 352.
3514 – “لهم” كذا في الأصلين وغيرهما. والمعنى أنهم اتخذوا لأنفسهم شركاء سوّوهم بالله في الحبّ. وفي ح، ط: “له” (ص).
3515 – في طع: “زادوهم”.
3517 – يعني: إذا وُصِف وَثَنُهم بما فيه من نقص وعجز.

(3/753)


3517 – فأجَارَكَ الرحمنُ مِنْ غَضَبٍ وَمِنْ … حَربٍ وَمِنْ شَتْمٍ وَمِنْ عُدوَانِ
3519 – وَأجَارَكَ الرحمنُ مِنْ ضَربٍ وتَعْـ … ـزيرٍ وَمِنْ سَبٍّ ومِنْ سَجَّانِ
3520 – والله لَوْ عَطَّلْتَ كُلَّ صِفَاتِهِ … مَا قَابَلُوكَ بِبَعْضِ ذَا العُدوَانِ
3521 – والله لَوْ خَالَفْتَ نَصَّ رَسُولهِ … نَصًّا صَريحًا وَاضِحَ التِّبْيَانِ
3522 – وَتَبِعتَ قَوْلَ شُيُوخِهِمْ أوْ غَيْرِهمْ … كُنْتَ المُحَقِّقَ صَاحِبَ العِرْفَانِ
3523 – حَتَّى إذَا خَالَفْتَ آراءَ الرِّجَا … لِ بِسُنّةِ المبْعُوثِ بالقُرْآنِ
3524 – نَادَوْا عَلَيكَ بِبِدعَةٍ وَضَلَالَةٍ … قَالُوا وَفِي تَكْفِيرِهِ قَوْلَانِ
3525 – قالُوا تَنَقَّصْتَ الكِبَارَ وَسَائرَ الـ … ـعُظَماءِ بَلْ جَاهَرْتَ بِالبُهْتَانِ
3526 – هَذَا وَلَمْ تَسلُبْهُمُ حَقًا لَهُمْ … لِتَكُونَ ذَا كَذِبٍ وَذَا عُدْوَانِ
3527 – وَإذَا سَلَبْتَ عُلُوَّهُ وكلامَه … وصفاتِه العليا بِلَا كِتْمَانِ
__________
3518 – كتب ناسخ ف: “شتم”، ثم ضرب عليه وكتب: “كلَب”. وفي حاشيتها إشارة إلى أن في نسخة: “شتم”.
3519 – د: “ضرب وتغريم وتعزير ومن سجان”.
– “سَجّان “: كذا في ف مضبوطًا بالشدّة، وكذا في النسخ الأخرى التي بين أيدينا. ولم يتضح في سورة الأصل أنها سجان أو تسجان كما في طت وطه. هذا، ولم يرد “تسجان” في كتب اللغة (ص).
3520 – ب، ظ: “ذا بهوان”.
3523 – في د، ح، ط: “لسنة”.
3525 – د، ح، ط: “سائر العلماء”.
3526 – في ف: “شيئًا لهم” وأشير في حاشيتها إلى نسخة “حقًا”.
– “تسلب … ليكون”: كذا في الأصل، وهو الصواب. وفي غيره: “نسلب … ليكون”. وفي ف لم يعجم حرف المضارع في الفعل الأول.
2527 – كذا في الأصلين. وفي ظ:
وإذا سلبت كلامه وعلوّه … وصفاته جهرًا بلا كتمان
وفي د، ط: “صفاته وعلوه وكلامه”، وفي ب: “علوّه وصفاته” وسقط “وكلامه”.

(3/754)


3528 – لَمْ يَغْضَبُوا، إذْ لَمْ يَكُنْ يُرْضِيهِمُ … لا حَبَّذا ذاكَ الفَرِيقُ الجانِي
3529 – والأمرُ واللهِ العَظِيمِ يَزيدُ فَوْ … قَ الوَصْفِ يَعرِفُه أولو العِرفانِ
3530 – وإذا ذَكَرتَ اللَّه تَوْحيدًا رَأَيْـ … ـتَ وُجُوهَهُمْ مَكْسُوفَةَ الأَلْوَانِ
3531 – [بَلْ يَنْظُرونَ إليكَ شَزْرًا مِثْلَ مَا … نَظَرَ التُّيوسُ إلَى عَصَا الجُوبَان]3532 – وَإذَا ذَكَرْتَ بِمِدْحَةٍ شُرَكَاءَهم … يَسْتَبشِرُونَ تَبَاشُرَ الفَرْحَانِ
3533 – واللهِ مَا شَمُّوا رَوَائِحَ دِينهِ … يَا زَكْمَةً أَعيَتْ طَبِيبَ زَمَانِ
__________
3528 – كذا ورد “إذ” في الأصلين. وفى غيرهما: “إن” والمعنى أنك إذا سلبت علوّ الله وكلامه وصفاته الأخرى لم يغضبوا، لأن إثبات ذلك لم يكن مما يرضيهم، فأنت وافقتهم بنفيك صفات الله سبحانه.
ونصّ هذا البيت في ب، ح، ط:
لم يغضبوا بل كان ذلك عندهم … عين الصواب ومقتضى الإحسان
ثم أثبت في ب: “إن لم يكن يرضيهم … الجاني” على أنه بيت مستقل، كما أثبت في ظ، د، س: “بل كان ذلك … الإحسان” بيتًا مستقلًا. ولعل الناظم غيّر في البيت، فأثبت النسّاخ الوجهين على أن أحدهما بيت آخر (ص).
3529 – كذا في الأصلين ود، س، ح. وفي غيرها: “لا يخفى على العميان”.
3530 – الكسوف في الوجه: الصفرة والتغيّر. ورجل كاسف الوجه: عابسه من سوء الحال. اللسان 9/ 299.
3531 – نظرٌ شَزْرٌ: فيه إعراض كنظر المعادي المبغض، وقيل: هو نظر على غير
استواء بمؤخر العين، وقيل: هو النظر عن يمين وشمال. وأكثر ما يكون في حال الغضب. اللسان 4/ 404.
– الجُوبان: الراعي والحارس، انظر ما سبق في حاشية البيت 1952 (ص).
– لم يرد هذا البيت في الأصلين.
3532 – ط: “يتباشرون تباشر … “.
– وذلك كحال الذين قال الله تعالى عنهم: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45].
3533 – د: “ما اشتمُّوا”.

(3/755)


فصلٌ في صَفِّ العسكرينِ وتقابلِ الصفَّينِ واستدارةِ رحى الحرب العوانِ وتصاولِ الأقرانِ
3534 – يَا مَنْ يَشُبُّ الحربَ جَهْلًا مَا لَكُمْ … بِقِتَالِ حِزْبِ اللهِ قَطُّ يَدَانِ
3535 – أَنَّى يُقاوِمُ جُنْدُكُمْ لِجُنُودِهِم … وَهُمُ الهُداةُ ونَاصِرُو الرحْمنِ
3536 – وجُنُودُكُم مَا بَينَ كَذَّابٍ وَدَجَّـ … ـالٍ وَمُحْتَالٍ وَذِي بُهْتَانِ
3537 – [مِنْ كُلِّ أرْعَنَ يَدَّعِي المعْقُولَ وَهْـ … ـوَ مُجَانِبٌ لِلعَقْلِ والإيمَانِ
3538 – أَوْ كُلِّ مُبتَدعٍ وَجَهْمِيٍّ غَدَا … فِي قَلْبِهِ حَرَجٌ مِنَ القُرْآنِ
3539 – أَوْ كُلِّ مَنْ قَدْ دَانَ دِينَ شُيُوخِ أَهْـ … ـلِ الاعْتِزَالِ البَيِّنِ البُطْلَانِ
3540 – أَوْ قَائِلٍ بالاتِّحَادِ وَإنَّهُ … عَينُ الإلهِ وَمَا هُنَا شَيْئَانِ
3541 – أَوْ مَنْ غَدَا فِي دِينِهِ مُتَحَيِّرًا … أتْبَاعِ كُلِّ مُلَذَّدٍ حَيْرَانِ]__________
3534 – هذا البيت ساقط من (ف) وقد أثبته بعضهم في حاشية ف، وفيها: “جند الله”.
3535 – طت، طه: “أنّى تقوم جنودكم”.
– في ح: “لجنوده”.
– في طع: “عسكر الرَّحمن” وقد أشير إلى هذه النسخة في حاشية د.
– في طع: “ناصرو القرآن”.
3536 – ضبط “محتال” في ف بالحاء المهملة والخاء المعجمة، وفوقها: “معًا”.
3537 – الأرعن: الأهوج في منطقه، والأحمق المسترخي. اللسان 13/ 182.
3539 – “أهل” ساقطة من ب.
– سبق التعريف بأهل الاعتزال في التعليق على مقدمة المؤلف.
3540 – انظر: حاشية البيت 265.
– في ظ، طع: “هما شيئان”.
3541 – “ملدد”: سبق تفسيره في حاشية البيت 1414. =

(3/756)


3542 – وَجُنُودُهُم جِبْرِيلُ مَعْ مِيكَالَ مَعْ … بَاقِي الملائِكِ نَاصِري القُرآنِ
3543 – وَجميعُ رُسْلِ اللهِ مِنْ نُوحٍ إِلَى … خَيرِ الوَرَى المبْعُوثِ مِنْ عَدْنَانِ
3544 – فَالقلْبُ خَمْستُهُم أُولو الْعَزْمِ الأُلى … فِي سُورةِ الشُّورَى أَتَوا بِبَيَانِ
3545 – فِي أوَّلِ الأحْزَابِ أيضًا ذِكرُهُم … هُمْ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ إنسَانِ
3546 – وَلِواؤُهُم بِيَدِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ … والكُلُّ تَحْتَ لِواءِ ذِي الفُرْقانِ
3547 – وَجَمِيعُ أصْحابِ الرَّسُولِ عِصَابَةُ الْـ … إسْلَامِ أهلُ العِلْمِ والإيمَانِ
3548 – والتابِعُونَ لَهُمْ بإحْسَانٍ عَلَى … طَبَقَاتِهِم فِي سَائِرِ الأزْمَانِ
3549 – أَهْلُ الحَدِيثِ جَمِيعُهُم وأئِمَّةُ الْـ … ـفَتْوَى وَأهْلُ حَقَائِقِ العِرْفَانِ
3550 – العَارِفُونَ بِربِّهِم ونَبِيِّهم … وَمَراتِبِ الأعْمَالِ فِي الرُّجْحَانِ
3551 – صُوفِيّةٌ سُنِّيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ … لَيسُوا أُولي شَطْحٍ وَلَا هَذَيَانِ
3552 – هَذَا كَلَامُهُمُ لَدَيْنَا حَاضِرٌ … مِنْ غَيْرِ مَا كَذِبٍ وَلَا كِتْمانِ
__________
= – لم ترد هذه الأبيات الخمسة في الأصلين، والظاهر أن المؤلف حذفها في النسخة الأخيرة. وقد كتبها بعضهم في حاشية ف.
3543 – يعني النبي.
3544 – وذلك في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13].
3545 – وذلك في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7].
3549 – في طع: “أصل حقائق”، تحريف.
3551 – “صوفية”: هكذا في جميع النسخ، ومراد الناظم -رحمه الله تعالى- بها أهل الاستقامة من الزهاد بدليل ما ذكره من أنهم ليسوا أولي شطح ولا هذيان.

(3/757)


3553 – فَاقْبَلْ حَوَالَةَ مَنْ أَحَالَ عَلَيهِمُ … هُم أمْليَاءُ وصاحبو إمْكَانِ
3554 – فَإذَا بَعَثْنَا غَارَةً مِنْ أُخْرَيَا … تِ العَسْكَرِ المنْصورِ بالقُرْآنِ
3555 – طَحَنَتْكُمُ طَحْنَ الرَّحَى لِلْحَبِّ حَتَّـ … ـى صِرتُمُ كَالبَعْر فِي القِيعانِ
3556 – أنَّى يُقَاوِمُ ذِي العَسَاكِرَ طَمطَمٌ … أَوْ تِنْكِلوشَا أَوْ أَخو اليُونَانِ
__________
3553 – “أملياء”: جمع المَليء، وهو: الثقة الغني. يقول الشيخ هراس: “يعني أن كلام هؤلاء السادة الأخيار في إثبات صفات الله عزّ وجل موجود عندنا بالنقل الصحيح عنهم، لم يفتروا فيه على الله الكذب، ولم يكتموا منه شيئًا، فإذا أحلت على أحد منهم فاقبل تلك الحوالة ولا ترفضها، فإنها حوالة على غني مليء، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: “إذا أحيل أحدكم على مليء فليتبع”
انظر: شرحه 2/ 145 – 146 (ص).
– “صاحبوا إمكان”: كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “أولو إمكان”.
3555 – في الأصل: “طحنتهم”.
– أشير في حاشية ف إلى أن في نسخة أخرى: “لكنّ النخالةَ طِحنُ ذا الطحّانِ”.
3556 – طمطم: لم أقف له على ترجمة، إلا أن ابن عيسى في شرح النونية (2/ 274) ذكر أنه من فلاسفة الهند. ثم إني وقفت على اسمه في كتاب (العلوم العقلية في المنظومات العربية)، حيث ذكر صاحب الكتاب أن هناك منظومة في علم الزايرجه لطمطم الهندي، وذكر أنها في مخطوطة مكتبة طلعت بدار الكتب بالقاهرة، رقم: مجاميع 904 (2)، الرسالة الثانية ضمن مجموع، الصفحات: 65/ أ – 72/ أ. انظر: العلوم العقلية في المنظومات العربية لجلال شوقي، ص 752.
– في ح: “تنكلوش” تنكلوشا: أحد علماء الفلك، وله كتاب (درج الفلك في الأحكام). انظر: كشف الظنون 1/ 745. وذكره ابن النديم في الفهرست باسم (تينكلوس البابلي)، وقال: “هذا أحد السبعة العلماء الذين ردّ إليهم الضحاك البيوت السبعة التي بنيت على أسماء الكواكب السبعة، وله من الكتب: كتاب الوجوه والحدود”. الفهرست ص 433.

(3/758)


3557 – أَعْنِي أرِسْطُو عَابِدَ الأوثَانِ أَوْ … ذَاكَ الكَفُورُ مُعَلِّمُ الألْحَانِ
3558 – ذَاكَ المعلِّمُ أوَّلًا لِلْحَرفِ وَالثَّـ … ـانِي لِصَوْتٍ بِئْسَتِ العِلْمَانِ
3559 – هَذَا أسَاسُ الفِسقِ والحَرْفُ الَّذِي … وَضَعُوا أسَاسُ الكُفْرِ والهَذَيانِ
3560 – أَوْ ذَلِكَ المخْدُوعُ حَامِلُ رَايةِ الْـ … إلْحَادِ ذَاكَ خَليفَةُ الشَّيطَان
3561 – أعْنِي ابْنَ سِينَا ذَلِكَ الْمَحْلُولَ مِنْ … أَدْيَانِ أهْلِ الأرْضِ ذَا الكُفْرَانِ
3562 – وَكَذَا نَصِيرُ الشِّركِ فِي أتبَاعِهِ … أَعْدَاءِ رُسْلِ اللهِ والإيمَانِ
3563 – نَصَرُوا الضَّلَالَةَ مِنْ سَفَاهَةِ رَأْيهِم … وَغَزَوا جُيُوشَ الدِّينِ وَالإيمَانِ
3564 – فَجَرى عَلَى الإسْلَامِ مِنْهُمْ مِحْنَةٌ … لَم تَجْرِ قَطُّ بِسَالِفِ الأزْمَانِ
3565 – أَوْ جَعْدُ أوْ جَهْمٌ وأَتْبَاعٌ لَهُ … هُم أمَّةُ التعْطِيل والبُهْتَانِ
3566 – أوْ حفْصُ أو بِشرٌ أو النَّظَّامُ ذَا … كَ مُقَدَّمُ الفُسَّاقِ والمُجَّانِ
__________
3557 – سبقت ترجمة أرسطو عند البيت رقم (481).
– يعني بمعلم الألحان: أبا نصر الفارابي، وقد سبقت ترجمته في حاشية البيت 497.
3558 – “ذاك المعلم”: يعني أرسطو. حيث إنه وضع للفلاسفة التعاليم الحرفية.
– “والثاني”: يعني الفارابي الذي وضع التعاليم الصوتية.
– أنث المذكر في “بئست العلمان” للضرورة. انظر حاشية البيت 228 (ص).
3559 – “هذا”: أي التعاليم الصوتية الموسيقية.
– “والحرف … “: أي التعاليم المنطقية.
3561 – تقدمت ترجمته في حاشية البيت رقم (94).
3562 – تقدمت ترجمته في حاشية البيت رقم (487).
– وهذا البيت ساقط من (س)، ومثبت في الهامش.
3564 – في س: “بسائر الأزمان”.
3565 – تقدمت ترجمة جعد. انظر: البيت رقم 50.
– تقدمت ترجمة جهم عند البيت رقم (40).
3566 – حفص الفرد: ضال مبتدع صاحب كلام، يكنى أبا عمرو، وهو من أكابر =

(3/759)


3567 – وَالجَعْفَرَانِ كَذَاكَ شَيْطَانٌ وَيُدْ … عَى الطَّاقَ لَا حُيِّيتَ مِنْ شَيْطَانِ
3568 – [وكذلِكَ الشَّحَّامُ والنَّجَّارُ والـ … ـعَلاَّفُ أهْلُ الجَهْلِ بِالقُرْآنِ
__________
= المجبرة نظير للنجار، كان من أهل مصر، قدم البصرة فسمع بأبي الهذيل واجتمع معه وناظره فقطعه أبو الهذيل، وكان أولًا معتزليًا ثم قال بخلق الأفعال، وله مصنف في الرد على المعتزلة. الفهرست ص 314، ميزان الاعتدال 1/ 564.
– بشر بن غياث بن أبي كريمة أبو عبد الرحمن المريسي، المتكلم شيخ المعتزلة، وأحد من أضلَّ المأمون، كان ينظر أولًا في شيء من الفقه، فأخذ عن أبي يوسف، وروى الحديث عنه وعن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة وغيرهم، ثم غلب عليه علم الكلام، وقد نهاه الشافعي عن تعاطي علم الكلام فلم يقبل منه، كان يقول بخلق القرآن، وكان مرجئًا، تنسب إليه المريسية من المرجئة، ويقال: إن أباه كان يهوديًا صبَّاغًا بالكوفة. مات بشر سنة 218، وقيل سنة 220 للهجرة. البداية والنهاية 10/ 294، السير 10/ 199.
– تقدمت ترجمة النظام. انظر البيت 1644.
3567 – الجعفران: جعفر بن حرب الهَمَذاني المتوفى بعد الثلاثين ومائتين، وجعفر بن مبشر الثقفي المتوفى سنة أربع وثلاثين ومائتين. وكلاهما من رؤوس المعتزلة، وإليهما تنسب فرقة الجعفرية من المعتزلة. الفرق بين الفرق ص 180 – 182، ميزان الاعتدال 1/ 405، 414، طبقات المعتزلة ص 73، 76.
– شيطان الطاق: في حاشية ف أن في نسخة: “يقال الطاق” وهو أبو جعفر الأحول، واسمه محمد بن النعمان الملقب بشيطان الطاق، والرافضة تلقبه بمؤمن الطاق، كان في زمن جعفر الصادق وعاش بعده مدة، وإليه تنسب فرقة الشيطانية من الإمامية الرافضة. انظر: الفرق بين الفرق ص 89، الفهرست ص 308.
3568 – الشحام: هو أبو يعقوب يوسف بن عبد الله بن إسحاق الشحام، من صغار أصحاب أبي الهذيل، وهو أستاذ الجبائي، وضلالاته كضلالات الجبائي، وإليه انتهت رئاسة المعتزلة في البصرة في وقته، وتنسب إليه فرقة الشحامية من المعتزلة. طبقات المعتزلة ص 71، الفرق بين الفرق ص 190. =

(3/760)


3569 – واللهِ مَا فِي القَوْمِ شَخْصٌ رَافِعٌ … بِالوَحْي رَأْسًا بَلْ بِرَأي فُلَانِ]3570 – وَخِيَارُ عَسكَرِكُم فَذَاكَ الأشْعَرِيُّ … القَرْمُ ذَاكَ مُقَدَّمُ الفُرسَانِ
3571 – لَكِنَّكُم واللهِ مَا أنْتُم عَلَى … إثبَاتِهِ والحَقُّ ذو بُرْهَانِ
3572 – هُوَ قَالَ إِنَّ الله فَوْقَ العَرشِ وَاسْـ … ـتَوْلَى مَقَالَةُ كُلِّ ذِي بُهْتَانِ
3573 – فِي كُتْبهِ طُرًّا وَقَرَّرَ قَوْلَ ذِي الْـ … إثْبَاتِ تَقْرِيرًا عَظِيمَ الشَّانِ
3574 – لكِنَّكُم أكفَرْتُمُوهُ فإنَّكم … أكفرتُمُ مَن قال ذا، فَدَعاني
3575 – مِن كِبْرِكُم في جَهْلِكم ثم انْظُروا … ثُم اعْذُرُوا أو كَفِّروا ببيانِ
__________
= – النجار: أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله النجار، كان حائكًا في طراز العباس بن محمد الهاشمي، من جلَّة المجبرة ومتكلميهم، وتنسب إليه فرقة النجارية، وله من الكتب: كتاب الاستطاعة، وكتاب المخلوق، وكتاب الصفات والأسماء، وغيرها. الفهرست ص 313، الفرق بين الفرق ص 217.
– العلّاف: أبو الهذيل محمد بن الهذيل البصري العلاف، رأس المعتزلة، ولد سنة 131 هـ، وأخذ الكلام عن عثمان بن خالد الطويل. وكان يزعم أن نعيم الجنة وعذاب النار ينتهي بحيث إن حركات أهل الجنة تسكن حتى لا ينطقون بكلمة. طال عمره حتى جاوز التسعين، وقيل المائة، ومات سنة 227، وقيل سنة 235. السير 10/ 542، الفهرست ص 285، طبقات المعتزلة ص 44.
3569 – لم يرد البيتان في الأصلين. وقد وردا في ب، ظ، د، س بعد البيت التالي، وذلك خطأ. وقد أثبتناهما كما في ح، ط (ص).
3570 – الأشعري. تقدمت ترجمته عند البيت رقم (964).
القَرْم من الرجال: السيّد المعظم. اللسان 12/ 473.
3573 – انظر مثلًا: الإبانة عن أصول الديانة ص 97، رسالة إلى أهل الثغر ص 232. وانظر ما سبق في الأبيات: 1357 – 1359.
3574 – كذا ورد هذا البيت في الأصلين. وفي غيرهما:
لكنكم أكفرتموه وقلتم … من قال هذا فهو ذو كفرانِ
3575 – لم يرد هذا البيت إلّا في الأصلين.

(3/761)


3576 – [فَخِيَارُ عَسْكَرِكمْ فَأنْتُم مِنْهُمُ … بُرَآءُ إذْ قَربُوا مِنَ الإيمَانِ]3577 – هَذِي العَسَاكِرُ قَدْ تَلاقَتْ جَهْرةً … وَدَنَا القِتَالُ وَصِيحَ بالأقْرَانِ
3578 – صُفُّوا الجُيُوشَ وَعبِّئُوهَا وابرُزُوا … لِلْحَرْبِ واقْترِبُوا مِنَ الفُرْسَانِ
3579 – فَهُمُ إِلَى لُقيَاكُمُ بِالشَّوْقِ كَي … يُوفُوا بِنَذْرِهِمُ مِنَ القُرْبَانِ
3580 – وَلَهُم إِلَيْكُمْ شَوْقُ ذِي قَرَم فَمَا … يَشْفِيهِ غَيْرُ مَوَائِدِ اللُّحْمَانِ
3581 – تَبًّا لَكُمْ لَوْ تَعْقِلُونَ لَكُنْتُمُ … خَلْفَ الخُدُورِ كأضْعَفِ النِّسْوَانِ
3582 – مِنْ أينَ أَنتم والحَديثُ وَأهْلُهُ … والوَحْيُ والمعْقُولُ بِالبُرهَانِ
3583 – مَا عِنْدَكُم إلَّا الدَّعَاوَى والشكَا … وَى أَوْ شَهَادَاتٌ عَلَى البُهْتَانِ
3584 – هَذَا الَّذِي واللهِ نِلْنَا مِنْكُمُ … فِي الحَرْبِ إذْ يتقَابَلُ الصَّفَّانِ
3585 – وَاللهِ مَا جِئْتُم بِقَالَ اللهُ أَوْ … قَالَ الرَّسولُ وَنحنُ فِي المَيْدَانِ
3586 – إلّا بِجَعْجَعَةٍ وَفَرْقَعَةٍ وَغَمْـ … ـغَمَةٍ وَقَعْقَعَةٍ بِكُلِّ شِنانِ
__________
3576 – لم يرد هذا البيت في الأصلين.
3580 – في ظ، د: “وهم إليكم”.
القرم بالتحريك: شدة الشهوة إلى اللحم. اللسان 12/ 473.
3581 – كتب ناسخ ف: “تغفلون” ثم ضرب عليها وكتب: “تستحون”، وأشار في الحاشية إلى أن في نسخة: تغفلون، وهو تصحيف.
3586 – جعجعة: سبق تفسيرها تحت البيت رقم (640).
– فرقعة: سبق تفسيرها تحت البيت رقم (648).
الغمغمة والتغمغم: الكلام الذي لا يبين، وقيل: أصوات الثيران عند الذعر، وأصوات الأبطال في الوغى عند القتال. اللسان 12/ 444.
“قعقعة …”: انظر: البيت 648. وفي طت، طه: “بكل لسان” وهو تحريف.

(3/762)


3587 – وَيَحِقُّ ذاكَ لَكمْ وأَنْتُم أهْلُهُ … أَنْتُم بحَاصِلِكُم أولُو عِرْفَانِ
3588 – وَبِحَقِّكُمْ تَحْمُوا مَنَاصبَكُم وأنْ … تَحْمُوا مَآكِلَكُم بِكُلِّ سِنَانِ
3589 – وَبحَقِّنَا نَحْمِي الهُدَى وَنذُبُّ عَنْ … سُنَنِ الرَّسُولِ وَمُقْتَضَى القُرْآنِ
3590 – قَبَحَ الإِلهُ مَنَاصِبًا ومآكِلًا … قَامَتْ عَلَى البهتان والعُدْوانِ
3591 – واللهِ لَوْ جِئْتُم بِقَالَ اللهُ أوْ … قَالَ الرَّسُولُ كَفِعْلِ ذِي الإِيمَانِ
3592 – كُنَّا لَكُمْ شَاوِيشَ تَعْظِيمٍ وإجْـ … ـلالٍ كَشَاوِيشٍ لِذِي سُلْطَانِ
3593 – لَكِنْ هَجَرتُمْ ذَا وَجِئْتُمُ بِدْعَةً … وأرَدْتُمُ التَّعْظِيمَ بالبُهْتَانِ
* * *

فصلٌ
3594 – العِلْمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ … قَالَ الصَّحَابَةُ هُمْ ذَوُو العِرْفَانِ
3595 – مَا العِلْمُ نَصْبَكَ لِلخِلَافِ سَفَاهَةً … بَينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأْيِ فُلانِ
3596 – كَلَّا وَلَا جَحْدَ الصِّفَاتِ لِربِّنَا … فِي قَالَبِ التَّنْزِيهِ وَالسُّبحَانِ
3597 – كَلا وَلَا نَفْيَ العُلوِّ لِفَاطِرِ الْـ … أكْوَانِ فَوْقَ جَمِيعِ ذِي الأكْوَانِ
3598 – كَلَّا وَلَا عَزْلَ النُّصُوص وأنَّهَا … لَيسَتْ تُفِيدُ حَقَائِقَ الإِيمَانِ
__________
3588 – “تحموا”: منصوب بأن المحذوفة.
3590 – كذا في الأصلين وفي د: “على الطغيان والعدوان”. وفي غيرها: “على العدوان والطغيان”.
3592 – الشاويش: معرّب (جاويش) لفظ تركي لرتبة عسكرية، وفي الأصل بمعنى الحاجب. معجم الألفاظ التاريخية للأستاذ دهمان: 51.
3594 – في ف: “ذوي العرفان” وهو خطأ. وفي ط: “أولو العرفان” [هذا البيت والأبيات الأربعة التالية -مع خلاف في القافية وبعض الألفاظ- وردت في إعلام الموقعين 1/ 79 “لبعض أهل العلم” وانظر الفوائد ص 105. والبيتان الأولان ذكر الصفدي أنّ الذهبي أنشده إياهما لنفسه. أعيان العصر 4/ 294] محمد عزير شمس.

(3/763)


3599 – إذْ لَا تُفيدُكُمُ يَقينًا لَا ولَا … عِلْمًا فَقَدْ عُزِلَتْ عَنِ الإيقَانِ
3600 – وَالعِلْمُ عِنْدَكُمُ يُنَالُ بِغَيرِهَا … بِزُبَالَةِ الأفْكَارِ والأذْهَانِ
3601 – سَمَّيْتُمُوهُ قَوَاطِعًا عَقْليَّةً … وَهِيَ الظَّوَاهِرُ حَامِلَاتُ مَعَانِ
3602 – كَلَّا وَلَا إحْصَاءَ آراءِ الرِّجَا … لِ وَضَبْطَهَا بِالحَصْرِ والحُسْبَانِ
3603 – كَلا وَلَا التَّأوِيلَ وَالتَّبدِيلَ والتَّـ … ـحْرِيفَ لِلْوَحْيَيْنِ بالبُهْتَانِ
3604 – كَلَّا وَلَا الإشْكَالَ والتشْكِيكَ والْـ … ـوَقْفَ الَّذِي مَا فِيهِ مِنْ عِرْفَانِ
3605 – هَذِي عُلُومُكُمُ التي مِنْ أجْلِهَا … عَاديتُمُونَا يَا أولى العِرْفَانِ!
* * *
فصلٌ في عقدِ الهدنةِ والأمانِ الواقع (1) بينَ المعطلةِ وأهلِ الإلحادِ حربِ جِنكِسْخان (2)
3606 – يَا قَوْمِ صَالَحْتُمْ نُفَاةَ الذَّاتِ والْـ … أوْصَافِ صُلْحًا مُوجِبًا لأمَانِ
3607 – وَأغرتُمُ وَهْنًا عَلَيْهِمْ غَارَةً … قَعْقَعْتُمُ فِيهَا لَهُمْ بِشِنَانِ
3608 – مَا كَانَ فِيهَا مِنْ قَتِيلٍ مِنْهُمُ … كَلَّا وَلا فِيهَا أَسِيرٌ عَانِ
__________
3600 – انظر: البيت 1889.
3601 – و “هي”: أي النصوص. وفي طت: “ونفي”، فأصلحه في طه: “تنفي”، وكلاهما تحريف (ص).
(1) في ف: “الواقعة”.
(2) تقدمت ترجمته. انظر: البيت 369.
3607 – الوهن: يُطلق على نحو من نصف الليل، وقيل: بعد ساعة منه، وقيل هو حين يدبر الليل، وقيل: الوهن ساعة تمضي من الليل. اللسان 13/ 455.
– قوله: “قعقعتم” سبق بيانها في حاشية البيت رقم (648).
3608 – العاني: الخاضع، والعبد. وقد مضى في البيت 27.

(3/764)


3609 – وَلَطَفْتُمُ فِي القَوْلِ أوْ صَانَعْتُمُ … وَأَتَيتُمُ فِي بَحْثِكمْ بِدِهَانِ
3610 – وَجَلَستُمُ مَعَهُم مَجَالِسَكُمْ مَعَ الْـ … أُسْتَاذِ بالآدَابِ والمِيزَانِ
3611 – وَضَرَعْتُمُ لِلْقَوْمِ كُلَّ ضَرَاعَةٍ … حَتَى أَعَارُوكُمْ سلاحَ الجَانِي
3612 – فَغَزَوْتُمُ بِسِلَاحِهِمْ لِعَسَاكِرِ الْـ … إثْبَاتِ والآثارِ والقُرْآنِ
3613 – ولأجْلِ ذَا صَانَعْتُمُوهُم عِنْدَ حَرْ … بِكُمُ لَهُمْ باللُّطْفِ والإدْهانِ
3614 – وَلأجْلِ ذَا كُنْتُمْ مَخَانِيثًا لَهُمْ … لَمْ تَنْفَتِحْ مِنْكُمْ لَهُمْ عَيْنَانِ
3615 – حَذَرًا مِنَ اسْتِرجَاعِهِم لِسِلَاحِهِم … فَتُرَوْنَ بَعْدَ السَّلْبِ كَالنِّسْوَانِ
3616 – وَبَحثْتُمُ مَعَ صَاحِبِ الإِثْبَاتِ بالتَّـ … ـكْفِيرِ والتَّضْلِيلِ والعُدْوَانِ
3617 – وَقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لَهُ وأجْـ … ـلبتُم عَلَيْهِ بِعَسْكرِ الشَّيْطَانِ
3618 – واللهِ هَذِي رِيبَةٌ لَا يَخْتَفِي … مَضْمُونُهَا إلَّا عَلَى الثِّيرَانِ
3619 – هَذَا وَبيْنَهُمَا أشَدُّ تَفَاوُتٍ … فِئَتَانِ فِي الرَّحْمنِ تخْتَصِمَانِ
__________
3609 – الدهان والمداهنة والإدهان: المصانعة واللين، وقد مرّ في البيت 486.
3611 – في طع: “للقول” تحريف.
3612 – قوله “لعساكر” مفعول به، أدخل عليه اللام الزائدة للضرورة (ص).
3613 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “الإذعان”.
3614 – انظر: البيت 3148.
3616 – أثبت ناسخ الأصل: “التعطيل” وكتب في الحاشية: “لعل صوابه: التضليل”، أما ناسخ ف فأثبت في المتن “التضليل” وكتب في الحاشية: “والتعطيل” وفوقها: “كذا أصل”. وفي النسخ الأخرى: “التضليل” كما أثبتنا.
3617 – المِجَنّ: الترس، وقولهم: “قلب له ظهر المجن” مثل لمن كان لصاحبه على مودّة ورعاية، ثم حال عن ذلك. اللسان 13/ 94.
3618 – ظ، طع: “هذه رتبة” تصحيف.
3619 – كذا في ف، ظ، د، ح. وفي طت، طه: يختصمان. وفي غيرها: “مختصمان”.

(3/765)


3620 – هَذَا نَفَى ذَاتَ الإِلهِ وَوَصْفَهُ … نَفْيًا صَرِيحًا لَيْسَ بِالكِتْمَانِ
3621 – لَكِنّ ذا وَصَفَ الإلهَ بكلِّ أَوْ … صَافِ الكَمَالِ المُطْلَقِ الرَّبَّانِي
3622 – وَنَفَى النَّقَائِصَ وَالعُيُوبَ كَنَفْيِهِ التَّـ … ـشْبِيهَ للرَّحْمنِ بالإِنْسَانِ
3623 – فَلأِيِّ شَيْءٍ كَانَ حَرْبُكُمُ لَهُ … بِالجِدِّ دُونَ مُعَطِّلِ الرحْمنِ
3624 – قُلْنَا نَعَمْ هَذَا المُجَسَّمُ كَافِرٌ … أَفَكَانَ ذَلِكَ كَامِلَ الإِيمَانِ
3625 – لَا تَنْطَفِي نِيرَانُ غَيظِكُمُ عَلَى … هَذَا المُجَسِّمِ يا أولِي النِّيرانِ
3626 – فاللَّهُ يُوقِدُهَا وَيُصْلِي حَرَّهَا … يَوْمَ الحِسَابِ مُحَرِّفَ القُرْآنِ
3627 – يَا قَوْمَنَا لَقَدِ ارْتَكَبتُم خُطَّةً … لَمْ يَرتَكِبهَا قَطُّ ذُو عِرْفَانِ
3628 – وَأَعَنْتُمُ أعْدَاءَكُم بِوِفَاقِكُمْ … لَهُمُ عَلَى شيءٍ مِنَ البُطْلَانِ
3629 – أَخَذُوا نَواصِيَكُم بِهَا وَلِحَاكُمُ … فَغَدَتْ تُجَرُّ بِذِلَّةٍ وَهَوَانِ
3630 – قُلْتُم بِقَوْلِهِمُ وَرُمْتُمْ كَسْرَهُم … أنَّى وَقَدْ غَلَقُوا لَكُمْ بِرِهَانِ
__________
3623 – “بالجد”: كذا بالجيم في الأصل وظ، ح، طع. وفي ف وغيرها: “الحدّ” بالحاء المهملة.
3624 – “هذا المجسم كافر”: أي بزعمكم، وتنزلًا معكم.
– في ف: “كامل الإمكان”.
– أي أكان ذلك الفيلسوف الملحد كامل الإيمان عندكم حتى تصالحوه وتلاطفوه؟
3627 – الخُطة بضم الخاء: الحال، والأمر، والخطب. اللسان 7/ 289 وقد ضبطت في الأصلين بكسر الخاء، وهو خطأ.
3630 – في الأصلين: “قد علقوا” بالعين المهملة. ولعل الصواب ما أثبتنا من النسخ الأخرى وط. والغَلَق في الرهن: ضد الفك، فإذا فك الراهن الرهن فقد أطلقه من وثاقه عند مرتهنه. ويقال: غلِق الرهن يغلَق غلوقًا إذا لم يوجد له تخلص، وبقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه. اللسان 10/ 292، ولعلّ “غلَقوا” في البيت بفتح اللام بمعنى أغلقوا، أي لم تتمكنوا من تخليص ما رهنتموه عندهم فأمسكوا به.

(3/766)


3631 – وَكَسَرتُمُ البَابَ الَّذِي مِنْ خَلْفِهِ … أعْدَاءُ رُسْلِ اللهِ والإيمَانِ
3632 – فَأَتَى عَدُوٌّ مَا لَكُمْ بِقِتَالِهِم … وَبحَربِهِم أَبَدَ الزَّمَانِ يَدَانِ
3633 – فَغَدَوْتُمُ أسْرَى لَهُمْ بِحِبَالِهِم … أَيدِيكُمُ شُدَّتْ إلَى الأَذْقَانِ
3634 – حَمَلُوا عَلَيكُم كَالسِّبَاعِ اسْتَقْبلَتْ … حُمُرًا مُعَقَّرَةً ذَوِي أرْسَانِ
3635 – صَالُوا عَلَيكُم بالذِي صُلْتُم بِهِ … أنْتُم عَلَينَا صَوْلَةَ الفُرسَانِ
3636 – لَوْلَا تَحَيُّزُكُم إِلَينَا كُنْتُمُ … وَسْطَ العَرِينِ مُمَزَّقِي اللُّحْمَانِ
3637 – لَكِنْ بِنَا اسْتَنْصَرتُمُ وَبِقَوْلِنَا … صلْتُم عَلَيهِم صَوْلَةَ الشُّجْعَانِ
3638 – وَلَّيتُم الإثْبَات إذْ صُلْتُم بِهِ … وَعَزَلْتُمُ التَّعْطِيلَ عَزْلَ مُهَانِ
3639 – وَأتيتُمُ تَغْزُونَنَا بِسَرِيَّةٍ … مِنْ عَسْكَرِ التَّعْطِيلِ والكُفْرَانِ
3640 – مَنْ ذَا بِحَقِّ اللهِ أجْهَلُ مِنْكُمُ … وأحَقُّنَا بِالجَهْلِ والعُدْوَانِ
3641 – تَاللهِ مَا يَدْرِي الفَتَى بِمُصَابِهِ … وَالقَلْبُ تَحْتَ الخَتْمِ والخِذْلَانِ
* * *
__________
3634 – معقرة: من عَقَره وعقّره: جرحه. وعقر الفرس والبعير بالسيف: قطع قوائمه، أو قطع إحدى قوائم البعير قبل نحره. اللسان 4/ 592.
أرسان: جمع رسَن وهو الحبل الذي يقاد به البعير وغيره. وقد سبق في البيت 395.
3636 – قد مرّ هذا التعبير في البيت 475 وغيره.
3638 – في طه: “واليتم الإثبات”، تحريف.
3641 – حاصل كلام الناظم في أبيات هذا الفصل أنه “لما اتفق أهل التعطيل مع ملاحدة الفلاسفة على عزل الكتاب والسنة عن الاستدلال بهما على أعلى المطالب وأشرف الأصول، ووافقوهم على الأصل الذي ردُّوا به الوحي، وخضعوا لهم في كثير من أصولهم، وعجزوا عن مقاومتهم بما أعطوهم من سلاحهم، عقدوا بينهم وبينهم الهدنة، واتفقوا على مقاومة أهل السنة والجماعة، ومحاربتهم، فلما التقى الجمعان عرف الجهمية وزنادقة الفلاسفة =

(3/767)


فصلٌ في مصارعِ النفاةِ المعطّلينَ (1) بأسِنّةِ أمراءِ الإِثباتِ الموحّدينَ
3642 – وَإِذَا أَرَدْتَ تَرَى مَصَارعَ مَنْ خَلَا … مِنْ أُمَّةِ التَّعْطِيلِ والكُفْرَانِ
3643 – وَتَراهُمُ أسْرَى حَقِيرًا شَأنُهُم … أَيْدِيهِمُ غُلَّتْ إِلَى الأذْقَانِ
3644 – وَتَرَاهُمُ تَحْتَ الرِّمَاحِ دَريئَةً … مَا فِيهِمُ مِنْ فَارِسٍ طَعَّانِ
3645 – وَتَراهُمُ تَحْتَ السُّيُوفِ تَنُوشُهُمْ … مِنْ عَنْ شَمَائِلهِم وَعنْ أَيْمَانِ
3646 – وَتَرَاهُمُ انْسَلَخُوا مِنَ الوَحْيَيْنِ والْـ … ـعَقْلِ الصَّحِيحِ وَمُقْتَضى القُرْآنِ
3647 – وَتَرَاهُمُ واللهِ ضُحْكَةَ سَاخِرٍ … وَلطَالمَا سَخِرُوا مِنَ الإيمَانِ
3648 – قَدْ أوحَشَتْ مِنْهُم رُبُوعٌ زَادَهَا الْـ … ـجَبَّارُ إيحَاشًا مَدَى الأزْمَانِ
3649 – وَخَلَتْ دِيَارُهُمُ وَشُتِّتَ شَمْلُهُمْ … مَا فِيهِمُ رَجُلَانِ مُجْتَمِعَانِ
__________
= أنه لا سبيل لهم في مقاومة أهل الحق، كيف ولو أن سرية من سرايا أهل الحق إذا قابلت الباطل بأجمعه سحقته، وأن واحدًا من شواهد الحق إذا وزن بجميع شبه الباطل محقه وأتلفه” اهـ بتصرف من توضيح الكافية الشافية لابن سعدي. (ضمن مجموعة من رسائله) ص 99 – 100.
(1) في ط: “والمعطلين”.
3642 – في د: “والبهتان” وجواب “إذا” في البيت 3653.
3643 – طت، طه: “حقيرٌ” خطأ.
3644 – الدريئة هي: الحلقة التي يتعلم الرامي الطعنَ والرمي عليها. قال عمرو بن معد يكرب:
ظللت كأني للرماح دريئة … أقاتل عن أبناء جرم وفرّت
اللسان 1/ 74.
3645 – النوش: التناول والطلب. والمناوشة: المناولة في القتال. اللسان 6/ 361.
3646 – في طع: “العقل الصريح”.
3649 – أُشير في هامش (ف) إلى أن في نسخة بعد هذا البيت: =

(3/768)


3650 – قَدْ عَطَّلَ الرَّحْمنُ أفْئِدَةً لَهُمْ … مِنْ كلِّ مَعْرِفَةٍ وَمنْ إيمَانِ
3651 – إذْ عَطَّلُوا الرَّحْمنَ مِنْ أوْصَافِهِ … والعَرشَ أخْلَوْهُ مِنَ الرَّحْمنِ
3652 – بَلْ عَطَّلُوهُ عَنِ الكَلَامِ وَعَنْ صِفَا … تِ كَمَالِهِ بِالجَهْلِ والبُهْتَانِ
3653 – فَاقْرأْ تَصَانِيفَ الإِمَامِ حَقِيقَةً … شيخِ الوُجُودِ العَالِمِ الرَّبَّانِي
3654 – أعْنِي أبَا العَبَّاسِ أحْمَدَ ذَلِكَ الْـ … ـبَحْرَ المحِيطَ بِسَائِرِ الخُلْجَانِ
3655 – وَاقرأْ كِتَابَ العَقْلِ والنَّقْلِ الَّذِي … مَا فِي الوُجُودِ لَهُ نَظِيرٌ ثَانِ
3656 – وَكَذَاكَ مِنْهَاجٌ لَهُ فِي رَدِّهِ … قَوْلَ الرَّوَافِضِ شِيعَةِ الشَيْطَانِ
3657 – وَكَذَاكَ أهْلُ الاعْتِزَالِ فإنَّهُ … أرْدَاهُمُ فِي حُفْرَةِ الجَبَّانِ
__________
= قد عطل الرحمن ناديهم بما قد عطلوا من عرشه الرحمن ولم يذكر هذا البيت في الأصل أو غيره، وفيه خطأ، وهو أن لفظة “الرحمن” مجرورة وحقها النصب. ثم جاء هذا المعنى نفسه بعد البيت التالي. (ص).
3652 – ف: “قل عطّلوه” تحريف.
3653 – قوله “فاقرأ” جواب لقوله في أول الفصل: “وإذا أردت ترى … “.
3654 – تقدمت ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التعليق على مقدمة المؤلف.
– الخلجان: جمع خليج.
3655 – كتاب “درء تعارض العقل والنقل” مطبوع، وقد حققه الشيخ الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله تعالى في أحد عشر مجلدًا. وقول الناظم “ما في الوجود له نظير ثاني”، أي من المصنفات في بابه.
3656 – كتاب “منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية”، مطبوع أيضًا، وقد حققه الشيخ الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله تعالى في ثماني مجلدات وتاسع للفهارس.
3657 – الجبّان والجبّانة: المقبرة. وقد مرّ في البيت 3463.

(3/769)


3658 – وَكَذلِكَ التَّأسِيسُ أصْبَحَ نَقْضُهُ … أُعْجُوبَةً لِلْعَالِمِ الرَّبَّانِي
3659 – وَكَذَاكَ أجْوِبةٌ لَهُ مِصْرِيَّةٌ … فِي سِتِّ أسْفَارٍ كُتِبْنَ سِمَانِ
3660 – وَكَذَا جَوَابٌ لِلنَّصَارَى فِيهِ مَا … يَشْفِي الصُّدُورَ وإنهُ سِفْرَانِ
3661 – وكَذاكَ شَرحُ عقيدةٍ للأصْبَها … نِي شَارحِ المحْصُولِ شَرْحَ بَيَانِ
__________
3658 – يعني كتاب “أساس التقديس” لفخر الدين الرازي. وقد نقضه شيخ الإسلام بكتابه العظيم “بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية”، ويسمى أيضًا “نقض تأسيس الجهمية”، وقد طبع القسم الأول منه في مجلدين كبيرين بتصحيح وتكميل وتعليق الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم. وقد حقق كاملًا في قسم العقيدة بجامعة الإمام في ثماني رسائل دكتوراه نوقشت كلها.
3659 – لعل الناظم يشير هنا إلى “جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية”، وهو أنسب في الذكر لأن الكلام في ذكر المصنفات العقدية. وقد ذكر الناظم هنا أنها في ستة أسفار، وذكر ابن رشيق في أسماء مؤلفات شيخ الإسلام (ص 19) أنها في أربع مجلدات، وقال ابن عبد الهادي أيضًا في العقود الدرية (ص 29) أنها في أربع مجلدات، بل قال: “وبعض النسخ منه في أقل”، ولا غرابة في ذلك فلعل نسخة لهذه الأجوبة كتبت في ستة أسفار.
أما الفتاوى المصرية، فقد ذكر ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص 38) أنها تبلغ مجلدات كثيرة، وذكر ابن رجب في الذيل (2/ 403) أنها في سبع مجلدات، ويبعد أن تكون مرادة هنا لأن الكلام في ذكر المصنفات العقدية، في حين أن الفتاوى المصرية مرتبة على الأبواب الفقهية. والله أعلم.
3660 – كتاب “الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح”، وهو مطبوع، أربعة أجزاء في مجلدين، وقد حقق في قسم العقيدة بجامعة الإمام في ثلاث رسائل دكتوراه، نوقشت كلها، وطبعت في ست مجلدات.
3661 – ب: “للأصفهاني”.
الأصبهاني: محمد بن محمود بن عباد السلماني، فقيه أصولي، متكلم، عارف بالأدب والعربية والشعر، ولد بأصبهان ونشأ بها، ورحل إلى بغداد، =

(3/770)


3662 – فيها النُّبُوَّاتُ التي إثْبَاتُهَا … فِي غَايَةِ التَّقْرِيرِ والتِّبيَانِ
3663 – واللهِ مَا لأُولي الكَلَامِ نَظِيرُهُ … أبَدًا وَكُتْبُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
3664 – وَكَذَا حُدُوثُ العَالمِ العُلْويِّ والسُّـ … ـفْلِيِّ فِيهِ فِي أَتَمِّ بَيَانِ
3665 – وَكَذَا قَوَاعِدُ الاِسْتِقَامَةِ إنَّهَا … سِفْرَانِ فِيمَا بَيْنَنَا ضَخْمَانِ
3666 – وَقَرأتُ أكْثَرَهَا عَلَيْهِ فَزَادَنِي … وَاللهِ فِي عِلْمٍ وَفِي إيمَانِ
3667 – هَذَا وَلَوْ حَدَّثْتُ نَفْسِي أنَّهُ … قَبلي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ
3668 – وَكَذَاكَ تَوْحِيدُ الفَلَاسِفَةِ الأُلى … تَوْحِيدُهُم هُوَ غَايةُ الكُفْرانِ
3669 – سِفْرٌ لَطِيفٌ فِيهِ نَقْضُ أصُولِهِم … بِحَقِيقَةِ المعْقُولِ والبُرْهَانِ
__________
= وسافر إلى بلاد الروم، وقدم دمشق بعد الخمسين وستمائة، ومن مصنفاته: شرح المحصول للرازي، وهو المراد هنا. رحل إلى مصر وتوفي في القاهرة في العشرين من رجب سنة 688 هـ. البداية والنهاية 13/ 333، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 100، الأعلام 7/ 87، معجم المؤلفين 3/ 706.
والناظم هنا يشير إلى شرح شيخ الإسلام للعقيدة التي صنفها الأصبهاني. وهي مطبوعة، وقد حققها الدكتور محمد بن عودة السعوي في رسالة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام.
3662 – ذكره الصفدي بعنوان “ثبوت النبوات عقلًا ونقلًا والمعجزات والكرامات”، انظر: الجامع لسيرة شيخ الإسلام: 292، 315. وهو مطبوع بعنوان النبوات (ص).
3665 – كتاب الاستقامة، مطبوع، وقد حققه الدكتور محمد رشاد سالم -رحمه الله تعالى- في مجلدين.
3667 – أي لكان الشأنُ غير الشأنِ في القراءة عليه والاستفادة منه. وقد كتب ناسخ ف فوق كلمة “غير”: صح.
3669 – لشيخ الإسلام عدة كتب في الرد على الفلاسفة الملاحدة منها:
– إبطال قولهم بإثبات الجواهر العقلية. =

(3/771)


3670 – وَكَذَاكَ تِسعِينِيَّةٌ فِيهَا لَهُ … رَدٌّ عَلَى مَنْ قَالَ بالنَّفْسَانِي
3671 – تِسْعُونَ وَجْهًا بَيَّنَتْ بُطْلَانَهُ … أَعْنِي كَلَامَ النَّفْسِ ذَا الوَحْداني
3672 – وَكَذَا قَوَاعِدُهُ الكِبَارُ وإنَّهَا … أَوْفَى مِنَ المِائَتَينِ فِي الحُسْبَانِ
3673 – لَمْ يَتَّسِعْ نَظْمِي لَهَا فَأسُوقَهَا … فأشَرتُ بَعْضَ إشَارَةٍ لِبَيَانِ
__________
= – إبطال قولهم في أن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد.
– إبطال قولهم بقدم العالم.
– الصفدية.
– المسائل الإسكندرانية (أو بغية المرتاد)، وتسمى أيضًا (السبعينية) وغيرها. انظر: العقود الدرية ص 36 – 37، أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ص 20 – 21.
3670 – التسعينية: في الرد على الأشاعرة في قولهم بالكلام النفسي. وهي مطبوعة مستقلة، ومطبوعة في آخر الفتاوى الكبرى، وقد حققها الدكتور محمد بن إبراهيم العجلان في رسالة الدكتوراه في قسم العقيدة في جامعة الإمام.
3671 – كذا بالياء في ف، ب. أي ذا المعنى الواحد. انظر: شرح ابن عيسى 2/ 291 (ص).
3672 – في د: “فإنها أوفى”.
من تلك القواعد:
– التدمرية.
– قاعدة في إثبات كرامات الأولياء.
– قاعدة في الصبر والشكر.
– قاعدة في الشكر والرضا.
– قاعدة في أن كل آية يحتج بها مبتدع ففيها دليل على فساد قوله.
– قاعدة في محبة الله للعبد.
– قاعدة في الإخلاص والتوكل.
وغيرها كثير. العقود الدرية، ص 39 وما بعدها. أسماء مؤلفات شيخ الإسلام، ص 20 – 29.

(3/772)


3674 – وَكَذَا رَسَائِلُهُ إِلَى البُلْدَانِ والْـ … أطْرَافِ والأَصْحَابِ والإخْوَانِ
3675 – هِيَ فِي الوَرَى مَبثُوثَةٌ مَعْلُومَةٌ … تُبتَاعُ بِالغَالِي مِنَ الأثْمَانِ
3676 – وَكَذَا فَتَاوَاهُ فَأَخْبَرنِي الَّذِي … أضحَى عَلَيهَا دَائِمَ الطَّوَفَانِ
3677 – بلَغَ الَّذِي أَلْفَاهُ مِنْهَا عِدَّةَ الْـ … أيَّامِ مِنْ شَهْرٍ بِلَا نُقْصَانِ
3678 – سِفْرٌ يُقَابِلُ كُلَّ يَوْمٍ وَالَّذِي … قَدْ فَاتَنِي مِنْهَا بِلَا حُسْبَانِ
3679 – هَذَا وَلَيْسَ يُقَصِّرُ التفْسِيرُ عَنْ … عَشْرٍ كِبَارٍ لَسْنَ ذَا نُقْصَانِ
3680 – وَكَذَا المفَارِيدُ الَّتِي فِي كُلِّ مَسْـ … ـألةٍ فَسِفْرٌ وَاضِحُ التِّبْيَانِ
__________
3674 – منها:
– الرسالة المدنية، كتبها إلى الشيخ شمس الدين الدباهي.
– الرسالة المصرية، كتبها إلى الشيخ نصر المنبجي.
– رسالة إلى أهل البصرة.
– الرسالة العدوية، كتبها إلى بيت الشيخ عدي بن مسافر.
– رسالة إلى أهل بغداد.
– وله رسائل من السجن تحتوي على مجلدات عدة. العقود الدرية، ص 50 – 51، أسماء مؤلفات شيخ الإسلام، ص 30.
3676 – لعله أبو عبد الله بن رشيق الذي قال عنه ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص 27): “وكان من أخص أصحاب شيخنا وأكثرهم كتابة لكلامه وحرصًا على جمعه”.
3677 – أي بلغت ثلاثين مجلدًا.
3679 – كذا في الأصل وظ، س. وفي غيرها: “ليس ذا نقصان”.
– ذكر ابن عبد الهادي أن ما جمعه شيخ الإسلام في تفسير القرآن العظيم، وما جمعه من أقوال مفسري السلف الذين يذكرون الأسانيد في كتبهم بلغ ثلاثين مجلدًا. العقود الدرية ص 26.
3680 – يعني مفرداته التي انفرد بها عن المذاهب الأربعة. وانظر أمثلة لها في: طبقات الحنابلة 2/ 404 – 405، العقود الدرية ص 322.
3680 – في الأصلين وس: “الذي”، ولعله سبق القلم.

(3/773)


3681 – مَا بَيْنَ عَشْرٍ أوْ تَزِيدُ بِضِعْفِهَا … هِيَ كالنُّجُومِ لِسَالِكٍ حَيْرانِ
3682 – وَلَهُ المقَامَاتُ الشَّهِيرةُ فِي الوَرَى … قَدْ قَامَهَا لِلَّهِ غَيْرَ جَبَانِ
3683 – نَصَرَ الإِلهَ وَدِينَهُ وَكِتَابَهُ … وَرَسُولَهُ بِالسَّيْفِ والبُرْهَانِ
3684 – أبدَى فَضَائِحَهُمْ وَبَيَّنَ جَهْلَهُم … وَأرَى تَنَاقُضَهُم بِكُلِّ مَكانِ
3685 – وَأَصَارَهُمْ واللهِ تَحْتَ نِعَالِ أَهْـ … ـلِ الحَقِّ بَعدَ مَلَابِسِ التِّيجَانِ
3686 – وَأصَارَهُم تَحْتَ الحَضيضِ وَطالَمَا … كَانُوا هُمُ الأعْلَامَ لِلبُلْدَانِ
3687 – وَمِنَ العَجائِبِ أنَّهُ بِسِلَاحِهِمْ … أرْدَاهُمُ تَحْتَ الحَضِيضِ الدَّانِي
3688 – كَانَتْ نَوَاصِينَا بأَيْديهِم فَمَا … مِنَّا لَهُمْ إلا أَسِيرٌ عَانِ
3689 – فَغَدَت نَواصِيهِم بأيْدينَا فَلا … يَلْقَوْنَنَا إلَّا بِحَبْلِ أمَانِ
3690 – وَغَدَتْ مُلُوكُهُمُ مَمَالِيكًا لأنْـ … ـصَارِ الرَّسُولِ بِمِنَّةِ الرَّحمنِ
3691 – وَأتَتْ جُنُودُهُمُ الَّتِي صَالُوا بِهَا … مُنْقَادَةً لِعَسَاكِرِ الإيمَانِ
3692 – يَدْرِي بِهَذَا مَنْ لَهُ خُبرٌ بِمَا … قَد قَالَهُ فِي رَبِّهِ الفِئَتَانِ
3693 – والفَدْمُ يُوحِشُنَا وَلَيسَ هُنَاكُمُ … فَحُضُورُهُ وَمَغِيبُهُ سِيَّانِ
__________
3682 – انظر أمثلة لها في: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 394 وما بعدها، العقود الدرية ص 194 وما بعدها.
3684 – كذا في الأصلين وطع. وفي غيرها: “زمان”.
3687 – من أمثلة ما يوضح ذلك من مصنفاته:
– قاعدة في أن كل آية يحتج بها مبتدع ففيها دليل على فساد قوله.
– قاعدة في أن كل دليل عقلي يحتج به مبتدع ففيه دليل على بطلان قوله.
انظر: أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ص 21، العقود الدرية ص 39.
3689 – في طه: “فما يلقوننا”.
3693 – الفَدْم من الناس: العييّ عن الحجة والكلام، مع ثقل ورخاوة وقلة فهم، وهو أيضًا الغليظ السمين الأحمق الجافي. اللسان 12/ 450.
– في طه: “ولكن هناكم”، وهو خطأ.

(3/774)


فصلٌ في بيانِ أنَّ المصيبةَ التي حلَّتْ بأهلِ التعطيلِ والكفرانِ من جهةِ الأسماءِ التي ما أنزلَ الله بهَا من سلطان
3694 – يَا قَوْمِ أصْلُ بَلائِكُم أَسْمَاءُ لَمْ … يُنزِلْ بِها الرَّحْمنُ مِنْ سُلْطَانِ
3695 – هِيَ عَكَّسَتْكُم غَايَةَ التَّعْكِيسِ واقْـ … ـتَلَعَتْ دِيَارَكُمُ مِنَ الأرْكَانِ
3696 – فَتَهَدَّمَتْ تِلْكَ الْقُصُورُ وَأَوْحَشَتْ … مِنْكُمْ رُبُوعُ العِلْمِ والإيمَانِ
3697 – والذَّنْبُ ذَنْبُكُمُ قَبِلْتُم لَفْظَهَا … مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٍ وَلَا فُرْقَانِ
3698 – وَهِيَ الَّتِي اشْتَمَلتْ عَلَى أمْرَيْنِ مِنْ … حَقٍّ وأمْرٍ وَاضِحِ البُطْلَانِ
3699 – سَمَّيتُمُ عَرشَ المهَيْمِنِ حَيِّزًا … وَالاسْتوَاءَ تَحيُّزًا لِمكَانِ
3700 – وَجَعَلْتُمُ فَوْقَ السَّمَاواتِ العُلى … جِهَةً وَسُقْتُمْ نَفْيَ ذَا بِوِزَانِ
3701 – وَجَعْلتُمُ الإثْبَاتَ تَشْبِيهًا وَتجْـ … ـسِيمًا وَهَذا غَايَةُ البُهْتَانِ
3702 – وَجَعَلْتُمُ الموْصُوف جِسمًا قَابِلَ الْـ … أعْرَاضِ والأَكْوَانِ والأَلْوَانِ
__________
3694 – منع صرف “أسماء” للضرورة (ص).
3699 – كذا في الأصلين بلام الجر وكتب ناسخ ف فوقها: “كذا” وفي غيرهما: “بمكان”.
– انظر تفسير الحيّز والتحيّز في حاشية البيت 397.
3700 – انظر مثلًا: أساس التقديس ص 24 وما بعدها، الاقتصاد للغزالي ص 29، لمع الأدلة للجويني ص 107.
3701 – في د: “البطلان”.
3702 – الأكوان الأربعة هي: الحركة والسكون والاجتماع والافتراق.
الإرشاد، ص 39. درء التعارض 1/ 303، شرح الأصول الخمسة ص 96.

(3/775)


3703 – وَجَعَلْتُمُ أوْصَافَهُ عَرَضًا وَهَـ … ـذا كُلُّهُ جِسْرٌ إِلَى النُّكْرَانِ
3704 – وَكَذَاكَ سَمَّيتُم حُلُولَ حَوَادِثٍ … أَفْعَالَهُ تَلْقِيبَ ذِي عُدْوَانِ
3705 – إذْ تَنْفِرُ الأسْمَاعُ مِنْ ذَا اللَّفْظِ نَفْـ … ـرتَهَا مِنَ التَّشْبِيهِ والنُّقْصَانِ
3706 – فَكَسَوْتُمُ أفْعَالَهُ لَفْظَ الحَوَا … دِثِ ثُمَّ قُلْتُم قَوْلَ ذِي بُطْلَانِ
3707 – لَيْسَتْ تَقُومُ بِهِ الحَوَادِثُ والمُرا … دُ النَّفْيُ لِلأفْعَالِ لِلدَّيَّانِ
3708 – فَإِذَا انْتَفَتْ أفْعَالُهُ وَصِفَاتُهُ … وَكَلَامُهُ وَعُلُوُّ ذِي السُّلْطَانِ
3709 – فَبِأىِّ شَيءٍ كَانَ رَبًّا عِنْدَكُمْ … يَا فِرقَةَ التَّحْقِيقِ والعِرْفَانِ
3710 – والقَصْدُ نَفْىُ فِعَالِهِ عَنْهُ بِذَا التَّـ … ـلْقِيبِ فِعْلَ الشَّاعِرِ الفَتَّانِ
__________
3703 – وضع ناسخ الأصل تحت السين ثلاث نقط خشية التصحيف. ولكن في ف، ظ: “جر” وضبط في ف بفتح الجيم وتشديد الراء.
– أي أن المعطلة جعلوا هذه الإطلاقات جسرًا إلى نفي الصفات عن الباري عزّ وجل فأطلقوا على صفات الله تعالى أعراضًا، وقالوا إن الأعراض لا تقوم إلا بالأجسام، وكل جسم فهو حادث، والله تعالى منزَّه عن ذلك. ومسألة الأعراض من المسائل الكبرى -عندهم- حيث يجعلونها أصلًا في إثبات الصانع. انظر: حاشية البيت 169.
3704 – كذا في ف وغيرها. وفي الأصل: “ولذاك”.
– أي أن المعطلة سموا إثبات أفعال الله تعالى حلولًا للحوادث في ذاته تعالى، وأن ما حلت به الحوادث فهو حادث. فلذا نفوا ما يتعلق به من الصفات الفعلية. انظر مثلًا: لمع الأدلة للجويني، ص 107 – 109، الاقتصاد للغزالي، ص 91، الأربعين للرازي 1/ 168.
3708 – في طع: “سلطان”، خطأ.
3710 – أي أن هؤلاء المعطلة جعلوا هذه الألقاب والألفاظ المجملة التي أحدثوها جسرًا إلى تقرير باطلهم من نفي صفات الله تعالى وأفعاله الثابتة في الكتاب والسنة. فهم زخرفوا القول لباطلهم، ورموا الحق بالألقاب الشنيعة ليتحصل لهم مرادهم، وشأنهم في ذلك شأن الشعراء الذين يمدحون المذموم بزينة=

(3/776)


3711 – وَكَذَاكَ حِكْمَةُ رَبِّنَا سَمَّيتُمُ … عِلَلًا وأَغرَاضًا وَذَانِ اسْمَانِ
3712 – لَا يُشْعِرَانِ بِمِدْحَةٍ بَلْ ضِدَّهَا … فَيَهُونُ حِينَئذٍ عَلَى الأذْهَانِ
3713 – نَفْيُ الصِّفَاتِ وَحِكْمَةِ الخَلاَّقِ والْـ … أفْعَالِ إنكَارًا لِهَذَا الشَّانِ
3714 – وَكَذَا اسْتِواءُ الرَّبِّ فَوْقَ العَرشِ قُلْـ … ـتُمْ إنَّهُ التَّركِيبُ ذُو البُطْلَانِ
3715 – وَكَذَاكَ وَجْهُ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ … وَكَذَاكَ لَفْظُ يَدٍ وَلَفْظُ يَدَانِ
3716 – سَمَّيتُمُ ذَا كُلَّهُ الأَعْضَاءَ بَلْ … سَمَّيتُمُوهُ جَوَارحَ الإنْسَانِ
__________
= من القول، ويذمون الممدوح بإلقاء ألقاب السوء عليه، بل قد يمدحون الشيء الواحد ويذمونه بتنويع التعبير عنه وذلك كما قال القائل:
تقول هذا جني النحل تمدحه … وإن تشأ قلت ذا قيء الزنابير
مدحًا وذمًا وما جاوزت وصفهما … والحق قد يعتريه سوء تعبير
3711 – وهذا مذهب الجهمية والأشاعرة ومن تبعهم، فيطلقون على حكمة الله تعالى عللًا وأغراضًا وهذه فيها معنى الافتقار فينفونها بذلك.
يقول الآمدي: “مذهب أهل الحق أن الباري تعالى خلق العالم وأبدعه لا لغاية يستند الإبداع إليها، ولا لحكمة يتوقف الخلق عليها. بل كل ما أبدعه من خير وشر، ونفع وضر، لم يكن لغرض قاده إليه، ولا لمقصود أوجب الفعل عليه”، غاية المرام ص 224. وانظر: الأربعين للرازي 1/ 350، محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين له ص 296، نهاية الإقدام للشهرستاني، ص 397، المواقف للإيجي، ص 331.
3712 – “بمدحة” ساقطة من (طه).
3713 – أي لتلك الأسماء والألقاب التي لا تشعر بالمدح بل بضده، كالعلل والأغراض ونحوهما.
3714 – انظر الكلام على التركيب تحت البيت رقم (2978) وما بعده.
– كذا في الأصلين وب، وفي غيرها: “بطلان”.
3715 – في حاشية ف أن في نسخة: “لفظ الوجه”.
3716 – ومن ذلك قول الرازي: “أنه ورد في القرآن ذكر الوجه وذكر العين، وذكر الجنب الواحد، وذكر الأيدي، وذكر الساق الواحدة، فلو أخذنا بالظاهر=

(3/777)


3717 – وَسَطَوْتُمُ بِالنَّفْيِ حِينَئذٍ عَلَيْـ … ـهِ كَنَفْيِنَا لِلْعَيْبِ مَعْ نُقْصَانِ
3718 – قُلْتُم نُنَزِّهُهُ عَنِ الأَعْرَاضِ وَالْـ … أغْرَاضِ والأَبْعَاضِ والجُثْمَانِ
3719 – وَعنِ الحَوَادِثِ أَنْ تَحِلَّ بِذَاتِهِ … سُبْحَانَهُ مِنْ طَارِقِ الحِدْثَانِ
3720 – وَالقَصْدُ نَفْيُ صِفَاتِهِ وَفِعَالِهِ … وَالاسْتِوَاءِ وَحِكْمَةِ الرَّحْمنِ
3721 – وَالنَّاسُ أَكثرُهُم بِسِجْنِ اللَّفْظِ مَحْـ … ـبُوسُونَ خَوْفَ مَعَرَّةِ السَّجَّانِ
3722 – والكُلُّ إلا الفَردَ يَقْبَلُ مَذْهَبًا … فِي قَالَبٍ وَيرُدُّهُ فِي ثَانِ
3723 – وَالقَصْدُ أنَّ الذاتَ والأوْصَافَ وَالْـ … أفْعَالَ لَا تُنْفَى بِذَا الهَذَيَانِ
3724 – سَمُّوهُ مَا شِئْتُم فَلَيْسَ الشَّأنُ فِي الْـ … أسْمَاءِ بَلْ فِي مَقْصِدٍ وَمَعَانِ
3725 – كَمْ ذَا تَوَسَّلْتُم بنفيِ الجِسْمِ وَالتَّـ … ـجْسِيمِ للتَّعْطِيلِ وَالكُفْرَانِ
3726 – وَجَعلْتمُوهُ التُّرْسَ إنْ قُلْنَا لَكُمْ … اللهُ فَوْقَ العَرشِ والأكْوَانِ
3727 – قُلْتُم لَنَا جسْمٌ عَلَى جِسْمٍ تَعَا … لَى اللَّهُ عَنْ جِسْمٍ وَعَنْ جُثْمَانِ
3728 – وَكَذَاكَ إِنْ قُلْنَا القُرَآنُ كَلَامُهُ … مِنْهُ بَدَا لَمْ يَبْدُ مِنْ إنْسَانِ
__________
= يلزمنا إثبات شخص له وجه واحد، وعلى ذلك الوجه أعين كثيرة، وله جنب واحد، وعليه أيدٍ كثيرة، وله ساق واحدة، ولا نرى في الدنيا شخصًا أقبح صورة من هذه المتخيلة، ولا أعتقد أن عاقلًا يرضى بأن يصف ربه بهذه الصورة”. أساس التقديس ص 67، فتأمل شناعة التعبير، ثم انظر كيف سهل على النفس نفي تلك الثوابت القواطع المحكمة.
3717 – السطوة: التطاول، وشدة البطش. اللسان 14/ 384.
3719 – في ف: “عن طارق”.
3721 – في طه: “مسجونون”.
– “السجَّان”: كذا في الأصلين وغيرهما، وضبط في في بالجيم المشددة.
ولكن شارح طه (2/ 169) أثبت “السبحان”، وفسّره بمعنى التنزيه (ص).
3725 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “بلفظ الجسم”.
– د: “للتعطيل للقرآن”.

(3/778)


3729 – كَلَا وَلَا مَلَكٍ ولَا لَوْحٍ وَلَـ … ـكِنْ قَالَهُ الرَّحْمنُ قَوْلَ بَيَانِ
3730 – قُلْتُم لَنَا إنَّ الكَلَامَ قِيَامُهُ … بِالجِسْمِ أيْضًا وَهْوَ ذُو حِدْثَانِ
3731 – عَرَضٌ يَقُوم بِغَيرِ جِسْمٍ لَمْ يَكُنْ … هَذَا بمَعْقُولٍ لَدَى الأذْهَانِ
3732 – وَكَذَاكَ حِينَ نقُول يَنْزِلُ رَبُّنَا … فِي ثُلْثِ لَيلٍ آخِرٍ أَوْ ثَانِ
3733 – قُلْتُم لَنَا إنَّ النُّزُولَ لِغَيرِ أجْـ … ـسَامٍ مُحَالٌ لَيْسَ ذَا إمْكَانِ
3734 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا يُرَى سُبْحَانَهُ … قُلْتُم أَجِسْمٌ كَى يُرَى بِعِيَانِ
3735 – أَمْ كَانَ ذَا جِهَةٍ تَعَالَى رَبُّنَا … عَنْ ذَا فَلَيْسَ يَرَاهُ مِنْ إنْسَانِ
3736 – أمّا إذَا قُلْنَا لَهُ وَجْهٌ كَمَا … فِي النَّصِّ أَوْ قُلْنَا كَذَاكَ يَدَانِ
3737 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا كَمَا فِي النَّصِّ إنَّ … القَلْبَ بَيْنَ أَصَابعِ الرَّحْمنِ
3738 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا الأصَابعُ فَوْقَهَا … كُلُّ العَوالِمِ وَهْيَ ذُو رَجَفَانِ
__________
3731 – في الأصل وغيره: “لذي الأذهان” هنا وفي المواضع الأخرى، وقد اتبعنا فيها نسخة ف التي أثبتت “لدى”، انظر مثلًا: البيت 2839. وقد خذلتنا ف في هذا البيت إذ جاء فيها العجز على هذا الوجه: “هذا لدى المعقول في الإمكان” ولعل فيه سهوًا، لأن قافية الإمكان ستتكرر بعد بيت واحد. (ص).
3732 – انظر ما سبق في الأبيات 448، 1209، 1725.
3734 – في ف: “أجبتم”، مكان “أجسم” وهو تحريف.
3735 – في ف: “تراه” وكتب فوقه: “صح”، وقال في حاشية: “يريد -والله أعلم- إنسان العين” ولكن الظاهر أنه تصحيف. سببه تقارب الأسطر وكلماتها في الأصل الذي نسخت منه ف، ولعله يشبه أصلنا (ص).
3737 – كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقد سبق ذكره في حاشية البيت 255. وانظر البيت 435.
3738 – كذا في الأصلين وغيرهما من النسخ المعتمدة. وقد سبق مثله، نحو “وهي ذو أفنان” (البيت 1033)، “وهي ذو حدثان” (1046)، وفي ح: “وهو” ولعله إصلاح لما جاء في النسخ. (ص). =

(3/779)


3739 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا يَدَاهُ لأرْضِهِ … وَسَمَائِهِ فِي الحَشْرِ قَابِضَتَانِ
3740 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا سَيَكْشِفُ سَاقَهُ … فَيخِرُّ ذَاكَ الجَمْعُ لِلأذْقَانِ
3741 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا يَجيءُ لِفَصْلِهِ … بَيْنَ العِبَادِ بعَدْلِ ذِي سُلْطَانِ
__________
= – يشير الناظم إلى حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السموات على أصبع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والماء والثرى على أصبع، وسائر الخلائق على أصبع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر: 67].
أخرجه البخاري في التفسير، باب “وما قدروا الله حق قدره” برقم (4811)، وفي التوحيد، باب قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} برقم (7414، 7415)، وباب قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} برقم (7451)، وباب كلام الرب عزّ وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، برقم (7513)، ومسلم في صفات المنافقين، باب صفة القيامة والجنة والنار، برقم (2786)، والترمذي في التفسير، باب ومن سورة الزمر، برقم (3238).
وقول الناظم: (وهي ذو رجفان)، إشارة إلى الرواية التي ذكر فيها ” … ثم يهزهن فيقول: أنا الملك … ” الحديث. وهي رواية البخاري رقم (7513)، ومسلم رقم (2786).
3739 – كما في قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر: 67].
3740 – كما قال تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)} [القلم: 42] وانظر ما سبق في حاشية البيت 444.
3741 – كما قال تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} [الفجر: 22].

