الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية_1
الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية_1
http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة |
الكتاب: الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية [آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 – 751) تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي راجعه: محمد عزير شمس – سعود بن عبد العزيز العريفي الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) – دار ابن حزم (بيروت) الطبعة: الرابعة، 1440 هـ – 2019 م (الأولى لدار ابن حزم) عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل) قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] |
آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)
الكافية الشافية في الانتظار للفرقة الناجية
تأليف
الإمام أبي عبد الله محمد أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية (691 – 751)
تحقيق وتعليق
محمد بن عبد الرحمن العريفي – ناصر بن يحيى الحنيني – عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل – فهد بن علي المساعد
تنسيق
محمد أجمل الإصلاحي
إشراف
بكر بن عبد الله أبو زيد
دار عطاءات العلم – دار ابن حزم
(المتن/1)
رَاجَع هَذَا الجُزْءَ
محمد عزير شمس
سُعُود بن عَبْدِ العَزِيزِ العرِيفي
(المتن/3)
تصدير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فكان من فضل الله عز وجل أن وفّق لإصدار نشرة علمية لكتاب «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية» المعروف بنونية ابن القيم رحمه الله. وقد اعتُمد في تحقيق الكتاب على سبع نسخ خطية منها نسخة نفيسة نقلت عن نسخة سمعها الحافظ ابن رجب الحنبلي بقراءة والده على الناظم رحمه الله قبل وفاته بستة أشهر. وقد جاء هذا العمل مع الشروح والتعليقات والمقدمة والفهارس في ثلاثة مجلدات استغرقت نحو 1450 صفحة.
أما هذا المجلد الذي يحتوي على متن الكتاب فقط دون الشروح والتعليقات وغيرها، فقد توخينا به تقريب النونية على وجه آخر، فإن من قرائها من يرغب في حفظها واستظهارها، فيحتاج إلى استصحابها في حله وترحاله، ومنهم من يحب قراءة الأبيات قراءة متصلة، ومنهم من يريد تصفحها ومراجعتها على عجل. فمن أجلهم رأَينا أن نشر المتن وحده كاملًا في مجلد واحد يخف حمله ويسهل تناولُه.
والمأمول من القاريء الكريم – إذا خفي عليه معنى النص، أو استشكل شيئا من ضبطه وتحريره، أو رآه مخالفة لما في الطبعات الأخرى
(المتن/5)
من الكتاب – أن يرجع إلى النشرة المطوَّلة التي هي أصل هذه النشرة المجرَّدة.
نسأل الله أن ينفع بهذا العمل، وأن يتقبل سعي العاملين في هذا المشروع المبارك – إن شاء الله – والقائمين عليه، إنه قريب مجيب.
(المتن/6)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي شهدتْ له بالربوبيةِ جميعُ مخلوقاته. وأقرَّتْ له بالعبوديةِ جميعُ مصنوعاتِه. وأدّت له الشهادةَ جميعُ الكائنات أنّه الله الذي لا إله إلّا هو بما أودعها مِن لطيفِ صُنْعِه وبديع آياته. وسبحان الله وبحمده عددَ خلقِه، ورضا نفسِه، وزِنةَ عرشِه، ومِدادَ كلماتِه. ولا إله إلَّا الله، الأحد
الصمد، الذي لا شريك له في ربوبيته، ولا شبيه له في أفعالِه ولا في صفاتِه، ولا في ذاته. والله أكبر، عددَ ما أحاط به علمُه، وجرى به قلمُه، ونفذ فيه حكمُه من جميع بريّاته. ولا حول ولا قوة إلا بالله، تفويضَ عبدٍ لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا، ولا حياةً، ولا نشورًا، بل هو بالله وإلى الله في مبادئِ أمره ونهاياتِه. وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، ولا صاحبة له، ولا ولد له، ولا كفؤ له، الذي هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه أحدٌ مِن جميع بريّاتِه.
وأشهد أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وأمينُه على وحيه، وخِيرتُه من بريّته، وسفيرُه بينه وبين عباده، وحجّتُه على خلقِه. أرسله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. أرسله على حينِ فَترةٍ من الرّسُل، وطُموسٍ من السّبُل، ودُروسٍ من الكتب. والكفرُ قد اضْطَرَمت نارُه، وتطايرَ في الآفاق شرارُه. وقد استوجبَ أهلُ الأرضِ أن يَحِلَّ بهم العقابُ، وقد نظر الجبّارُ تبارك وتعالى إليهم فمَقَتَهم عربَهم وعجمَهم إلّا بقايا من أهل الكتاب. وقد استند كلُّ قوم إلى ظُلَم آرائِهم، وحكموا على اللهِ سبحانه بمقالاتهم الباطلة وأهوائهم. وليلُ الكفرِ مُدْلَهِمٌّ
(المتن/7)
ظلامُه، شديدٌ قتامُه. وسبيلُ الحقِّ عافيةٌ آثارُه، مطموسةٌ أعلامُه. ففلَقَ اللهُ سبحانه بمحمّد – صلى الله عليه وسلم – صبحَ الإيمان، فأضاء حتى ملأ الآفاقَ نورًا، وأطلع به شمسَ الرسالة في حَنادِسِ الظُّلَمِ سراجًا منيرًا، فهدَى به من الضلالة، وعلَّم به من الجهالة، وبصَّرَ به من العمَى، وأرشدَ به من الغيّ، وكثَّرَ به بعد القلّة، وأعزَّ به بعد الذلّة، وأغنَى به بعد العَيْلة، واستنقذ به من الهَلَكة، وفتح به أعيُنًا عُمْيًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلْفا.
فبلّغَ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصَحَ الأمّة وجاهدَ في الله حقَّ جهاده، وعَبَد اللهَ حتى أتاه اليقين من ربّه. وشرح الله له صدرَه، ورفع له ذكرَه، ووضع عنه وِزرَه، وجعل الذلّةَ والصَّغارَ على من خالف أمرَه.
وأقسم بحياته في كتابه المبين. وقرَنَ اسمَه باسمِه، فإذا ذُكِر ذُكِر معه، كما في الخطب والتشهد والتأذين. فلا يصحّ لأحد خطبةٌ ولا تشهدٌ ولا أذانٌ ولا صلاةٌ، حتى يشهد أنه عبده ورسوله شهادة اليقين. فصلّى اللهُ وملائكتُه وأنبياؤه ورسلُه وجميعُ خلقِه عليه، كما
عرّفنا بالله وهدانا إليه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإنّ الله جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه إذا أراد أن يكرم عبده بمعرفته، ويجمع قلبه على محبته، شرح صدره لقبول صفاته العلا، وتلقيها من مِشكاة الوحي. فإذا ورد عليه شيء منها قابله بالقبول، وتلقّاه بالرضا والتسليم، وأذعن له بالانقياد. فاستنار به قلبه، واتسع له صدره، وامتلأ به سرورًا ومحبة. وعَلِم أنه تعريف من تعريفات الله تعالى، تعرَّفَ به إليه على لسان رسوله، فأنزل تلك الصفة من قلبه منزلةَ الغذاء أعظمَ ما كان إليه فاقة، ومنزلةَ الشفاء أشدَّ ما كان إليه حاجة. فاشتدّ بها فرحُه، وعظم بها غناه، وقويت بها معرفته، واطمأنّت إليها نفسه، وسكن إليها قلبه. فجال من المعرفة في ميادينها، وأسام عينَ
بصيرتِه بين رياضها وبساتينها، لِتيقّنه بأنّ شرفَ العلم تابعٌ لِشرفِ معلومِه، ولا معلومَ أعظمُ وأجلُّ ممّن هذه صفتُه، وهو ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا؛ وأنَّ شرَفه أيضًا بحسب الحاجة
(المتن/8)
إليه، وليست حاجةُ الأرواح قطُّ إلى شيء أعظمَ منها إلى معرفة بارئها وفاطرها، ومحبته، وذكره، والابتهاج به، وطلب الوسيلة إليه، والزلْفى عنده. ولا سبيل إلى هذا إلّا بمعرفةَ أوصافه وأسمائه، فكلّما كان العبد بها أعلَم كان بالله أعرَف، وله أطلَب، وإليه أقرَب. وكلّما كان لها أنكَر كان بالله أجهَل، وإليه أكرَه، ومنه أبعَد. والله تعالى يُنْزِل العبد من نفسه حيث يُنزِله العبدُ من نفسه.