(3/780)


3742 – قَامَتْ قِيَامَتُكُم كذاكَ قِيَامةُ الْـ … آتِي بِهَذَا القَوْلِ فِي الرَّحْمنِ
3743 – واللهِ لَوْ قُلْنا الَّذِي قَالَ الصَّحَا … بَةُ والأُلى مِنْ بَعْدِهِمْ بِلِسَانِ
3744 – لرَجَمْتُمُونَا بِالحِجَارَةِ إنْ قَدَرْ … تُم بَعْدَ رَجْمِ الشَّتْمِ والعُدْوَانِ
3745 – واللهِ قَدْ كَفَّرتُمُ مَنْ قَالَ بَعْـ … ـضَ مَقَالِهِمْ يَا أمَّةَ البُهتانِ
3746 – وَجَعَلْتُمُ الجِسمَ الَّذِي قَرَّرْتُمُ … بُطْلَانَهُ طَاغُوتَ ذَا البُطْلَانِ
3747 – وَوَضَعْتُمُ لِلْجِسْمِ مَعْنىً غَيْرَ مَعْـ … ـرُوفٍ بِهِ فِي وَضْعِ كُلِّ لِسَانِ
3748 – وبَنَيتُمُ نَفْيَ الصِّفَاتِ عَلَيْهِ فَاجْـ … ـتَمَعَتْ لَكُمْ إذْ ذَاك مَحْذُورَانِ
3749 – كذِبٌ عَلَى لُغَةِ الرَّسُولِ وَنَفْيُ إثْـ … ـبَاتِ العُلُوِّ لِفَاطِرِ الأكْوَانِ
3750 – وَرَكِبتُمُ إذْ ذَاكَ تَحْرِيفَينِ تَحْـ … ـريفَ الحَديثِ ومحْكَمِ القُرْآنِ
3751 – وَكَسَبتُمُ وِزْرَيْنِ وِزْرَ النَّفْي والتَّـ … ـحْرِيفِ فَاجْتَمَعَتْ لَكُمْ كِفْلَانِ
3752 – وَعَدَاكُمُ أجْرَانِ أجْرُ الصِّدْقِ والْـ … إيمَانِ حَتَّى فَاتَكُم حَظَّانِ
3753 – وَكَسَبتُمُ مَقْتَينِ مَقْتَ إلهِكُمْ … وَالمؤمِنينَ فَنَالكُمْ مَقْتَانِ
__________
3742 – كذا في جميع النسخ الخطية والمطبوعة التي بين أيدينا، ولعل الصواب: “لذاك قيامة الآبي لهذا … “. و”الآبي” من الإباء.
3743 – في د: “ببيان”.
3744 – “إن قدرتم” ساقطة من الأصلين.
3745 – كذا في الأصلين ود. وفي غيرها: “العدوان”.
3746 – في ط: “قدرتم”، تحريف.
3748 – فيه تأنيث المذكر للضرورة. انظر ما تقدم في حاشية البيت 228 (ص).
– في حاشية ف إشارة إلى أن في نسخة: “في ذاك” (ص).
3750 – أشير في حاشية الأصلين إلى أنّ في نسخة: “وظاهر القرآن” (ص).
3751 – انظر ما مرّ آنفًا في البيت 3748.
3752 – في حاشية الأصل: “وعدمتم حظين حظ الصدق والإيمان” وفوقها: “نسخة”، وكذا في حاشية ف، وبعده: “كان هذا مخرجًا في نسخة حذاء ما خرج هاهنا حذاءه وعليه نسخة” وكذا ورد البيت في د، وفيها: “فاتت الحظان” (ص).
– هذا البيت مؤخر عن الذي بعده في (س).

(3/781)


3754 – وَلَبِسْتُمُ ثَوبَينِ ثَوْبَ الجَهْلِ والظُّـ … ـلْمِ القَبِيحِ فَبِئْسَتِ الثَّوْبَانِ
3755 – وَتَخِذْتُمُ طِرْزَينِ طِرْزَ الكِبْرِ والتِّـ … ـيهِ العَظِيمِ فَبِئْسَتِ الطِّرْزَانِ
3756 – وَمَدَدْتُمُ نَحْوَ العُلَى باعَيْنِ لَـ … ـكِنْ لَمْ تَطُلْ مِنْكُمْ لَهَا البَاعَانِ
3757 – وَأتَيْتُمُوهَا مِنْ سِوَى أبْوَابِهَا … لَكِنْ تَسَوَّرْتُم مِنَ الحِيطَانِ
3758 – وَغَلَقْتُمُ بَابَيْنِ لَوْ فُتِحَا لَكُمْ … فُزْتُمْ بِكُلِّ بِشَارةٍ وَتَهَانِ
3759 – بَابَ الحَدِيثِ وَبَابَ هَذَا الوَحِي مَنْ … يَفْتَحْهُمَا فَلْيهْنِهِ البَابَانِ
3760 – وَفَتحْتُمُ بَابَيْنِ مَنْ يَفْتَحْهُمَا … تُفْتَحْ عَلَيْهِ مَوَاهِبُ الشَّيطانِ
3761 – بَابُ الكَلامِ وَقَدْ نُهِيتُم عَنْهُ وَالْـ … ـبَابُ الحَريقُ فمنْطِقُ اليُونَانِ
3762 – فَدَخَلْتُمُ دَارْينِ دَارَ الجَهْلِ فِي الدُّ … نْيَا وَدَارَ الخِزْي فِي النِّيرَانِ
3763 – وَطعِمْتُمُ لَوْنَينِ لَوْنَ الشَّكِّ والتَّـ … ـشْكِيكِ بَعْدُ فَبِئْسَتِ اللَّوْنَانِ
3764 – وَرَكِبتُمُ أمْرَيْنِ كَمْ قَدْ أَهْلَكَا … مِنْ أمَّةٍ فِي سَائر الأزْمَانِ
3765 – تَقْدِيمُ آرَاءِ الرِّجَالِ عَلَى الَّذِي … قَالَ الرَّسُولُ وَمحْكَمِ القُرْآنِ
__________
3754 – انظر مثله في البيت 211، وانظر البيت التالي (ص).
3755 – الطِّرز -بكسر الطاء وفتحها-: الشكل والهيئة. يقال: هذا طرز هذا أي: شكله. اللسان 5/ 368.
3756 – كذا في الأصل وغيره. وفي ف لم يعجم حرف المضارع. و”الباع” مذكر، نصّ عليه أبو حاتم السجستاني. المصباح المنير: 66 (ص).
3761 – كذا بالزاي في الأصلين، وفي غيرهما بالراء، ولعلّ “الحريق” هنا بمعنى الضيق. وقال شارح طه (2/ 176): “سماه المؤلف باب الحريق لأن معظم من دخلوا منه واتخذوه آلة لعلمهم أحرق دينهم وإيمانهم بسبب سوء استعمالهم له”. قلت: لا يستقيم هذا الشرح لأن المؤلف لم يسمه “باب الحريق” ولو صحّ ما في النسخ الأخرى لكان: “الباب الحريق” (ص).
3763 – انظر البيت 3754.
3764 – كذا في الأصل، وفي ف وغيرها: “سالف الأزمان”.

(3/782)


3766 – وَالثَّانِ نِسبَتُهُم إلَى الإلغازِ وَالتَّـ … ـلبِيسِ والتَّدْلِيسِ وَالكِتْمَانِ
3767 – وَمَكَرتُمُ مَكْرَيْنِ لَوْ تَمَّا لَكُمْ … لتَفصَّمَتْ فِينَا عُرَى الإيمَانِ
3768 – أَطفَأْتُمُ نُورَ الكِتَابِ وَسُنَّةَ الْـ … ـهادِي بِذَا التَّحْرِيفِ والهَذَيَانِ
3769 – لَكِنَّكُم أوْقَدْتُمُ لِلْحَرْبِ نَا … رًا بَيْنَ طَائِفَتَينِ مُخْتَلِفَانِ
3770 – واللهُ يُطْفِئُها بألْسِنَةِ الأُلى … قَدْ خَصَّهُم بالعِلْمِ والإيمَانِ
3771 – واللهِ لوْ غَرِقَ المجَسِّمُ فِي دَمِ التَّـ … ـجْسِيمِ مِنْ قَدَمٍ إلَى الآذَانِ
3772 – فَالنَّصُّ أعْظَمُ عِنْدَهُ وأجَلُّ قدْ … رًا أنْ يعارِضَهُ بقولِ فُلَانِ
* * *
فصلٌ في كسرِ الطاغوتِ الذي نفوا به صفاتِ ذي الملكوتِ والجبروتِ
3773 – أَهْوِنْ بِذَا الطَّاغُوتِ لَا عَزَّ اسْمُهُ … طَاغُوتِ ذِي التَّعْطِيلِ وَالكُفْرَانِ
__________
3766 – في ف: “فنسبتهم” وهو خطأ. والمراد: نسبة الله سبحانه ورسله إلى أنهم كتموا الحق ولبسوه، كما سبق.
3767 – في طه: لانفصمت، وهو خطأ. فصَمه يفصِمه فانفصَمَ: كسرَه من غير أن يبين. ومثله فصّمه فتفصّم. اللسان 12/ 453.
3768 – كتب في حاشية الأصل بجوار هذا البيت: “مرصع (؟) بأبيات من نسخة الشيخ”. ولعلها تشير إلى أن الأبيات من هنا إلى البيت 3846 زيدت من نسخة الشيخ. انظر الحاشية تحت البيت المذكور (ص).
3769 – كذا في الأصلين وغيرهما من النسخ الخطية والمطبوعة، وفيه تذكير المؤنث واختلاف المنعوت والنعت في الإعراب، ولو قال “تختلفان” لذهب الإشكالان. (ص).
3770 – ما عدا الأصلين: “والله مطفيها”.
3771 – هذا البيت ساقط من (ظ).

(3/783)


3774 – كَمْ مِنْ أَسِيرٍ بَلْ جَرِيحٍ بَلْ قَتيـ … ـلٍ تَحْتَ ذَا الطَّاغُوتِ فِي الأزْمَانِ
3775 – وَتَرى الجَبَانَ يَكَادُ يُخلَعُ قَلْبُهُ … مِنْ لَفْظِهِ تَبًّا لِكُلِّ جَبَانِ
3776 – وَتَرَى المخَنَّثَ حِينَ يُفزِعُه اسْمهُ … تَبْدُو عَلَيْهِ شمَائِلُ النِّسوَانِ
3777 – ويظَلُّ مَنْكُوحًا لِكُلِّ مُعَطِّلٍ … وَلِكُلِّ زِنْدِيقٍ أخِي كُفْرَانِ
3778 – وَتَرى صَبيَّ العَقْلِ يُفزِعُهُ اسْمُهُ … كَالغُولِ حِينَ يقَالُ لِلصِّبْيَانِ
3779 – كُفْرانَ هَذَا الاسْمِ لَا سُبْحَانَهُ … أبَدًا وسُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
3780 – كَم ذَا التَّترُّسُ بالمُحَالِ أَمَا تَرَى … قَدْ مزَّقَتْهُ كَثْرةُ السُّهْمَانِ
3781 – جِسْمٌ وفَشْرٌ ثم تَجسيمٌ وتَفْـ … ـشيرٌ أما تَعْيَونَ مِنْ هَذَيَانِ
__________
3774 – في د: “منذ زمان”.
3776 – كذا في الأصلين، وقد تكرر ذلك بعد بيت. وفي غيرهما: “يقرع سمعه”.
شمائل: جمع شِمال، وهو الطبع والخُلق. اللسان 11/ 365.
3778 – الغُول: أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أنها تتراءى للناس في الفلاة فتتغوّل لهم تغوّلًا: أي تتلون تلونًا في صور شتى، وتضلهم عن الطريق. فأبطل النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك، كما في صحيح مسلم (2222) من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا عدوى ولا طيرة ولا غول”. وقال بعض أهل العلم: ليس المراد من الحديث نفي وجود الغيلان، وإنما معناه إبطال ما تزعمه العرب من تلون الغول بالصور المختلفة. وقالوا: ومعنى “ولا غول”: أي لا تستطيع أن تضل أحدًا، ويشهد لذلك الحديث الآخر “لا غول ولكن السعالي” وهم سحرة الجن لهم تلبيس وتخييل. انظر: النهاية لابن الأثير 3/ 396، صحيح مسلم بشرح النووي 140/ 436.
3779 – في د: “كفران ذا الطاغوت”.
3781 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “جسم وتجسيم وتشبيه أما تعيون من هذيان” وفيه نقص. وفي س، ط: ” … من فشر ومن هذيان”. والفشر بمعنى الهذيان، كما مرّ في البيت 387 وغيره، ومنه التفشير. (ص).

(3/784)


3782 – أَنتُمْ وَضَعْتُمْ ذَلِكَ الطَّاغوتَ ثُمَّ … بِهِ نَفَيتُمْ مُوجَبَ القُرْآنِ
3783 – وَجَعَلْتُمُوهُ شَاهِدًا بَلْ حَاكِمًا … هَذَا عَلَى مَنْ يَا أولِي العُدْوَانِ
3784 – أَعَلَى كِتَابِ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ … باللَّهِ اِسْتَحْيُوا مِنَ الرَّحْمنِ
3785 – فَقِيَامُهُ بالزُّورِ مِثْلُ قَضَائِهِ … بالجَوْرِ والعُدْوَانِ والبُهْتَانِ
3786 – كَمْ ذِي الجعَاجعُ لَيْسَ شَيءٌ تَحْتَهَا … إلَّا الصَّدَى كَالبُومِ فِي الخِرْبَانِ
3787 – ونَظيرُ هَذَا قَولُ مُلْحِدِكُم وَقَدْ … جَحَدَ الصِّفَاتِ لِفَاطِرِ الأكْوانِ
3788 – لَوْ كَانَ مَوْصُوفًا لَكَانَ مُرَكَّبًا … فَالوَصْفُ والتَّرْكِيبُ متَّحِدَانِ
3789 – ذَا المَنْجَنيقُ وذَلِكَ الطَّاغُوتُ قَدْ … هَدَمَا دِيَارَكُمُ إلَى الأرْكَانِ
__________
3782 – “به” ساقط من الأصل.
3783 – ب: “العرفان”.
3784 – كذا في الأصل. وفي ف: “تالله ما استحييتم” وهو غير موزون، وأشار في الحاشية إلى رواية الأصل. وفي غيرهما: “فاستحيُوا”.
3785 – ط: “وقيامه”.
– وهكذا ورد البيت في الأصلين وب، ظ، س. وفي د:
فقضاؤه بالجور والعدوان مثـ … ـل قيامه بالزور والبهتان
وهو بيت حسن التقسيم وأجدر بأن يكون ناسخًا لما ورد في النسخ الأخرى. وقد أُدخِل هذا البيت في ط قبل البيت الذي أثبتناه بوضع “العدوان” مكان “البهتان” (ص).
3786 – في الأصلين وغيرهما: “ذا” والصواب ما أثبتنا، وكذا في طه. وقد سبقت كلمة الجعجعة والجعاجع في البيت 640 وغيره (ص).
الخِربان: جمع الخَراب: ضد العمران. ولم أجد هذا الجمع في كتب اللغة (ص).
3789 – “المنجنيق”: يعني به التركيب. انظر: البيت (2978)، وما بعده.
و”الطاغوت” يعني به التجسيم والتشبيه. وهو مراده في هذا الفصل.

(3/785)


3790 – واللهُ رَبِّي قَدْ أعَانَ بِكَسرِ ذا … وَبِقَطْعِ ذَا سُبحَانَ ذِي الإِحْسَانِ
3791 – فَلَئِنْ زَعَمْتُمْ أنَّ هَذَا لَازِمٌ … لِمقَالِكُم حَقًّا لُزُومَ بَيَانِ
3792 – فَلنَا جَوَابَاتٌ ثَلَاثٌ كُلُّهَا … مَعْلُومَةُ الإِيضَاحِ والتِّبْيَانِ
3793 – مَنْعُ اللُّزومِ وَمَا بِأيْدِيكُم سِوَى … دَعْوَى مُجَرَّدَةٍ عَنِ البُرْهَانِ
3794 – لَا يَرتضِيهَا عَالِمٌ أَوْ عَاقِلٌ … بَلْ تِلْكَ حِيلَةُ مُفْلِسٍ فَتَّانِ
3795 – فَلَئنْ زَعَمْتُم أَنَّ مَنْعَ لُزُومِهِ … مِنْكُمْ مُكَابَرةٌ عَلَى البُطْلَانِ
3796 – فَجَوابُنَا الثانِي امْتِنَاعُ النفْي فِيـ … ـما تَدَّعُونَ لُزُومَهُ بِبَيَانِ
3797 – إذْ كانَ ذَلِكَ لازِمًا لِلنَّصِّ والْـ … ـمَلْزُومُ حَقٌّ وَهْوَ ذُو بُرهَانِ
3798 – وَالحَقُّ لَازمُهُ فَحقٌّ مِثْلُهُ … أَنَّى يَكُونُ الشيءُ ذَا بُطْلَانِ
3799 – وَتكُونُ مَلْزوماتُه حَقًّا فَذَا … عَيْنُ المُحَالِ وَلَيْسَ فِي الإمْكَانِ
__________
3790 – يعني طاغوت التجسيم والتشبيه. ومنجنيق التركيب.
3791 – كذا في الأصلين وغيرهما. وفي د: “لمقالنا”، ولعله أنسب.
3793 – طع: “من البرهان”.
– هذا الجواب الأول وهو: أن لزوم التجسيم لإثبات الصفات ممنوع، إذ لا دليل عليه، سوى دعوى مجردة منكم من غير برهان.
3795 – د: “منا”، ولعله أنسب.
3796 – هذا الجواب الثاني عند إصرارهم على لزوم التجسيم للإثبات وأنه لا انفكاك بينهما، فيقال لهم: بأنا نقول بالحق الذي هو مقتضى نصوص الكتاب والسنة، فإن كان ما تدعونه لازمًا للحق فإنا نثبته ونقول به، إذ لازم الحق حق مثله.
3797 – ح، ط، طه: “إن كان”.
– طع: “فالملزوم”.
3799 – ح، ط: “ويكون ملزومًا به” تحريف.
– طع: “ذا إمكان”.

(3/786)


3800 – فَتَعَيَّنَ الإلْزَامُ حِئنَئِذٍ عَلَى … قَوْلِ الرَّسُولِ وَمُحْكَمِ القُرْآنِ
3801 – وَجَعَلْتُمُ أتْبَاعَه ما نسترا … خَوْفًا مِنَ التَّصرِيحِ بالكُفْرَانِ
3802 – وَاللَّهِ مَا قُلْنَا سِوَى مَا قَالَهُ … هَذِي مَقَالَتُنَا بِلَا نُكرانِ
3803 – فَجَعَلتُمُونا جُنَّةً والقَصْدُ مَفْـ … ـهومٌ فَنَحْنُ وِقَايةُ القُرْآنِ
3804 – هَذَا وَثَالِثُ مَا نُجِيبُ بِهِ هُوَ اسْـ … ـتِفْسَارُكُم يَا فِرْقَةَ العِرْفَانِ
3805 – مَاذَا الَّذِي تَعْنُونَ بِالجِسْمِ الَّذِي … أَلزَمْتُمُونَا أَوْضحُوا بِبَيَانِ
__________
3801 – كذا في جميع النسخ الخطية والمطبوعة: ما عدا (ح) التي فيها: “أتباعهما نسترا”. وعلق بعضهم في حاشيتها بقوله: “لعله -والله أعلم- وجعلتم ذا الاتباع تسترًا” وهو بعيد. وقد ضبطت كلمة “نسترا” في ف بفتح النون والتاء والراء، دون تنوين الراء. وفي ب: “تشترا” ولعل الصواب: “أتباعَهما مِسْترًا”، والمِسْتَر: ما يُستَر به (اللسان 4/ 344) وتقرأ هاء “هما” بإشباع الضمة ليستقيم الوزن، ولعل الإشباع هو الذي كان سببًا لكتابة “ما” منفصلة.
– ومراد الناظم: أن هذا الإلزام الذي ألزمنا به المعطلة حين أثبتنا الصفات هو في حقيقته إلزام لكلام الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ولكنهم لم يصرحوا بذلك، بل جعلوا أتباع الكتاب والسنة سترًا دون ذلك، فقالوا: إن قولكم -أي قول الأتباع- لازمه التجسيم والتشبيه. مع أن قول الأتباع لم يتجاوز في حقيقته نص الكتاب والسنة.
ويوضحه قوله:
فجعلتمونا جنة والقصد مفـ … ـهوم فنحن وقاية القرآن
– ب: “التصريح والكفران”.
3802 – كذا في الأصل ود. وفي ف وغيرها: “بلا كتمان”.
3802 – د: “العدوان” وهذا الجواب الثالث، وهو الاستفسار عن معنى الجسم عندهم، لأنه لفظ مجمل، مشتمل على حق وباطل، فلا بد من التمييز بينهما بالاستفسار، فيؤخذ الحق الذي دلت عليه النصوص ويرد الباطل الذي فيه تنقيص لرب العالمين. شرح حديث النزول ص 237، منهاج السنة 2/ 211 الصواعق المرسلة 3/ 939، مختصر الصواعق، ص 110.

(3/787)


3806 – تَعْنُونَ مَا هُوَ قَائِمٌ بالنفْسِ أَوْ … عَالٍ عَلَى العَرْشِ العَظِيمِ الشَّانِ
3807 – أَوْ ذَا الَّذِي قَامَتْ بِهِ الأوْصَافُ أوْ … صَافُ الكَمَالِ عَدِيمَةُ النقْصانِ
3808 – أَوْ مَا تَرَكَّبَ مِنْ جَوَاهِرَ فَردَةٍ … أَوْ صُورَةٍ حَلَّتْ هَيُولَى ثَانِي
3809 – أَوْ مَا هُوَ الجسْمُ الَّذِي فِي العُرْفِ أو … فِي الوَضْعِ عنْدَ تَخَاطُبٍ بلِسَانِ
3810 – أَوْ مَا هُوَ الجسْمُ الَّذِي فِي الذِّهْنِ ذَا … كَ يُقَالُ تَعْلِيمِيُّ ذِي الأذْهَانِ
3811 – مَاذَا الَّذِي من ذَاكَ يَلْزَمُ مِنْ ثُبُو … تِ عُلُوِّهِ مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ
3812 – فَأْتُوا بِتَعْيينِ الَّذِي هُوَ لَازمٌ … فَإِذَا تَعَيَّنَ ظَاهِرَ التِّبْيَانِ
3813 – فَأْتُوا بِبُرهَانَينِ بُرهَانِ اللزُو … مِ وَنَفْيِ لَازِمِهِ فَذَانِ اثْنَانِ
__________
3809 – العرف: هو ما استقرت النفوس عليه بشهادة العقول، وتلقته الطبائع بالقبول. التعريفات ص 193.
الوضع في اللغة: جعل اللفظ بإزاء المعنى. وفي الاصطلاح: تخصيص شيء بشيء متى أطلق أو أحس الشيء الأول فهم منه الشيء الثاني. التعريفات، ص 326.
3810 – ب، س، طت، طه: “تعليم” والجسم التعليمي: هو الذي يقبل الانقسام طولًا وعرضًا وعمقًا، ونهايته السطح، وهو نهاية الجسم الطبيعي، ويسمى جسمًا تعليميًا، إذ يبحث عنه في العلوم التعليمية، أي الرياضية الباحثة عن أحوال الكم المتصل والمنفصل، منسوبة إلى التعليم والرياضة، فإنهم كانوا يبتدئون بها في تعاليمهم ورياضتهم لنفوس الصبيان، لأنها أسهل إدراكًا. التعريفات للجرجاني، ص 104، المواقف للإيجي، ص 184، المبين للآمدي، ص 113.
– طه: “لذي الأذهان”.
3811 – طه: “في ذاك”.
3813 – المعنى أنه لا بدّ لهم من ثلاثة أمور ليصح قولهم وهي:
أولًا: أن يعينوا ذلك اللازم ويبينوه بالتحديد.
ثانيًا: أن يبرهنوا على لزومه لإثبات الصفات.
ثالثًا: أن يبرهنوا على نفي هذا اللازم على تقدير لزومه.

(3/788)


3814 – واللهِ لَوْ نُشِرَتْ لَكُمْ أَشْيَاخُكُمْ … عَجَزُوا وَلَوْ وَاطَاهُمُ الثَّقَلَانِ
3815 – إنْ كُنْتُمُ أَنْتُمْ فُحُولًا فابْرُزُوا … وَدَعُوا الشَّكَاوَى حِيلَةَ النِّسْوَانِ
3816 – وَإذَا اشْتَكَيتُم فاجْعَلُوا الشَّكْوَى إلى الْـ … ـبُرْهانِ لَا القَاضِي وَلَا السُّلْطَانِ
3817 – فَنُجِيبُ بالتَّركِيبِ حِينَئِذٍ جَوَا … بًا شَافِيًا فِيهِ هُدَى الحَيْرَانِ
3818 – الحَقُّ إِثْبَاتُ الصِّفَاتِ، وَنَفْيُهَا … عَينُ المُحَالِ وَلَيْسَ فِي الإمْكَانِ
3819 – فَالجِسمُ إمَّا لَازِمٌ لِثُبُوتِهَا … فَهُوَ الصَّوَابُ وَلَيْسَ ذَا بُطْلَانِ
3820 – أوْ لَيْسَ يَلزَمُ مِنْ ثُبُوتِ صِفَاتِهِ … فَشَنَاعَةُ الإِلْزَامِ بِالبُهْتَانِ
3821 – فَالمنْعُ في إحدَى المُقَدِّمتَينِ مَعْـ … ـلومُ البَيَانِ إذًا بِلَا نُكْرَانِ
3822 – المنْعُ إمَّا فِي اللُّزُومِ أَوْ انْتِفَا … ءِ اللَّازِمِ المَنْسُوبِ لِلْبُطْلَانِ
3823 – هَذَا هُوَ الطَّاغوتُ قَدْ أمسَى كَمَا … أبْصَرْتُمُوهُ بِمِنَّةِ الرَّحْمنِ
* * *
__________
3814 – نص البيت في د:
والله لو نشرت شيوخكم لما … قدروا ولو واطاهم الثقلان
3816 – في حاشية ب، ح، ط: “إلى الوحيين”، ولعله تغيير من ناسخ أو ناشر في البيت، وهو خطأ في هذا السياق (ص).
3817 – ف “حيران”.
3818 – س: “ليس المحال”، خطأ.
3819 – أي إن كان الجسم لازمًا للإثبات فهو حق وصواب.
3820 – أي إن لم يكن الجسم لازمًا للإثبات، فالتشنيع على أهل السنة به بهتان ومحض دعوى.
3821 – د: “وليس ذا نكران” بدل “إذًا بلا نكران”.
3823 – “أمسى” كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “أضحى”.

(3/789)


فصلٌ في مبدأ العداوةِ الواقعةِ بينَ المثبتينَ الموحدينَ وبينَ النفاةِ المعطلين
3824 – يَا قَوْمُ تَدْرُونَ الْعَدَاوَةَ بَينَنَا … مِنْ أَجْلِ مَاذَا مِن قَديمِ زَمَانِ
3825 – إِنَّا تَحَيَّزْنا إِلَى القُرْآنِ والنَّـ … ـقْلِ الصَّحِيحِ مُفَسِّرِ الْقُرْآنِ
3826 – وَكَذَا إلَى العَقْلِ الصَّرِيحِ وَفطرَةِ الرَّ … حْمنِ قَبْلَ تَغَيُّرِ الإنْسَانِ
3827 – هِيَ أرْبعٌ متَلَازِمَاتٌ بَعْضُهَا … قَدْ صَدَّقَتْ بَعْضًا عَلَى مِيزَانِ
3828 – واللهِ مَا اجْتَمعَتْ لَدَيكُم هَذِهِ … أَبَدًا كَمَا أقْرَرْتُمُ بِلِسَانِ
3829 – إذْ قُلْتُمُ العَقْلُ الصَّحِيحُ يُعَارِضُ الْـ … ـمَنْقُولَ مِنْ أَثَرٍ وَمِن قُرْآنِ
3830 – فَنُقَدِّمُ المَعْقُولَ ثم نُصَرِّفُ الْـ … ـمَنْقُولَ بالتأويلِ ذِي الألْوَانِ
3831 – فَإذَا عَجَزْنَا عَنْهُ أَلْقَينَاهُ لَمْ … نَعْبَأْ بِهِ قَصْدًا إلَى الإحْسَانِ
3832 – وَلَكُمْ بِذَا سَلَفٌ لَهُمْ تَابَعْتُمُ … لمَّا دُعُوْا لِلأَخْذِ بالقُرْآنِ
3833 – صَدُّوا فلمَّا أَن أصِيبُوا أقْسَمُوا … لَمُرَادُنا توفيقُ ذِي الإحْسَانِ
__________
3824 – كذا في الأصلين وس. وفي غيرها: “في قديم زمان”.
3827 – في الأصل: “من أربع”، وفي ف: “من متلازمات” أي سقطت منها كلمة “أربع”، وكتب فوق من: “كذا”، وفي الحاشية: “لعله هن”، ويبدو أن “من” تحريف “هي” التي وردت في النسخ الأخرى.
3829 – في الأصلين: “أو”، وفي حاشية الأصل: لعل صوابه: “إذ” وفوقها في ف: “كذا” وفي الحاشية: “لعله إذ”، وهو الصواب كما في النسخ الأخرى.
– “الصحيح”: فوقها في ف: “كذا”. وفي د: “الصريح”.
3833 – ط: “الإحسان” ويشير الناظم إلى حال المنافقين كما قال الله تعالى عنهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)} [النساء: 61, 62].

(3/790)


3834 – وَلَقَدْ أُصيبُوا فِي قُلُوبِهِمُ وَفِي … تِلْكَ العُقُولِ بغَايَةِ النُّقْصَانِ
3835 – فَأَتَوْا بأقْوَالٍ إذَا خَصَّلْتَهَا … أَسْمَعْتَ ضُحْكَةَ هَازِلٍ مَجَّانِ
3836 – [هَذَا جَزَاءُ المُعْرِضِينَ عَن الهُدَى … مُتَعَوِّضِينَ زَخَارِفَ الهَذَيَانِ
3837 – وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا بِشَيخِ القَوْمِ إذْ … يَأبَى السُّجُودَ بِكبر ذِي طُغْيَانِ]3838 – ثُمَّ ارْتَضَى أَنْ صَارَ قَوَّادًا لأرْ … بَابِ الفُسُوقِ وَكلِّ ذِي عِصْيَانِ
3839 – وَكَذَاكَ أَهْلُ الشِّركِ قَالُوا كَيفَ ذَا … بَشَرٌ أَتَى بالوَحْي والقُرْآنِ
3840 – ثُمَّ ارْتَضَوْا أَنْ يَجْعَلُوا مَعْبُودَهُم … مِنْ هذِهِ الأحْجَارِ والأوْثَانِ
3841 – وَكَذَاكَ عُبَّادُ الصَّليبِ حَمَوا بَتَا … رِكَهُم مِنَ النِّسْوَانِ والوِلْدَانِ
3842 – وَأتَوْا إلَى رَبِّ السَّماواتِ العُلَى … جَعَلُوا لَهُ وَلَدًا مِنَ الذُّكْرَانِ
__________
3835 – مبالغة الماجن، وقد سبق في البيت 78.
3837 – البيتان ساقطان من الأصلين.
3838 – يعني بشيخ القوم: إبليس. وهذان البيتان مأخوذان من قول أبي نواس:
عجبت من إبليس في كبره … وخبث ما أظهر من نيّته
تاه على آدم في سجدة … وصار قوادًا لذريته
ديوان أبي نواس ص 125.
3839 – كما قال تعالى عنهم: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)} [الإسراء: 94].
3841 – بتارك: جمع بَتْرَك، وهو مقدّم النصارى، وبدئ في إطلاقها منذ القرن الخامس الميلادي على أساقفة الكراسي النصرانية الكبرى، وهي الإسكندرية، وأنطاكية، وأورشليم، وروما، وضمت إليها القسطنطينية بعد ذلك، وتطلق الآن على عدد أكبر من رؤساء الأساقفة في بلاد أوربا وآسيا. ويسمى البطرق والبطرك، والبطريق والبطريرك. انظر: المعجم الكبير (مجمع القاهرة 1402 هـ) 2/ 382. وقد فات المعجم الكبير ذكر صيغة “بترك” وجمعه البتارك والبتاركة، وانظر البترك والبتاركة في البداية والنهاية (نشرة التركي) 18/ 716 (ص).

(3/791)


3843 – وَكَذَلِكَ الجَهْمِيُّ نَزَّهَ رَبَّهُ … عَنْ عَرْشِهِ مِنْ فَوْقِ ذِي الأكْوَانِ
3844 – حَذَرًا مِنَ الحَصْرِ الَّذِي فِي ظَنِّهِ … أَوْ أَن يُرَى مُتَحَيِّزًا بِمَكَانِ
3845 – فَأصَارَهُ عَدَمًا وَلَيْسَ وُجُودُهُ … مُتَحَقِّقًا فِي خَارجِ الأذْهَانِ
3846 – لكِنّما قُدَماؤُهُم قالُوا بِأنَّ م … الذّاتَ قَدْ وُجِدَتْ بِكُلِّ مكانِ
3847 – جَعَلُوه فِي الآبارِ والأنْجاسِ والْـ … ـخاناتِ والخَرِباتِ والقِيعانِ
3848 – والقَصْدُ أنَّكُمُ تَحَيَّزْتُم إلى الْـ … آراءِ وَهْىَ كَثيِرَةُ الهَذَيانِ
3849 – فَتَلَوَّنَتْ بِكُمُ فَجِئْتُمْ أنْتُمُ … مُتَلَوِّنِينَ عَجائِبَ الألْوانِ
3850 – وَعَرَضْتُمُ قَوْلَ الرَّسُولِ عَلى الَّذِي … قَدْ قالَهُ الأشْياخُ عَرْضَ وِزانِ
3851 – وَجَعَلْتُمُ أَقْوالَهُم مِيزانَ ما … قَدْ قالَهُ والعَوْلُ فِي المِيزانِ
__________
3846 – كتب في الأصل بجوار هذا البيت: “نسخة الشيخ إلى هنا زائدة”، انظر ما سلف تحت البيت 3768، (ص).
– انظر: الرد على الجهمية للدارمي، ص 34. وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن القول بالحلول هو الغالب على عامتهم وعبادهم وأهل المعرفة والتحقيق منهم، والقول بسلب الوصفين المتقابلين من أنه لا داخل العالم ولا خارجه هو الغالب على نظارهم ومتكلميهم وأهل البحث منهم والقياس فيهم. وكثير منهم يجمع بين القولين، ففي حال نظره وبحثه يقول بسلب الوصفين المتقابلين، وفي حال تعبده وتألهه يقول بأنه في كل مكان ولا يخلو منه شيء. انظر: مجموع الفتاوى 5/ 272.
3847 – الخانات: جمع خان، وهو فارسي معرب، معناه: الحانوت، وهو دكان الخمَّار. اللسان 13/ 146، 2/ 26 وفي ف: “الحانات” بالحاء المهملة جمع حانة، وهي أيضًا موضع بيع الخمر، اللسان 13/ 133.
3849 – طه: “الأكوان”، تحريف.
3851 – طت، طه: “والقول”، وفي طع: “والعدل”. والصواب ما في النسخ الخطية. والعول: الميل في الحكم إلى الجور. يقال: عال الميزانُ: مال، وارتفع أحد طرفيه عن الآخر. اللسان 11/ 481 – 482.

(3/792)


3852 – وَوَرَدْتُمُ سُفْلَ المِياهِ وَلَم نَكُنْ … نَرضَى بِذاكَ الوِرْدِ لِلظَّمْآنِ
3853 – وَأخَذْتُمُ أنْتُمُ بُنَيَّاتِ الطَّرِيـ … ـقِ وَنَحْنُ سِرْنا فِي الطَّرِيقِ الأعْظَمِ السُّلْطاني
3854 – وجَعَلْتُمُ تُرْسَ الكَلامِ مِجَنَّةً … تَبًّا لِذاكَ التُّرْسِ عِنْدَ طِعانِ
3855 – وَرَمَيتُمُ أهْلَ الحَدِيثِ بِأَسْهُمٍ … عَنْ قَوْسِ مَوْتُورِ الفُؤَادِ جَبَانِ
3856 – فَتترَّسُوا بِالوَحْي والسُّنَنِ التِي … تَتْلُوهُ نِعْمَ التُّرْسُ للشُّجْعَانِ
3857 – هُوَ تُرْسُهُم واللهِ مِنْ عُدْوَانِكُم … وَالتُّرسُ يَوْمَ البَعْثِ مِنْ نِيرانِ
3858 – أَفَتَاركُوهُ لِبَهْتِكُم وَمُحَالِكُم … لَا كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ الرَّحْمنِ
3859 – وَدَعَوْتُمُونَا لِلذي قُلْتُم بِهِ … قُلْنَا مَعَاذَ اللهِ مِنْ خِذْلَانِ
3860 – فَاشْتَدَّ ذَاكَ الحَرْبُ بَيْنَ فَرِيقِنَا … وَفَرِيقِكُم وَتَفَاقَمَ الأَمْرَانِ
3861 – وَتَأصَّلَتْ تِلكَ العَدَاوَةُ بَيْنَنَا … مِنْ يَوْمِ أَمْرِ اللهِ لِلشَّيطَانِ
3862 – بِسُجُودِهِ فَعَصَى وَعَارَضَ أمْرَهُ … بِقِيَاسِهِ وَبِعَقْلِهِ الخَوَّانِ
3863 – فأتَى التَّلامِيذُ الوِقَاحُ وعَارضُوا … أخبَارَهُ بالعَقْلِ والهَذَيانِ
__________
3852 – د: “وعرضتم سفل”.
3853 – هكذا ورد البيت في جميع النسخ، وفيه تفعيلة زائدة. انظر: التعليق على البيتين 578، 683.
3854 – طت، طه: “مجنكم” والمجنّة هي الترس.
3855 – الموتور: الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، هو صاحب الوتر. اللسان 5/ 274.
3858 – في الأصل: “بنهيكم”، والظاهر أنه تصحيف لما أثبتناه من ح وحاشية ب، وهو المقارب في معناه لما جاء في ف وغيرها: “لفشركم”.
– كذا في الأصل ود، ح، ط. وفي غيرها: “برحمة المنّان”.
3863 – الوقاح: جمع وقيح. يقال: رجل وقيح الوجه ووَقاحه: صُلْبُه قليل الحياء. اللسان 2/ 637.
– طع، طه: “فعارضوا”.
– “بالعقل”: كذا في الأصلين وب. وفي غيرها: “بالفشر”.

(3/793)


3864 – وَمُعَارِضٌ للأَمْرِ مِثْلُ مُعَارِضِ الْـ … أخْبَارِ هُم فِي كُفْرِهِم صنْوَانِ
3865 – مَنْ عَارَضَ المنْصُوصَ بالمعْقولِ قِدْ … مًا؟ أخْبِرُونَا يَا أولِي العِرْفَانِ
3866 – أَوَ مَا عَرَفْتُمْ أنَّه القَدَريُّ والْـ … ـجَبرِيُّ أيْضًا ذَاكَ فِي القُرْآنِ
3867 – إذْ قَالَ قَدْ أَغوَيْتَني وفَتنْتَنِي … لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ مَدَى الأزْمَانِ
3868 – فَاحْتَجَّ بالمَقْدُورِ ثمَّ أبَانَ أنَّ … الفِعْلَ مِنْهُ بِغَيَّةٍ وَزِيَانِ
__________
3864 – ف، ب، ظ، د: “الأمر”، ولا يستقيم عليه وزن البيت.
– مراد الناظم هنا المشابهة بين إبليس والمعطلة بالاعتماد على الأقيسة الباطلة، فإبليس عارض أمر الله تعالى له أن يسجد لآدم بقياسه الفاسد بأن قال -كما أخبر الله تعالى عنه-: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12].
وهؤلاء المعطلة عارضوا أخبار الله تعالى المثبتة لصفاته بأقيستهم الباطلة بأن إثباتها يستلزم التشبيه والتجسيم والتحيز ونحو ذلك.
3867 – سقط هذا البيت من ب إذ كتب الناسخ: “إذ قال” من هذا البيت، ثم نزل بصره وكتب “بالمقدور” من البيت التالي واستمرّ. (ص).
3868 – إشارة إلى قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]، ومراد الناظم بالقدري والجبري هو إبليس، حيث إنه نسب غوايته إلى ربه عزّ وجل بقوله “رب بما أغويتني” فكان جبريًا، ثم أبان أن معاصي العباد تقع بتزيينه وإغوائه فكان قدريًا، فهو جمع بين إقرار بالأمر، وإقرار بالقدر ثم عارض هذا بهذا. فكان أصلًا في ضلال الجبرية والقدرية.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “وأما القدرية الإبليسية فهم الذين يقرون بوجود الأمر والنهي من الله، ويقرون مع ذلك بوجود القضاء والقدر منه، لكن يقولون هذا فيه جهل وظلم، فإنه بتناقضه يكون جهلًا وسفهًا، وبما فيه من عقوبة العبد بما خلق فيه يكون ظلمًا، وهذا حال إبليس، فإنه قال: {بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} فأقرّ بأن الله أغواه، ثم جعل ذلك عنده داعيًا يقتضي أن يغوي هو ذرية آدم” مجموع الفتاوى 16/ 239 – 240. مجموع الفتاوى 8/ 114، 260، شرح النونية لابن عيسى 2/ 233، شرح النونية لهراس 2/ 190.

(3/794)


3869 – فَانْظُرْ إِلَى مِيرَاثِهِمْ ذَا الشَّيْخَ بالتَّـ … ـعْصِيبِ والمِيرَاثِ بالسُّهْمَانِ
3870 – فَسَألْتُكُم باللهِ مَنْ وُرَّاثُهُ … مِنَّا وَمِنْكُم بَعْد ذَا التِّبْيَانِ
3871 – هَذَا الَّذِي أَلْقَى العَدَوَاةَ بَيْنَنَا … إذْ ذَاكَ واتَّصَلَتْ إلَى ذَا الآنِ
3872 – أصَّلْتُمُ أصْلًا وأصَّلَ خَصْمُكُم … أَصْلًا فَحِينَ تَقَابَلَ الأصلَانِ
3873 – ظَهَرَ التفاوتُ فَانْتَشَتْ مَا بَيْنَنَا الْـ … ـحَرْبُ العَوَانُ وَصيحَ بالأقْرانِ
3874 – أَصَّلْتُمُ رَأْيَ الرِّجَالِ وَخَرْصَها … مِنْ غَيْرِ بُرْهَانٍ وَلَا سُلْطَانِ
3875 – هَذَا وَكَم رَأيٍ لَهُمْ فَبِرَأْي مَنْ … نَزِنُ النُّصوصَ فأوْضِحُوا بِبَيَانِ
3876 – كُلٌّ لَهُ رَأْيٌ وَمَعْقُولٌ لَهُ … يَدْعُو وَيمْنَعُ أَخْذَ رَأيِ فُلَانِ
3877 – وَالْخَصْمُ أصَّلَ مُحْكَمَ القُرْآنِ مَعْ … قَوْلِ الرَّسُولِ وَفِطْرةِ الرَّحْمنِ
3878 – وَبنَى عَلَيْهِ فَاعْتَلَى بُنْيَانُهُ … نَحْوَ السَّما أَعْظِم بِذَا البُنْيَانِ
3879 – وَعَلَى شَفَا جُرُفٍ بَنَيتُم أنْتُمُ … فَأتَتْ سُيُولُ الوَحْي والإيمَانِ
3880 – قَلَعَتْ أسَاسَ بِنَائِكُم فتهَدَّمَتْ … تِلْكَ السُّقُوفُ وخَرَّ للأرْكَانِ
3881 – اَللهُ أكبَرُ لو رأيتُمْ ذَلِكَ الـ … ـبُنْيَانَ حِينَ عَلَا كمِثْلِ دُخَانِ
__________
3873 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “ظهر التباين”.
فانتشت: أي نشأت. وهي من نشا، ينشو. قال في اللسان: “وحكى قطرب: نشا ينشو لغة في نشأ ينشأ”. اللسان 15/ 326 – 327 مادة (نشا).
3874 – طت، طه: “آرا الرجال”.
الخرص: الكذب، وكل قول بالظن. القاموس ص 795.
3878 – د: “فاعتلى ببنائه”.
3879 – الشفا: حرف الشيء، والجرف: عرض الجبل الأملس، أو ما تجرّفته السيول وأكلته من الأرض. والمراد: على حرف جبل أو طرف حفرة.
اللسان 14/ 436، 9/ 25.
3880 – د: “فخرّ”.

(3/795)


3882 – تَسْمُو إليهِ نَوَاظِرٌ مِنْ تَحْتِهِ … وَهُوَ الوَضِيعُ وَلَوْ رَقِي لِعَنانِ
3883 – فَاصْبِرْ لهُ وَهْنًا وَرُدَّ الطَّرْفَ تَلْـ … ـقَاهُ قَرِيبًا فِي الحَضيضِ الدَّانِي
* * *

فصلٌ في بيانِ أنَّ التعطيلَ (1) أساسُ الزندقةِ والكفرانِ، والإثباتَ أساسُ العلمِ (2) والإيمانِ
3884 – مَنْ قَالَ إنَّ الله لَيْسَ بِفَاعِلٍ … فِعْلًا يقُومُ بهِ قِيَامَ مَعَانِ
3885 – كَلَّا وَلَيْسَ الأمْرُ أَيْضًا قَائِمًا … بِالرَّب بَلْ مِنْ جُمْلَةِ الأكْوَانِ
3886 – كَلَّا وَلَيْسَ اللَّهُ فَوْقَ عِبَادِهِ … بَلْ عَرشُهُ خِلْوٌ مِن الرَّحْمنِ
3887 – فَثَلَاثَةٌ واللهِ لَا تُبْقي مِنَ الْـ … إِيمَانِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ بِوِزَانِ
3888 – وَقَدِ اسْتَراحَ مُعَطِّلٌ هَذِي الثَّلَا … ثَ مِنَ الإِلهِ وَجُمْلَةِ القُرْآنِ
3889 – وَمِنَ الرَّسُولِ وَدِينِهِ وَشرِيعَةِ الْـ … إسْلَام بَلْ مِنْ جُمْلَةِ الأدْيَانِ
__________
3882 – “رَقِي” بسكون الياء للضرورة. ويجوز أن يكون “رَقَى” على لغة طيئ، كما كتب ناسخ ف: “رقا” (ص).
العَنان: السحاب. وفي ح: “ولو يرى كعنان”، وفي ط: “ولو يرى بعيان”.
3883 – الوَهْن: خاص بساعة من الليل كما سبق في حاشية البيت 3607، وقد استعمله الناظم هنا بمعنى ساعة من الوقت عمومًا. وفي طع: “وهناك وردّ” وهو خطأ (ص).
– ح: “تلقاه جديلًا”.
(1) س: “أهل التعطيل”.
(2) س: “أهل العلم”.
3889 – ح: “وشرائع الإسلام”.

(3/796)


3890 – وَتمَامُ ذَاكَ جُحُودُهُ لِصِفَاتِهِ … وَالذَّاتُ دُونَ الوَصفِ ذُو بُطْلَانِ
3891 – وتَمَامُ ذَا الإِيمَانِ إقْرَارُ الفَتَى … بِاللَّهِ فَاطِرِ هَذِهِ الأكْوَانِ
3892 – فَإذَا أَقَرَّ بِهِ وَعَطَّلَ كُلَّ مَفْـ … ـروضٍ وَلَمْ يَتَوَقَّ مِنْ عِصْيَانِ
3893 – لَمْ يَنْقُصِ الإِيمَانُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ … أنَّى وَلَيْسَ بِقَابِلِ النُّقْصَانِ
3894 – وَتَمَامُ هَذَا قَوْلُهُم إنَّ النُّبُوَّ … ةَ لَيْسَ وَصْفًا قَامَ بالإنْسَانِ
3895 – لكِن تَعَلُّقُ ذَلِكَ المعْنَى القدِيـ … ـمِ بِوَاحِدٍ مِنْ جُمْلةِ الإِنسانِ
3896 – هَذَا ومَا ذاكَ التَّعَلُّقُ ثَابِتًا … فِي خَارجٍ بَلْ ذَاكَ فِي الأَذْهَانِ
__________
3890 – د، طع: “البطلان” وانظر ما سبق في البيت 1835.
3891 – ف: “ذاك الإيمان”، وكتب فوقه “صح”، يعني كذا في أصلها.
– انظر البيت رقم (2663).
3892 – ف: “عن عصيان”.
3894 – د، ح، ط: “قوله”.
– في حاشية الأصل بجوار هذا البيت: “من هنا زائد من نسخة الشيخ”.
وانظر حاشية البيت 3907.
3895 – س: “الوصف القديم”.
– إشارة إلى طريقة المتكلمين -من الأشاعرة وأتباعهم- في إثبات النبوة، وأنها عندهم ليست وصفًا قائمًا بالنبي، ولكنها ترجع إلى قول الله تعالى لمن يصطفيه: “أنت رسولي”. الإرشاد، ص 297.
وكلام الله عندهم معنى قديم قائم بنفسه، لا يكون بمشيئته وإرادته. فتكون النبوة -بهذا- تعلق ذلك المعنى القديم وهو قول الله “أنت رسولي” بذلك النبي. وهذا التعلق أمر عدمي، متصور في الذهن دون أن يكون له وجود في الخارج -لأن الله عندهم لا يتكلم بحرف وصوت- فتكون حقيقته إنكار النبوة.
وفي هذا المقام يقول شيخ الإسلام في كتابه (النبوات: ص 407 – 408): (“والنبوة قد قال طائفة من الناس إنها صفة في النبي، وقال طائفة ليست صفة ثبوتية في النبي، بل هو مجرد تعلق الخطاب الإلهي به، بقول الرب =

(3/797)


3897 – فَتَعلُّقُ الأقْوَالِ لَا يُعْطِي الَّذِي … وقَفَتْ عَلَيْهِ الكونَ فِي الأعْيَانِ
3898 – هَذَا إذا مَا حُصِّلَ المعْنَى الَّذِي … قُلْتُمْ هُوَ النَّفْسِيُّ بالبُرْهَانِ
3899 – لكِنَّ جُمْهُورَ الطَوائِفِ لَمْ يَروْا … ذَا مُمكِنًا بَلْ ذَاكَ ذُو بُطْلَانِ
3900 – مَا قَالَ هَذَا غَيرُكُم مِنْ سَائِرِ النُّـ … ـظَّارِ فِي الآفاقِ والأزْمَانِ
3901 – تِسْعُونَ وَجْهًا بَيَّنَتْ بُطْلَانَهُ … لَولَا القرِيضُ لَسُقْتُهَا بِوِزَانِ
3902 – يَا قَوْمُ أينَ الرَّبُّ أينَ كَلَامُهُ … أَينَ الرَّسُولُ فأوْضِحُوا بِبَيَانِ
3903 – مَا فَوْقُ ربُّ العرشِ مَنْ هُوَ قَائلٌ … طَهَ وَلَا حَرْفًا مِنَ القُرْآنِ
3904 – وَلقدْ شَهِدتُم أنَّ هَذَا قَوْلُكُم … واللهُ يشْهَدُ مَعْ أولِى الإيمَانِ
3905 – وَارَحْمَتَاهُ لَكُمْ غُبِنْتُم حَظَكُمْ … مِنْ كُلِّ مَعْرِفةٍ وَمِنْ إيمَانِ
__________
= “إني أرسلتك”، فهي عندهم صفة إضافية كما يقولونه في الأحكام الشرعية: إنها صفات إضافية للأفعال لا صفات حقيقية، والصحيح أن النبوة تجمع هذا وهذا، فهي تتضمن صفة ثبوتية في النبي، وصفة إضافية هي مجرد تعلق الخطاب الإلهي به بقول الرب “إني أرسلتك”). وانظر: الصواعق المرسلة 2/ 727 – 728، 3/ 987.
3897 – “وقفت”: في حاشية ف: “لعله وقعت” والمراد أن تعلَّق الأقوال بشيء لا يكسبه الوجود ما دام تعلُّقًا عدميًا. انظر طه 2/ 194 (ص).
3898 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “في البرهان”.
3900 – انظر: التسعينية لشيخ الإسلام ضمن الفتاوى الكبرى (6/ 631)، حيث ذكر أن قولهم بأن كلام الله تعالى معنى واحد قائم بنفسه انفردوا به عن سائر الفرق.
3901 – يشير إلى كتاب التسعينية لشيخ الإسلام.
3903 – كذا في الأصلين وظ، د. وضبط “فوق” بضم القاف في ف. وضبط “رب” بضم الباء في الأصلين. والمعنى أن ربّ العرش ليس في جهة الفوق. وفي النسخ الأخرى: “عرش الربّ”، ومعناه واضح (ص).

(3/798)


3906 – ونَسَبتُمُ لِلْكُفْرِ أَوْلَى مِنْكُمُ … باللهِ والإيمَانِ والقُرْآنِ
3907 – هَذِي بِضَاعَتُكُم فَمنْ يَسْتَامُهَا … فَقدِ ارْتَضَى بالجَهْلِ والخُسْرَانِ
3908 – وَتَمَامُ هَذَا قَوْلُكْم فِي مَبدأٍ … وَمَعَادِنَا أَعْنِي المعَادَ الثَّانِي
3909 – وَتَمَامُ هَذَا قَوْلُكم بِفَنَاءِ دَا … رِ الخُلْدِ فالدَّارَانِ فَانِيَتَانِ
3910 – يَا قَوْمَنَا بَلَغَ الوُجودَ بأسرِهِ … والدِّينَ والدُّنْيَا مَعَ الإيمَانِ
__________
3907 – طه: “فمن يشتاقها”، تصحيف. واستام السلعة واستام عليها إذا غالى فيها. اللسان 12/ 310 (سوم).
– في حاشية الأصل بجوار هذا البيت: “إلى هنا من نسخة الشيخ زائد” وانظر ما سلف في حاشية البيت 3894.
3908 – ف: “قولهم” وأشار في الحاشية إلى أن في نسخة: “قولكم”، وفي أخرى: “قوله” في هذا البيت والذي يليه.
– إشارة إلى قول الجهم وأتباعه في المبدأ والمعاد. فقد قرروا بأن الله سبحانه وتعالى كان معطلًا عن الفعل والكلام، لامتناع حوادث لا أول لها، ثم صار فاعلًا بعد أن لم يكن فاعلًا من غير تجدد أمر أصلًا، وانقلب الفعل من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي، وذات الفاعل قبل الفعل ومع الفعل وبعد الفعل واحدة. وهذا مبني على قولهم بالجوهر الفرد الذي جعلوه أصلًا في إثبات الصانع.
ثم قادهم هذا الأصل إلى التخبط في أمر المعاد فمنهم من قال: تعدم الجواهر ثم تعاد، ومنهم من قال: تتفرق الأجزاء ثم تجتمع. وقد قرر الجهم بأن جميع العالم علويه وسفليه يفنى يوم القيامة ويصير عدمًا محضًا، ثم يقلب وجودًا آخر. تفسير سورة الإخلاص لشيخ الإسلام (ضمن مجموع الفتاوى 17/ 246)، الصواعق المرسلة 3/ 987 – 988، شرح الطحاوية، ص 597 – 598.
3909 – ف: “قوله”. طه: “قولهم”.
– يشير إلى قول الجهم بفناء الجنة والنار. انظر ما سبق في البيت 77.
3910 – كذا “بلغ” في جميع النسخ الخطية والمطبوعة التي بين أيدينا. وعلق عليه=

(3/799)


3911 – والخَلْقَ والأمْرَ المنزَّلَ والجَزَا … وَمَنَازِلَ الجَنَّاتِ والنِّيرَانِ
3912 – والنَّاسُ قَدْ ورِثُوهُ بَعْدُ فمنْهُمُ … ذُو السَّهْمِ والسَّهْمينِ والسُّهْمَانِ
3913 – بِئْسَ المُورِّثُ والمُورَّثُ والتُّرا … ثُ ثَلَاثةٌ أهْلٌ لِكُلِّ هَوَانِ
3914 – يَا وَارِثينَ نَبِيَّهمْ بُشْرَاكُمُ … مَا إرْثُكُم مَعَ إرثِهِمْ سِيَّانِ
3915 – شَتَّانَ بَيْنَ الوَارثَينِ وَبينَ مَو … رُوثَيهِمَا وَسِهَامِ ذِي السُّهْمَانِ
3916 – يَا قَوْمُ ما صَاحَ الأئِمَّةُ جَهْدَهُم … بِالجَهْمِ مِنْ أقْطَارِها بأَذَانِ
3917 – إلا لِمَا عَرَفُوهُ مِنْ أقْوَالِكم … وَمآلِهَا بحَقِيقَةِ العِرْفَانِ
3918 – قَولُ الرسُولِ وقولُ جَهْمٍ عِنْدَنَا … فِي قَلْبِ عَبْدٍ ليْسَ يَجتَمِعَانِ
3919 – نَصَحُوكُمُ واللهِ جَهْدَ نَصِيحَةٍ … مَا فِيهِمُ واللهِ مِنْ خَوَّانِ
3920 – فخُذُوا بِهَدْيِهمُ فَربِّي ضَامِنٌ … وَرَسُولُهُ إنْ تَفعَلُوا بِجِنَانِ
3921 – وإذَا أبيتُمْ فالسَّلامُ عَلَى مَنِ … اتَّبَعَ الهُدَى وانْقَادَ للقُرْآنِ
__________
= فضيلة الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في نسخته: “لعل صوابه: فلغا” يعني من اللغو، وما أحراه بالصواب! فيكون ما في النسخ تحريفًا سماعيًا. (ص).
– ح، ط: “الدنيا مع الأخرى” بدل (والدين والدنيا).
3912 – يعني الجهم بن صفوان بدلالة الأبيات التي بعده.
3914 – د: “نبيّكم”.
3915 – كذا في الأصل وفي غيره: “ذي سُهْمان”.
3916 – انظر في تحذير الأئمة من الجهم وتكفيرهم له: الرد على الجهمية للدارمي، ص 171 – 180. كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد 1/ 102 وما بعدها، خلق أفعال العباد للبخاري، ص 7 وما بعدها. وانظر كلام الناظم في تكفيرهم في هذه القصيدة (البيت 633 وما بعده).
3917 – كذا في الأصلين، وفي غيرهما: “أقواله”.
3918 – بجواره في حاشية الأصل: “زائد من نسخة الشيخ”.
3921 – ط: “فإذا أبيتم”.

(3/800)


3922 – سِيرُوا عَلَى نُجُبِ العَزَائِمِ وَاجْعَلُوا … بِظُهُورِهَا المَسرَى إلَى الرَّحْمنِ
3923 – سَبَقَ المُفَرِّدُ وَهْوَ ذَاكِرُ رَبِّهِ … فِي كلِّ حَالٍ لَيْسَ ذَا نِسْيَانِ
3924 – لَكِنْ أَخُو الغَفَلَاتِ مُنْقَطَعٌ بِهِ … بَيْنَ المفَاوِزِ تَحْتَ ذِي الغِيلَانِ
3925 – صَيْدُ السِّبَاعِ وُكلِّ وَحْشٍ كَاسِرٍ … بِئسَ المُضِيفُ لأعْجَزِ الضِّيفَانِ
3926 – وَكَذلِكَ الشَّيْطَانُ يَصْطادُ الَّذِي … لَا يذْكُرُ الرَّحْمنَ كُلَّ أوَانِ
3927 – والذِّكْرُ أنْواعٌ فأعْلَى نوعِهِ … ذِكرُ الصِّفَاتِ لِربِّنَا المنَّانِ
3928 – وثُبُوتُهَا أَصْلٌ لِهَذَا الذِّكرِ والنَّـ … ـافِي لَهَا داعٍ إلَى النِّسْيَانِ
3929 – ولِذَاكَ كَانَ خَليفَةَ الشَّيْطَانِ ذَا … لَا مَرحبًا بخَليفةِ الشَّيْطَانِ
__________
3922 – النجب: جمع نجيب، ويطلق على الفرس والبعير إذا كان عتيقًا كريمًا خفيفًا قويًا سريعًا. اللسان 1/ 748. ومراد الناظم دعوة أهل السنة إلى أن يمتطوا ركائب الهمم وجياد العزائم، وأسرعها إلى بلوغ المقصود.
3923 – إشارة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسير في طريق مكة فمرّ على جبل يقال له جمدان، فقال: “سيروا، هذا جمدان، سبق المفرِّدون”، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: “الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات”. رواه مسلم في الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله تعالى برقم (2676)، والترمذي في الدعوات، باب في العفو والعافية رقم (3596).
3924 – المفاوز: جمع مفازة وهي: الصحراء والبرية القفر. اللسان 5/ 392 – 393، الغيلان: جمع الغُول. انظر ما سبق في البيت 3778.
3926 – يدل عليه قول الله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)} [الزخرف: 36].
3927 – انظر: (الوابل الصيب) للناظم، ص 178 – 181.
ح: “لربه”.
3929 – يعني نافي الصفات.
– وفيه إشارة إلى قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)} [المجادلة: 19].

(3/801)


3930 – والذَّاكِرُونَ عَلَى مَراتِبِهِم فأعْـ … ـلاهُمْ أولُو الإيمَانِ والعِرْفَانِ
3931 – بِصِفَاتِه العُلْيَا إذا قَامُوا بحَمْـ … ـدِ اللَّه فِي سرٍّ وفَي إعْلَانِ
3932 – وَأخَصُّ أَهْلِ الذِّكْرِ بالرَّحْمنِ أَعْـ … ـلَمُهُمْ بِهَا هُمْ صَفْوةُ الرَّحْمنِ
3933 – وَلِذَاكَ كَانَ محمَّدٌ وأبُوهُ إِبْـ … ـرَاهِيمُ والمولُودُ مِنْ عِمْرَانِ
3934 – وَكَذَاكَ نُوحٌ وَابْنُ مَريَمَ عِنْدَنَا … هُمْ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ في الأكوانِ
3935 – لِمَعارِفٍ حَصَلَتْ لَهُمْ بِصِفاتِهِ … لَمْ يُؤْتَها أحَدٌ مِنَ الإنْسانِ
3936 – وهُمُ أولُو العزْمِ الذين بِسُورةِ الْـ … أَحْزَابِ والشُّورَى أَتَوْا بِبَيَانِ
3937 – وَلذلِكَ القُرآنُ مَمْلوءٌ مِنَ الْـ … أَوْصَافِ وَهْيَ القَصْدُ بالقُرْآنِ
3938 – لِيَصِيرَ مَعْرُوفًا لَنَا بِصِفَاتِهِ … وَيَصِيرَ مذْكُورًا لَنَا بِجَنَانِ
3939 – وَلِسَانٍ أيْضًا مَعْ مَحبَّتِنَا لَهُ … فلأجْلِ ذَا الإثْباتُ فِي الإيمَانِ
3940 – مِثلُ الأسَاسِ مِنَ البِنَاءِ فَمَنْ يُرِدْ … هَدْمَ الأسَاسِ فكيفَ بالبُنْيَانِ
3941 – واللهِ مَا قَامَ البِنَاءُ لِدِينِ رُسْـ … ـلِ اللهِ بالتَّعْطِيل للديَّانِ
3942 – مَا قَامَ إلاَّ بالصِّفاتِ مُفَصَّلًا … إثباتُها تَفْصِيلَ ذِي عِرفَانِ
3943 – فَهِيَ الأَسَاسُ لدِينِنَا ولِكُلِّ ديـ … ـنٍ قَبْلَهُ مِنْ سَائِرِ الأدْيَانِ
__________
3930 – ف: “فأعلاها”.
3933 – د، س، طت، طه: “وكذاك” تحريف.
3934 – ب، ظ، طع: “ولذاك”.
– “في الأكوان”: كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “من إنسان”.
3935 – هذا البيت ساقط من (ح).
3936 – ف: “حُكوا ببيان”، وأشير في حاشيتها إلى ما في غيرها.
– وانظر ما سبق في البيتين 3544، 3545.
3937 – في غير الأصلين: “وكذلك القرآن”.
3940 – ح: طت، طه: “فمن يَرُم”.

(3/802)


3944 – وَكَذَاكَ زَنْدَقَةُ العِبَادِ أسَاسُهَا التَّـ … ـعْطِيلُ يَشْهَدُ ذَا ذَوُو العِرْفَانِ
3945 – وَاللهِ مَا فِي الأرْضِ زَنْدَقَةٌ بدَتْ … إِلّا مِنَ التَّعْطِيلِ والكُفْرانِ
3946 – واللهِ مَا فِي الأرضِ زنْدَقَةٌ أتَتْ … مِنْ جَانِبِ الإِثْبَاتِ والقُرْآنِ
3947 – هَذِي زَنَادِقَةُ العِبَادِ جَمِيعُهُم … وَمُصَنَّفَاتُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
3948 – هل فِيهِمُ أحَدٌ يَقُولُ اللهُ فَوْ … قَ العَرشِ مُسْتَولٍ عَلَى الأكْوانِ
3949 – وَيقولُ إنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ … مُتَكلِّمٌ بالوَحْيِ والقُرْآنِ
3950 – وَيقولُ إِنَّ اللَّهَ كَلَّمَ عَبدَهُ … مُوسَى فأَسْمَعَهُ بذِي الآذَانِ
3951 – وَيقُولُ إنَّ النَّقْلَ غَيْرُ مُعَارِضٍ … لِلعَقْلِ بَلْ أَمْرَانِ متَّفِقَانِ
3952 – والنَّقْلُ جَاءَ بِمَا يَحَارُ العقْلُ فِيـ … ـهِ لَا المُحَالِ البيِّنِ البُطْلَانِ
3953 – فانظُر إِلَى الجَهْمِيِّ كَيفَ أَتَى إِلَى … أُسِّ الهُدَى وَمعَاقِدِ الإيمَانِ
__________
3944 – ف: “ولذاك”.
– انظر: تفسير الزنديق في حاشية البيت 386.
– د، ح، طت، طه: “أولو”.
3945 – كذا في الأصل. وفي غيره: “النكران” وأشير إلى ذلك في حاشية ف أيضًا.
3946 – طت، طه: “بدت من”.
3947 – كذا في الأصل وحاشية ف ود، ح. وفي غيرها: “فاسأل زنادقة”.
– كذا في الأصل وحاشية ف وح. وفي غيرها: “بكل زمان”.
3948 – د، ح، طت، طه: “ما فيهم”.
3949 – أشير في حاشية ف إلى أن في نسخة: “الفرقان”.
3952 – معناه: أن النقل لم يأتِ بما يحيله العقل، ويعلم امتناعه قطعًا. ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول، وتعجز عن إدراك تفصيلاته. درء التعارض 1/ 147، الحموية الكبرى -ضمن مجموع الفتاوى- 5/ 29 – 30، مجموع الفتاوى 3/ 339، الاعتصام للشاطبي 2/ 490.
3953 – د: “رأس الهدى”.
ط: “معاقل الإيمان”.

(3/803)


3954 – بِمَعَاوِلِ التَّعْطِيلِ يَقْلَعُها فَمَا … يَبقَى عَلَى التَّعْطِيلِ مِنْ إِيمَانِ
3955 – يَدْرِي بِهَذا عَارفٌ بمآخِذِ الـ … أَقْوَالِ مُضطَلِعٌ بِهَذَا الشَّانِ
3956 – واللهِ لوْ حَدَّقْتُمُ لَرَأيتُمُ … هَذَا وأعْظَمَ مِنْهُ رَأيَ عِيَانِ
3957 – لَكِنْ عَلَى تِلْكَ العُيُونِ غِشَاوَةٌ … مَا حِيلَةُ الكَحَّالِ فِي العُمْيَانِ
* * *

فصلٌ في بهتِ أهلِ الشركِ والتعطيلِ في رميهم أهلَ التوحيدِ والإثباتِ بتنقّص (1) الرسول (2)
3958 – قَالُوا تَنَقَّضتُم رَسُولَ اللهِ وَا … عَجَبًا لِهَذَا البَغْيِ والبُهْتَانِ
3959 – عَزَلُوهُ أَنْ يُحْتَجَّ قَطُّ بقَولِهِ … فِي العِلْمِ باللهِ العَظِيمِ الشَّانِ
3960 – عَزَلُوا كَلَامَ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ … عَنْ ذَاكَ عَزْلًا لَيْسَ ذَا كِتمَانِ
3961 – جَعَلُوا حَقِيقَتَهُ وَظَاهِرَهُ هُوَ الْـ … ـكُفْرَ الصَّرِيحَ البيِّنَ البُطْلَانِ
3962 – قَالوا وَظَاهِرُهُ هُوَ التَّشْبِيهُ والتَّـ … ـجْسِيمُ والتَّمثِيلُ حَاشَا ظَاهِرَ القُرْآنِ
3963 – مَنْ قَالَ فِي الرَّحْمنِ مَا دلَّتْ عَليـ … ـهِ حَقِيقَةُ الأخْبَارِ والفُرْقَانِ
__________
3954 – طت، طه: “يقطعها”.
3956 – التحديق: شدة النظر بالحدقة. اللسان 10/ 39.
(1) ط، ح: “بتنقيص”.
(2) في (ف) زيادة (عليه السلام).
3960 – كتب في حاشية الأصل بإزاء هذا البيت: “من هنا في نسخة الشيخ زائد” وانظر حاشية البيت 3971.
3962 – كذا في جميع النسخ غير ح. ويؤيد ذلك ذكر المشبه والمجسم والممثل بعد بيت. وفيه ركن زائد اختل لأجله وزن البيت، وقد مرّت أمثلة أخرى لزيادة ركن أو نقصه. انظر التعليق على البيتين 578، 683 (ص).

(3/804)


3964 – فَهُوَ المُشَبِّهُ والمُمَثِّلُ والمُجَسَّـ … ـمُ عَابِدُ الأوثَانِ لَا الرَّحمنِ
3965 – تَاللهِ قَدْ مُسِخَتْ عُقُولُكُمُ فَلَيْـ … ـسَ وَرَاءَ هَذَا قَطُّ مِنْ نُقْصَانِ
3966 – وَرَمَيتُمُ حِزْبَ الرسُولِ وَجُنْدَهُ … بِمُصَابِكُم يَا فِرْقَةَ البُهْتَانِ
3967 – وجَعَلتُمُ التَّنْقِيصَ عَيْنَ وِفَاقِهِ … إذْ لَمْ يوافِقْ ذَاكَ رَأْيَ فُلَانِ
3968 – أَنْتُم تَنَقَّصْتُم إلهَ العَرْشِ والـ … ـقُرْآنَ والمبعُوثَ بالقُرْآنِ
3969 – نَزَّهْتُمُوهُ عَنْ صِفَاتِ كَمَالِهِ … وَعَنِ الكَلَامِ وَفَوْقَ كُلِّ مَكَانِ
3970 – وَجَعَلْتُمُ ذَا كلَّهُ التَّشْبِيهَ والتَّـ … ـمثِيلَ والتَّجْسِيمَ ذَا البُطْلَانِ
3971 – وَكلامَكُم فِيهِ الشِّفَاءُ وغَايَةُ التَّـ … ـحقِيق يَا عَجَبًا لِذَا الخِذْلَانِ
3972 – جَعَلُوا عُقُولَهُمُ أحَقَّ بأخْذِ مَا … فِيهَا مِنَ الأخْبَارِ والقُرْآنِ
3973 – وَكَلَامَهُ لَا يُسْتَفَادُ بِهِ الْيَقيـ … ـنُ لأجْلِ ذَا لَا يَفصِلُ الخَصْمَانِ
3974 – تَحكِيمُهُ عِنْدَ اخْتِلَافِهِمَا بَلِ الـ … ـمَعْقُولُ ثم المنْطِقُ اليُونَانِي
3975 – أيُّ التنقُّصِ بَعْدَ ذَا لوْلَا الوَقَا … حَةُ والجَرَاءةُ يا أولِي العُدْوانِ
3976 – يَا مَنْ لَهُ عَقْلٌ ونُورٌ قَدْ غَدَا … يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كُلَّ زَمَانِ
__________
3968 – سقط هذا البيت والذي قبله من ب.
3971 – د: “واعجبًا”.
– حاشية الأصل: “إلى هنا زائد” وانظر حاشية البيت 3960.
3973 – كذا في الأصلين، وضبط في ف “تحكيمُه … المعقولُ … المنطقُ” بالرفع. فكلمة “الخصمان” في محل نصب مفعول به على لغة من يلزم المثنى الألف في جميع الأحوال. والفاعل: “تحكيمُه”. والمعنى أنهم لما جعلوا كلام الرسول غير مفيد لليقين لم يمكن أن يفصل تحكيمه بين الفريقين عند الاختلاف، بل وجب الرجوع إلى العقل والمنطق. وفي النسخ الأخرى: “يقبل” (ص).
3976 – بعد هذا البيت جواب مقدر هو: “انظر إلى زورهم وبهتانهم”، وذلك ليتم المعنى. وفي حاشية الأصل بجوار البيت: “زائد في نسخة الشيخ”.

(3/805)


3977 – لَكِنَّنَا قُلْنَا مَقَالَةَ صَارخٍ … فِي كُلِّ وَقْتٍ بَيْنَكُمْ بأذَانِ
3978 – الرَّبُّ رَبٌّ والرَّسُولُ فَعَبْدُهُ … حَقًّا وَلَيْسَ لَنَا إِلهٌ ثَانِ
3979 – فَلِذَاكَ لَمْ نَعْبُدْهُ مِثْلَ عِبَادَةِ الرَّ … حْمنِ فِعْلَ المُشْرِكِ النَّصْرانِي
3980 – كَلَّا وَلَمْ نَغْلُ الغُلُوَّ كَمَا نَهَى … عَنْهُ الرَّسُولُ مَخَافَةَ الكُفْرانِ
3981 – للَّهِ حَقٌّ لَا يَكُونُ لِغَيْرهِ … وَلِعبْدِهِ حَقٌّ هُمَا حَقَّانِ
3982 – لَا تَجْعَلُوا الحَقَّينِ حَقًّا وَاحِدًا … مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ وَلَا فُرْقَانِ
3983 – فَالحَجُّ لِلرَّحْمنِ دُونَ رَسُولِهِ … وَكَذَا الصَّلَاةُ وذَبحُ ذي القُرْبانِ
3984 – وَكَذَا السُّجُودُ وَنَذْرُنَا وَيمِينُنَا … وَكَذَا مَتَابُ العَبْدِ مِنْ عِصْيَانِ
__________
3977 – د: “فيكم بأذان”.
3978 – ف: “إلهًا”.
3979 – كما قال الله تعالى عنهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ … } [التوبة: 31].
3980 – كما قال – صلى الله عليه وسلم -: “لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله”. أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: “واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها” برقم (3445) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3983 – قوله: “فالحج للرحمن” كما قال سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].
– طت، طه: “ذا القربان”.
– قوله: “وكذا الصلاة … ” كما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
3984 – “السجود”: كما قال سبحانه: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم: 62].
“نذرنا”: لأن النذر عبادة لا ينبغي أن تكون إلا لله تعالى. لذلك أثنى الله تعالى على الموفين بتلك العبادة فقال سبحانه: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان: 7] وقال سبحانه: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ =

(3/806)


3985 – وَكَذَا التَّوَكُّلُ والإِنَابَةُ والتُّقَى … وَكَذَا الرَّجَاءُ وَخَشْيَةُ الرَّحْمنِ
3986 – وكَذَا العِبَادَةُ واسْتِعانَتُنَا بِهِ … إيّاكَ نَعْبُدُ ذَاك تَوْحِيدَانِ
3987 – وَعَلَيْهمَا قَامَ الوُجُودُ بأسْرهِ … دُنْيَا وأخْرَى حَبَّذَا الرُّكْنَانِ
__________
= مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} [البقرة: 270].
– “ويميننا”: كما قال – صلى الله عليه وسلم -: “ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت” أخرجه البخاري في الأيمان، باب لا تحلفوا بآبائكم، برقم (6646) وفي الشهادات باب كيف يستحلف برقم (2679)، وفي فضائل أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم -، باب أيام الجاهلية، برقم (3836)، وفي الأدب، باب من لم يرَ إكفار من فال ذلك متأولًا أو جاهلًا. برقم (6108)، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى، برقم (7401)، ومسلم في الأيمان، باب النهي عن الحلف بغير الله تعالى، برقم (1646)، وأبو داود في الأيمان، باب كراهية الحلف بالآباء، رقم (3249)، والترمذي في الأيمان، باب ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، رقم (1534)، والنسائي في الأيمان والنذور، باب الحلف بالآباء، رقم (3767) عن عبد الله بن عمر، وعند أبي داود: عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنهما.
– كذا في الأصلين، ح، ط. وفي غيرها: “عن عصيان”.
– “متاب العبد” كما قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ … } [النور: 31].
3985 – كما قال سبحانه: {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المائدة: 11].
– وقال سبحانه: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [الزمر: 54].
– وقال سبحانه: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة: 41] وقال تعالى: {أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ} [النحل: 52].
– وقال سبحانه: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء: 57].
– وقال تعالى: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي} [البقرة: 150].
3986 – كذا في الأصلين وطع. وفي غيرها: “ذان توحيدان”.
– إشارة إلى قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5].

(3/807)


3988 – وَكذلِكَ التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ والتَّـ … ـهْلِيلُ حَقُّ إلهنَا الدَّيَّانِ
3989 – لكنَّمَا التَّعْزيرُ والتَّوقِيرُ حَقٌّ … لِلرَّسُولِ بِمُقْتَضَى القُرْآنِ
3990 – والحُبُّ والإيمَانُ والتَّصدِيقُ لَا … يَخْتَصُّ بَلْ حقَّانِ مشْتَرِكَانِ
3991 – هَذِي تَفَاصِيلُ الحُقُوقِ ثَلَاثَةٌ … لَا تُجْمِلُوها يَا أولِي العُدْوانِ
3992 – حَقُّ الإلهِ عِبَادَةٌ بالأمْرِ لَا … بِهَوَى النُّفُوسِ فَذَاكَ لِلشَّيْطَانِ
3993 – مِنْ غَيْرِ إشْراكٍ بِهِ شَيْئًا هُمَا … سَبَبَا النَّجَاةِ فَحَبَّذَا السَّبَبَانِ
3994 – ورَسُولُهُ فهُوَ المُطَاعُ وقَوْلُهُ الْـ … ـمَقْبُولُ إذْ هُوَ صَاحِبُ البُرْهَانِ
__________
3988 – كما في قوله سبحانه: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} [النصر: 3]، وقوله: {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111]، وقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19]، وقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس” رواه مسلم في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء برقم (2695) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
3989 – كما قال سبحانه: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)} [الفتح: 8، 9].
ومعنى “وتعزروه وتوقروه” أي: تجلُّوه وتعظموه. تفسير الطبري 11/ 337، وتفسير ابن كثير 4/ 185.
3991 – ظ، س: “هذا”.
– ط: “لا تجهلوها”، وصوّبه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في نسخته (ص).
3993 – كما في قوله سبحانه: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
3994 – كما في قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]،
وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ} [النساء: 64]، وقوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].

(3/808)


3995 – والأمْرُ مِنْهُ الحَتْمُ لَا تَخيِيرَ فِيـ … ـهِ عِنْدَ ذِي عَقْلٍ وَذِي إيمَانِ
3996 – مَنْ قَالَ قَوْلًا غَيْرَهُ قُمْنَا عَلَى … أَقوَالِهِ بالسَّبْرِ والمِيزَانِ
3997 – إنْ وَافَقَتْ قَولَ الرسُولِ وحُكْمَهُ … فَعَلَى الرؤوسِ تُشَالُ كالتِّيجَانِ
3998 – أَوْ خَالَفَتْ هَذَا رَدَدْنَاهَا عَلَى … مَنْ قَالَهَا مَنْ كَانَ مِنْ إنسَانِ
3999 – أَوْ أشْكَلَتْ عَنَّا تَوقَّفْنَا وَلَمْ … نَجْزِمْ بِلَا عِلْمٍ وَلَا بُرْهَانِ
4000 – هَذَا الَّذِي أدَّى إِلَيْهِ عِلْمُنَا … وَبِهِ نَدِينُ اللَّهَ كُلَّ أوَانِ
4001 – فَهُوَ المُطَاعُ وأمرُهُ العَالِي عَلَى … أمْرِ الوَرَى وأوَامِرِ السُّلْطَانِ
4002 – وَهُوَ المقَدَّمُ فِي مَحبَّتِنَا عَلَى الْـ … أهلِينَ والأزوَاجِ والوِلْدَانِ
4003 – وَعَلَى العِبَادِ جَمِيعِهمْ حَتَّى عَلَى النَّـ … ـفْسِ التِي قَدْ ضَمَّهَا الجَنْبَانِ
__________
3995 – كما في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36].
3998 – ب، ظ: “من كل إنسان”، وفي س، ح: “من كل ما إنسان”.
4001 – طع: “وأمر ذي السلطان”، وهو مفسد للوزن.
4002 – د: “الأرواح” مكان “الأزواج”.
– إشارة إلى قوله – صلى الله عليه وسلم -: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” أخرجه البخاري في الإيمان، باب حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الإيمان، برقم (15)، ومسلم في الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، برقم (44)، والنسائي في الإيمان، باب علامة الإيمان، برقم (5013)، وابن ماجه في المقدمة برقم (67).
4003 – كما في حديث عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك”، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي. فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “الآن يا عمر”. أخرجه البخاري في الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي – صلى الله عليه وسلم -، برقم (6632).

(3/809)


4004 – وَنظِيرُ هَذَا قَوْلُ أَعْدَاءِ المسِيـ … ـحِ مِنَ النَّصَارى عَابِدِي الصُّلْبَانِ
4005 – إنَّا تَنَقَّصْنَا المسِيحَ بِقَوْلِنَا … عَبْدٌ وذَلِكَ غَايَةُ النّقْصَانِ
4006 – لَوْ قُلْتُمُ وَلَدٌ إِلهٌ خَالِقٌ … وَفَّيتُمُوهُ حَقَّهُ بِوِزَانِ
4007 – وَكَذاكَ أشْبَاهُ النَّصَارى مُذْ غَلَوْا … فِي دِينِهمْ بالجَهْلِ والطُّغْيَانِ
4008 – صَاروا مُعَادِينَ الرَّسُولَ وَدِيْنَهُ … فِي صُورَةِ الأحْبَابِ والإخْوَانِ
4009 – فانْظُرْ إلَى تَبْدِيلهِمْ تَوْحِيدَهُ … بالشِّرْكِ والإيمَانَ بالكُفْرَانِ
4010 – وانْظُرْ إلَى تَجْريدِهِ التَّوحِيدَ مِنْ … أسْبَابِ كُلِّ الشِّركِ بالرَّحْمنِ
__________
4004 – أي نظير قول المعطلة لأهل السنة إنكم تنقصتم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعدم الغلو فيه: قول النصارى للمسلمين إنكم تنقصتم المسيح عيسى بن مريم بقولكم إنه عبد الله ورسوله، وإنكاركم أن يكون ابنًا لله تعالى.
4007 – طه: “قد غلوا”.
4008 – يشير الناظم إلى أولئك الذين غلوا في تعظيم النبي – صلى الله عليه وسلم – والصالحين حتى خلعوا عليهم خصائص الإلهية، وصرفوا لهم من العبادة ما لا يكون إلا لله تعالى، فصاروا بذلك أعداءً للرسول – صلى الله عليه وسلم – ودينه الذي سدّ كل ذريعة للشرك، وإن سموا ذلك محبة وتعظيمًا.
4010 – يقرر الناظم هنا مدى عداوة أولئك الغلاة وأتباعهم للنبي – صلى الله عليه وسلم – بالنظر إلى حالهم وضلالهم وخوضهم في أنواع من الشرك كالاستغاثة بالأموات والعكوف على قبورهم، واعتقاد تصرف الصالحين في الكون بعد موتهم، إلى غير ذلك من أنواع الشرك الصريح، ثم النظر إلى ما جاء به النبي – صلى الله عليه وسلم – من سددّه كل ذريعة تفضي إلى الشرك، وحمايته لجناب التوحيد أشد حماية، كنهيه – صلى الله عليه وسلم – عن إطرائه، وأن يتخذ قبره عيدًا، وأن تتخذ القبور مساجد، وأن يقال: “ما شاء الله وشئت” ونحو ذلك مما لا يحصى كثرة.
فإذا تأمل اللبيب هذا، يعلم أن أولئك الغلاة هم أهل تنقص الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأهل عداوته. انظر: شرح هراس 2/ 211.

(3/810)


4011 – وَاجْمَعْ مَقَالَتهُمْ وَمَا قَدْ قَالَهُ … وَاسْتَدعِ بالنَّقَّادِ والوَزَّانِ
4012 – عَقلٍ وَفِطْرَتِكَ السَّلِيمةِ ثُم زِنْ … هَذَا وذَا لَا تَطْغَ فِي الميزَانِ
4013 – فَهُنَاكَ تَعْلَمُ أي حِزْبَيْنَا هُوَ الـ … ـمُتَنَقِّصُ المنقُوصُ ذُو العُدْوانِ
4014 – رَامِي البَريء بدَائِهِ ومُصَابِهِ … فِعْلَ المُبَاهِتِ أَوْقَحِ الحَيَوانِ
4015 – كمُعيِّرٍ للنَّاسِ بالزغَلِ الَّذِي … هُوَ ضَرْبُهُ فاعْجَبْ لِذا البُهْتَانِ
4016 – يا فِرقةَ التَّنقِيصِ بَلْ يا أمَّةَ الدَّ … عْوَى بِلَا عِلْمٍ وَلَاعِرْفَانِ
4017 – وَاللهِ مَا قدَّمتُمُ يَوْمًا مَقَا … لَتَهُ عَلَى التَّقْلِيدِ للإِنْسَانِ
4018 – واللَّهِ مَا قَالَ الشُّيوخُ وَقَالَ إلَّا … كُنْتُمُ مَعَهُمْ بِلَا كِتْمَانِ
4019 – واللهِ أَغْلَاطُ الشُّيوخِ لَدَيْكُمُ … أَوْلَى مِنَ المعْصُومِ بالبُرْهَانِ
__________
4011 – في الأصل وحاشية ف ود: “وانظر” ولكن يظهر من حاشية الأصل أن في نسخة الشيخ: “واجمع” كما في ف وغيرها. وفي طه: “راجع” تحريف.
– في الأصل: “مقابلهم” وفي ظ، س: “مقاتلهم”، والظاهر أن الصواب ما أثبتنا من ف وغيرها.
– لم تضبط نون “النقاد” وواو “الوزان” في النسخ.
4013 – في الأصل: “حزِبَيها” وأشار إليها في حاشية ف. ورجحنا عليه ما ورد في ف وغيرها.
– كذا في الأصل وح، ط. وفي غيرها: “المستنقص” وكلاهما بمعنى.
المنقوص: اسم مفعول. والمعنى: أنه لما استنقص الرسولَ – صلى الله عليه وسلم – وأقواله، أصبح بذلك منقوصًا مغبونًا. فوبال ذلك الاستنقاص عائد عليه. وما يضر الرسولَ – صلى الله عليه وسلم – وأقوالَه من شيء.
4014 – في حاشية الأصل بجوار البيت: “بيتين من نسخة الشيخ زيادة”، يعني هذا البيت والذي يليه.
4015 – الزَّغَل محركة: الغش. تاج العروس (7/ 357).
– ب، س، طت، طه: “لذي البهتان”.
4019 – عجز البيت في طع: “عين الصواب ومقتضى البرهان”.

(3/811)


4020 – [وَلِذَا قَضَيْتُمْ بالَّذِي حَكَمَتْ بِهِ … جهْلًا عَلَى الأخْبَارِ والقُرْآنِ]4021 – واللهِ إنَّهُمُ لَدَيْكُمْ مِثلُ مَعْـ … ـصُومٍ وَهَذَا غَايَةُ الطُّغْيَانِ
4022 – تَبًّا لَكُمْ مَاذَا التَّنَقُّصُ بَعْدَ ذَا … لَوْ تَعْرِفُونَ العَدْلَ مِنْ نُقْصَانِ
4023 – واللهِ مَا يُرْضِيه جَعْلُكُمُ لَهُ … تُرْسًا لِشِركِكُمُ ولِلْعُدْوانِ
4024 – وَكَذاك جَعْلُكُمُ المشَايِخَ جُنَّةً … لخِلَافِهِ والقَصْدُ ذُو تِبيَانِ
4025 – [واللَّهُ يَشْهَدُ ذَا بِجَذْرِ قلُوبِكُمْ … وَكَذَاكَ يشْهَدُهُ أولُو الإِيمَانِ
4026 – واللهِ مَا عَظَّمْتُمُوهُ طَاعَةً … وَمَحبَّةً يَا أُمَّةَ العِصْيَانِ
4027 – أَنَّى وَجَهْلُكُمُ بِهِ وَبدينهِ … وَخِلَافُكُمْ لِلوَحْيِ مَعْلُومَانِ
4028 – أَوْصَاكُمُ أشْيَاخُكُم بخِلَافِهِمْ … لِوفَاقِهِ فِي سَالِفِ الأزْمَانِ
__________
4020 – لم يرد هذا البيت في الأصلين وب. وأثبته بعضهم في حاشية ف، ب.
4021 – ف: “إنْ هم” مع ضبط النون بالسكون، وهو غريب.
– د: “شبه معصوم”.
4023 – أي لا يرضيه جعلكم له ترسًا للشرك بأن تصرفوا له أنواعًا من العبادة باسم محبته وتعظيمه. كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
4024 – أي ولا يرضيه مخالفتكم له وإن سميتموه اتباعًا للمشايخ واقتداءً بهم.
4025 – د، ح: “والله يعلم”.
– الجذر: هو أصل الشيء. القاموس، ص 463، والمعنى: في أصل قلوبكم.
4026 – د: “عطلتموه”.
– د، ح، ط: “يا فرقة”.
4028 – س: “أوصى لكم”.
– أي أن علماء الأمة العاملين كالأئمة الأربعة وغيرهم قد أوصوا بمتابعة النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأن لا تخالَف أقواله من أجل آراء الرجال، وأن تعرض أقوالهم على سنته فإن وافقتها أُخذ بها، وإن خالفتها فلا. ومما نقل عن الأئمة في ذلك قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى: “لا يحل لمن يفتي=

(3/812)


4029 – خَالَفْتُمُ قَولَ الشُّيوخِ وَقَوْلَهُ … فغدَا لَكُمْ خُلْفَانِ متَّفِقَانِ
4030 – واللَّهِ أمْرُكُمُ عجيبٌ مُعْجِبٌ … ضِدَّانِ فِيكُمْ لَيْسَ يَتَّفقَانِ
4031 – تَقْدِيمُ آرَاءِ الرِّجَالِ عَلَيْهِ معْ … هَذَا الغُلُوِّ فكَيْفَ يَجْتَمِعَانِ
4032 – كَفَّرتُمُ مَنْ جَرَّدَ التَّوْحِيدَ جَهْـ … ـلًا مِنْكُمُ بِحَقَائِقِ الإيمَانِ
4033 – لَكِنْ تجرَّدْتُم لِنَصْرِ الشِّركِ والْـ … ـبِدَعِ المُضِلَّةِ فِي رِضَا الشَّيْطَانِ
4034 – واللَّهِ لَمْ نَقصِدْ سِوَى التَّجْريدِ لِلتَّـ … وحِيدِ ذَاكَ وَصِيَّةُ الرَّحْمنِ
4035 – وَرِضَا رَسُولِ اللهِ مِنَا لَا غُلُوَّ … الشرْكِ أَصْلَ عِبَادَةِ الأوثَانِ
4036 – وَاللَّهِ لَوْ يَرْضَى الرَّسُولُ دُعَاءَنَا … إيَّاهُ بَادَرْنَا إلَى الإذْعَانِ
4037 – واللَّهِ لَوْ يَرْضَى الرَّسُولُ سُجُودَنَا … كُنَّا نَخِرُّ لَهُ عَلَى الأذْقَانِ
__________
= من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت”. الانتقاء لابن عبد البر (ص 145).
وقول الإمام مالك: “إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه”. جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 32.
وقول الإمام الشافعي: “إذا صحّ الحديث فهو مذهبي” المجموع للنووي 1/ 63.
وقول الإمام أحمد لأبي داود: “لا تقلد في دينك أحدًا من هؤلاء، ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه فخذ به” إعلام الموقعين للناظم 2/ 181.
وانظر ما سبق تحت البيت 1557، وانظر أيضًا البيت 4338.
4029 – ب: “منتفيان”.
4036 – كذا ضبط في الأصل بفتح الياء. وضبط في ف: “يُرضِي الرسول دعاؤُنا” وأشار في الحاشية إلى ضبط الأصل.
– سقط هذا البيت من ب، ظ.
4037 – كلمة “الرسول” ساقطة من (ف).

(3/813)


4038 – واللهِ مَا يُرْضِيهِ منَّا غَيْرُ إخْـ … ـلَاصٍ وَتحْكِيمٍ لِذَا القُرْآنِ
4039 – وَلقَدْ نَهَى ذَا الخَلْقَ عَنْ إطْرَائِهِ … فِعْلَ النَّصَارَى عَابِدِي الصُّلْبَانِ
4040 – وَلَقَدْ نَهَانَا أَنْ نُصَيِّرَ قَبْرَهُ … عِيدًا حِذَارَ الشِّركِ بالرَّحْمنِ
4041 – وَدَعَا بألَّا يُجْعَلَ القَبرُ الَّذِي … قَدْ ضَمَّهُ وَثَنًا مِنَ الأوْثَانِ
4042 – فأجَابَ رَبُّ العَالمِينَ دُعَاءَهُ … وَأَحَاطَهُ بِثَلَاثَةِ الجُدْرَانِ
4043 – حَتَّى اغْتَدَتْ أرْجَاؤهُ بدُعَائِهِ … فِي عِزَّةٍ وحِمَايةٍ وَصِيَانِ
__________
4038 – في الأصلين وب، ظ، س: “غير تجريد لتوحيد بلا طغيان”. والمثبت من حاشية الأصل وكتب بجانبها: “نسخة الشيخ”، يعني كذا في نسخة الناظم، وأشير إلى ذلك في حاشية ف أيضًا، وكذا نص البيت في د، ح، ط (ص).
4039 – إشارة إلى حديث “لا تطروني .. “، وقد تقدم تحت البيت رقم (3980).
– في حاشية الأصل بجانب هذا البيت: “من هنا زيادة من نسخة الشيخ 41 بيتًا”، يعني إلى آخر الفصل.
4040 – إشارة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا تجعلوا بيوتكم قبورًا ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم”. أخرجه أبو داود في المناسك، باب زيارة القبور، برقم (2042). وأحمد في المسند 2/ 367. وصححه النووي في الأذكار، ص 154.
4041 – إشارة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “اللهم لا تجعل قبري وثنًا، لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”.
أخرجه الإمام أحمد 2/ 246، وابن سعد في الطبقات 2/ 242، والحميدي برقم (1025)، ورواه مالك في الموطأ 1/ 172 مرسلًا عن عطاء بن يسار، ووصله ابن عبد البر في التمهيد (5/ 42 – 43) عن عطاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وقال الألباني عن حديث أبي هريرة: صحيح لا شك فيه. انظر: أحكام الجنائز وبدعها للألباني، ص 277.

(3/814)


4044 – وَلَقَدْ غَدَا عِنْدَ الوَفَاةِ مُصَرِّحًا … باللَّعْنِ يَصْرُخُ فِيهمُ بأذَانِ
4045 – وَعَنَى الأُلَى جَعَلُوا القُبُورَ مَسَاجدًا … وَهُمُ اليهُودُ وَعابِدُو الصُّلْبَانِ
4046 – واللهِ لَوْلَا ذَاكَ أُبرِزَ قَبْرُهُ … لَكِنَّهُمْ حَجَبُوهُ بالحِيطَانِ
4047 – قَصَدُوا إلَى تَسنِيم حُجْرَتِه لِيمْـ … ـتَنِعَ السُّجُودُ لَهُ عَلَى الأذْقَانِ
4048 – قَصَدُوا مُوَافَقَةَ الرَّسُولِ وَقَصْدُهُ التَّـ … ـجْرِيدُ لِلتَّوْحِيدِ لِلرَّحْمنِ
4049 – يَا فِرْقَةً جَهِلَتْ نُصُوصَ نَبيِّهِمْ … وَقُصُودَهُ وَحَقِيقَةَ الإيمَانِ
4050 – فَسَطَوْا عَلَى أتْباعِهِ وَجُنُودِهِ … بِالبغْيِ والبُهْتَانِ والعُدْوانِ
__________
4044 – س: “للعن”.
-كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في مرضه الذي مات فيه: “لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا -وفي لفظ مساجد-“، قالت: “ولولا ذلك لأبرزوا قبره، غير أني أخشى أن يتخذ مسجدًا. وفي لفظ: غير أنه خشيَ أو خُشي أن يتخذ مسجدًا”.
أخرجه البخاري في الجنائز، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور، برقم (1330)، وباب ما جاء في قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر وعمر، برقم (1390)، وفي المغازي باب مرض النبي – صلى الله عليه وسلم – ووفاته، برقم (4441)، ومسلم في المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، برقم (529)، والنسائي في المساجد، باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد برقم (703)، وفي الجنائز باب اتخاذ القبور مساجد برقم (2046)، وأحمد 1/ 218، 6: 34، 80، 255.
4047 – التسنيم: رفع الشيء وتعليته، وجعله مثل سنام البعير. اللسان 12/ 306 – 307، القاموس ص 1452 مادة (سنم)، والمراد هنا: جعل جدران حجرته – صلى الله عليه وسلم – ذات ثلاث زوايا، فقد بُني جداران من ركني القبر الشماليين، وحرّفا حتى التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال، فكانت كالسنام، وذلك حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره. انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي 2/ 128.
4050 – كذا في الأصلين وظ، س. وفي غيرها: “والعدوان والبهتان”.

(3/815)


4051 – لَا تعْجَلوا وتَبَيَّنُوا وَتَثَبَّتُوا … فمُصابُكُمْ مَا فِيهِ مِنْ جُبْرَانِ
4052 – قُلْنَا الَّذِي قَالَ الأئمَّةُ قَبْلَنَا … وَبِهِ النُّصُوصُ أتَتْ عَلَى التِّبْيَانِ
4053 – القَصْدُ حِجُّ البيْتِ وَهْوَ فَرِيضَةُ الرَّ … حْمنِ وَاجِبَةٌ عَلَى الأعْيَانِ
4054 – وَرِحالُنَا شُدَّتْ إِلَيْهِ مِنْ بِقَا … عِ الأَرْضِ قَاصِيهَا كَذَاكَ الدَّانِي
4055 – مَنْ لَمْ يَزُرْ بَيْتَ الإِلهِ فَمَا لَهُ … مِنْ حَجِّهِ سَهْمٌ وَلَا سَهْمَانِ
4056 – وَكَذَا نَشُدُّ رِحَالَنَا لِلمَسْجِدِ النَّـ … ـبَوِيِّ خَيْرِ مَسَاجِدِ البُلْدَانِ
4057 – مِنْ بَعْدِ مَكَّةَ أَوْ عَلَى الإِطْلَاقِ فِيـ … ـهِ الخُلْفُ مُنْذُ زَمَانِ
__________
4057 – كذا ورد البيت في جميع النسخ الخطية وطت، وهو ناقص الوزن. وقد أصلح في طع بزيادة “عند الناس” وطه بزيادة “بين القوم”، وكتب بعضهم في حاشية ف: “بين الناس”. وانظر التعليق على البيت 683 (ص).

– أشار الناظم إلى الخلاف في مسألة التفضيل بين مكة والمدينة، والمسجد الحرام ومسجد النبي – صلى الله عليه وسلم -: فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى تفضيل مكة، وهو قول عمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وجابر رضي الله عنهم أجمعين.
وذهب مالك وكثير من المدنيين إلى تفضيل المدينة، وقد نسبه بعضهم إلى عمر رضي الله عنه، لكن نص ابن عبد البر (الاستذكار 7/ 231، 64/ 26)، وابن حزم (المحلى 5/ 332) على ثبوت الأول عنه.
واستدل الجمهور بحديث عبد الله بن عدي بن حمراء رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واقفًا على الحزورة [موضع بمكة] فقال: “والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجتُ”.
أخرجه الترمذي في المناقب (3925)، وابن ماجه في المناسك (3108)، وأحمد (4/ 305)، والحاكم في مستدركه (3/ 7)، وصححه ووافقه الذهبي. وقال ابن عبد البر في الاستذكار (26/ 16): “وهو حديث لا يختلف أهل العلم بالحديث في صحته”.
وهذا الحديث صريح في المسألة وفاصل فيها، حتى قال ابن عبد البر في=

(3/816)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= التمهيد (2/ 288): “وإني لأعجب ممن يترك قول النبي – صلى الله عليه وسلم – … “-وذكر الحديث- ثم قال: “فكيف يترك مثل هذا النص الثابت، ويمال إلى تأويل لا يجامع متأوله عليه”.
واستدلوا أيضًا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام”.
رواه البخاري في الصلاة (1190)، ومسلم في الحج (507) وغيرهما.
وجاء عند الإمام أحمد (4/ 5) عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا”.
واستدلوا أيضًا بعموم النصوص الدالة على فضل مكة والمسجد الحرام.
أما القائلون بتفضيل المدينة فمن أشهر أدلتهم حديث: “اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إليّ، فسكني أحب البقاع إليك”.
وأجيب عنه بأنه حديث موضوع باطل، قال ابن عبد البر في الاستذكار (7/ 237): “وهذا حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث، ولا يختلفون في نكارته ووضعه” اهـ. وقال ابن حزم في المحلى (5/ 334): “وهذا موضوع من رواية محمد بن الحسن بن زبالة -المذكور- عن محمد بن إسماعيل عن سليمان بن بريدة، وغيره مرسل”. وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (27/ 36): “فهذا حديث موضوع كذب لم يروه أحد من أهل العلم”.
واستدلوا أيضًا بحديث “المدينة خير من مكة”، وأجيب عنه بأنه لا يصح الاحتجاج به، فمداره على محمد بن عبد الرحمن بن الرداد العامري. قال ابن عدي في الكامل (6/ 2198) لما روى له هذا الحديث: “وهذا عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد ولم يروه غير ابن الرداد، ولابن الرداد غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه غير محفوظ”. وصرح ابن حزم في المحلى =

(3/817)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (5/ 334) أنه مكذوب. وقال الذهبي في الميزان (3/ 623): “ليس بصحيح، وقد صح في مكة خلافه”.
وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (1444)، وقال: “باطل”.
واستدلوا أيضًا بالنصوص الدالة على فضل المدينة والسكنى بها، وأجيب بأنها دليل على الفضل لا على الأفضلية، ويحتج به على من أنكر فضل المدينة وكرامتها، لا على من أقر بفضلها، وأنها خير البقاع بعد مكة. (التمهيد 2/ 290).
وبهذا يترجح القول بتفضيل مكة على المدينة كما ذكره ابن عبد البر وابن حزم وشيخ الإسلام والشوكاني وغيرهم.
وأما من حكى الإجماع على تفضيل التربة التي دفن بها النبي – صلى الله عليه وسلم – على سائر البقاع بما في ذلك المسجد الحرام والمسجد النبوي وغيرهما، فقوله مردود، ولا دليل له عليه. وممن حكى ذلك الإجماع القاضي عياض في الشفاء (2/ 96).
قال شيخ الإسلام -كما في مجموع الفتاوى (27/ 37) -: “وأما التربة التي دفن فيها – صلى الله عليه وسلم – فلا أعلم أحدًا من الناس قال إنها أفضل من المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى إلا القاضي عياض، فذكر ذلك إجماعًا، وهو قول لم يسبقه إليه أحد فيما علمناه، ولا حجة عليه، بل بدن النبي – صلى الله عليه وسلم – أفضل من المساجد، وأما ما منه خُلِق أو ما فيه دفن فلا يلزم إذا كان هو أفضل أن يكون ما منه خلق أفضل”. انظر في مسألة التفضيل بين مكة والمدينة: التمهيد لابن عبد البر (2/ 287 – 290) (6/ 17 – 37)، الاستذكار له (7/ 225 – 237) (26/ 11 – 17، 63 – 67)، المحلى لابن حزم (5/ 325 – 339)، مجموع الفتاوى (27/ 36)، نيل الأوطار للشوكاني (5/ 98 – 100)، تحفة الأحوذي (10/ 294 – 295)، حاشية ابن قاسم على الروض المربع 4/ 85، شرح ابن عيسى للنونية 2/ 367، مفيد الأنام ونور الظلام للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجاسر =

(3/818)


4058 – وَنَراهُ عِنْدَ النَّذْرِ فَرْضًا لكِنِ النُّـ … ـعْمَانُ يَأبَى ذَا ولِلنُّعْمَانِ
4059 – أَصْلٌ هُوَ النَّافِي الوُجُوبِ فإنَّهُ … مَا جِنْسُهُ فرْضًا عَلَى إنْسَانِ
4060 – وَلَنَا بَراهِينٌ تَدُلُّ بأنَّهُ … بالنَّذْرِ مُفْتَرَضٌ عَلَى الإنْسَانِ
4061 – أَمْرُ الرَّسُولِ لِكُلِّ نَاذرِ طَاعَةٍ … بوفَائِهِ بالنَّذْرِ بالإحْسَانِ
__________
= ص 211 – 216، الأحاديث الواردة في فضائل المدينة للدكتور صالح بن حامد الرفاعي ص 349 – 364، عارضة الأحوذي لابن العربي (13/ 271 – 276)، وهو ممن يرجح تفضيل المدينة. وللسيوطي رسالة في هذه المسألة أسماها: الحجج المبينة في التفضيل بين مكة والمدينة.
4058 – يعني الإمام أبا حنيفة، وقد تقدمت ترجمته في حاشية البيت 873.
4059 – وهو أن الالتزام بالنذر إنما يصح فيما يكون من جنسه واجب شرعًا كالصلاة والصوم والحج ونحو ذلك، فلا يصح النذر بمثل عيادة المريض أو تشييع الجنائز ونحو ذلك. المبسوط للسرخسي 4/ 130، بدائع الصنائع للكاساني 6/ 2864.
– كذا في الأصل وأكثر النسخ. و”ما” نافية. والمعنى أن جنس الزيارة ليس فرضًا على إنسان حتى يفترض النذر به. وفي ف، ح، طع: “فرض” وفي هذه الحالة تكون “ما” موصولة. (ص).
– س، ح، ط: “الإنسان”.
4060 – د: “مفروض”.
4061 – إشارة إلى قوله – صلى الله عليه وسلم -: “من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه”.
أخرجه البخاري في الأيمان والنذور، باب النذر فيما لا يملك وفي معصية، رقم (6700)، وأبو داود في الأيمان والنذور، باب ما جاء في النذر بالمعصية، رقم (3289)، والترمذي في النذور والأيمان، باب من نذر أن يطيع الله فليطعه، رقم (1526)، والنسائي في الأيمان والنذور، باب النذر في الطاعة، رقم (3806)، وأحمد 6/ 36، 41، 224، من حديث عائشة رضي الله عنها.

(3/819)


4062 – وَصَلاتُنَا فِيهِ بألْفٍ في سِوَا … هُ مَا خَلَا ذَا الحِجْرِ والأرْكَانِ
4063 – وَكَذَا صَلاةٌ فِي قُبَا فَكعُمْرةٍ … فِي أجْرِهَا والفَضْلُ لِلمنَّانِ
__________
4062 – إشارة إلى قوله – صلى الله عليه وسلم -: “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”، متفق عليه.
وقد تقدم في حاشية البيت رقم (4057).
4063 – “في أجرها” ساقطة من الأصلين وظ.
– إشارة إلى قوله – صلى الله عليه وسلم -: “صلاة في مسجد قباء كعمرة”.
أخرجه الترمذي في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء، رقم (324)، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء، رقم (1411)، والحاكم في المستدرك (1/ 487)، والبغوي في شرح السنة 2/ 344، والطبراني في الكبير، رقم (570)، من حديث أسيد بن ظهير رضي الله عنه.
قال الترمذي “حديث أسيد حديث حسن غريب، ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئًا يصحّ غير هذا الحديث”.
وقال الحاكم: “هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه إلا أن أبا الأبرد مجهول”.
وقال عنه الذهبي في الميزان (2/ 96): “وهذا حديث منكر”.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (2/ 236) تعقيبًا على قول الذهبي: “لا أدري ما وجه كونه منكرًا”.
وله شاهد من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من خرج حتى يأتي هذا المسجد -مسجد قباء- فصلّى فيه كان له عدل عمرة”.
أخرجه النسائي في المساجد، باب فضل مسجد قباء والصلاة فيه، رقم (699)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء، رقم (1410)، وأحمد في المسند 3/ 487، والحاكم في المستدرك 3/ 12، والطبراني في الكبير، رقم (5558).
وقال الحاكم: “صحيح الإسناد ولم يخرجاه”، ووافقه الذهبي.=

(3/820)


4064 – فإذَا أَتَيْنَا المسْجِدَ النَّبوِيَّ صلَّـ … ـينَا التَّحِيَّةَ أَوَّلًا ثِنْتَانِ
4065 – بِتَمَامِ أرْكَانٍ لَهَا وَخُشُوعِهَا … وحُضُورِ قَلْبٍ فِعْلَ ذِي الإِحْسَانِ
4066 – ثم انْثَنَيْنَا لِلزِّيَارةِ نَقْصِدُ الْـ … ـقَبْرَ الشَّرِيفَ وَلَوْ عَلَى الأجْفَانِ
4067 – فَنَقُومُ دُونَ القَبْرِ وَقْفَةَ خَاضِعٍ … مُتذَلِّلٍ فِي السِّرِّ والإِعْلَانِ
4068 – فَكَأنَّهُ فِي القَبْرِ حيٌّ ناطِقٌ … فَالوَاقِفُونَ نَوَاكِسُ الأذْقَانِ
4069 – مَلَكَتْهُمُ تِلْكَ المَهَابَةُ فاعْتَرَتْ … تِلْكَ القَوَائِمَ كَثْرَةُ الرَّجَفَانِ
4070 – وَتَفَجَّرتْ تِلْكَ العُيُونُ بِمَائِهَا … وَلَطَالَمَا غَاضَتْ عَلَى الأزْمَانِ
4071 – وَأتَى المُسَلِّمُ بالسَّلَامِ بِهَيْبَةٍ … وَوَقَارِ ذِي عِلْمٍ وذِي إيمَانِ
__________
= وله شاهد أيضًا من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم عمد إلى مسجد قباء لا يريد غيره، ولا يحمله على الغدوِّ إلا الصلاة في مسجد قباء، فصلى فيه أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة بأم القرآن، كان له كأجر المعتمر إلى بيت الله”.
أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 146، رقم (319)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 11: “فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي. وهو ضعيف”.
فالحديث صحيح بشواهده.
4064 – أي: صلاة التحية ثنتان (ص).
4068 – د: “حي ناظر”.
4069 – في الأصلين: “فاغتدت”، والصواب ما أثبتنا من غيرهما (ص).
– قال شيخنا عبد العزيز الراجحي حفظه الله تعالى: “إن كلام الناظم رحمه الله تعالى -على جلالة قدره- فيه ما فيه، فالتذلل والخضوع وتنكيس الأذقان وكثرة الرجفان ونحو ذلك فيها معاني العبادة، فلو استبدل بها غيرها لكان أولى. وإلا فمراد الناظم معلوم، وهو التأدب مع النبي – صلى الله عليه وسلم -“.
4070 – غاضت: أي نقص دمعها وذهب، يقال: غاض الماءُ يغيض غَيضًا: نقص أو غار فذهب. ويقال: غاضه الله وأغاضه. ومنه قوله تعالى: {وَغِيضَ الْمَاءُ} [هود: 44] اللسان 7/ 201.

(3/821)


4072 – لَمْ يَرْفَعِ الأصْوَاتَ حَوْلَ ضَرِيحِهِ … كَلَّا وَلَمْ يَسْجُدْ عَلَى الأذْقَانِ
4073 – كَلَّا وَلَمْ يُرَ طَائِفًا بِالقَبْرِ أُسْـ … ـبُوعًا كأنَّ القَبْرَ بَيْتٌ ثَانِ
4074 – ثُمَّ انْثَنَى بِدُعَائِهِ مُتَوجِّهًا … لِلَّهِ نَحْوَ البيْتِ ذِي الأرْكَانِ
4075 – هَذِي زَيارَةُ مَنْ غَدَا مُتَمَسِّكًا … بشَرِيعَةِ الإِسْلَامِ والإيمَانِ
4076 – مِنْ أفضَلِ الأعْمَالِ هَاتِيكَ الزِّيَا … رَةُ وَهْي يَوْمَ الحَشْرِ فِي المِيزَانِ
4077 – لَا تَلْبِسُوا الحَقَّ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ … سُنَنُ الرَّسُولِ بأعظَمِ البُطْلانِ
4078 – هَذِي زَيارَتُنَا وَلَمْ نُنْكِر سِوَى الـ … ـبِدَعِ المُضِلَّةِ يا أُولِي العُدْوانِ
4079 – وَحَدِيثُ شَدِّ الرَّحْلِ نَصٌّ ثَابتٌ … يَجِبُ المصِيرُ إِلَيْهِ بالبُرْهَانِ
* * *

فصلٌ في تَعَيُّنِ اتّباعَ السُّنَنِ والقرآنِ طريقًا للنَّجاةِ منَ النِّيرَانِ (1)
4080 – يَا مَنْ يُرِيدُ نَجَاتَهُ يَوْمَ الحِسَا … بِ مِنَ الحميمِ وَمَوقِدِ النِّيرَانِ
__________
4072 – هذا البيت والذي بعده ساقطان من (ظ).
4073 – يعني بالأسبوع: سبعة أشواط.
4076 – هذا البيت والبيتان بعده ساقطة من (ف).
4077 – مراده بأعظم البطلان هو: الشرك كدعاء النبي – صلى الله عليه وسلم -، والاستغاثة به بعد موته ونحو ذلك.
4078 – ح: “يا ذوي العدوان”.
4079 – إشارة إلى قوله – صلى الله عليه وسلم -: “لا تُشَدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ومسجد الأقصى”.
أخرجه البخاري في التطوع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، برقم (1189)، ومسلم في الحج، باب لا تُشَد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، رقم (1397) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(1) طت، طه: “في تعيين أن اتباع السنة والقرآن طريقة النجاة … “، وفي طع: “طريق النجاة”.

(3/822)


4081 – اتْبَعْ رَسُولَ اللَّهِ فِي الأقْوَالِ والْـ … أعْمَالِ لَا تَخْرُجْ عَنِ القُرْآنِ
4082 – وَخُذِ الصَّحِيحَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا لِعِقْـ … ـدِ الدِّينِ والإيمَانِ وَاسِطَتانِ
4083 – وَاقْرأهُمَا بَعْدَ التَّجرُّدِ مِنْ هَوىً … وَتَعَصُّبٍ وَحَميَّةِ الشَّيْطَانِ
4084 – وَاجْعَلْهُمَا حَكَمًا وَلَا تَحْكُمْ عَلَى … مَا فِيهِمَا أصْلًا بقَوْلِ فُلَانِ
4085 – وَاجْعَلْ مَقَالَتَهُ كَبعْضِ مَقَالَةِ الْـ … أشْيَاخِ تَنْصُرُهَا بِكُلِّ أوانِ
4086 – وَانصُرْ مَقَالَتَهُ كَنَصْرِكَ لِلَّذِي … قَلَّدْتَهُ مِنْ غَيْر مَا بُرْهَانِ
4087 – قَدِّرْ رَسُولَ اللهِ عِنْدَكَ وَحْدَهُ … وَالقَوْلُ مِنْهُ إِلَيْكَ ذُو تِبْيَانِ
4088 – مَاذَا تَرَى فَرْضًا عَلَيْكَ مُعَيَّنًا … إنْ كُنْتَ ذَا عَقْلٍ وَذَا إيمَانِ
4089 – عَرْضَ الَّذِي قَالُوا عَلَى أقْوَالِهِ … أَوْ عَكْسَ ذَاكَ فَذَانِكَ الأمْرَانِ
4090 – هِيَ مَفْرِقُ الطُّرُقَاتِ بَيْنَ طَرِيقِنَا … وَطرِيقِ أَهْلِ الزَّيغِ والعُدْوَانِ
4091 – قَدِّرْ مَقَالَاتِ العِبَادِ جَمِيعِهِمْ … عَدَمًا وَرَاجِعْ مَطْلِعَ الإيمَانِ
4092 – واجْعَلْ جُلُوسَكَ بَيْنَ صَحْبِ مُحَمدٍ … وَتَلَقَّ مَعْهُمْ عَنْهُ بالإحْسَانِ
4093 – وَتَلَقَّ عَنْهُمْ مَا تَلَقَّوْهُ هُمُ … عَنْهُ مِنَ الإيمَانِ والعِرْفَانِ
4094 – أفَلَيْسَ فِي هَذَا بَلَاغُ مُسَافِرٍ … يَبْغِي الإلهَ وَجَنَّةَ الحَيَوانِ
4095 – لَولَا التَّنافُسُ بَيْنَ هَذَا الخَلْقِ مَا … كَانَ التفرُّقُ قَطُّ فِي الحُسْبَانِ
4096 – فالرَّبُّ رَبٌّ وَاحِدٌ وَكتَابُهُ … حَقٌّ وَفَهْمُ الحَقِّ مِنْهُ دَانِ
4097 – وَرَسُولُهُ قَدْ أوْضَحَ الحَقَّ المُبِيـ … ـنَ بِغَايَةِ الإيضَاحِ والتِّبْيَانِ
__________
4081 – د: “الأعمال والأقوال”.
4089 – طع: “فذلك الأمران”.
4095 – في الأصل: “التناقص”، وصححه في حاشيته من نسخة الشيخ، فيما أظن. وفي حاشية ف: “التناقض” بالضاد المعجمة. وطت: “التناش” فأصلحه ناشر طه: “التناوش” (ص).

(3/823)


4098 – مَا ثَمَّ أوْضَحُ مِنْ عِبارَتِهِ فَلا … يَحْتَاجُ سَامِعُهَا إِلَى تِبْيَانِ
4099 – والنُّصْحُ مِنْهُ فَوْقَ كُلِّ نَصِيحَةٍ … والعِلْمُ مأخُوذٌ عَنِ الرحْمن
4100 – فلأَيِّ شيءٍ يَعْدِلُ البَاغِي الهُدَى … عَنْ قَوْلِهِ لَوْلَا عَمَى الخِذْلَانِ
4101 – فَالنَّقْلُ عَنْهُ مُصَدَّقٌ وَالقَوْلُ مِنْ … ذِي عِصْمَةٍ مَا عِنْدَنَا قَوْلَانِ
4202 – وَالعَكْسُ عِنْدَ سِوَاهُ فِي الأمرَيْنِ يَا … مَنْ يَهْتَدِي هَلْ يَسْتَوِي القَولانِ
4103 – تَاللَّهِ قَدْ لَاحَ الصَّبَاحُ لِمَنْ لَهُ … عَيْنَانِ نَحْوَ الفجْرِ نَاظِرتَانِ
4104 – وأخُو العَمَايَةِ فِي عَمَايتِهِ يَقُو … لُ اللَّيْلُ بَعْدُ أيَسْتَوِي الرَّجُلَانِ؟
4105 – تَاللَّهِ قَدْ رُفِعَتْ لَكَ الأعْلَامُ إنْ … كُنْتَ المشَمِّرَ نِلْتَ دَارَ أمَانِ
4106 – وَإذَا جَبُنْتَ وَكُنْتَ كَسْلَانًا فَمَا … حُرِمَ الوُصُولَ إِلَيْه غَيْرُ جَبَانِ
4107 – أقْدِمْ وَعِدْ بالوَصْلِ نَفْسَكَ واهْجُرِ الْـ … ـمَقْطُوعَ عنْهُ قَاطِعَ الإنْسَانِ
4108 – عَنْ نَيلِ مَقْصِدِهِ فَذَاكَ عدُوُّهُ … وَلَوَ أَنَّهُ مِنْهُ القَرِيبُ الدَّانِي
* * *
__________
4098 – طه: “منه” بدل “من عبارته”.
4102 – كذا في الأصل. وفي ف وغيرها: “النقلان”.
4104 – د: “إليك” مكان “الليل”، ولعله تحريف.
4105 – ف: “تلك دارُ أماني”.
4106 – طع: “وإذا جنيت”، تصحيف.
4107 – ط: “فاقدم وعد”.
– ط: “المقطوع منه”.

(3/824)


فصلٌ في تيسيرِ السَّيرِ إلي (1) اللهِ على المثبتينَ الموحدينَ، وامتناعِهِ على المعطِّلينَ والمشركينَ
4109 – يَا قَاعِدًا سَارَتْ بِهِ أنْفَاسُهُ … سَيْرَ البَرِيدِ وَلَيْسَ بالذَمَلَانِ
4110 – حَتَّى مَتَى هَذا الرُّقَادُ وَقَدْ سَرَى … وَفْدُ المحَبَّةِ مَعْ أُولِي الإحْسَانِ
4111 – وَحَدَتْ بِهِمْ عَزَمَاتُهُمْ نَحْوَ العُلَى … لَا حَادِيُ الرُّكْبَانِ والأَظْعَانِ
4112 – رَكِبُوا العَزَائِمَ واعْتَلَوْا بِظُهُورِها … وَسَرَوْا فَمَا حَلُّوا إلَى نَعْمَانِ
__________
(*) من بداية هذا الفصل إلى آخر الكتاب من تحقيق فهد بن علي المساعد.
(1) “إلى” ساقطة من الأصلين. وكتب في ف: “كذا”.
4109 – البرَيدُ: الرسل على دواب البريد، لسان العرب 3/ 86.
الذمَلان والذَّميلُ: ضرب من سير الإبل، قيل: هو السير اللَيِّن ما كان، وقيل: هو فوق العَنَق، لسان العرب 11/ 259.
4111 – حدا الإبل وبها حَذوًا وحُداء: زجرها وساقها. القاموس ص 1643.
– “حادي”: معطوف على “عزمات”. وأجرى المعتلّ مجرى الصحيح للضرورة (ص).
الأظعان: جمع ظعينة وهي المرأة في الهودج. أي: أن عزائمهم تحثهم نحو العلى لا يلتفتون إلى رحيل حبيب دنيا بل همهم هو الحبيب الأعلى وهو الله.
4112 – كذا في الأصلين وغيرهما، و”حلّوا” أي: نزلوا، كما قال في البيت رقم 5737: =

(3/825)


4113 – سَارُوا رُوَيْدًا ثُمَّ جاؤوا أوَّلًا … سَيْرَ الدَّلِيلِ يَؤُّمُ بالرُّكْبَانِ
4114 – سَارُوا بِإِثْبَاتِ الصِّفَاتِ إِلَيْهِ لَا التَّـ … ـعْطِيلِ والتَّحْرِيفِ والنُّكْرَانِ
4115 – عَرَفُوهُ بالأوصَافِ فامتَلأَتْ قُلُو … بُهُمُ لَهُ بالحُبِّ والإيمَانِ
4116 – فَتَطايَرتْ تِلكَ القُلُوبُ إِلَيْهِ بالْـ … أشْوَاقِ إذْ مُلِئَتْ مِنَ العرْفَانِ
4117 – وَأشَدُّهُمْ حُبًّا لَهُ أدْراهُمُ … بِصِفَاتِهِ وحَقَائِقِ القُرْآنِ
4118 – فالحُبُّ يَتْبَعُ لِلشُّعورِ بِقَدْرِه … يَقْوَى وَيْضعُفُ ذَاكَ ذُو تِبْيَانِ
4119 – [وَلِذَاكَ كَانَ العَارِفُونَ صِفَاتِهِ … أحْبَابَهُ هُمْ أهْلُ هَذَا الشَّانِ]4120 – وَلِذَاكَ كَانَ العَالِمونَ برَبِّهِمْ … أحْبَابَهُ وَبشِرْعَةِ الإيمَانِ
4121 – [وَلِذاكَ كَانَ المنْكِرونَ لَهَا هُمُ الْـ … أعْداءَ حَقًّا هُمْ أولُو الشَّنَآنِ]4122 – وَلِذَاكَ كَانَ الجَاهِلُونَ بِذَا وذَا … بُغَضَاءَهُ حَقًّا ذَوِي شَنَآنِ
4123 – وحَيَاةُ قَلْبِ العَبْدِ فِي شَيْئينِ مَنْ … يُرْزَقْهُمَا يَحْيَا مَدَى الأزْمَانِ
__________
= وحدت بهم عزماتهم نحوَ العلا … وسرَوا فما نزلوا إلى نعمان
وفي ط: “حنّوا”، ولعله إصلاح لما ورد في النسخ، إذ أشكلت تعدية “حلّ” بحرف “إلى”، ولا إشكال فيه على تضمين معنى الميل. (ص).
نعمان: ضبط في ف بفتح النون، وهو الوادي المشهور بنعمان الأراك، وقد سبق ذكره في البيت 30 (ص).
4118 – كذا في الأصل وغيره. وفي ف: “يتّبع الشعور”، وهو أصحّ. وقد سبقت أمثلة زيادة اللام على المفعول به. انظر: مثلًا الأبيات 1670، 1785، 3612 (ص).
– “بقدره” كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “بحسبه”.
4119 – لم يرد هذا البيت في الأصلين، ولعل تاليه نسخه (ص).
4121 – لم يرد هذا البيت في الأصلين، ولعله منسوخ بتاليه (ص). والشنآن: البغض وقد مضى في البيت 648 وغيره.

(3/826)


4124 – فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَفِي الأخْرَى يَكُو … نُ الحَيَّ ذَا الرِّضْوَانِ والإحْسَانِ
4125 – ذِكْرُ الإلةِ وَحُبُّهُ مِنْ غَيْرِ إشْـ … ـرَاكٍ بِهِ وَهُمَا فَمُمْتَنِعَانِ
4126 – مِنْ صَاحِب التَّعْطِيلِ حَقًّا كَامْتِنَا … عِ الطَّائِرِ المقْصُوصِ مِنْ طَيَرانِ
4127 – أيُحِبُّه مَنْ كَانَ يُنْكِرُ وَصْفَهُ … وَعُلُوَّهُ وَكَلَامَهُ بِقُرَانِ
4128 – لَا وَالَّذِي حَقًّا عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى … مُتَكَلِّمًا بالوَحْي والفُرْقَانِ
4129 – اللَّهُ أكْبَرُ ذَاكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْ … تِيهِ لِمَنْ يَرْضَى بِلَا حُسْبَانِ
4130 – وَتَرَى المُخَلَّفَ فِي الدِّيَارِ تَقُولُ ذَا … إحْدَى الأثَافِي خُصَّ بالحِرْمَانِ
4131 – اَللَّهُ أكْبَرُ ذَاكَ عَدْلُ اللهِ يَقْـ … ـضِيهِ عَلَى مَنْ شَاءَ مِنْ إنْسَانِ
4132 – وَلَهُ عَلَى هَذَا وَهَذَا الحَمْدُ فِي الْـ … أُولَى وفِي الأُخْرَى هُمَا حَمْدَانِ
4133 – حَمْدٌ لِذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ … وَكَذَاكَ حَمْدُ العَدْلِ والإِحْسَانِ
4134 – يَا مَنْ تَعِزُّ عَلَيْهمُ أروَاحُهُمْ … وَيَرَوْنَ غَبْنًا بَيْعَهَا بِهَوَانِ
4135 – وَيرَوْنَ خُسْرانًا مُبِينًا بَيْعَهَا … فِي إثْرِ كُلِّ قَبِيحَةٍ وَمُهَانِ
4136 – وَيَرَوْنَ مَيْدانَ التَّسَابُقِ بَارِزًا … أفَيَتْرُكونَ تَقَحُّمَ الميْدَانِ؟
4137 – وَيَرَوْنَ أنْفَاسَ العِبَادِ عَلَيْهِمُ … قَدْ أُحْصِيَتْ بالعَدِّ والحُسْبَانِ
4138 – وَيَرَوْنَ أنَّ أمَامَهُمْ يَوْمَ اللِّقَا … لِلَّهِ مَسْأَلتَانِ شَامِلَتَانِ
4139 – مَاذَا عَبَدْتُمْ ثم مَاذَا قَدْ أَجَبْـ … ـُتمْ مَنْ أَتَى بِالحَقِّ والبُرْهَانِ
__________
4128 – ف: “القرآن”.
4130 – د: “وترى المعطل … يقول”.
الأثافي جمع الأثْفيّة بالضم ويكسر. وهي الحجر توضع عليه القدر، وتتكون الأثافي من ثلاثة أحجار، انظر: القاموس ص 1636.
4139 – ويدل لذلك قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 65].
– قال أبو العالية: “كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ ” طريق الهجرتين: 297 (ط السلفية).

(3/827)


4140 – هَيُّوا جَوَابًا للسُّؤَالِ وَهيِّئُوا … أيْضًا صَوَابًا لِلجَوَابِ يُدَاني
4141 – وَتَيقَّنُوا أَنْ لَيْسَ يُنْجِيكُمْ سِوَى … تَجْرِيدِكُمْ لِحَقَائقِ الإيمَانِ
4142 – تَجرِيدِكُمْ تَوْحِيدَهُ سُبْحَانَهُ … عَنْ شِرْكَةِ الشَّيْطَانِ والأوْثَانِ
4143 – وَكَذَاكَ تَجْرِيدُ اتِّبَاعِ رَسولِهِ … عَنْ هَذِهِ الآرَاءِ والهَذَيَانِ
4144 – واللهِ مَا يُنْجِي الفَتَى مِنْ رَبِّهِ … شَيءٌ سِوَى هَذَا بِلَا رَوَغَانِ
4145 – يَا ربِّ جَرِّدْ عَبْدَكَ المِسْكينَ رَا … جي الفَضْلِ مِنْكَ أُضَيْعِفَ العُبْدانِ
4146 – لَمْ تَنْسَهُ وَذَكَرْتَهُ فَاجْعَلْهُ لَا … يَنْسَاكَ أنْتَ بَدَأتَ بالإحْسَانِ
4147 – وبِه خَتَمْتَ فكُنْتَ أولَى بالجَمِيـ … ـلِ وَبِالثَّنَاءِ مِنَ الجَهُولِ الجَانِي
4148 – فَالعَبْدُ لَيْسَ يَضِيعُ بَيْنَ فَوَاتِحٍ … وَخَواتِمٍ مِنْ فَضْلِ ذِي الغُفْرَانِ
4149 – أَنْتَ العَلِيمُ بِهِ وَقَدْ أَنْشَأْتَهُ … مِنْ تُرْبةٍ هِيَ أضْعَفُ الأرْكَانِ
4150 – كُلٌّ عَلَيْهَا قَدْ عَلَا وَهَوَتْ إلَى … تَحْتِ الجَمِيعِ بِذِلّةٍ وَهَوَانِ
4151 – وَعَلَتْ عَلَيْهَا النَّارُ حَتَّى ظُنَّ أَنْ … يَعْلُو عَلَيْهَا الخَلْقُ مِنْ نِيرانِ
__________
4140 – أصله: هيئوا، وسهل الهمزة هنا للضرورة الشعرية. وفي ط: “هاتوا”.
4144 – يعني الأمرين السابقين: تجريد التوحيد وتجريد المتابعة.
4145 – كذا في الأصل وب، د. وفي غيرها: “أضعف” ومن هنا أخذ الناظم يناجي ربّه بأبيات رائعة تفيض ذلًّا وضراعة. انظر: طه 2/ 229.
4147 – يشير إلى قول الله تعالى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].
4149 – يشهد لذلك قول الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28] فالإنسان مخلوق من أضعف العناصر وهو التراب.
4150 – الضمير يعود إلى الأرض أي: كل العناصر الثلاثة وهي النار والهواء والماء علت على التراب الذي خلق منه آدم.
4151 – معنى البيت: وعلت النار حتى ظن إبليس المخلوق منها أنه سيعلو على البشر. يشير المؤلف إلى قوله تعالى: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [ص: 76].

(3/828)


4152 – وَأَتَى إلَى الأبَوَيْنِ ظَنًّا أنَّهُ … سَيُصيِّرُ الأبَوَيْنِ تَحْتَ دُخَانِ
4153 – فَسَعَتْ إلَى الأَبَوَيْنِ رحْمَتُكَ التي … وَسِعَتْهُمَا فَعَلَا بِكَ الأَبَوَانِ
4154 – هَذَا وَنَحْن بَنُوهُمَا وَحُلُومُنَا … فِي جَنْبِ حِلْمِهِمَا لَدَى المِيزَانِ
4155 – جُزْءٌ يَسِيرٌ والعَدُوُّ فَوَاحِدٌ … لَهُمَا وَأعْدَانَا بِلَا حُسْبَانِ
4156 – وَالضَّعْفُ مُسْتَوْلٍ عَلَيْنَا مِنْ جَمِيـ … ـعِ جِهَاتِنَا سِيَمَا مِنَ الإيمَانِ
4157 – يَا رَبِّ مَعْذِرَةً إِلَيْكَ فَلَمْ يَكُنْ … قَصْدُ العِبَادِ رُكُوبَ ذَا العِصْيَانِ
4158 – لَكِنْ نُفُوسٌ سَوَّلَتْهُ وَغَرَّهَا … هَذَا الْعَدُوُّ لَهَا غُرُورَ أَمَاني
4159 – فَتَيقَّنَتْ يَا رَبِّ أنَّكَ وَاسِعُ الْـ … ـغُفْرَانِ ذُو فَضْلٍ وَذُو إحْسَانِ
4160 – وَمَقَالُنَا مَا قَالَهُ الأبَوَانِ قَبْـ … ـلُ مَقَالَةُ العَبْدِ الظَّلُومِ الجَانِي
4161 – نَحْنُ الأُلَى ظَلَمُوا وإنْ لَمْ تَغْفِرِ الذَّ … نْبَ العَظِيمَ فَنَحْنُ ذُو خُسْرَانِ
4162 – يَا رَبِّ فَانْصُرنَا عَلَى الشَّيْطَانِ لَيْـ … ـسَ لَنَا بِهِ لَوْلَا حِمَاكَ يَدَانِ
__________
4152 – أي: آدم وحواء.
4154 – الحِلْمُ بالكسر: الأناة والعقل، وجمعه أحلام وحلوم. وفي التنزيل العزيز {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا} [الطور: 32] انظر: اللسان 12/ 146.
4155 – “أعدانا” أي: أعداؤنا.
4156 – طه: “في جميع” و”سيما”: أي لا سيّما.
4158 – ف: “ولها غرورٌ ثاني”.
4160 – طه: “ومقاله” وهو خطأ.
– يشير المؤلف إلى قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [الأعراف: 23].
4161 – استعمل “ذو” مكان “ذوو” للضرورة. انظر: ما سبق في الأبيات 959، 1390، 1597، 3015. (ص).
4162 – “ليس لنا به يدان”؛ أي: لا قدرة لنا عليه، وقد سبق هذا التعبير في مقدمة المؤلف ومطلع المنظومة وأبيات أخرى. (ص).

(3/829)


فصلٌ في ظهورِ الفرقِ بينَ الطائفتينِ، وعدمِ التِبَاسِهِ (1) إلا على مَنْ ليسَ بذي عينينِ
4163 – وَالفَرْقُ بَيْنَكُمُ وَبَيْنَ خُصُومِكُمْ … مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ثَابتٌ بِبَيَانِ
4164 – مَا أَنْتُمُ مِنْهُمْ وَلَا هُمْ مِنْكُمُ … شَتَّانَ بَيْنَ السَّعْدِ والدّبَرَانِ
4165 – فَإذَا دَعَوْنَا لِلقُرَان دَعَوْتُمُ … لِلرَّأْيِ أَيْنَ الرَّأْيُ مِنْ قُرْآنِ؟
4166 – وَإذَا دَعَوْنَا لِلْحَدِيثِ دَعَوْتُمُ … أنْتُمْ إِلَى تَقْلِيدِ قَوْلِ فُلانِ
4167 – وَكذَا تَلَقَّيْنَا نُصُوصَ نَبِيِّنَا … بِقَبولهَا بِالحَقِّ والإذْعَانِ
4168 – مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا جَحْدٍ وَلَا … تَفْويضِ ذِي جَهْلٍ بِلَا عِرْفَانِ
4169 – لَكِنْ بإِعْرَاضٍ وَتجْهِيلٍ وتأ … وِيلٍ تَلَّقيْتُمْ مَعَ النُّكْرَانِ
4170 – أنْكَرْتُمُوهَا جَهْدَكُمْ فإذَا أَتَى … مَا لَا سَبِيلَ لَهُ إلَى نُكْرَانِ
4171 – أَعْرَضْتُمُ عَنْهُ وَلَمْ تَسْتَنبِطُوا … مِنْهُ هُدىً لِحَقَائِقِ الإيمَانِ
4172 – فَإذَا ابْتُلِيتُمْ مُكْرَهِينَ بِسَمْعِهَا … فَوَّضْتُمُوهَا لَا عَلَى العِرْفَانِ
4173 – لَكِنْ بِجَهْلٍ لِلَّذِي سِيقَتْ لَهُ … تَفْويضَ إعْرَاضٍ وَجَهْلِ مَعَانِ
__________
(1) العنوان في صورة الأصل غير واضح، ولكن في ف وغيرها: “التباسهم”، والصواب ما أثبتنا من ط.
4164 – السعد والدبران من النجوم. انظر ما سبق في حاشية البيت 31.
4167 – في الأصل: “نصوص قول”، وهو سهو من الناسخ.
4173 – علّق سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على هذا البيت في نسخته من النونية بقوله: “فأما تفويض علم كيفيتها وكنهها إلى الله مع العلم بالمعاني والإيمان بها وإثباتها لله تعالى على الوجه اللائق به فلا بأس بذلك. بل هو الواجب، وهو قول أهل السنة، ومن ذلك قول مالك المشهور: الاستواء معلوم والكيف مجهول إلخ. وأما تفويض العلم بالمعاني فهو الذي أنكره المؤلف هنا. وهو رأي المفوضة من المبتدعة، ويزعمون أن الله خاطب الناس بما لا يعرفون. وهذا قول سوء ينزه الله عنه، والنصوص من الكتاب والسنة تدل على بطلانه”.

(3/830)


4174 – فَإذَا ابْتُلِيتُمْ بِاحْتِجَاجِ خُصُومِكُمْ … أوْلَيتُمُوهَا دَفْعَ ذِي صَوَلَانِ
4175 – فَالجَحْدُ والإِعْرَاضُ والتّفويضُ والتَّـ … ـأوِيلُ حَظُّ النَّصِّ عِنْدَ الجَانِي
4176 – لَكِنْ لَدَينَا حَظُّهُ التَّسْلِيمُ مَعْ … حُسْنِ القَبُولِ وَفَهْمِ ذِي الإِحْسَانِ
* * *

فصلٌ في التَّفاوتِ بينَ حظِّ المثبتينَ والمعطِّلينَ من وحي ربِّ العالمينَ
4177 – ولَنَا الحَقِيقَةُ مِنْ كَلَامِ إلهِنَا … وَنَصِيبُكُمْ مِنْهُ المجَازُ الثَّانِي
4178 – وَقَوَاطِعُ الوَحْيَيْنِ شَاهِدَةٌ لَنَا … وَعَلَيْكُمُ هَلْ يَسْتَوِي الأمْرَانِ؟
4179 – وَأدِلَّةُ المعْقُولِ شَاهِدةٌ لَنَا … أيْضًا فَقَاضُونَا إِلَى البُرْهَانِ
__________
4174 – “فإذا ابتليتم”: أيها المعطلة.
4175 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “والإعراض والتجهيل والتأويل” وفي ح، ط: ” … والتأويل والتجهيل”.
– يقول الإمام أحمد رحمه الله: “والمحرفون عن طريقة السلف ثلاث طوائف: أهل التخييل وأهل التأويل وأهل التجهيل. فأهل التخييل هم المتفلسفة ومن سلك سبيلهم من متكلم ومتصوف ومتفقه فإنهم يقولون: إن ما ذكره الرسول من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر إنما هو تخييل للحقائق لينفع به الجمهور .. وأما أهل التأويل فيقولون: إن النصوص الواردة في الصفات لم يقصد بها الرسول أن يعتقد الناس بها الباطل ولكن قصد لها معاني ولم يبين لهم ذلك ولا دلهم عليها ومقصوده امتحانهم. وهذا قول المتكلمة من الجهمية والمعتزلة وإن تظاهروا بنصر السنة، وهم لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا” أقاويل الثقات للكرمي 236 – 237.
4178 – القواطع: الأدلة التي تفيد اليقين والظن.

(3/831)


4180 – وَكَذاكَ فِطْرةُ ربِّنَا الرَّحْمنِ شَا … هِدَةٌ لَنَا أَيْضًا شُهُودَ بَيَانِ
4181 – وَكَذَاكَ إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ والأُلَى … تَبِعُوهُمُ بالعِلْمِ والإِحْسَانِ
4182 – وَكَذاكَ إجْمَاعُ الأئِمَّةِ بَعْدَهُمْ … هَذَا كَلَامُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
4183 – هَذِي الشهودُ فَهَلْ لَدَيْكُمْ أَنْتُمُ … مِنْ شَاهِدٍ بِالنَّفْيِ والنُّكْرَانِ؟
4184 – وَجُنُودُنَا مَنْ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ … وَجُنُودُكُمْ فَعَسَاكِرُ الشَّيْطَانِ
4185 – وَخِيَامُنَا مَضْرُوبَةٌ بِمَشَاعِرِ الْـ … ـوَحْيَيْنِ مِنْ خَبَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
4186 – وَخِيَامُكُمْ مَضْرُوبَةٌ في التِّيهِ فالسُّـ … ـكَّانُ كُلُّ مُلَدَّدٍ حَيْرَانِ
4187 – هَذِي شَهَادَتُهُمْ عَلَى مَحْصُولِهِمْ … عِنْدَ المَمَاتِ وَقَوْلُهُمْ بِلِسَانِ
__________
4182 – “بكل مكان”: كذا في الأصلين وح، ط. وفي غيرها: “بلا كتمان” وأشار إلى هذه النسخة في حاشية الأصل أيضًا.
4186 – ح، ط: “بالتيه”. والتِّيه: المفازة التي لا علامة فيها يهتدى بها.
– سبق تفسير “الملدد” في البيت 1414.
4187 – س: “شهادتكم … محصولكم”.
– فهذا أبو المعالي الجويني يقول: “يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به”. وقال عند موته: “لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت في الذي نهوني عنه والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل للجويني! وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي على عقيدة عجائز أهل نيسابور”. انظر: موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة 1/ 103. وذلك كقول الشهرستاني صاحب كتاب (نهاية الإقدام في علم الكلام):
لعمري لقد طفت المعاهد كلها … وسيّرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أرَ إلا واضعًا كفّ حائرٍ … على ذقن أو قارعًا سنّ نادم
وكقول ابن الخطيب الرازي صاحب التفسير المشهور وأشهر متكلمي الأشعرية: =

(3/832)


4188 – واللَّهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ أيْضًا كَذَا … تَكْفِي شَهَادَةُ رَبِّنَا الرَّحْمنِ
4189 – وَلَنَا المسَانِدُ والصِّحَاحُ وَهَذِه السُّـ … ـنَنُ الَّتِي نَابَتْ عَنِ القُرْآنِ
4190 – وَلَكُمْ تَصَانِيفُ الكَلَامِ وَهذِه الْـ … آرَاءُ وَهْيَ كثِيرةُ الهَذَيانِ
4191 – شُبَهٌ يُكَسِّرُ بَعْضُهَا بَعْضًا كَبَيْـ … ـتٍ مِنْ زُجَاجٍ خَرَّ لِلأَرْكَانِ
4192 – هَلْ ثَمَّ شَيءٌ غَيْرُ رأيٍ أوْ كَلَا … مٍ بَاطِلٍ أوْ مَنْطِقِ اليُونانِ؟
4193 – وَنَقُولُ قَالَ اللَّهُ قَالَ رَسُولُهُ … فِي كُلّ تَصْنِيفٍ وَكُلِّ مَكَانِ
4194 – لَكِنْ تَقُولُوا قَالَ آرِسْطُو وَقَا … لَ ابنُ الخَطيبِ وَقَال ذُو العِرْفَانِ
4195 – شَيْخٌ لَكُمْ يُدْعَى ابنَ سِينَا لَمْ يَكُنْ … مُتَقَيِّدًا بالدِّينِ والإيمَانِ
4196 – وَخيَارُ مَا تَأْتُونَ قَالَ الأَشْعَرِيُّ … وَتشْهَدُونَ عَلَيْهِ بِالبُهْتَانِ
4197 – فَالأشْعَرِيُّ مُقَرِّرٌ لِعُلُوِّ رَبِّ م … العَرْشِ فَوْقَ جَمِيعِ ذِي الأكْوَانِ
4198 – فِي غَايَةِ التَّقْرِيرِ بالمعْقُولِ والـ … ـمنْقُولِ ثُمَّ بِفِطْرَةِ الرَّحْمنِ
4199 – هَذَا وَنَحْنُ فَتَارِكُو الآرَاءِ لِلنَّـ … ـقلِ الصَّحِيحِ وَمُحْكَمِ الفُرْقَانِ
4200 – لَكِنَّكُمْ بالعَكْسِ قَدْ صَرَّحْتُمُ … وَوَضَعْتُمُ القَانُونَ ذَا البُهْتَانِ
__________
= نهاية إقدام العقول عقال … وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا … وحاصل دنيانا أذىً ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا … سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
انظر: الملل والنحل للشهرستاني 1/ 173، وتلبيس الجهمية 1/ 129، ودرء تعارض العقل والنقل 1/ 160.
4 – الأصل: “تقولون” ولكن حذف النون للضرورة الشعرية.
– سبقت ترجمة أرسطو في حاشية البيت 481.
– سبقت ترجمة ابن الخطيب الرازي في حاشية البيت 757.
4195 – انظر ترجمة ابن سينا تحت البيت 94.
4196 – انظر ترجمة الأشعري تحت البيت 964.
4198 – انظر ما سبق في البيت 1357 وما بعده.

(3/833)


4201 – وَالنَّفْيُ عِنْدَكُمُ عَلَى التَّفصِيلِ والْـ … إثْبَاتُ إجْمَالٌ بِلَا نُكْرَانِ
4202 – وَالمُثْبِتُونَ طَرِيقُهُمْ نَفْيٌ عَلَى الْـ … إجْمَالِ وَالتَّفْصيلُ بالتِّبْيَانِ
4203 – فَتَدبَّرُوا القُرْآنَ مَعْ مَنْ مِنْكُمَا … وَشَهَادَةَ المبْعُوثِ بالقُرْآنِ
4204 – وَعَرَضْتُمُ قَوْلَ الرَّسُولِ عَلَى الَّذِي … قَالَ الشُّيُوخُ وَمُحْكَمَ الفُرْقَانِ
4205 – فَالمُحْكَمُ النَّصُّ الموَافِقُ قَوْلَهُمْ … لَا يَقْبَلُ التَّأويلَ فِي الأذْهَانِ
4206 – لَكِنَّمَا النَّصُّ المخَالِفُ قَوْلَهُمْ … مُتَشَابِهٌ مُتَأَوَّلٌ بِمَعَانِ
4207 – وَإذَا تأدَّبْتُمْ تَقُولُوا مُشْكِلٌ … أَفوَاضِحٌ يَا قَوْمُ رأيُ فُلانِ؟
4208 – وَاللَّهِ لَوْ كَانَ الموَافِقَ لَمْ يَكُنْ … مُتَشَابِهًا مُتَأوَّلًا بِلِسَانِ
4209 – لَكِنْ عَرَضْنَا نَحْنُ أَقْوَالَ الشُّيُو … خِ عَلَى الَّذِي جَاءَتْ بهِ الوحْيَانِ
4210 – مَا خَالَفَ النَّصَّيْنِ لَمْ نَعْبَأ بِهِ … شَيْئًا وقُلنَا حَسْبُنَا النَّصَّانِ
4211 – وَالمشْكِلُ القَوْلُ المخَالِفُ عِنْدَنَا … فِي غَايَةِ الإشْكَالِ لَا التِّبْيَانِ
4212 – وَالعَزْلُ والإبقَاءُ مَرْجِعُهُ إلَى الْـ … آرَاءِ عِنْدَكُمُ بِلَا كِتْمَانِ
__________
4201 – ط: “إجمالًا”.
4202 – الإثبات للصفات في كتاب الله مفصلًا والنفي مجملًا عكس طريقة أهل الكلام المذموم فإنهم يأتون بالنفي المفصل والإثبات المجمل. انظر: شرح العقيدة الطحاوية 1/ 69.
4203 – طع: بالفرقان.
4204 – طع: القرآن.
4207 – الأصل: “تقولون”، وحذف النون للضرورة الشعرية.
4208 – أي: والله لو كان النص موافقًا لقولكم لم يكن متشابهًا عندكم متأولًا بعدة من التأويلات. انظر: شرح النونية لابن عيسى 2/ 379.
4209 – “جاءت الوحيان”: سبق مثله قريبًا في البيت 4026. وفيه تأنيث المذكر للضرورة. انظر التعليق على البيت 228 (ص).

(3/834)


4213 – لَكِنْ لَدَيْنَا ذَاكَ مَرْجِعُهُ إِلَى … قَوْلِ الرَّسُولِ وَمُحْكَمِ القُرْآنِ
4214 – وَالْكُفْرُ وَالإسْلَامُ عَيْنُ خِلَافِهِ … وَوِفَاقِهِ لَا غَيْرُ بِالْبُرْهَانِ
4215 – وَالكُفْرُ عِنْدَكُمُ خِلَافُ شُيُوخِكمْ … وَوِفَاقُهُمْ فَحَقِيقَةُ الإيمَانِ
4216 – هَذِي سَبيلُكُمُ وَتلْكَ سَبِيلُنَا … وَالمَوعِدُ الرَّحْمنُ بَعْدَ زَمَانِ
4217 – وَهُنَاك يُعْلَمُ أيُّ حِزْبَيْنَا عَلَى الْـ … حَقِّ الصَّرِيحِ وَفِطْرَةِ الدَّيَّانِ
4218 – فَاصْبِرْ قَلِيلًا إنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ … وَإذَا أُصِبْتَ ففي رِضَا الرَّحْمنِ
4219 – فَالقَوْمُ مِثْلُكَ يَألمُونَ وَيصْبِرُو … نَ وَصَبرُهُمْ فِي طَاعَةِ الشَّيْطَانِ
* * *
فصلٌ في بيَانِ الاستغنَاءِ بالوحي المنزَّلِ من السماءِ عنْ تقليدِ الرِّجالِ والآراءِ
4220 – يَا طَالِبَ الحَقِّ المُبِينِ وَمُؤْثِرًا … عِلْمَ اليَقْيِنِ وَصِحَّةَ الإيمَانِ
4221 – اِسْمَعْ مَقَالَةَ نَاصحٍ خَبَرَ الَّذِي … عِنْدَ الوَرَى مُذْ شَبَّ حَتَّى الآنِ
4222 – مَا زَالَ مُذْ عَقَدَتْ يَدَاهُ إِزَارَهُ … قَدْ شَدَّ مِئزَرهُ إلَى الرَّحْمنِ
__________
4214 – يعني أن الكفر عين خلاف القرآن والسنة، والإسلام عين وفاقهما.
4217 – هذا البيت ساقط من ب.
4218 – د، ط: “فإذا”.
– بجانب هذا البيت حاشية في نسخة ف، نصها: “إلى هنا حرّر على حكم النسخة الجديدة” (ص).
4219 – د: “والقوم”.
4222 – شد المئزر هنا كناية عن التشمير في سيره إلى الله كما في حديث الاعتكاف: “كان إذا دخل العشر الأواخر أيقظ أهله وشدّ المئزر”. انظر: لسان العرب 4/ 16.