فمن كان لذكر أسمائه وصفاته مبغضًا، وعنها مُعرضًا نافرًا ومنفِّرًا، فالله له أشدُّ بغضًا، وعنه أعظمُ إعراضًا، وله أكبرُ مقتًا، حتى تعود القلوب على قلبين:
قلبٌ ذكرُ الأسماءِ والصفاتِ قوتُه وحياتُه، ونعيمُه وقُرّةُ عينِه، لو فارقه ذكرُها ومحبّتُها ساعةً لاستغاث: يا مقلِّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك. فلسان حاله يقول:
يُرادُ مِن القلبِ نسيانُكم … وتأبَى الطباعُ على الناقل
ويقول:
وإذا تقاضيتُ الفؤادَ تناسِيًا … ألفيتُ أحشائي بذاك شِحاحًا
ويقول:
إذا مرِضنا تداوَينا بذكركم … فنتركُ الذكرَ أحيانًا فننتكِسُ
ومن المحال أن يذكر القلب مَن هو محاربٌ لصفاته، نافرٌ من سماعها، معرضٌ بكلّيته عنها، زاعمٌ أنّ السلامة في ذلك. كلّا والله، إنْ هو إلّا الجهالة والخِذْلان، والإعراض عن العزيز الرحيم، فليس القلب الصحيح قطُّ إلى شيء أشوقَ منه إلى معرفة ربه تعالى، وصفاته وأفعاله وأسمائه، ولا أفرحَ بشيء قطُّ كفرحه بذلك. وكفى بالعبد خِذلانًا أن يُضرَبَ على قلبه سُرادِقُ الإعراضِ عنها والنَّفرةِ والتنفيرِ، والاشتغالِ بما لو كان حقًّا لم ينفع إلا بعد معرفة الله تعالى والإيمان به وبصفاته وأسمائه.
(المتن/9)
والقلب الثاني: قلبٌ مضروبٌ بسِياط الجهالة، فهو عن معرفة ربه ومحبّته مصدود، وطريقُ معرفةِ أسمائه وصفاته كما أُنزِلتْ عليه مسدود، قد قَمَشَ شُبَهًا من الكلام الباطل، وارتوَى من ماءٍ آجن غير طائل، تَعُجُّ منه آياتُ الصّفاتِ وأحاديثُها إلى الله عجيجًا، وتضِجُّ منه إلى مُنْزِلها ضجيجًا، مما يسومها تحريفًا وتعطيلًا، ويُولي معانيها تغييرًا وتبديلًا. قد أعدّ لدفعها أنواعًا من العُدَد، وهيّأ لردّها ضروبًا من القوانين، وإذا دُعي إلى تحكيمها أبى واستكبر، وقال: تلك أدلّة لفظية لا تفيد شيئًا من اليقين. قد اتّخذ التأويلَ جُنّةً يَتترَّسُ بها من مواقع سهام السنّة والقرآن، وجعل إثباتَ صفاتِ ذي الجلال تجسيمًا وتشبيهًا يَصُدُّ به القلوبَ عن طريق العلم والإيمان. مزْجَى البضاعة من العلم النافع الموروث عن خاتمِ الرسل والأنبياء، لكنه مليء بالشكوك والشُّبَه والجدال والمِراء. خلع عليه الكلامُ الباطلُ خِلعةَ الجهلِ والتجهيل، فهو يتعثرّ في أذيالِ التكفير لأهل الحديث والتبديع لهم والتضليل. قد طاف على أبواب الآراء والمذاهب، يتكفّفُ أربابَها، فانثنى بأخسِّ المواهِب والمطالِب. عَدَلَ عن الأبواب العالية الكفيلة بنهاية المراد وغاية الإحسان، فابتلي بالوقوف على الأبواب السافلة المليئة بالخيبة والحرمان. قد لبس حُلّةً منسوجةً من الجهل والتقليد والشبه والعناد، فإذا بُذِلت له النصيحةُ، ودُعِيَ إلى الحقّ، أخذته العزّة بالإثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد.
فما أعظم المصيبةَ بهذا وأمثاله على الإيمان! وما أشدَّ الجنايةَ به على السنّة والقرآن! وما أحبَّ جهادَه بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن! وما أثقلَ أجرَ ذلك الجهاد في الميزان!
والجهاد، بالحجّة والبيان مقدّم على الجهاد بالسيف والسنان. ولهذا أمر به تعالى في السور المكية حيث لا جهاد باليد إنذارًا وتعذيرًا. فقال تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)} [الفرقان: 52]. وأمر تعالى بجهاد المنافقين والغلظة عليهم مع كونهم بينَ أظهُرِ المسلمين في
(المتن/10)
المقام والمسير، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)} [التوبة: 73]. فالجهادُ بالعلم والحجّة جهادُ أنبياءِ الله ورسله وخاصّته من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق والاتفاق، ومن مات ولم يغزُ، ولم يحدِّثْ نفسَه بغزو مات على شعبة من النفاق.
وكفى بالعبد عَمًى وخِذلانًا أن يرى عساكرَ الإيمان، وجنودَ السنّة والقرآن، قد لبِسُوا للحرب لأمتَه، وأعدُّوا له عُدّتَه، وأخذوا مصافَّهم، ووقفوَا مواقفَهم، وقد حمِي الوطيسُ، ودارت رحى الحرب، واشتدّ القتال، وتنادت الأقرانُ نَزَالِ نَزَالِ، وهو في المَلْجأ والمغارات والمُدَّخَل مع الخوالف كمين. وإذا ساعد القدرُ وعزم على الخروج قعد فوق التل مع الناظرين، ينظر لمن الدائرة ليكون إليهم من المتحيزين، ثم يأتيهم وهو يقسم بالله جَهدَ أيمانه: إنّي كنتُ معكم وكنت أتمنى أن تكونوا أنتم الغالبين.
فحقيق بمن لنفسه عنده قَدْر وقيمة أن لا يبيعَها بأَخسِّ الأثمان، وأن لا يعرضها غدًا بين يدي الله ورسوله لمواقف الخزي والهوان، وأن يثبِّت قدمَه في صفوف أهل العلم والإيمان، وأن لا يتحيّزَ إلى مقالةٍ سوى ما جاء في السنّة والقرآن.
فكأنْ قد كُشِف الغِطَاء، وانجلى الغبار، وأبان عن وجوه أهل السنة مسفرة ضاحكة مستبشرة، وعن وجوه أهل البدعة عليها غَبَرة، ترهقها قَتَرة، يوم تبيضُّ وجوه وتسودُّ وجوه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: تبيضُّ وجوهُ أهل السنة والجماعة، وتسودُّ وجوهُ أهل البدعة والفرقة.
فوالله لَمُفَارَقةُ أهلِ الأهواءِ والبدع في هذه الدار أسهلُ مِن مرافقتهم إذا قيل: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22]. قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعده الإمام أحمد رحمه الله تعالى: أزواجهم: أشباههم ونظراؤهم. وقد قال تعالى:
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)} [التكوير: 7]، فجُعِل صاحبُ الحق مع نظيره في درجته، وصاحبُ الباطل مع نظيره في
(المتن/11)
درجته. هنالك والله يعضُّ الظالم على يديه، إذا حصلت له حقيقة ما كان في هذه الدار عليه {يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)} [الفرقان: 27 – 29].
فصل
وكان مِن قدر الله وقضائه أن جمع مجلسُ المذاكرة بين مُثبتٍ للصفات والعلو ومعطّلٍ لذلك، فاستطعم المعطّلُ المثبتَ الحديثَ استطعامَ غيرِ جائعٍ إليه، ولكن غرضه عرض بضاعته عليه، فقال له: ما تقول في القرآن ومسألة الاستواء؟ فقال المثبت: نقول فيهما ما قال ربنا تبارك وتعالى وما قاله نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -. نصف الله تعالى بما وصف به نفسَه وبما وصفه به رسولُه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل. بل نثبت له
سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات، وننفي عنه النقائص ومشابهة المخلوقات، إثباتًا بلا تمثيل وتنزيهًا بلا تعطيل. فمن شبه الله تعالى بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسَه أو وصفه به رسولُه تشبيهًا. فالمشبّه يعبد صنمًا، والمعطّل يعبد عدمًا، والموحّد يعبد إلهًا واحدًا صمدًا، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
والكلام في الصفات كالكلام في الذات، فكما أنا نثبت ذاتًا لا تشبه الذوات، فكذا نقول في صفاته إنّها لا تشبه الصفات. فليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله. فلا نشبّه صفاتِ الله بصفات المخلوقين.