(3/835)


4223 – وَتخَلُّلُ الفَتَرَاتِ لِلْعَزَمَاتِ أَمْـ … ـرٌ لَازِمٌ لِطَبِيعَةِ الإنْسَانِ
4224 – وَتَوَلُّدُ النُّقْصَانِ مِنْ فَتَراتِهِ … أَوَ لَيْسَ سَائِرُنَا بَنِي النُّقْصَانِ؟
4225 – طَافَ المذَاهِبَ يَبْتَغِي نُورًا ليَهْـ … ـدِيَهُ وَيُنْجِيَهُ مِنَ النِّيرانِ
4226 – وَكأنَّهُ قَدْ طَافَ يَبْغِي ظُلْمَةَ اللَّـ … ـيْلِ البَهيمِ وَمَذْهَبَ الحَيْرَانِ
4227 – وَاللَّيْلُ لَا يَزْدَادُ إلّا قُوَّةً … وَالصُّبْحُ مَقْهُورٌ بِذا السُّلْطَانِ
4228 – حَتَّى بَدَتْ فِي سَيْرِهِ نَارٌ عَلَى … طُوْرِ المَدِيْنَةِ مَطْلَعِ الإيمَانِ
4229 – فَأَتَى لِيقْبِسَهَا فَلَمْ يُمْكِنْهُ مَعْ … تِلْكَ القُيُودِ مَنَالُهَا بِأَمَانِ
4230 – لَولَا تَدَارَكَهُ الإلهُ بِلُطْفِهِ … وَلّى عَلَى العَقِبَيْنِ ذَا نُكْصَانِ
4231 – لَكِنْ تَوقَّفَ خَاضعًا مُتَذَلِّلًا … مُسْتَشْعِرَ الإِفْلاسِ مِنْ أثْمَانِ
4232 – فأتَاهُ جُنْدٌ حَلَّ عَنْهُ قُيُودَهُ … فَامْتَدَّ حِينَئذٍ لَهُ البَاعَانِ
4233 – وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تُحَلَّ قُيُودُهُ … وَتَزُولَ عَنْهُ رِبْقَةُ الشَّيْطَانِ
4234 – كَانَ الرُّقِيُّ إِلَى الثُّرَيَّا مُصْعِدًا … مِنْ دُونِ تِلْكَ النَّارِ فِي الإمْكَانِ
__________
4227 – ليل بهيم: لا ضوء فيه إلى الصباح. اللسان 12/ 57.
4228 – طع: “طود”. والطور في كلام العرب: الجبل وقال بعض أهل اللغة: لا يسمى طورًا حتى يكون ذا شجر. اللسان 4/ 5181. والطود (بالدال): الجبل العظيم والجمع أطواد. اللسان 3/ 270.
4230 – “نكصان”: نكص ينكُص نَكصًا ونُكوصًا عن الأمر: أراده ثم أحجم ورجع عنه. اللسان 7/ 101، ولم أجد “نكصان” في كتب اللغة. وانظر ما حكاه المؤلف في البيت 2289 وما بعده من اهتدائه على يد شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. (ص).
4231 – ظ: “إيمان”.
4233 – ف: “ويزال”.
– سبق تفسير “الربقة” في البيت 477.
4234 – لولا أن قيوده حلّت لكان الصعود إلى الثريّا أسهل من الوصول إلى تلك النار التي بدت على طور المدينة. انظر: طه 2/ 241. (ص).

(3/836)


4235 – فَرَأَى بِتِلْكَ النَّارِ آطَامَ المديـ … ـنَةِ كالخِيَامِ تَشُوفُهَا العَيْنَانِ
4236 – وَرَأى عَلَى طُرُقَاتِهَا الأعْلَامَ قَدْ … نُصِبَتْ لأجْلِ السَّالِكِ الحَيْرَانِ
4237 – وَرَأَى هُنَالِكَ كُلَّ هَادٍ مُهْتَدٍ … يَدْعُو إلَى الإيمَانِ وَالإيقَانِ
4238 – فَهُنَاكَ هَنَّأَ نَفْسَهُ مُتَذكِّرًا … مَا قَالَهُ المُشْتَاقُ مُنْذُ زَمَانِ
4239 – (وَالمُسْتَهَامُ عَلَى المحَبَّةِ لَمْ يَزَلْ … حَاشَا لِذكْرَاكُمْ مِنَ النِّسْيَانِ
__________
4235 – طه: “آكام”. والآطام: جمع الأُطُم، وهو حصن مبني بحجارة. وقيل: هو كل بيت مرتع مسطح. وأكثر ما يسمى بهذا الاسم حصون المدينة. قال زيد الخيل الطائي:
أنيخت بآطام المدينة أربعًا … وعشرًا يغنّي فوقها الليل طائرُ
انظر: اللسان 12/ 19، معجم البلدان 1/ 219.
تشوفها: في المعجم الوسيط (شوف): “شافَ: أشرف ونظر” ولم ينص أهل اللغة على “شاف” بهذا المعنى. والذي في المعجمات: اشتاف فلان إذا تطاول ونظر، وتشوّف إلى الشيء أي: تطلع. انظر: اللسان 9/ 185. وقد ورد “شاف بناظره” في كلام المتأخرين نحو قول ابن أبي حصينة (388 – 457 هـ):
ملِكٌ ما شاف بناظره … إلاّ وأناف على الأفقِ
ديوانه: 1/ 271 (ص).
4237 – وهم أتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
4238 – “متذكرًا” أي: متحدثًا بنعمة الله لا فخرًا ولا تكبرًا.
– عنى بالمشتاق الشاعر المشهور أبا زكريا يحيى بن يوسف الصرصري البغدادي الحنبلي صاحب المدائح النبوية السائرة، ولد سنة 588 هـ وقتله التتار شهيدًا سنة 656 هـ. انظر: ترجمته في البداية والنهاية (ط التركي) 17/ 377، وفوات الوفيات 4/ 298. وقد ضمّن الناظم هنا أبياتًا للصرصري (ص).
4239 – المستهام: هائم، من هام على وجهه يهيم: ذهب من العشق وغيره.
مستهام الفؤاد: مُذهبَه. اللسان 12/ 626 – 627 (هيم).
– في فوات الوفيات 4/ 304: “عن المودة لم يحُل حاشا لذكراه” (ص).

(3/837)


4240 – لَوْ قِيلَ مَا تهْوَى لَقَالَ مُبَادِرًا … أَهْوَى زِيَارَتَكُمْ عَلَى الأَجْفَانِ
4241 – تَاللَّهِ إنْ سَمَحَ الزَّمَانُ بِقُرْبِكُمْ … وَحَلَلْتُ مِنْكُمْ بِالمَحَلِّ الدَّانِي
4242 – لَأُعَفِّرَنَّ الخَدَّ شُكْرًا فِي الثَّرى … وَلَأكْحَلَنَّ بِتُرْبِكُمْ أجْفَانِي)
4243 – إِنْ رُمْتَ تُبْصِرُ مَا ذَكَرْتُ فَغُضَّ طَرْ … فًا عَنْ سِوَى الآثارِ والقُرْآنِ
4244 – واتْرُكْ رُسُومَ الخَلْقِ لَا تَعْبأْ بِهَا … فِي السَّعْدِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ دَبَرَانِ
4245 – حَدِّقْ بِقَلْبِكَ فِي النُّصُوصِ كَمِثْلِ مَا … قَدْ حَدَّقُوا فِي الرَّأْيِ طُولَ زَمَانِ
4246 – وَاكحَلْ جُفُونَ القَلْبِ بِالوَحْيَينِ وَاحْـ … ـذَرْ كُحْلَهُمْ يَا كَثْرَةَ العُمْيَانِ
4247 – فَاللَّهُ بَيَّنَ فِيهمَا طُرُقَ الهُدَى … لِعبَادِه فِي أحْسَنِ التِّبْيَانِ
4248 – لَمْ يُحْوِجِ اللَّهُ الخَلَائِقَ مَعْهُمَا … لِخَيَالِ فَلْتَانٍ وَرَأي فُلَانِ
__________
4240 – في فوات الوفيات: “أجفاني”. وفي نسخة ف بجوار هذا البيت حاشية نصّها: “هذا البيت والذي قبله من النسخة الأخيرة، وكأنهما بدل عن البيتين بعدهما”. قلت: لعل صاحب الحاشية ذهب إلى ما ذهب لأنه رأى قافية الأجفان متكررة. ولكن يبدو أن الناظم ضمّن أولًا بيتين فقط، ثم زاد قبلهما بيتين آخرين أيضًا (ص).
4242 – نصّ هذا البيت في الفوات:
لأقبّلنَّ لأجلكم ذاك الثرَى … وأعفّر الخدَّين بالصوَّانِ
ولا أدري أهذه رواية أخرى لبيت الصرصري أم غيّره الناظم (ص).
– المعنى: “لو أن الزمان جاد لي بوصلكم ونزلت منكم بمكان قريب لأسجدن لله شكرًا ممرغًا خدي في التراب ولأكحلن الأجفان من تراب الأحباب” طه 2/ 242 ولا يقصد الشيخ -رحمه الله- حقيقة الفعل ولكن القصد المبالغة في الشكر والمحبة والطاعة.
4244 – انظر: البيت 31، والمراد أن لزوم السنة كافٍ عن البدع.
4245 – التحديق: شدة النظر بالحدقة، وقد مرّ في البيت 3957. وفي طت، طه: “حذق لقلبك … حذقوا” وهو تحريف.
4248 – الذي في كتب اللغة: الفَلَتان، بفتح الفاء واللام. ومن معانيه: النشيط والجريء والمتفلت إلى الشرّ. اللسان 2/ 66. أما الفَلْتان بسكون اللام كما =

(3/838)


4249 – فَالوَحْيُ كَافٍ لِلَّذِي يُعْنَى بِهِ … شَافٍ لِدَاءِ جَهَالَةِ الإنْسَانِ
4250 – وَتَفَاوُتُ العُلَمَاءِ فِي أفْهَامِهِمْ … لِلْوَحْي فَوْقَ تَفَاوُتِ الأبْدَانِ
4251 – وَالجَهْلُ دَاءٌ قَاتِلٌ وَشِفَاؤهُ … أمْرَانِ فِي التَّركِيبِ مُتَّفِقَانِ
4252 – نَصٌّ القُرْآنِ أوْ مِنْ سُنَّةٍ … وَطَبِيبُ ذَاكَ العَالِمُ الرَّبَّانِي
4253 – وَالعِلْمُ أَقْسَامٌ ثَلَاثٌ مَا لَهَا … مِنْ رَابعٍ وَالحَقُّ ذُو تِبْيَانِ
4254 – عِلْمٌ بأوْصَافِ الإلهِ وَفِعْلِهِ … وَكَذلكَ الأَسْمَاءُ لِلرَّحْمنِ
4255 – وَالأمْرُ والنَّهْيُ الَّذِي هُوَ دِينُهُ … وَجزَاؤهُ يَوْمَ المعَادِ الثَّانِي
4256 – وَالكُلُّ فِي القُرْآنِ والسُّنَنِ الَّتِي … جَاءَتْ عَنِ المبْعُوثِ بالقرآنِ
4257 – وَاللَّهِ مَا قَالَ امْرُؤٌ مُتَحَذْلِقٌ … بِسِوَاهُمَا إلَّا مِنَ الهَذَيَانِ
__________
= ورد هنا وفي البيت 4318، فالظاهر أنه عامّي بمعنى المنفلت من القيود وغير المتمسّك. والملاحظ أنه اقترن في الموضعين بلفظ فلان، وكذا جاء في قول ابن أبي حجلة (725 – 776 هـ):
أنا الذي لا أبالي في الغرام بما … يروي فلان ولا ما قال فَلتانُ
انظر: ديوان الصبابة: 143. هذا وقد ضبط في البيت 4318 في الأصل بضم الفاء “فُلْتان” فإن صحّ كان إتباعًا لفُلان (ص).
4252 – الرباني: قال ابن الأعرابي: العالم المُعلّم، الذي يغذو الناس بصغار العلم قبل كبارها .. روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: “الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق”. وقال ابن الأثير: هو نسوب إلى الرب، بزيادة الألف والنون للمبالغة. وقيل: هو من الرب بمعنى التربية. والرباني هو العالم الراسخ في العلم والدين، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله. انظر: اللسان 1/ 404.
4256 – ط: “الفرقان”.
4257 – المتحذلق: المتكيس الذي يريد أن يزداد على قدره. وحذلق وتحذلق: أظهر الحِذق أو ادعى أكثر مما عنده. اللسان. 10/ 41.
– “بسواهما” أي بسوى القرآن والسنة.

(3/839)


4258 – إنْ قُلتُمُ تَقْرِيرُهُ فَمُقَرَّرٌ … بِأتَمِّ تَقْرِيرٍ مِنَ الرَّحْمنِ
4259 – أَوْ قُلْتُمُ إيضَاحُهُ فَمُبَيَّنٌ … بِأتمِّ إيضَاحٍ وَخَيْرِ بَيَانِ
4260 – أَوْ قُلْتُمُ إِيجَازُه فَهُوَ الَّذِي … فِي غَايَةِ الإيجَازِ والتِّبْيَانِ
4261 – أوْ قُلْتُمُ مَعْنَاهُ هَذَا فَاقْصِدُوا … مَعْنَى الخِطَابِ بِعَيْنِهِ وَعِيَانِ
4262 – أَوْ قُلتُمُ نَحْنُ التَّرَاجِمُ فَاقْصِدُوا الـ … ـمَعْنَى بِلَا شطَطٍ وَلَا نُقْصَانِ
4263 – أَوْ قُلْتُمُ بِخِلَافِهِ فَكَلَامُكُمْ … فِي غَايَةِ الإنْكَارِ والبُطْلَانِ
4264 – أَوْ قُلْتُمُ قِسْنَا عَلَيْهِ نَظِيرَهُ … فَقِيَاسُكُمْ نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ
4265 – نَوْعٌ يُخَالِفُ نَصَّهُ فَهُوَ المُحَا … لُ وَذَاكَ عِنْدَ اللهِ ذُو بُطْلَانِ
4266 – وَكَلَامُنَا فِيهِ وَلَيْسَ كَلَامُنَا … فِي غَيْرِهِ أَعْنِي القِيَاسَ الثَّانِي
4267 – مَا لَا يُخَالِفُ نَصَّهُ فالنَّاسُ قَدْ … عَمِلُوا بِهِ فِي سَائِرِ الأزْمَانِ
4268 – لَكِنَّهُ عِنْدَ الضَّرُورَةِ لَا يُصَا … رُ إِلَيْهِ إِلا بَعْدَ ذَا الفُقْدَانِ
__________
4258 – يعني: إن قلتم إن كلامنا هذا تقرير لما في الكتاب والسنة، فهو لا يحتاج إلى تقريركم، فقد قرره الله ورسوله أعظم تقرير. طه 2/ 244.
4262 – التراجم: جمع التَّرجُمان والتُّرجُمان وهو المُفسِّر. انظر: اللسان 12/ 229.
4264 – يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “إن العلم الإلهي لا يجوز أن يستدل فيه بقياس تمثيلي يستوي فيه الأصل والفرع، ولا بقياس شمولي تستوي فيه أفراده فإن الله سبحانه ليس كمثله شيء، فلا يجوز أن يُمثل بغيره، ولا يجوز أن يدخل هو وغيره تحت قضية كلية تستوي أفرادها. ولهذا لما سلك طوائف المتفلسفة والمتكلمة مثل هذه الأقيسة في المطالب الإلهية لم يصلوا بها إلى اليقين .. ولكن يُستعمل قياس الأولى سواء كان تمثيلًا أو شمولًا”. درء تعارض العقل والنقل 1/ 29.
4266 – د: “فكلامنا”.
4267 – طع: “سائر الأحيان”.
4268 – أي: إذا فقد النص نستعمل القياس فهو بمنزلة الميتة عند عدم وجود الأكل والتيمم عند عدم الماء.

(3/840)


4269 – هَذَا جَوَابُ الشَّافِعِيِّ لأحْمَدٍ … لِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ إمَامِ زَمَانِ
4270 – وَاللَّهِ مَا اضْطُرَّ العِبَادُ إِلْيهِ فِيـ … ـمَا بَيْنَهُمْ مِنْ حَادِثٍ بِزَمَانِ
4271 – فَإِذَا رَأيْتَ النَّصَّ عَنْهُ سَاكِتًا … فَسُكُوتُهُ عَفْوٌ مِنَ الرَّحْمنِ
4272 – وَهُوَ المبَاحُ إبَاحَةَ العَفْوِ الَّذِي … مَا فِيهِ مِنْ حَرَجٍ وَلَا نُكْرَانِ
4273 – فَأضِفْ إلَى هَذَا عُمُومَ اللَّفْظِ والْـ … ـمعْنَى وحُسْنَ الفَهْمِ فِي القُرْآنِ
4274 – فَهُنَاكَ تُصْبِحُ فِي غِنىً وَكِفَايةٍ … عَنْ كُلِّ ذِي رَأيٍ وَذِي حُسْبَانِ
4275 – وَمُقَدَّرَاتُ الذِّهْنِ لَمْ يُضْمَنْ لَنَا … تِبْيَانُهَا بالنَّصِّ والقُرْآنِ
4276 – وَهِيَ الَّتِي فِيهَا اعْتَراكُ الرأيِ مِنْ … تَحْتِ العَجاجِ وَجَوْلةِ الأذْهَانِ
__________
4269 – قال الناظم في إعلام الموقعين: “فإذا لم يكن عند الإمام أحمد في المسألة نص ولا قول الصحابة أو أحد منهم ولا أثر مرسل أو ضعيف عَدَل إلى الأصل الخامس -وهو القياس- فاستعمله للضرورة، وقد قال في كتاب “الخلال”: سألت الشافعي عن القياس فقال: إنما يُصار إليه عند الضرورة. أو ما هذا معناه”. إعلام الموقعين لابن القيم 1/ 28.
4271 – يشير إلى ما رواه أبو الدرداء وقال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ما أحلّ الله في كتابه فهو حلال وما حرّم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو … ” الحديث. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار والطبراني في الكبير، وإسناده حسن، ورجاله موثقون. انظر: مجمع الزوائد 1/ 171. ورواه أبو داود في سننه بنحوه 3/ 354 والبيهقي في سننه 9/ 330 وابن أبي شيبة في مصنفه 4/ 534، والحاكم في المستدرك وقال: هذا جيد الإسناد، ولم يخرجاه، 4/ 128.
4275 – في الأصلين وظ: “تضمن”.
– أي: أن الأمور التي تقدرها الأذهان كثيرة ولكن لم يُضمن لنا تبيانها بالكتاب والسنة.
4276 – اعتراك الرأي: من اعترك القوم في المعركة والخصومة: اعتلجوا، وازدحموا، وعرك بعضهم بعضًا. انظر: اللسان 10/ 465.
العَجاج: الغبار، وقيل: هو من الغبار ما ثوّرته الريح. اللسان 2/ 319.

(3/841)


4277 – لَكِنْ هُنَا أمْرَانِ لَوْ تَمَّا لَمَا احْـ … ـتَجْنَا إِلَيْهِ فَحَبَّذَا الأمْرَانِ
4278 – جَمْعُ النُّصُوصِ وَفَهْمُ مَعْنَاهَا المُرا … دِ بِلَفْظِهَا وَالْفَهْمُ مَرْتَبتَانِ
4279 – إحْدَاهُمَا مَدْلُولُ ذَاكَ اللَّفْظِ وَضْـ … ـعًا أوْ لُزُومًا ثُمَّ هَذَا الثَّانِي
4280 – فِيهِ تَفَاوَتَتِ الفُهُومُ تَفَاوُتًا … لَمْ يَنْضبِطْ أبَدًا لَهُ طَرَفَانِ
4281 – فَالشَّيءُ يَلْزَمُهُ لَوازِمُ جَمَّةٌ … عِنْدَ الخَبِيرِ بِهِ وَذِي العِرْفَانِ
4282 – فَبِقَدْرِ ذَاكَ الخُبْرِ يُحْصِي مِنْ لَوَا … زِمِهِ وَهَذَا وَاضِحُ البُرْهِانِ
4283 – وَلذَاكَ مَنْ عَرَفَ الكِتَابَ حَقِيقَةً … عَرَفَ الوُجُودَ جَمِيعَهُ بِبَيَانِ
4284 – وَكَذَاكَ يَعْرِفُ جُمْلَةَ الشَّرْعِ الَّذِي … يَحْتَاجُهُ الإنْسَانُ كُلَّ زَمَانِ
4285 – عِلْمًا بِتَفْصِيلٍ وَعِلمًا مُجْمَلًا … تَفْصِيلُهُ أَيْضًا بوَحْيٍ ثَانِ
4286 – وَكِلَاهُمَا وَحْيَانِ قَدْ ضَمِنَا لَنَا … أَعْلَى العُلُومِ بِغَايَةِ التِّبْيَانِ
4287 – وَكذاك يَعرِفُ مِنْ صِفَاتِ اللهِ وَالْـ … أفْعَالِ والأسْمَاءِ ذِي الإحْسَانِ
4288 – مَا لَيْسَ يُعْرَفُ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِهِ … أَبدًا وَلَا مَا قَالَتِ الثَّقَلَانِ
__________
4277 – “إليه” أي: إلى الرأي والقياس.
4279 – أي: دليل اللزوم.
4282 – الخُيْر: العلم بالشيء: تقول: لي به خُيْر، أي: لي به علم. اللسان 4/ 227.
– د، ط: “التبيان”. والأبيات من هذا البيت إلى البيت 4291 ساقطة من ظ.
4283 – في الأصلين وغيرهما: “وكذاك”، ولعل الصواب ما أثبتنا من ط (ص).
4284 – د، ح: “جملة الدين”.
4285 – أي: أن هناك أمورًا فصلها القرآن وهناك أمور أجملها وفصلتها السنة.
4287 – ب، ط: “ولذاك”.
– ف: “نعرف”.
– د: “بذي الإحسان”.
4288 – يعني الجن والإنس.

(3/842)


4289 – وَكَذَاكَ يَعْرِفُ مِنْ صِفَاتِ البَعْثِ بالتَّـ … ـفْصِيلِ والإجْمَالِ فِي القُرْآنِ
4290 – مَا يَجْعَلُ اليَوْمَ العَظِيمَ مُشاهَدًا … بِالقَلْبِ كالمشْهُودِ رَأْىِ عِيَانِ
4291 – وَكَذَاكَ مَنْ يَعْرِفْ حَقِيقَةَ نَفْسِهِ … وَصِفَاتِهَا بِحَقِيقَةِ العِرْفَانِ
4292 – يَعْرِفْ لَوَازِمَهَا وَيَعْرِفْ كَوْنَهَا … مَخْلُوقَةً مَرْبُوبَةً بِبَيَانِ
4293 – وَكذَاكَ يَعْرِفُ مَا الَّذِي فِيهَا مِنَ الـ … حَاجَاتِ والإعْدَامِ والنُّقْصَانِ
4294 – فَكذَاكَ يَعْرِفُ رَبَّهُ وَصِفَاتِهِ … أَيْضًا بِلَا مِثْلٍ وَلَا نُقْصَانِ
4295 – وَهُنَا ثَلَاثَةُ أوْجُهٍ فَافْطَنْ لَهَا … إِنْ كُنْتَ ذَا عِلْمٍ وَذَا عِرْفَانِ
4296 – بالضِّدِّ والأَوْلَى كَذَا بِالامْتِنَا … عِ لِعِلْمِنَا بِالنَّفْسِ والرَّحْمنِ
4297 – فَالضِّدُّ مَعْرِفَةُ الإلهِ بِضِدِّ مَا … فِي النَّفْسِ مِنْ عَيْبٍ وَمِنْ نُقْصَانِ
4298 – وَحَقِيقَةُ الأَوْلَى ثُبُوتُ كَمَالِهِ … إذْ كَانَ مُعْطِيَهِ عَلَى الإحْسَانِ
__________
4289 – ف: “نعرف”.
4291 – ط: “وكذاك يعرف من حقيقة”، ولعله خطأ. (ص).
4292 – “مخلوقة” سقطت من ف.
4293 – الإعدام: مصدر أعدم: افتقر، وأعدمه الشيءُ: لم يجده. اللسان 12/ 393.
4294 – د، ط: “وكذاك”.
4295 – س: “ذا إيمان”.
4297 – “المعنى أن تعرف ربك بضد ما تعرف به نفسك من عيب ونقصان، وأن الله سبحانه منزَّه عن ذلك، وموصوف بضده من الكمال”. قاله سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز في تعليقه على نسخته من النونية (ص).
4298 – طريق الأولى أن يقال: “كل ما ثبت للمخلوق من صفات الكمال فالخالق أحقّ به وأولى وأحرى به منه، لأنه هو الذي أعطاه ذلك الكمال، فالمعطي للكمال لغيره أولى وأحرى أن يكون موصوفًا به” بيان تلبيس الجهمية 1/ 327 وانظر: البيت 547 وما بعده.
– لم يفسر الناظم طريق الامتناع، وشرحه ابن عيسى رحمه الله “بأن يقال: هذه صفة نقص، فتمتنع على الله سبحانه” طع 2/ 388 وقال الشيخ ابن باز=

(3/843)


فصلٌ في بيانِ شروطِ كفايةِ النصَّينِ والاستغناءِ بالوحيَينِ
4299 – وَكِفَايَةُ النَّصَّيْنِ مَشْروطْ بِتَجْـ … ـرِيدِ التَّلَقِّي عَنْهُمَا لِمَعَانِ
4300 – وَكَذَاكَ مَشْروطٌ بِخَلْعِ قُيُودِهِمْ … فقُيُودُهُمْ غُلٌّ إلَى الأَذْقَانِ
4301 – وَكذَاكَ مَشْروطٌ بِهَدْمِ قَوَاعِدٍ … مَا أُنْزِلَتْ ببنائها الوَحْيَانِ
4302 – وَكذَاكَ مَشْرُوطٌ بإقدَامٍ عَلَى الْـ … آرَاءِ إنْ عَرِيَتْ عَنِ البُرْهَانِ
4303 – بِالرَّدِّ والإبْطَالِ لَا تَعْبأْ بِهَا … شَيْئًا إذَا مَا فَاتَهَا النَّصَّانِ
4304 – لَوْلَا القَوَاعِدُ والقُيودُ وهَذِهِ الْـ … آرَاءُ لاتَّسَعَتْ عُرَى الإيمَانِ
4305 – لَكِنَّهَا واللهِ ضَيَّقَتِ العُرَى … فَاحْتَاجَتِ الأيْدَي لِذاكَ ثواني
__________
= رحمه الله في حاشية نسخته: “وأما الامتناع فمعناه -والله أعلم- أن تعرف ربَّك بأن علمك عاجز عن أن يحيط بكنه ذاته وصفاته وكيفيتها، بل إنما تعرف من ذلك المعاني التي دلّ سياق الكلام واللغة العربية عليها من غير تمثيل ولا تكييف، والله أعلم” (ص).
4300 – الغُلّ: جامعة توضع في العنق أو اليد. والجمع أغلال، لا يكسر على غير ذلك. اللسان 11/ 504.
– أي: بخلع قيودهم الباطلة كعدم قبول خبر الواحد في باب الاعتقاد، وتقديم العقل على النقل.
4301 – “ببنائها”: كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “ببيانها”.
4304 – جمع عروة، وهي مقبض الدلو والكوز ونحوه، وعروة القميص: مدخل زرّه، وقوله تعالى: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256] مثل لما يعتصم به من الدين. اللسان 15/ 45 – 46، قلت: والمعنى أنه لولا القيود والآراء لاتسعت أركان الإيمان وقواعده. فقواعد المعطلة الباطلة ضيّقت العرى، فالأشاعرة بقواعدهم وقيودهم لم يثبتوا إلا سبع صفات، وصفات الله سبحانه لا تحصى.
4305 – طت، طه: “ضيقة” بالتاء المربوطة. =

(3/844)


4306 – وَتَعَطَّلَتْ مِنْ أجْلِهَا واللهِ أَعْـ … ـدَادٌ مِنَ النَّصَّيْنِ ذَاتُ بَيَانِ
4307 – وَتضَمَّنَتْ تَقْيِيدَ مُطْلَقِهَا وإِطْـ … ـلَاقَ المقَيَّدِ وَهْوَ ذُو مِيزَانِ
4308 – وَتَضَمَّنَتْ تَخْصِيصَ مَا عَمَّتْه والتَّـ … ـعْمِيمَ لِلمَخْصُوصِ بالأعْيَانِ
4309 – وَتَضَمَّنَتْ تَفْرِيقَ مَا جَمَعَتْ وَجمْـ … ـعًا لِلّذِي وَسَمَتْهُ بِالفُرْقَانِ
4310 – وَتَضَمَّنَت تَضْيِيقَ مَا قَدْ وسَّعَتْـ … ـهُ وَعَكْسَهُ فَليُنْظَرِ الأمْرَانِ
4311 – وَتَضَمَّنَتْ تَحلِيلَ مَا قَدْ حَرَّمَتْـ … ـهُ وَعَكْسَهُ فَلْيُنْظَرِ النَّوْعَانِ
4312 – سَكَتَتْ وَكَانَ سُكُوتُهَا عَفْوًا فَلَمْ … تَعْفُ القَواعِدُ باتِّسَاعِ بِطَانِ
4313 – وَتَضَمَّنَتْ إِهْدَارَ مَا اعْتَبَرتْ كَذَا … بِالْعَكْسِ وَالأَمْرَانِ مَحْذُورَانِ
4314 – وَتَضَمَّنَتْ أَيْضًا شُروطًا لَمْ تكُنْ … مَشْرُوطَةٌ شَرْعًا بِلَا بُرْهَانِ
4315 – وَتَضَمَّنَتْ أَيْضًا توابعَ لَمْ تَكُنْ … مَمْنُوعَةً شَرْعًا بِلَا تِبْيَانِ
4316 – إلَّا بأقْيِسَةٍ وَآرَاءٍ وَتَقْـ … ـلِيدٍ بِلَا عِلْمٍ أَوِ اسْتِحْسَانِ
4317 – عَمَّنْ أَتَتَ هَذِي القَوَاعدُ مِنْ جَمِيـ … ـعِ الصَّحْبِ والأتْبَاعِ بِالإحْسَانِ؟
__________
= “ثواني”: كذا في الأصلين وغيرهما، ولم يتضح لي معناه. وفي ب: “ثوبان” وهو خطأ. وفي ظ: “توانى” وط: “توان” بالتاء المثناة. (ص).
4308 – هذا البيت ساقط من (ظ).
4310 – كذا في الأصلين وح، وقد ضبط في ف بالبناء للمجهول. ولم ينقط في ب، ظ. وفي غيرها: “فلتنظر”.
– نزل بصر ناسخ ظ إلى قافية البيت التالي، فكتب: “النوعان” هنا مكان “الأمران” وأسقط البيت التالي.
4311 – “فلينظر”: انظر الحاشية السابقة.
4312 – انظر: ما سبق في البيت 4272.
4315 – “توابع”: كذا في الأصلين وب، د. وفي ط: “موانع”.
4316 – طع: “علم ولا استحسان”.

(3/845)


4318 – مَا أسَّسُوا إلّا اتّبَاعَ نَبِيِّهِمْ … لَا عَقلَ فَلْتَانٍ وَرَأيَ فُلَانِ
4319 – بَلْ أنْكَرُوا الآرَاءَ نُصْحًا مِنْهُمُ … لِلَّهِ والدَّاعِي وَلِلقُرْآنِ
4320 – أَوَ لَيْسَ فِي خُلْفٍ بِهَا وَتَنَاقُضٍ … مَا دَلَّ ذَا لُبٍّ وَذَا عِرْفَانِ
4321 – واللهِ لَوْ كَانَتْ مِنَ الرَّحْمنِ مَا اخْـ … ـتَلَفَتْ وَلَا انْتَقَضَتْ مَدَى الأزْمَانِ
4322 – شُبَهٌ تَهَافَتُ كالزُّجَاجِ تَخَالُهَا … حَقًّا وَقَدْ سَقَطَتْ عَلَى صَفْوَانِ
4323 – واللهِ لَا يَرْضَى بِهَا ذُو هِمَّةٍ … عَلْيَاءَ طَالِبَةٍ لهَذَا الشَّانِ
4324 – فَمِثَالُهَا واللهِ فِي قَلْبِ الفَتَى … وَنَبَاتِهَا فِي مَنْبَتِ الإيمَانِ
__________
4318 – انظر: ما سبق في حاشية البيت 4248. وقد ضبط هنا في الأصل بضم الفاء “فُلْتان”. (ص).
4319 – وقد كان السلف يشتدّ عليهم معارضة النصوص بآراء الرجال، ولا يقرون على ذلك. وكان ابن عباس يحتج في متعة الحج بسنّة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأمره لأصحابه بها، فيقولون له: إن أبا بكر وعمر أفردا بالحج ولم يتمتعا فلما أكثروا عليه قال: “يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء. أقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟ ” فرحم الله ابن عباس، كيف لو رأى قومًا يعارضون قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقول أرسطو وأفلاطون وابن سينا والفارابي وجهم بن صفوان وبشر المريسي وأبي الهذيل العلاف وأضرابهم؟ مختصر الصواعق ص 168.
4321 – يشير الناظم إلى قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].
4322 – ح: “وقد وقعت”.
– أصل هذا البيت قول الشاعر:
شبه تهافت كالزجاج تخالها … حقًا وكلٌّ كاسرٌ مكسورٌ
وقد غيّر الناظم هنا الشطر الثاني من أجل القافية. الفتاوى 4/ 28، 5/ 119.
والصفوان كالصفا: الحجر الأملس. اللسان 14/ 464.
4324 – “نباتها”: كذا في الأصلين وس ع. وفي غيرها: “ثباتها”. وفي د: “بيانها” تصحيف.

(3/846)


4325 – كَالزَّرْعِ يَنْبُتُ حَوْلَهُ دَغَلٌ فَيَمْـ … ـنَعُهُ النَّما فَتَرَاهُ ذَا نُقْصانِ
4326 – وَكذَلِكَ الإيمَانُ فِي قَلْبِ الفَتَى … غَرْسٌ مِنَ الرَّحْمنِ فِي الإنْسَانِ
4327 – والنَّفْسُ تُنْبتُ حَوْلَه الشَّهَوَاتِ والشُّـ … ـبُهَاتِ وَهْيَ كثيرَةُ الأَفْنَانِ
4328 – فَيعُودُ ذَاكَ الغَرْسُ يَبْسًا ذَاوِيًا … أوْ نَاقِصَ الثَّمَراتِ كُلَّ أَوَانِ
4329 – فَتَرَاهُ يَحْرُثُ دَائِبًا ومَغَلُّهُ … نَزْرٌ وَذَا مِنْ أَعْظَمِ الخُسْرَانِ
4330 – وَاللَّهِ لَوْ نَقَّى النَّبَاتَ وَكَانَ ذَا … بَصَرٍ لِذَاكَ الشَّوْكِ والسَّعْدَانِ
4331 – لأتى كأمْثَالِ الجِبَالِ مَغَلُّهُ … وَلَكَانَ أضْعَافًا بِلَا حُسْبَانِ
* * *

[فصلٌ] (1)
4332 – هَذَا وَلَيْسَ الطَّعْنُ بالإطْلَاقِ فِيـ … ـهَا كُلِّهَا فِعْلَ الجَهُولِ الجَانِي
__________
4325 – الدَّغلُ: الشجر الكثير الملتف، وقيل: هو اشتباك النبت وكثرته. اللسان 11/ 244 والمراد هنا النباتات الطفيلية التي تنبت حول الزرع وتزاحمه.
4329 – في ف: “يُحرَب”، وضبط في الأصل: “يُحرَثُ” بالبناء للمجهول، ولكن الأولى أن يكون مبنيًا للمعلوم لما جاء بعده.
دائبًا: من دأَب فلان في عمله: جدّ وتعب. يعني: ترى صاحب الغرس يتعب في الحرث والزرع ولكن غلّته تكون قليلة بسبب تلك الأشواك والحشائش.
مَغَلّ: كذا ضط في ف بفتح الميم، ولعل الصواب بضمّها، اسم المفعول من أغلّت الضيعة: أعطت الغَلّة (ص).
4330 – “نقّى” كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “نكَشَ” من نكش الشيء: أفناه. يقال: انتهوا إلى عشب فنكشوه أي: أتوا عليه وأفنوه. اللسان 6/ 359.
السعدان: شوك النخل، والسعدان: نبت ذو شوك كأنه فلكةٌ يستلقي فينظر إلى شوكه كالحًا إذا يبس ومنبته سهول الأرض. اللسان 3/ 215.
(1) لم ترد كلمة “فصل” هنا في الأصلين.
4332 – لقد تكلم الناظم في إعلام الموقعين عن الرأي وبيّن أن له أقسامًا ثلاثة رأيًا باطلًا، ورأيًا صحيحًا، ورأيًا مشتبهًا. إعلام الموقعين 1/ 55.

(3/847)


4333 – بَلْ فِي الَّتِي قَدْ خَالَفَتْ قَوْلَ الرَّسُو … لِ وَمُحْكَمَ الإيمَانِ والفُرْقَانِ
4334 – أَو فِي الَّتِي مَا أنزَلَ الرَّحْمنُ فِي … تَقْرِيرِهَا يَا قَوْمُ مِنْ سُلْطَانِ
4335 – فَهِيَ التِي كَمْ عَطَّلَتْ مِنْ سُنَّةٍ … بَلْ عَطَّلَتْ مِنْ مُحْكَمِ القُرْآنِ
4336 – هَذَا وَنَرْجُو أنَّ وَاضِعَهَا فَلَا … يَعْدُوهُ أجْرٌ أوْ لَهُ أجْرَانِ
4337 – إذْ قَالَ مَبْلَغَ عِلْمِهِ مِنْ غَيْرِ إيـ … ـجَابِ القَبُولِ لَهُ عَلَى إنْسَانِ
4338 – بَلْ قَدْ نَهَانَا عَنْ قَبُولِ كَلَامِهِ … نَصًّا بِتَقْلِيدٍ بِلَا بُرْهَانِ
4339 – وَكَذَاكَ أوْصَانَا بتَقْدِيمِ النُّصُو … صِ عَلَيْهِ مِنْ خَبَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
4340 – نَصحَ العِبَادَ بِذَا وَخَلَّصَ نَفْسَهُ … عِنْدَ السُّؤَالِ لَهَا مِنَ الدَّيَّانِ
4341 – وَالخَوْفُ كلُّ الخَوْفِ فَهْوَ عَلَى الَّذِي … تَرَكَ النُّصُوصَ لأجْلِ قَوْلِ فُلَانِ
4342 – فإذَا بَغَى الإِحْسَانَ أوَّلَهَا بِمَا … لَوْ قَالَهُ خَصمٌ لَهُ ذُو شَانِ
4343 – لَرَماهُ بِالدَّاءِ العُضَالِ مُنَادِيًا … بِفَسَادِ مَا قَدْ قَالَهُ بأَذَانِ
* * *
__________
4334 – د: “والله” مكان “يا قوم”.
4336 – عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فأخطأ فله أجر” رواه البخاري 6/ 2676 كتاب الاعتصام، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب وأخطأ. ورواه مسلم في صحيحه 12/ 13، كتاب الأقضية باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ. ورواه ابن ماجه 2/ 776، وأبو داود في سننه 3/ 299: 3574، والبيهقي في الكبرى 10/ 118: 20138، والنسائي في المجتبى 8/ 223.
4338 – قال الناظم في إعلام الموقعين: “وقد نهى الأئمة الأربعة عن تقليدهم، وذموا من أخذ أقوالهم بغير حجة” ثم ساق أقوال بعض الأئمة في ذلك. إعلام الموقعين 2/ 426 وانظر: ما سبق في البيت 4028 وحاشيته.
4342 – في ف: “بلغ الإحسان”، خطأ. وبغَى أي: طلبَ.
4343 – الداء العضال: هو المرض الذي يعجز الأطبّاءَ فلا دواء له. اللسان 11/ 453.

(3/848)


فصلٌ في لازمِ المذهبِ هلْ هُوَ مَذْهبٌ أمْ لا
4344 – وَلَوَازِمُ المَعْنَى تُرادُ بِذِكْرِهِ … مِنْ عَارِفٍ بلزُومِهَا الحقَّانِي
4345 – وَسِوَاهُ لَيْسَ بِلَازِمٍ فِي حَقِّهِ … قَصْدُ اللَّوَازِمِ وَهْيَ ذاتُ بَيانِ
4346 – إذْ قَدْ يَكُونُ لُزُومُهَا المجْهُولَ أوْ … قَدْ كَانَ يَعْلَمُهُ بِلَا نُكْرانِ
4347 – لَكِنْ عَرَتْهُ غَفْلَةٌ بِلُزُومِهَا … إِذْ كَانَ ذَا سَهْوٍ وَذَا نِسْيَانِ
4348 – وَلِذَاكَ لَمْ يَكُ لَازِمٌ لِمَذَاهِبِ الـ … ـعُلَمَاءِ مَذْهَبَهُمْ بِلَا بُرْهَانِ
4349 – فَالمُقْدِمُونَ عَلَى حِكَايةِ ذَاكَ مَذْ … هَبَهُمْ أولُو جَهْلٍ مَعَ العُدْوانِ
4350 – لَا فَرْقَ بَيْنَ ظُهورِه وَخَفَائِهِ … قَدْ يَذْهَلُونَ عَنِ اللُّزومِ الدَّانِي
3451 – سيَمَا إذَا مَا كَانَ لَيْسَ بِلَازِمٍ … لَكِنْ يُظَنُّ لُزُومُهُ بِجَنَانِ
__________
4345 – في طت: “ذا تبيان” وهو تحريف بسبب وصل التاء من “ذات” بكلمة “بيان”، فصححه في طه: “ذو تبيان” (ص).
4347 – “عرَتْه” من عراه الأمر يعروه: غشِيَه وأصابه. اللسان 15/ 44.
4348 – “لازم”: كذا في الأصلين وغيرهما، وهو الصواب. وفي ط: لازمًا.
– قال شيخ الإسلام في جواب له: “وأما قول السائل: هل لازم المذهب مذهب، أم ليس بمذهب؟ فالصواب: أن لازم مذهب الإنسان ليس بمذهب له، إذا لم يلتزمه، فإنه إذا كان قد أنكره ونفاه، كانت إضافته إليه كذبًا عليه، بل ذلك يدل على فساد قوله وتناقضه في المقال … ولو كان لازم المذهب مذهبًا، للزم تكفير كل من قال عن الاستواء وغيره من الصفات إنه مجاز ليس بحقيقة، فإن لازم هذا القول يقتضي أن لا يكون شيء من أسمائه أو صفاته حقيقة … “. مجموع الفتاوى 20/ 217.
4350 – الداني: القريب، وقد سبق.
4351 – “سيما” أي: لا سيما.
الجنان: القلب، وقد سبق غير مرّة.

(3/849)


4352 – لَا تَشْهَدُوا بِالزُّورِ ويْلَكُمُ عَلَى … مَا تُلْزِمُونَ شَهَادَةَ البُهْتَانِ
4353 – بِخِلَافِ لَازِمِ مَا يَقُولُ إِلهُنَا … وَنَبيُّنَا المعْصُومُ بالبُرْهَانِ
4354 – فَلِذَا دَلَالَاتُ النُّصُوصِ جَلِيِّةٌ … وَخَفِيَّةٌ تَخْفَى عَلَى الأَذْهَانِ
4355 – واللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ الفَهْمَ فِي … آيَاتِهِ رِزْقًا بِلَا حُسْبَانِ
4356 – وَاحْذَر حِكَايَاتٍ لأرْبَابِ الكَلَا … مِ عَنِ الخُصُومِ كَثِيرَةَ الهَذَيَانِ
4357 – فَحَكَوْا بِمَا ظَنُّوهُ يَلْزَمُهُمْ فَقَا … لُوا ذَاكَ مَذْهَبُهُمْ بِلَا بُرْهَانِ
4358 – كَذَبُوا عَلَيْهِمْ بَاهِتِينَ لَهُمْ بِمَا … ظَنُّوهُ يَلْزَمُهُمْ مِنَ البُهْتَانِ
4359 – فَحَكَى المُعَطِّلُ عَنْ ذوي الإثْبَاتِ قَوْ … لَهُمُ بِأَنَّ اللَّهَ ذُو جُثمانِ
4360 – وَحَكَى المعَطِّلُ أنَّهُمْ قَالُوا بِأنَّ م … اللَّه ليْسَ يُرَى لَنَا بِعيَانِ
4361 – وَحكَى المعَطِّلُ أنَّهُمْ قَالُوا يَجُو … زُ كَلَامُهُ مِنْ غَيْرِ قَصْدِ مَعَانِ
4362 – وَحكَى المعطِّلُ أنَّهُمْ قَالُوا بِتَحْـ … ـيِيزِ الإلهِ وَحَصْرِهِ بمَكَانِ
4363 – وَحكَى المعَطِّلُ أنَّهُمْ قَالُوا لَهُ الْـ … أَعْضَاءُ جَلَّ اللَّهُ عَنْ بُهْتَانِ
4364 – وَحكَى المعَطِّلُ أنَّ مَذْهَبَهُمْ هُوَ التَّـ … ـشْبِيهُ لِلخَلَّاقِ بالإنْسَانِ
4365 – وَحكَى المعَطِّلُ عَنْهُمُ مَا لَمْ يَقُو … لُوه وَلَا أشْيَاخُهُمْ بِلِسَانِ
4366 – ظَنَّ المعَطِّلُ أنَّ هَذَا لَازِمٌ … فَلِذَا أَتَى بالزُّورِ والعُدْوَانِ
__________
4352 – د، ط: “ويحكم”.
– طع: البطلان.
4358 – “باهتين”: من البهتان.
4359 – كذا في الأصل. وفي غيره: “أولي الإثبات”.
4360 – “لنا” ساقط من ف.
4361 – كذا في الأصلين ود، ط، ح. وفي غيرها تأخّر هذا البيت على ما يليه.
4362 – انظر تفسير الحيّز والتحيّز في حاشية البيت 397.
– هذا البيت ساقط من (ظ).
4364 – انظر في التشبيه ما سبق في التعليق على مقدمة المؤلف.

(3/850)


4367 – وعَلَيْهِ فِي هَذَا مَحاذيرٌ ثَلَا … ثٌ كُلُّهَا مُتَحَقِّقُ البُطْلَانِ
4368 – ظَنُّ اللُّزُومِ وَقَذْفُهُمْ بِلُزُومِهِ … وَتَمَامُ ذَاكَ شَهَادَةُ الكُفْرَانِ
4369 – يَا شَاهِدًا بالزُّورِ ويلَك لَمْ تخَفْ … يَوْمَ الشَّهَادَةِ سَطْوَةَ الدَّيَّانِ
4370 – يَا قَائِلَ البُهْتَانِ غَطِّ لَوَازِمًا … قَرَّرتَ مَلْزُومَاتِهَا بِبَيَانِ
4371 – وَاللَّهِ لَازِمُهَا انْتِفَاءُ الذَّاتِ والْـ … أَوْصافِ والأفْعَالِ لِلرَّحْمنِ
4372 – واللهِ لَازِمُهَا انْتِفَاءُ الدِّينِ وَالْـ … ـقُرْآنِ والإسْلَامِ والإيمَانِ
4373 – وَلُزُومُ ذَلِكَ بَيِّنٌ جِدًّا لِمَن … كَانَتْ لَهُ أُذُنَانِ وَاعِيَتَانِ
4374 – واللَّهِ لَوْلَا ضِيقُ هَذَا النَّظْم بَيَّـ … ـنْتُ اللُّزُومَ بأوْضَحِ التِّبْيَانِ
4375 – وَلَقدْ تَقَدَّمَ مِنْهُ مَا يَكْفِي لِمَنْ … كَانَتْ لَهُ عَيْنَانِ نَاظِرَتَانِ
4376 – إنَّ اللَّبيبَ بِبَعْضِ ذَلِكَ يَكْتَفِي … وَأخُو البَلَادَةِ سَاكِنُ الجَبَّانِ
4377 – يَا قَوْمَنَا اعْتَبِروا بِجَهْلِ شُيُوخِكُمْ … بِحَقَائِقِ الإيمَانِ والقُرْآنِ
__________
4367 – د، خ، ط: فعليه.
– في الأصل: “من هذا”.
– ح، طت، طه: “معاذير” بالعين.
4369 – ط: “ويحك”.
4370 – “قرّرت”: كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “قد قلت”.
4371 – هذا البيت ساقط من ف.
4373 – ف: “عينان ناظرتان” ولعل ناسخها أو ناسخ أصلها نزل بصره إلى قافية البيت 4375، ومن ثمّ سقط منها هذا البيت والذي قبله. (ص).
4374 – من هذا البيت إلى البيت 5346 ساقط من ظ.
4375 – “منه”: يعني من هذا النظم.
4376 – “اللبيب”: كذا في الأصل ود. وفي ف وغيرها: “الذكي”.
الجبّان: المقبرة. وقد سبق في البيت 3463 وغيره.
4377 – من هذا البيت إلى آخر الفصل مكتوب في وريقة وضعت هنا في الأصل، وصرّح الناسخ بمكانها من النص.

(3/851)


4378 – أَوَ مَا سَمِعْتُم قَولَ أَفْضَلِ وَقْتِهِ … فِيكُمْ مَقَالَة جَاهِلٍ فَتَّانِ
4379 – إنَّ السَّمَواتِ العُلَى والأرْضَ قَبْـ … ـلَ العَرْشِ بالإجْمَاعِ مَخْلُوقَانِ
4380 – واللهِ مَا هَذِي مَقَالَةَ عَالِمٍ … فَضْلًا عَنِ الإجْمَاعِ كُلَّ زَمَانِ
4381 – مَنْ قَالَ ذَا قَدْ خَالَفَ الإجْمَاعَ والْـ … ـخَبَرَ الصَّحِيحَ وَظَاهِرَ القُرْآنِ
4382 – فَانْظُرْ إِلَى ما جَرَّهُ تَأويلُ لَفْـ … ـظِ الاسْتِوَاءِ بِظاهِرِ البُطْلَانِ
4383 – زَعَمَ المعَطِّلُ أَنَّ تَأْوِيلَ اسْتَوَى … بالخَلْقِ والإقْبَالِ وَضْعُ لِسَانِ
4384 – [كَذَبَ المعَطِّلُ لَيْسَ ذَا لُغَةَ الأُلَى … قَدْ خُوطِبُوا بِالوَحْيِ والقُرْآنِ]4385 – فَأصارَهُ هَذَا إِلَى أنْ قَالَ خَلْـ … ـقُ العَرْشِ بَعْدَ جَمِيعِ ذِي الأكْوَانِ
4386 – يَهْنِيهِ تَكْذِيبُ الرَّسُولِ لَهُ وإجْـ … ـمَاعِ الهُدَاةِ ومُحْكَمِ القُرْآنِ
* * *
__________
4384 – د: “الإيمان”. وانظر: معاني الاستواء وشواهده في البيتين 1115، 1343 وما بعدهما.
– لم يرد هذا البيت في الأصلين.
4385 – طت، طه: “فأحاره هذا”.
4386 – قول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة” قال: “وعرشه على الماء” رواه مسلم في كتاب القدر 16/ 4 وقد سبق في حاشية البيت 989.
– قال تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الحديد: 4].
– يعني وليهنه تكذيب الإجماع والقرآن له. ولم يختلف السلف في خلق العرش قبل خلق السموات والأرض، وإنما نقل خلافهم في أن القلم الذي كتب الله به المقادير خُلِقَ قبل العرش أو خلق العرش قبل القلم، ورجحوا الثاني. انظر: حاشية البيت 991 (ص).

(3/852)


فصلٌ في الرَّدِّ عليهمْ تكفيرَهمْ أهلَ العلمِ والإيمانِ، وذكرِ انقسامِهمْ إلى أهلِ الجهلِ والتَّفريطِ والبدعة والكفرانِ
4387 – وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّكُمْ كَفّرْتُمُ … أَهْلَ الحَدِيثِ وَشِيعَةَ القُرْآنِ
4388 – إِذْ خَالَفُوا رَأيًا لَهُ رَأيٌ يُنَا … قِضُهُ لأجْلِ النَّصِّ والبُرْهَانِ
4389 – وَجَعَلْتُمُ التَّكْفِيرَ عَيْنَ خِلَافِكُمْ … وَوِفَاقُكُمْ فَحَقِيقَةُ الإيمَانِ
4390 – فَوِفاقُكم وخِلافُكم ميزانُ دِيـ … ـنِ اللهِ لا من جاء بالقرآنِ
4391 – مِيزَانُكُمْ مِيزَانُ بَاغٍ جَاهِل … وَالعَوْلُ كُلُّ العَوْلِ فِي الميزَانِ
4392 – أَهْوِنْ بِهِ مِيزَانَ جَوْرٍ عَائلٍ … بِيَدِ المُطَفِّفِ وَيْلَ ذَا الوَزَّانِ
4393 – لَوْ كَانَ ثَمَّ حَيَا وأدْنَى مُسْكَةٍ … مِنْ دِينٍ أوْ عِلْمٍ وَمِنْ إيمَانِ
4394 – لَمْ تَجْعَلُوا آرَاءَكُمْ مِيزَانَ كُفْـ … ـرِ النَّاسِ بالبُهْتَانِ والعُدْوانِ
4395 – هَبْكُمْ تَأَوَّلْتُمْ وَسَاغَ لَكُمْ أيُكْـ … ـفَرُ مَنْ يُخَالِفُكُمْ بِلَا بُرْهَانِ؟
4396 – هَذِي الوقَاحَةُ والجَرَاءَةُ والجَهَا … لَةُ وَيْحَكُمْ يا فِرْقَةَ الطُّغْيانِ
__________
4389 – أي: أن ميزانكم أيها المعطلة أن من خالفكم فهو كافر ومن وافقكم فهو مؤمن حقيقة.
4390 – كذا ورد البيت في الأصلين، إلاّ أن في ف: “بالفرقان”.
وفي د، س، ح:
فوفاقكم ميزان دين الله لا … من جاء بالفرقان والبرهان
وكذا في ب إلاّ أن في آخر البيت: “بالبرهان والقرآن”، وفي ط: “والفرقان”.
4391 – من عال الميزانُ عَولًا، فهو عائل: مالَ. وقد سبق فى البيت 3851.
4393 – أي: الحياء، قصر الممدود للضرورة.
– مسكة: من قولهم: فيه مُسكة من خير، أي: بقية. اللسان 10/ 488.
4395 – ف: “أنكفرو” وهو خطأ.

(3/853)


4397 – اللهُ أكْبَرُ ذَا عُقُوبَةُ تَارِكِ الْـ … ـوَحْيَيْنِ لِلآرَاءِ والهَذَيَانِ
4398 – لَكِنَّنَا نَأْتِي بِحُكْمٍ عَادِلٍ … فِيكُمْ لأَجْلِ مَخَافَةِ الرَّحْمنِ
4399 – فَاسْمَعْ إذًا يا مُنْصِفًا حُكْمَيْهِمَا … وَانْظُرْ إذًا هَلْ يَسْتَوِي الحُكْمَانِ
4400 – هُمْ عِنْدَنَا قِسْمَانِ أَهْلُ جَهَالَةٍ … وَذَوُو العِنَادِ وَذانك القِسْمَانِ
4401 – جَمْعٌ وَفَرْقٌ بَيْنَ نَوْعَيْهِمْ هُمَا … فِي بِدْعَةٍ لَا شَكَّ يَجْتَمِعَانِ
4402 – وَذَوو العِنَادِ فَأَهْلُ كُفْرٍ ظَاهِرٍ … وَالجَاهِلُونَ فَإنَّهُمْ نَوْعَانِ
4403 – مُتَمَكِّنُونَ مِن الهُدَى والعِلْمِ بالْـ … أسْبَاب ذَاتِ اليُسْرِ والإمْكَانِ
4404 – لَكِنْ إلَى أرْضِ الجَهَالَةِ أَخْلَدُوا … وَاسْتَسْهَلُوا التَّقْليِدَ كَالعُمْيَانِ
4405 – لَمْ يَبْذُلُوا المَقْدُورَ فِي إدْرَاكِهِمْ … لِلحَقِّ تَهوِينًا لِهَذَا الشَّانِ
4406 – فَهُمُ الأُلَى لَا شَكَّ فِي تَفْسِيقهِمْ … وَالكُفْرُ فِيهِ عِنْدَنَا قَوْلانِ
4407 – وَالوَقْفُ عِنْدِي فِيهِمُ لَسْتُ الَّذِي … بالكُفْرِ أنْعَتُهُمْ وَلَا إيمَانِ
4408 – واللهُ أَعْلَمُ بِالبِطَانَةِ منْهُمُ … وَلنَا ظِهَارةُ حُلَّةِ الإعْلَانِ
__________
4397 – أي: من ترك الوحيين فعقوبته أن يؤتيه الله الوقاحة والجراءة والجهالة في تكفير أهل العلم والإيمان. وسبب الضلال الإعراض عن تدبر كلام الله وكلام رسوله والاشتغال بكلام اليونان والآراء المختلفة. شرح العقيدة الطحاوية 1/ 242.
4399 – يعني حكم النوعين من أهل التعطيل أهل الجهل وأهل العناد.
4401 – أي: أن أهل الجهالة والعناد يجتمعون في أنهم أهل بدعة.
4405 – ف: “تبذلوا” بالتاء، تصحيف.
– ما عدا الأصلين: “بهذا”.
4407 – وانظر ما سلف تحت البيت 2784.
– كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “الإيمان”.
4408 – البطانة: ما بطن من الثوب وكان من شأن الناس إخفاؤه. والظهارة: ما ظهر منه. اللسان 13/ 56 والمراد هنا باطنهم وظاهرهم.

(3/854)


4409 – لَكِنَّهُمْ مُسْتَوْجِبُونَ عِقَابَهُ … قَطْعًا لأجْلِ البَغْي والعُدْوَانِ
4410 – هَبْكمْ عُذِرْتُمْ بِالجَهَالَةِ إنَّكُمْ … لَنْ تُعْذَرُوا بِالظُّلْمِ والطُّغْيَانِ
4411 – وَالطَّعْنِ فِي قَوْلِ الرَّسُولِ وَدِينِه … وَشَهَادَةٍ بالزُّورِ والبُهْتَانِ
4412 – وَكَذَلِكَ اسْتِحْلَالُ قَتْلِ مُخَالِفيـ … ـكُمْ قَتْلَ ذِي الإشْرَاكِ والكُفرانِ
4413 – إنَّ الخَوَارجَ مَا أحَلُّوا قَتْلَهُمْ … إلَّا لِمَا ارْتَكَبُوا مِنَ العِصْيَانِ
4414 – وَسَمِعْتُمُ قَوْلَ الرَّسُولِ وحُكْمَهُ … فِيهِمْ وَذَلِكَ وَاضِحُ التِّبْيَانِ
4415 – لَكِنَّكُمْ أَنْتُمْ أَبَحْتُمْ قَتْلَهُمْ … بِوِفَاقِ سُنَّتِهِ مَعَ القُرْآنِ
4416 – واللهِ مَا زَادُوا النَّقِيرَ عَلَيْهِمَا … لَكِنْ بِتَقْرِيرٍ مَعَ الإيمَانِ
__________
4412 – طه: “والعدوان”.
4413 – تقدم التعريف بهم في حاشية البيت 1778.
4414 – د: “فسمعتم”.
– يشير إلى حديث علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “يأتي في آخر الزمان قومٌ حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خبر قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجرٌ لمن قتلهم يوم القيامة” رواه البخاري. كتاب فضائل القرآن، باب من راءَى بقراءة القرآن 3/ 236 “والخوارج المارقون الذين أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم .. ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين، فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار. ولهذا لم يَسبِ حريمهم ولم يغنم أموالهم” مجموع الفتاوى 3/ 282.
4415 – “قتلهم” أي: قتل أهل السنة.
4416 – النقير: النكتةُ في ظهر النواة. اللسان 5/ 228 أي: ما زادوا شيئًا على ما ورد في الكتاب والسنة.

(3/855)


4417 – فَبِحَقِّ مَنْ قَدْ خَصَّكُمْ بِالْعدل والتَّـ … ــحْقِيقِ والإنْصَافِ والعِرْفَانِ
4418 – أَنْتُم أَحَقُّ أَمِ الْخَوَارجُ بِالَّذِي … قَالَ الرَّسُولُ الصَّادقُ البُرهانِ؟
4419 – هُمْ يَقْتُلُونَ العابدي الرَّحْمنِ بَلْ … يَدَعُوْنَ أهْلَ عِبَادَةِ الأوْثَانِ
4420 – هَذَا وَلَيْسُوا أَهْلَ تَعْطِيلٍ وَلَا … عَزْلِ النُّصُوصِ الحَقِّ عن إيقان
* * *

فصلٌ
4421 – وَالآخَرُونَ فَأَهْلُ عَجْزٍ عَنْ بُلُو … غِ الحَقِّ مَعْ قَصْدٍ وَمعْ إيمَانِ
4422 – باللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ وَلِقَائِهِ … وَهُمُ إذَا مَيَّزْتَهُمْ ضَرْبَانِ
4423 – قَوْمٌ دَهَاهُمْ حُسْنُ ظَنِّهِمُ بِمَا … قَالَتْهُ أَشْيَاخٌ ذَوُو أسْنَانِ
4424 – وَدِيَانَةٍ فِي النَّاسِ لَمْ يَجِدُوا سِوَى … أقْوَالِهمْ فَرَضُوا بِهَا بأَمَانِ
4425 – لَوْ يَقْدِرُونَ عَلَى الهُدَى لَمْ يَرْتَضُوا … بَدَلًا بهِ مِنْ قَائِلِ البُهْتَانِ
4426 – فأولَاءِ مَعْذُورُونَ إنْ لَمْ يَظْلِمُوا … وَيُكَفِّرُوا بِالجَهْلِ وَالعُدْوَانِ
__________
4417 – د، ح، ط: “خصّكم بالعلم”.
4418 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “قال الرسول فأوضحوا ببيان”.
4419 – في الأصل: “هل يقتلون … تدعون”، وهو خطأ.
– ف، س: “لعابدي” وفي ط: “لعابد”.
– “يدَعون”: كذا ضبط في ف بفتح الدال، أي: يتركون.
4420 – د، ح، ط: “بالبرهان”.
4421 – أي: النوع الثاني من أنواع الجُهال وهم أهل العجز.
4426 – أي: أن هؤلاء لم يجدوا من يدلهم على الحق، ولو علموا الحق لم يأخذوا بهذه الأقوال الكاذبة. وحكمهم أنهم معذورون لعدم تمكنهم من الهدى بشرط أن لا يظلموا أهل الحق ولا يكفروهم بالجهل والعدوان.

(3/856)


4427 – والآخَرُونَ فَطَالِبُونَ الحَقَّ لَـ … ــكِنْ صَدَّهُمْ عَنْ عِلْمِهِ شَيْئَانِ
4428 – مَعَ بَحْثِهِمْ وَمُصَنَّفَاتٍ قَصْدُهُمْ … مِنْهَا وُصُولُهُمُ إِلَى العِرْفَانِ
4429 – إحْدَاهُمَا طَلَبُ الحَقَائِقِ مِنْ سِوَى … أبْوَابِهَا مُتَسَوِّرِي الجُدْرَانِ
4430 – وَسُلُوكُ طُرْقٍ غَيْرِ مُوصِلةٍ إِلَى … دَرَكِ اليَقين وَمَطْلَعِ الإيمَانِ
4431 – فَتَشَابَهَتْ تِلْكَ الأمُورُ عَلَيْهمُ … مِثْلَ اشْتِبَاهِ الطُّرْقِ بِالحَيْرانِ
4432 – فَتَرى أماثِلَهم حَيَارَى كُلُّهم … فِي التِّيهِ يَقْرَعُ نَاجِذَ النَّدْمَانِ
4433 – وَيقُولُ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الطُّرْقُ لا … أَدْرِي الطَّريقَ الأعْظَمَ السُّلْطَانِي
4434 – بَلْ كُلُّهُا طُرُقٌ مَخُوفَاتٌ بِهَا الْـ … آفَاتُ حَاصِلَةٌ بِلَا حُسْبَانِ
__________
4427 – طه: “فطالبوا” وهو خطأ.
4430 – الدَّرَك والدَّرْك: اسم من الإدراك. انظر: اللسان 10/ 419 (ص).
4431 – وهذا جزاء كل من ترك الكتاب والسنة. يقول شيخ الإسلام: “واعلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين؛ بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم، وإعراضهم مما بعث الله به محمدًا – صلى الله عليه وسلم – من البيان والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين” مجموع الفتاوى 5/ 12.
4432 – في غير الأصلين: “أفاضلهم”.
– ط: “كلّها”.
4433 – وهو طريق الكتاب والسنة. وانظر ما سبق في البيت 4187.
4434 – ط: “كلهم”، وهو خطأ.
– فيما سبق دلالة واضحة على أن علم الكلام يؤدي إلى الشك والحيرة، “قال أبو حامد الغزالي: أكثر الناس شكًا عند الموت أهل الكلام. وكان ابن واصل الحموي يقول: أستلقي على قفاي وأضع الملحفة على نصف وجهي، ثم أذكر المقالات وحجج هؤلاء وهؤلاء، وأعترض على هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر ولم يترجح عندي شيء” انظر: موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة 1/ 89. وقال الخسرو شاهي -وكان من أجل تلامذة فخر الدين الرازي- لبعض الفضلاء ودخل عليه يومًا: ما تعتقده؟ قال: ما =

(3/857)


4435 – فَالوَقْفُ غَايَتُهُ وآخِرُ أمْرِهِ … مِنْ غَيْرِ شَكٍّ مِنْهُ فِي الرَّحْمنِ
4436 – أَوْ دِينِه وَكِتَابِهِ وَرَسُولِهِ … وَلِقَائِهِ وَقِيَامَةِ الأبْدَانِ
4437 – فَأُولَاءِ بَيْنَ الذَّنْبِ وَالأَجْرَيْنِ أوْ … إحْدَاهُمَا أوْ وَاسِعِ الغُفْرَانِ
4438 – فَانْظُرْ إلَى أحْكَامِنَا فِيهمْ وَقَدْ … جَحَدُوا النُّصُوصَ وَمُقْتَضَى القُرْآنِ
4439 – وَانْظُر إِلَى أَحْكَامِهِمْ فِيْنَا لأَجْـ … ــــلِ خِلَافِهِمْ إِذْ قَادَهُ الوَحْيَانِ
4440 – هَلْ يَسْتَوِي الحُكْمَانِ عِنْدَ اللهِ أوْ … عِنْدَ الرسُولِ وَعِنْدَ ذِي إيمَانِ؟
4441 – الْكُفْرُ حَقُّ اللهِ ثمَّ رَسُولِهِ … بِالشرع يَثْبُتُ لَا بِقَوْلِ فُلَانِ
__________
= يعتقده المسلمون، فقال: وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به؟! أو كما قال – فقال: نعم، فقال: اشكر الله على هذه النعمة، ولكني والله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، وبكى حتى اخضل لحيته. وقال الخونجي عند موته: أموت وما عرفت شيئًا. المصدر السابق 1/ 90.
4437 – أي: أن هؤلاء الحيارى من الأشياخ الذين سلكوا طرقًا غير طريق الكتاب والسنة ولكن لا يشكّون في وجود الرحمن ولا أن الإسلام هو دين الحق ولا في الكتاب أو الرسول أو لقاء الله، ووقوع القيامة فأمرهم مردد بين أن يؤخذوا بالذنب وبين أن يؤجروا على اجتهادهم، فمن أصاب منهم له أجران، ولمن أخطأ منهم أجر وإما أن يُتركوا لواسع مغفرة الله وعظيم رحمته. انظر: طه 1/ 267.
4439 – يعني خالفناهم خلافًا اضطرّنا إليه وقوفنا مع الوحيَين. انظر: المرجع السابق.
4441 – د، ح، طت، طه: “بالنص يثبت”.
– هنا قاعدة مهمة وهي أن مسألة التكفير حق لله والرسول. يقول شيخ الإسلام: “ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه، كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة” مجموع الفتاوى 3/ 282 وقال في موضع آخر: “وهم -أي أهل السنة- مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر، كما يفعله الخوارج، بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال تعالى في آية القصاص: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} الفتاوى 3/ 151.

(3/858)


4442 – مَنْ كَانَ رَبُّ العَالَمِينَ وَعَبْدُهُ … قَدْ كَفَّراهُ فَذَاكَ ذُو الكُفْرَانِ
4443 – فَهَلُمَّ وَيْحَكُمُ نُحَاكِمْكُمْ إلَى الْـ … ـــوَحْيَينِ مِنْ خبَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
4444 – وَهُنَاكَ يُعْلَمُ أيُّ حِزْبَيْنَا عَلَى الْـ … ــكُفْرانِ حَقًّا أَوْ عَلَى الإِيمَانِ
4445 – فَلْيَهْنِكُمْ تَكِفيرُ مَنْ حَكَمَتْ بإسْـ … ـــلَامٍ وإيمَانٍ لَهُ النَّصَّانِ
4446 – لَكِنَّ غَايَتَهُ كَغَايةِ مَنْ سِوَى الْـ … ــــمَعْصُومِ غَايةِ نَوْعِ ذَا الإنسانِ
4447 – خَطَأٌ يُصِيرُ الأجرَ كِفْلًا وَاحِدًا … إنْ فَاتَهُ مِنْ أجْلِهِ الكِفْلَانِ
4448 – إنْ كَانَ ذَاكَ مُكَفِّرًا يَا أمَّةَ الْـ … ـــعُدْوانِ مَنْ هَذَا عَلَى الإيمَانِ
4449 – قَدْ دَارَ بَيْنَ الأَجْرِ والأجْرَيْن والتَّـ … ـــكْفِيرُ بالدَّعْوَى بِلَا بُرْهَانِ
4450 – ثنتان من قِبَل الرَّسول وخصلةٌ … من عندكم أفأنتما عِدلان؟
4451 – كَفَّرْتُمُ واللهِ مَنْ شَهِدَ الرَّسُو … لُ بأنَّهُ حَقًّا عَلَى الإيمَانِ
* * *
__________
4442 – “عبده”: يعني الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
4443 – د، ح، ط: “إلى النصين”.
– ح، ط: “من وحي” وهو خطأ.
4445 – فيه تأنيث المذكر للضرورة. انظر: ما سبق في البيت 228 وغيره (ص).
4446 – ط: “ذا الإحسان”.
4447 – د، ح، ط: “أجرًا واحدًا”. والشطر في طع: “فيصيّر الأجرين أجرًا واحدًا” وهو خطأ.
– د: “كفلان”. أي: غاية ما يمكن الحكم به على من كفرتموه من أهل السنة أنه ليس معصومًا، فإن أخطأ وفاته من أجل خطئه أجران أصاب أجرًا واحدًا.
4450 – أي: فصار لنا من الرسول – صلى الله عليه وسلم – ثنتان، إما أجر أو أجران. ولنا نحن أهل السنة من عندكم خصلة واحدة وهي الحكم بالكفران علينا إذا اجتهدنا فأخطأنا. فهل حكم الله ورسوله لنا بعد اجتهادنا كحكمكم أيها المعطلة لنا بتكفيرنا؟
4451 – أي: المجتهد سواء أخطأ أو أصاب.

(3/859)


فصلٌ في تلاعب المكفِّرينَ لأهلِ السُّنَّةِ والإيمَانِ بَالدِّينِ كتلاعُبِ الصِّبيانِ
4452 – كَمْ ذَا التَّلاعُبُ مِنْكُمُ بالدّينِ وَالْـ … إيْمَانِ مِثْلَ تَلَاعُبِ الصِّبْيَانِ؟
4453 – خُسِفَتْ قُلُوبُكُمُ كَمَا كُسِفَتْ عُقُو … لُكُمُ فَلَا تَزْكُو عَلَى القُرْآنِ
4454 – كَمْ ذَا تَقُولُوا مُجْمَلٌ وَمُؤوَّلٌ … وَظَوَاهِرٌ عُزِلَتْ عَنِ الإيقَانِ
4455 – حَتَّى إذَا رَأيُ الرّجَالِ أَتاكُمُ … فَاسْمَعْ لِمَا يُوحَى بِلَا بُرْهَانِ
4456 – مِثْلَ الخَفَافِيشِ الَّتِي إنْ جَاءهَا … ضَوْءُ النَّهَارِ فَفِي كُوَى الحِيطَانِ
4457 – عَمِيَتْ عَنِ الشَّمْسِ المُنِيرَةِ لَا تُطِيـ … ــــقُ هِدَايةً فِيهَا إِلَى الطَّيَرَانِ
4458 – حَتَّى إِذَا مَا اللَّيْلُ جَاءَ ظَلَامُهُ … جَالَتْ بِظُلْمَتِهِ بِكُلِّ مَكَانِ
4459 – فَتَرى الموَحِّدَ حِينَ يَسْمَعُ قَوْلَهُمْ … وَيَرَاهُمُ فِي مِحْنَةٍ وهَوَانِ
4460 – وَارَحْمَتَاه لِعَيْنِهِ وَلأذْنِهِ … يَا مِحْنَةَ العَيْنَيْنِ والأذُنَانِ
__________
4453 – ف: “كذا كسفت” وأشير في الحاشية إلى ما هنا.
– ح، طت، طع: “كما خسفت”.
4454 – أصله: “تقولون”، حذفت النون لضرورة الشعر.
– أي: إذا احتج أهل الإثبات بنصوص الوحيين تحيلتم في ردها بأنواع الحيل، فتارة بدعوى الإجمال، وتارة بالتأويل، وتارة بقولكم: ظواهر لفظية لا تفيد اليقين، ونحو ذلك. فإذا جاءت آراء الرجال نزلوها منزلة النصوص. شرح النونية لابن عيسى 2/ 413.
4456 – مفردها الكُوّةُ بالضم: الخرق في الحائط والثُقب في البيت ونحوه. اللسان 15/ 236.
4460 – ف: “العينان والأذنان”. وذلك على لغة من يلزم المثنى الألف دائمًا. وقد سبق هذا الشطر بعينه في البيت 2413. وفي ب: “والآذان” (ص).

(3/860)


4461 – إنْ قَالَ حَقًّا كَفَّرُوهُ وإنْ يَقُو … لُوا بَاطِلًا نَسَبُوهُ للإيمَانِ
4462 – حَتَّى إذَا مَا رَدَّهُ عَادَوهُ مِثْـ … ـــلَ عَدَاوةِ الشَّيْطَانِ للإِنْسَانِ
4463 – قَالُوا لَهُ خَالَفْتَ أقوَالَ الشُّيُو … خِ وَلَمْ يُبَالُوا الخُلْفَ لِلقرآنِ
4464 – خَالَفْتُ أَقْوَالَ الشُّيوخِ فَأَنْتُمُ … خَالَفْتُمُ مَنْ جَاءَ بِالقُرْآنِ
4465 – خَالَفْتُمُ قَوْلَ الرَّسُولِ وإنَّمَا … خَالَفْتُ مِنْ جَرَّاهُ قَوْلَ فُلَانِ
4466 – يَا حَبَّذَا ذَاكَ الخِلَافُ فَإنَّهُ … عَيْنُ الوِفَاقِ لِطَاعَةِ الرَّحْمنِ
4467 – أَوَ مَا عَلِمْتَ بِأنَّ أعْدَاءَ الرَّسو … لِ عَلَيْهِ عَابُوا الخُلْفَ بالبُهْتَانِ
4468 – لِشُيُوخِهِمْ وَلِمَا عَلَيْهِ قَدْ مَضَى … أَسْلَافُهُمْ فِي سَالِفِ الأزْمَانِ
4469 – مَا العَيْبُ إلَّا فِي خِلَافِ النَّصِّ لَا … رَأيِ الرِّجَالِ وَفِكْرَةِ الأذْهَانِ
4470 – أَنْتُمْ تَعِيبُونَا بِهَذَا وَهْوَ مِنْ … تَوْفِيقِنَا وَالفَضْلُ لِلْمنَّانِ
4471 – فَلْيهْنِكُمْ خُلْفُ النُّصُوصِ وَيهْنِنَا … خُلْفُ الشُّيُوخِ أَيَسْتوِي الخُلْفَانِ؟
4472 – وَاللهِ مَا تسْوَى عُقُولُ جَميعِ أهْـ … ــــلِ الأَرْضِ نَصًّا صَحَّ ذَا تِبْيَانِ
4473 – حَتَّى نُقَدِّمَهَا عَلَيْهِ مُعْرضِيـ … ـــنَ مُؤَوِّلِينَ مُحَرِّفِي القُرْآنِ
4474 – وَاللهِ إِنَّ النَّصَّ فِيمَا بَيْنَنَا … لأَجَلُّ قَدْرًا يا أُولِي الطُّغيانِ
__________
4463 – كذا في الأصل ود، ح. وفي ف وغيرها: “للفرقان” وأشير في حاشية ف إلى ما في أصلنا. ومعنى البيت أنهم يعيبون أهل الإثبات على مخالفتهم لأقوال شيوخ المعطلة ولم يعيبوا أنفسهم في مخالفتهم للقرآن.
4464 – د، ح: “بالفرقان”.
4465 – مِن جَرّاه: من أجله. اللسان 4/ 129.
4468 – أي: أن المعطلة يعيبوننا بمخالفة شيوخهم مثل أعداء الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذين عابوا عليه أنه خالف آباءهم وأسلافهم.
4470 – “تعيبونا”: أصله: “تعيبوننا”.
– أي: أن مخالفتنا لأقوال الشيوخ هي طاعة لله وهذا من فضل الله.
4474 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “لأجلّ من آراء كلِّ فلان”.