ولا نزيل عنه سبحانه صفةً من صفاته لأجل شناعة المشنِّعين، وتلقيب المفترين. كما أنّا لا نبغض أصحابَ رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – لتسمية الروافض لنا نواصب، ولا نكذّب بقدر الله تعالى ونجحد كمال مشيئته وقدرته لتسمية
(المتن/12)
القدرية لنا مُجْبِرة، ولا نجحد صفاتِ ربنا تبارك وتعالى لتسمية الجهمية والمعتزلة لنا مجسّمةً مشبّهةً حَشْويةً، كما قيل:
فإن كان تجسيمًا ثبوتُ صفاتِه … تعالى فإنّي اليومَ عبدٌ مجسِّمُ
ورضي الله عن الشافعي إذ يقول:
إن كان رفضًا حبُّ آلِ محمَّدٍ … فَلْيشهدِ الثَّقلانِ أنّي رافضي
وقدَّس الله روح القائل [وهو شيخ الإسلام ابن تيمية] إذ يقول:
إن كان نَصْبًا حبُّ صَحْبِ محمّدٍ … فَلْيشهَدِ الثَّقَلانِ أنّي ناصبي
وأما القرآن فإني أقول إنّه كلام الله، منزَّل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، تكلم الله به صدقًا، وسمِعَه جبريل منه حقًا، وبلّغه محمدًا – صلى الله عليه وسلم – وحيًا. وأنّ {كهيعص (1)} [مريم: 1]، {حم (1) عسق (2)} [الشورى الآيتان/ 1 – 2]، و {ق} [ق/ 1] , و {ن} [القلم/ 1] عين كلام الله تعالى حقيقة. وأنّ الله تكلم بالقرآن [4/ أ] العربي الذي سمعه الصحابة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. جميعُه كلامُ الله وليس قولَ البشر، ومن قال إنه قول البشر فقد كفر، والله يصليه سقر، ومن قال ليس لله في الأرض كلام فقد جحد رسالة محمد – صلى الله عليه وسلم -، فإن الله بعثه يُبلِّغ عنه كلامَه، والرسول إنما يبلِّغ كلامَ مُرسِله. فإذا انتفى كلام المرسِل انتفت رسالة الرسول.
ونقول: إن الله تعالى فوق سماواته مستوٍ على عرشه، بائنٌ مِن خلقه، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. وإنّه تعالى إليه يصعَد الكلم الطيّب، وتعرُج الملائكة والروح إليه. وإنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرُج إليه.
وإن المسيح رُفِع بذاته إلى الله وإن رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – عُرِج به إلى الله حقيقة. وإن أرواح المؤمنين تصعد إلى الله عند الوفاة، فتُعرَض عليه، وتقف بين يديه. وإنه تعالى هو القاهر فوق عباده وإن المؤمنين والملائكة المقربين يخافون ربَّهم من فوقهم.
(المتن/13)
أيدي السائلين تُرفَع إليه، وحوائجَهم تُعرَض عليه. وإنه سبحانه العلي الأعلى بكل اعتبار.
فلما سمع المعطل منه ذلك أمسك، ثم أسرّها في نفسه، وخلا بشياطينه وبني جنسه، وأوحى بعضهم إلى بعض أصناف المكر والاحتيال، ورامُوا أمرًا يستحمِدون به إلى نُظَرائهم من أهل البدع والضلال، وعقدوا مجلسًا بَيَّتُوا في مساء ليلته ما لا يرضاه الله من القول، والله بما يعملون محيط.
وأتوا في مجلسهم ذلك بما قدَروا عليه من الهذَيان واللَّغْط والتخليط، ورامُوا استدعاءَ المثبتِ إلى مجلسهم الذي عقدوه، ليجعلوا نُزُلَه عند قدومه عليهمَ ما لفّقوه من الكذب ونمّقوه. فحبَس الله سبحانه عنه أيديَهم وألسنتَهم، فلم يتجاسروا عليه، وردّ الله كيدهم في نحورهم فلم يصلوا بالسوء إليه، وخذلهم المُطَاعُ فمزّق ما كتبوه من المحاضر، وقلَبَ الله قلوب أوليائه وجندِه عليهم من كلِّ بادٍ وحاضر. وأخرج الناس لهم من المخبَّآتِ كمائنَها، ومن
الجَوائفِ والمُنقِّلات دفائنَها. وقوَّى اللهُ جأشَ المُثْبتِ، وثبَّت لسانه، وشيّد بالسنة المحمدية بنيانه. فسعى في عقد مجلس بينه وبين خصومه عند السلطان، وحكّم على نفسه كتب شيوخ القوم السالفين، وأئمتهم المتقدمين. وأنّه لا يستنصر من أهل مذهبه بكتاب ولا إنسان، وأنّه جعل بينه وبينكم أقوالَ من قلّدتموه، ونصوص من على غيره من الأئمة قدّمتموه. وصرّح المثْبِتُ بذلك بين ظهرانيْهم حتى بلّغه دانيهم لقاصيهم فلم يُذعِنوا لذلك
واستعفَوا من عقْدِه فطالبهم المُثْبتُ بواحدة من خِلال ثلاث:
مناظرة في مجلس عام على شَريطةِ العلم والإنصاف، تُحضَر فيه النصوصُ النبوية والآثارُ السلفية، وكتبُ أئمتكم المتقدمين من أهل العلم والدين. فقيل لهم: لا مراكبَ لكم تسابقون بها في هذا الميدان، وما لكم بمقاومة فُرسانه يدان.
فدعاهم إلى مكاتبةٍ بما يدعون إليه، فإن كان حقًّا قبلَه وشكركم عليه،
(المتن/14)
وإن كان غير ذلك سمعتم جوابَ المثبت، وتبيّن لكَم حقيقةُ ما لديه. فأبَوا ذلك أشدّ الإباء، واستعفَوا غاية الاستعفاء.
فدعاهم إلى القيام بين الركن والمقام قيامًا في مواقف الابتهال، حاسري الرؤوس نسأل الله أن يُنزل بأسَه بأهل البدع والضلال. وظنّ المثبتُ واللهِ أن القوم يجيبون إلى هذا، فوطّن نفسه عليه غاية التوطين، وبات يحاسب نفسه ويعرض ما يثبته وينفيه على كلام رب العالمين، وعلى سنة خاتم المرسلين، ويتجرد عن كل هوى يخالف الوحي المبين، ويهوي بصاحبه في أسفل السافلين. فلم يجيبوا إلى ذلك أيضًا، وأتوا من الاعتذار، بما دلّ على أن القوم ليسوا من أولى الأيدي والأبصار.
فحينئذ شمّر المثبتُ عن ساق عزمه، وعقد لله مجلسًا بينه وبين خصمه. يشهده القريب والبعيد، ويقف على مضمونه الذكيّ والبليد. وجعله عقدَ مجلس التحكيم بين المعطِّل الجاحد والمُثبِت المرمي بالتجسيم.
وقد خاصم في هذا المجلس بالله وحاكمَ إليه، وبرِئَ إلى الله من كل هوى وبدعة وضلالة، وتحيُّزٍ إلى فئةٍ غيرِ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما كان أصحابه عليه. والله سبحانه المسؤول أن لا يكِلَه إلى نفسه ولا إلى شيء مما لديه، وأن يوفقه في جميع حالاته لما يحبه ويرضاه، فإنّ أزِمّةَ الأمور بيدَيه.
وهو يرغب إلى من يقف على هذه الحكومة أن يقومَ لله قيامَ متجرِّدٍ عن هواه، قاصدًا لرضا مولاه؛ ثم يقرأها متفكرًا، ويعيدَها ويبدئَها متدبرًا؛ ثم يحكمَ فيها بما يرضي الله ورسوله وعباده المؤمنين، ولا يقابلَها بالسبِّ والشتم كفعل الجاهلين والمعاندين.
فإن رأى حقًّا قَبله وشكَر عليه، وإن رأى باطلًا ردّه على قائله وأهدى الصواب إليه، فإنّ الحقّ لله ورسولِه، والقصدُ أن تكون كلمةُ
السنة هي العليا، جهادًا في الله وفي سبيلِه. واللهُ عندَ لسانِ كلِّ قائل وقلبه، وهو المطّلع على نيتهِ وكسبِه. وما كان أهلُ التعطيل أوليَاءَه، إن أولياؤه إلّا المتقون المؤمنون المصدّقون. {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)} [التوبة: 105].
(المتن/15)
فصل
وهذه أمثال حسان مضروبة للمعطِّل والمشبِّه والموحِّد ذكرتُها قبل الشروع في المقصود، فإن ضربَ الأمثال مما يأنس به العقلُ لتقريبها المعقول من المشهود.
وقد قال تعالى – وكلامه المشتمل على أعظم الحجج وقواطع البراهين- {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)} [العنكبوت: 43]. وقد اشتمل منها على بضعة وأربعين مثلًا، وكان بعض السلف إذا قرأ مثلًا لم يفهمه اشتدّ بكاؤه، ويقول: لست من العالمين. وسنفرد لها إن شاء الله كتابًا مستقلاًّ متضمنًّا لأسرارها ومعانيها وما تضمنته من فنون العلم وحقائق الإيمان.
وبالله المستعان وعليه التكلان.
المثل الأول: ثيابُ المعطِّل ملطَّخةٌ بعَذِرَةِ التحريف، وشرابه متغيّر بنجاسة التعطيل. وثيابُ المشبِّهَ متضمِّخَةٌ بدم التشبيه، وشرابه متغيّر بفَرْث التمثيل. والموحد طاهر الثوب والقلب والبدن، يخرج شرابه من بين فرث ودم لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين.
المثل الثاني: شجرةُ المعطِّل مغروسةٌ على شفا جُرُفٍ هارٍ.
وشجرةُ المشبِّه قد اجتُثث من فوق الأرض ما لها من قرار. وشجرةُ الموحّد أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أُكُلَها كل حين بإذن ربّها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون.
المثل الثالث: شجرةُ المعطّل شجرةُ الزَّقُّوم، فالحلوق السليمة لا تبلعُها. وشجرةُ المشبِّه شجرةُ الحنظَل، فالنفوس المستقيمة لا تتبعُها. وشجرةُ الموحِّد طُوبَى يسير الراكب في ظلّها مائةَ عام لا يقطعُها.
المثل الرابع: المعطِّل قد اتخذ قلبَه لوقاية الحر والبرد بيتَ العنكبوت. والمشبّه قد خُسِف بعقله، فهو يتَجلْجَلُ في أرض التشبيه إلى البَهْمُوت. وقلبُ الموحّد يطوف حول العرش ناظرًا إلى الحيّ الذي لا يموت.
المثل الخامس: مصباح المعطّل قد عصَفت عليه أهوِيةُ التعطيل،
(المتن/16)
فطَفِئَ وما أنار. ومصباحُ المشبّه قد غرِقتْ فتِيلتُه في عَكَر التشبيه، فلا يقتبس منه الأنوار. ومصباحُ الموحّد يتوقَّدُ من شجرة مباركة زيتونةٍ لا شرقيّة ولا غربيّة، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسَسْه نار.
المثل السادس: قلب المعطِّل متعلّق بالعدَم، فهو أحقرُ الحقير. وقلب المشبِّه عابدُ الصنم الذي قد نُحِتَ بالتصوير والتقدير. والموحّدُ قلبُه متعبّدٌ لمن ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير.
المثل السابع: نقودُ المعطّل كلُّها زُيوف فلا تروج علينا. وبضاعةُ المشبِّه كاسدةٌ، فلا تَنْفقُ لدينا. وتجارةُ الموحِّد ينادى عليها يومَ العَرْض على رؤوس الأشهاد: هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا.
المثل الثامن: المعطِّل كنافخ الكِير إما أن يُحرِق ثيابَك، وإمّا أن تجد منه ريحًا خبيثة. والمشبهُ كبائع الخَمر إمّا أن يُسكِرك، وإمّا أن يُنجِّسك. والموحد كبائع المسك إما أن يُحذِيَكَ، وإمّا أن يبيعَك، وإمّا أن تجدَ منه رائحةً طيبة.
المثل التاسع: المعطّل قد تخلّف عن سفينة النجاة، ولم يركبها، فأدركه الطوفان. والمشبّه قد انكسرت به في اللُّجّة، فهو يشاهد الغرَق بالعيَان. والموحّد قد ركِب سفينةَ نوح، وقد صاح به الرُّبّان: {ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [هود: 41].
المثل العاشر: مَنْهلُ المعطِّل كسراب بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، فرجع خاسئًا حسيرًا. ومشربُ المشبّه من ماء قد تغير طعمه ولونه وريحه بالنجاسة تغييرًا. ومشربُ الموحّد من كأس كان مزاجها كافورًا، عينًا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرًا.
وقد سميتها بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية وهذا حين الشروع في المحاكمة، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(المتن/17)
1 – حُكْمُ المَحَبَّةِ ثابتُ الأَركانِ … مَا لِلصُّدُودِ بِفَسْخِ ذاكَ يَدانِ
2 – أنَّى وقاضي الحُسْنِ نَفَّذَ حُكمَها … فَلِذَا أَقرَّ بِذلك الخَصْمانِ
3 – وأَتَتْ شُهودُ الوَصْلِ تَشْهدُ أَنّهُ … حَقًّا جَرَى في مَجْلسِ الإِحسانِ
4 – فَتأكَّد الحُكْمُ العَزِيزُ فَلَمْ يَجِدْ … فَسْخُ الوُشاةِ إلَيْهِ مِنْ سُلْطانِ
5 – ولأَجلِ ذا حُكْمُ العَذولِ تَداعَتِ الْـ … أَرْكَانُ مِنْهُ فَخَرَّ للأَرْكانِ
6 – وأتى الوشاةُ فَصَادَفُوا الحُكْمَ الذي … حَكَمُوا به مُتَيَقَّنَ البُطلانِ
7 – ما صادفَ الحُكمُ المَحَلَّ ولا هُوَ اسْـ … ــــتَوْفَى الشُّرُوطَ فَصارَ ذا بُطلانِ
8 – فلِذاكَ قَاضِي الحُسنِ أَثْبتَ مَحْضَرًا … بِفسَادِ حُكمِ الهَجْر والسُّلْوانِ
9 – وحَكَى لك الحُكْمَ المُحَالَ ونَقْضَه … فاسْمَعْ إذًا يا مَنْ لَهُ أُذنَانِ
10 – حَكَمَ الْوشَاةُ بغير ما بُرهانِ … أنَّ المحبَّةَ والصُّدودَ لِدانِ
11 – واللهِ ما هذا بِحُكْمٍ مُقْسِطٍ … أين الغرامُ وصَدُّ ذِي هِجرَانِ
12 – شَتَّان بَينَ الحالَتَيْن فَإنْ تُرِد … جَمْعًا فَما الضِّدَّانِ يَجْتَمعانِ
13 – يَا وَالِهًا هانَتْ عَلَيهِ نَفْسُهُ … إذْ بَاعَها غَبْنًا بِكلِّ هَوَانِ