(3/861)


4475 – وَاللهِ لَمْ يَنْقِمْ عَلَيْنَا مِنْكُمُ … أَبَدًا خِلَافَ النَّصِّ مِنْ إنْسَانِ
4476 – لَكِنْ خِلَافَ الأَشْعَرِيِّ بِزَعْمِكمْ … وَكَذَبْتُمُ أَنْتُمْ عَلَى الإنْسَانِ
4477 – كَفَّرْتُمُ مَنْ قَالَ مَا قَدْ قَالَهُ … فِي كُتْبِهِ تصريحَ ذي الإيقانِ
4478 – هَذَا وَخَالَفْنَاهُ فِي القُرْآنِ مِثْـ … ـــلَ خِلَافِكُمْ فِي الفَوْقِ لِلرَّحْمنِ
4479 – فَالأشْعَرِيُّ مُصَرِّحٌ بِالاسْتِوَا … ءِ وَبالْعُلُوِّ بِغَايَةِ التِّبْيَانِ
4480 – ومُصرّحٌ أيضًا بإثباتِ الأصَا … بعِ مثلَ ما قد قالَ ذو البرهانِ
4481 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بإِثْبَاتِ الْيَدَيـ … ــــنِ وَوَجْهِ رَبِّ العَرْشِ ذِي السُّلْطَانِ
__________
4476 – طع: “إلَّا خلاف”. “على الإنسان” أي الأشعري. وهذا البيت ساقط من ب.
4477 – كمقالات الإسلاميين، والإبانة عن أصول الديانة، ورسالة إلى أهل الثغر. كل ما في هذه الكتب يدل على مخالفة الأشعري للمعطلة وموافقته لأهل السنة. وبيّن الناظم ذلك في الأبيات التالية. وقد سبق أن أحال المؤلف عليها في البيت 1357 وما بعده.
– ما عدا الأصلين: “في كتبه حقًّا بلا كتمان”.
4478 – أي: خالفناه في قوله: إن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي، وإن القرآن عبارة عن ذلك المعنى، كما خالفتموه في الاستواء، والعلو، وإثبات الصفات الخبرية، فَلِمَ كان خلافنا له كفرًا وخلافكم له إيمانًا. شرح النونية لابن عيسى 2/ 422.
4479 – انظر مقالته في الاستواء التي نقلناها من كتاب الإبانة في حاشية البيت 1359.
4480 – وهو قوله -رحمه الله- في كتاب الإبانة ص 20: “وندين بأن الله يقلب القلوب، وأن القلوب بين إصبعين من أصابعه، وأن الله عزّ وجل يضع السموات والأرضين على إصبع”.
4481 – قال رحمه الله في كتابه (مقالات الإسلاميين): “وأن الله سبحانه- على عرشه {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه: 5]، وأن له يدين بلا كيف، كما قال: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] و … وأن له عينين بلا كيف. كما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] وأن له وجهًا كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} [الرحمن: 27] وأثبتوا السمع والبصر، ويقولون: إن الله -سبحانه- =

(3/862)


4482 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بأنَّ لِرَبِّنَا … سُبْحَانَهُ عَيْنَانِ نَاظِرَتَانِ
4483 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بإثْبَاتِ النُّزُو … لِ لِربِّنَا نَحْوَ الرَّقِيعِ الدَّانِي
4484 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بِأنَّ اللهَ يَوْ … مَ الحَشْرِ يُبْصرُهُ أُولُو الإيمَانِ
4485 – جَهْرًا يَرَوْنَ اللهَ فَوْقَ سَمَائِهِ … رُؤيَا الْعِيَانِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ
4486 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بإثْبَاتِ المَجِي … ءِ وأنَّهُ يَأْتِي بِلَا نُكْرَانِ
4487 – وَمُصَرِّحٌ بِفَسَادِ قَوْلِ مُؤَوِّلٍ … لِلاسْتِوَاءِ بقَهْرِ ذِي السلْطَانِ
4488 – ومُصَرِّحٌ أنَّ الأُلَى قَالُوا بِذَا التَّـ … ـــأوِيلِ أَهْلُ ضَلَالةٍ بِبَيَانِ
4489 – وَمُصَرِّحٌ أنَّ الَّذِي قَدْ قَالَهُ … أَهْلُ الحَدِيثِ وَعَسْكَرُ القُرْآنِ
4490 – هُوَ قَوْلُهُ يَلْقَى عَلَيْهِ رَبَّهُ … وَبِهِ يَدينُ اللهَ كُلَّ أوَانِ
__________
= يُرى بالأبصار يوم القيامة كما يُرى القمر ليلة البدر … ويقرون أن الله -سبحانه- يجيء يوم القيامة كما قال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} وأن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا … ” مقالات الإسلاميين 1/ 345 – 348.
4483 – الرقيع: كذا في الأصل بالقاف. وفي ف وغيرها: “الرفيع” بالفاء. وقد سبق أن الرقيع الداني هو السماء الدنيا، انظر: حاشية البيت 1165 (ص).
4485 – وهو قوله -رحمه الله-: “وأجمعوا على أن المؤمنين يرون الله عزّ وجل يوم القيامة بأعين وجوههم على ما أخبر به تعالى في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22، 23] رسالة إلى أهل الثغر ص 227.
4486 – قال: “وأجمعوا على أنه عزّ وجل يجيء يوم القيامة والملك صفًا صفًا لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها” رسالة إلى أهل الثغر ص 227.
4488 – انظر ما سبق في حاشية البيت 1359.
4490 – قال أبو الحسن -رحمه الله-: “فإن قال لنا قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون.
قيل له: قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب ربنا =

(3/863)


4491 – لَكِنَّهُ قَدْ قَالَ إنَّ كَلَامَهُ … مَعْنًى يَقُومُ بنفسه ببيانِ
4492 – فِي القَوْلِ خَالَفْنَاهُ نَحْنُ وَأنْتُمُ … فِي الفَوْقِ فَأتُوا الآن بالبُرهانِ
4493 – لِمْ كَانَ نَفْسُ خِلَافِنَا كُفْرًا وَكَا … نَ خِلَافُكُمْ هُوَ مُقْتَضَى الإيمَانِ؟
4494 – هَذَا وَخَالَفْنا لِنَصٍّ حِينَ خَا … لَفْتُمْ لِرَأيٍ لا سواءٌ ذانِ
4495 – وَاللهِ مَا لَكُمُ جَوَابٌ غَيْرُ تَكْـ … ـــفِيرٍ بِلَا عِلْمٍ وَلَا إيقَانِ
4496 – أَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لَكُمْ جَوَا … بٌ غَيْرُ ذَا الشَّكْوَى إلَى السُّلْطَانِ!
4497 – فَهُوَ الجَوَابُ لَدَيْكُمُ وَلَنَحْنُ مُنْـ … ــــتَظِرُوهُ مِنْكُمْ يَا أُولِي البُرْهَانِ!
4498 – وَاللهِ لَا لِلأَشْعَرِيِّ تَبِعْتُمُ … كَلَّا وَلَا لِلنَّصِّ بالإحْسَانِ
__________
= عزّ وجل، وبسنّة نبيه – صلى الله عليه وسلم -، وما روي عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون” الإبانة 43.
4491 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “يقوم بربنا الرحمن”. ومن المعلوم أن مذهب الأشعري ومن وافقه في كلام الله تعالى أنه كلام نفسي يقوم به كقيام الحياة والعلم، وهو صفة قديمة أزلية وليس حرفًا ولا صوتًا .. إلخ، انظر: ما سبق في حاشية البيت 562.
4492 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “والأوصاف للديّانِ”.
4494 – في ط: “خالفتم لنصّ .. خالفنا لرأي”، ولعل ذلك تغيير في النصّ لما فهموا أن النص والرأي مفعولان، والصواب أن اللام هنا ليست زائدة، والمعنى أننا خالفناكم من أجل النصّ، وأنتم خالفتمونا من أجل رأي من الآراء (ص).
– “لا سواء ذان” كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “لرأي الجهم ذي البهتان”.
4495 – يقسم الناظم على أن المعطلة ليس لهم ردّ على المثبتة إلا التكفير من غير مستند إلى علم ولا إيقان، ثم في البيت التالي يتهكم بهم ويقول: بل لكم جواب آخر، وهو الشكوى إلى السلطان إذا غلبناكم بالحجة والبرهان، فنحن منتظرون مستعدّون لهذا الجواب!.
4496 – طع: “ذي الشكوى”، وهو خطأ.
4497 – طع: “منتظرون”.

(3/864)


4499 – يَا قَوْمُ فانْتَبِهُوا لأنْفُسِكُمْ وَخَلُّـ … ـــــوا الجَهْلَ والدعْوَى بِلَا بُرْهَانِ
4500 – مَا فِي الرِّيَاسَةِ بالجَهَالَةِ غَيْرُ ضُحْـ … ــــكَةِ عَاقلٍ مِنْكُمْ مَدَى الأزْمَانِ
4501 – لَا تَرْتَضُوا بِرِيَاسَةِ البَقَرِ الَّتِي … رُؤَسَاؤهَا مِنْ جُمْلَةِ الثِّيرَانِ
فصلٌ في أنَّ أهلَ الحديثِ هم أنصارُ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وخاصَّتُه ولاَ يبغضُ الأنصارَ رجلٌ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ (1)
4502 – يَا مُبْغِضًا أَهْلَ الحَدِيث وَشَاتِمًا … أَبْشِرْ بِعَقْدِ وِلَايَةِ الشَّيْطَانِ
4503 – أَوَ مَا عَلِمْتَ بأنَّهُمْ أَنْصَارُ دِيـ … ــــنِ اللهِ والإيمَانِ والقُرْآنِ؟
4504 – أَوَ مَا عَلِمْتَ بأنَّ أنْصَارَ الرَّسُو … لِ هُمُ بِلَا شَكٍّ وَلَا نُكْرَانِ؟
4505 – هَلْ يُبغِضُ الأنْصَارَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ … أَوْ مُدْرِكٌ لِروَائِحِ الإيمَانِ؟
4506 – شَهِدَ الرَّسُولُ بِذَاكَ وَهْيَ شَهَادَةٌ … مِنْ أَصْدَقِ الثَّقَلَيْنِ بالبُرْهَانِ
4507 – أَوَ مَا عَلِمْتَ بأنَّ خَزْرَجَ دِينِهِ … والأوْسَ هُمْ أبَدًا بِكلِّ زَمَانِ؟
__________
(1) يشير إلى حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – في حب الأنصار، فعن البراء رضي الله عنه قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – أو قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “الأنصار لا يُحبّهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، فمَن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله” رواه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب حب الأنصار، 2/ 310، ومسلم 1/ 86، الباب 33. وعن عبد الله بن جبير قال: سمعت أنسًا عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار” رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار 1/ 12. مسلم 1/ 86 الباب 33.
4502 – قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} [النساء: 119].
4507 – علّق سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله على هذا البيت في نسخته بقوله: “يعني: أهل الحديث هم أنصار دين الله كالأوس والخزرج في كل =

(3/865)


4508 – مَا ذَنْبُهُمْ إذْ خَالَفُوكَ لِقَوْلِهِ … مَا خَالَفُوهُ لأجْلِ قَوْلِ فُلَانِ
4509 – لَو وَافَقُوكَ وَخَالَفُوهُ كُنْتَ تَشْـ … ــهَدُ أَنَّهُمْ حَقًّا أُولُو الإيمَانِ
4510 – لَمَّا تَحيَّزْتُمْ إلَى الأَشْيَاخِ وَانْـ …. ــحَازُوا إلَى المَبْعُوثِ بالفرقانِ
4511 – نُسِبُوا إِلَيْهِ دُونَ كُلِّ مَقَالَةٍ … أَوْ قائلٍ أو حَالَةٍ وَمَكَانِ
4512 – هَذَا انْتِسَابُ أولِي التَّفَرُّقِ نِسْبَةٌ … مِنْ أرْبَعٍ مَعْلُومَةِ التِّبْيَانِ
4513 – فَلِذَا غَضِبْتُمْ حيث ما انْتَسَبُوا إلَى … غَيْرِ الرَّسُولِ بِنسْبَةِ الإحْسَانِ
4514 – فَوَضَعْتُمُ لَهُمُ مِنَ الألْقَابِ مَا … تَسْتَقبِحُونَ وَذَا مِنَ العُدْوَانِ
4515 – هُمْ يُشْهِدونَكُمُ عَلَى بُطْلَانِهَا … أفتُشْهِدُونَهُمُ عَلى البُطْلَانِ؟
__________
= زمان. وإيضاح ذلك أن المؤلف جعل أهل الحديث هم خزرج الدين وأوسه في كل زمان، بجامع نصرة الدين المشتركة بينهم” (ص).
4509 – أي: كلّ ذنبهم أنهم خالفوك أيها المعطل من أجل قول نبيهم، وأنهم لم يخالفوا قوله من أجل قول أحد من الناس. ولكنهم لو خالفوه ووافقوك أنت كنت تشهد لهم بالإيمان. طه 2/ 275.
4510 – في غير الأصلين: “بالقرآن”.
4511 – يعني أهل الحديث، لما اتبعوا الرسول وانحازوا إليه صارت نسبتهم إليه خلافًا للذين اتبعوا أشياخهم واختلفت مقالاتهم، فنسبوا إلى قائل أو مقالة أو حالة أو مكان.
– في غير الأصلين: “أو حالة أو قائل”.
4513 – د، طه: “حينما”.
– “غير الرسول”: كذا في جميع النسخ، وهو صواب محض. و”ما” في قوله “ما انتسبوا” نافية. أي: غضبتم لعدم انتسابهم إلى غير الرسول – صلى الله عليه وسلم -. وفي طه: “إلى خبر الرسول” وعلى هذا فسّر البيت، ولعلّ ذلك تغيير منه في النص لأنه ظن أن “ما” صلة في “حينما” (ص).
4514 – كرميهم بأنهم أشباه الخوارج، وأنهم حشوية ومجسمة. كما سبق في فصول مستقلة. انظر: البيت 2211 وما بعده إلى البيت 2372.

(3/866)


4516 – مَا ضَرَّهُمْ واللهِ بُغْضُكُمُ لَهُمْ … إذْ وَافَقُوا حَقًّا رِضَا الرَّحْمنِ
4517 – يَا مَنْ يُعَاديِهمْ لأجْلِ مَآكِلٍ … وَمناصِبٍ وَرياسَةِ الإخْوانِ
4518 – تَهْنِيكَ هَاتِيكَ العَدَاوَةُ كَمْ بِهَا … مِنْ حَسْرةٍ وَمذَلَّةٍ وَهَوَانِ
4519 – وَلَسَوْفَ تَجْنِي غِبَّهَا وَاللَّهِ عَنْ … قُرْبٍ وَتذْكُرُ بِرَّ ذِي الإيمَانِ
4520 – فَإذَا تَقَطَّعَتِ الوَسَائِلُ وانْتَهَتْ … تِلْكَ المآكِلُ فِي سَريعِ زَمَانِ
4521 – فَهُنَاكَ تَقْرَعُ سِنَّ نَدْمَانٍ عَلَى التَّـ … ـــفْرِيطِ وَقْتَ اليُسْر والإمْكَانِ
4522 – وَهُنَاكَ تَعْلَمُ مَا بِضَاعَتُكَ التِي … حَصَّلْتَهَا فِي سَالِفِ الأزْمَانِ
4523 – إلَّا الوَبَالَ عَلَيْكَ والحَسَرَاتِ والْـ … ـــخُسْرَانَ عِنْدَ الوَضْعِ فِي المِيزَانِ
4524 – قِيلٌ وَقَالٌ مَا لَهُ مِنْ حَاصِلٍ … إلَّا العَنَاءُ وَكدُّ ذِي الأذْهَانِ
4525 – واللهِ مَا يُجْدِي عَلَيْكَ هُنَاكَ إِلَّا م … ذَا الَّذِي جَاءتْ بِهِ الوَحْيَانِ
__________
4517 – “ينادي المؤلف في هذه الأبيات علماء السوء … وكانوا هم أهل الحظوة في دولة الجهل في أيامه حيث يتولون مناصب الإفتاء والتدريس والقضاء وتجري عليهم الجريات والأحباس الكثيرة، ويتمتعون بأطيب المآكل والمشارب ويجالسون السلاطين والأمراء ويغرونهم بخصومهم من أهل الحديث والسنة” شرح النونية لهراس 2/ 276.
4519 – غِبُّ الأمر ومَغبَّتُه: عاقبتُه وآخره. اللسان 1/ 634.
– ما عدا الأصلين: “صدق ذي الإيمان”.
4520 – في الأصل: “الوصائل” بالصاد، وأشار في الحاشية إلى أنّ في نسخة “الوسائل”. وعكس ذلك في ف.
4521 – ط: “وقت السير”، تحريف. وانظر: البيت 4403 (ص).
4523 – يشير إلى قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا … } الآية [الأنبياء: 47].
4524 – ط: “كَلّ ذي الأذهان”.
– وانظر: ما سبق في حاشية البيت 4187.

(3/867)


4526 – واللهِ ما يُنْجِيكَ مِنْ سِجْنِ الجَحِيـ … ـــمِ سِوَى الحَدِيثِ وَمُحْكَمِ القُرْآنِ
4527 – واللهِ لَيْسَ النَّاسَ إلَّا أهْلُهُ … وَسواهُمُ مِنْ جُمْلَةِ الحَيَوانِ
4528 – وَلَسَوْفَ تَذْكُرُ بِرَّ ذِي الإيمَانِ عَنْ … قُربٍ وَتَقْرَعُ نَاجِذَ النَّدْمَانِ
4529 – رَفَعُوا بِهِ رَأْسًا وَلَمْ يرْفَعْ بهِ … أهْلُ الكَلَامِ وَمَنْطِقِ اليُونَانِ
4530 – فَهُمُ كَمَا قَالَ الرَّسُولُ مُمَثِّلًا … بِالمَاءِ مَهْبِطَهُ عَلَى القِيعَانِ
4531 – لَا المَاءَ تُمْسِكُهُ وَلَا كَلأٌ بِهَا … يَرْعَاهُ ذُو كَبِدٍ مِنَ الحَيَوانِ
4532 – هَذَا إذَا لَمْ يُحرَقِ الزَّرْعُ الَّذِي … بِجِوَارِهَا بِالنَّارِ أَوْ بِدُخَانِ
__________
4526 – كذا في الأصل وط. وفي غيرهما: “لا ينجيك”. وأشير في حاشية ف إلى ما في الأصل.
4527 – أشير في حاشية ف إلى أن في نسخة: “كالبعر في القيعان” وكذا في ح.
4529 – أهل الكلام في عرف السلف -عند الإطلاق- كل من انتسب إلى الكلام المذموم باعتقاده والمجادلة عنه، وهم في الجملة: كل من تكلم في الله بما يخالف الكتاب والسنة، فهؤلاء هم الذين ذمّهم السلف رحمهم الله. موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة 1/ 28.
4530 – د: “ممثلًا بالغيث” وأشير إليه في حاشيتي الأصلين.
– في الأصلين: “على البلدان”، وكتب في الأصل فوقه أن صوابه: القيعان وكذا كتب في ف بجانب “البلدان”: “خ القيعان”.
4531 – يشير إلى حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: “مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا فكان منها بقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا. وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءَ ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فَقُه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فَعَلِمَ وعَلَّمَ. ومَثَلُ من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلتُ به” رواه البخاري في صحيحه كتاب العلم باب فضل من علم وعلم 1/ 26، ومسلم 4/ 1787 الباب (5).
4532 – ب، د، طع: “تحرق”.

(3/868)


4533 – وَالجَاهِلُونَ بِذَا وَهَذَا هُمْ زُوَا … نُ الزَّرْعِ إيْ وَاللهِ شَرُّ زُوَانِ
4534 – وَهُمُ لَدى غَرْسِ الإله كَمِثْلِ غَرْ … سِ الدُّلْبِ بَيْنَ مَغَارِسِ الرُّمَّانِ
4535 – يَمْتَصُّ مَاءَ الزَّرْعِ مَعْ تَضْيِيقهِ … أَبَدًا عَلَيْهِ وَلَيْسَ ذَا قِنْوَانِ
4536 – ذَا حَالُهُمْ مَعَ حَالِ أَهْلِ العِلْمِ أَنْـ … ــــصَارِ الرَّسُولِ فَوَارِسِ الإيمَانِ
4537 – فَعَليْهِ مِنْ قِبَل الغِراسِ تَحِيَّةٌ … وَاللهُ يُبْقِيهِ مَدَى الأزْمَانِ
4538 – لَوْلَاهُ مَا سُقِيَ الغِراسُ فَسَوْقُ ذَا … كَ المَاءِ لِلدُّلْبِ العَظِيمِ الشَّانِ
4539 – فَالغَرْسُ دُلْبٌ كُلُّهُ وَهُوَ الَّذِي … يُسْقَى وَيُحْفَظُ عِنْدَ أهْلِ زَمَانِ
4540 – فَالغَرْسُ فِي تِلْكَ الخُفارةِ شَارِبٌ … فَضْلَ المِيَاهِ مُصَاوَةَ البُسْتَانِ
__________
4533 – “بذا” أي: بمنزلة أهل الحديث أنصار دين الله.
– “وهذا” أي: بالمثل الذي ضربه الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
– الزوان: من النباتات المضرة، فعله سُمّي في البنية، وإذا خالط الخبز شيء من دقيقه أحدث دوارًا وغثيانًا وسباتًا، ويضر بالمزروعات لما ينفث عليها من المادة السُمية. دائرة المعارف 9/ 296 زوان.
4534 – الدُلب: شجر يعظم ويتّسع، ولا نَورَ له ولا ثمر. اللسان 1/ 377.
4535 – ف، د: “ماء الغرس”، وأشار في حاشية ف إلى ما أثبتنا.
– “ليس ذا قنوان” أي ليس له ثمر.
4537 – أي: غرس الإله، وهم أهل الحديث أنصار الرسول. ولعل المعنى أن ذلك الغرس يستحق تحيّةً من الغِراس الأخرى (ص).
– في ط: “من قبل الإله” ولعله تغيير في النص (ص).
4538 – في الأصلين: “للركب”.
4540 – كذا في الأصل وغيره. وفي ف وط: “الحضارة” ولعله تحريف. والخفارة: الذمّة والأمان. اللسان 4/ 253 (ص).
مصاوة: علَّق فضيلة الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله على كلمة المصاوة في نسخته من طبعة العمير بقوله: “المصاوة: بقايا المياه في المجاري في لغة أهل الشام”.

(3/869)


4541 – لَكِنَّمَا البَلْوَى مِنَ الحَطَّابِ قَطَّا … عِ الغِراسِ وَعَاقِرِ الحِيطَانِ
4542 – بِالفُؤْسِ يَضْرِبُ فَي أصُولِ الغَرْسِ كَيْ … يَجْتَثَّهَا فيُظَنُّ ذَا إِحْسَانِ
4543 – وَيَظَلُّ يَحْلِفُ كَاذِبًا لَمْ أعْتَمِدْ … فِي ذَا سِوَى التثْبِيتِ لِلعِيدَانِ
4544 – يَا خَيْبةَ البُسْتَانِ مِنْ حَطَّابِهِ … مَا بَعْدَ ذَا الحَطَّابِ مِنْ بُسْتَانِ
4545 – فِي قَلْبِهِ غِلٌّ عَلَى البُسْتَانِ فَهْـ … ــــوَ مُوَكَّلٌ بالقَطْعِ كُلَّ أَوَانِ
4546 – فَالجَاهِلُونَ شِرَارُ أهْلِ الحَقِّ وَالْـ … ــــعُلَمَاءُ سَادَتُهُمْ أُولُو الإحْسَانِ
4547 – والجَاهِلُونَ خِيَارُ أحْزَابِ الضَّلَا … لِ وَشِيعَةِ الكُفْرانِ والشَّيْطَانِ
4548 – وَشِرَارُهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ هُمْ شَرُّ خَلْـ … ــــقِ اللهِ آفَةُ هَذِهِ الأكْوَانِ
فصلٌ في تعَيُّنِ الهجرةِ من الآراءِ والبدعِ إلى سُنَّتِهِ كَما كانت فرضًا مِنَ الأمصارِ إلى بلدتِهِ (1)
4549 – يَا قَوْمُ فَرْضُ الهِجْرتَيْنِ بِحَالِهِ … واللهِ لَمْ يُنْسَخْ إِلى ذَا الآنِ
__________
4541 – في الأصلين: “عاقري”، وضبط في ف: “الحُطّاب قُطاع” بضم الحاء والقاف. والسياق يقتضي ما أثبتناه من النسخ الأخرى.
الحيطان: جمع حائط وهو البستان من النخيل. اللسان 7/ 80.
4542 – جمع فأس، أصله: فُؤُس، بضم الهمزة، وسكنت للضرورة. انظر: تاج العروس 4/ 204.
– د، ط: “ويظن”.
– فالمعطل يشبه الحطاب في قطعه وتدميره لهذه الأصول فهو يحاول أن لا يقوم لأهل السنة قائم فيعطل النصوص عن مدلولاتها التي تدل عليها ويحاول تقديم العقل على النقل ويحاول نفي الصفات، فكل أمر يثبته أهل السنة ويسقونه ويزرعونه يعمل عليه بالفأس. وإذا قيل له: لماذا تفعل ذلك قال حالفًا: لا أعمل ذلك إلا لأثبت العيدان، وهو كاذب قطعًا.
(1) زاد في ط بعد “سنته”: “عليه السلام”. وبإزائه حاشية في ف نصّها: “إلى هنا حرّر على النسخة الأخيرة كذا كتب في الأصل”.
4549 – يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “وله في كل وقت هجرتان: هجرة إلى الله =

(3/870)


4550 – فَالهِجْرةُ الأولَى إِلَى الرحْمنِ بالْـ … إخْلَاصِ فِي سِرٍّ وَفِي إعْلَانِ
4551 – حَتَّى يَكُونَ القَصْدُ وَجْهَ الله بالْـ … أقْوَالِ والأعْمَالِ والإيمَانِ
4552 – وَيَكُونَ كُلُّ الدِّينِ للرَّحْمنِ مَا … لِسِوَاهُ شَيءٌ فِيهِ مِنْ إِنسَانِ
4553 – والحُبُّ والبُغْضُ اللّذَانِ هُمَا لِكُلِّ م … وَلَايَةٍ وَعَدَاوَةٍ أَصْلَانِ
4554 – لِلَّهِ أيْضًا هَكَذَا الإِعْطَاءُ والْـ … ـــمَنْعُ اللَّذانِ عَلَيْهِمَا يَقِفَانِ
4555 – واللهِ هَذَا شَطْرُ دِينِ اللهِ وَالتَّـ … ـــحْكِيمُ لِلْمُخْتَارِ شَطْرٌ ثَانِ
4556 – وَكِلاهُمَا الإحْسَانُ لَنْ يَتَقَبَّل الرَّ … حْمنُ مِنْ سَعْي بِلَا إحْسَانِ
4557 – وَالهجْرةُ الأخرَى إلَى المبْعُوثِ بالْـ … إسْلَامِ والإيمَانِ والإحْسَانِ
4558 – أَتُروْنَ هَذِي هِجْرَةَ الأبْدَانِ لَا … واللهِ بَلْ هِيَ هِجْرَةُ الإيمَانِ
__________
= بالطلب والمحبة والعبودية والتوكل والإنابة والتسليم والتفويض والخوف والرجاء والإقبال عليه وصدق اللجأ والافتقار في كل نَفسٍ إليه، وهجرة إلى رسوله في حركاته وسكناته الظاهرة والباطنة، بحيث تكون موافقة لشرعه الذي هو تفصيل محاب الله ومرضاته، ولا يقبل الله من أحد دينًا سواه، وكل عمل سواه فعيش النفس وحظها لا زاد المعاد”. طريق الهجرتين ص 7.
4550 – طع: “والهجرة”.
4553 – في الأصلين وغيرهما: “اللذين”، وضبط “الحب والبغض” في ف بالجرّ، كأنّ الحبّ معطوف على الإيمان في البيت الذي قبل البيت السابق. ولكن الظاهر أن الحبّ معطوف على اسم كان أو مبتدأ خبره “لله” في البيت التالي، وكذا صحح البيت في ط (ص).
4554 – د، ح: “اللذين”، وهو خطأ.
– “عليهما”: الضمير يعود إلى الحب والبغض.
4555 – “هذا”: يعنى الإخلاص.
– “التحكيم للمختار”: يعني اتباع الرسول.
4557 – هذا البيت ساقط من ب.

(3/871)


4559 – قَطْعُ المسَافةِ بالقُلُوبِ إِلَيْهِ فِي … دَرَكِ الأصُولِ مَعَ الفُرُوعِ وَذَانِ
4560 – أَبَدًا إِلَيْهِ حُكْمُهَا لَا غَيْرِهِ … فَالحُكْمُ مَا حَكَمَتْ بِهِ النَّصَّانِ
4561 – يا هِجْرَةً طالت مسافتُها على … مَن خُصَّ بالحِرْمانِ والخِذلانِ
4562 – يا هِجْرَةً طَالَتْ مَسَافَتُهَا عَلَى … كَسْلَانَ مَنْخُوبِ الفُؤَادِ جَبَانِ
4563 – يَا هِجْرَةً والعَبْدُ فَوْقَ فِرَاشِهِ … سَبَقَ السُّعَاةَ لِمَنزلِ الرِّضْوانِ
4564 – سَاروا أحَثَّ السَّيْرِ وَهْوَ فَسَيْرُهُ … سَيْرُ الدَّلَالِ وَلَيْسَ بالرَّمَلانِ
4565 – هَذَا وَتَنْظُرُه أَمَامَ الرَّكْبِ كَالْـ … ـــعَلَمِ العَظِيمِ يُشَافُ فِي القِيعَانِ
__________
4559 – الدرك: اللحاق. وهو اسم من الإدراك. اللسان 10/ 419 وقد سبق في البيت 4430.
4560 – ف: “إليها”.
– انظر: ما سبق في البيت 4445.
4561 – في ف، ب ورد هذا البيت بعد تاليه.
4562 – النَّخْب: الجبن وضعف القلب، ورجل منخوب: جبان، كأنه منتزَعُ الفؤاد، أي: لا فؤاد له. اللسان 1/ 752.
4563 – أي: أن العبد قد يقوم بها وهو نائم على فراشه، ويسبق في مضمارها الساعين إلى منازل الرحمة والرضوان. انظر: طه 2/ 282.
4564 – الدَّلال هنا بمعنى السكينة والوقار. انظر: متن اللغة 2/ 444، والذي نصّ عليه أهل اللغة بهذا المعنى هو: الدَّلّ (ص).
– “الرملان”: بالراء، كذا في الأصلين، وكتب ناسخ ف فوقها: “صح”.
وفي غيرهما: “الذملان” بالذال، وقد سبق في البيت 4109. أما الرّمَلان فهو الهرولة، ومنه رملان الطائف إذا أسرع في المشي وهزّ منكبيه. اللسان 11/ 295. (ص).
4565 – أي: العبد السائر.
العَلَمُ محركة: الجبل الطويل. اللسان 12/ 420.
– ف: “يشال” باللام أي: يرفع. ويُشاف: يتطلّع إليه.

(3/872)


4566 – رُفِعَتْ لَهُ أَعْلَامُ هَاتِيكَ النُّصُو … صِ رؤوسُهَا شَابَتْ مِنَ النِّيرانِ
4567 – نَارٌ هِيَ النُّورُ المبِينُ وَلَمْ يَكُنْ … لِيَرَاهُ إلَّا مَنْ لَهُ عَيْنَانِ
4568 – مَكْحُولَتَانِ بِمِرْوَدِ الوَحْيَيْنِ لَا … بِمَرَاوِدِ الآرَاءِ والهَذَيَانِ
4569 – فَلِذَاكَ شَمَّرَ نَحْوَهَا لَمْ يَلْتَفِتْ … لَا عَنْ شَمَائِلِهِ وَلَا أيْمَانِ
4570 – يَا قَوْمُ لَوْ هَاجَرْتُمُ لرأيْتُمُ … أعْلَامَ طَيْبَةَ رُؤيةً بِعِيَانِ
4571 – وَرَأيتُمُ ذَاكَ اللِّوَاءَ وَتَحْتَه الرُّ … سُلُ الكِرَامُ وَعَسْكرُ القُرْآنِ
4572 – أَصْحَابُ بَدْرٍ والأُلَى قَدْ بَايَعُوا … أَزْكَى البَرِيَّةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ
4573 – وَكَذَا المُهَاجِرَةُ الأُلى سَبَقُوا كَذَا الْـ … أنْصارُ أهْلُ الدَّارِ والإيمَانِ
4574 – والتَّابِعُونَ لَهُمْ بإحْسَانٍ وَسَا … لِكُ هَدْيِهِمْ أبَدًا بِكُلِّ زَمَانِ
4575 – لَكِنْ رَضِيتُمْ بالأمَانِي وابْتُلِيـ … ـــتُمْ بِالحُظُوظِ ونُصْرةِ الإخْوَانِ
4576 – بَلْ غَرَّكُمْ ذَاكَ الغَرورُ وَسَوَّلَتْ … لَكُمُ النُّفُوسُ وَسَاوِسَ الشَّيْطَانِ
__________
4566 – ف: “رفعت إليه”، خطأ.
4568 – المِرْوَدُ: الميل الذي يكتحل به. اللسان 3/ 191.
4569 – د: “شمايلها”.
4572 – وقد أنزل الله تعالى فيهم: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)} [الفتح: 18].
4573 – يشير إلى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)} [الحشر: 9].
4574 – في الأصلين وب: “والتابعين”، وتصحيحه من د وغيرها.
4575 – أي: نصرة إخوانكم من المعطلة.
4576 – “الغرور” أي: الشيطان. قال ابن عباس في معنى قوله تعالى: {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}: الغرور هو الشيطان فإنه غرار كذاب. تفسير ابن كثير 3/ 548.

(3/873)


4577 – وَنَبذْتُمُ عَسَلَ النُّصُوصِ وَرَاءَكُمْ … وَقَنِعْتُمُ بِقُطَارَةِ الأذْهانِ
4578 – وَترَكْتُمُ الوَحْيَيْنِ زُهْدًا فِيهِمَا … وَرَغِبْتُمُ فِي رَأيِ كُلِّ فُلَانِ
4579 – وَعزلْتُمُ النَّصَّينِ عَمَّا وُلِّيَا … لِلْحُكْمِ فِيهِ عَزْلَ ذِي عُدْوَانِ
4580 – وَزعَمْتُمُ أَنْ لَيْسَ يَحْكُمُ بَيْنَنَا … إلَّا العُقولُ وَمَنْطِقُ اليُونَانِ
4581 – فَهُمَا بِحُكْمِ الحَقِّ أَوْلَى مِنْهُمَا … سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ذَا السُّبْحَانِ
4582 – حَتَّى إذَا انْكَشَفَ الغِطَاءُ وَحُصِّلَتْ … أَعْمَالُ هَذَا الخَلْقِ فِي المِيزَانِ
4583 – وإِذا انْجَلَى هذَا الغُبَارُ وَصَارَ مَيْـ … ـــدَانُ السِّبَاقِ تَنَالُهُ العَينَانِ
4584 – وَبَدتْ عَلَى تِلْكَ الوُجُوهِ سِمَاتُهَا … وَسْمَ المَليكِ القَادِرِ الدَّيَّانِ
4585 – مُبْيَضَّةً مِثْلَ الرِّياطِ لِجَنَّةٍ … والسُّودُ مِثْلَ الفَحْمِ لِلنِّيرانِ
__________
4577 – قُطارة الشيء: ما قَطَر منه. اللسان 5/ 105، وقُطارة الأذهان، أي: الآراء والأفكار، كما سماها من قبل: “كناسة الأذهان” (البيت 1889).
4578 – لقد ذكر الناظم في كتابه إعلام الموقعين جملة من أقوال الصحابة رضوان الله عليهم في ذمّهم للرأي. إعلام الموقعين 1/ 44 – 50.
4579 – أي: عزلتم النصين من الكتاب والسنة عما جعلت لهما الولاية عليه للحكم فيه. طه 2/ 284.
4582 – قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)} [آل عمران: 106، 107].
4585 – الرياط: جمع رَيطة، وهي الملاءة إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن لِفقين، قال الأزهري: لا تكون الريطة إلا بيضاءَ. اللسان 7/ 307. وفي ط: “الرياض”، ولعله تحريف.
– ط: “بجنّة”، تحريف.
– وفي الأبيات الأربعة السابقة يقول الناظم: “إذا انكشف الغطاء، وذلك يوم القيامة، وحُصلت أعمال الناس، وانجلى الغبار، وصار ميدان السباق، وبدت على الوجوه سماتها، أي: علاماتها، وصارت وجوه مبيضة في =

(3/874)


4586 – فَهُنَاكَ يَعرِفُ رَاكِبٌ مَا تَحْتَهُ … وَهُنَاكَ يُقْرَعُ نَاجِذُ النَّدْمَانِ
4587 – وَهُنَاكَ تَعْلَمُ كُلُّ نَفْسٍ مَا الَّذِي … مَعَهَا مِنَ الأَرْبَاحِ وَالخُسْرَانِ
4588 – وَهُنَاكَ يَعْلَمُ مُؤثِرُ الآرَاءِ وَالشَّـ … ــــطَحَاتِ والهَذَيانِ والبُطْلانِ
4589 – أيَّ البَضَاعةِ قَدْ أضَاعَ وَمَا الَّذِي … مِنْهَا تَعوَّضَ فِي الزَّمَانِ الفَانِي
4590 – سُبْحَانَ رَبِّ الخَلْقِ قَاسِمِ فَضْلِهِ … وَالعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ بالميزَانِ
4591 – لَوْ شَاءَ كَانَ النَّاسُ شَيْئًا وَاحِدًا … مَا فِيهِمُ مِنْ تَائِهٍ حَيْرَانِ
4592 – لكِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَخْتَصُّ بِالْـ … ــــفَضْلِ العَظِيمِ خُلَاصَةَ الإنْسَانِ
4593 – وَسِوَاهُمُ لَا يَصْلُحُونَ لِصالِحٍ … كَالشَّوْكِ فَهْوَ عِمَارَةُ النِّيرانِ
4594 – وَعِمَارَةُ الجَنَّاتِ هُم أَهلُ الهُدى … اَللَّهُ أكْبَرُ لَيْسَ يَسْتَوِيَانِ
4595 – فَسَلِ الهِدَايَةَ مَنْ أزِمَّةُ أمْرِنَا … بِيَديْهِ مَسْأَلةَ الذَّلِيلِ العَانِي
4596 – وَسَلِ العِيَاذَ مِن اثْنَتَيْنِ هُمَا اللَّتَا … نِ بهُلْكِ هَذَا الخَلْقِ كَافِلَتَانِ
4597 – شَرُّ النُّفُوسِ وسَيىِّءُ الأعْمَالِ مَا … واللهِ أعْظَمُ مِنْهُمَا شَرَّانِ
__________
= الجنة، ووجوه مسودة في النار، عرفتم حاصلكم ومحصولكم، ورأيتم ما أوجبته لكم أصولكم. شرح القصيدة النونية لابن عيسى 2/ 432.
4586 – ما عدا الأصلين: “فهناك يعلم”.
4587 – البيت ساقط من ب.
4589 – ط: “أيّ البضائع”.
4590 – طع: “في الميزان”.
4591 – يشير إلى قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)} [هود: 118].
4592 – يشير إلى قوله تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 105].
4595 – في هذا البيت وبعده ينصح الناظم بأن نسأل الهداية من الله الذي بيديه زمام أمورنا، ويكون سؤال الهداية بذلةٍ وخشوع، وتضرع له سبحانه، وأن نعوذ به من شر النفوس وسيء الأعمال، ومن الكبر والهوى.

(3/875)


4598 – ولقَدْ أَتَى هَذَا التَّعَوُّذُ مِنْهُما … فِي خُطْبَةِ المبْعُوثِ بالفرقانِ
4599 – لَوْ كَانَ يَدْرِي العَبْدُ أنَّ مُصَابَهُ … فِي هَذِهِ الدُّنْيَا هُوَ الشَّرَّانِ
4600 – جَعَل التَّعوُّذَ مِنْهُمَا دَيْدَانَهُ … حَتَّى تَرَاهُ دَاخِلَ الأَكْفَانِ
4601 – وَسَلِ العِيَاذَ مِنَ التَّكبُّرِ والْهَوَى … فَهُمَا لِكُلِّ الشَّرِّ جَامِعَتَانِ
4602 – وَهُمَا يَصُدَّانِ الفَتَى عَنْ كُلِّ طُرْ … قِ الخَيْرِ إذْ فِي قَلْبهِ يَلِجَانِ
4603 – فَتَراهُ يمنَعُهُ هَوَاهُ تَارَةً … والكِبْرُ أخْرَى ثُمَّ يَشْتَرِكَانِ
4604 – واللهِ مَا فِي النَّارِ إلَّا تَابعٌ … هَذَينِ فاسْألْ سَاكِني النِّيرَانِ
4605 – واللهِ لَوْ جَرَّدْتَ نَفْسَكَ مِنْهُمَا … لأَتَتْ إِلَيْكَ وُفُودُ كُلِّ تَهَانِ
* * *
__________
4598 – ب: “كذا” مكان “لقد”.
– يشير إلى خطبة الحاجة التي كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلمها أصحابه وهي: “إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا … “.
وقد أخرجها ابن ماجه 1/ 610 وأحمد 5/ 272، ح 3721 أحمد شاكر.
وقال الألباني عن سند ابن ماجه: صحيح، سنن ابن ماجه 1/ 610، وورد ذكر طرق من هذه الخطبة في صحيح مسلم.
وأخرجها أبو داود، 1/ 287، والنسائي 1/ 529، وقال الهيثمي: رواه أبو داود وغيره. انظر: مجمع الزوائد 4/ 288.
4599 – طه: “هما الشرّان”.
4600 – طع: “منهم” خطأ.
– “ديدانه”: دَيدنَه وعادته، وقد سبق في البيت 2818.
– طع: “نراه”.
4601 – التكبر من الأمور التي تصد عن الحق وتجلب الشر وقد حذرنا ربنا من هذا الداء في كتابه الكريم. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} [غافر: 56]. =

(3/876)


فصلٌ في ظهورِ الفرقِ المُبِينِ بينَ دعوةِ الرسلِ ودعوةِ المعطِّلينَ
4606 – وَالفَرْقُ بَيْنَ الدَّعْوَتَيْنِ فَظَاهِرٌ … جدًّا لِمَنْ كَانَتْ لَهُ أُذُنَانِ
4607 – فَرْقٌ مُبينٌ ظَاهِرٌ لَا يَخْتَفِي … إيضَاحُهُ إِلَّا عَلَى العُمْيَانِ
4608 – فَالرُّسْلُ جَاؤونَا بإثبَات العُلُوّ … م لِربِّنَا مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ
4609 – وَكَذَا أتَوْنَا بِالصِّفَاتِ لِرَبِّنَا الرَّ … حْمنِ تَفْصِيلًا بِكُلِّ بَيَانِ
4610 – وَكَذَاكَ قَالوا إنَّهُ مُتَكَلِّمٌ … وَكَلَامُهُ المسْمُوعُ بالآذَانِ
4611 – وَكَذَاكَ قَالُوا إنَّهُ سُبْحَانَهُ الْـ … ـــمَرئِيُّ يَوْمَ لِقَائِهِ بِعِيَانِ
4612 – وَكَذَاكَ قَالُوا إنَّهُ الفَعَّالُ حقًّا م … كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا فِي شَانِ
4613 – وأَتَيْتُمُونَا أَنْتُمُ بِالنَّفْيِ والتَّـ … ــــعْطِيلِ بَلْ بِشَهَادَةِ الكُفْرَانِ
__________
= وقال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 146].
وقال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ} [القصص: 50].
ولقد ذمّ الناظم متبعي الهوى وبيّن أن أصل كل شر الكبر واتباع الهوى. إعلام الموقعين 1/ 106.
4608 – انظر: ما سبق في النوع الخامس عشر من أدلة العلو، البيت رقم 1307 وما بعده.
4610 – ب: “فكلامه”.
– انظر: البيت 556 وما بعده.
4612 – يشير إلى قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29].
4613 – أي: أن المعطلة يكفرون كل من قال إن الله في العلو وإنه متكلم وإنه يرى وإنه كل يوم في شأن.

(3/877)


4614 – لِلْمُثْبِتينَ صِفَاتِهِ وَعُلُوَّهُ … ونداءَهُ فِي عُرْفِ كُلّ لِسَانِ
4615 – شَهِدُوا بإيمَانِ المُقِرِّ بأنَّهُ … فَوْقَ السَّمَاءِ مُبَايِنُ الأَكْوَانِ
4616 – وَشَهِدْتُمُ أنْتُمْ بِتَكْفِيرِ الَّذِي … قَدْ قَالَ ذَلِكَ يَا أولِي العُدْوَانِ
4617 – وَأَتَى بـ “أيْنَ اللهُ” إقْرَارًا وَنُطْـ … ــــقًا قُلْتُمُ هَذَا مِنَ البُهْتَانِ
4618 – فَسُؤالُنا بالأينِ مِثلُ سُؤَالِنَا … مَا اللَّونُ عِنْدَكُمُ هُمَا سِيّانِ
4619 – كَذَا أَتَوْنَا بِالبَيَانِ فَقُلْتُمُ … باللُّغزِ أَيْنَ اللُّغْزُ مِنْ تِبْيَانِ
4620 – إذْ كَانَ مدْلُولُ الكَلَامِ وَوَضْعُهُ … لَمْ يَقْصِدُوهُ بنُطْقِهِمْ بِلسَانِ
4621 – والقَصْدُ مِنْهُ غَيْرُ مَفْهُومٍ بِهِ … مَا اللُّغْزُ عِنْدَ النَّاسِ إلَّا ذَانِ
4622 – يَا قَوْمُ رُسْلُ اللهِ أعْرَفُ مِنْكُمُ … وَأَتمُّ نُصْحًا فِي كَمَالِ بَيَانِ
__________
4614 – كذا في الأصل وغيره، وفي ف: “ونداءه المعقول في الأذهان”.
4615 – “شهدوا”: يعني الرسل.
4617 – يشير إلى الحديث الذي ورد فيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – للجارية: “أين الله” قالت: في السماء، قال: “مَن أنا؟ ” قالت: أنت رسول الله، قال: “أعتقها فإنها مؤمنة” وقد تقدم في حاشية البيت 1296.
4618 – ط: “ما الكون”.
– ط: “شيئان” مكان “سيّان”. يعني أن المعطلة جعلوا قوله – صلى الله عليه وسلم -: “أين الله؟ ” بمعنى “ما الله”، فأين وما سواء عندهم. انظر: ما سبق في البيت 1294 وما بعده.
4619 – “أتونا”: يعني أنّ الرسل بيّنوا لنا.
4621 – يعني أن اللغز في كلام الناس يكون بأمرين: أحدهما أن لا يقصد بالكلام معناه الذي وضع له في اللغة، والثاني أن يكون القصد غير ما يفهم منه عند الإطلاق، فهل كلام الرسل من هذا النوع؟ انظر: طه 2/ 290.
4622 – فالرسل عليهم الصلاة والسلام كان التوحيد الخالص هو أول دعوة لهم. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].

(3/878)


4623 – أَتُراهُمُ قَدْ ألْغَزُوا التَّوْحِيدَ إذْ … بَيَّنْتُمُوه يَا أولِي العِرْفَانِ؟
4624 – أَتُراهُمُ قَدْ أظْهَرُوا التَّشْبِيهَ وَهْـ … ـــوَ لَديْكُمُ كَعبادةِ الأَوْثَانِ؟
4625 – وَلأيِّ شَيءٍ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ مَا … قَدْ قُلْتُمُ فِي رَبِّنَا الرَّحْمنِ؟
4626 – وَلأيِّ شَيءٍ صَرَّحُوا بِخلَافِهِ … تَصْرِيحَ تَفْصِيلٍ بِلَا كِتْمَانِ؟
4627 – وَلأيِّ شَيءٍ بَالغُوا فِي الوَصْفِ بالْـ … إِثْبَاتِ دُونَ النَّفي كُلَّ زَمَانِ؟
4628 – وَلأيِّ شَيءٍ أَنْتُمُ بَالغْتُمُ … فِي النَّفْيِ والتَّعْطِيلِ بِالقُفْزَانِ؟
4629 – فَجَعَلْتُمُ نَفْيَ الصِّفَاتِ مُفَصَّلًا … تَفْصِيلَ نَفْيِ العَيْبِ والنُّقْصَانِ
4630 – وَجَعَلْتُمُ الإثْبَاتَ أَمْرًا مُجْمَلًا … عَكْسَ الَّذِي قَالُوهُ بالبُرْهَانِ
4631 – أَتُراهُم عَجَزُوا عَنِ التِّبْيَانِ وَاسْـ … ــــتَوْلَيْتُمُ أَنْتُمُ عَلَى التِّبْيَانِ
4632 – أَتُرَوْنَ أَفْرَاخَ اليهُودِ وأُمَّةَ التَّـ … ــــعْطِيلِ والعُبَّادَ لِلنِّيرانِ
__________
4623 – كذا في ف، ب. وفي الأصل، د: “أتروهم”، وفي ط: “أترونهم”.
– س: “العدوان”.
4624 – كذا في الأصلين، ب. وفي د: “أتروهم”، وفي ط، ح: “أترونهم”.
– ح: “أثبتوا التشبيه”.
4625 – أي: إذا كان ما تقولون حقًّا فلماذا لم توافقكم الرسل ولم يقولوا مثل ما قلتم؟ وهذا البيت ساقط من طه.
4628 – كذا في الأصل وغيره. وفي ف: “بالفقدان”، ولعله تصحيف. والقفزان: جمع القفيز، وهو مكيال كان قدره ثمانية مكاكيك عند أهل العراق. اللسان 5/ 395. يعني أنهم بالغوا في النفي والتعطيل ووفّوه كيلًا وتقصَّوا فيه تقصّيًا. انظر: طه 2/ 291.
4630 – منهج الرسل والسلف الصالح إثبات الصفات في كتاب الله مفصلًا والنفي مجملًا عكس طريقة أهل الكلام المذموم، فإنهم يأتون بالنفي المفصل والإثبات المجمل. شرح العقيدة الطحاوية 1/ 69.
4631 – د: “أتروهم”.

(3/879)


4633 – وَوِقَاحَ أرْبَابِ الكَلَامِ البَاطِلِ الْـ … ـــمَذْمُومِ عِنْدَ أَئمَّةِ الإيمَانِ
4634 – مِنْ كُلِّ جَهْمِيٍّ وَمُعْتَزِلٍ وَمَنْ … وَالَاهُمَا مِنْ حِزْبِ جِنْكِسْخَانِ
4635 – بِاللهِ أعْلَمَ مِنْ جَميع الرُّسْلِ والتَّـ … ـــوْرَاةِ والإنْجِيلِ والقُرْآنِ؟
4636 – فَسَلُوهُمُ بِسُؤالِ كُتْبهِمُ الَّتِي … جَاؤوا بِهَا عَنْ عِلْمِ هَذَا الشَّانِ
4637 – وَسَلُوهُمُ هَلْ ربُّكُمْ فِي أرْضِهِ … أَوْ فِي السَّمَاءِ وفَوْقَ كُلِّ مَكَانِ
4638 – أَمْ لَيْسَ مِنْ ذَا كُلِّهِ شَيءٌ فَلَا … هُوَ دَاخِلٌ أَوْ خَارجُ الأكْوَانِ
4639 – فَالعِلْمُ والتِّبْيانُ والنُّصْحُ الَّذِي … فِيهِمْ يُبِينُ الحَقَّ كُلَّ بَيَانِ
4640 – لَكِنَّمَا الإلْغَازُ والتَّلْبِيسُ والـ … ـــكِتْمَانُ فِعْلُ مُعَلِّمِ الشَّيْطَانِ

فصلٌ في شكوى أهلِ السُّنَّةِ والقرآنِ أهلَ التَّعطيلِ والآراءِ المخالفة (1) لهما إلى الرحمنِ
4641 – يا رَبِّ هُمْ يَشْكُونَنَا أَبَدًا بِبَغْـ … ــــيِهِمُ وَظُلْمِهِمُ إلَى السُّلْطَانِ
__________
4633 – وِقاح: جمع وَقيح أي: قليل الحياء. اللسان 2/ 637.
4634 – انظر ترجمته في حاشية البيت 369.
4636 – أي: سلوا هؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام عن هذه الأمور من خلال كتبهم التي جاؤوا بها من عند الله حتى تعرفوا أن كلامهم كان في جانب النفي أو في جانب الإثبات. انظر: طه 2/ 291 – 292.
4639 – المقصود أن العلم الموجود في هذه الكتب هو الحق والرسل جاؤوا بما يوافق ما في هذه الكتب. وبالطبع فالذي جاء فيها يخالف ما قالته المعطلة وذلك أكبر دليل على بطلان مذهبهم.
4640 – يبين الناظم أن أسلوب الإلغاز والتلبيس إنما هو من أفعال المعطلة ومعلمهم الأول هو إبليس.
(1) طت، طه: ” … المخالفين للرحمن”.
4641 – أهل التعطيل وأهل البدع يشكون أهل السنة وأهل الحق إذا عجزوا عنهم =

(3/880)


4642 – وَيُلَبِّسُونَ عَلَيْهِ حَتَّى إنَّهُ … لَيَظُنُّهُمْ هُمْ نَاصري الإيمَانِ
4643 – فَيُرُونَهُ البِدَعَ المُضِلَّةَ فِي قَوَا … لِبِ سُنَّةٍ نَبَويَّةٍ وَقُرَانِ
4644 – وَيُرُونَهُ الإثْبَاتَ للأوْصَافِ فِي … أمْرٍ شَنِيعٍ ظَاهِرِ الكُفْرانِ
4645 – فيُلَبِّسُونَ عَلَيْهِ تَلْبِيسَيْنِ لَوْ … كُشِفَا لَهُ نَادَاهُمُ بِطِعَانِ
4646 – يَا فِرْقَةَ التَّلْبيسِ لَا حُيِّيتُمُ … أَبَدًا وَحُيِّيتُمْ بِكُلِّ هَوَانِ
4647 – لَكِنَّنَا نَشْكُوهُمُ وَصَنِيعَهُمْ … أبدًا إِلَيْكَ فأنْتَ ذُو السُّلْطَانِ
4648 – فَاسْمَعْ شِكَايتَنَا وَأَشْكِ مُحِقَّنَا … وَالمُبْطِلَ ارْدُدْهُ عَنِ البُطْلَانِ
__________
= إلى السلطان وهذا دأبهم في كل زمان ومكان كما فعل ابن أبي دؤاد حيث شكا الإمام أحمد رحمه الله إلى المأمون في مسألة القول بخلق القرآن.
4642 – “ناصري”: مفعول ثان لـ (ظن)، والضمير قبله ضمير الفصل. وفي ط: “ناصرو” ولعله تغيير في النص.
4644 – كذا في الأصلين، وفي غيرهما: “النكران”.
4645 – التلبيسان:
الأول: تحسين البدع حيث يجعلونها في قوالب سنن.
الثاني: يرونه أن إثبات أوصاف الرحمن أمر شنيع.
– “ناداهم”: كذا في الأصلين ود، وفوقه في ف: “كذا”. وأهمل النقط في ب. وفي ط: “باداهم” بالباء، من بادَى بالعداوة: جاهر بها. اللسان 14/ 66 (ص).
4647 – ب: “سلطان”.
4648 – أشكيتُ الرجُلَ: إذا أزلتَ شكواه. اللسان 14/ 439.
انظر: إلى هذه الشكاية وتلك الشكاية، فشكاية أهل السنة والقرآن فيها لطف ورحمة، فهم يشكون إلى الله أهل التعطيل بأن يردهم عن باطلهم ويهديهم، فالشكاية فيها مصلحة لهم. أما شكاية أهل التعطيل لأهل السنة عند السلطان إنما فيها ضرر عليهم. والإمام أحمد حينما كان يعذب قال: لو كنت أعلم أن لي دعوة تستجاب الآن لصرفتها للإمام. فهذا حال أهل السنة مع أهل البدع.

(3/881)


4649 – رَاجِعْ بِهِ سُبُلَ الهُدَى والْطُفْ بِهِ … حَتَّى تُرِيهِ الحَقَّ ذَا تِبْيَانِ
4650 – وارْحَمْهُ وارْحَمْ سَعْيَهُ المِسْكِينُ قَدْ … ضَلَّ الطَّريقَ وَتَاهَ فِي القِيعَانِ
4651 – يَا رَبِّ قَدْ عَمَّ المُصَابُ بِهَذِهِ الْـ … آرَاءِ والشَّطَحَاتِ والبُهْتَانِ
4652 – هَجَرُوا لَهَا الْوَحْيَينِ والفِطْرَاتِ والْـ … آثارَ لَمْ يَعْبُوا بِذَا الهِجْرَانِ
4653 – قَالُوا وَتِلْكَ ظَوَاهِرٌ لَفْظِيَّةٌ … لَمْ تُغْنِ شَيْئًا طَالِبَ البُرْهَانِ
4654 – فَالعَقْلُ أَوْلَى أَنْ يُصَارَ إليهِ مِنْ … هَذِي الظَّوَاهِرِ عِنْدَ ذِي العِرْفَانِ
4655 – ثُمَّ ادَّعى كُلٌّ بأنَّ العَقْلَ مَا … قَدْ قُلْتُهُ دُونَ الفَرِيقِ الثَّانِي
__________
4652 – أصله: لم يعبؤوا، وسهلت الهمزة للضرورة.
– أي: هجروا الكتاب والسنة والفطرات التي فُطر الناس عليها وآثار السلف الصالح، غير مبالين بهذا الهجران.
4653 – أي: الكتاب والسنة والأثر.
4655 – يقول المؤلف في مختصر الصواعق: “كل طائفة منهم -أي من الذين لا يأخذون بالكتاب والسنة- تقول في أدلة خصومها: إن العقل يدل على فسادها لا على صحتها، وأهل السمع مع كل طائفة في دلالة العقل على فساد قول تلك الطائفة الأخرى المخالفة للسمع” انتهى. مختصر الصواعق ص 116. ويقول شيخ الإسلام: “ثم المخالفون للكتاب والسنة في أمر مريج، فإن من أنكر الرؤية يزعم أن العقل يحيلها .. ومن يحيل أن لله علمًا وقدرة وأن يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول: إن العقل أحال ذلك … ومن يزعم أن الله ليس فوق العرش يزعم أن العقل أحال ذلك .. ويكفيك دليلًا على فساد قول هؤلاء أنه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل، بل منهم من يزعم أن العقل جوّز وأوجب ما يدّعي الآخر أن العقل أحاله” الفتوى الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى 5/ 28 – 29. ويُصدق ذلك قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].

(3/882)


4656 – يَا رَبِّ قَدْ حَارَ العِبَادُ بِعَقْلِ مَنْ … يَزِنُونَ وَحْيَكَ فَأْتِ بِالمِيزَانِ
4657 – وَبِعقْلِ مَنْ يُقضَى عَلَيْكَ فَكُلُّهُمْ … قَدْ جَاءَ بِالمَعْقُول والبُرْهَانِ
4658 – يَا رَبِّ أَرْشِدْنَا إِلَى مَعْقُولِ مَنْ … يَقَعُ التَّحَاكُمُ إنَّنَا خَصْمَانِ
4659 – جَاؤوا بِشُبْهَاتٍ وَقَالُوا إنَّهَا … مَعْقُولةٌ بِبَدَائِهِ الأَذْهَانِ
4660 – كُلٌّ يُنَاقِضُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَمَا … فِي الحَقِّ مَعْقُولَانِ مُخْتَلِفَانِ
4661 – وَقَضَوْا بِهَا إفكًا عَلَيْكَ وَجُرْأَةً … مِنْهُمْ وَمَا الْتَفَتُوا إِلَى القُرْآنِ
4662 – يَا رَبِّ قَدْ أوْهَى النُّفَاةُ حَبَائِلَ الـ … ـــقُرْآنِ والآثارِ والإيمَانِ
4663 – يَا رَبِّ قَدْ قَلَبَ النُّفَاةُ الدِّينَ والْـ … إيمَانَ ظَهْرًا مِنْهُ فَوْقَ بِطَانِ
4664 – يَا رَبِّ قَدْ بغَتِ النُّفَاةُ وأجْلَبُوا … بالخَيْلِ والرَّجِلِ الحَقيرِ الشَّانِ
4665 – نَصَبُوا الحَبَائِلَ والغَوَائِلَ لِلأُلَى … أَخَذُوا بِوَحْيِكَ دُونَ قَوْلِ فُلَانِ
__________
4656 – في هذا البيت يرد الناظم على من حَكَّم العقل في باب الصفات فقال: بأي عقل نزن ما يثبت لله وما يمتنع؟ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “فيا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟ فرضي الله عن الإمام مالك بن أنس حيث قال: أوَ كلما جاءنا رجل أجدل من رجلٍ تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد – صلى الله عليه وسلم – لجدل هؤلاء” مجموع الفتاوى 5/ 29.
4661 – ح، ط: “كذبا عليك”.
ب: “إلى الفرقان”.
4662 – وهى الشيء وهيًا فهو واهٍ: ضَعُفَ. وأوهى: أضعفَ. اللسان 15/ 417. أي: أن هؤلاء المعطلة قد أضعفوا وأوهنوا وشائج القرآن والآثار والإيمان وهذا البيت فيه شكوى من الناظم لربه جلّ وعلا.
4664 – شبّه الناظم هنا النفاة بالشيطان حينما قال له تعالى: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} [الإسراء: 64].
4665 – الغوائل: الدواهي. اللسان 11/ 507.
أي: أن سبب نصب أهل التعطيل لأهل الحق الغوائل والدواهي: أخذ أهل الحق بالقرآن والسنة وترك آراء الرجال وأقوالهم.

(3/883)


4666 – وَدَعَوْا عِبَادَكَ أَنْ يُطِيعُوهُمْ فَمَنْ … يَعْصِيهِمُ سَامُوهُ شَرَّ هَوَانِ
4667 – وَقَضَوْا عَلَى مَنْ لَمْ يَقُلْ بِضَلَالِهِمْ … بِاللَّعْنِ والتَّضْلِيلِ والكُفْرانِ
4668 – وَقَضَوْا عَلَى أَتْبَاعِ وَحْيِكَ بالَّذِي … هُمْ أَهْلُهُ لَا عَسْكَرُ الفُرْقَانِ
4669 – وَقَضَوْا بِعَزْلِهمُ وقَتْلِهِمُ وَحْبـ … ـــسِهِمُ ونَفْيِهِمُ عَنِ الأَوْطَانِ
4670 – وَتَلَاعَبُوا بالدِّينِ مِثْلَ تَلَاعُبِ الْـ … ــحُمُرِ الَّتِي نَفَرَتْ بِلَا أرْسَانِ
4671 – حَتَّى كأنَّهُمُ تَوَاصَوْا بَيْنهُمْ … يُوصِي بِذلِكَ أوَّلٌ لِلثَّانِي
4672 – هَجَرُوا كَلَامَكَ هَجْرَ مُبْتَدِعٍ لِمَنْ … قَدْ دَانَ بالآثارِ والقُرْآنِ
4673 – فكأنَّهُ فِيمَا لَديْهِمْ مُصْحَفٌ … فِي بَيْتِ زِنْدِيقٍ أَخي كُفْرَانِ
4674 – أَوْ مَسْجدٌ بِجِوَارِ قَوْمٍ هَمُّهُمْ … فِي الفِسْقِ لَا في طَاعَةِ الرَّحْمنِ
4675 – وَخَواصُهُمْ لَمْ يَقْرَؤوهُ تَدَبُّرًا … بَلْ لِلتَّبَرُّكِ لَا لِفَهْمِ مَعَاني
__________
4667 – ف: “لم يقم”، خطأ.
4668 – يعني أن الذي قضت به المعطلة على أهل السنة من التضليل والكفر هم أحق من أهل السنة به.
4669 – “قضوا عليهم بالعزل والحرمان من جميع الوظائف في الفتيا والتدريس والقضاء، بل وقضوا بقتلهم واستحلال دمائهم، وبسجنهم ونفيهم عن الأوطان. وكتب التراجم حافلة بما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأمثاله من هذه الألوان” شرح النونية لهراس 2/ 295.
4670 – أرسان: جمع رسَن هو: الحبل وما كان من زمام على أنف. وقد سبق.
4672 – ب: “الفرقان”.
4673 – ف، ب: “أخا كفران”.
4675 – حذفت الشدّة من “خواصّ” للضرورة، وكذا من “عوام” في البيت التالي.

(3/884)


4676 – وَعَوَامُهُمْ فِي السُبْعِ أَوْ فِي خَتْمةٍ … أَوْ تُرْبَةٍ عِوَضًا لِذِي الأَثْمَانِ
4677 – هَذَا وَهُمْ حَرْفِيَّةُ التَّجْويدِ أَوْ … صَوْتِيَّةُ الأَنْغَامِ والأَلْحَانِ
4678 – يَا رَبِّ قَدْ قَالُوا بأنَّ مَصَاحِفَ الْـ … إسْلَامِ مَا فِيهَا مِنَ القُرْآنِ
4679 – إلا المِدَادُ وَهَذِهِ الأورَاقُ والـ … ــجِلْدُ الَّذِي قَدْ سُلَّ مِنْ حَيَوانِ
4680 – وَالكُلُّ مَخْلُوقٌ وَلَسْتَ بِقَائِلٍ … أصْلًا وَلَا حَرْفًا مِنَ الفرقانِ
4681 – إنْ ذَاكَ إلَّا قَولُ مَخْلُوقٍ وَهَلْ … هُوَ جِبرَئيلُ أم الرَّسُولُ فَذَانِ
__________
4676 – السبع بالضم: جزءٌ من سبعة. القاموس 2/ 975. وفي س، طت، طه: “الشبع”، وعليه فسّر البيت في طه، وهو تصحيف. والمعنى أن عوام هؤلاء المعطلة يقرأون القرآن قراءة بدعية فيجتمعون ويقرؤون سُبعة وكذلك يجتمعون في ختمة أو يقرؤونه عند الميت. هذا عملهم بالقرآن دون تدبر وفهم.
– “عوضًا لذي الأثمان” كذا في الأصل، ح، ط. وفي غيرها: “تهدى إلى الجبّان” وأشير إليها في حاشية الأصل أيضًا.
4677 – يعني اهتمامهم بإقامة حروفه، وتحسين صوته، دون العمل به.
4679 – السلُّ: انتزاع الشيء وإخراجه في رفق. اللسان 11/ 338.
4680 – ف، ح، ط: “القرآن”.
– يقول ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق: قال أبو الوفاء بن عقيل في خطبة كتابه في القرآن: أما بعد، فإن سبيل الحق قد عَفَتْ آثارها، وقواعد الدين قد انحط شعارها .. وكتاب الله عزّ وجل بين العوام غرض ينتضل، وعلى ألسنة الطغام بعد الاحترام يبتذل، وتضرب آياته بآياته جدالًا وخصامًا .. قد هُوِّن في نفوس الجهال بأنواع المحال، حين قيل: ليس في المصحف إلا الورق والخط المستحدث المخلوق، وإن سلطت عليه النار احترق، وأشكال في قرطاس قد لُفت، إزراء بحرمته، واستهانة بقيمته، وتطفيفًا في حقوقه، وجحودًا لفضيلته، حتى لو كان القرآن حيًا ناطقًا لكان لذلك متظلمًا، ومن هذه البدعة متوجعًا متألمًا” مختصر الصواعق ص 542.
4681 – ح، ط: “أو”.

(3/885)


4682 – قَولَانِ مَشْهُورَانِ قَدْ قَالَتْهُمَا … أَشْيَاخُهُمْ يَا مِحْنَةَ القُرْآنِ
4683 – لَوْ دَاسَهُ رَجُلٌ لَقَالُوا لَمْ يَطَأْ … إِلَّا المِدَادَ وكَاغِدَ الإنْسَانِ
4684 – يَا رَبِّ زَالَتْ حُرْمَةُ القُرْآنِ مِنْ … تِلْكَ القُلُوبِ وَحُرْمَةُ الإيمَانِ
4685 – وَجَرَى عَلَى الأَفْوَاهِ مِنْهُم قَوْلُهُمْ … مَا بَيْنَنَا لِلَّهِ مِنْ قُرْآنِ
4686 – مَا بَيْنَنَا إلَّا الحِكَايةُ عَنْه وَالتَّـ … ــــعْبِيرُ ذَاكَ عِبَارَةٌ بِلِسَانِ
4687 – هَذَا وَمَا التَّالُونَ عُمَّالًا بهِ … إِذْ هُمْ قَدِ اسْتَغْنَوْا بِقَوْلِ فُلَانِ
__________
4682 – يقول ابن القيم في معرض حديثه عن مسألة تكلم العباد بالقرآن حيث ذكر قول الكلابية: “فعندهم أن هذا المسموع قول الرسول الملكي حقيقةً، سمعه منه الرسول البشري فأداه كما سمعه. أما الرسول الملكي ناقل لما في اللوح المحفوظ غير سامع له من الله، والرسول البشري ناقل له عن جبرائيل قوله وألفاظه” مختصر الصواعق ص 520 وانظر: ما تقدم في البيت 590 وما بعده.
4683 – الكاغد: القِرطاس. كذا ضبط بكسر الغين في الأصلين، وهي لغة فيه، والمشهور بالفتح. انظر: اللسان 3/ 380، ومتن اللغة 5/ 79.
– قال الحافظ ابن حزم في كتابه الملل والأهواء والنحل: “أخبرني علي بن صخرة المرادي الصوفي أنه رأى بعض الأشعرية ينطح المصحف برجله. قال: فأكبرت ذلك، وقلت له: ويحك تفعل هذا الفعل بالمصحف وفيه كلام الله عزّ وجل؟! فقال لي: ويحك والله ما فيه إلا السخام والسواد وأما كلام الله تعالى فلا. قال أبو محمد: وكتب لي أبو المرجي .. أن بعض ثقات إخوانه … أخبره أن رجلًا من الأشعرية قال مشافهة: على من يقول: إن الله تعالى قال: ” {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} ألف لعنة” الفصل في الأهواء والملل والنحل 4/ 160 – 1/ 135.
4686 – انظر: ما سبق في البيتين 572 و 606.
4687 – د: “برأي فلان”.
أي: أن المعطلة مع تركهم التدبر للقرآن لا يعملون به والسبب هو استغناؤهم بأقوال الرجال وآرائهم.

(3/886)


4688 – إنْ كَانَ قَدْ جَازَ الحنَاجرَ مِنْهُمُ … فَبِقَدْرِ مَا عَقَلُوا مِنَ القُرْآنِ
4689 – وَالبَاحِثُونَ فَقَدَّمُوا رَأْيَ الرِّجَا … لِ عَلَيْهِ تَصْريحًا بِلَا كِتْمَانِ
4695 – عَزَلُوهُ إِذْ وَلَّوْا سِوَاهُ وَكَانَ ذَا … كَ العَزْلُ قَائِدَهُمْ إلَى الخِذْلَانِ
4691 – قَالُوا وَلَمْ يَحْصُلْ لَنَا مِنْهُ يَقِيـ … ــــنٌ فَهْوَ مَعْزُولٌ عَنِ الإِيقَانِ
4692 – إنَّ الْيَقِينَ قَواطِعٌ عَقْليَّةٌ … مِيزَانُها هُوَ مَنْطِقُ اليُونَانِ
4693 – هَذَا دَلِيلُ الرَّفْعِ مِنْه وَهَذِهِ … أَعْلَامُهُ فِي آخِرِ الأَزْمانِ
__________
4690 – أي: عزلوا القرآن.
4692 – قال شيخ الإسلام: “وقال بعض الناس: إن العلوم لا تقوم إلا به -أي بالمنطق- كما ذكر ذلك أبو حامد فهذا غلط عظيم عقلًا وشرعًا. أما عقلًا: فإن جميع عقلاء بني آدم من جميع أصناف المتكلمين في العلم حرروا علومهم بدون المنطق اليوناني، وأما شرعًا فإنه من المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن الله لم يوجب تعلم هذا المنطق اليوناني على أهل العلم والإيمان”. مجموع الفتاوى 9/ 269.
ويقول -رحمه الله-: “ويزعم قوم من غالبية أهل البدع أنه لا يصح الاستدلال بالقرآن والحديث على المسائل القطعية مطلقًا، بناء على أن الدلالة اللفظية لا تفيد اليقين بما زعموا” مجموعة الرسائل والمسائل، “قاعدة في المعجزات والكرامات” ص 18.
4693 – في هذا البيت يشير الناظم إلى أن ترك القرآن وترك العمل به وتقديم العقل والمنطق اليوناني على شرع الله دليل على رفع القرآن وهو في آخر الزمان. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ليُنزعن القرآن من بين أظهركم؛ يسرى عليه ليلًا، فيذهب من أجواف الرجال، فلا يبقى في الأرض منه شيء” رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير شداد بن معقل، وهو ثقة. مجمع الزوائد 7/ 329 – 330، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “يسرى به في آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى في الصدور منه كلمة، ولا في المصاحف منه حرف” انظر: مجموع الفتاوى 3/ 198 – 199.