14 – أتَبيعُ مَنْ تَهْواهُ نَفْسُك طائِعًا … بالصَّدِّ والتَّعذِيبِ والهِجْرانِ
(المتن/19)
15 – أجَهِلْتَ أوصافَ المَبِيعِ وقَدْرَهُ … أمْ كُنتَ ذَا جَهْلٍ بِذِي الأَثْمانِ
16 – واهًا لِقَلْبٍ لا يُفارِقُ طَيرُه الْـ … أَغْصانَ قائمةً على الكُثبانِ
17 – وَيظلُّ يشجَعُ فَوقَهَا ولغيرِه … منهَا الثِّمارُ وكلُّ قِطْفٍ دَانِ
18 – وَيبيتُ يَبْكِي والمُواصِلُ ضاحِكٌ … وَيَظَلُّ يَشْكُو وهْوَ ذُو شُكْرانِ
19 – هَذا ولو أنَّ الجَمَال معلَّقٌ … بالنَّجمِ هَمَّ إليهِ بالطَّيَرانِ
20 – للهِ زَائِرةٌ بلَيلٍ لَمْ تَخَفْ … عَسَسَ الأميرِ ومَرْصَدَ السَّجَّانِ
21 – قَطعتْ بِلادَ الشَّامِ ثُمَّ تَيمَّمَت … مِن أَرْضِ طَيْبَةَ مَطلِعَ الإِيمانِ
22 – وأتَتْ على وادِي العَقيقِ فَجاوزَتْ … مِيقَاتَهُ حِلًّا بِلَا نُكرانِ
23 – وأَتَتْ عَلى وَادِي الأَرَاكِ ولَمْ يَكنْ … قَصْدًا لَهَا فَأْلًا بأنْ سَتَراني
24 – وأتتْ على عَرَفَاتِ ثُم مُحسِّرٍ … وَمِنىً فَكم نَحَرَتْه من قُربَانِ
25 – وأتتْ على الجَمَراتِ ثُم تَيمَّمتْ … ذاتَ السُّتور وربَّةَ الأرْكانِ
26 – هذا وما طافَتْ ولا اسْتلَمَتْ ولا … رَمَتِ الجِمَارَ ولا سَعَتْ لِقِرَانِ
27 – وعَلَتْ على أَعْلَى الصَّفَا فَتَيمَّمتْ … دَارًا هُنَالِك للمحِبِّ العَاني
28 – أَتُرى الدَلِيلَ أعارَها أَثْوابَهُ … والرِيحَ أَعْطتْها مِنَ الخَفَقَانِ
29 – وَاللَّهِ لَو أنَّ الدَليلَ مكَانَها … ما كانَ ذلِكَ مِنهُ في إِمكَانِ
30 – هَذا ولَوْ سَارتْ مَسِيرَ الريحِ مَا … وَصَلتْ بِه لَيْلًا إلى نَعْمانِ
31 – سَارَتْ وكانَ دَلِيلَها فِي سَيْرِها … سَعْدُ السُعودِ وليسَ بالدَّبَرانِ
32 – [وَرَدَتْ جِفَارَ الدَمْع وهي غَزِيرَةٌ … فَلِذَاك مَا احتَاجَتْ وُرُودَ الضَّانِ]33 – وَعَلَتْ عَلَى مَتْنِ الهَوَى وتَزَوَّدَتْ … ذكْرَ الحَبيبِ ووصْلَهُ المتدَانِي
34 – وَعَدَتْ بِزَوْرَتِهَا فأَوْفَتْ بالّذي … وَعَدَتْ وكانَ بِمُلتَقَى الأجْفَانِ
35 – لَم تَفْجَأِ المُشْتاقَ إلا وهْي دا … خِلَةُ السُّتُورِ بِغَير مَا اسْتِئذانِ
36 – قالتْ وقدْ كَشَفَتْ نِقابَ الْحُسْنِ ما … بالصَبرِ لي عَنْ أنْ أَرَاكَ يَدانِ
37 – وَتحَدّثَتْ عِندِي حَديثًا خِلْتُه … صِدْقًا وقَد كَذَبتْ به العَينَانِ
(المتن/20)
38 – فَعَجِبتُ مِنهُ وقُلتُ من فَرَحِي بِهِ … طَمَعًا وَلكِنَّ المَنامَ دهَاني
39 – (إنْ كُنتِ كاذبةَ الذِي حَدَّثْتِني) … فَعَلَيكِ إثمُ الكاذِبِ الفتَّانِ
40 – جَهْمِ بنِ صفوانٍ وشيعتِه الأُلى … جَحدُوا صِفاتِ الخَالِق المنّانِ
41 – بَلْ عطَّلوا منهُ السَّماواتِ العُلَى … والعَرْشَ أَخْلَوهُ مِنَ الرَّحْمنِ
42 – ونَفَوْا كَلَامَ الرَّبِّ جلَّ جلَالُهُ … وقَضَوْا له بالخَلْقِ والحِدْثَانِ
43 – قَالُوا ولَيْسَ لربِّنَا سَمْعٌ وَلَا … بَصَرٌ وَلَا وَجْهٌ فَكَيف يَدانِ
44 – وكَذاكَ لَيسَ لِربِّنا مِنْ قُدرةٍ … وإرادةٍ أَو رحْمَةٍ وحَنَانِ
45 – كلَّا ولا وصْفٌ يقومُ به سِوَى … ذاتٍ مُجرَّدَةٍ بِغَيْرِ مَعَانِ
46 – وحياتُهُ هِيَ نفسُه وكلامُه … هوَ غَيرُهُ فاعْجَبْ لِذَا البُهْتانِ
47 – وَكَذاكَ قَالوا مَا لَهُ مِنْ خَلْقهِ … أحدٌ يَكونُ خلِيلَهُ النَّفْسَانِي
48 – وخَلِيلُهُ المُحْتَاجُ عِندَهُمُ وفِي … ذَا الوَصْفِ يَدْخلُ عَابِدُ الأَوْثَانِ
49 – فالكُلُّ مُفْتَقِرٌ إليهِ لِذاتِهِ … في أَسْرِ قَبضتِهِ ذليلٌ عانِ
55 – ولأَجلِ ذَا ضَحَّى بِجَعْدٍ خالِدُ الـ … ـقَسْرِيُّ يومَ ذَبائِحِ القُرْبَانِ
51 – إذْ قَالَ: إبْرَاهيمُ لَيْسَ خَليلَهُ … كَلَّا وَلَا مُوسى الكَليمَ الدَّانِي
52 – شكَرَ الضَّحِيَّةَ كُلُّ صَاحِبِ سُنَّةٍ … للهِ دَرُّكَ مِنْ أَخِي قُرْبَانِ
* * *
فصلٌ
53 – وَالعَبْدُ عنْدهُمُ فَلَيسَ بفَاعِلٍ … بَلْ فِعْلُه كَتَحرُّكِ الرَّجْفَانِ
54 – وهُبُوبِ رِيحٍ أو تَحرُّكِ نائِمٍ … وتَحَرُّكِ الأَشجارِ للمَيَلانِ
55 – وَاللهُ يُصْليهِ عَلى مَا لَيْس مِنْ … أفْعَالِهِ حَرَّ الحَمِيمِ الآنِي
56 – لكِنْ يُعاقِبُهُ عَلى أَفْعَالِهِ … فِيهِ تَعالَى اللهُ ذو الإحسَانِ
57 – وَالظُلْمُ عِندَهُمُ المُحَالُ لِذاتِهِ … أنَّى يُنزهُ عَنهُ ذو السُّلطانِ
(المتن/21)
58 – وَيكونُ مَدْحًا ذَلِكَ التَّنْزِيهُ مَا … هَذا بِمَعْقولٍ لدى الأذْهَانِ
* * *
فصلٌ
59 – وَكَذاكَ قَالُوا مَا لهُ مِنْ حِكْمَةٍ … هِي غَايةٌ لِلأَمْرِ والإِتْقَانِ
60 – مَا ثَمَّ غَيْرُ مشِيئةٍ قَدْ رجَّحَتْ … مِثْلًا عَلى مِثْلٍ بِلا رُجْحَانِ
61 – هَذا وَما تِلْكَ المَشِيئَةُ وصفَهُ … بَلْ ذَاتُهُ أو فِعْلُهُ قَولَانِ
62 – وَكَلَامُهُ مُذْ كانَ غَيْرًا كَانَ مَخْـ … ـلُوقًا لَهُ منْ جُمْلَةِ الأكْوَانِ
63 – قَالُوا وإقْرارُ العِبَادِ بأَنَّه … خلَّاقُهم هُوَ مُنْتَهَى الإيْمَانِ
64 – وَالنَّاسُ فِي الإيمَانِ شَيْءٌ وَاحِدٌ … كَالمُشطِ عنْدَ تَمَاثُلِ الأسْنانِ
65 – فَاسْألْ أبَا جَهْلٍ وَشيعَتَهُ وَمَنْ … وَالَاهُمُ مِنْ عَابِدي الأوْثانِ
66 – وسَلِ اليَهودَ وكُلَّ أَقْلَفَ مُشْرِكٍ … عَبَدَ المَسِيحَ مُقَبِّلَ الصُّلْبَانِ
67 – واسْأَلْ ثَمُودَ وَعادَ بَلْ سَلْ قَبْلَهُمْ … أعْدَاءَ نُوحٍ أُمّةَ الطُّوفَانِ
68 – واسْألْ أَبَا الجِنِّ اللعِينَ أَتَعْرِفُ الـ … ـخلَّاقَ أَمْ أَصْبَحْتَ ذَا نُكْرانِ
69 – واسألْ شِرَارَ الخَلْقِ أَعْنِي أُمَّةً … لُوطِيَّة هُمْ ناكِحُو الذُكْرَانِ
70 – واسألْ كَذاكَ إمَامَ كُلِّ مُعَطِّلٍ … فِرعَونَ مَعْ قَارُونَ مَعْ هَامَانِ
71 – هلْ كانَ فِيهِمْ مُنكرٌ لِلْخالِقِ الرَّ … بِّ العَظيمِ مُكوِّنِ الأَكْوانِ
72 – فَلْيُبْشِرُوا مَا فِيهِمُ مِنْ كافِرٍ … همْ عنْدَ جَهمٍ كَامِلو الإيمانِ
* * *
فصلٌ
73 – وَقَضَى بِأَن اللهَ كانَ مُعطَّلًا … والفِعلُ مُمتَنِعٌ بِلَا إمْكَانِ
74 – ثُمَّ اسْتحَالَ وصَارَ مَقْدُورًا لَهُ … مِنْ غَيْرِ أَمْرٍ قَامَ بالدَّيَّانِ
(المتن/22)
75 – بَل حَالُهُ سُبحَانَهُ فِي ذَاتِهِ … قبْلَ الحُدُوثِ وَبَعْدَهُ سِيَّانِ
76 – وَقَضَىَ بِأَن النَّارَ لَم تُخلَقْ وَلا … جَنَّاتُ عَدْنٍ بَلْ هُمَا عَدَمَانِ
77 – فَإذَا هُمَا خُلِقَا لِيَومِ مَعادِنَا … فَهُمَا عَلى الأَوْقَاتِ فانِيَتَانِ
78 – وَتَلَطَّفَ العَلَّافُ مِنْ أَتْبَاعِهِ … فأَتى بضُحْكَةِ جاهلٍ مَجَّانِ
79 – قَالَ: الفَناءُ يَكونُ في الحَرَكاتِ لَا … فِي الذَّاتِ واعجَبَا لِذَا الهَذَيانِ
80 – أَيَصِيرُ أَهْلُ الخُلْدِ فِي جَنَّاتِهمْ … وجَحِيمِهِمْ كَحِجَارَةِ البُنْيَانِ
81 – مَا حَالُ مَنْ قَدْ كَانَ يَغْشَى أَهلَهُ … عِنْدَ انْقِضَاءِ تَحَرُّك الحَيَوانِ
82 – وَكَذاكَ مَا حَالُ الذي رفَعَتْ يَدَا … هُ أُكْلَةً مِنْ صَحْفَةٍ وخِوَانِ
83 – فَتَنَاهتِ الحَرَكَاتُ قَبلَ وصُولِهَا … لِلْفَم عِنْدَ تَفَتُّحِ الأَسْنَانِ
84 – وكذاكَ ما حَالُ الذِي امتَدَّتْ يَدٌ … مِنْهُ إلى قِنْوٍ مِنَ القِنْوانِ
85 – فتَنَاهَتِ الحَرَكَاتُ قَبلَ الأخْذِ هلْ … يَبْقَى كذلِكَ سَائِرَ الأزْمَانِ
86 – تَبًّا لِهَاتِيكَ العُقُولِ فَإنَّها … واللهِ قد مُسِخَتْ عَلى الأَبْدانِ
87 – تَبًّا لِمَنْ أضْحَى يُقَدِّمُهَا على الْـ … آثارِ والأَخبَارِ والقُرآنِ
* * *
فصلٌ
88 – وَقَضَى بِأنَّ اللهَ يَجْعلُ خَلْقَهُ … عَدَمًا وَيقْلِبُه وُجُودًا ثَاني
89 – العَرْشُ والكُرْسِيُّ والأَرْوَاحُ والْـ … أَمْلاكُ والأَفْلاكُ والقَمرَانِ
90 – والأَرْضُ والبَحْرُ المُحِيطُ وسَائرُ الْـ … أكوانِ منْ عَرَضٍ ومِنْ جُثْمَانِ
91 – كُلٌّ سَيُفْنِيهِ الْفَنَاءَ المَحْضَ لَا … يَبْقَى لَهُ أَثَرٌ كَظِلٍّ فَانِ
92 – ويُعِيدُ ذَا المَعْدومَ أَيضًا ثانيًا … مَحْضَ الوُجُودِ إعَادَةً بِزَمَانِ
93 – هَذَا المعَادُ وَذَلِكَ المَبْدَا لَدَى … جَهْمٍ وقَدْ نَسَبُوهُ لِلْقْرآنِ
94 – هَذا الذِي قادَ ابنَ سِينَا والأُلى … قَالُوا مَقَالتَهُ إِلى الكُفْرانِ
(المتن/23)
95 – لم تَقْبلِ الأذْهانُ ذَا وَتَوَهَّمُوا … أنَّ الرَّسُولَ عَنَاهُ بالإيمَانِ
96 – هَذَا كِتَابُ اللهِ أنَّى قَالَ ذَا؟ … أوْ عَبْدُه المَبْعوثُ بالبُرْهَانِ؟
97 – أوْ صَحْبُه مِنْ بَعْدِه أو تَابِعٌ … لَهُمُ عَلى الإِيمَانِ والإِحْسَانِ؟
98 – بَلْ صَرّحَ الوَحْيُ المُبِيْنُ بأَنَّهُ … حقًّا مُغيِّرُ هذِه الأكْوانِ
99 – فيُبَدِّلُ اللهُ السَّمَاواتِ العُلَى … والأَرْضَ أيْضًا ذَانِ تَبْدِيلانِ
100 – وهُما كتبديلِ الجُلودِ لِساكِني النَّـ … ـيرانِ عندَ النُّضجِ مِن نِيرَانِ
101 – وَكَذَاكَ يَقْبِضُ أرضَه وَسَمَاءَه … بِيدَيْهِ ما العَدَمانِ مَقبُوضَانِ
102 – وتُحدِّثُ الأرضُ التي كُنَّا بِها … أخبارَها في الحَشرِ للرّحمنِ
103 – وتَظَلُّ تَشهدُ وَهْيَ عَدْلٌ بالذي … من فوقِهَا قد أحدَث الثَّقَلانِ
104 – أَفَيَشْهَدُ العَدمُ الذي هُو كاسْمِهِ … لَا شيءَ، هَذَا ليْسَ في الإمكانِ
105 – لَكِنْ تُسَوَّى ثم تُئسَطُ ثم تَشْـ … ـهَدُ ثم تُبْدَلُ وَهْيَ ذاتُ كِيانِ
106 – وتُمَدُّ أيضًا مثلَ مَدِّ أدِيمِنَا … مِنْ غيرِ أوْدِيَةٍ ولا كُثْبَانِ
107 – وتَقِيءُ يَومَ العَرْض ذا أكْبَادَهَا … كالأُسْطُوَانِ نفائسَ الأثْمَانِ
108 – كلٌّ يَرَاهُ بِعَينِهِ وعِيَانِهِ … مَا لامْرئٍ بالأخْذِ منْه يَدانِ
109 – وَكَذَا الجِبَالُ تُفَتُّ فتًّا مُحْكَمًا … فَتَعودُ مِثْلَ الرملِ ذِي الكُثْبانِ
110 – وتَكُونُ كَالعِهْنِ الَّذِي أَلْوَانُهُ … وَصِبَاغُهُ منْ سَائِر الألْوَانِ
111 – وتُبَسُّ بسًّا مثْلَ ذَاكَ فَتنْثَنِي … مثْلَ الهَبَاءِ لِنَاظِر الإِنسَانِ
112 – وَكَذَا البحَارُ فإنَّها مَسْجُورَةٌ … قَدْ فُجِّرتْ تَفْجِيرَ ذِي سُلْطانِ
113 – وَكَذَلِك القَمَرانِ يأذَنُ ربُّنَا … لهُمَا فيجْتَمِعَانِ يلتَقِيَانِ
114 – هَذِي مكوَّرَةٌ وَهَذَا خَاسِفٌ … وَكِلَاهُمَا فِي النَّار مَطْروحَانِ
115 – وَكَوَاكِبُ الأفْلَاكِ تُنثَرُ كُلُّهَا … كَلاَلئٍ نُثِرَتْ عَلَى مَيْدانِ