(3/887)


4694 – يَا رَبِّ مَنْ أهْلُوهُ حَقًّا كَيْ تُرَى … أقْدَامُهُمْ منَّا عَلَى الأذْقَانِ
4695 – أَهْلُوهُ مَنْ لا يَرْتَضي مِنْهُ بَدِيـ … ـــلًا فَهْوَ كَافِيهِمْ بِلَا نُقْصَانِ
4696 – وَهُوَ الدَّلِيلُ لَهُمْ وهَادِيهِم إِلَى الْـ … إيمَانِ والإيقَانِ والعِرْفَانِ
4697 – هُوَ مُوصِلٌ لَهُمُ إِلَى دَرَكِ الْيَقيـ … ـــــنِ حَقِيقَةً وَقَواطِعِ البُرْهَانِ
4698 – يَا رَبِّ نَحْنُ العَاجِزُونَ بحُبِّهِمْ … يَا قِلَّةَ الأنْصَارِ والأَعوَانِ
* * *
فصلٌ في أذانِ أهلِ السنَّةِ الأعلامِ بصريحِهَا جهرًا على رؤوسِ منابرِ الإِسلامِ
4699 – يَا قَوْمِ قَدْ حَانَتْ صَلَاةُ الفَجْرِ فَانْـ … ـــتَبِهُوا فَإنِّي مُعْلِنٌ بأذَانِ
4700 – لَا بِالْمُلَحَّنِ والمُبدَّلِ [ذَاكَ] بَلْ … تَأْذِينُ حَقٍّ وَاضِحِ التِّبْيَانِ
4701 – وَهُوَ الَّذِي حَقًّا إجَابَتُه عَلَى … كُلِّ امْرِئٍ فَرْضٌ عَلَى الأَعْيَانِ
__________
4694 – مقصود الناظم: التقدير والاحترام لأهله العاملين به.
4696 – ف: “والقرآن والعرفان”، خطأ.
4698 – “بحبّهم”: كذا في الأصل وغيره. وفي ف: “لحيهم” وكتب في الحاشية: “ظ” يعني: انظر. وفي س: “لحربهم”.
4699 – خصّ الفجر هنا لأمرين:
1 – لأنها تأتي بعد نوم.
2 – أن عندها يظهر الصبح.
4700 – ما بين الحاصرتين زيادة من ح، ط. وغيّر بعضهم في نسخة ف ليكون النص: “بتأذين بحقٍّ” ليستقيم الوزن.
– “هذا تأذين لغوي، لأن الأذان في اللغة الإعلام. قال الله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ … } [التوبة: 3] طع 2/ 443.

(3/888)


4702 – اَللهُ أكْبَرُ أنْ يَكُونَ كَلَامُهُ الْـ … ــــعَرَبيُّ مَخْلُوقًا مَنَ الأكْوَانِ
4703 – وَاللهُ أكْبَرُ أنْ يَكُونَ رَسُولُهُ الْـ … ـــمَلَكِيُّ أَنْشَاهُ عَنِ الرَّحْمنِ
4704 – وَاللهُ أكْبَرُ أنْ يَكُونَ رَسُولُهُ الْـ … ـــبَشَريُّ أَنْشاهُ لَنَا بِلِسَانِ
4705 – هَذِي مَقَالَاتٌ لَكُمْ يَا أمَّةَ التَّـ … ــشْبِيهِ مَا أَنْتُمْ عَلَى إِيمَانِ
4706 – شَبَّهْتُمُ الرَّحْمنَ بالأوْثَانِ فِي … عَدَمِ الكَلَامِ وَذَاكَ لِلأَوْثَانِ
4707 – مِمَّا يَدُلُّ بأَنَّهَا لَيْسَتْ بِآ … لِهَةٍ وَذَا البُرْهَانُ فِي القرآنِ
4708 – فِي سُورَةِ الأعْرَافِ مَعْ طَهَ وَتا … ليهَا فَلَا تَعْدِلْ عَنِ الفرقانِ
4709 – أفَصَحَّ أنَّ الجَاحِدينَ لِكَوْنِهِ … مُتَكَلِّمًا بحَقِيقَةٍ وَبَيَانِ
4710 – هُمْ أَهْلُ تَعْطِيلٍ وَتشْبِيهٍ معًا … بالْجَامِدَاتِ عظِيمَةِ النّقْصَانِ
__________
4702 – في هذا البيت بدأ بالأذان بقوله: الله أكبر، ثم بين مذهب المعتزلة. حيث قال رحمه الله في مختصر الصواعق: “الفرقة الثالثة من المعتزلة تزعم أن القرآن مخلوق لله” مختصر الصواعق 511.
4704 – تقدَّم هذا البيت في نسخة ف على سابقه.
4707 – طت، طه: “الفرقان”.
4708 – “تاليها”: كذا في الأصل وح على الصواب، وفي ف وغيرها: “ثالثها”.
– س، ح، ط: “القرآن”. في الأصل بجانب هذا البيت حاشية: “بلغ مقابلة على نسخة عليها طبقة سماع وقرئت على الشيخ”. وإشارة الناظم في هذا البيت إلى قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ} [الأعراف: 148]، وقوله تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه: 88، 89]، وقوله تعالى: {فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63] فهذه الآيات تدل على أن من لا ينطق لا يصلح أن يكون إلهًا.

(3/889)


4711 – لَا تَقذِفُوا بالدَّاءِ مِنْكُمْ شِيعَةَ الرَّ … حْمنِ أَهْلَ العِلْمِ والعِرْفَانِ
4712 – إنَّ الَّذِي نَزَلَ الأمِينُ بِهِ عَلَى … قَلْبِ الرَّسُولِ الوَاضِحِ البُرْهَانِ
4713 – هُو قَوْلُ رَبِّي اللَّفْظُ وَالمَعْنَى جَمِيـ … ـــعًا إذْ هُمَا أَخَوَانِ مُصْطَحِبَانِ
4714 – لَا تَقْطَعُوا رَحِمًا تَوَلَّى وَصْلَهَا الرَّ … حْمنُ تَنْسَلِخُوا مِنَ الإيمَانِ
4715 – وَلَقَدْ شَفَانَا قَوْلُ شَاعِرنَا الَّذِي … قَالَ الصَّوَابَ وَجَاء بالإحْسَانِ
4716 – (إِنَّ الَّذِي هُوَ فِي المصَاحِفِ مُثْبَتٌ … بِأَنَامِلِ الأَشْيَاخِ والشُّبَّانِ
4717 – هُوَ قَولُ رَبّي آيُه وحُروفُهُ … وَمِدَادُنَا والرَّقُّ مَخْلُوقانِ)
4718 – واللهُ أكْبَرُ مَنْ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى … لَكِنَّهُ اسْتَوْلَى عَلَى الأَكْوَانِ
4719 – وَاللهُ أكْبَرُ ذُو المعَارجِ مَنْ إِلَيْـ … ـــهِ تَعْرُجُ الأَمْلَاكُ كُلَّ أَوَانِ
4720 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ يَخَافُ جَلَالَهُ … أمْلَاكُهُ مِنْ فَوْقِهِمْ بِبَيَانِ
4721 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ غَدَا لِسَريرِه … أطٌّ بِهِ كالرَّحْلِ لِلرُّكْبَانِ
__________
4711 – س: “والإيمان”.
4713 – هنا في هذا البيت رد على الأشاعرة حيث قالوا إن كلام الله المعنى دون اللفظ.
4714 – بجانب هذا البيت حاشية في الأصل نصها: “بلغ إلى هنا مقابلة في نسخة قرئت على الشيخ”.
4715 – في حاشية الأصل: “يعني القحطاني”.
4717 – ما بين القوسين اقتباس من نونية القحطاني رحمه الله. وقد سبق الاقتباس نفسه في مبحث الكلام. انظر: البيت 769 وما بعده (ص).
4719 – انظر: ما سبق في النوع الرابع من أدلة الفوقية (البيت 1159 وما بعده).
4720 – يشير إلى قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)} [النحل: 50] وانظر: البيت 1143.
4721 – في الأصلين وب، د: “أطًّا”، والصواب ما أثبتنا من ط.
– يشير إلى حديث الأطيط وقد سبق في البيتين: 427، 1721.

(3/890)


4722 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ أتَانَا قَوْلُهُ … مِنْ عِنْدِهِ مِنْ فَوْقِ سِتِّ ثَمَانِ
4723 – نَزَلَ الأَمِينُ بِهِ بأمْرِ الله مِنْ … رَبٍّ عَلَى العَرْشِ اسْتَوى رحْمنِ
4724 – وَاللهُ أكْبَرُ قَاهِرٌ فَوْقَ العِبَا … دِ فَلَا تَضَعْ فَوْقِيَّةَ الرَّحْمنِ
4725 – مِنْ كُلِّ وَجْهٍ تِلْكَ ثَابِتَةٌ لَهُ … لَا تَهْضِمُوهَا يَا أولِي البُهْتَانِ
4726 – قَهْرًا وَقَدْرًا واسْتِوَاءَ الذَّاتِ فَوْ … قَ العَرْشِ بالبُرْهَانِ
4727 – فَبِذَاتِهِ خَلَقَ السَّمَواتِ العُلَى … ثُمَّ اسْتَوَى بالذَّاتِ فافْهَمْ ذَانِ
4728 – فَضَمِيرُ فِعْل الاسْتِوَاءِ يَعُودُ لِلذّ … اتِ الَّتِي ذُكِرَتْ بِلَا فُرْقَانِ
4729 – هُوَ رَبُّنَا هُوَ خَالِقٌ هُوَ مُسْتَوٍ … بِالذَّاتِ هَذِي كُلُّهَا بِوِزَانِ
4730 – وَاللهُ أكْبَرُ ذُو العُلُوِّ المُطَلْقِ الْـ … ـــمَعْلُومِ بالفِطْرَاتِ للإِنسانِ
4731 – فَعُلوُّهُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ثَابِتٌ … فَاللَّهُ أكْبَرُ جَلَّ ذُو السُّلْطَانِ
__________
4722 – كتب فوق “ست” في ف: “صح”، وقد سبق مثله في البيت 523. وانظر: أيضًا البيت 412. والمقصود: من فوق الأرضين السبع والسماوات السبع.
4723 – طت، طه: “الرحمن”.
4725 – كذا في الأصل وحاشية ف وح، طت، طه. وفي غيرها: “العدوان”.
4726 – كذا في الأصلين وغيرهما، وهو ناقص الوزن. وقد سبق مثله غير مرة.
انظر: حاشية البيت 683. وزاد في طه وطع: “والقرآن” لإقامة الوزن (ص).
4728 – يشير إلى قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس: 3] فالضمير يعود للذات المذكورة كما يعود إليها ضمير فعل الخلق. فهو الرب وهو الخالق، وهو المستوي على عرشه بذاته سبحانه.
4730 – كذا في الأصلين وح، وفي غيرها: “فالله أكبر”.
– طت، طه: “بالفطرات والإيمان”.
4731 – انظر: ما سبق في البيت 1124 وما بعده.

(3/891)


4732 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ رَقَى فَوْقَ الطِّبَا … قِ رَسُولُهُ فَدَنَا مِنَ الدَّيَّانِ
4733 – وَإِلَيْهِ قَدْ صَعِدَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً … لَا تُنْكِرُوا المعْرَاجَ بالبُهْتَانِ
4734 – وَدَنَا مِنَ الجَبَّارِ جَلَّ جَلَالُهُ … وَدَنَا إِلَيْهِ الرَّبُّ ذُو الإحْسَانِ
4735 – وَاللهُ قَدْ أَحْصَى الَّذِي قَدْ قُلْتُم … فِي ذَلِكَ المعْرَاجِ بالمِيزَانِ
4736 – قُلْتُمْ خَيَالًا أَوْ أَكَاذِيبًا أوِ الْـ … ـــمِعْرَاجُ لَمْ يَحْصُلْ إِلَى الرَّحمنِ
4737 – إِذْ كَان مَا فَوْقَ السَّماواتِ العُلَى … رَبٌّ إِلَيْهِ مُنْتَهَى الإنْسَانِ
4738 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ أَشَارَ رَسُولُهُ … حَقًّا إِلَيْهِ بِإصْبَعٍ وَبَنَانِ
4739 – فِي مَجْمَعِ الحَجِّ العَظِيمِ بِمَوْقِفٍ … دُونَ المُعَرَّفِ مَوْقِفِ الغُفْرَانِ
4740 – مَنْ قَالَ مِنْكُمْ مَنْ أَشَارَ بإصْبَعٍ … قُطِعَتْ فَعِنْدَ اللهِ يَجْتَمِعَانِ
4741 – وَاللهُ أكْبَرُ ظَاهِرٌ مَا فَوْقَهُ … شَيءٌ وَشَأْنُ اللَّه أَعْظَمُ شَانِ
4742 – وَاللهُ أكْبَرُ عَرْشُهُ وَسِعَ السَّمَا … وَالأرْضَ والكُرْسِيَّ ذَا الأرْكَانِ
__________
4732 – انظر: ما سبق في حاشية البيت 362، والبيت 1198.
4733 – “صعد”: كذا في الأصل وحاشية ف وطت، طه. وفي غيرها: “عرج”.
4737 – في الأصلين بعد (ربّ): “لامه مقتدى” وفي حاشية ف: “كذا في النسخة المنقول منها، وفي الهامش بخط كاتب الأصل: وأظنه (لِيؤمَّه مفتدي) ” وفي حاشية الأصل أيضًا: “ينظر” (ص).
4739 – المعرّف: عرفة.
– يشير رحمه الله إلى الحديث الصحيح الطويل في صفة حج النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي رواه جابر رضي الله عنه: “وفيه أنه لما قدم إلى عرفة خطب الناس … ثم قال: “فما أنتم قائلون؟ ” قالوا: نشهد أنك قد بلّغت وأدّيت ونصحت، فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس” رواه مسلم في صحيحه 2/ 890 كتاب الحج. وقد سبق في حاشية البيت 1253.
4740 – يشير إلى قول المعطلة وهو: أن من أشار بأصبعه إلى السماء وأن الله فوقها فإن إصبعه تقطع.

(3/892)


4743 – وَكَذَلِكَ الكُرْسِيُّ قَدْ وَسِعَ الطِّبَا … قَ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ بِالبُرْهَانِ
4744 – وَالرَّبُّ فَوْقَ العَرْشِ والكرْسِيِّ لَا … يَخْفَى عَلَيْهِ خَوَاطِرُ الإنْسَانِ
4745 – لَا تَحصرُوهُ فِي مَكَانٍ إِذْ تَقُو … لُوا رَبُّنَا حَقًّا بِكُلِّ مَكَانِ
4746 – نَزَّهْتُموهُ بِجَهْلِكُمْ عَنْ عَرْشِهِ … وحَصَرْتُمُوهُ فِي مَكَانٍ ثَانِ
4747 – لَا تُعْدِمُوهُ بِقَولِكُم لَا دَاخِلٌ … فِينَا وَلَا هُوَ خَارِجَ الأكْوَانِ
4748 – اللهُ أكْبَرُ هُتِّكْتُ أسْتَارُكُمْ … وَبَدَتْ لِمَنْ كَانَتْ لَهُ عَيْنَانِ
4749 – وَاللهُ أكْبَرُ جَلَّ عَنْ شِبْهٍ وَعَنْ … مِثْلٍ وَعنْ تَعْطِيلِ ذِي كُفْرَانِ
4750 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ لَهُ الأسْمَاءُ وَالْـ … أوْصافُ كَامِلَةً بلَا نُقْصَانِ
4751 – وَاللهُ أكبَرُ جَلَّ عَنْ شِبْهِ الجَمَا … دِ كقَوْلِ ذِي التَّعْطِيلِ وَالكُفْرَانِ
4752 – هُمْ شَبَّهُوهُ بالجَمَادِ وَلَيْتَهُمْ … قَدْ شَبَّهُوهُ بِكَامِلٍ ذِي شَانِ
4753 – واللهُ أكبرُ جلَّ عن ولَدٍ وصا … حِبَةٍ وعن كُفُوٍ وعن أخدانِ
__________
4743 – ويدل على ذلك قوله تعالى في آية الكرسي: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].
4744 – “والربّ”: كذا في الأصل وحاشية ف ود، طت، طه: وفي غيرها: “والله”.
– من هذا البيت إلى فصل في بيان أن المعطل شر من المشرك ساقطٌ في (س).
4745 – “تقولوا”: أصله: تقولون، حذف النون للضرورة.
4746 – يشير إلى كل من قال: بأن الله حال في كل مكان فأهل الحلول يقولون: إنه بذاته في كل مكان. انظر: قطف الثمر ص 44.
4747 – أي: أن وصفكم بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه أدى إلى وصفه بالعدم فهربتم من شر إلى شر أعظم منه. وقد سبق هذا المعنى أكثر من مرّة. انظر: مثلًا البيت 324.
4750 – هذا البيت مقدّم في ف على سابقه.
4753 – الأخدان: جمع الخِدن، وهو الصاحب. اللسان 13/ 139. وكذا ترتيب الأبيات في الأصل. وفي ف وغيرها ورد قبل البيتين السابقين.

(3/893)


4754 – واللهُ أكْبَرُ جَلَّ عَنْ شِبْه العِبَا … دِ فَذَانِ تَشْبِيهَانِ مُمْتنِعَانِ
4755 – واللهُ أكْبَرُ وَاحِدٌ صَمَدٌ فَكُلُّ م … الشَّأنِ فِي صَمَديَّةِ الرَّحْمنِ
4756 – نَفَتِ الوِلَادَةَ والأبُوَّةَ عَنْهُ والْـ … ــــكُفُوَ الَّذِي هُوَ لَازِمُ الإنْسَانِ
4757 – وَكَذَاكَ أَثْبَتَتِ الصِّفَاتِ جَميعَهَا … للهِ سَالِمةً مِنَ النُّقْصَانِ
4758 – وَإِلَيْهِ يَصْمُدُ كُلُّ مَخْلُوقٍ فَلَا … صَمَدٌ سِوَاهُ عَزَّ ذُو السُّلْطَانِ
4759 – لَا شَيْءَ يُشْبِهُهُ تَعَالَى كَيْفَ يُشْـ … ـــبِهُ خَلْقَهُ مَا ذَاكَ فِي الإمْكَانِ
4760 – لَكِنْ ثُبُوتُ صِفَاتِهِ وَكَلامِهِ … وَعُلوِّهِ حقٌّ بِلَا نُكْرَانِ
__________
4755 – يقول شيخ الإسلام رحمه الله: والاسم “الصمد” فيه للسلف أقوال متعددة قد يظن أنها مختلفة وليست كذلك؟ بل كلها صواب، والمشهور منه قولان:
أحدهما: أن الصمد هو الذي لا جوف له.
والثاني: أنه السيد الذي يُصمد إليه في الحوائج.
والأول هو قول أكثر السلف من الصحابة والتابعين وطائفة من أهل اللغة.
والثاني قول طائفة من السلف والخلف، وجمهور اللغويين. مجموع الفتاوى 17/ 214 – 215.
4756 – “نفت” أي: الصمدية.
– يقول شيخ الإسلام: وفي الحديث المأثور في سبب نزول هذه الآية – سورة الصمد – رواه الإمام أحمد في المسند وغيره من حديث أبي سعد الصغاني: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب: “أن المشركين قالوا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك فأنزل الله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} إلى آخر السورة. قال: الصمد الذي لم يلد ولم يولد؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث وأن الله لا يموت ولا يورث” مجموع الفتاوى 17/ 215 – 219.
4759 – يشير إلى قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
4760 – طت، طه: “حقًا”.

(3/894)


4761 – لَا تَجْعَلُوا الإثْبَاتَ تَشْبِيهًا لَهُ … يَا فِرْقَةَ التَّلبيسِ والطُّغْيَانِ
4762 – كَمْ تَرْتَقُونَ بِسُلَّمِ التَّنْزِيه لِلتَّـ … ــــعْطِيلِ تَرْويجًا عَلَى العُمْيَانِ
4763 – فَاللهُ أكْبَرُ أنْ تكُونَ صِفَاتُهُ … كَصِفَاتِنَا جَلَّ العَظِيمُ الشَّانِ
4764 – هَذَا هُوَ التَّشبِيهُ لَا إثبَاتُ أَوْ … صَافِ الكَمَالِ فَمَا هُمَا عِدْلانِ
* * *

فصلٌ في تلازُمِ التَّعطيلِ والشِّركِ
4765 – وَاعْلَمْ بأنَّ الشِّرْكَ وَالتَّعْطِيلَ مُذْ … كَانَا هُمَا لَا شَكَّ مُصْطَحِبَانِ
4766 – أَبدًا فَكُلُّ مُعَطِّلٍ هُوَ مُشْرِكٌ … حَتْمًا وَهَذَا وَاضِحُ التِّبْيانِ
4767 – فَالعَبْدُ مُضْطَرٌّ إِلَى مَنْ يَكْشِفُ الْـ … ــــبَلْوَى وَيُغْنِي فَاقَةَ الإنْسَانِ
4768 – وَإِلَيْهِ يَصْمُدُ فِي الحَوَائِجِ كُلِّهَا … وَإلَيْهِ يَفْزَعُ طَالِبًا لأمَانِ
4769 – فإذَا انْتَفَتْ أوْصَافُهُ وَفِعَالُهُ … وَعُلوُّهُ مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ
__________
4764 – أي: ليس التشبيه إثبات الصفات، فإن الإثبات حق لا شك فيه، وإنما التشبيه اعتقاد أن صفات الله مثل صفات المخلوقين، كأن يقال: له علم كعلمنا وقدرة كقدرتنا .. فأين هذا من إثبات الكمال له حتى تجعلوها شيئًا واحدًا؟ إنهما شيئان مختلفان. شرح النونية لهراس 2/ 307.
ح، ط: “سيّان” مكان “عدلان”.
4766 – يبين الناظم في هذا الفصل أن الشرك والتعطيل أخوان، فكل مشرك معطل، وكل معطل مشرك. فالمشرك عطل توحيد الله فلم يوحد الله فعبد غيره فأشرك، والمعطل حينما عطل صفات الله وأثبتها لغيره، فعبد غير الله.
4768 – ط: “طالب”.
4769 – خصّ العلو هنا لأن النفس البشرية عندما يشتد بها أمر فإن النفس عند الدعاء لجلب مصلحة أو دفع مضرة تتجه نحو العلو.

(3/895)


4770 – فَزِعَ العِبَادُ إِلَى سِوَاهُ وَكَانَ ذَا … مِنْ جَانِبِ التَّعْطِيلِ والنُّكْرَانِ
4771 – فَمُعَطِّلُ الأوْصَافِ ذَاكَ مُعَطِّلُ التَّـ … ــــوْحِيدِ حَقًّا ذَانِ تَعْطِيلَانِ
4772 – قَدْ عُطِّلا بِلسَانِ كُلِّ الرُّسْلِ مِنْ … نُوحٍ إِلَى المبْعُوثِ بالقُرْآنِ
4773 – وَالنَّاسُ فِي هَذَا ثَلَاثُ طَوَائِفٍ … مَا رَابعٌ أَبَدًا بِذِي إمْكَانِ
4774 – إحْدَى الطَّوائِفِ مُشْرِكٌ بإِلههِ … فَإِذَا دَعَاهُ دَعَا إلهًا ثَاني
4775 – هَذَا وَثانِي هذِهِ الأقْسَامِ ذَا … لكَ جَاحِدٌ يَدْعُو سِوَى الرَّحْمنِ
4776 – هُوَ جَاحدٌ لِلرَّبِّ يَدْعُو غَيرَهُ … شِرْكًا وَتَعْطِيلًا لَهُ قَدَمَانِ
4777 – هَذَا وَثَالثُ هَذِهِ الأقْسَامِ خَيْـ … ــرُ الخَلْقِ ذَاكَ خُلَاصَةُ الإنْسَانِ
__________
4770 – فهذه نهاية كل من عطّل أوصاف الرحمن جلّ شأنه، فإذا كان خالقنا عاطلًا عن السمع والبصر والعلو فإن العباد سوف يدعون إلهًا غيره سميعًا بصيرًا فيفزعون إلى غير الله وحينئذ يكونون مشركين.
4772 – فتعطيل الأوصاف يؤدي إلى تعطيل التوحيد وهما تعطيلان قد بعث جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام من نوح إلى نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – لإنكارهما. طه 2/ 308.
4774 – ذكر الناظم في هذه الأبيات انقسام الناس في معبودهم إلى ثلاث طوائف:
إحداها: المشركون الذين جعلوا مع الله إلهًا آخر وهذا شرك أكثر المشركين.
والثانية: الجاحدون الذين ينكرون وجوده وصفات كماله، وهؤلاء قد جمعوا بين الشرك والتعطيل وهؤلاء شر الفريقين، فإن من يدعو مع الله غيره مع دعائه إياه أهون ممن لا يدعوه، بل يدعو سواه.
الثالثة: الموحدون خلاصة الإنسان الذين يدعون الله في الرغبات والرهبات وجميع الحالات ولا يدعون غيره. انظر: طه 2/ 308.
4776 – تشبيه الناظم التعطيل والشرك بأنهما كالقدمين في تلازمهما للفريق الثاني بحيث يقوم عليهما كفره وإلحاده.

(3/896)


4778 – يَدْعُو الإِلهَ الحَقَّ لَا يَدْعُو سِوَا … هُ قَطُّ فِي الأكْوَانِ
4779 – يَدْعُوه فِي الرَّغَبَاتِ والرَّهَبَاتِ والْـ … ــحَالَاتِ مِنْ سِرٍّ مِنْ إِعْلَانِ
4780 – تَوْحِيدُهُ نَوْعَانِ عِلْمِيٌّ وَقَصْـ … ــــدِيٌّ كَمَا قَدْ جُرِّدَ النَّوْعَانِ
4781 – فِي سُورَةِ الإِخْلَاصِ مَعْ تَالٍ لنَصْـ … ـــرِ اللهِ قُلْ يَأَيُّهَا بِبَيَانِ
4782 – وَلِذَاكَ قَدْ شُرِعَا بِسُنَّةِ فَجْرِنَا … وَكَذَا بسُنَّةِ مَغْرِبٍ طَرَفَانِ
__________
4778 – كذا ورد البيت ناقصًا في الأصلين وغيرهما. وزاد في طع لإقامة الوزن: “والأزمان” وفي طه: “الأشياء والأكوان”.
4780 – علمي خبري وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات، والثاني قصدي طلبي وهو توحيد الألوهية.
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: “وإن شئت قلت: التوحيد نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات، وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات. وتوحيد في الطلب والقصد، وهو توحيد الإلهية والعبادة ذكر شيخ الإسلام وابن القيم”. شرح كتاب التوحيد، ص 17. وانظر ما سبق من التفصيل في بيان توحيد الأنبياء والمرسلين في البيت 3197 وما بعده.
4781 – أي: إذا بدأ الإنسان من الناس إلى البقرة، فتكون {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} بعد {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} فسورة الإخلاص جردت توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وسورة قل يا أيها الكافرون جردت توحيد العبادة. قال المؤلف في بدائع الفوائد: “ولهذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقرأ بـ “يأيها” و”قل هو الله أحد” في سنة الفجر وسنة المغرب .. فقد اشتملتا على نوعي التوحيد وهما توحيد العلم والاعتقاد المتضمن تنزيه الله عما لا يليق به من الشرك. والثاني توحيد القصد والإرادة. وسورة قل يا أيها الكافرون مشتملة على هذا التوحيد فتضمنت السورتان نوعي التوحيد، وأخلصت له فكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يفتتح بهما النهار في سنة الفجر ويختم بهما في سنة المغرب”. انظر: شرح النونية لابن عيسى 2/ 450 – 451.
4782 – د: “وكذاك”. =

(3/897)


4783 – لِيَكُونَ مُفْتَتَحُ النَّهَارِ وَخَتْمُهُ … تَجْرِيدَكَ التَّوْحِيدَ لِلدَّيَّانِ
4784 – ولِذاك قَدْ شُرِعَا بِخَاتَمِ وِتْرِنَا … خَتْمًا لِسَعْيِ اللَّيْلِ بِالإحسانِ
4785 – وَلِذَاكَ قَدْ شُرِعَا بِرَكْعَتَيِ الطَّوَا … فِ وَذَاكَ تَحْقِيقٌ لِهَذَا الشَّانِ
4786 – فَهُمَا إِذًا أَخَوَانِ مُصْطَحِبَانِ لَا … يَتَفرَّقَانِ وَلَيْسَ يَنْفَصِلَانِ
4787 – فَمُعَطِّلُ الأوْصَافِ ذُو شِرْكٍ كَذَا … ذُو الشِّرْكِ فَهْوَ مُعَطِّلُ الرَّحْمنِ
4788 – أَوْ بَعْضِ أَوْصَافِ الكَمَالِ لَهُ فَحَقِّـ … ـــــقْ ذَا وَلَا تُسْرعْ إِلَى النُّكْرَانِ
* * *

فصلٌ في بيانِ أنَّ المعطِّلَ شرٌّ مِنَ المشْرِكِ
4789 – لَكِنْ أَخُو التَّعْطِيلِ شَرٌّ مِنْ أخِي الْـ … إشْرَاكِ بالمعْقُولِ والبُرْهَانِ
__________
= – ويدل لذلك ما رواه أبو هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. رواه مسلم 1/ 502، كتاب الصلاة. ولما روي عن ابن مسعود قال: ما أحصي ما سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر بـ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. رواه الترمذي 2/ 296 باب ما جاء في الركعتين بعد المغرب، وقال: حديث غريب. وله شواهد تقوّيه.
4784 – ط: “وكذاك”.
– ح، ط: “بالآذان” مكان “بالإحسان”، وهو خطأ.
4785 – ط: “وكذاك”.
– يشير إلى ما رواه جابر رضي الله عنه قال: كان أبي يقول – ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقرأ في الركعتين قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا. رواه مسلم 2/ 888 باب حجة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
4787 – ح: “الديان”.

(3/898)


4790 – إنَّ المعَطِّلَ جَاحِدٌ لِلذَّاتِ أَوْ … لِكَمَالِهَا هَذَانِ تَعْطِيلَانِ
4791 – مُتَضَمِّنَانِ القَدْحَ فِي نَفْسِ الأُلُو … هَةِ كَمْ بِذَاكَ القَدْحِ مِنْ نُقْصَانِ
4792 – وَالشِّرْكُ فَهْوَ تَوسُّلٌ مَقْصُودُهُ الزُّ … لْفَى مِنَ الرَّبِّ العَظِيمِ الشَّانِ
4793 – بِعِبَادَةِ المخْلُوقِ مِنْ حَجَرٍ وَمِنْ … بَشَرٍ وَمِنْ قَمَرٍ وَمِنْ أوْثَانِ
4794 – فَالشِّرْكُ تَعْظِيمٌ بِجَهْلٍ مِنْ قِيَا … سِ الرَّبِّ بالأُمَرَاءِ والسُّلْطَانِ
4795 – ظَنُّوا بأنَّ البَابَ لَا يُغْشَى بِدُو … نِ تَوَسُّطِ الشُّفَعَاءِ والأَعْوَانِ
4796 – ودَهَاهُمُ ذَاكَ القِيَاسُ المُسْتَبيـ … ـــنُ فَسَادُهُ بِبديهةِ الإِنْسَانِ
4797 – الفَرْقُ بَيْنَ اللهِ والسُّلْطَانِ مِنْ … كُلِّ الوُجُوهِ لِمَنْ لَهُ أُذُنَانِ
4798 – إنَّ المُلُوكَ لَعَاجِزُونَ وَمَا لَهُمْ … عِلْمٌ بأحْوَالِ الرَّعايا دانِ
__________
4792 – في هذا البيت يبين الناظم أن الشرك ليس فيه قدح في ذات الألوهية لأن المشرك مقر بإلهية الرب ولكن يظن أنه لا يبلغ مُناه إلا بالتوسل إلى الخالق بعبادة المخلوق من حجر أو بشر أو قمر أو غيره. أما المعطل فهو جاحد للذات الإلهية أو معطل لصفات الكمال وهذان التعطيلان أشر من الإشراك بالله.
4793 – “من قمر”: كذا في الأصل. وفي ف، ب: “شمس”، وأشير في حاشية ف إلى ما في الأصل. وفي غيرها: “قبر”.
4794 – د: “والشرك”.
– طه: “بالأمران والسلطان” وهو تحريف.
– هذا البيت ساقط في (س). والمعنى أن الشرك تعظيم بجهل نشأ عن قياس فاسد، وهو قياس الرب سبحانه بالأمراء والسلاطين فكما لا يدخل على هؤلاء إلا بواسطة بطانة، ظنوا أن الله كذلك لا يُسأل إلا باتخاذ الشركاء والشفعاء.
4796 – ف: “ودعاهم”.
– طت، طه: “ببداهة”.
4798 – د. س. ح: “ذان”. وفي ط: “بأحوال الدعا بأذان”، وهو تحريف.
والمقصود رعايا الملوك، وقوله: “دان” أي: قريب، وهو وصف لقوله: “علم”. والمعنى وما لهم علم قريب بأحوال الرعايا.

(3/899)


4799 – كَلَّا وَلَا هُمْ قَادِرُونَ عَلَى الَّذِي … يَحْتَاجُهُ الإنْسَانُ كُلَّ زَمَانِ
4800 – كَلَّا وَمَا تِلْكَ الإرَادَةُ فِيهِمُ … لِقَضَا حَوَائجِ كُلِّ مَا إنسَانِ
4801 – كَلَّا وَلَا وَسِعُوا الخَلِيقَةَ رَحْمةً … مِنْ كُلِّ وَجْهٍ هُمْ أولُو النُّقْصَانِ
4802 – فَلِذَلِكَ احْتَاجُوا إِلَى تِلْكَ الوَسَا … ئِطِ حَاجَةً مِنْهُمْ مَدَى الأزْمَانِ
4803 – أَمَّا الَّذِي هُوَ عَالِمٌ لِلْغَيْبِ مُقْـ … ـــتَدِرٌ عَلَى مَا شَاءَ ذُو إِحْسَانِ
4804 – وَتَخَافُهُ الشُّفَعَاءُ لَيْسَ يُرِيدُ مِنْـ … ــــهُمْ حَاجَةً جَلَّ العَظِيمُ الشَّانِ
4805 – بَلْ كُلُّ حَاجَاتٍ لَهُمْ فَإلَيْهِ لَا … لِسِوَاهُ مِنْ مَلَكٍ وَلَا إنْسَانِ
4806 – وَلَهُ الشَّفَاعَةُ كُلُّهَا وَهُوَ الَّذِي … فِي ذَاكَ يَأْذَنُ لِلشَّفِيعِ الدَّانِي
4807 – لِمَنِ ارْتَضَى مِمَّنْ يُوحِّدُهُ وَلَمْ … يُشْرِكْ بِهِ شَيئًا كما قَدْ جَاءَ فِي القُرْآنِ
4808 – سَبَقَتْ شَفَاعَتُهُ إِلَيْهِ فَهْوَ مَشْـ … ـــفُوعٌ إِلَيْهِ وَشَافِعٌ ذُو شَانِ
__________
4800 – طع: “تقضي حوائج”.
4803 – د: “بالغيب”.
4805 – د: “ولا سلطان”.
4806 – يشير إلى قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [الزمر: 44].
وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255].
4807 – كذا ورد البيت في الأصلين وغيرهما من النسخ الخطية والمطبوعة، وفيه ركن زائد اختلّ به وزن البيت، فإذا حذف “به شيئًا” استقام. وانظر: التعليق على البيتين 578، 683 (ص).
– يشير إلى قول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)} [طه: 109] فالناظم يشير إلى شرطي الشفاعة. وهما رضاه عن المشفوع له وإذنه للشافع.
4808 – أي: أن الشفاعة لله عزّ وجل كلها لأنها صارت بإذنه ورضاه سبحانه.

(3/900)


4809 – فَلِذَا أقَامَ الشَّافِعِينَ كَرَامَةً … لَهُمُ ورَحْمَةَ صَاحِبِ العِصْيَانِ
4810 – فَالكُلُّ مِنْهُ بَدَا وَمرْجِعُهُ إِلَيْـ … ـــهِ وَحْدَهُ مَا مِنْ إلهٍ ثَانِ
4811 – غَلِطَ الأُلَى جَعَلُوا الشَّفَاعَةَ مِنْ سِوا … هُ إِلَيْهِ دُونَ الإذْنِ مِنْ رَحْمنِ
4812 – هَذِي شَفَاعةُ كُلِّ ذِي شِرْكٍ فَلَا … تَعقِدْ عَلَيْهَا يَا أَخَا الإيمَانِ
4813 – وَاللهُ فِي القُرْآنِ أبْطَلَهَا فَلَا … تَعْدِلْ عَنِ الآثارِ والقُرْآنِ
4814 – وَكَذَا الوَلَايَةُ كُلُّهَا لِلهِ لَا … لِسِوَاهُ مِنْ مَلَكٍ وَلَا إنْسَانِ
4815 – وَاللهِ لَمْ يَفْهَمْ أولُو الإشْرَاكِ ذَا … وَرَآهُ تَنْقِيصًا أولُو النُّقْصَانِ
4816 – إذْ قَدْ تَضَمَّنَ عَزْلَ مَنْ يُدْعَى سِوَى الرَّ … حْمنِ بَلْ أحَدِيَّةَ الرَّحْمنِ
4817 – بَلْ كُلُّ مَدْعُوٍّ سِوَاهُ مِنْ لَدُنْ … عَرْشِ الإله إِلَى الحَضِيضِ الدَّانيِ
4818 – هُوَ بَاطِلٌ في نَفْسِهِ وَدُعَاءُ عَا … بِدِهِ لَهُ مِنْ أَبْطَلِ البُطْلَانِ
4819 – فَلَهُ الوَلَايةُ والوِلَايَةُ مَا لَنَا … مِنْ دُونِهِ وَالٍ مِنَ الأكْوَانِ
__________
4811 – يريد الناظم هنا الشفاعة التي يدّعيها المشركون ويزعمون أنها تقع بدون إذنه. وقد أبطلها الله سبحانه.
4813 – كقوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} [البقرة: 48].
– وقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} [المدثر: 48].
– ف: “عن الآيات”.
4814 – يشير إلى قوله تعالى: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} [الكهف: 44]. يقول ابن كثير -رحمه الله-: من فتح الواو من الولاية فيكون المعنى: هنالك الموالاة لله أي: هناك كل أحد مؤمن أو كافر يرجع إلى الله وإلى موالاته والخضوع له إذا وقع العذاب … ومنهم من كسر الواو من الولاية، أي: هنالك الحكم لله الحق. تفسير ابن كثير: 3/ 85.
4818 – يشير إلى قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)} [لقمان: 30].

(3/901)


4820 – فَإذا تَولَّاهُ امْرُؤٌ دُونَ الوَرَى … طُرًّا تَولَّاهُ العَظِيمُ الشَّانِ
4821 – وَإِذَا تَوَلَّى غَيْرَهُ مِنْ دُونِهِ … وَلَّاهُ مَا يَرْضَى بِهِ لِهَوَانِ
4822 – فِي هَذِهِ الدُّنْيا وَبَعْدَ مَمَاتِهِ … وَكَذَاكَ عِنْدَ قِيَامَةِ الأبْدَانِ
4823 – حَقًّا يُنَادِيهِمْ نِدا سُبْحَانَهُ … يَوْمَ المعَادِ فَيسْمَعُ الثَّقَلانِ
4824 – يَا مَنْ يُرِيدُ وَلَايَةَ الرَّحْمنِ دُو … نَ وَلَايَةِ الشَّيْطَانِ وَالأَوْثَانِ
4825 – فَارِقْ جَمِيعَ النَّاسِ فِي إشْرَاكِهِمْ … حَتَّى تَنَالَ وَلَايَةَ الرَّحْمنِ
4826 – يَكْفِيكَ مَنْ وَسِعَ الخَلَائِقَ رَحْمَةً … وَكِفَايَةً ذُو الفَضْلِ والإحْسَانِ
4827 – يكفيكَ مَن لم تَخْلُ من إحسانهِ … في طَرْفةٍ بتقلُّبِ الأجفانِ
4828 – يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ أَلطَافُهُ … تَأتِي إِلَيْكَ بِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ
4829 – يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ فِي سِتْرِهِ … ويَرَاكَ حِينَ تَجِيءُ بِالعِصْيَانِ
4830 – يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ فِي حِفْظِهِ … وَوِقَايَةٍ مِنْهُ مَدَى الأزْمَانِ
4831 – يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ فِي فَضْلِهِ … مُتَقَلِّبًا فِي السِّرِّ وَالإعْلَانِ
4832 – يَدْعُوهُ أَهْلُ الأَرْضِ مَعْ أَهْلِ السَّمَا … ءِ فَكُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا فِي شَانِ
__________
4820 – طرًّا: جميعًا. يعني من تولّى اللهَ دون الخلق جميعًا تولَّاه اللهُ العظيم الشأن.
4823 – يشير إلى حديث جابر بن عبد الله عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنهما. وقد سبق تخريجه في حاشية البيت 442. وانظر البيتين: 669، 678.
4826 – “وكفاية” ساقط من ف.
4828 – هذا البيت والذي يليه سقطا من ب.
4829 – هذا البيت ساقط من ف.
4830 – يشير إلى قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} [الرعد: 11].
4832 – يشير إلى قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29].

(3/902)


4833 – وَهُوَ الْكَفِيلُ بِكُلِّ مَا يَدْعُونَهُ … لَا يَعْتَرِي جَدْوَاهُ مِنْ نُقْصَانِ
4834 – فَتَوسُّطُ الشُّفَعَاءِ والشُّرَكَاءِ والظُّـ … ــــهَرَاءِ أَمْرٌ بَيِّنُ البُطْلَانِ
4835 – مَا فِيهِ إلَّا مَحْضُ تَشْبِيهٍ لَهُمْ … باللهِ وهْوَ فَأَقْبَحُ البُهْتَانِ
4836 – مَعَ قَصْدِهِمْ تَعْظِيمَهُ سُبْحَانَهُ … مَا عَطَّلُوا الأَوْصَافَ لِلرحْمنِ
4837 – لَكِنْ أخُو التَّعْطِيلِ لَيْسَ لَدَيْهِ إِلَّا م … النَّفْيُ أَيْنَ النَّفْيُ مِنْ إيمَانِ
4838 – وَالقَلْبُ لَيْسَ يَقِرُّ إلَّا بالتَّعبُّـ … ـــــدِ فَهْوَ يَدْعُوهُ إلَى الأكْوَانِ
4839 – فَتَرَى المعَطِّلَ دَائِمًا فِي حَيرةٍ … مُتَنَقِّلًا فِي هَذِه الأَعْيَانِ
4840 – يَدْعُو إلهًا ثُمَّ يَدْعُو غَيْرَهُ … ذَا شَأنُهُ أَبدًا مَدَى الأزْمَانِ
4841 – وَترَى الموَحِّدَ دَائِمًا مُتَنَقِّلًا … بِمَنَازِلِ الطَّاعَاتِ والإحْسَانِ
4842 – مَا زَالَ يَنْزِلُ فِي الوَفَاء مَنَازِلًا … وَهِيَ الطَّرِيقُ لَهُ إلَى الرَّحْمنِ
4843 – لَكِنَّمَا مَعْبُودُهُ هُوَ وَاحِدٌ … مَا عِنْدَهُ رَبَّانِ مَعْبُودَانِ
* * *
__________
4833 – الجدوَى: العطية، أي: لا يصيب عطاءَه نقص. يشير إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “يد الله ملأى لا تغيضها نفقةٌ، سَحّاءُ الليل والنهار”. وقال: “أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنّه لم يغِضْ ما في يده”. وقال: “عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع” رواه البخاري في صحيحه (4/ 279) كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}.
4834 – يشير إلى قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 22، 23] فنفى توسط هؤلاء الثلاثة وعدم جدواهم.
4835 – يعني تشبيه الخالق بالمخلوق.
4838 – أي: أن قلب المعطل يدعو المعطل إلى الانتقال من إله إلى إله آخر وهذه ثمرة كلِّ من عطَّل صفات الله جلّ وعلا.

(3/903)


فصلٌ في مَثَلِ المشْرِكِ والمعطِّلِ
4844 – أَيْنَ الَّذِي قَدْ قَالَ فِي مَلِكٍ عَظِيـ … ــــمٍ لَسْتَ فِيْنَا قَطُّ ذَا سُلْطَانِ
4845 – مَا فِي صِفَاتِكَ مِنْ صِفَاتِ المُلْكِ شَيْ … ءٌ كُلُّها مَسْلُوبَةُ الوِجْدَانِ
4846 – فَهَلِ اسْتَوَيْتَ عَلَى سَرِيرِ المُلْكِ أَوْ … دَبَّرْتَ أمْرَ المُلْكِ والسُّلْطَانِ؟
4847 – أَوْ قُلْتَ مَرْسُومًا تُنَفِّذُهُ الرَّعَا … يَا أَوْ نَطَقْتَ بِلَفْظَةٍ بِبَيَانِ؟
4848 – أَوْ كُنْتَ ذَا أَمْرٍ وَذَا نَهْيٍ وَتكْـ … ـــلِيمٍ لِمَنْ وَافَى مِنَ البُلْدَانِ؟
4849 – أَوْ كُنْتَ ذَا سَمْعٍ وَذَا بَصَرٍ وَذَا … عِلْمٍ وَذَا سُخْطٍ وَذَا رِضْوَانِ؟
4850 – أَوْ كُنْتَ قَطُّ مُكَلِّمًا مُتَكَلِّمًا … مُتَصَرِّفًا بِالْفِعْلِ كُلَّ زَمَانِ؟
4851 – أو كُنتَ حَيًّا فاعلًا بمشيئةٍ … وبقدرةٍ أفعالَ ذِي سُلطانِ؟
4852 – أَوْ كُنْتَ تَفْعلُ مَا تَشَاءُ حَقِيقَةَ الْـ … ــفِعْلِ الَّذِي قَدْ قَامَ بالأَذْهَانِ؟
4853 – فِعْلٌ يَقُومُ بِغَيْرِ فَاعِلِه مُحَا … لٌ غَيْرُ مَعْقُولِ لَدَى الإنْسَانِ
4854 – بَلْ حَالَةُ الفَعَّالِ قَبلُ وَمَعْ وَبَعْـ … ـــدُ هِيَ الَّتِي كَانَتْ بِلَا فُرْقَانِ
__________
4845 – يعني: كلّها مفقودة.
4846 – الاستفهام في هذا البيت والذي يليه من أبيات بمعنى النفي.
– في هذا البيت والذي بعده يبين الناظم الأمور التي أنكرها أهل التعطيل وبدأ بإنكارهم الاستواء.
4848 – وافى فلان: أتى. اللسان 15/ 399.
4851 – ط: “السلطان”.
4852 – في طت، طه: تقدم هذا البيت على سابقه.
4853 – “لدى” كذا في ف بالدال المهملة مضبوطًا بفتح اللام. وفي الأصل وغيره: “لذي” وهو خطأ ظاهر، وسيتكرر الخطأ في البيت 4865. وفي ط: “لذي الإنسان”.
4854 – أي: أن الله فاعل حقيقة قبل الفعل ومعه وبعده.

(3/904)


4855 – وَاللهِ لَسْتَ بِفَاعِلٍ شَيْئًا إذَا … مَا كَانَ شَأْنُكَ مِثلَ هَذَا الشَّانِ
4856 – لَا دَاخِلًا فِيْنَا وَلَسْتَ بِخَارِجٍ … عَنَّا خَيَالًا دُرْتَ فِي الأذْهَانِ
4857 – فَبِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتَ فِيْنَا مَالِكًا … مَلِكًا مُطَاعًا قَاهِرَ السُّلْطَانِ
4858 – اسْمًا وَرَسْمًا لَا حَقِيقةَ تَحْتَهُ … شَأْنُ الملُوكِ أَجَلُّ مِنْ ذَا الشَّانِ
4859 – هَذَا وَثَانٍ قَالَ أَنْتَ مَلِيكُنَا … وَسِوَاكَ لَا نَرْضاهُ مِنْ سُلْطَانِ
4860 – إذْ حُزْتَ أَوْصَافَ الكَمَالِ جَمِيعَهَا … وَلأجْلِ ذَا دَانَتْ لَكَ الثَّقَلَانِ
4861 – وَقَد اسْتَوَيتَ عَلَى سَرِيرِ المُلْكِ وَاسْـ … ــتَوْلَيْتَ مَعْ هَذَا عَلَى البُلْدَانِ
4862 – لَكِنَّ بَابَكَ لَيْسَ يَغْشَاهُ امْرؤٌ … إنْ لَمْ يَجِئْ بالشَّافِعِ المِعْوَانِ
4863 – وَيَذِلُّ لِلْبَوَّابِ وَالحُجَّابِ والشُّـ … ـــفَعَاءِ أَهْلِ القُرْبِ والإِحْسَانِ
4864 – أَفَيَسْتَوِي هَذَا وَهَذَا عِنْدَكُمْ … وَاللهِ مَا اسْتَوَيَا لَدَى إنْسَانِ
4865 – وَالمشْرِكُونَ أَخَفُّ فِي كُفْرَانِهمْ … وَكِلَاهُمَا مِنْ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ
__________
4855 – ح، ط: “منك هذا” تحريف.
4856 – ب: “داخل”.
– انظر: البيت 4747.
4857 – ب، س: “ملكًا نعم بالاسم دون معانِ”. وفي طع: “عظيمًا قاهر السلطان”.
4859 – بعدما ضرب المثل للأول وهو المعطل، يضرب الآن المثل للثاني وهو المشرك.
4860 – د: “فلأجل”.
– في هذا البيت بيان لإشراكهم في توحيد العبادة.
4862 – كان في الأصل: “ما لم يكن ذا شافع مِعوانِ”، وكتب في حاشيته ما أثبتنا من “نسخة الشيخ”، وهو الوارد في ف وغيرها.
4866 – أي: المعطل والمشرك.
4865 – المشركون أخف كفرًا من المعطلة لأن المشرك يعظم الله بزعمه والمعطل معادٍ لله باسم التنزيه، وفرقٌ بين المعظم والمعادي.

(3/905)


4866 – [إنَّ المُعَطِّلَ بالعدَاوَةِ قَائِمٌ … في قَالَبِ التَّنْزِيهِ للرَّحْمنِ]* * *

فصلٌ فيما أعدَّ اللَّهُ تعالى مِنَ الإحسانِ للمتمسِّكينَ بكتابِهِ وسنَّةِ رسولِهِ عندَ فسادِ الزَّمانِ
4867 – هَذَا ولِلْمتَمَسِّكينَ بِسُنَّةِ الْـ … ـــمُخْتَارِ عِنْدَ فَسَادِ ذِي الأزْمَانِ
4868 – أجْرٌ عَظِيمٌ لَيْسَ يَقْدُرُ قَدْرَهُ … إلَّا الَّذِي أعْطَاه للإِنْسَانِ
4869 – فَرَوَى أبُو دَاودَ في سُنَنٍ لَهُ … وَرَوَاهُ أيْضًا أَحْمَدُ الشَّيْبَانِي
4870 – أَثَرًا تَضَمَّنَ أجْرَ خَمْسِينَ امْرَءًا … مِنْ صَحْبِ أَحْمَدَ خِيْرةِ الرَّحْمنِ
__________
4866 – لم يرد هذا البيت في الأصلين.
4869 – يشير إلى حديث أبي أمية الشعباني، قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني، قال: قلت: كيف نصنع في هذه الآية؟ قال: أي آية؟ قلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} قال: سألت عنها خبيرًا سألت عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: “بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحًا مطاعًا وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرًا لا يدان لك به، فعليك بنفسك ودع عنك العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن على مثل قبض على الجمر. للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عمله”. وزادني غيره قال: يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال: “أجر خمسين منكم” هذا الحديث رواه أبو داود في عون المعبود 6/ 3331 باب الأمر والنهي حديث (4331) وابن ماجه 2/ 1330 – 1331 كتاب الفتن، باب قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ورواه الترمذي 5/ 40، كتاب تفسير القرآن باب تفسير سورة المائدة 3058 وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وكذلك حسنه الناظم ورواه أحمد 2/ 390: 9104.

(3/906)


4871 – إسْنَادُهُ حَسَنٌ وَمِصْدَاقٌ لَهُ … في مُسْلِمٍ فَافْهَمْهُ فهمَ بَيانِ
4872 – إنَّ الْعبَادَةَ وَقْتَ هَرْجٍ هِجْرَةٌ … حَقًّا إليَّ وَذَاكَ ذُو بُرْهَانِ
4873 – هَذَا فَكَمْ مِن هِجْرَةٍ لَكَ أيُّهَا السُّـ … ــــنِّيُّ بِالتَّحْقِيقِ لَا بأَمَاني
4874 – [هَذَا وَكَمْ مِنْ هِجْرَةٍ لَهُمُ لِمَا … قَالَ الرَّسُولُ وَجَاءَ في القُرْآنِ]4875 – هذا ومِصداقٌ له في التِّرمِذِيِّ م … لِمَنْ لَهُ أذُنَانِ وَاعِيَتَانِ
4876 – في أجْرِ مُحْيِي سُنَّةٍ مَاتَتَ فَذَا … كَ مَعَ الرَّسُولِ رَفِيقُهُ بِجِنَانِ
4877 – هَذَا وَمِصْدَاقٌ لَهُ أَيْضًا أَتَى … فِي التِّرمِذِيِّ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ
__________
4871 – ح، طت، طه: “فافهمه بالإحسان”.
4872 – في هذا البيت ذكر الناظم شاهدًا للحديث السابق وهو ما روى معقل بن يسار أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “العبادة في الهرج كهجرة إليّ” رواه مسلم في صحيحه 18/ 88 كتاب الفتن، فضل العبادة في الهرج. قال النووي: والمراد بالهرج: الفتنة واختلاط الناس.
4874 – “لهم” أي: لأتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
– ط: “بما قال”.
– لم يرد هذا البيت في الأصلين. ولعل المؤلف استبدل به البيت السابق في نسخته الأخيرة، ولكن النسّاخ جمعوا بينهما (ص).
4875 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “ولقد أتى مصداقه في الترمذي”.
4876 – يشير إلى حديث كثير بن عبد الله هو ابن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لبلال بن الحارث: “اعلم” قال: ما أعلم يا رسول الله؟ قال: “اعلم يا بلال”، قال: ما أعلم يا رسول الله؟ قال: “إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا. ومن ابتدع بدعة ضلالة لا تُرضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئًا” رواه الترمذي 5/ 44، كتاب العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع. قال الترمذي: هذا حديث حسن.
4877 – يشير إلى حديث أنس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “مثل أمتي مثل المطر لا =

(3/907)


4878 – تَشْبِيهُ أمَّتِهِ بِغَيْثٍ أوَّلٌ … مِنْهُ وآخِرُهُ فمُشْتَبِهَانِ
4879 – فَلِذَاكَ لَا يُدْرَى الَّذِي هُوَ مِنْهُمَا … قَدْ خُصَّ بالتفْضيلِ والرُّجْحَانِ
4880 – وَلَقَدْ أَتى أثَرٌ بأنَّ الفَضْلَ فِي الطَّـ … ــــرَفَيْنِ أعْني أوَّلًا والثَّانِي
4881 – وَالوَسْطُ ذُو ثَبَجٍ فأعْوَجُ هَكَذَا … جَاءَ الحَدِيثُ وَلَيْسَ ذَا نُكْرَانِ
4882 – وَلَقَدْ أَتَى فِي الوَحْيِ مِصْدَاقٌ لَهُ … في الثُّلَّتَيْنِ وَذَاكَ فِي القُرْآنِ
__________
= يُدرى أوله خير أم آخره؟ ” رواه الترمذي 5/ 140 كتاب الأمثال، باب: 6 “2869” وقال: “وفي الباب عن عمار وعبد الله بن عمرو وابن عمر، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قال: وروي عن عبد الرحمن المهدي أنه كان يُثبّت حماد بن يحيى الأبح، وكان يقول: هو من شيوخنا”.
قال شيخ الإسلام عن هذا الحديث في بعض أجوبته: “قد تكلم في إسناده، وبتقدير صحته إنما معناه أنه يكون في آخر الأمة من يقارب أولها حتى يشتبه على بعض الناس أيهما أخير، كما يشتبه على بعض الناس طرفا الثوب، مع القطع بأن الأول خير من الآخر، فإنه قال: لا يدرى ومعلوم أن هذا السلب ليس عامًا، فإنه لا بد أن يكون معلومًا أيهما أفضل” شرح القصيدة النونية لابن عيسى 2/ 459.
4881 – قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وعن عبد الله بن السعدي قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “خيار أمتي أولها وآخرها، وبين ذلك ثبج ليسوا مني ولستُ منهم” قال الهيثمي: رواه الطبراني. وفيه يزيد بن ربيعة، وهو متروك. انظر: مجمع الزوائد 10/ 17. وفي النهاية 1/ 206: ” … وبين ذلك ثبج أعوج ليس منك ولست منه” وفسّر الثبج بأنه: الوسط، وما بين الكاهل إلى الظهر.
4882 – “له”: أي للأثر السابق.
– يشير إلى قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 39، 40].

(3/908)


4883 – أَهْلُ الْيَمِينِ فَثُلَّةٌ مَعَ مِثْلِهَا … والسَّابِقُونَ أَقَلُّ فِي الحُسْبَانِ
4884 – مَا ذَاكَ إلَّا أنَّ تَابِعَهُمْ هُمُ الْـ … ــغُرَبَاءُ لَيسَتْ غُرْبَةَ الأوْطَانِ
4885 – لكِنَّها واللهِ غُرْبَةُ قائِمٍ … بالدِّين بَيْنَ عَسَاكرِ الشَّيْطانِ
4886 – فَلِذَاكَ شَبَّهَهُمْ بِهم مَتْبُوعُهُمْ … فِي الغُرْبَتَينِ وَذَاكَ ذُو تِبْيَانِ
__________
4883 – يشير إلى قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) في جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 10 – 14].
4884 – يشير إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء” وقيل: ومَن الغرباء يا رسول الله؟ قال: “الذين يَصلُحون إذا فسد الناس” رواه مسلم 1/ 130 – 131 كتاب الإيمان باب بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا.
وفي هؤلاء الغرباء وردت روايات غير التي ذكرتها ففي رواية عند ابن ماجه أنه لما سئل الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “النُّزّاعَ من القبائل” وسُئل عنها فقال – صلى الله عليه وسلم -: “أناس صالحون قليلٌ في ناس كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم” انظر: مدارج السالكين 3/ 185.
4885 – يقول ابن القيم -رحمه الله-: “فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون، ولقلتهم في الناس جدًّا سُمّوا غرباء، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات. فأهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة .. ” مدارج السالكين 3/ 186.
4886 – طت، طه: “به”.
“متبوعهم” أي: الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
– الغربة الأولى في بداية الإسلام والغربة الثانية في آخره.
– يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وقوله – صلى الله عليه وسلم -: “ثم يعود غريبًا كما بدأ” يحتمل شيئين: أحدهما أنه في أمكنة وأزمنة يعود غريبًا بينهم ثم يظهر، كما كان في أول الأمر غريبًا ثم ظهر. ولهذا قال: “سيعود غريبًا كما بدأ” وهو لما بدأ كان غريبًا لا يعرف ثم ظهر وعرف، فكذلك يعود =

(3/909)


4887 – لَمْ يُشْبِهُوهُمْ في جَمِيعِ أمُورِهِمْ … مِنْ كُلِّ وَجْهٍ لَيْسَ يَسْتَوِيَانِ
4888 – فَانْظُرْ إلَى تَفْسِيرِهِ الغُرَبَاءَ بِالْـ … ـــمُحْيِينَ سُنَّتَهُ بِكُلِّ زَمَانِ
4889 – طُوبَى لَهُمْ وَالشَّوْقُ يَحْدُوهُمْ إِلَى … أَخْذِ الْحَدِيثِ وَمُحْكَمِ القُرْآنِ
4890 – طُوبَى لَهُمْ لَمْ يَعْبَؤوا بِنُحَاتَةِ الْـ … أفْكَارِ أوْ بِزُبَالَةِ الأذْهَانِ
4891 – طُوبَى لَهُمْ رَكبُوا عَلَى مَتْنِ العزَا … ئِمِ قَاصِدِينَ لِمَطْلَعِ الإيمَانِ
4892 – طُوبَى لَهُمْ لَمْ يَعْبَؤوا شَيْئًا بِذِي الْـ … آرَاءِ إذْ أَغْنَاهُمُ الوَحْيَانِ
4893 – طُوبَى لَهُمْ وَإمَامُهُمْ دُونَ الوَرَى … مَنْ جَاءَ بالإِيمَانِ والقرآنِ
4894 – واللهِ ما ائْتَمُّوا بِشَخْصٍ دُونَهُ … إِلَّا إذا مَا دَلَّهُمْ بِبَيَانِ
__________
= حتى لا يعرف ثم يظهر ويعرف. فيقل من يعرفه في أثناء الأمر كما كان من يعرفه أولًا.
ويحتمل أنه في آخر الدنيا لا يبقى مسلم إلا قليل. وهذا إنما يكون بعد الدجال ويأجوج ومأجوج عند قرب الساعة، وحينئذ يبعث الله ريحًا تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة ثم تقوم الساعة” مجموع الفتاوى 18/ 295 – 296.
4888 – قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريبًا أن المتمسك به يكون في شر بل هو أسعد الناس كما قال في تمام الحديث: “فطوبى للغرباء”. وطوبى من الطيب قال تعالى: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبًا” مجموع الفتاوى 18/ 292.
4890 – لم يعبؤوا: لم يبالوا. والنحاتة: البراية، وقد سبق. والمقصود: الآراء المجردة التي تعارض النصوص.
4891 – “على” ساقطة من الأصلين.
4893 – ما عدا الأصلين: “الفرقان”.
4894 – أي: أنهم لا يتخذون إمامًا غير رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا إذا كان رجلًا يدلّهم على ما أمر به الرسول – صلى الله عليه وسلم – ويهديهم إلى طريقه – صلى الله عليه وسلم -.

(3/910)


4895 – فِي البَابِ آثارٌ عَظِيمٌ شَأْنهَا … أَعْيَتْ عَلَى العُلَمَاءِ في الأزمَانِ
4896 – إذْ أَجْمَعَ العُلَمَاءُ أَنَّ صحَابَةَ الْـ … ـــمُخْتَارِ خَيْرُ طَوَائِفِ الإِنْسَانِ
4897 – ذَا بِالضَّرُورةِ لَيْسَ فِيهِ الخُلْفُ بَيْـ … ـــنَ اثْنَيْنِ مَا حُكِيَتْ بِهِ قَوْلَانِ
4898 – فَلِذَاكَ ذِي الآثارُ أَعْضَلَ أمْرُهَا … وَبَغَوا لَهَا التأويلَ بِالإِحْسَانِ
4899 – فَاسْمَعْ إذًا تأويلَهَا وافْهَمْهُ لَا … تَعْجَلْ بِرَدٍّ مِنْكَ أوْ نُكْرَانِ
4900 – إنَّ الْبِدَارَ بِرَدِّ شَيءٍ لَمْ تُحِطْ … عِلْمًا بِهِ سَبَبٌ إِلَى الحِرْمَانِ
4901 – الفَضلُ مِنْهُ مُطْلَقٌ ومُقَيَّدٌ … وهُمَا لأهْلِ الفَضْلِ مرْتَبتَانِ
4902 – وَالفَضْلُ ذُو التَّقيِيد لَيْسَ بمُوجِبٍ … فَضْلًا عَلَى الإطْلَاقِ مِنْ إنسَانِ
__________
4895 – أعيا عليه الأمر: عجز، ولم يهتدِ لوجهه. متن اللغة 4/ 259.
– د: “كل زمان”.
4896 – “لقد حار العلماء في كل عصر في تفسير هذه الآثار العظيمة التي دلت على زيادة أجر العاملين في آخر الزمان على الصحابة رضي الله عنهم، إذ كانوا قد أجمعوا على أن الصحابة هم أفضل خلق الله بعد النبيين .. فلذلك أشكل أمر هذه الآثار على العلماء وحاولوا التوفيق بينها وبين ما هو متفق عليه … ” شرح النونية لهراس 2/ 326.
4897 – أنث القول للضرورة. انظر: ما سبق في حاشية البيت 228 (ص).
4898 – أعضلَ بي الأمر، إذا ضاقت عليك فيه الحيل. وأعضله الأمر: غَلبهُ. اللسان 1/ 452.
– ح، ط: “التفسير بالإحسان”.
4899 – ح: “تفسيرها”.
4900 – “البدار”: يعني التسرّع في الردّ.
4902 – معنى ذلك أن الفضل منه: مطلق ومقيد، فالمطلق كفضل الرسول – صلى الله عليه وسلم – وفضل الصحابة على مَنْ بعدهم. والفضل المقيد مثل خلق الله لآدم بيده، فهذا الفضل المقيد لآدم لا يوجب تفضيله على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -. وكذا الأثر المتضمن أن المتمسك بدينه في آخر الزمان له أجر خمسين من =

(3/911)


4903 – لَا يُوجِبُ التَّقْيِيدُ أنْ يُقضَى لَهُ … بِالاسْتِواءِ فَكَيْفَ بالرُّجْحَانِ؟
4904 – إذْ كَانَ ذُو الإطْلَاقِ حَازَ مِنَ الفَضَا … ئِلِ فَوْقَ ذِي التَّقْيِيدِ بالإحْسَانِ
4905 – فَإذَا فرَضْنَا وَاحِدًا قَدْ حَازَ نَوْ … عًا لَمْ يَحُزْهُ فَاضِلُ الإِنْسَانِ
4906 – لَمْ يُوجِبِ التَّخْصِيصُ مِنْ فَضْلٍ عَلَيـ … ــه وَلَا مُسَاوَاةٍ وَلَا نُقْصَانِ
4907 – أمَا خَلْقُ آدَمَ بالْيَدَيْنِ بِمُوجِبٍ … فَضْلًا عَلَى المبعُوثِ بالقُرْآنِ
4908 – وَكَذَا خَصَائِصُ مَنْ أَتَى مِنْ بَعْدِهِ … مِنْ كُلِّ رُسْلِ اللهِ بالبُرْهَانِ
4909 – فَمُحَمَّدٌ أَعْلَاهُمُ فَوْقًا وَمَا … حَكَمَتْ لَهُمْ بِمَزِيَّةِ الرُّجْحَانِ]4910 – فَالحَائِزُ الخَمسِينَ أجْرًا لَمْ يَحُزْ … هَا فِي جَمِيعِ شَرَائِعِ الإيمَانِ
4911 – هَلْ حَازَهَا في بَدْرٍ أوْ أُحُدٍ أَوِ الْـ … ــفتْحِ المُبِينِ وَبَيعَةِ الرِّضْوَانِ
__________
= أصحاب الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا يوجب ذلك أن يكونوا أفضل من الصحابة. لأنه في آخر الزمان قد يعدم المعين فتكون الغربة، ويصعب عند ذلك القيام في وجوه أعداء الدين، وأما الصحابة فهم رضي الله عنهم ذوو أعوان وأنصار.
4903 – فصاحب الفضل المقيد لا يصح أن يحكم له بالمساواة مع صاحب الفضل المطلق فضلًا عن أن يكون راجحًا عليه.
4907 – أي: أن الله لما خلق آدم بيده لم توجب له هذه المزية أن يكون أفضل من نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – فالمزية لا تقتضي الأفضلية. فمزية التكليم لموسى وتخصيص عيسى بأنه روح الله وكلمته لا توجب أن يكونا عليهما السلام أفضل من محمد – صلى الله عليه وسلم -. فكذلك الحائز على أجر خمسين رجلًا من الصحابة فهذه المزية لا تقتضي أن يكون أفضل من الصحابة.
4909 – لم يرد ما بين الحاصرتين في الأصل.
4910 – سبق تخريجه في حاشية البيت رقم (4869).
4911 – في هذا البيت دليل على أن الصحابة رضوان الله عليهم أفضل من الحائز على أجر خمسين في آخر الزمان لأن الصحابة حازوا الفضل في الصحبة والجهاد في سبيل الله في بدر وأحد والفتح وبيعة الرضوان. أما هو فلم يحزها بل حازها في أمر واحد وهو تمسكه بالدين عند عدم المعين.

(3/912)


4912 – بَل حَازَهَا إذْ كَانَ قَدْ عَدِمَ المُعِيـ … ــنَ وَهُم فَقَدْ كَانُوا أولِي أعْوَانِ
4913 – وَالرَّبُّ لَيْسَ يُضِيعُ مَا يَتَحَمَّلُ الـ … ـــمُتَحَمِّلُونَ لأجْلِهِ مِنْ شَانِ
4914 – فَتحَمُّلُ العَبْدِ الضَّعيفِ رِضَاهُ مَعْ … فَيْضِ العَدُوِّ وَقِلَّةِ الأَعْوَانِ
4915 – مِمّا يَدُلُّ عَلَى يَقِينٍ صادِقٍ … وَمَحَبَّةٍ وَحَقِيقَةِ العِرْفَانِ
4916 – يَكْفِيهِ ذُلًّا وَاغْترابًا قِلَّةُ الـ … أنْصَارِ بَيْنَ عَسَاكِرِ الشَّيْطَانِ
4917 – فِي كُلِّ يَوْمٍ فِرْقَةٌ تَغْزُوهُ إنْ … تَرْجِعْ يُوَافِيهِ الفَرِيقُ الثَّانِي
4918 – فَسَلِ الغَريبَ المُسْتضَامَ عَنِ الَّذِي … يَلْقَاهُ بَيْنَ عِدىً بِلَا حُسْبَانِ
4919 – هَذَا وَقَدْ بَعُدَ المَدَى وَتَطاوَلَ الـ … ــعهْدُ الّذِي هُوَ مُوجِبُ الإحْسَانِ
4920 – وَلِذَاكَ كَانَ كَقَابِضٍ جَمْرًا فَسَلْ … أَحْشَاءَهُ عَنْ حَرِّ ذِي النِّيرانِ
4921 – وَاللهُ أعْلَمُ بالَّذِي فِي قَلْبِهِ … يَكْفِيهِ عِلْمُ الوَاحِدِ المنَّانِ
4922 – فِي الْقَلْبِ أمْرٌ لَيْسَ يَقْدُرُ قَدْرَهُ … إلَّا الَّذِي آتاهُ للإِنْسَانِ
4923 – بِرٌّ وَتَوْحِيدٌ وَصَبرٌ مَعْ رِضًا … وَالشُّكْرُ والتَّحْكِيمُ لِلقُرْآنِ
4924 – سُبْحَانَ قَاسِمِ فَضْلِهِ بَيْنَ العِبَا … دِ فَذَاكَ مُولي الفَضْلِ والإحْسَانِ
4925 – والفَضْلُ عِنْدَ اللهِ لَيْسَ بِصُورَةِ الـ … أعمَالِ بَلْ بِحَقَائِقِ الإيمَانِ
4926 – وَتَفَاضُلُ الأعْمَالِ يَتْبَعُ ما يَقُو … مُ بقَلْبِ صَاحِبِهَا مِنَ الإحسانِ
__________
4914 – د، ح، طت، طه: “العبد الوحيد” وأشير إليه في حاشية ف أيضًا.
4915 – أي: تحمل العبد مع ضعفه للمشاق لأجل رضى ربه يدل على صدق يقينه وشدة محبته له ومعرفته به.
4921 – في الأصلين “من مقتضٍ يكفيه … ” والتصحيح من النسخ الأخرى.
4925 – كذا في الأصلين ود. وفي غيرها: “فالفضل”.
4926 – كذا في الأصلين. وفي د، ط: “من البرهان”. وفي ب: “فاعلها من البرهان”.
والمراد أنّ الأعمال تتفاوت في الفضل بقدر ما يكون في قلب صاحبها من =

(3/913)


4927 – حَتَّى يَكُونَ العَامِلَانِ كِلَاهُمَا … فِي رُتْبَةٍ تَبْدُو لَنَا بِعِيَانِ
4928 – هَذَا وَبَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَا … والأرْضِ فِي فَضْلٍ وَفِي رُجْحَانِ
4929 – وَيَكُونُ بَيْنَ ثَوابِ ذَا وَثَوَابِ ذَا … رُتَبٌ مُضاعَفَةٌ بِلَا حُسْبَانِ
4930 – هَذَا عَطَاءُ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُه … وَبِذَاكَ تَعْرِفُ حِكْمَةَ الدَّيَّانِ
* * *
فصلٌ فيما أعدَّ اللَّهُ تعالى في الجَنَّةِ لأوليائِهِ المتمسكينَ بالكتابِ والسُّنَّةِ
4931 – يَا خَاطِبَ الحُورِ الحِسَانِ وَطَالبًا … لِوصالِهِنَّ بِجَنَّةِ الحَيَوانِ
4932 – لَوْ كُنْتَ تَدْرِي مَنْ خَطَبْتَ وَمَا طَلَبْـ … ــتَ بَذَلْتَ مَا تَحْوِي مِنَ الأثمَانِ
4933 – أَوْ كُنْتَ تعرِفُ أَيْنَ مَسْكَنُهَا جَعَلْـ … ــتَ السَّعْيَ مِنْكَ لَهَا عَلَى الأجْفَانِ
__________
= إخلاص ويقين وصبر وتذلل، وليس بصورة الأعمال ويُصدِّقُ ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم” صحيح مسلم 4/ 1986 باب تحريم ظلم المسلم.
4930 – ف: “نعرف”.
– طت، طه: “الرحمن”.
4931 – أي: بجنة الحياة ومعنى الحيوان هنا: الحياة قال تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: 64].
4932 – في ح، ط: “من طلبت”.
4933 – في د، ح، ط: “كنت تدري”.
– في هذا البيت بين الناظم أن مسكن الحور هو الجنة أفضل مكان وأعلى مكان وفوقها عرش الرحمن. ويحث الناظم السامع بقوله “لو عرفت المسكن حقيقة لسعيت له على أجفانك ولو كان صعبًا إن لم تسعفك الأقدام”.

(3/914)


4934 – وَلَقَدْ وَصَفْتُ طَرِيقَ مَسْكَنِهَا فإنْ … رُمْتَ الوِصَالَ فَلَا تَكُنْ مُتَوانيِ
4935 – أَسْرِعْ وَحُثَّ السَّيْرَ جَهْدَكَ إنَّمَا … مَسْرَاكَ هَذَا سَاعَةٌ لِزَمَانِ
4936 – فاعْشَقْ وَحَدِّثْ بالوِصَالِ النَّفْسَ وَابْـ … ـــذُلْ مَهْرَهَا مَا دُمْتَ ذَا إمْكَانِ
4937 – وَاجْعَلْ صِيَامَكَ دونَ لُقْيَاهَا وَيَوْ … مَ الوَصْلِ يَوْمَ الفِطْرِ مِنْ رَمَضانِ
4938 – وَاجْعَلْ نُعُوتَ جَمَالِهَا الحَادِي وَسِرْ … تلقَ المخَاوِفَ وَهْيَ ذَاتُ أَمَانِ
4939 – لَا يُلْهِيَنَّكَ مَنْزِلٌ لَعِبَتْ بِهِ … أَيْدِي البِلى مُذ سَالِفِ الأزْمَانِ
4940 – فَلَقَدْ تَرَحَّلَ عَنْهُ كُلُّ مَسَرَّةٍ … وَتَبَدَّلَتْ بِالهَمِّ والأحْزَانِ
4941 – سِجْنٌ يَضِيقُ بِصَاحِبِ الإيمَانِ لَـ … ــكِنْ جَنَّةُ المأوَى لِذِي الكُفْرانِ
__________
4934 – يشير الناظم لنفسه بأنه وصف الطريق إلى مسكنها بأن بين في هذه القصيدة العقيدة الصحيحة والطريق المستقيم المتضمن التمسك بالكتاب والسنة.
– رُمتَ: طلبتَ.
– ح، ط: “بالواني”.
4936 – د: “واعشق”. قال ابن القيم: “العشاق ثلاثة أقسام: منهم من يعشق الجمال المطلق، ومنهم من يعشق الجمال المقيد سواء طمع بوصاله أو لم يطمع، ومنهم من لا يعشق إلا من طمع بوصاله -والأخير- أعقل العشاق وأعرفهم وحبه أقوى لأن الطمع يُمدّه ويقويه. الجواب الكافي ص 350.
– ومهرها الإيمان والعمل الصالح.
4937 – أي: صيامك عن المعاصي والآثام.
– كذا في الأصلين، وفي غيرهما: “قبل لقياها”.
4939 – طت، طه: “من سالف”.

4941 – يشير إلى ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر” رواه مسلم 4/ 2272، كتاب الزهد. والمؤمن سجنه الدنيا لأمرين:
1 – لما فيها من الأكدار والهموم والمصائب.
2 – أنه يرتقب دارًا أنعم وأطيب.