116 – وكَذا السَّمَاءُ تُشَقُّ شَقًّا ظَاهِرًا … وَتَمُورُ أَيْضًا أيَّمَا مَوَرَانِ
117 – وتصيرُ بعدَ الانشِقَاقِ كَمثلِ هـ … ـذَا المُهْلِ أو تَكُ وردةً كَدِهانِ
(المتن/24)
118 – والعرشُ والكُرسيُّ لا يُفْنِيهمَا … أيْضًا وإنَّهُما لَمخْلُوقَانِ
119 – والحُورُ لا تَفْنَى كَذلِكَ جَنَّةُ الْـ … ـمأْوَى ومَا فِيهَا مِنَ الوِلْدَانِ
120 – ولأَجْلِ هَذَا قَالَ جَهْمٌ إنَّهَا … عَدَمٌ ولمْ تُخْلَقْ إلى ذَا الآنِ
121 – والأنبياءُ فإنَّهُمْ تَحْتَ الثَّرَى … أجسَامُهُمْ حُفِظَتْ منَ الدَّيدَانِ
122 – ما لِلبلَى بلحُومِهِمْ وجُسُومِهِمْ … أبَدًا وَهُم تَحْتَ التُّرَابِ يَدَانِ
123 – وَكَذاكَ عَجْبُ الظَّهْرِ لَا يَبلى بَلَى … مِنْهُ تُركَّبُ خِلْقَةُ الإنسانِ
124 – وكَذَلِكَ الأرْوَاحُ لَا تَبْلَى كَمَا … تَبْلَى الجُسُومُ ولَا بِلَى اللُّحْمَانِ
125 – ولأجْلِ ذَلِكَ لم يُقِرّ الجَهْمُ بالْ … أرْوَاحِ خَارجَةً عنْ الأَبْدَانِ
126 – لكِنَّها مِنْ بَعْضِ أعْراضٍ بِهَا … قَامَتْ وَذا في غَايَةِ البُطْلَانِ
127 – فالشَّأنُ للأرواح بعدَ فِراقِها … أبدانَنا واللهِ أعظمُ شَانِ
128 – إمَّا عَذابٌ أوْ نَعيمٌ دَائمٌ … قَدْ نُعِّمتْ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ
129 – وتصيرُ طَيْرًا سَارحًا مع شَكْلِهَا … تَجْنِي الثِّمَارَ بجَنَّةِ الحَيَوانِ
130 – وتظَلُّ واردةً لأنْهارٍ بهَا … حَتَّى تَعُودَ لِذَلك الجُثْمَانِ
131 – لَكنَّ أرْوَاحَ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا … فِي جَوْفِ طَيْرٍ أخْضَرٍ رَيَّانِ
132 – فَلهُمْ بذَاكَ مزيَّةٌ في عَيشِهِمْ … وَنَعِيمُهمْ للرُوحِ والأبْدانِ
133 – بَذَلُوا الجُسُومَ لربِّهم فأعَاضَهُمْ … أجسامَ تلكَ الطيرِ بالإحْسانِ
134 – وَلهَا قَناديلٌ إِلَيْهَا تَنْتَهِي … مَأوىً لَهَا كمسَاكِنِ الإنْسَانِ
135 – فالرُّوحُ بعدَ الموتِ أكملُ حالةً … منهَا بهَذِي الدَّارِ في جُثْمَانِ
136 – وَعَذَابُ أشقَاهَا أشَدُّ مِنَ الَّذِي … قَدْ عايَنتْ أبصَارُنَا بعِيَانِ
137 – والقائلُونَ بِأنَّها عَرَضٌ أبَوْا … ذَا كلَّه تبًّا لِذِي نُكْرانِ
138 – وإذا أرَادَ اللهُ إخْرَاجَ الوَرَى … بَعْدَ الْمَمَات إلَى المعادِ الثَّانِي
139 – أَلقَى على الأرْضِ التي هُمْ تَحتَها … وَاللهُ مقتَدِرٌ وذُو سُلطانِ
140 – مطرًا غليظًا أبيضًا متتابِعًا … عَشْرًا وعشرًا بعدَها عَشْرَانِ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(المتن/25)
141 – فتظلُّ تَنبُتُ منهُ أجسامُ الوَرَى … وَلحُومهُمْ كمنابِتِ الرَّيحانِ
142 – حَتَّى إذَا مَا الأمُّ حَانَ وِلَادُهَا … وتمخَّضَتْ فَنِفَاسُهَا مُتَدَانِ
143 – أَوْحَى لها ربُّ السَّما فتشقَّقتْ … فَبدَا الجَنينُ كأكملِ الشُّبَّانِ
144 – وتخلَّتِ الأمُّ الوَلودُ وأخرَجَتْ … أثْقَالَها أُنْثَى ومِنْ ذُكْرَانِ
145 – واللهُ ينشِئُ خَلْقَهُ فِي نَشْأةٍ … أخْرَى كَمَا قَدْ قَالَ في الفُرقانِ
146 – هَذَا الَّذِي جَاءَ الكتابُ وَسنةُ الـ … ـهَادِي بهِ فاحْرِصْ عَلَى الإيمَانِ
147 – مَا قَالَ إنَّ اللهَ يُعْدِمُ خَلْقَهُ … طُرًّا كَقَولِ الجَاهلِ الحيرانِ
* * *
فصلٌ
148 – وَقَضَى بِأنَّ اللهَ لَيْسَ بفَاعِلٍ … فعْلًا يَقومُ بِهِ بِلا برهَانِ
149 – بَلْ فِعْلُه المفعُولُ خارجَ ذاتِهِ … كَالْوَصْفِ غيرِ الذَّاتِ في الحُسْبانِ
150 – وَالجَبرُ مَذْهَبُهُ الَّذِي قَرَّتْ بهِ … عَيْنُ العُصَاةِ وشيعةِ الشَّيطانِ
151 – كانُوا على وَجَلٍ من العِصْيانِ إذْ … هوَ فِعلهُم والذَّنْبُ للإِنسَانِ
152 – واللَّومُ لا يعْدُوه إذ هو فَاعلٌ … بإرادةٍ وَبِقُدْرةِ الحيَوَانِ
153 – فأراحَهُمْ جهمٌ وشِيعَتُه مِنَ اللَّـ … ـومِ العَنيفِ ومَا قَضَوْا بأمَانِ
154 – لكنَّهمْ حَمَلوا ذُنُوبَهُمُ عَلَى … رَبِّ العِبَادِ بِعزَّةٍ وأمَانِ
155 – وتبرَّؤُوا مِنْها وقالُوا إنَّهَا … أفْعَالُهُ مَا حيلَةُ الإنْسَانِ
156 – مَا كَلَّفَ الجبَّارُ نفسًا وُسْعَها … أنَّى وَقَدْ جُبِلَتْ عَلَى العِصْيَانِ
157 – وَكَذا عَلَى الطَّاعاتِ أيضًا قَدْ غَدتْ … مَجبُورةً فَلَهَا إذًا جَبْرَانِ
158 – وَالعَبْدُ في التَّحْقيقِ شِبْهُ نَعَامَةٍ … قَدْ كُلِّفتْ بالحَمْلِ وَالطيَرا
159 – إذْ كَانَ صُورَتُها تَدُلُّ عَلَيْهِمَا … هَذَا وَلَيْسَ لَهَا بِذَاكَ يَدَانِ
160 فلِذَاكَ قَال بأنَّ طَاعَاتِ الوَرَى … وَكَذَاكَ مَا فَعَلُوهُ منْ عِصْيا
(المتن/26)
161 – هِيَ عَينُ فِعْلِ الربِّ لَا أفْعَالُهُمْ … فَيصِحُّ عَنْهُمْ عِنْدَ ذَا نَفْيا
162 – نَفْيٌ لِقُدْرتِهِمْ عَلَيْهَا أوَّلًا … وَصدورِهَا مِنْهُمْ بِنَفْيٍ ثَانِ
163 – فَيقالُ مَا صَامُوا ولَا صَلَّوْا وَلَا … زَكَّوْا ولَا ذَبَحُوا مِنَ القُرْبَانِ
164 – وَكَذَاكَ مَا شرِبُوا ومَا قَتَلُوا وَلا … سَرَقُوا وَلَا فِيهِمْ غَوِيٌّ زَانِ
165 – وَكذاكَ لم يأتُوا اخْتِيارًا مِنْهُمُ … بالكُفْرِ والإسْلامِ والإيْمَانِ