(3/915)


4942 – سُكَّانُهَا أَهْلُ الجَهَالَةِ والبَطَا … لَةِ وَالسَّفَاهَةِ أَنْجَسُ السُّكَّانِ
4943 – [وَألذُّهُمْ عَيشًا فَأجهَلُهمْ بِحَقِّ م … اللهِ ثُمَّ حَقَائِقِ القُرْآنِ]4944 – عَمَرَتْ بِهِمْ هذِي الدِّيَارُ وأقْفَرَتْ … مِنْهُمْ رُبُوعُ العِلْمِ والإيمَانِ
4945 – قَدْ آثروا الدُّنْيَا وَلذَّةَ عَيْشِهَا الْـ … ـــفَانِي عَلَى الجَنَّاتِ والرِّضْوَانِ
4946 – صَحِبُوا الأَمَانِي وَابْتُلُوا بحُظُوظِهِمْ … وَرَضُوا بِكُلِّ مَذَلَّةٍ وَهَوَانِ
4947 – كَدْحًا وَكَدًّا لَا يُفَتَّر عَنْهُمُ … مَا فِيهِ مِنْ غَمٍّ وَمِنْ أحْزَانِ
4948 – وَاللَّهِ لَوْ شَاهَدْتَ هَاتِيكَ الصُّدُو … رَ رَأيْتَهَا كَمَراجِلِ النِّيرَانِ
4949 – وَوَقُودُهَا الشَّهَوَاتُ والحَسَراتُ والْـ … آلامُ لَا تَخْبُو عَلَى الأزْمَانِ
__________
4942 – ذكر المؤلف ثلاثة أصناف لأهل الدنيا الذين آثروها على الآخرة:
1 – أهل الجهالة الذين ليس عندهم علم.
2 – أهل البطالة الذين ليس عندهم عمل.
3 – أهل السفاهة الذين ليس عندهم حكمة.
4943 – لم يرد هذا البيت في الأصلين.
4944 – “بهم”: يعني سكان أهل الدنيا المؤثرين لها على الآخرة.
أقفرت الدارُ: خلت من أهلها. والمقصود أن أهل الدنيا الذين آثروها على الآخرة خلت منهم ربوع العلم وعمرت بهم ربوع الشهوات.
4947 – مقصود المؤلف في هذا البيت هو أن أهل الدنيا الذين آثروها على الآخرة تجدهم يتعبون في تحصيل دنياهم فيكدون ويكدحون، فتجدهم يبنون القصور الفارهة، ويلبسون أفخم الثياب، ويأكلون ألذ المآكل، ويجمعون من الأموال الكثيرة وهم يظنون أنه بذلك تتم السعادة ولكن هذا ليس بصحيح فهم مع كدهم وكدحهم في هم وغم.
4948 – المرجل بالكسر: الإناء الذي يُغلى فيه الماء. اللسان 11/ 622.
4949 – ط: “مدى الأزمان”.
– أي: أن المؤثرين الدنيا صدورُهم تغلي كغلي الماء في القدر، ووقودها الشهوات المحرمة والحسرات والآلام، فلا تخمد هذه النار أبدًا، فهم في عذاب مستمرّ.

(3/916)


4950 – أَبدَانُهُمْ أَجْدَاثُ هَاتِيكَ النُّفُو … سِ الَّلاءِ قَدْ قُبِرَتْ مَعَ الأبْدَانِ
4951 – أَرْوَاحُهُمْ في وَحْشَةٍ وَجُسُومُهُمْ … في كَدْحِهَا لَا في رِضَا الرَّحْمنِ
4952 – هَرَبُوا مِنَ الرِّقِّ الَّذِي خُلِقُوا لَهُ … فَبُلُوا بِرِقِّ النَّفْسِ والشَّيْطَانِ
4953 – لَا تَرْضَ مَا اخْتَارُوهُ هُمْ لِنُفُوسِهِمْ … فَقَدِ ارْتَضَوْا بالذُلِّ وَالحِرْمَانِ
4954 – لَوْ سَاوَتِ الدُّنْيَا جَنَاحَ بَعُوضةٍ … لَمْ يَسْقِ مِنْهَا الرَّبُّ ذَا الكُفْرَانِ
4955 – لَكِنَّهَا وَاللهِ أَحْقَرُ عِنْدَهُ … مِنْ ذَا الجَنَاحِ القَاصِرِ الطَّيَرَانِ
4956 – وَلَقَدْ تَوَلَّتْ بَعْدُ عَنْ أصْحَابِهَا … فَالسَّعْدُ مِنْهَا حَلَّ في الدَّبَرانِ
4957 – لَا يُرْتَجَى مِنْهَا الوَفَاءُ لِصَبِّهَا … أَينَ الوَفَا مِنْ غَادِرٍ خَوَّانِ
__________
4950 – الجَدَثُ: القبر. والمعنى أن أبدان مؤثري الدنيا هي قبور لأرواحهم الموحشة.
4952 – أي: أنهم هربوا من الرق الذي خلقوا له الذي يضمن الحرية وهو عبادته وحده كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56] فابتلوا برق النفس والشيطان فسعوا إلى تحصيل الشهوات وجمع الحطام الفاني.
4954 – قال الترمذي: حدثنا قتيبة حدثنا عبدالحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء” وفي الباب عن أبي هريرة. قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه.
رواه الترمذي في سننه 4/ 486 كتاب الزهد باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عزّ وجل. ورواه ابن ماجه في سننه 2/ 1376: 4112 باب مثل الدنيا.
4956 – طت، طه: “بالدبران”. وانظر: تفسير السعد والدبران في حاشية البيت 31.
4957 – الصبُّ: العاشق المشتاق. يعني: أن الدنيا غادرة خائنة، فلا يُرجى منها الوفاء لعاشقها.

(3/917)


4958 – طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ فَكَيْفَ يَنَالُهَا … صَفْوًا أَهَذَا قَطُّ فِي الإمْكَانِ؟
4959 – يَا عَاشِقَ الدُّنْيَا تَأهَّبْ لِلَّذِي … قَدْ نَالَهُ العُشَّاقُ كلَّ زَمَانِ
4960 – أَوَ مَا سَمِعْتَ بَلى رَأيتَ مَصَارعَ الْـ … ـــعُشَّاقِ مِنْ شِيبٍ وَمِنْ شُبَّانِ
* * *

فصلٌ [في صفةِ الجَنَّةِ الَّتي أعدَّها اللَّهُ ذُو الفضْلِ والمنَّةِ لأوليائِهِ المتمسِّكينَ بالكتابِ والسُّنَّة] (1)
4961 – فَاسْمَعْ إذًا أَوْصَافَهَا وَصِفَاتِ هَا … تِيكَ المنَازِلِ رَبَّةِ الإحْسَانِ
4962 – هِيَ جَنَّةٌ طَابَتْ وَطَابَ نَعِيمُهَا … فنَعِيمُهَا بَاقٍ وَلَيْسَ بِفَانِ
4963 – دَارُ السَّلَامِ وَجَنَّةُ المَأْوَى وَمَنْـ … ـــزِلُ عَسْكَرِ الإيمَانِ والقُرْآنِ
4964 – فَالدَّارُ دَارُ سَلَامَةٍ وَخِطَابُهُمْ … فِيهَا سَلَامٌ واسْمُ ذِي الغُفْرَانِ
__________
4958 – د، طع: “تنالها”.
4960 – ط: “بل رأيت”.
(1) لم يرد هذا العنوان في الأصلين وب.
4963 – سماها الله سبحانه بدار السلام في قوله: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الأنعام: 127] وقوله: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: 25].
أما “جنة المأوى” ففي قوله تعالى: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19)} [السجدة: 19].
4964 – أشار فيه الناظم إلى أن الجنة دار السلام من ثلاثة وجوه. الأول أنها دار السلامة من كل بلية وآفة ومكروه. والثاني أن اسمه سبحانه السلام الذي سلّمها وسلّم أهلها، فهي دار الله السلام، والثالث أن الله سبحانه يسّلم عليهم كما في قوله: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58] والملائكة يسلمون عليهم كما في قوله: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ =

(3/918)


فصلٌ في عددِ دَرجاتِ الجنَّة ومَا بينَ كلّ دَرَجتينِ
4965 – دَرَجَاتُهَا مِائَةٌ وَمَا بَيْنَ اثْنَتَيْـ … ـــنِ فَذَاكَ في التَّحْقِيقِ لِلحُسْبَانِ
__________
= عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)} [الرعد 23: 24]. وكلامهم كله فيها سلام كما قال تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا} [مريم: 62] انظر: حادي الأرواح ص 70.
4965 – يشير إلى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقًا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها” فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشر الناس؟ قال: “إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة” أُراه قال: “موقعه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة”. قال محمد بن فليح عن أبيه: وفوقه عرش الرحمن. رواه البخاري في صحيحه 2/ 136 كتاب الجهاد والسير، باب درجات المجاهدين في سبيل الله يقال: هذه سبيلي وهذا سبيلي.
وفي المسند من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه” نقله الناظم في حادي الأرواح ثم قال: “وهذا صريح في أن درج الجنة تزيد على مائة درجة”. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري عنه -رضي الله عنه-: “إن في الجنة مائة درجة” فإما أن هذه المائة من جملة الدرج وإما أن يكون نهايتها هذه المائة، وفي ضمن كل درجة درج دونها، ويدل للمعنى الأول حديث معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “من صلى الصلوات الخمس، وصام شهر رمضان كان حقًا على الله أن يغفر له هاجر أو قعد حيث ولدته أمه” قلت: يا رسول الله ألا أخرج فأؤذن الناس؟ قال: “لا. دع الناس يعملون، فإن في الجنة مائة =

(3/919)


4966 – مِثْلُ الَّذِي بَيْنَ السَّمَاءِ وَبَينَ هَـ … ـــذِي الأرضِ قَوْلُ الصَّادِقِ البُرْهَانِ
4967 – لَكِنَّ عَالِيَهَا هُوَ الفِرْدَوْسُ مَسْـ … ــقوفٌ بِعَرشِ الخَالِقِ الرَّحْمنِ
4968 – وَسطَ الجِنَانِ وَعُلْوَهَا فَلِذَاكَ كَا … نَتْ قُبَّةً مِنْ أَحْسَنِ البُنْيَانِ
4969 – مِنهُ تَفجَّرُ سَائِرُ الأنهَارِ فَالْـ … ــمنبُوعُ مِنْهُ نَازِلًا بِجِنَانِ
__________
= درجة بين كل درجتين مثل ما بين السماء والأرض، وأعلاها درجة فيها الفردوس، وعليها يكون العرش وهي أوسط شيء في الجنة، ومنها تفجر أنهار الجنة. فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس” رواه الترمذي [4/ 582 في كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في درجات الجنة: 2530 وأحمد ص 1631 حديث رقم 22438. قال أبو عيسى: هكذا روي هذا الحديث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت وعطاء لم يدرك معاذ بن جبل، ومعاذ قديم الموت مات في خلافة عمر] وروي عن عبادة بن الصامت نحوه. وفيه أيضًا من حديث أبي سعيد يرفعه “إن في الجنة مائه درجة” ورواه أحمد بدون لفظة “في” فإن كان المحفوظ ثبوتها، فهي من جملة درجها، وإن كان المحفوظ سقوطها، فهي الدرج الكبار المتضمنة للدرج الصغار، ولا تناقض بين تقدير ما بين الدرجتين بالمائة وتقديرها بالخمسمائة، لاختلاف السير في السرعة والبطء. والنبي ذكر هذا تقريبًا للأفهام” حادي الأرواح ص 59 بتصرف. والخلاصة:
1 – أن الجنة مائة درجة كبار وتتضمن كل درجة درجات.
2 – أن في الجنة مائة درجة علوية وتحتها درجات.
4967 – طع: “مستوفٍ”، وهو تصحيف.
د: “المنان”.
4969 – طع: “منها تفجر”.
– “فالمنبوع” كذا في جميع النسخ، ولعله بمعنى النابع من الألفاظ الدارجة في عهد الناظم. وفي طه: “فالينبوع”.
– “نازلًا”: كذا في الأصلين وب، وفي غيرها: “نازل”. وقال الناظم في حادي الأرواح: “وأنهار الجنة تتفجر من أعلاها، ثم تنحدر نازلةً إلى أقصى درجاتها” (دار ابن كثير، ط 3، ص 258). (ص).

(3/920)


فصلٌ في أبوابِ الجنَّةِ
4970 – أَبْوَابُهَا حَقٌّ ثَمَانِيَةٌ أَتَتْ … فِي النَّصِّ وَهْيَ لِصَاحِبِ الإحْسَانِ
4971 – بَابُ الجِهَادِ وَذَاكَ أعْلَاهَا وبَا … بُ الصَّوْم يُدْعَى البَابُ بالرَّيَّانِ
__________
4970 – لقد ورد في القرآن الكريم بأن للجنة أبوابًا. قال تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} [الرعد: 23] وقال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص: 50] وقال تعالى: {إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73] وجاء في السنة أن عدد أبواب الجنة ثمانية وذلك في الصحيحين من حديث سهل بن سعد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون” رواه البخاري في صحيحه 2/ 218 كتاب بدء الخلق باب صفة أبواب الجنة. ورواه مسلم في صحيحه 2/ 808 باب حفظ اللسان للصائم (وليس فيه ذكر عدد الأبواب).
وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغ أو يسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء” رواه مسلم 1/ 209 باب الذكر المستحب عقب الوضوء.
4971 – ويدل لذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام”، فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ فقال: “نعم وأرجو أن تكون منهم” رواه البخاري في صحيحه 1/ 325 كتاب الصوم، باب الريان للصائمين، ومسلم في صحيحه 2/ 711، باب من جمع الصدقة وأعمال البر.

(3/921)


4972 – وَلِكُلِّ سَعْيٍ صالحٍ بَابٌ وَرَبُّ م … السَّعْيِ مِنْهُ دَاخِلٌ بأَمَانِ
4973 – وَلَسَوْفَ يُدْعَى المرءُ مِنْ أبْوابِهَا … جَمْعًا إِذَا وَفَّى حُلَى الإيمَانِ
4974 – مِنْهُمْ أبُو بَكْرٍ هُوَ الصِّدّيقُ ذَا … كَ خَلِيفَةُ المبعُوثِ بالقُرْآنِ
* * *

فصلٌ في مقدارِ ما بينَ البابِ والباب مِنْهَا (1)
4975 – سَبعُونَ عَامًا بَيْنَ كُلِّ اثْنَينِ منـ … قُدِّرَتْ بِالعَدِّ وَالحُسْبَانِ
4976 – هَذَا حَدِيثُ لَقِيطٍ المعْرُوفُ بالْـ … ـخَبَرِ الطَّوِيلِ وَذَا عَظِيمُ الشَّانِ
__________
(1) “منها” ساقطة من (ف).
4976 – قال ابن القيم -رحمه الله- في حادي الأرواح: “روينا في معجم الطبراني أنبأنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري وعبد الله بن صقر السكري قالا: أنبأنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام حدثني عبد الرحمن بن عياش الأنصاري حدثنا دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن المنتفق قال دلهم: وحدثنيه أيضًا أبو الأسود عن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافدًا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: قلت: يا رسول الله فما الجنة والنار؟ قال: “لعمر إلهك إن للنار سبعة أبواب ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عامًا. وإن للجنة ثمانية أبواب ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عامًا” وذكر الحديث بطوله وهذا الظاهر منه أن هذه المسافة بين الباب والباب، لأن ما بين مكة وبصرى لا يحتمل التقدير بسبعين عامًا ولا يمكن حمله على باب معين لقوله: “ما منهن بابان”. والله أعلم. حادي الأرواح ص 49. ورواه الطبراني في الكبير 19/ 213.
قال الهيثمي: وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط عن لقيط. انظر: مجمع الزوائد 10/ 340. =

(3/922)


4977 – وَعَلَيْهِ كُلُّ جلَالَةٍ وَمَهَابَةٍ … وَلَكَم حَوَاهُ بَعْدُ مِنْ عِرْفَانِ
* * *

فصلٌ في مقدارِ ما بينَ مِصْرَاعَي البابِ الواحدِ
4978 – لَكِنَّ بَيْنَهُمَا مَسِيرةَ أربعِيـ … ــنَ رَوَاهُ حَبْرُ الأمَّةِ الشَّيبَانِي
4979 – في مُسْنَدٍ بالرَّفْعِ وَهْوَ لِمُسْلِمٍ … وَقْفٌ كَمَرفُوعٍ بوجْهٍ ثَانِ
__________
= فالحديث:
1 – له شواهد. 2 – تلقته الأمة بالقبول.
ومن العلماء من ضعفه لأن فيه ضعفاء، ومنهم من حسنه ومنهم الناظم نفسه لذلك يكون الحديث حسنًا لغيره. وانظر ما تقدم عند البيتين: 439، 1752.
قال ابن القيم: “وقوله: “ما بين البابين مسيرة سبعين عامًا” يحتمل أن يُريد به أن ما بين الباب والباب هذا المقدار، ويحتمل أن يريد بالبابين المصراعين، ولا يناقض هذا ما جاء من تقديره بأربعين عامًا لوجهين:
أحدهما: أنه لم يُصرح فيه راويه بالرفع، بل قال: ولقد ذُكر لنا أن ما بين المصراعين مسيرة أربعين عامًا.
والثاني: أن المسافة تختلف باختلاف سرعة السير فيها وبطئه. والله أعلم. زاد المعاد 3/ 683.
4977 – انظر: ما قاله الناظم عن حديث لقيط في زاد المعاد 3/ 677.
4979 – يشير إلى الحديث المرفوع الذي رواه الإمام أحمد قال: حدثنا حسن، قال حماد: فيما سمعته، قال: وسمعت الجُريري يُحدث، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “أنتم توفون سبعين أمة، أنتم آخرها وكرمها على الله عزّ وجل، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عامًا، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ” رواه أحمد في مسنده =

(3/923)


4980 – وَلَقَدْ رُوِي تَقْديرُهُ بِثَلَاثَةِ الـ … أيَّامِ لَكِنْ عَنْد ذِي العِرْفَانِ
4981 – أَعْنِي البُخَارِيَّ الرِّضا هُوَ مُنْكَرٌ … وَحَدِيثُ رَاويهِ فَذُو نُكْرَانِ
* * *
__________
= ص 1468 رقم الحديث 20278. وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
والحديث الموقوف ما رواه مسلم في صحيحه عن خالد بن عمير العدوي قال: خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الدنيا آذنت بصَرْمٍ وولت حذَّاءَ ولم يبق منها إلا صُبابة كصبابة الإناء يتصابَّها صاحبها، وإنكم منقلبون عنها إلى دار لا زوال لها فانقلبوا بخير ما بحضرتكم، ولقد ذُكر لنا أن مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام” رواه مسلم في صحيحه 4/ 2278 كتاب الزهد والرقائق.
4918 – يشير إلى الحديث الذي أورده في كتابه حادي الأرواح حيث قال: “وروى أبو الشيخ أنبأنا جعفر بن أحمد بن فارس أنبأنا يعقوب بن حميد أنبأنا معن حدثنا خالد بن أبي بكر عن سالم بن عبد الله عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “الباب الذي يدخل منه أهل الجنة مسيرةُ الراكب المجد ثلاثًا، ثم إنهم لَيُضْغَطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول” رواه أبو نعيم عنه في صفة الجنة (179)، وذكر المؤلف أن هذا الحديث منكر عند البخاري وقال عن راويه: إن له مناكير، ورواه الترمذي في سننه 4/ 684: 2556 قال أبو عيسى: هذا حديث غريب قال: سألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرفه وقال: لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله.
وجاء في حديث الشفاعة الطويل الذي رواه البخاري أنه قال – صلى الله عليه وسلم -: “والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبُصرى” البخاري 3/ 150 كتاب تفسير القرآن – تفسير سورة الإسراء. قال ابن القيم عن حديث أبي الشيخ: “وهذا مطابق للحديث المتفق عليه: “إن ما بين المصراعين كما بين مكة وبصرى”، فإن الراكب المجد غاية الإجادة على أسرع هجين لا يفتر ليلًا ولا نهارًا يقطع هذه المسافة في هذا القدر أو قريب منه” حادي الأرواح ص 47.

(3/924)


فصلٌ في مِفتاحِ بابِ الجنَّةِ
4982 – هَذَا وَفَتْحُ البَابِ لَيْسَ بِمُمكِنٍ … إِلَّا بمِفْتَاحٍ عَلَى أسْنَانِ
4983 – مِفْتَاحُهُ بِشَهَادَةِ الإخْلَاص والتَّـ … ــــوحِيدِ تِلْكَ شهَادَةُ الإيمَانِ
4984 – أَسْنَانُهُ الأعْمَالُ وَهْيَ شَرَائِعُ الْـ … إِسْلَامِ والمفْتَاحُ بالأسْنَانِ
4985 – لَا تُلْغِيَنْ هَذَا المثَالَ فَكَم … بِهِ مِنْ حَلِّ إشْكَالٍ لِذِي العِرْفَانِ
* * *
__________
4983 – مصداق ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه أنه قيل له: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك. رواه البخاري 1/ 215 باب في الجنائز ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله.
وكذلك ما رواه أحمد في مسنده قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي، حدثنا إسماعيل بن عيَّاش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله” رواه أحمد في مسنده ص 1632 رقم الحديث 22454. وهذا الحديث فيه انقطاع بين شهر ومعاذ. انظر: مجمع الزوائد 1/ 16.
4984 – قال المؤلف في حادي الأرواح: “وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحًا يفتح به فجعل مفتاح الصلاة الطهور، ومفتاح الحج الإحرام، ومفتاح البر الصدق … [ثم ذكر عدة مفاتيح ثم قال بعدها، فينبغي للعبد أن يعتني كل الاعتناء بمعرفة المفاتيح، وما جعلت المفاتيح له، والله من وراء توفيقه وعدله، له الملك وله الحمد، وله النعمة والفضل لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون” حادي الأرواح ص 53.
4985 – فهذا المثال الذي ضربه وهب يجب اعتباره لأن فيه حلًّا لمشاكل كثيرة وردت في بعض الأحاديث حيث علق دخول الجنة فيها على قول لا إله =

(3/925)


فصلٌ في مَنْشُورِ (1) الجنَّةِ الذي يُوقَّع به لصاحِبِهَا
4986 – هَذَا وَمَنْ يَدْخُلْ فَلَيْسَ بِدَاخِلٍ … إلَّا بِتوقِيعٍ مِنَ الرَّحْمنِ
4987 – وَلِذَاكَ يُكْتَبُ لِلفَتَى لِدُخُولِهِ … مِنْ قَبلُ توْقِيعَانِ مَشْهُودَانِ
4988 – إحْدَاهُمَا بَعْدَ المَمَاتِ وعَرضِ أرْ … وَاحِ العِبَادِ بِهِ عَلَى الدَّيَّانِ
4989 – فَيقُولُ رَبُّ العَرْشِ جَلَّ جَلَالُهُ … لِلكَاتِبيِنَ وَهُمْ أُولُو الدِّيوانِ
4990 – ذَا الاسْمُ فِي الدِّيوانِ يُكْتَبُ ذَاكَ ديـ … ـــوانُ الجِنَانِ مُجَاوِرُ المنَّانِ
4991 – دِيوانُ عِلِّيِّينَ أصْحَابُ القُرَا … نِ وَسُنَّةِ المبْعُوثِ بالقُرْآنِ
__________
= إلا الله أو الموت على التوحيد، فيجب أن لا يفهم منها أن لا إله إلا الله بمجردها كافية في دخول الجنة والنجاة من النار. بل لا بد معها من حقوقها التي هي أسنان المفتاح. شرح القصيدة النونية لهراس 2/ 340.
(1) المنشور من كتب السلطان: ما كان غير مختوم. اللسان 5/ 210.
4987 – ما عدا الأصلين وب: “وكذاك”.
– في الأصل وحاشية ف، وح، ط: “مشهوران”. والمثبت من ف وغيرها.
4988 – يشير إلى حديث البراء بن عازب الذي رواه أحمد في مسنده قال: حدثنا معاوية. قال: حدثنا الأعمش، عن منهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب. قال: خرجنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في جنازة .. وساق الحديث بطوله، وفيه: “اكتبوا كتاب عبدي في عليين … ” رواه أحمد في مسنده ص 1352 رقم الحديث 18733.
قال الهيثمي: هو في الصحيح وغيره باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد 3/ 50.
4990 – د: “فالاسم”.
– “ذاك” ساقط من ف.
4991 – قال الناظم في كتابه حادي الأرواح، الباب الخامس عشر في توقيع الجنة ومنشورها الذي يوقع به لأصحابها عند الموت وعند دخولها: =

(3/926)


4992 – فَإِذَا انْتَهَى لِلْجِسْرِ يَوْمَ الحَشْرِ يُعـ … ــطى لِلدُّخُولِ إذًا كِتَابًا ثَاني
4993 – عُنْوَانُهُ هَذَا كِتَابٌ مِنْ عَزِيـ … ـــزٍ رَاحِمٍ لِفُلَانٍ بنِ فُلانِ
4994 – فَدَعُوهُ يَدْخُلْ جَنَّةَ المأْوَى التِي ارْ … تَفَعَتْ وَلَكِنَّ القُطُوفَ دَوَانِ
4995 – هَذَا وَقَدْ كُتِبَ اسْمُه مُذْ كَانَ في الْـ … أرْحَامِ قَبلَ وِلَادَةِ الإنْسَانِ
__________
= قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)} [المطففين: 18 – 21] فأخبر تعالى أن كتابهم كتاب مرقوم تحقيقًا لكونه مكتوبًا كتابة حقيقية. وخص تعالى كتاب الأبرار بأنه يُكتَب ويوقع لهم به بمشهد المقربين من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين، ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفجار تنويهًا بكتاب الأبرار وما وقع لهم به، وإشهارًا له وإظهارًا بين خواص خلقه كما يكتب الملوك تواقيع من تعظمه بين الأمراء وخواص أهل المملكة تنويهًا باسم المكتوب له وإشادة لذكره. وهذا نوع من صلاة الله سبحانه وتعالى وملائكته على عبده” حادي الأرواح ص 53.
4994 – قال ابن القيم: “قال الطبراني في معجمه: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عطاء بن يسار عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عاليه قطوفها دانيه” أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 272، وفي الأوسط 3/ 224، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف. انظر: تقريب التهذيب 1/ 340.
4995 – يشير إلى حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق: “أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا وأربعين ليلة، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد … ” الحديث.
رواه البخاري 4/ 289، كتاب التوحيد، باب {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171)}.

(3/927)


4996 – بَلْ قَبلَ ذَلِكَ وَهْوَ وَقْتُ القَبضَتَيـ … ــن كِلَاهُمَا لِلْعَدْلِ والإحْسَانِ
4997 – سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ وَالمَلَكُوتِ والْـ … إجْلَالِ والإكْرَامِ والسُّبحَانِ
4998 – واللهُ أكْبَرُ عَالِمُ الإسْرار والْـ … إِعْلَانِ واللَّحَظَاتِ بالأجْفَانِ
4999 – وَالحَمْدُ للهِ السَّمِيعِ لِسَائِرِ الْـ … أصْوَاتِ مِنْ سِرٍّ وَمِنْ إعْلَانِ
5000 – وَهُوَ المُوَحَّدُ والمُسَبَّحُ والمُمَجَّـ … ـــدُ والحَمِيدُ ومُنْزِلُ القُرْآنِ
5001 – والأمرُ مِنْ قَبْلٍ ومِنْ بَعْدٍ لَهُ … سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ذَا السُّلْطَانِ
* * *

فصلٌ في صُفُوفِ أهْلِ الجنَّةِ
5002 – هَذَا وإنَّ صُفُوفَهُم عِشْرُونَ مَعْ … مائَةٍ وَهَذِي الأمَّةُ الثُّلثَانِ
__________
4996 – يشير إلى حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذي رواه أنس بن مالك، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن الله تعالى قبض قبضة فقال: إلى الجنة برحمتي، وقبض قبضة فقال: إلى النار ولا أبالي” رواه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 186. ورواه من حديث أبي سعيد، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في القبضتين: “هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في النار ولا أبالي” قال الهيثمي في مجمع الزوائد: “رواه أبو يعلى وفيه الحكم بن سنان الباهلي قال أبو حاتم: عنده وهم كثير وليس بالقوي ومحله الصدق يكتب حديثه، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح”. وذكر الهيثمي عدة ممن رووا هذا الحديث ومنهم الإمام أحمد وقال عن رجال المسند إنهم ثقات. انظر: مجمع الزوائد 7/ 186.
4997 – “والملكوت” ساقط من الأصل.
5000 – ف: “الفرقان”.
5001 – يشير إلى قوله تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: 4].

(3/928)


5003 – يَرويِهِ عَنْهُ بُرَيْدَةٌ إِسْنَادُهُ … شَرطُ الصَّحِيحِ بمُسنَدِ الشَّيبَانِي
5004 – وَلَهُ شَوَاهِدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْر … ـــرَةَ وابْنِ مَسْعُودٍ وَحِبْرِ زَمَانِ
5005 – أعني ابنَ عَبَّاسٍ وَفِي إسْنَادِهِ … رَجُلٌ ضَعِيفٌ غَيْرُ ذِي إتْقَانِ
__________
5003 – هو الصحابي بريدة بن الحُصيب، أسلم حين مرّ به النبي – صلى الله عليه وسلم – مهاجرًا بالغميم، غزا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – ست عشرة غزوة. مات سنة ثلاث وستين. انظر: الإصابة 1/ 286، وسير أعلام النبلاء 5/ 50.
روى أحمد في مسنده قال: حدثنا عفان، حدثنا عبد العزيز بن مُسلم، قال: حدثنا أبو سنان، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة عن أبيه، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أهل الجنة عشرون ومئة صف، منهم ثمانون من هذه الأمة” رواه أحمد في مسنده ص 1702: 23328.
ورواه ابن ماجه في سننه 2/ 1434: 4291 وقال عنه الألباني: صحيح.
ورواه الترمذي 4/ 683، وقال: “هذا حديث حسن”.
ورواه الترمذي قال: حدثنا حسين بن يزيد الطحان الكوفي، حدثنا محمد بن فضل عن ابن مُرة عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون منها من الأمم السابقة” رواه الترمذي 4/ 589، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في وصف أهل الجنة: 2546. وقال: هذا حديث حسن.
5004 – يشير إلى حديث أبي هريرة الذي رواه عبد الله بن أحمد قال: لما نزلت: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)} [الواقعة: 39، 40] قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أنتم ربع أهل الجنة، أنتم ثلث أهل الجنة، أنتم نصف أهل الجنة، أنتم ثلثا أهل الجنة” رواه أحمد في المسند 2/ 391: 9110.
– ويشير إلى حديث ابن مسعود عند الطبراني قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أهل الجنة عشرون ومئة صف أمتي منها ثمانون صفًا” رواه الطبراني في الكبير 10/ 184.
5005 – قال الناظم في حادي الأرواح عن هذا الحديث: “ورواه الطبراني في معجمه من حديث عبد الله بن عباس، وفي إسناده خالد بن يزيد البجلي وقد تُكلم فيه” انظر: المعجم الكبير 10/ 287، ومجمع الزوائد 10/ 744.

(3/929)


5006 – وَلَقدْ أتانا في الصَّحِيحِ بأنَّهُم … شَطْرٌ وَمَا اللَّفْظَانِ مُخْتَلِفَانِ
5007 – إذْ قَالَ أرْجُو أنْ تَكُونُوا شَطْرَهُم … هَذَا رَجَاءٌ مِنْهُ لِلرَّحْمنِ
5008 – أَعْطَاهُ رَبُّ العَرْشِ مَا يَرجُو وَزَا … دَ مِنَ العَطَاءِ فِعَالَ ذِي الإحْسَانِ
* * *

فصلٌ في صفةِ أوَّلِ زُمرةٍ تدخلُ الجنَّة
5009 – هَذَا وَأوَّلُ زُمْرَةٍ فَوُجُوهُهُم … كالبَدْرِ لَيْلَ السِّتِّ بَعْدَ ثَمَانِ
__________
5006 – الشطر: نصف الشيء. ويشير إلى قول النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: “وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة” فكبرنا، ثم قال: “ثلث أهل الجنة” فكبّرنا، ثم قال: “شطر أهل الجنة” فكبّرنا. (الحديث). ورواه البخاري 4/ 1767، باب {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى}، ومسلم بنحوه 1/ 200، باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة.
5008 – قال الناظم: “وهذه الأحاديث قد تعددت طرقها، واختلفت مخارجها، وصح سند بعضها. ولا تنافي بينها وبين حديث الشطر لأنه – صلى الله عليه وسلم – رجا أولًا أن يكونوا شطر أهل الجنة فأعطاه الله سبحانه رجاءه وزاد عليه سدسًا آخر. وقد روى أحمد في مسنده من حديث أبي الزبير أنه سمع جابرًا يقول: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “أرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة”، قال: فكبّرنا، ثم قال: “فأرجو أن تكونوا الشطر” وإسناده على شرط مسلم”. حادي الأرواح ص 88 الباب 30.
5009 – الزُّمرَةُ: الفوج من الناس والجماعة من الناس. وقيل: الجماعة في تفرقة. اللسان 4/ 329.
– يشير إلى ما روي في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: “أول زُمرةٍ تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكبٍ إضاءةً، قلوبهم على قلب رجل واحد لا =

(3/930)


5010 – السَّابِقُونَ هُمُ وَقَدْ كَانُوا هُنَا … أَيْضًا أولِي سَبْقٍ إلَى الإحْسَانِ
* * *

فصلٌ في صفةِ الزُّمرةِ الثَّانيةِ
5011 – والزُّمْرَةُ الأخْرَى كأضْوَأِ كَوْكَبٍ … فِي الأُفْقِ تَنْظُرُهُ بِهِ العَيْنَانِ
5012 – أَمشَاطُهُم ذَهَبٌ وَرَشْحُهُمُ فَمِسْـ … ــكٌ خَالِصٌ يَا ذِلَّةَ الحِرْمَانِ
* * *
__________
= اختلاف بينهم ولا تباغض، لكل امرئ منهم زوجتان كل واحدة مِنهما يُرى مُخ ساقها من وراء لحمها من الحسن، يُسبحون الله بكرة وعشيًا، لا يسقمون، ولا يمتخطون، ولا يبصقون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، ووقود مجامرهم الألُؤَةُ -قال أبو اليمان: يعني العود- ورشحهم المسك” رواه البخاري 2/ 217، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
5010 – قال المؤلف في حادي الأرواح: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)} اختلف في تقريرها على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه باب التوكيد اللفظي ويكون الخبر قوله: {أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11)}.
والثاني: أن يكون السابقون الأول مبتدأ والثاني خبر له.
والثالث: أن يكون الأول غير الثاني ويكون المعنى السابقون في الدنيا إلى الخيرات هم السابقون يوم القيامة إلى الجنات، والسابقون إلى الإيمان هم السابقون إلى الجنان وهذا أظهر والله أعلم” حادي الأرواح ص 82 – 83.
5011 – سبق تخريجه آنفًا في الفصل السابق.
5012 – د: “وريحهم فمسك”.

(3/931)


فصلٌ في تفاضُلِ أهْلِ الجنَّةِ في الدَّرجاتِ العُلى
5013 – وَيَرى الذينَ بِذَيْلِهَا مَنْ فَوقَهُمْ … مِثْلَ الكَوَاكِبِ رُؤيةً بِعِيَانِ
5014 – مَا ذَاكَ مُخْتَصًّا بِرُسْلِ اللهِ بَلْ … لَهُمُ ولِلصِّدِّيقِ ذِي الإيمَانِ
* * *

فصلٌ في ذِكرِ أعْلَى أهْلِ الجنَّةِ منزلةً وأدْناهُمْ (1)
5015 – هَذَا وأعْلَاهُم فَنَاظِرُ رَبِّهِ … في كُلّ يَوْمٍ وَقْتُهُ الطَّرَفَانِ
__________
5014 – يشير إلى الحديث الذي في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم” قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم. قال: “بلى والذي نفسي بيده رجالٌ آمنوا بالله وصَدَّقوا المرسلين” رواه البخاري 2/ 218، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة. ورواه مسلم 4/ 2177 كتاب الجنة. قال الناظم في حادي الأرواح: “والغابر: هو الذاهب الماضي الذي قد تدلى للغروب، وفي التمثيل به دون الكوكب المسامت للرأس وهو أعلى فائدتان: إحداهما: بُعده عن العيون. والثانية: أن الجنة درجات بعضها أعلى من بعض، وإن لم تسامت العليا السفلى، كالبساتين الممتدة من رأس الجبل إلى ذيله”. حادي الأرواح ص 115 (ط دار ابن كثير).
(1) انظر: الباب الأربعين من كتاب حادي الأرواح للناظم.
5015 – يشير إلى ما رواه الترمذي قال: حدثنا عبدُ بن حميد، أخبرني شبابة عن إسرائيل عن ثوير قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إنى أدنى =

(3/932)


5016 – لَكِنَّ أدْنَاهُم وَمَا فِيهم دَنِيٌّ … م لَيْسَ في الجَنَّاتِ مِنْ نُقْصَانِ
5017 – فَهُوَ الَّذِي تُلْفَى مَسَافَةُ مُلْكِهِ … بِسِنِينِنَا أَلفَانِ كَامِلَتَانِ
5018 – فَيَرَى بِهَا أقْصَاهُ حَقًّا مِثْلَ رُؤ … يَتِهِ لِأدْنَاهُ القَرِيبِ الدَّانِي
5019 – أَوَ مَا سَمِعْتَ بأنَّ آخِرَ أَهْلِهَا … يُعْطِيهِ رَبُّ العَرْشِ ذُو الغُفْرَانِ
__________
= أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية” ثم قرأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22، 23].
قال أبو عيسى: وقد روي هذا الحديث من غير وجهٍ عن إسرائيل عن ثوير عن ابن عمر مرفوع. ورواه عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر موقوف، وروى عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله ولم يرفعه، حدثنا بذلك أبو كريب محمد بن العلاء. حدثنا عُبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر نحوه ولم يرفعه.
رواه الترمذي في جامعه 4/ 593 – 594 كتاب صفة الجنة، باب 17 رقم الحديث 2553. وكل هذه الروايات في أسانيدها ثوير، وهو مجمع على ضعفه.
5016 – زاد في ط قبل (ليس): “إذ”.
5017 – “تُلفى”: كذا في الأصل، وفي ف: “يُلفَى”. وفي د: “يلقى” بالقاف وكذلك في ط: “تلقى”. وهو تصحيف.
– في الأصل: “بسنينها” وفي حاشيته: “خ بسنينا” وهو الذي ورد في نسخة ف. ووجهه أن سِنيًا جمع سنة، وذلك قول لم يثبت. وقول الناظم بعد ذلك “ألفان كاملتان” في محل النصب، على لغة من يلزم المثنى الألف في الحالات الثلاث. (ص).
– يشير إلى ما رواه أحمد في مسنده عن ابن عمر قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن أدنى أهل الجنة منزلة ينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه .. ” رواه أحمد في مسنده 2/ 13: 4632 وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفي أسانيدهم ثوير بن أبي فاختة وهو مجمع على ضعفه. مجمع الزوائد 10/ 401.

(3/933)


5020 – أَضْعَافَ دُنْيَانَا جَمِيعًا عَشْرَ أَمْـ … ــــثَالٍ لَهَا سُبْحَانَ ذِي الإِحْسَانِ
* * *

فصلٌ في ذكْرِ سِنِّ أهْلِ الجنَّةِ
5021 – هَذَا وَسِنُّهُمُ ثَلَاثٌ مَعْ ثَلَا … ثِينَ الَّتِي هِيَ قُوَّةُ الشُّبَّانِ
__________
5020 – ف “ذي السبحان”. يشير الناظم إلى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها وآخر أهل الجنة دخولًا: رجل يخرج من النار حبوًا فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيُخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيُخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا. فيقول: تسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك. فلقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقول: “ذلك أدنى أهل الجنة منزلة” رواه البخاري 4/ 139، كتاب الرقائق، باب صفة الجنة والنار. ورواه مسلم في صحيحه 3/ 39 كتاب الإيمان باب آخر أهل النار خروجًا.
5021 – يشير إلى الحديث الذي رواه أحمد قال: حدثنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “يدخل أهل الجنة الجنة جُرْدًا مُرْدًا بِيضًا جِعادًا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعًا في عرض سبعة أذرع” رواه أحمد 2/ 343: 8548. ورواه الترمذي قال: حدثنا سويد أخبرنا عبد الله أخبرنا رِشدين بن سعد حدثني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون أبناء ثلاثين في الجنة لا يزيدون عليها أبدًا وكذلك أهل النار .. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه =

(3/934)


5022 – وَصَغِيرُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ في ذَا عَلَى … حَدٍّ سَوَاءٍ مَا سِوَى الوِلْدَانِ
5023 – وَلَقَد رَوَى الخُدْرِيُّ أَيْضًا أنَّهُمْ … أَبْنَاءُ عَشْرٍ بَعْدَهَا عَشْرَانِ
5024 – وَكِلَاهُمَا في التِّرْمِذِيِّ وَلَيْسَ ذَا … بتَنَاقُضٍ بَلْ هَاهُنَا أَمْرَانِ
5025 – حَذْفُ الثَّلَاثِ وَنيِّفٍ بَعْدَ العُقُو … دِ وَذِكْرُ ذَلكَ عِنْدَهُمْ سِيَّانِ
5026 – عِنْدَ اتِّسَاعٍ في الكَلامِ فعِنْدَمَا … يَأْتُوا بِتَحْرِيرٍ فبِالمِيزَانِ
* * *
__________
= إلا من حديث رِشدين 4/ 599 / 2562 كتاب صفة الجنة باب 23. ورواه الترمذي حيث قال: حدثنا أبو هريرة محمد بن فراس البصري، حدثنا أبو داود، حدثنا عمران أبو العوام عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مُردًا مُكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاثٍ وثلاثين سنة”.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وبعض أصحاب قتادة رَوَوا هذا عن قتادة مُرسلًا ولم يُسندوه. ورواه الترمذي 4/ 589 (2545) كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في سن أهل الجنة.
والطبراني في الأوسط 5/ 318، والصغير 2/ 75، والكبير 20/ 64.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب: ورواه البيهقي بإسناد حسن.
وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده حسن، والطبراني في الأوسط وإسناده جيد، وفي الصغير وإسناده حسن.
5022 – ح: “ذا سوا”.
– مقصود الناظم: أنه يستثنى من ذلك الولدان الذين يخلقهم الله لخدمة أهل الجنة.
5020 – النيّف: كل ما زاد على العِقد. اللسان 9/ 342.
5026 – أصله: “يأتون”، حذفت النون للضرورة.
– يقول الناظم: فإن كان هذا محفوظًا لم يناقض ما قبله فإن العرب إذا قدرت بعدد له نيف فإن لهم طريقين: تارةً يذكرون النيف للتحرير وتارة يحذفونه. وهذا معروف في كلامهم وخطاب غيرهم من الأمم. انظر: حادي الأرواح ص 105.

(3/935)


فصلٌ في طُولِ قَامَاتِ أهْلِ الجَنَّةِ وعَرْضِهِمْ
5027 – وَالطُّولُ طُولُ أَبِيهِمُ سِتُّونَ لَـ … ـــكِنْ عَرْضُهُمْ سَبْعٌ بِلَا نُقْصَانِ
5028 – الطُّولُ صَحَّ بِغيرِ شَكٍّ الصَّحِيـ … ـــحَيْنِ اللّذَيْنِ هُمَا لَنَا شَمْسَانِ
5029 – وَالعَرْضُ لَمْ نَعْرِفْهُ في إحْدَاهُمَا … لَكِنْ رَوَاهُ أحْمَدُ الشَّيْبَانِي
5030 – هَذَا وَلَا يَخْفَى التَّنَاسُبُ بَيْنَ هَـ … ـــذَا العَرْضِ وَالطُّولِ البَديعِ الشَّانِ
5031 – كُلٌّ عَلَى مِقْدَارِ صَاحِبِهِ وَذَا … تَقْدِيرُ مُتْقِنِ صَنْعَةِ الإنْسَانِ
* * *
__________
5028 – يشير إلى ما روي في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “خلق الله آدم وطوله ستون ذراعًا ثم قال: اذهب فسلّم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يُحيونك، تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله. فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن” رواه البخاري 2/ 228، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30] ورواه مسلم بنحوه 17/ 172 كتاب الجنة.
5029 – “في إحداهما” أي: في البخاري أو مسلم.
وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقد سبق ذكره في أول الفصل الماضي، وفي سنده ابن جدعان، وهو ضعيف.
5031 – قال الناظم: “ولا يخفى التناسب الذي بين هذا الطول والعرض فإنه لو زاد أحدهما عن الآخر فات الاعتدال وتناسب الخلقة يصير طولًا مع دقة أو غلظًا مع قصر، وكلاهما غير مناسب، والله أعلم” حادي الأرواح ص 106.

(3/936)


فصلٌ في حُلاهم (1) وألوَانهمْ
5032 – أَلْوَانُهُمْ بِيضٌ وَلَيْسَ لَهُمْ لِحىً … جُعْدُ الشُّعورِ مُكَحَّلُو الأجْفَانِ
5033 – هَذا كَمالُ الحُسْنِ في أبْشَارِهِم … وَشُعُورِهِمْ وكَذَلِكَ العَيْنَانِ
* * *

فصلٌ في لِسان أهْلِ الجنَّةِ
5034 – وَلَقَدْ أَتَى أَثَرٌ بِأَنَّ لِسَانَهُمْ … بالمنطِقِ العَرَبِيِّ خَيرِ لِسَانِ
5035 – لكِنَّ في إِسْنَادِهِ نظَرٌ ففيـ … ـــــهِ رَاوِيَانِ وَمَا هُمَا ثَبْتَانِ
5036 – أعْنِي العَلَاءَ هُوَ ابنُ عَمْرٍو ثُمَّ يَحْـ … ـــيَى الأشْعَرِيَّ وَذَانِ مَغْمُوزَانِ
* * *
_________
(1) طه: “لحاهم” ولعله تصرف من الناشر، والحُلَى بضم الحاء وكسرها جمع الحِلية وهي: الخِلقة، والصورة، والصفة. القاموس ص 1647.
5032 – كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي سبق ذكره في حاشية البيت 5021: “يدخل أهل الجنة الجنة جُرْدًا مُرْدًا بيضًا جِعادًا مكحلين … ” وجعودة الشعر: تقيّضه وعدم استرساله، وهي ضد السبوطة في الشعر. ويقال: شعر جعد، ورجل جعد الشعر. ولم يذكر أهل اللغة “أجعد”، وجاء في شعر المتأخرين كقول الشريف المرتضى:
وفرعٌ أجعدُ الشعر … ولكن أيّ إجعاد
انظر: ديوانه: 1/ 411 (ص).
5035 – كذا في الأصل وغيره. واسم لكنّ ضمير محذوف. وفي طه: “نظرًا”.
5036 – العلاء بن عَمْرو الحنفي الكوفي، متروك. عن أبي إسحاق وسفيان الثوري. =

(3/937)


فصلٌ في ريِحِ أهْلِ الجنَّةِ مِنْ مسيرةِ كم تُوجد (1)
5037 – والرِّيحُ تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أرْبَعِيـ … ـــنَ وإِنْ تَشَأْ مائَةً فَمَرْوِيَّانِ
__________
= قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال عبد الله بن عمر بن أبان: سمعتُ أنا والعلاء بن عمرو من رجل حديثًا عن سعيد بن مسلمة، فسألوا العلاء عنه بحضرتي فقال: حدثنا سعيد بن مسلمة. وقال العُقيلي: حدثنا مطين، حدثنا العلاء بن عمرو، حدثنا يحيى بن بُريد عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا: أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي. هذا موضوع. قال أبو حاتم: هذا كذب. ميزان الاعتدال 3/ 103: 5737.
– يحيى بن بُريد بن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري عن ابن جريج، وأبيه، يكنى أبا عُروة. قال أحمد ويحيى: ضعيف، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. ميزان الاعتدال 4/ 365 [9464].
– في الفصل الذي عقده الناظم بهذا العنوان في حادي الأرواح لم يشر إلى هذا الأثر، بل نقل فيه ما رواه ابن أبي الدنيا بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعًا بذراع الملك على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد، مرد مكحلون”.
ثم قال: “وروى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: “لسان أهل الجنة عربي” وقال عقيل: قال الزهري: لسان أهل الجنة عربي”. حادي الأرواح ص 274. قلت: هذه الأحاديث لا تخلو من ضعف.
(1) كذا في الأصل. وفي ف، د، س، ح، ط: “يوجد”.
5037 – كذا في الأصل، وفي د، س، ح، ط: “يوجد من”.
– يشير إلى ما رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا” رواه البخاري 4/ 194 كتاب الديات، باب إثم من قتل ذميًا بغير جُرم. =

(3/938)


5038 – وَكَذَا رُوِيْ سَبْعِينَ أَيْضًا صَحَّ هَـ … ــــذَا كُلُّهُ وَأَتَي بِهِ أثَرَانِ
5039 – مَا فِي رِجَالِهِمَا لَنَا مِنْ مَطْعَنٍ … وَالجَمْعُ بَيْنَ الكُلِّ ذُو إمْكَانِ
5040 – وَلَقَدْ أَتَى تَقْدِيرُه مائَةً بِخَمْـ … ـــسٍ ضَرْبُهَا مِنْ غَيْرِ مَا نُقْصَانِ
5041 – إنْ صَحَّ هَذَا فَهْوَ أَيْضًا وَالَّذِي … مِنْ قَبْلِهِ في غَايَةِ الإمْكَانِ
5042 – إمَّا بِحَسْبِ المُدْرِكِينَ لِريحِهَا … قُرْبًا وَبُعْدًا مَا هُمَا سِيَّانِ
__________
= – ويشير إلى ما رواه الطبراني قال: حدثنا موسى بن حازم الأصبهاني حدثنا محمد بن بكير الحضرمي حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من قتل قتيلًا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام” وهذا الأثر صححه الناظم في حادي الأرواح.
5038 – يشير إلى ما رواه الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار حدثنا معدي بن سليمان هو البصري عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم -. قال: “ألا من قتل نفسًا معاهدًا له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا”.
قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -. انظر: سنن الترمذي 4/ 20 باب ما جاء فيمن يقتل نفسًا معاهدة.
5040 – قال الناظم: “قال أبو نُعيم: حدثنا محمد بن معمر حدثنا محمد بن أحمد المؤذن حدثنا عبد الواحد بن غياث أنبأنا الربيع بن بدر حدثنا هارون بن رياب عن مجاهد عن أبي هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن رائحة الجنة توجد من مسيرة خمسمائة عام” انظر: حادي الأرواح ص 111. وهذا الحديث فيه الربيع بن بدر قال عنه ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود وغيره: ضعيف. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: عامة رواياته لا يتابع عليها. ميزان الاعتدال 2/ 39: 2730.

(3/939)


5043 – أَوْ بِاخْتِلَافِ قَرَارِهَا وَعُلُوِّهَا … أَيْضًا وَذَلِكَ وَاضِحُ التِّبْيَانِ
5044 – أَوْ بِاخْتِلَافِ السَّيرِ أَيْضًا فَهْوَ أَنْـ … ـــوَاعٌ بِقَدْرِ إطَاقَةِ الإنْسَانِ
5045 – مَا بَيْنَ أَلْفَاظِ الرَّسُولِ تَنَاقُضٌ … بَلْ ذَاكَ فِي الأَفْهَامِ والأَذْهَانِ
* * *

فصلٌ في أسبقِ النَّاسِ دخولًا إلى الجنَّةِ
5046 – وَنظِيرُ هَذَا سَبْقُ أَهْلِ الفَقْرِ لِلْـ … ــجَنَّاتِ في تَقْدِيرِهِ أَثَرَانِ
5047 – مائَةٌ بِخَمْسٍ ضَرْبُهَا أَوْ أَرْبَعِيـ … ـــنَ كِلَاهُمَا في ذَاكَ مَحْفُوظَانِ
5048 – فَأَبُو هُريرَةَ قَدْ رَوَى أُولَاهُمَا … وَرَوَى لَنَا الثَّانِي صَحَابِيَّانِ
__________
5043 – أي: أن الاختلاف في المسافة في هذه الآثار ناشئٌ عن اختلاف المدركين لرائحتها في القرب والبُعد، فليسوا كلّهم في درجة واحدة. بل قد يكون الاختلاف ناشئًا عن قرارها الذي هو أرضها وعلوها، حيث إن الجنة درجات كثيرة بعضها فوق بعض. فبعض من في هذه الدرجات يشم الرائحة من مسيرة أربعين والبعض الآخر يشمها من مسيرة سبعين.
5044 – يعني: أن الاختلاف قد ينشأ كذلك من اختلاف السير في السرعة والبطء فتكون الأربعون بالنسبة للجواد الراكض مثلًا، والسبعون بالنسبة لما هو دونه.
5045 – ف: “قل ذاك”.
وانظر: حادي الأرواح ص 110 – 111.
5048 – يشير إلى ما رواه الإمام أحمد قال: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمسمائة عام”. ورواه الترمذي وقال عنه: “هذا حديث صحيح ورجال إسناده احتج بهم مسلم في صحيحه”. انظر: سنن الترمذي 4/ 578: 2360 وأحمد في مسنده 2/ 343: 8545 وحادي الأرواح ص 84. =

(3/940)


5049 – هَذَا بِحَسْبِ تَفَاوُتِ الْفُقَرَاءِ فِي اسْـ … ـــتِحْقَاقِ سَبْقِهِمُ إلى الإحْسَانِ
5050 – أَوْ ذَا بِحَسْبِ تَفَاوُتٍ فِي الأَغْنِيَا … ءِ كِلَاهُمَا لَا شَكَّ مَوْجُودَانِ
5051 – هَذَا وَأوَّلُهُمْ دُخُولًا خَيْرُ خَلْـ … ـــقِ اللهِ مَنْ قَدْ خُصَّ بِالفُرقانِ
5052 – وَالأَنْبِيَاءُ عَلَى مَرَاتِبِهِمْ مِنَ التَّـ … ـــفْضِيلِ تِلْكَ مَوَاهِبُ المنَّانِ
5053 – هَذَا وَأمَّةُ أَحْمَدٍ سُبَّاقُ بَا … قِي الخَلْقِ عَنْدَ دُخُولِهمْ لِجِنَانِ
__________
= – الأول: ما رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفًا” صحيح مسلم 4/ 2285.
– والثاني: ما رواه الترمذي من حديث عباس الدوري عن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب عن عمرو بن جابر الحضرمي عن جابر بن عبد الله عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفًا” رواه الترمذي في سننه 4/ 578: 2361، وقال: “هذا حديث حسن”.
5050 – قال الناظم: “وتختلف مدة السبق بحسب أحوال الفقراء والأغنياء، فمنهم من يسبق بأربعين، ومنهم من يسبق بخمسمائة؛ كما يتأخر مكث العصاة من الموحدين في النار بحسب أحوالهم، والله أعلم”. الحادي ص 84.
5051 – ط: “بالقرآن” والناظم هنا يشير إلى ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: مَن أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك”.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أنا أكثر الناس تبعًا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة”. رواه مسلم 1/ 188، باب قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “أنا أول الناس يشفع في الجنة”.
5052 – أي: أنّ الأنبياء يدخلون الجنة بعد محمد – صلى الله عليه وسلم – بحسب تفاضلهم، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: 55].
5053 – يشير إلى ما رواه مسلم من حديث أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، =

(3/941)


5054 – وَأحَقُّهُمْ بِالسَّبْقِ أَسْبَقُهُمْ إلَى الْـ … إِسْلَامِ والإيمانِ والتَّصْدِيقِ بالقُرْآنِ
5055 – وَلِذَا أبُو بَكْرٍ هُوَ الصِّدِّيقُ أَسْـ … ـــــبَقُهُمْ دُخُولًا قَوْلَ ذِي البُرْهَانِ
5056 – وَرَوَى ابْنُ مَاجَةَ أَنَّ أَوَّلَهُمْ يُصَا … فِحُهُ إِلةُ العَرْشِ ذُو الإحْسَانِ
__________
= فاختلفوا، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه” رواه مسلم في صحيحه 2/ 585، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.
5054 – كذا ورد البيت في الأصلين وب، د. وفيه ركن زائد، اختل من أجله وزن البيت، وقد سبقت أمثلة أخرى للزيادة والنقص. انظر: التعليق على البيتين 578، 683. وقد حذفت كلمة “والإيمان” في ط، فاستقام الوزن. (ص).
5055 – يشير إلى ما رواه أبو داود في سننه قال: حدثنا هناد بن السَّريِّ عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدّالانيِّ عن أبي خالد مولى آل جعدة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أتاني جبريل عليه السلام فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي”، فقال أبو بكر: يا رسول الله وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي” 12/ 265 كتاب السنة، باب 8 رقم الحديث 4641. قال المنذري: أبو خالد الدالاني بن عبد الرحمن وثقه أبو حاتم الرازي. وقال ابن معين: ليس به بأس، وعن الإمام أحمد نحوه. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات. عون المعبود 12/ 266، فهذا الحديث على ذلك يكون لا بأس به.
5056 – يشير إلى ما رواه ابن ماجه في سننه قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، أنبأنا داود بن عطاء المديني عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أول من يصافحه الحق عمر، وأول من يُسلم عليه، وأول من يأخذ بيده فيدخله الجنة” رواه ابن ماجه 1/ 39 المقدمة رقم الحديث 104. وهذا الحديث إسناده ضعيف فيه داود بن عطاء. قال الإمام أحمد عنه: ليس بشيء في روايته. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الذهبي عن هذا الحديث: هذا منكر جدًا. انظر: ميزان الاعتدال 2/ 12: 2631.

(3/942)


5057 – وَيَكُونُ أوَّلَهُم دُخُولًا جَنَّةَ الْـ … ـــفردَوسِ ذَلِكَ قَامِعُ الكُفْرَانِ
5058 – فَارُوقُ دِينِ اللهِ نَاصِرُ قَوْلِهِ … وَرَسُولِهِ وَشرَائِعِ الإيمَانِ
5059 – لَكِنَّهُ أَثَرٌ ضَعِيفٌ فِيهِ مَجـ … ــروحٌ يُسَمَّى خَالِدًا بِبَيَانِ
5060 – لَوْ صَحَّ كَانَ عُمُومُهُ المخْصُوصَ بالصِّـ … ــدِّيق قَطْعًا غَيْرَ ذِي نُكْرَانِ
5061 – هَذَا وَأوَّلُهُمْ دُخُولًا فَهْوَ حَمَّـ … ـــادٌ عَلَى الحَالَاتِ لِلرَّحْمنِ
5062 – إنْ كَانَ فِي السَّرَّاءِ أصبَحَ حَامِدًا … أَوْ كَانَ فِي الضَّرَّا فَحَمْدٌ ثَانِ
5063 – هَذَا الَّذِي هُوَ عَارِفٌ بإلهِهِ … وَصِفَاتِهِ وَكَمَالِهِ الرَّبَّانِي
5064 – وَكَذَا الشَّهِيدُ فَسَبقُهُ مُتَيَقَّنٌ … وَهُوَ الجَديرُ بِذَلِكَ الإِحْسَانِ
__________
5059 – لا يوجد في إسناد هذا الحديث من اسمه: خالد، والذي تُكلم فيه هو داود بن عطاء. ولعله وهم من الناظم -رحمه الله- إذ ظنه خالد بن عطاء الذي قال البخاري عنه: “منكر الحديث” وخالد بن عطاء من موالي قريش.
انظر: ميزان الاعتدال 1/ 635: 2336. وفي حادي الأرواح ص 81 نقل الناظم حديث ابن ماجه السابق وقال: “هو حديث منكر جدًا. قال الإمام أحمد: داود بن عطاء ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث”.
5065 – أي: لو صح الحديث فإن المراد أن عمر رضي الله عنه هو أول من دخل الجنة بعد أبي بكر رضي الله عنه فهي أولية نسبية.
5062 – قال الناظم في حادي الأرواح: “وروى شعبة وقيس عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الحمّادون الذين يحمدون الله في السراء والضرّاء” الحادي ص 82. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: “رواه الطبراني في الثلاثة بأسانيد وفي أحدها قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وغيرهما، وضعفه يحيى القطان وغيره. وبقية رجاله رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه، وإسناده حسن. مجمع الزوائد 10/ 95.
5064 – يشير إلى ما رواه الإمام أحمد قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عامر العقيلي عن أبيه عن أبي هريرة =

(3/943)


5065 – وَكَذَلِكَ الممْلُوكُ حِينَ يَقُومُ بالْـ … ـــحَقَّينِ سَبَّاقًا بِغَيْرِ تَوَانِ
5066 – وَكَذَا فَقِيرٌ ذُو عِيَالٍ لَيْسَ بِالْـ … ــملْحَاحِ بَلْ ذُو عِفَّةٍ وَصِيَانِ
* * *

فصلٌ في عددِ الجنَّاتِ وأجناسِها
5067 – وَالجَنَّةُ اسْمُ الجِنْسِ وَهْيَ كَثيرةٌ … جِدًّا وَلَكِنْ أَصْلُهَا نَوْعَانِ
__________
= رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “عُرض علي أول ثلاثة من أمتي يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد، وعبد مملوك لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه، وفقير متعفف ذو عيال. وأول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله من ماله، وفقير فخور” رواه أحمد في مسنده 2/ 425: 9527. وروى الترمذي نحوه وقال: “هذا حديث حسن”. انظر: سنن الترمذي 4/ 176: 1644 ورواه ابن حبان في صحيحه 10/ 514 وابن خزيمة في صحيحه 4/ 8 باب إدخال مانع الزكاة النار.
وكذلك ما رواه مسلم من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه مرفوعًا قال: “أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى، ومسلم عفيف متعفف ذو عيال” رواه مسلم 4/ 2197، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار.
5065 – الحقان هما:
1 – حقٌّ لله بأداء ما افترضهُ عليه، واجتناب ما نهى عنه.
2 – حقٌّ لسيده بأن يؤدي حقه عليه ويطيعه في غير معصية الخالق.
– ما عدا الأصلين: “سباق”.
5067 – قال الناظم: “الجنة هو الاسم العام المتناول لتلك الدار وما اشتملت عليه =

(3/944)


5068 – ذَهَبيَّتانِ بِكُلِّ مَا حَوَتَاهُ مِنْ … حَلْيٍ وَآنِيَةٍ وَمِنْ بُنْيَانِ
5069 – وَكَذَاكَ أَيْضًا فِضَّةٌ ثِنْتَانِ مِنْ … حَلْيٍ وَبُنْيَانٍ وَكُلِّ أوَانِ
5070 – لَكِنَّ دَارَ الخُلْدِ وَالمأْوَى وَعَدْ … نٍ والسَّلَامِ إِضَافَةٌ لِمَعَانِ
__________
= من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة الأعين” وقال أيضًا: “والجنة اسم شامل لجميع ما حوته من بساتين والمساكن والقصور وهي جنات كثيرة”. انظر: الحادي ص 68، 74.
– يشير إلى ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة “أتت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت: يا نبي الله لتحدثني عن حارثة؟ وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غَرْبٌ. فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء. قال: “يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى” رواه البخاري في صحيحه 3/ 1034 باب من أتاه سهما غرب.
5069 – يشير إلى ما روي في الصحيحين من حديث أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما. وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن” رواه البخاري 4/ 1848، ومسلم 1/ 163.
5070 – قال تعالى: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [الفرقان: 15] سميت بذلك لأن أهلها لا يظعنون عنها أبدًا كما قال تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108] الحادي ص 70.
– وقال تعالى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)} [النجم: 15]، والمأوى مفعل من أوى يأوي إذا انضم إلى المكان وصار إليه واستقر به. الحادي ص 70.
– وقال الناظم عن جنات عدن: “فقيل هي اسم لجنة من الجنات والصحيح أنه اسم لجملة الجنات وكلها جنات عدن. قال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} [مريم: 61] .. يقال: عدن بالمكان إذا أقام به، وعدنت البلد: توطنته، وعدنت الإبل بمكان كذا: لزمته فلم تبرح منه” الحادي ص 71. =

(3/945)


5071 – أَوْصَافُهَا اسْتَدْعَتْ إضَافَتَهَا إِليـ … ـــها مِدْحَةً في غَايَةِ التِّبْيَانِ
5072 – لَكِنَّمَا الفِردَوسُ أَعْلَاهَا وَأَوْ … سَطُهَا مَسَاكنُ صَفْوةِ الرَّحْمنِ
5073 – أَعْلَاهُ مَنْزِلَةً لأَعْلَى الْخلْقِ مَنْـ … ــزلةً هُوَ المبْعُوثُ بالْقُرْآنِ
5074 – وَهيَ الْوَسِيلَةُ وَهْيَ أَعْلَى رُتْبَةٍ … خَلَصَتْ لَهُ فَضْلًا مِنَ الرَّحْمنِ
__________
= وقال الناظم -رحمه الله-: “قد سماها الله بهذا الاسم في قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الأنعام: 127] {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: 25] وهي أحق بهذا الاسم فإنها دار السلامة من كل بلية وآفة ومكروه. انظر: الحادي ص 69.
5071 – “في غاية”: كذا في الأصلين ود وحاشية ب. وأشير في حاشية ف إلى أن في نسخة: “مع” وكذا في ب وغيرها.
5072 – قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)} [الكهف: 107، 108] “والفردوس اسم يقال على جميع الجنة ويقال على أفضلها وأعلاها، كأنه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات، وأصل الفردوس البستان والفراديس البساتين” الحادي ص 72.
– ويشير إلى ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة” رواه البخاري في صحيحه 6/ 2700.
5074 – سميت درجة النبي – صلى الله عليه وسلم – “الوسيلة” لأنها أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن وهي أقرب الدرجات إلى الله وأصل اشتقاق لفظ الوسيلة من القرب وهي فعيلة من وسل إليه إذا تقرب إليه … ومعنى الوسيلة من الوصلة ولهذا كانت أفضل الجنة وأشرفها وأعظمها نورًا الحادي ص 61.
– ب: “فهي أعلى”.
– ح: “حصلت له”.
– يشير إلى ما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص أنه سمع =

(3/946)


5075 – وَلَقَدْ أَتَى في سُورَةِ الرَّحْمنِ تَفْـ … ـــصيلُ الجِنَانِ مُفَصَّلًا بِبَيَانِ
5076 – هِيَ أرْبَعٌ ثِنْتَانِ فَاضلَتَانِ ثُمَّ م … يَليهِمَا ثِنْتَانِ مَفْضُولَانِ
5077 – فالأُولَيَانِ الفُضْلَيَانِ لأَوْجُهٍ … عَشْرٍ وَيَعْسُرُ نَظْمُهَا بِوزَانِ
5078 – وَإذَا تأمَّلْتَ السِّياقَ وَجَدْتَهَا … فِيهِ تَلُوحُ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ
__________
= النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلُّوا عليّ فإنه من صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه عشرًا. ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون هو، فمن سأل لى الوسيلة حلّت عليه شفاعتي” رواه مسلم في صحيحه 1/ 288.
5076 – في الأصلين وغيرهما: “ويليهما” بدلًا من “ثم يليهما”، والمثبت من س، طه. وفي س: “تليهما”.
5077 – وقد بيّنها الناظم في “حادي الأرواح” وخلاصتها: والسياق يدل على تفضيل الجنتين الأوليين من عشرة أوجه: أحدها: قوله: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} أي: ذواتا أصناف ولم يذكر ذلك في الأخريين. الثاني: قوله: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50)} وفي الأخريين: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)} والجارية أحسن من النضاخة. الثالث: أنه قال: {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52)} ولم يذكر ذلك في الأخريين. الرابع: أنه قال: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} ولم يذكر ذلك في الأخريين. الخامس: أنه قال: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} ولم يذكر ذلك في الأخريين. السادس: أنه قال: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} وقال في الأخريين: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} وقصرهن في الأوليين أفضل وأكمل. السابع: أنه وصفهن بشبه الياقوت والمرجان في صفاء اللون ولم يذكر ذلك في التي بعدها. الثامن: أنه قال في الأوليين: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)} وهذا يقتضي أن أصحابهما من أهل الإحسان المطلق ولم يذكر ذلك في الأخريين. التاسع: أنه بدأ بوصف الجنتين الأوليين. العاشر: أنه قال: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)} أي: هما أفضل من اللتين بعدهما. انظر: “حادي الأرواح” ص 75، 76.
5078 – ب: “أذنان”، خطأ.

(3/947)


5079 – سُبْحَانَ مَنْ غَرَسَتْ يَدَاهُ جَنَةَ الْـ … ـــفِرْدَوسِ عِنْدَ تَكَامُلِ البُنْيَانِ
5080 – وَيدَاه أيْضًا أتْقَنَتْ لِبِنَائِهَا … فَتَبَارَكَ الرَّحْمنُ أعْظَمُ بَانِ
5081 – هِيَ فِي الجِنَانِ كآدَمٍ وَكِلَاهُمَا … تَفْضِيلُهُ مِنْ أَجْلِ هَذَا الشَّانِ
5082 – لَكِنَّمَا الجَهْمِيُّ لَيْسَ لَدَيْهِ مِنْ … ذَا الفَضلِ شَيءٌ فَهْوَ ذُو نُكْرَانِ
5083 – وَلَدٌ عَقُوقٌ عَقَّ وَالِدَهُ وَلَمْ … يُثْبِتْ بِذَا فَضْلًا عَلَى الشيْطَانِ
5084 – فَكِلَاهُمَا تَأثيرُ قُدْرَتِه وَتَأْ … ثِيرُ المشِيئَةِ لَيْسَ ثَمَّ يَدَانِ
__________
5080 – في “أتقنت” إفراد الضمير العائد إلى المثنى، وفي “لبنائها” زيادة اللام على المفعول به، للضرورة (ص).
– قال الناظم: “قد ذكر الدارمي وابن النجار وغيرهما من حديث أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن -متكلم فيه- عن عون بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أخيه عبد الله بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن الحارث قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “خلق الله ثلاثة أشياء بيده، خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده، ثم قال: وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر ولا الديوث” قالوا: يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث؟ قال: “الذي يقر السوء في أهله” قلت: المحفوظ أنه موقوف” وعلى هذا يكون ضعيفًا.
وقد ذكر الناظم عدة آثار تثبت تلك الأمور وبمجموعها قد يقوي بعضها بعضًا ويشدّ بعضها بعضًا. انظر: حادي الأرواح ص 77، 78.
5081 – أي: أن الفردوس فضلت على الجنان بأن الله خلقها بيده كما فضّل آدم على سائر الخلق بأن الله خلقه بيده.
5083 – أي: أن الجهمي ينكر الصفات كلها ومنها صفة اليدين ويؤول صفة اليدين بالمشيئة والقدرة، فهو بذلك عن والده آدم فلم يثبت له فضيلة، لأن اليد إذا كان معناها القدرة أو المشيئة استوى آدم وإبليس فإن كليهما مخلوق بقدرة الله ومشيئته.
5084 – د: “وكلاهما”، يعني: آدم والشيطان.

(3/948)


5085 – إلّا هُمَا أو نِعْمَتَاهُ وَخَلقُهُ … كُلٌّ بِنِعْمَةِ رَبِّهِ المنَّانِ
5086 – لَمَّا قَضَى رَبُّ العِبَادِ الغرْسَ قَا … لَ تَكَلَّمِي فَتَكَلَّمَتْ بِبَيَانِ
5087 – قَدْ أفْلحَ العَبْدُ الَّذِي هُوَ مُؤمِنٌ … مَاذَا ادَّخَرْتُ لَهُ مِنَ الإحْسَانِ
5088 – وَلَقَدْ رَوَى حَقًّا أَبُو الدَّرْدَاءِ ذَا … كَ عُوَيْمِرٌ أَثَرًا عَظِيمَ الشَّانِ
__________
5085 – “هما” أي: القدرة والمشيئة.
5086 – “الغرس”: كذا في الأصل ود، ح. يعني: غرس الجنّة. وفي ب وغيرها: “العرش” يعني: لما غرس عرش الجنة كما في الحديث. والكلمة في ف بإهمال العين والسين.
– “فتكلمت” ساقطة من د.
– قال الناظم: “ذكر البيهقي من حديث البغوي: حدثنا يونس بن عبيد الله البصري حدثنا عدي بن الفضل عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وغرس عرشها بيده، وقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون، فقال: طوبى لك منزل الملوك”.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن المثنى البزار حدثنا محمد بن زياد الكلبي حدثنا بشير بن حسين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درّة بيضاء، ولبنةً من ياقوتة حمراء، ولبنة من زبرجدة خضراء ملاطُها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ، وحشيشها الزعفران ثم قال لها: انطقي، قالت: قد أفلح المؤمنون” كما في الحادي ص 78، وتفسير ابن كثير 3/ 239، وأخرجه الطبري في تفسيره 7/ 18، وابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 44، والحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه 2/ 426، وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص 512، والطبراني في الأوسط 1/ 224، والكبير 11/ 184، وقال الهيثمي عن إسنادي الطبراني: أحدهما جيد. انظر: مجمع الزوائد 3/ 258.
5088 – عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري مختلف في اسم أبيه. أما هو فمشهور بكنيته، وقيل: اسمه عامر، وعويمر لقب. صحابي جليل، أول مشاهده =

(3/949)


5089 – يَهْتَزُّ قَلْبُ العَبْدِ عِنْدَ سَمَاعِهِ … طَرَبًا بِقَدْرِ حَلَاوَةِ الإيمَانِ
5090 – مَا مِثْلُه أَبَدًا يُقَالُ بِرَأْيِهِ … أَوْ كَانَ يَا أَهْلًا بِذَا العِرْفَانِ
5091 – فِيهِ النُّزُولُ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ فإحْـ … ــدَاهُنَّ يَنْظُرُ في الكِتَاب الثَّانِي
5092 – يَمْحُو وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ بِحِكْمَةٍ … وَبِعِزَّةٍ وبِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ
5093 – فَتَرى الفَتَى يُمْسِي عَلَى حَالٍ وَيُصْـ … ـــبحُ في سِوَاهَا مَا هُمَا مِثْلَانِ
5094 – هُوَ نَائِمٌ وأُمُورُهُ قَدْ دُبِّرَتْ … لَيْلًا وَلَا يَدْري بِذَاكَ الشَّانِ
5095 – والسَّاعَةُ الأخْرَى إلَى عَدْنٍ مَسَا … كِنِ أَهْلهِ هُمْ صَفوةُ الرَّحْمنِ
__________
= أحد، وكان عابدًا، مات في آخر خلافة عثمان، وقيل: عاش بعد ذلك.
انظر: تهذيب التهذيب 8/ 175، سير أعلام النبلاء 2/ 335.
– قال الطبراني في معجمه: وحدثنا مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن زيادة بن محمد الأنصاري عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ينزل الله تعالى في آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل ينظر في الساعة الأولى منهن في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت، ثم ينظر في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهي مسكنه الذي يسكن فيه، ولا يكون معه فيها إلا الأنبياء والشهداء والصديقون وفيها ما لم تره عين أحد، ولا خطر على قلب بشر، ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول: ألا مستغفرٌ يستغفرني فأغفر له؟ ألا سائل يسألني فأعطيه؟ ألا داع يدعوني فأستجيب له؟ حتى يطلع الفجر. قال تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} فيشهده الله تعالى وملائكته” الحادي ص 77. وهذا الحديث -كما ذكر الناظم- لا يقال مثله بالرأي، فيكون حكمه حكم الرفع.
وهذا الحديث رواه الطبراني في الأوسط 8/ 279: 4529 واللالكائي في السنة 3/ 442.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار نحوه. وفيه زيادة بن محمد الأنصاري وهو منكر الحديث. مجمع الزوائد 10/ 155.

(3/950)


5096 – الرُّسْلُ ثُمَّ الأنبِيَاءُ وَمَعْهُمُ الصِّـ … ـــدِّيقُ حَسْبُ فَلَا تَكُنْ بِجَبَانِ
5097 – فِيهَا الَّذِي وَاللهِ لَا عَيْنٌ رَأَتْ … كَلَّا وَلَا سَمِعَتْ بِهِ أُذنَانِ
5098 – كَلَّا وَلَا قَلْبٌ بِهِ خَطَرَ المِثَا … لُ لَهُ تَعَالَى اللهُ ذُو السُّلْطَانِ
5099 – وَالسَّاعَةُ الأخْرَى إلَى هَذِي السَّمَا … ءِ يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ نَدْمَانِ
5100 – أَوْ دَاعٍ أوْ مُسْتَغْفِرٍ أَوْ سَائلٍ … أُعْطِيهِ إنّي وَاسِعُ الإحْسَانِ
5101 – حَتَّى تُصَلِّى الفَجْرُ يَشْهَدُهَا مَعَ الْـ … أَمْلَاكِ تِلْكَ شَهَادَةُ القُرْآنِ
5102 – هَذَا الحَدِيثُ بِطُولِه وَسِيَاقِهِ … وَتَمَامِهِ في سُنَّةِ الطبَرانِي
* * *

فصلٌ في بناءِ الجنَّةِ
5103 – وَبِنَاؤهَا اللَّبِنَاتُ مِنْ ذَهَبٍ وَأُخْ … ـــرَى فِضَّةٌ نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ
__________
5097 – ب: “لا ولا سمعته من أذنان”. وفي د، ح، ط: “سمعت به الأذنان”.
– “به” ساقطة من الأصلين.
5101 – كذا في الأصل. وفي د: “نصلى” وفي ح، ط: “يصلى”.
– الضمير في “يشهد” يعود إلى الله أي: يشهدها الله وملائكته كما في الحديث السابق.
– “شهادة القرآن”: يشير إلى قوله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]. يقول ابن كثير في تفسيره: والمراد: صلاة الفجر كما جاء مصرّحًا به في الصحيحين. انظر: تفسير ابن كثير 1/ 12، وصحيح البخاري 1/ 232، ومسلم 1/ 450.
5103 – ف: “من فضة”، وهو خطأ.
– يشير إلى ما رواه الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا أبو كامل وأبو النضر قالا: حدثنا زهير حدثنا سعد الطائي – قال أبو النضر: سعد أبو =

(3/951)


5104 – وقُصُورُهَا مِنْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ … أَوْ فِضَّةٍ أَوْ خَالصِ العِقْيَانِ
5105 – وَكَذَاكَ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ بِهِ … نُظِمَ البِنَاءُ بِغَايَةِ الإِتْقَانِ
5016 – وَالطِّينُ مِسْكٌ خَالِصٌ أَوْ زَعْفَرَا … نٌ جَابِذَا أَثَرَانِ مَقْبُولَانِ
5107 – لَيْسَا بِمُخْتَلِفَيْنِ لَا تُنْكِرْهُمَا … فَهُمَا المِلَاطُ لِذَلِكَ البُنْيَانِ
__________
= مجاهد – حدثنا أبو المُدِلَّة مولى أم المؤمنين سمع أبا هريرة يقول: قلنا: يا رسول الله إنا إذا رأيناك رقّت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشمِمنا النساء والأولاد. قال: “لو تكونون -أو قال: – لو أنكم تكونون- على كل حال على الحال التي أنتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم. ولو لم تُذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون حتى يغفر لهم”. قال: قلنا: يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال: “لبنة ذهب ولبنة فضة، ومِلاطُها المِسك الأذفر، وحَصْباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه” رواه أحمد في مسنده واللفظ له 2/ 304: 8070، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 410، وصححه ابن حبان 16/ 396، والأصبهاني في دلائل النبوة بنحوه 2/ 165.
5104 – العقيان: الذهب الخالص، وقد سبق.
5106 – الأثران: هما حديث أحمد السابق، وما روي في الصحيحين من حديث الزهري عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدّث أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “أُدخِلْتُ الجنةَ فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك” وهذا الحديث قطعة من حديث المعراج الطويل. رواه البخاري 3/ 1217، ورواه مسلم 1/ 148.
وروى مسلمٌ من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لابن صائد: “ما تربه الجنة؟ ” قال: دَرْمَكةٌ بيضاء مسك يا أبا القاسم، قال: “صدقت” رواه مسلم 4/ 2243.
5107 – ملطَ الحائط: طلاه، والملاط: الطين يجعل بين سافَي البناء، ويملّط به الحائط. القاموس ص 889.
– قال الناظم: “فهذه ثلاث صفات في تربتها [أي أن تربة الجنة وصفت =

(3/952)


فصلٌ في أرْضِها وحصبائِها وتُرْبتها (1)
5108 – وَالأَرْضُ مَرْمَرَةٌ كَخَالِصِ فِضَّةٍ … مِثْلَ المِرَاة تَنَالُهَا العَيْنَانِ
5109 – فِي مُسْلِمٍ تَشْبِيهُهَا بِالدَّرْمَكِ الصَّـ … ـــافِي وبالِمسْكِ العَظِيمِ الشَّانِ
5110 – هَذَا لِحُسْنِ اللَّوْنِ لَكِنْ ذَا لِطيـ … ـــبِ الرِّيحِ صَارَ هُنَاكَ تَشْبيهَانِ
5111 – حَصْبَاؤها دُرٌّ ويَاقُوتٌ كذَا … كَ لآلِئٌ نُثِرَتْ كَنَثْرِ جُمَانِ
__________
= بالمسك والزعفران، والدرمكة] لا تعارض بينها، فذهبت طائفة من السلف إلى أنّ تربتها متضمنة للنوعين المسك والزعفران … ويحتمل معنيين آخرين: أحدهما: أن يكون التراب من زعفران، فإذا عجن بالماء صار مسكًا، والطين يسمى ترابًا.
المعنى الثاني: أن يكون زعفرانًا باعتبار اللون مِسكًا باعتبار الرائحة … وكذلك تشبيهها بالدرمك وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى الصفرة مع لينها ونعومتها”. انظر: حادي الأرواح ص 96.
(1) طت، طه: “تربها”. طع: “ترابها”.
5108 – قال أبو الشيخ: حدثنا محمد بن العباس حدثنا زياد بن يحيى حدثنا عبد ربه بن بارق قال: حدثني خالي زميل بن سماك أنه سمع أباه يقول: قلت لابن عباس: ما أرض الجنة؟ قال: “مرمرة بيضاء من فضة كأنها مرآة … ” الحديث. العظمة لأبي الشيخ 3/ 1101، والمرمرة واحدة المرمر. وهو نوع من الرخام الصلب. اللسان 5/ 170 – 171. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال في آخر الحديث: رواه ابن أبي الدنيا موقوفًا بإسناد حسن 4/ 286: 5664.
5109 – يشير إلى حديث أبي سعيد الذي أوردناه آنفاه في الفصل الماضي.
5111 – يشير إلى حديث أحمد السابق. انظر: البيت رقم 5103 والجمان، كغراب: اللؤلؤ أو هنوات أشكال اللؤلؤ من فضة، الواحدة جمانة. انظر: القاموس ص 1531.

(3/953)


5112 – وَتُرابُهَا مِنْ زَعْفَرَانٍ أَوْ مِنَ الْـ … ـــمِسْكِ الَّذِي مَا اسْتُلَّ مِنْ غِزلَانِ
* * *

فصلٌ في صِفةِ غُرُفَاتِهَا
5113 – غُرُفَاتُهَا فِي الجَوِّ يُنْظَرُ بَطْنُهَا … مِنْ ظَهْرِهَا وَالظَّهْرُ مِنْ بُطْنَانِ
5114 – سُكَّانُهَا أهلُ القِيَامِ مَعَ الصّيَا … مِ وَطَيِّبِ الكَلِمَاتِ والإحْسَانِ
5115 – ثِنْتَانِ خَالِصُ حَقِّهِ سُبْحَانَهُ … وَعَبِيدُهُ أيْضًا لَهُمْ ثِنْتَانِ
* * *
__________
5113 – بُطنان: جمع بَطن، القاموس ص 1523. يشير الناظم إلى ما رواه الترمذي قال: حدثنا علي بن حُجْر حدثنا علي بن مُسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “إن في الجنة غرفًا ترى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها” فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: “لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلَّى لله بالليل والناس نيام” قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق. سنن الترمذي 4/ 354، باب ما جاء في قول المعروف (53).
ورواه ابن حبان في صحيحه 2/ 263.
ورواه الطبراني في الكبير 3/ 301، وفي الأوسط 3/ 93 عن أبي بريدة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف 10/ 278.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات 2/ 254.
5115 – حق الله: القيام والصيام.
– حق العبيد: طيب الكلام والإحسان.

(3/954)


فصلٌ في خِيامِ الجنَّةِ (1)
5116 – لِلْعبدِ فِيها خَيْمَةٌ مِنْ لُؤلؤٍ … قَدْ جُوِّفَتْ هِيَ صنْعَةُ الرَّحْمنِ
5117 – سِتُّونَ مِيلًا طُولُهَا فِي الجَوِّ فِي … كُلِّ الزوايَا أَجْمَلُ النِّسْوَانِ
__________
(1) ط: ” … أهل الجنة”.
5116 – س: “صنعة الإحسان”. يشير إلى ما روي في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلًا فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا” رواه البخاري 4/ 1849 باب حور مقصورات، ومسلم واللفظ له 4/ 2182 باب في صفة خيام الجنة.
5117 – يشير إلى ما روي في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلًا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون” رواه مسلم 4/ 2182.
عرضها أيضًا ستون ميلًا ودليل ذلك ما روي في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلًا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن” رواه مسلم 4/ 2182، والبخاري بزيادة في آخره 4/ 1849.
قال ابن كثير في تفسيره: “قال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن القاسم بن أبي بزّة عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: إن لكل مسلم خيرة، ولكل خيرة خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليه كل يوم. تحفة وكرامة وهدية لم تكن قبل ذلك، لا مرحات ولا طمحات ولا بخرات ولا دفرات، حور عين كأنهن بيض مكنون”.
ذكره ابن كثير في تفسيره 4/ 281. ورواه ابن المبارك في الزهد ص 69. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 284: 5656.

(3/955)


5118 – يَغْشَى الجَمِيعَ فَلَا يُشَاهِدُ بَعْضُهُم … بَعْضًا وَهَذَا لاتِّسَاعِ مَكَانِ
5119 – فِيهَا مَقَاصِيرٌ بِها الأَبْوَابُ مِنْ … ذهَبٍ وَدُرٍّ زِينَ بالمَرْجَانِ
__________
5118 – المعنى: أن في كل ركن من أركان الخيمة زوجة من أجمل النسوان بحيث يجامع كل واحدة منهن من غير أن يرى بعضهن بعضًا وذلك لاتساع الخيمة.
5119 – المقاصير: جمع مقصورة. وكل ناحية من الدار الكبيرة إذا أحيط عليها فهي مقصورة. معجم مقاييس اللغة ص 892.
المَرْجانُ: اللؤلؤ الصغار أو نحوه. واحدته مرجانة. اللسان 2/ 366.
– يشير إلى ما رواه ابن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: الخيمة درة مجوفة، فرسخ في فرسخ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب. مصنف ابن أبي شيبة 7/ 41.
قال ابن كثير في تفسيره: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا عيسى بن أبي فاطمة حدثنا جرير عن هشام عن محمد بن المثنى عن ابن عباس في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} [الرحمن: 72] قال: في خيام اللؤلؤ، وفي الجنة خيمة واحدة من لؤلؤة واحدة أربع فراسخ، عليها أربعة آلاف مصراع من ذهب، تفسير ابن كثير 4/ 281.
وروى الطبري في تفسيره قال: حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال: حدثنا فضيل بن عياش عن هشام عن محمد عن ابن عباس في قوله: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} [الرحمن: 72] قال: الخيمة لؤلؤة أربع فراسخ في أربعة فراسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب. تفسير الطبري 27/ 161.
وقال ابن المبارك في الزهد: أخبركم أبو عمر بن حيوية قال: حدثنا يحيى حدثنا الحسين أخبرنا يحيى بن ميمون عن الحسن بن أبي جعفر الجفري عن محمد بن جُحادة في قول الله سبحانه وتعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} قال: الخيمة درة فرسخ في فرسخ عليها أربعة آلاف مصراع من ذهب. الزهد لابن المبارك ص 583.
وقال المنذري: وفي رواية لابن أبي الدنيا والبيهقي: الخيمة درة مجوفة، فرسخ في فرسخ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب، وإسناد هذه أصح. الترغيب والترهيب 4/ 285: 5657.

(3/956)


5120 – وَخِيَامُهَا مَنْصُوبَةٌ بِريَاضِهَا … وَشَواطِئِ الأنْهَارِ ذِي الجَرَيَانِ
5121 – مَا فِي الخِيَامِ سِوَى الَّتِي لَو قَابَلَتْ … لِلنَّيِّرَيْنِ لَقُلْتَ مُنْكَسِفَانِ
5122 – لِلَّهِ هَاتِيكَ الخِيَامُ فَكَم بِهَا … لِلقَلْبِ مِنْ عُلَقٍ وَمِنْ أَشْجَانِ
5123 – فِيهِنَّ حُورٌ قَاصِرَاتُ الطَّرفِ خَيْـ … ـــــراتْ حِسَانٌ هُنَّ خَيرُ حِسَانِ
5124 – خَيراتُ أخْلَاقٍ حِسَانٌ أوجُهًا … فَالْحُسْنُ والإحْسَانُ متَّفِقَانِ
* * *

فصلٌ في أرَائِكِهَا وسُرُرِهَا
5125 – فِيهَا الأرَائِكُ وَهْيَ مِنْ سُرُرٍ عَلَيْـ … ـــــهِنَّ الحِجَالُ كَثِيرةُ الألْوَانِ
5126 – لَا تَسْتَحِقُّ اسْمَ الأَرَائِكِ دُونَ هَا … تِيكَ الحِجَالِ وَذَاكَ وَضْعُ لِسَانِ
5127 – بَشْخَانَةٌ يَدْعُونَهَا بِلِسَانِ فَا … رِسَ وَهْوَ ظَهْرُ البَيْتِ ذِي الأرْكَانِ
__________
5120 – قال ابن القيم -رحمه الله-: “وهذه الخيم غير الغرف والقصور، بل هي خيام في البساتين وعلى شواطئ الأنهار” الحادي ص 145 وقوله “ذي الجريان” صفة للأنهار، انظر: ما سبق في التعليق على البيت 1033.
5121 – النيران: الشمس والقمر. واللام في “النيرين” زائدة.
5122 – العُلَق: كذا ضبط في الأصل بضم العين، جمع عُلقة، وهي بمعنى التعلّق، يقال: له بفلان عُلقة. المعجم الوسيط (علق). (ص).
5124 – ف، س: “خلاق حسان”، خطأ.
5127 – قال الناظم في الحادي: “وأما الأرائك فهي جمع أريكة. قال مجاهد عن ابن عباس: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ} [الكهف: 31] قال: لا تكون أريكة حتى يكون السرير في الحجلة، فإذا كان سريرًا بغير حجلة لا يكون أريكة.
وإن كانت حجلة بغير سرير لم تكن أريكة، ولا تكون أريكة إلا والسرير في الحجلة، فإذا اجتمعا كانت أريكة. وقال مجاهد: هي الأسرة في =

(3/957)


فصلٌ في أشجارِهَا وظلالِها وثمارِها (1)
5128 – أَشْجَارُهَا نَوْعَان مِنْهَا مَا لَهُ … فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِثَالٌ دَانِ
5129 – كَالسِّدْرِ أَصْلِ النَّبْقِ مَخْضُودٌ مَكَا … نَ الشَّوْكِ مِنْ ثَمَرٍ ذَوِي أَلْوَانِ
5130 – هَذَا وَظِلٌّ السِّدْرِ مِنْ خَيْرِ الظِّلَا … لِ وَنَفْعُهُ التَّروِيحُ للأبْدَانِ
5131 – وثِمَارُهُ أيْضًا ذَوَاتُ مَنَافِعٍ … مِنْ بَعْضِهَا تفْريحُ ذِي الأحْزَانِ
__________
= الحجال. قال الليث: الأريكة سرير حجلة؛ فالحجلة والسرير أريكة وجمعها أرائك. وقال أبو إسحاق: الأرائك الفرش في الحجال. قلت -أي الناظم-: هاهنا ثلاثة أشياء: أحدهما: السرير، والثانية: الحجلة وهي البشخانة التي تعلق فوقه. والثالثة: الفراش الذي على السرير، ولا يسمى السرير أريكة حتى يجمع ذلك كله”. الحادي ص 147.
(1) طت، طه: “وثمارها وظلالها”.
5128 – من الدنو، وفي طت، طه: “ذان”، تصحيف. وفي طع: “ثان”. يعني: أن أشجار الجنة نوعان نوع له شبيه في الدنيا، ونوع ليس له شبيه في الدنيا، فبدأ بالنوع الذي له شبيه وهو السدر.
5129 – روى الحاكم في المستدرك قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بشر بن بكر حدثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقولون: إن الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم. أقبل أعرابي يومًا فقال: يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “وما هي؟ ” قال: السدر فإن لها شوكًا فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “في سدر مخضود يخضد الله شوكه، فيجعل مكان كل شوكة ثمرة، فإنها تنبت ثمرًا تفتق الثمرة معها عن اثنين وسبعين لونًا ما منها لون يشبه الآخر”. صحيح الإسناد ولم يخرجاه. المستدرك على الصحيحين 2/ 518.
5131 – قال ابن القيم: “والنبق: ثمر شجر السدر يعقل الطبيعة، وينفع من =

(3/958)


5132 – وَالطَّلْحِ وَهْوَ الموْزُ مَنْضُودٌ كَمَا … نُضِدَتْ يَدٌ بأصَابعٍ وَبَنَانِ
5133 – أَوْ أنَّهُ شَجَرُ البَوادِي مُوقَرًا … حَمْلًا مَكَانَ الشوْكِ فِي الأغْصانِ
5134 – وكَذَلِكَ الرُّمَّانُ والأعْنَابُ والنَّـ … ـخْلُ التي مِنْها القُطُوفُ دَوَانِ
5135 – هَذَا وَنَوْعٌ مَا لَهُ فِي هَذِهِ الدُّ … نْيَا نَظِيرٌ كَيْ يُرَى بِعِيانِ
5136 – يَكْفِي مِنَ التَّعْدَادِ قَولُ إِلهنَا … مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ بِهَا زَوْجَانِ
__________
= الإسهال، ويدبغ المعدة، ويُسكن الصفراء، ويغذو البدن، ويشهي الطعام، ويُولد بلغمًا، وينفع الذَّرَب الصفراوي، وهو بطيء الهضم، وسويقه يقوي الحشا، وهو يُصلح الأمزجة الصفراوية، وتُدفع مضرته بالشهد”. زاد المعاد 4/ 400.
5132 – أي: كالطلح وهو معطوف على “السدر” في البيت 5129.
قال القرطبي في تفسير قول الله تعالى: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29)} [الواقعة: 29]: الطلح: شجر الموز واحدها طلحة. قاله أكثر المفسرين علي وابن عباس وغيرهم. وقال الحسن: ليس هو موزًا ولكنه شجر له ظِل بارد رطب. وقال الفراء وأبو عبيدة: شجر عظام له شوك، قال بعض الحداة وهو الجعدي:
بشرها دليلها وقالا … غدًا ترين الطلح الأحبالا
تفسير القرطبي 17/ 208.
5134 – “والنخل” ساقطة من طه.
– يدل لذلك قوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)} [الرحمن: 68]، وقوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32)} [النبأ: 31، 32]، وقوله تعالى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)} [الحاقة: 23]. قال الناظم: “وخص النخل والرمان من بين الفاكهة بالذكر لفضلهما وشرفهما كما نص على حدائق النخل والأعناب إذ هما من أفضل أنواع الفاكهة وأطيبها وأحلاها” الحادي ص 120.
5135 – هنا بدأ الناظم يذكر النوع الثاني الذي ليس له في هذه الدنيا نظير.
5136 – يشير إلى قوله تعالى: {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52)} [الرحمن: 52].

(3/959)


5137 – وأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا فِي اللَّونِ مُخْـ … ـــــــتَلِفَ الطُّعُومِ فَذَاكَ ذُو ألْوَانِ
5138 – أَوْ أنَّهُ مُتَشَابِهٌ فِي الاسْمِ مُخْـ … ـتَلِفُ الطُّعُومِ فَذَاكَ قَوْلٌ ثَانِ
5139 – أَوْ أنَّهُ وَسَطٌ خِيَارٌ كُلُّهُ … فَالفَحْلُ فيه لَيْسَ ذَا ثُنْيَانِ
5140 – أَوْ أَنَّهُ لِثِمَارِنَا ذُو شَبَهٍ … فِي اسْمٍ وَلَوْنٍ لَيْسَ يَخْتَلِفَانِ
5141 – لَكِنّ بَهْجَتَهَا ولَذَّةَ طَعْمِهَا … أمْرٌ سِوَى هَذَا الَّذِي تَجدَانِ
5142 – فَيَلَذُّهَا فِي الأكْلِ عِنْدَ مَنَالِهَا … وَتَلَذُّهَا مِنْ قَبلِهِ العَيْنَانِ
__________
5137 – يشير إلى قوله تعالي: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة: 25].
والتشابه قد اختلف فيه على أقوال، والقول الذي ذكره المؤلف في هذا البيت مرويّ عن ابن عباس وابن مسعود وعن ناس من الصحابة. انظر: تفسير ابن كثير 1/ 64.
5138 – روى ذلك عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: يعرفون أسماءه كما كانوا في الدنيا، التفاح بالتفاح والرمان بالرمان .. وليس هو مثله في الطعم. انظر: تفسير ابن كثير 1/ 64.
5139 – روي عن الحسن وقتادة وابن جريج وجماعة. قال الحسن: خيار كله، لا رَذْلٌ، ألم تروا إلى ثمار الدنيا كيف تسترذلون بعضه، وأن ذلك ليس فيه رذل. انظر: حادي الأرواح للمؤلف (ط دار ابن كثير) ص 247.
– كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “فالفحل منه”.
– هذا مثل، فالفحل من الشعراء هو الغالب السابق. والثُنيان: الذي يجيء ثانيًا. والمقصود: أنّ كل ثمر في الدرجة الأولى من الجودة (ص).
5140 – كذا في الأصلين، مضبوطًا بفتح الشين والباء. وفي غيرهما: “أو أنّه لِثمارنا ذي مُشْبِهٌ”. وفي د: “كثمارنا … “.
5141 – ط: “لبهجتها”.
ف: “وطيبة طعمها”.
5142 – في الأصلين: “فلذلها في الأكل” وهو تحريف.

(3/960)


5143 – قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمَا بِالْجَنَّةِ الْـ … ـــعُلْيَا سِوَى أَسْمَاءِ مَا تَرَيَانِ
5144 – يَعْنِي الحَقَائِقُ لَا تُمَاثِلُ هَذِهِ … وكِلَاهُمَا فِي الاسمِ متَّفِقَانِ
5145 – يَا طِيبَ هَاتِيكَ الثِّمَارِ وَغَرسِهَا … فِي المِسْكِ ذَاكَ التُّرْبُ لِلبسْتَانِ
5146 – وَكَذَلِكَ المَاءُ الَّذِي يُسْقَى بِهِ … يَا طِيبَ ذَاكَ الوِرْدِ لِلظَّمْآنِ
5147 – وَإذَا تَنَاوَلْتَ الثِّمَارَ أَتَتْ نَظِيـ … رَتُهَا فَحَلَّتْ دُونَهَا بِمَكَانِ
5148 – لَمْ تَنْقَطِع أبَدًا وَلَمْ تَرْقُبْ مَسِيـ … ـــرَ الشَّمْسِ مِنْ حَمَلٍ إلَى مِيزَانِ
5149 – وَكَذَاكَ لَمْ تُمْنَعْ وَلَم تَحْتَجْ إلَى … أَنْ تُرتَقَى لِلْقِنْوِ فِي العِيدَانِ
__________
5143 – يعني قول ابن عباس: لا يشبه شيء مما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسماء، وفي رواية: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء. تفسير ابن كثير 1/ 64.
5144 – كذا في الأصلين وح، طت، طه. وفي غيرها: “متحدان”.
5147 – يشير إلى ما رواه الطبراني قال: حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا علي بن المديني حدثنا ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى” رواه الطبراني في معجمه 2/ 102 وقال عنه الهيثمي: ورجال الطبراني ثقات. مجمع الزوائد 10/ 414.
5148 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “نزول الشمس”.
– الحمل والميزان من البروج أي: لا تنتظر ثمار الجنة سير الشمس من برج الحمل إلى برج الميزان الذي هو أوان نضوج ثمار الدنيا. شرح النونية لهراس 2/ 369 (ص).
5149 – يشير إلى قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33)} [الواقعة: 32، 33].
– “ترتقى”: كذا في الأصل مضبوطًا بضم التاء، من ارتقى الشجرةَ: صعدَها، ولم ينقط حرف المضارع في ف، ب. وفي د: “يرتقى”، وفي س: “إلى من يرتقي”.

(3/961)


5150 – بَلْ ذُلِّلَتْ تِلْكَ القُطُوفُ فَكَيْفَ مَا … شِئْتَ انْتَزَعْتَ بأسْهَلِ الإِمْكَانِ
5151 – وَلَقدْ أتَى أثرٌ بأنَّ السَّاقَ مِنْ … ذَهَبٍ رَوَاهُ التِّرمِذِي بِبَيَانِ
5152 – قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهَاتِيكَ الجُذُو … عُ زُمُرُدٌ مِنْ أحْسَنِ الألوَانِ
5153 – وَمُقَطَّعَاتُهُمُ مِنَ الكَرَبِ الَّذِي … فِيهَا وَمِنْ سَعَفٍ مِنَ العِقْيَانِ
__________
5150 – يشير إلى قوله تعالى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)} [الحاقة: 23].
قال البراء بن عازب عن هذه الآية: أي: قريبة يتناولها أحدهم وهو نائم على سريره. تفسير ابن كثير 4/ 416. وقال مجاهد: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)} [الإنسان: 14] إن قام ارتفعت معه بقدر وإن قعد تذللت معه حتى ينالها، وإن اضطجع تذللت له حتى ينالها. تفسير ابن كثير 4/ 457.
5151 – طع: “خبر بأنّ”.
– يشير إلى ما رواه الترمذي وحسّنه قال: حدثنا أبو سعيد الأبح حدثنا زياد بن الحسن بن الفرات القزاز عن أبيه عن جده عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ما في الجنة شجرة إلَّا وساقها من ذهب” قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي سعيد 4/ 671 كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة شجر الجنة [2530].
5152 – الزمرّد: هو الزَّبَرْجَد، وهو حجر كريم أخضر اللون شديد الخضرة، شفّاف. (المعجم الوسيط).
5153 – المقطعات من الثياب: شبه الجِباب ونحوها من الخزّ وغيره. قال أبو عمرو: مقطعات الثياب قصارها. ولكن قال ابن الأعرابي: لا يقال للثياب القصار مقطّعات، قال شمر: ومما يقوّي قوله حديث ابن عباس في وصف سعف الجنة لأنه لا يصف ثياب أهل الجنة بالقصر لأنه عيب. انظر: اللسان 8/ 282 – 283 (ص).
كَرَبُ النخل: أصُول السعف الغلاظ العِراض التي تيبس فتصير مثل الكتف.
اللسان 1/ 713. وفي ط: “الكرم” وهو تحريف.
– “سعف”: في ط: “سعة”، تحريف.
العقيان: الذهب الخالص، وقد سبق.

(3/962)


5154 – وَثِمَارُهَا مَا فِيهِ مِنْ عَجَمٍ كأمـ … ــــثَال القِلَال فَجَلَّ ذُو الإِحْسَانِ
5155 – وَظِلالُهَا ممدودةٌ لَيْسَتْ تقِي … حَرًّا وَلَا شَمْسًا وأنَّى ذَانِ
5156 – أَوَ مَا سَمِعْتَ بِظلِّ أَصْلٍ وَاحِدٍ … فِيهِ لِسَيْرِ الرَّاكِبِ العَجْلَانِ
5157 – مائَةٌ سِنِينٌ قُدِّرَتْ لَا تَنْقَضِي … هَذَا لِعُظْمِ الأصلِ والأفْنَانِ
__________
5154 – العَجَمُ، بالتحريك: النَّوى نوى التمر والنبق، الواحدة عَجَمةٌ .. والعامة تقول عَجْمٌ بالتسكين. اللسان 12/ 391.
القُلّة: الجرّة العظيمة أو عامّة، أو من الفخّار. القاموس، ص 1356.
– يشير إلى ما رواه الحاكم في المستدرك قال: أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني الزاهد حدثنا أسيد بن عاصم الأصبهاني حدثنا الحسين بن جعفر حدثنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله عزّ وجل: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)} [الرحمن: 68] قال: “نخل الجنة جذوعها من زمرد أخضر، وكربها ذهب أحمر، وسعفها كسوة لأهل الجنة، منها مقطعاتهم وحللهم، وثمارها أمثال القِلال أو الدلاء، أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، وليس لها عجم”.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه 2/ 517.
ورواه ابن المبارك في الزهد: 524.
5155 – كذا في الأصلين وط. وفي غيرها: “فأنّى”.
– يشير إلى قوله تعالى: {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)} [الإنسان: 13].
5156 – “لِسَير” بلام الجرّ، كذا في ب، د، ويشبهه ما في الأصل وهو الصواب وتمام الجملة في البيت التالي. وفي ف وغيرها: “يسير” وهو تصحيف.
ولا يستقيم عليه إعراب “العجلان” (ص).
5157 – يشير إلى ما روي في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها. واقرؤوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)} رواه البخاري 4/ 1851 باب قوله: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)}. ورواه مسلم بنحوه 4/ 2175 باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها.

(3/963)


5158 – وَلَقدْ رَوَى الخُدْرِيُّ أيْضًا أَنَّ طُو … بَى قَدْرُهَا مائَة بِلَا نُقْصَانِ
5159 – تَتَفتَّحُ الأكْمَامُ مِنهَا عَنْ لِبَا … سِهِمُ بِمَا شَاؤوا مِنَ الأَلْوَانِ
* * *
__________
5158 – هو الصحابي الجليل سعد بن مالك بن سنان بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أبو سعيد الخدري مشهور بكنيته استصغر بأحد واستشهد أبوه بها. روى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – الكثير. كان من أفقه أحداث الصحابة مات سنة ثلاث وستين وقيل: خمس وستين. الإصابة في تمييز الصحابة 3/ 78 – 79.
5159 – قال الجوهري: الكِمّ بالكسر: وِعاء الطَّلْع، وغطاء النَّور، والجمع كمام وأكمام. وضبط في التهذيب بالضم مثل كم القميص. أما قول الله تعالى: {وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ} [الرحمن: 11]، فهى ما غطى جُمّارها من السعف والليف والجذع. اللسان 12/ 526.
– د، ح، ط: “فيها” مكان “منها”.
– يشير إلى ما رواه أبو يعلى في مسنده قال: حدثنا زهير حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج أبو السمح أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن رجلًا قال: يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك، قال: “طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى، ثم طوبى، ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني” فقال له رجل: وما طوبى؟ قال: “شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها” رواه أبو يعلى 2/ 519: 1372 وأحمد في مسنده 3/ 71: 11733. وصححه ابن حبان 16/ 430. وفي دراج أبي السمح خلاف. وقال ابن عدي في الكامل: إنه لا يتابع على حديثه هذا. وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال النسائي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. وكذا قال أبو حاتم. وقال ابن معين: ثقة. وقال مرة أخرى: لا بأس به. وضعّفه بعضهم في أبي الهيثم خاصة. انظر: ميزان الاعتدال 2/ 24 – 25، وتهذيب التهذيب 3/ 208 – 209، والكامل لابن عدي 3/ 212.

(3/964)


فصلٌ في سَمَاعِ أهْلِ الجنَّةِ
5160 – قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ويُرْسِلُ رَبُّنَا … رِيحًا تَهُزُّ ذَوَائِبَ الأغْصَانِ
5161 – فَتُثِيرُ أَصْوَاتًا تَلَذُّ لِمَسمَعِ الْـ … إنْسَانِ كالنَّغَمَاتِ بالأوْزَانِ
5162 – يَا لَذَّةَ الأسْمَاعِ لَا تَتَعَوَّضِي … بِلذَاذَةِ الأوْتَارِ وَالعِيدَانِ
5163 – أَوَ مَا سَمِعْتِ لسَمَاعُهُمْ فِيهَا غِنَا … ءُ الحُورِ بالأصْوَاتِ والألْحَانِ
__________
5160 – ف: “ريحًا تصف”.
– يشير إلى ما رواه ابن أبي حاتم قال: حدثنا الحسن بن أبي الربيع حدثنا أبو عامر العقدي عن زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: الظل الممدود قال: شجرة في الجنة على ساق، ظلها قدر ما يسير الراكب في كل نواحيها مئة عام. قال: فيخرج إليها أهل الجنة وأهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها. قال: فيشتهي بعضهم ويذكر لهوَ الدنيا، فيرسل الله ريحًا من الجنة، فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا. انظر: تفسير ابن كثير 4/ 290 رواه ابن أبي الدنيا في الورع ص 71.
وقال المنذري: رواه ابن أبي الدنيا موقوفًا من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام، وقد صححها ابن خزيمة والحاكم وحسنها الترمذي. انظر: الترغيب والترهيب للمنذري 4/ 288.
5163 – يشير إلى ما رواه الترمذي قال: حدثنا هناد وأحمد بن منيع قالا: حدثنا معاوية قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن في الجنة لمجتمعًا للحور العين يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائقُ مثلها. قال: يقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له”. وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد وأنس. قال أبو عيسى: حديث علي حديث غريب. سنن الترمذي 4/ 696.

(3/965)


5164 – وَاهًا لِذَيَّاكَ السَّمَاعِ فَإنَّهُ … مُلِئتْ بِهِ الأذُنَانِ بالإحْسَانِ!
5165 – وَاهًا لِذَيَّاكَ السّمَاعِ وَطِيبِهِ … مِنْ مِثْلِ أَقْمَارٍ عَلَى أَغْصَانِ!
5166 – وَاهًا لِذَيَّاكَ السّمَاعِ فَكَمْ بِهِ … لِلْقَلْبِ مِنْ طَرَبٍ وَمِنْ أشْجَانِ!
5167 – وَاهًا لِذَيَّاكَ السَّمَاعِ وَلَم أقُلْ … ذَيَّاكَ تَصْغِيرًا لَهُ بِلِسَانِ
5168 – مَا ظَنُّ سَامِعةٍ بِصَوْتٍ أَطْيبِ الْـ … أصْوَاتِ مِنْ حُورِ الجِنَانِ حِسَانِ
5169 – نَحْنُ النَّوَاعِمُ والخَوَالِدُ خَيِّرَا … تٌ كَامِلَاتُ الحُسنِ وَالإحْسَانِ
5170 – لَسنَا نَمُوتُ وَلَا نَخَافُ وَمَا لَنَا … سُخْطٌ وَلَا ضِغْنٌ مِنَ الأضْغَانِ
5171 – طُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَكَذَاكَ طُو … بَى لِلَّذِي هُوَ حَظُّنَا الحقّاني
5172 – فِي ذَاكَ آثارٌ رُوِينَ وَذِكْرُهَا … فِي التّرمِذِيِّ وَمُعْجَمِ الطَّبَرَانِي
__________
5164 – هذا البيت ساقط من ب.
5165 – في اللسان: “وإذا تعجبت من طيب الشيء قلت: واهًا له ما أطيبه! ” اللسان 13/ 564.
5167 – كذا في الأصلين ود، ح، ط. وفي غيرها: “تصغيرًا لهذا الشأن”. و”ذيّاك”: تصغير “ذاك”. فنبّه الناظم على أن إشارته إلى سماع أهل الجنة بذياك ليست لتهوين شأنه.
5171 – كذا في الأصلين. والحقّاني: الحقيقي. وفي د: “بجنان”، وفي غيرها: “لفظان”.
5172 – قد سبق ذكر حديث الترمذي. أما الطبراني فقال في معجمه الصغير: حدثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري حدثنا سعيد بن أبي مريم أنبأنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد عن أسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن أزواج أهل الجنة لَيغنّين أزواجَهن بأحسنِ أصواتٍ ما سمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن خير الحسان، أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعيان. وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يَمُتْنَه، نحن الآمنات فلا يَخَفْنَه، نحن المقيمات فلا يظعنَّه”. قال الطبراني: لم يروه عن زيد بن أسلم إلا محمد. تفرد به ابن أبي مريم. معجم =

(3/966)


5173 – وَرَوَاهُ يَحْيَى شَيْخُ الَأوْزَاعِيِّ تَفْـ … ــــسِيرًا اللَفْظَةِ “يُحْبَرُونَ” أَغَانِ
5174 – نَزِّهْ سَمَاعَكَ إنْ أَرَدْتَ سَمَاعَ ذَيَّـ … ـــــاكَ الغِنَا عَنْ هَذِهِ الأَلْحَانِ
5175 – لَا تؤثِرِ الأدْنَى عَلَى الأعْلَى فَتُحْـ … ــــرَمَ ذَا وَذَا يَا ذِلَّةَ الحِرْمَانِ
5176 – إنَّ اخْتِيَارَكَ لِلسَّمَاعِ النَّازِلِ الْـ … أدْنَى عَلَى الأعْلَى مِنَ النُّقْصَانِ
5177 – وَاللَّهِ إنَّ سَمَاعَهُمْ فِي القَلْبِ وَالْـ … إيمَانِ مِثْلُ السُّمِّ فَي الأبْدَانِ
5178 – وَاللَّهِ مَا انفَكَّ الَّذِي هُوَ دَأْبُهُ … أَبَدًا مِنَ الإشْرَاكِ بالرَّحْمنِ
5179 – فَالقَلْبُ بَيْتُ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ … حُبًّا وإجلالًا مَعَ الإحْسَانِ
5180 – فَإذَا تَعَلَّقَ بالسَّمَاعِ أَصَارَهُ … عَبْدًا لِكُلِّ فُلانَةٍ وَفُلَانِ
__________
= الطبراني الصغير 2/ 35. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح 10/ 419.
5173 – يحيى بن أبي كثير الإمام الحافظ أحد الأعلام اليمامي واسم أبيه صالح وقيل: يسار وقيل: نُشيط روى عن أبي أمامة الباهلي وعن أنس بن مالك .. وروى عنه ابنه عبد الله ومَعمر والأوزاعي وهو تلميذه. توفى سنة 129 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء 6/ 27 – 31.
– يشير إلى ما رواه الطبري بسنده عن يحيى بن أبي كثير في تفسير قوله تعالى: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] قال: الحبرة: اللذة والسماع. تفسير الطبري 21/ 28.
5174 – “سماع” ساقطة من ف.
– شرع الناظم هنا في التحذير من سماع الأغاني والألحان. وللعلماء -رحمهم الله تعالى- في هذه المسألة مصنفات مفردة كالإمام أبي بكر الطرطوشي، والقاضي أبي الطيب الطبري، والحافظ ابن رجب “نزهة الأسماع في مسألة السماع” انظر: طع 2/ 521 … وقد ذكر الناظم جملة من فتاوى الأئمة في تحريم الغناء، كالإمام مالك وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل في كتابه إغاثة اللهفان ص 229 – 234.
5179 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “حبًّا وإخلاصًا”.

(3/967)


5181 – حُبُّ الكِتَابِ وَحُبُّ ألحَانِ الغِنَا … فِي قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ
5182 – ثَقُلَ الكِتَابُ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوْا … تَقييدَهُ بِشَرَائِعِ الإِيمَانِ
5183 – وَاللَّهْوُ خَفَّ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوْا … مَا فِيهِ مِنْ طَرَبٍ وَمِنْ ألحَانِ
5184 – قُوتُ النُّفُوسِ وَإنَّمَا القُرْآنُ قُو … تُ القَلْبِ أنَّى يَسْتَوِي القُوتَانِ!
5185 – وَلِذَا تَرَاهُ حَظَّ ذِي النُّقْصَانِ كَالْـ … ـــجُهَّالِ والصِّبْيَانِ والنِّسْوَانِ
5186 – وَأَلَذُّهُمْ فِيهِ أَقَلُّهُمُ مِنَ الْـ … ــــعَقْلِ الصَّحِيحِ فَسَلْ أَخَا العِرْفَانِ
5187 – يَا لَذَّةَ الفُسَّاقِ لَسْتِ كَلَذَّةِ الْـ … أبْرارِ فِي عَقْلٍ وَلَا قُرْآنِ
* * *

فصلٌ في أنهارِ الجنَّةِ
5188 – أَنْهَارُهَا من غَيْرِ أُخْدودٍ جَرَت … سُبْحَانَ مُمْسِكِهَا عَنِ الفَيَضَانِ
__________
5182 – نزل بصرُ ناسخ د إلى عجز البيت التالي، فنقله هنا، وأسقط البيت التالي.
5185 – د: “وكذا”.
ح، طع: “والنسوان والصبيان”.
5187 – “لست” ساقطة من ب.
588 – كذا في الأصلين. وفي غيرهما: “في غير”، وأشير إليه في حاشية ف أيضًا.
– يشير إلى ما رواه ابن أبي الدنيا قال: حدثنا يعقوب بن عبيد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا الجريري عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال: “أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض؟ لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض إحدى حافتيها اللؤلؤ والأخرى الياقوت، وطينها المسك الأذفر. قال: قلت: ما الأذفر؟ قال: الذي لا خلط له. ورواه ابن مردويه في تفسيره مرفوعًا من محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى حدثنا مهدي بن حكيم حدثنا يزيد بن هارون، وساق السند. انظر: الحادي =

(3/968)


5189 – مِنْ تَحْتِهِمْ تَجْرِي كَمَا شَاؤُوا مفَجَّـ … ـــرَةً وَمَا لِلنَّهْرِ مِنْ نُقْصَانِ
5190 – عَسَلٌ مُصَفًّى ثُمَّ مَاءٌ ثُمَّ خَمْـ … ـــرٌ ثُمَّ أَنْهَارٌ مِنَ الألْبَانِ
5191 – وَاللَّهِ مَا تِلْكَ المَوَادُ كَهَذِهِ … لَكِنْ هُمَا فِي اللَّفْظِ يجْتَمِعَانِ
5192 – هَذَا وَبَيْنَهُمَا يَسِيرُ تَشَابُهٍ … وَهُوَ اشْتِرَاكٌ قَامَ بِالأَذْهَانِ
5193 – [أتظنُّها محلوبةً مِن باقرٍ … أو ناقةٍ أو ماعزٍ أو ضانِ]* * *
__________
= ص 126 والترغيب والترهيب 4/ 286، وقال عنه المنذري: رواه ابن أبي الدنيا موقوفًا وغيره مرفوعًا، والموقوف أشبه بالصواب.
5189 – يشير إلى قوله تعالى: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: 25] وقوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)} [الإنسان: 6].
وكذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه: “فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإن وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة” 6/ 2711 وقد سبق تخريجها.
يشير إِلى قوله تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} [محمد: 15] ويشير إلى ما رواه الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الجريري عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد” قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح 4/ 700 باب ما جاء في صفة أنهار الجنة.
5191 – حذفت الشدّة من “الموادّ” للضرورة (ص).
– ط: “مجتمعان”.
5192 – س: “وهو اشتباه”.
– يعني: أن مواد أنهار الجنة ليست كمواد أنهار الدنيا، والتشابه بينها يسير، وهو اشتراكها في اللفظ والمعنى الكلي الحاصل في الأذهان. انظر: طه 2/ 375.
5193 – هذا البيت انفردت به ف، وكتب ناسخها بجانبه: “هذا البيت أسقط من النسخة الأخيرة”. ولعل موقعه كان بعد قافية “الألبان”.

(3/969)


فصلٌ في طَعامِ أهْلِ الجنَّةِ
5194 – وَطَعَامُهُمْ مَا تَشْتَهِيهِ نُفُوسُهُمْ … وَلُحُومُ طَيْرٍ نَاعِمٍ وَسِمَانِ
5195 – وَفَوَاكِةٌ شَتَّى بِحَسْبِ مُنَاهُمُ … يَا شِبْعَةً كَمُلَتْ لِذِي الإِيمَانِ
5196 – لَحْمٌ وَخَمْرٌ وَالنِّسا وَفَوَاكِهٌ … وَالطِّيبُ مَعْ رَوْحٍ وَمَعْ ريْحَانِ
5197 – وَصِحَافُهُم ذَهَبْ تَطُوفُ عَليْهِمُ … بِأكُفِّ خُدَّامٍ مِنَ الوِلْدَانِ
5198 – وَانْظُرْ إلَى جَعْلِ اللَّذَاذَةِ لِلْعُيُو … نِ وَشَهْوَةٍ لِلنَّفْسِ فِي القُرْآنِ
5199 – لِلْعَينِ مِنْهَا لَذَّةٌ تَدْعو إلَى … شَهَواتِهَا بِالنَّفْسِ والأمْرَانِ
5200 – سَبَبُ التَّنَاوُلِ وَهْوَ يُوجِبُ لَذَّةً … أُخْرَى سِوَى مَا نَالَتِ العَيْنَانِ
* * *
__________
5194 – يشير إلى قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)} [الواقعة: 20، 21] وقال تعالى: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22)} [الطور: 22].
ويشير إلى ما رواه مسلم بن حديث أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله – صلى الله علية وسلم -: “يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبولون، ولكن طعامهم ذاك جشاء كريح المسك، يُلهَمون التسبيح والحمد كما تلهَمون النَفَس” صحيح مسلم 4/ 2181.
5197 – الصحفة: كالقصعة والجمع صحاف وهي تشبع الخمسة ونحوهم. اللسان 9/ 187.
يشير إلى قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)} [الزخرف: 71].
5198 – طع: “في الشيطان” وهو خطأ ظاهر.

(3/970)


فصلٌ في شرابِهِمْ
5201 – يُسْقَوْنَ فِيهَا مِنْ رَحِيقٍ خَتْمُهُ … بِالمِسْكِ أَوَّلُهُ كَمِثْلِ الثَّانِي
5202 – مِن خَمْرَةٍ لَذَّتْ لِشَارِبِهَا بِلَا … غَوْلٍ وَلَا دَاءٍ وَلَا نُقْصَانِ
5203 – والخمرُ في الدنيا فهذا وصفُها … تغتالُ عَقْلَ الشاربِ السَّكْرانِ
5204 – وَبِهَا مِنَ الأَدْوَاءِ مَا هِيَ أهْلُه … وَيُخَافُ مِنْ عَدَمٍ لِذِي الوُجْدَانِ
5205 – فَنفَى لَنَا الرَّحْمنُ أجْمَعَهَا عَنِ الْـ …. ـــــخَمْرِ الَّتي فِي جَنَّةِ الحَيَوَانِ
5206 – وَشَرَابُهُمْ مِنْ سَلْسَبِيلٍ مَزجُهُ الْـ … ــــكَافُورُ ذَاكَ شَرَابُ ذِي الإِحْسَانِ
__________
5201 – يشير إلى قوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)} [المطففين: 25، 26].
5202 – يشير إلى قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47)} [الصافات: 45 – 47].
قال الضحاك والسدي: كل كأس في القرآن فهو خمر. تفسير الطبري 23/ 53 ومعنى “لا فيها غول” قال ابن كثير في تفسيره: نزّه الله سبحانه وتعالى خمر الجنة عن الآفات التي في خمر الدنيا من صداع الرأس ووجع البطن .. وذهابها بالعقل جملة. تفسير ابن كثير 4/ 7.
5203 – اغتاله: أهلكه وأخذه من حيث لم يدرِ. القاموس ص 1344، يعني: تذهب بعقل الشارب.
5204 – يعني: تورثه العدم والإملاق بعد الغنى واليسار. وانظر: ما ذكره الناظم من آفات خمر الدنيا في حادي الأرواح، ص 257 (ط دار ابن كثير).
5206 – قال عكرمة: (سلسبيل) اسم عين في الجنة. تفسير ابن كثير: 4/ 457.
يشير إلى قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} [الإنسان: 5]، وإلى قوله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)} [الإنسان: 17، 18]. =

(3/971)


5207 – هَذَا شَرَابُ أولِي اليَمِينِ وَلَكِنِ الْـ … أبْرَارُ مَشْرَبُهم شَرَابٌ ثَانِ
5208 – يُدْعَى بِتَسْنِيمٍ سَنَامُ شَرابِهم … شِرْبُ المقَرَّبِ خِيْرَةِ الرَّحْمنِ
5209 – صَفَّى المقَرَّبُ سَعْيَهُ فَصَفَا لَهُ … ذَاكَ الشَّرَابُ فَتِلْكَ تَصْفِيَتَانِ
5210 – لَكِنَّ أَصْحَابَ اليَمِينِ فَأهْلُ مَزْ … جٍ بالمُبَاحِ وَلَيْسَ بالعِصْيَانِ
5211 – مُزِجَ الشَّرَابُ لَهُمْ كَمَا مَزَجُوا هُمُ الْـ … أعْمَالَ ذَاكَ المزْجُ بالميزَانِ
__________
= قال ابن كثير في تفسيره: ويسقون يعني: الأبرار كأسًا كان مزاجها زنجبيلًا فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور وهو بارد وتارة بالزنجبيل وهو حار ليعتدل الأمر وهؤلاء يخرج لهم من هذا تارة ومن هذا تارة. وأما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صرفًا. تفسير ابن كثير 4/ 457.
5207 – الأبرار: هنا هم المقربون عند الناظم، أما في سورة الإنسان فالأبرار: هم أهل اليمين.
5208 – يشير إلى قوله تعالى: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)} [المطففين: 27]، قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي: ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم أي: من شراب يقال له تسنيم، وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه، قاله أبو صالح والضحاك. ولهذا قال: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)} أي: يشربها المقربون صرفًا، وتمزج لأصحاب اليمين مزجًا، قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق وقتادة وغيرهم. تفسير ابن كثير 4/ 488.
– طه: “سنام شربهم”. يقصد بالسنام: أنه أعلى شراب أهل الجنة كما جاء في الحاشية السابقة (ص).
5209 – “ذاك” ساقطة من ف.
– يعني: أن المقرب حينما أخلص في سعيه لله عزّ وجل وصفاه من كل ما يشوبه من أعمال غير صالحة صفى الله له شرابه هذا ولم يمزج، والجزاء من جنس العمل.
5211 – يعني: أن أهل اليمين حينما مزجوا أعمالهم بالمباحات وفعل المكروهات مُزج لهم الشراب فلم يكن صافيًا.

(3/972)


5212 – هَذا وَذُو التَّخْلِيطِ مُرْجىً أمْرُهُ … والحُكْمُ فِيهِ لِرَبِّهِ الدَّيَّانِ
* * *

فصلٌ في مَصْرِفِ طعامِهِمْ وشرابِهِمْ وهضْمِهِ
5213 – هَذَا وَتَصْرِيفُ المآكِلِ مِنْهُمُ … عَرَقٌ يَفيضُ لَهُمْ مِنَ الأبْدَانِ
5214 – كَرَوائِحِ المِسْكِ الَّذِي مَا فِيهِ خَلْـ … ــــطٌ غَيْرُهُ مِنْ سَائِرِ الألْوَانِ
5215 – فَتَعُودُ هَاتِيكَ البُطُونُ ضَوَامِرًا … تَبْغِي الطَّعَامَ عَلَى مَدَى الأزْمَانِ
5216 – لَا غَائِطٌ فِيهَا وَلَا بَوْلٌ وَلَا … مَخْطٌ وَلَا بَصْقٌ مِنَ الإنْسَانِ
5217 – وَلَهُمْ جُشَاءٌ رِيحُهُ مِسْكٌ يَكُونُ … بِهِ تَمَامُ الهَضْمِ للإنسانِ
5218 – هَذَا وَهَذَا صَحَّ عَنْهُ فَوَاحِدٌ … فِي مُسْلِمٍ ولأحْمَدَ الأَثَرَانِ
* * *
__________
5212 – في جميع النسخ: “مزجا” بالزاي، وضبط في الأصلين بضم الميم وتبوين الجيم بالفتح. والظاهر أن صوابه بالراء المهملة وأصله بالهمزة: مُرجَأ من الإرجاء أي: التأخير، وترك الهمزة لغة فيه (القاموس) كما في قوله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)} [التوبة: 106] (ص).
– يعني: أن الذين خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا كما قال تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)} [التوبة: 102] فهؤلاء إما يعذبهم الله بسبب ذنوبهم وإما يغفر لهم الله جلّ وعلا فضلًا منه ورحمة.
5215 – أي: هضيمةً لاحقةً بالظهور خالية من الطعام (ص).
5217 – الجُشاء: اسم من التجشؤ وهو: تنفُّس المعدة عند الامتلاء. اللسان 1/ 48. – ح، ط: “بالإحسان”.
5218 – يعني: تصريفه إلى عرق وإلى جشاء. =

(3/973)


فصلٌ في لِباسِ أهْلِ الجنَّةِ
5219 – وَهُمُ الملُوكُ عَلَى الأَسِرَّةِ فَوْقَ هَا … تيكَ الرُّؤوسِ مُرَصَّعُ التَّيجَانِ
5220 – وَلِبَاسُهُمْ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرٍ وَمِنْ … إسْتَبْرَقٍ نَوْعَانِ مَعْرُوفَانِ
__________
= – يشير إلى ما رواه الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن ثمامة بن عقبة المحلِّمي قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قال لي رسول الله – صلى الله علية وسلم -: “إن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع” فقال رجل من اليهود: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة قال: فقال له رسول الله – صلى الله علية وسلم -: “حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده فإذا بطنه قد ضمر” مسند الإمام أحمد 4/ 371: 19418. ورواه النسائي حيث قال: أخبرنا علي بن حجر قال علي بن مسهر عن الأعمش وساق السند السابق سنن النسائي 6/ 454: 323. وعن هذين الأثرين قال ابن القيم في الحادي: “وفي المسند وسنن النسائي بإسناد صحيح على شرط الصحيح” ص 129، الباب 48.
وقال الهيثمي بمجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير نحوه. وأحمد والبزار ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة هو ثقة.
5219 – يشير إلى ما رواه الإمام أحمد قال: حدثنا أبو نعيم حدثنا بشير بن المهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنت جالسًا عند النبي – صلى الله عليه وسلم – … وفيه: ” … فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار … ” مسند الإمام أحمد 5/ 348: 23112. قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد 7/ 159.
5220 – يشير إلى قوله تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ} [الكهف: 31]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53)} [الدخان: 51 – 53]. =

(3/974)


5221 – مَا ذَاكَ مِنْ دُودٍ بَنَى مِنْ فَوْقِهِ … تِلْكَ البُيُوتَ وَعَادَ ذَا طيَرانِ
5222 – كَلَّا وَلَا نُسِجَتْ عَلَى الْمِنْوَالِ نَسْـ … ــــجَ ثِيَابِنَا بِالقُطْنِ والكَتَّانِ
5223 – حُلَلٌ تُشَقُّ ثِمَارُهَا عنها فَتَبْـ … ـــــدُو كالرِّيَاطِ بأحسنِ الألوانِ
__________
= قال الناظم في حادي الأرواح: “قال جماعة من المفسرين: السندس: ما رق من الديباج، والإستبرق: ما غلظ منه. وقالت طائفة: ليس المراد به الغليظ ولكن المراد به الصفيق. وقال الزجاج: هما نوعان من الحرير، وأحسن الألوان الخضر، وألين اللباس الحرير، فجمع لهم بين حسن منظر اللباس والتذاذ العين به، وبين نعومته والتذاذ الجسم به”. حادي الأرواح ص 282 (ط دار ابن كثير).
– ح: “نوعان مختلفان”.
5221 – طت، طه: “الطيران”، وفي طع: “ذو طيران”.
5222 – أي: لم تخرج خيوط هذا الحرير من الدودة المعروفة بدودة القزّ التي تبنيه من فوقها ثم تخرج منه وتعود لطيرانها، ولا نسجت على المنوال كما تنسج ثيابنا التي نتخذها من القطن والكتان. شرح النونية لهراس 2/ 381.
5223 – كذا ورد البيت في الأصلين وب. وزاد في د: “لكنها” في أول البيت، وكذا في س بإسقاط “كالرياط”. وفي ط: “لكنها حلل .. عنها رأيت شقائق النعمان”. وكل ذلك غلط. وفسر الرياط في حاشية ف: “جمع ريطة، قال في المجمل: وهي الملاءة لا تكون لِفقَين. والجمع رَيط ورياط” (ص).
– روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة تخلق خلقًا أم تنسج نسجًا؟ فضحك بعض القوم، فقال رسول الله – صلى الله علية وسلم -: “ممن تضحكون من جاهل يسأل عالمًا” ثم أكبّ رسول الله – صلى الله علية وسلم – ثم قال: “أين السائل؟ ” قال: هوذا أنا يا رسول الله. قال: “لا بل تشقق عنها ثمر الجنة ثلاث مرات” مسند الإمام أحمد 2/ 224. وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار في حديث طويل ورجاله ثقات. 10/ 415 وانظر: ما سبق في حاشية البيت 1051.

(3/975)


5224 – بِيضٌ وَخُضْرٌ ثُمَّ صُفْرٌ ثُمَّ حُمْـ … ــــرٌ شُبِّهَتْ بشقائقِ النُّعْمانِ
5225 – لَا تَقْبَلُ الدَّنَسَ المُقَرِّبَ لِلْبِلَى … مَا للبِلَى أبدًا بهنّ يَدانِ
__________
5224 – ح، ط: ” … حمر كالرياط بأحسن الألوان”، وهو خطأ. ويشير الناظم في هذا البيت إلى ما رواه ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن إدريس الحنظلي حدثنا أبو عتبة حدثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام الأسود قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يحدث عن رسول الله – صلى الله علية وسلم -قال: “ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء إن شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر وإن شاء أسود، مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن” انظر: تفسير ابن كثير 2/ 514، والترغيب والترهيب 4/ 294. وقال المنذري: رواه ابن أبي الدنيا. انظر: الترغيب والترهيب 4/ 294.
وشقائق النعمان: نبت، واحدتها شقيقة، سميت بذلك لحمرتها على التشبيه بشقيقة البرق .. وأضيف إلى النعمان لأن النعمان بن المنذر نزل بشقائق رمل قد أنبتت الشَّقِر الأحمر فاستحسنها وأمر أن تُحمى فقيل للشَّقِر شقائق النعمان بمنبتها لا أنها اسم لِلشَّقِر. انظر: اللسان 10/ 112.
5225 – س، ط: “لا تقرب الدنس”.
الدّنسُ في الثياب: لطخُ الوسخ ونحوه والجمع أدناسُ. اللسان 6/ 88.
– ما عدا الأصلين: “ما للبلى فيهن من سلطان”. ويشير الناظم إلى ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم -قال: “من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه” رواه مسلم 4/ 2181 باب دوام نعيم أهل الجنة.
وقال -رحمه الله- في حادي الأرواح: “وقوله (لا تبلى ثيابه) الظاهر أن المراد به الثياب المعينة لا يلحقها البلى، ويحتمل أن يراد به الجنس. بل لا تزال عليه الثياب الجدد كما أنها لا ينقطع أكلها في جنسه بل كل مأكول يخلفه آخر” ص 288 (ط دار ابن كثير).

(3/976)


5226 – وَنصِيفُ إحْدَاهُنَّ وَهْوَ خِمارُهَا … لَيْسَتْ لَهُ الدّنْيَا مِنَ الأَثْمَانِ
5227 – سَبْعُونَ مِنْ حُلَلٍ عَلَيْهَا لَا تَعْو … قُ الطَّرْفَ عَنْ مُخٍّ وَرَا السِّيقَانِ
5228 – لَكِنْ تَرَاهُ مِنْ وَرا ذَا كُلِّهِ … مِثْلَ الشَّرَابِ لَدَى زُجَاجِ أوَانِ

فصلٌ في فُرُشِهِمْ وما يتبعُهَا
5229 – وَالفُرْشُ مِنْ إسْتَبرَقٍ قَدْ بُطِّنَتْ … مَا ظَنُّكُمْ بِظِهَارَةٍ لِبِطَانِ
__________
5226 – يشير إلى ما رواه الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا الخزرج بن عثمان السعدي قال: حدثنا أبو أيوب مولى لعثمان بن عفان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله علية وسلم -: “قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا ومثلها معها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها، ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها”. قال: قلت: يا أبا هريرة ما النصيف؟ قال: “الخمار” رواه أحمد في مسنده 2/ 483: 10315.
قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه أحمد بإسناد جيد 4/ 314: 5757.
5227 – في الأصل وح، ط: “الساقان”، والمثبت من ف وغيرها. ويشير الناظم إلى ما رواه الترمذي قال: “حدثنا العباس الدوري حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء. لكل رجل منهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حلة يبدو مخ ساقها من ورائها” قال: هذا حديث حسن صحيح. سنن الترمذي 4/ 670.
ورواه الطبراني في الكبير بزيادة في آخره قال: “كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء” انظر: معجم الطبراني الكبير 10/ 160.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه الترمذي باختصار ورواه الطبراني في الأوسط وإسناد ابن مسعود صحيح.
5229 – يشير إلى قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54].=

(3/977)


5230 – مَرْفُوعَةٌ فَوْقَ الأسِرَّةِ يَتَّكِي … هُوَ وَالحَبِيبُ بِخَلْوَةٍ وأمَانِ
5231 – يَتَحَدَّثَانِ عَلَى الأرَائكِ مَا تَرَى … حِبَّيْنِ فِي الخَلَواتِ يَنْتَجِيَانِ
5232 – هَذَا وَكَمْ زِرْبِيَّةٍ وَنَمَارِقٍ … وَوَسَائِدٍ صُفَّتْ بِلَا حُسْبَانِ
* * *
__________
= قال الناظم في حادي الأرواح: “فوصف الفرش بكونها مبطنة بالإستبرق. وهذا يدل على أمرين:
أحدهما: أن ظهائرها أعلى وأحسن من بطائنها، لأن بطائنها للأرض وظهائرها للجمال والزينة المباشرة …
الثاني: يدل على أنها فُرش عالية لها سَمْك وحشوٌ بين البطانة والظهارة. حادي الأرواح 142 باب 50.
5230 – يشير إلى قوله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13)} [الغاشية: 13].
وإلى ما رواه الترمذي قال: حدثنا أبو كريب حدثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي – صلى الله عليه وسلم -في قوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} قال: “ارتفاعها لكما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة”. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، ودراج في هذا السند ضعيف. سنن الترمذي 4/ 679.
وروى الطبراني في معجمه قال: حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال: سُئل رسول الله – صلى الله علية وسلم – عن الفرش المرفوعة فقال: “لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف” رواه الطبراني في الكبير 8/ 242.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني، وفيه جعفر بن الزبير، وهو ضعيف 7/ 120.
5231 – في الأصل: “يتناجيان”، وهو سهو من الناسخ.
5232 – يشير إلى قوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)} [الغاشية: 15، 16].

(3/978)


فصلٌ في حُلِيّ أهْلِ الجنَّةِ
5233 – وَالحَلْيُ أَصْفَى لُؤْلؤٍ وَزَبَرْجَدٍ … وَكَذَاكَ أَسْوِرةٌ مِنَ العِقْيَانِ
5234 – مَا ذَاك يَخْتَصُّ الإنَاثَ وإنَّمَا … هُوَ لِلإِناثِ كَذَاكَ لِلذُّكْرَانِ
5235 – التَّارِكِينَ لِبَاسَهُ فِي هَذهِ الدُّ … نْيَا لأَجْلِ لِبَاسِهِ بِجِنَانِ
5236 – أَوَمَا سَمعْتَ بِأنَّ حِلْيَتَهُمْ إلَى … حَيْثُ انْتِهَاءُ وُضوئِهِمْ بِوِزَانِ
__________
= قال ابن القيم في حادي الأرواح: “وزرابي بمعنى: البسط والطنافس، واحدها زِربيّة في قول جميع أهل اللغة والتفسير. ومبثوثة: مبسوطة ومنتشرة. وأما النمارق فقال الواحدي: هي الوسائد في قول الجميع، واحدها نُمرقة بضم النون، وحكى الفراء نِمرقة بكسرها” (بتصرف) حادي الأرواح ص 143، فصل 50.
5233 – الزبرجد: الزمرد، نوع من الجواهر. اللسان 3/ 194، وقد سبق الزمرّد.
يشير إلى قوله تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا} [الحج: 23] والأساور جمع الأسوِرة، وواحد الأسورة: سوار. يقول الناظم في حادي الأرواح: “واختلفوا في جر لؤلؤ ونصبه، فمن نصبه ففيه وجهان: أحدهما: أنه عطف على موضع قوله من أساور. والثاني: أنه منصوب بفعل محذوف دلّ عليه الأول، أي: ويحلّون لؤلؤًا. ومن جره فهو عطف على الذهب. ثم يحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون لهم أساور من ذهب وأساور من لؤلؤ، ويحتمل أن تكون الأساور مركبة من الأمرين معًا: الذهب المرصع باللؤلؤ، والله أعلم بما أراد” حادي الأرواح ص 137 الباب (50) وانظر: تفسير ابن كثير 3/ 214.
5234 – قال الناظم في حادي الأرواح: “قال ابن أبي الدنيا: حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري، حدثنا أبي عن أشعث عن الحسن قال: “الحلي في الجنة على الرجال أحسن منه على النساء” انظر: حادي الأرواح ص 137 الباب (50).
5236 – البيت ساقط من (س).

(3/979)


5237 – وَكَذَا وضوءُ أبِي هُرَيْرَةَ كَانَ قَدْ … فَازَت بِهِ العَضُدَانِ والسَّاقَانِ
5238 – وَسِوَاهُ أنْكَرَ ذَا عَلَيْهِ قَائِلًا … مَا السَّاقُ مَوْضِعَ حِلْيةِ الإنْسَانِ
5239 – مَا ذَاكَ إلَّا مَوْضِعُ الكَعْبَينِ والزَّ … نْدَيْنِ لَا السَّاقَانِ والعَضُدَانِ
__________
5237 – العضد من الإنسان وغيره: الساعد، وهو ما بين المرفق إلى الكتف. والساق من الإنسان: ما بين الركبة والقدم. انظر: اللسان 3/ 292 و 10/ 168. يشير الناظم إلى ما روي في الصحيحين والسياق لمسلم عن أبي حازم قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه، فقلت: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فروخ أنتم ههنا؟ لو علمت أنكم ههنا ما توضأت هذا الوضوء. سمعت خليلي – صلى الله عليه وسلم – يقول: “تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء” رواه مسلم 1/ 219.
5238 – “موضع” ساقط من ب.
– يقول الناظم في حادي الأرواح: “قد احتج بهذا -أي: حديث أبي هريرة- من يرى استحباب غسل العضد وإطالته، والصحيح أنه لا يستحب. وهو قول أهل المدينة، وعن أحمد روايتان، والحديث لا يدل على الإطالة، فإن الحلية إنما تكون زينة في الساعد والمعصم لا في العضد والكتف. وأما قوله: “فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل” فهذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي – صلى الله عليه وسلم -. بيّن ذلك غير واحد من الحفاظ. وفي مسند الإمام أحمد في هذا الحديث، قال نعيم: فلا أدري قوله: “من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل” من كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – أو شيء قاله أبو هريرة من عنده. وكان شيخنا يقول: هذه اللفظة لا يمكن أن تكون من كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فإن الغرة لا تكون في اليد، لا تكون إلا في الوجه. وإطالته غير ممكنة إذ تدخل في الرأس فلا تسمى تلك غزة” حادي الأرواح ص 138 باب (50) وقد نظم المؤلف هذه الأمور كلها في الأبيات التالية.
5239 – الزندان: عظما الساعد أحدهما أدق من الآخر، فطرف الزند الذي يلي الإبهام هو الكوع، وطرف الزند الذي يلي الخنصر كرسوع، والرسغ مجتمع الزندين ومن عندهما تقطع يد السارق. اللسان 3/ 196.

(3/980)


5240 – وَلِذَاكَ أَهْلُ الفِقْهِ مُخْتَلِفُونَ فِي … هَذَا وَفيهِ عِنْدَهُمْ قَوْلَانِ
5241 – وَالرَّاجحُ الأقْوَى انْتِهَاءُ وُضُوئِنَا … لِلْمِرفَقَينِ كَذَلِكَ الكَعْبَانِ
5242 – هَذَا الَّذِي قَدْ حَدَّهُ الرَّحْمنُ فِي الْـ … ـقُرْآنِ لَا تَعْدِلْ عَنِ القُرْآنِ
5243 – وَاحْفَظْ حُدُود الرَّب لَا تَتَعَدَّهَا … وَكَذَاكَ لَا تَجْنَحْ إلى النُّقْصَانِ
5244 – وَانْظُرْ إلَى فِعْلِ الرَّسُولِ تَجِدْهُ قَدْ … أَبْدَى المُرادَ وَجَاءَ بِالتِّبْيَانِ
5245 – وَمَنِ اسْتَطَاعَ يُطِيلُ غُرَّتَهُ فَمَوْ … قُوفٌ عَلَى الرَّاوِي هُوَ الفَوْقَانِي
5246 – فَأَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ ذَا مِنْ كِيسِهِ … فَغَدَا يُمَيِّزُهُ أولُو العِرْفَانِ
5247 – وَنُعَيمٌ الرَّاوِي لَهُ قَدْ شَكَّ فِي … رَفْعِ الحَدِيثِ كَذَا رَوَى الشَّيبَانِي
__________
5240 – كذا في الأصلين وب. وفي غيرها: “وكذاك”.
– ب، د: “مختلفين”.
5242 – أي: أن الله عزّ وجل بيَّن ذلك وحدّد مواضع غسل الأعضاء في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6] فهذا ما حدّه الله، وما فعله رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
5245 – يعني أن رواية إطالة الغرة موقوفة على الراوي الفوقاني وهو أبو هريرة رضي الله عنه.
5247 – هو نُعَيم بن عبد الله المُجْمِر المديني الفقيه مولى آل عمر بن الخطاب كان يبخر مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .. جالس أبا هريرة عشرين سنة. وثقه أبو حاتم وابن معين. انظر: سير أعلام النبلاء 5/ 227، وتهذيب التهذيب 1/ 414.
رواه أحمد بسنده عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه رقي إلى أبي هريرة على ظهر المسجد وهو يتوضأ فرفع عضديه ثم أقبل عليّ فقال: إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إن أمتي يوم القيامة هم الغر المحجلون من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل” فقال نُعيم: لا أدري قوله: “من استطاع أن يطيل غرته فليفعل” من قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أو من قول أبي هريرة. مسند أحمد 2/ 334: 8437.

(3/981)


5248 – وَإطَالَةُ الغُرّاتِ لَيْسَ بِمُمْكنٍ … أَبَدًا وَذَا فِي غَايَةِ التِّبْيَانِ
* * *

فصلٌ في صفةِ عرائسِ الجنَّةِ وحسْنِهنَّ وجَمَالِهنَّ ولذةِ وِصالِهنَّ ومُهورِهنَّ
5249 – يَا مَنْ يَطُوفُ بِكَعْبَةِ الحُسْنِ الَّتي … حُفَّتْ بِذَاكَ الحِجْرِ والأرْكَانِ
5250 – ويظَلُّ يَسعَى دَائِمًا حَولَ الصَّفَا … وَمُحَسِّرٌ مَسعَاهُ لَا العَلَمَانِ
5251 – وَيرُومُ قُربَانَ الوِصَالِ عَلَى مِنًى … والخَيفُ يَحْجُبُهُ عَنِ القُربَانِ
5252 – فَلِذَا تَرَاهُ مُحْرِمًا أبَدًا وَمَوْ … ضِعُ حِلِّهِ مِنْهُ فلَيْسَ بِدَانِ
5253 – يَبغِي التَّمَتُّعَ مُفْرِدًا عن حِبِّهِ … مُتَجَرِّدًا يَبغِي شَفِيعَ قِرَانِ
5254 – فَيَظَلُّ بالجَمَرَاتِ يَرمِي قَلْبَهُ … هَذِي مَنَاسِكُهُ بِكُلِّ زَمَانِ
5255 – وَالنَّاسُ قَدْ قَضَّوْا مَنَاسِكَهُم وَقَدْ … حَثُّوا رَكَائِبَهُمْ إلَى الأوْطَانِ
__________
5249 – يقول الشيخ محمد خليل هراس: “في هذا الفصل والذي بعده تظهر عبقرية المؤلف وترق حواشي شعره .. ويكثر في كلامه هنا التورية. وهو أراد معاني بعيدة غير التي تعطيها ظواهر الألفاظ. انظر: شرحه 2/ 386.
5250 – يعني العلمين الأخضرين في المسعى. ويجوز ضبط “محسّرِ” بالجرّ كما في ف. والمقصود: أن سعيه ليس في المسعى الذي فيه العلمان الأخضران، وإنما “يسعى بين صفاء يرجوه وحسرة تلوعه” انظر شرح هراس 2/ 386.
5252 – د: “يداني”.
5253 – طه: “من حبه”.
5255 – ب: “ركابهم”.

(3/982)


5256 – وَحَدَتْ بِهِم هِمَمٌ لَهُمْ وَعَزَائِمٌ … نَحْوَ المنَازِلِ أوَّلَ الأزْمَانِ
5257 – رُفِعَتْ لَهُمْ فِي السَّيرِ أعْلَامُ الوِصَا … لِ فَشَمَّرُوا يَا خَيْبَةَ الكَسْلَانِ
5258 – وَرَأَوْا عَلَى بُعْدٍ خيَامًا مُشْرِفَا … تٍ مُشْرِقَاتِ النُّورِ وَالبُرهَانِ
5259 – فَتَيَمَّمُوا تِلْكَ الخِيَامَ فآنسُوا … فِيهِنَّ أقْمَارًا بِلَا نُقْصانِ
5260 – مِنْ قَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَا تَبغِي سِوَى … مَحْبُوبِهَا مِنْ سَائِرِ الشُّبَّانِ
5261 – قَصَرَتْ عَلَيْه طَرفَهَا مِنْ حُسْنِهِ … فالطَّرْف فِي ذَا الوَجْهِ لِلنِّسوَانِ
5262 – أَوْ أَنَّهَا قَصَرَتْ عَلَيْها طَرْفَهُ … مِنْ حُسْنِهَا فَالطَّرفُ لِلذُّكْرَانِ
5263 – وَالأولُ المعْهُودُ مِنْ وَضْعِ الخِطَا … بِ فَلا تَحِدْ عَنْ ظَاهِرِ القُرْآنِ
5264 – وَلرُبَّمَا دَلَّتْ إشَارَتُهُ عَلَى الثـ … ــــانِي فَتِلكَ إشَارَةٌ لِمَعَانِ
__________
5256 – خ، ط: “وخدت”.
يعني: إلى الجنة التي سكنها آدم وحواء عليهما السلام. ومثله قول الناظم في ميميته.
فحَيَّ على جنات عدن فإنّها … منازلنا الأولى وفيها المخيّمُ
انظر: حادي الأرواح ص 32 (ط دار ابن كثير).
5258 – “مشرفات” ساقطة في د، ح.
5259 – تيممه: قصده.
5260 – جاء وصفهن في القرآن بالقاصرات في ثلاثة مواضع: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56)} [الرحمن: 56]، وقوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)} [الصافات: 48، 49] والثالث قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)} [ص: 52].
5261 – ب، س: “والطرف”.
5264 – طع: “اللمعان”. وقال الناظم في حادي الأرواح: “والمفسرون كلّهم على أن المعنى قصرن طرفهن على أزواجهن، فلا يطمحن إلى غيرهم. وقيل: قصرن طرف أزواجهن عليهن، فلا يدعهم حسنهن وجمالهن أن ينظروا إلى غيرهن. وهذا صحيح من جهة المعنى، وأما من جهة اللفظ فقاصرات صفة =

(3/983)