166 – إلَّا عَلَى وجْهِ المَجازِ لأنَّهَا … قَامَتْ بِهِمْ كالطَّعْمِ والألْوَانِ
167 – جُبِرُوا عَلَى ما شَاءَهُ خَلَّاقُهمْ … مَا ثَمَّ ذُو عَوْنٍ وَغَيْرُ مُعَانِ
168 – الكلُّ مَجْبُورٌ وَغَيْرُ ميَسَّرٍ … كَالْمَيتِ أُدْرجَ داخلَ الأكْفَانِ
169 – وَكَذَاكَ أفْعَالُ المهَيْمنِ لَمْ تَقُمْ … أيْضًا بِهِ خَوْفًا مِنَ الحَدَثَانِ
170 – فَإذَا جَمعْتَ مَقَالَتَيْهِ أنْتَجَا … كَذِبًا وزُورًا واضِحَ البُهْتَانِ
171 – إذ لَيْسَتِ الأَفْعَالُ فِعْلَ إلهنَا … وَالرَّبُّ لَيْسَ بِفَاعِلِ العِصْيَانِ
172 – فَإذَا انْتَفَتْ صفَةُ الإلهِ وَفِعْلُه … وَكَلَامُهُ وفعَائِلُ الإنْسَانِ
173 – فهُنَاكَ لَا خَلْقٌ وَلَا أمْرٌ وَلَا … وَحْيٌ وَلَا تَكْلِيفُ عَبْدٍ فَانِ
174 – وَقَضَى عَلَى أسْمَائِه بحُدوثِهَا … وبِخَلْقِهَا مِنْ جُمْلَةِ الأَكْوَانِ
175 – فَانظُرْ إلَى تعطِيلهِ الأوْصَافَ وَالْـ … أفْعَالَ وَالأَسْمَاءَ للرحمنِ
176 – مَاذَا الذِي في ضِمْنِ ذا التَّعطِيل مِنْ … نَفْيٍ ومنْ جَحدٍ ومنْ كُفْرَانِ
177 – لَكنَّه أبْدَى المَقَالَة هَكَذَا … فِي قَالَبِ التَّنْزِيهِ لِلرحمنِ
178 – وآتَى إلَى الكفرِ العَظِيمِ فصَاغَهُ … عِجْلًا ليفتِنَ أُمّةَ الثِّيرَانِ
179 – وَكسَاهُ أنْوَاعَ الجواهِرِ والحُلي … منْ لُؤلؤ صَافٍ ومنْ عِقْيانِ
180 – فرآهُ ثِيرانُ الوَرَى فأصابَهُمْ … كَمُصَابِ إخْوَتِهِمْ قَديمَ زَمَانِ
181 – عِجْلَانِ قَدْ فَتَنَا العِبَادَ: بصوْتِهِ … إحْدَاهُمَا وبحَرفِهِ ذَا الثَّاني
182 – والنَّاسُ أكثرُهُم فأهْلُ ظَوَاهِرٍ … تَبْدُو لَهمْ ليْسُوا بأهْلِ مَعَانِ
183 – فهُمُ القُشورُ وبالقُشورِ قِوَامُهُم … وَاللُّبُّ حظُّ خُلَاصَةِ الإنْسَانِ
(المتن/27)
184 – وَلِذَا تقسَّمَتِ الطوَائِفُ قَولَهُ … وتوارَثُوهُ إِرْثَ ذِي السُّهْمَانِ
185 – لَمْ يَنْجُ مِنْ أقوَالِه طُرًّا سِوَى … أَهلِ الحَدِيثِ وشِيْعةِ القرآنِ
186 – فتبرَّؤوا منهَا براءةَ حَيْدَرٍ … وَبَرَاءةَ المَوْلُودِ منْ عِمْرانِ
187 – مِنْ كُلِّ شِيعِيٍّ خَبِيثٍ وَصْفُهُ … وَصْفُ اليهُودِ مُحَلِّلي الْحِيتَانِ
* * *
فصلٌ في مقدمةٍ نافعةٍ قبلَ التَّحكيمِ
188 – يَأَيُّهَا الرجلُ المُريدُ نَجَاتَهُ … اِسْمَعْ مَقَالَةَ نَاصِحٍ مِعْوَانِ
189 – كُنْ في أمورِك كلِّها متمسّكًا … بالوَحْي لَا بزخَارفِ الهَذَيانِ
190 – وَانْصُرْ كِتَابَ اللهِ والسُّنَنَ الَّتي … جَاءتْ عَنِ المبْعُوثِ بالفُرْقَانِ
191 – وَاضرِبْ بِسيفِ الوحْيِ كلَّ مُعَطِّلٍ … ضرْبَ المُجاهِدِ فَوْقَ كُلِّ بَنَانِ
192 – واحمِلْ بعزْمِ الصِّدْقِ حَمْلةَ مُخْلِصٍ … متَجرِّدٍ لِلَّه غَيْرِ جَبَانِ
193 – وَاثبُتْ بِصبرِكَ تَحْتَ أَلْوِيَة الهُدَى … فإذَا أُصِبْتَ فَفِي رضَا الرحمنِ
194 – واجْعَل كِتَابَ اللهِ والسُّنَنَ الَّتِي … ثَبتَتْ سِلَاحَكَ ثمَّ صِحْ بجَنانِ
195 – مَنْ ذَا يُبارِزُ فلْيقدِّمْ نفسَهُ … أوْ مَنْ يسَابِقْ يَبْدُ فِي الميْدَانِ
196 – واصدَعْ بِمَا قَالَ الرَّسُولُ وَلَا تَخَفْ … مِنْ قلَّةِ الأَنْصَارِ وَالأعْوَانِ
197 – فالله نَاصرُ دينِهِ وكتَابِهِ … واللهُ كَافٍ عَبْدَه بأَمَانِ
198 – لَا تَخشَ مِن كَيْدِ العدُوِّ ومكرِهِمْ … فقتَالُهُمْ بالكِذْبِ والبُهْتَانِ
199 – فجُنودُ أتْبَاعِ الرَّسُولِ ملائِكٌ … وَجنودُهُمْ فعَسَاكِرُ الشَّيْطَانِ
200 – شَتَّانَ بَينَ العسْكَرينِ فَمنْ يَكُنْ … مُتحَيِّزًا فَلْينظُرِ الفئَتَانِ
201 – واثْبُتْ وقَاتِلْ تَحتَ رَاياتِ الهُدى … واصبِرْ فنصرُ اللهِ رَبِّك دَانِ
(المتن/28)
202 – وَاذْكُرْ مَقاتِلَهُمْ لفُرسَانِ الهُدى … لِلَّه دَرُّ مَقاتِلِ الفُرسَانِ
203 – وادْرَأْ بِلفظِ النَّصِّ فِي نَحْرِ العِدَا … وارجُمْهُمُ بثَواقِبِ الشُّهْبَانِ
204 – لَا تَخشَ كَثْرَتَهُم فهمْ هَمَجُ الوَرَى … وذُبابُه أَتَخافُ مِنْ ذِبَّانِ
205 – واشْغَلْهُمُ عنْدَ الجِدَالِ ببعْضِهِمْ … بعضًا فَذَاكَ الْحَزْمُ للْفُرسَانِ
206 – وإِذا هُمُ حَمَلُوا عَلَيْكَ فَلَا تَكُنْ … فَزِعًا لِحَمْلَتِهِمْ وَلَا بجَبَانِ
207 – وَاثبُتْ وَلَا تحمِلْ بِلَا جُنْدٍ فَما … هَذَا بمحْمُودٍ لدَى الشُّجْعَانِ
208 – فإذَا رأيتَ عِصَابَةَ الإسْلامِ قَدْ … وَافَتْ عسَاكِرُهَا مَعَ السُّلْطَانِ
209 – فهنَاكَ فاخْتَرِقِ الصُّفُوفَ وَلَا تَكُنْ … بالعَاجِزِ الوَانِي وَلَا الفَزْعَانِ
210 – وتعرَّ منْ ثوبَيْنِ مَنْ يَلبَسْهُما … يَلْقَ الرَّدَى بمذمَّةٍ وهَوَانِ
211 – ثوبٌ من الجهْلِ المركَّبِ فَوْقَهُ … ثَوبُ التعَصُّب بئْسَتِ الثَّوبَانِ
212 – وتَحَلَّ بالإنْصَافِ أفْخرِ حُلَّةٍ … زِينَتْ بهَا الأعطافُ والكَتِفَانِ
213 – واجعَلْ شعارَكَ خشيةَ الرَّحمنِ مَعْ … نُصْحِ الرَّسُولِ فحَبَّذا الأمْرَانِ
214 – وتَمَسَّكَنَّ بِحَبْلِهِ وَبِوَحْيِهِ … وتَوَكَّلَنَّ حَقيقَةَ التُّكْلَانِ
215 – فالحَقُّ وَصْفُ الرَّبِّ وَهْوَ صِراطُهُ الىـ … ـهَادِي إِلَيْهِ لصَاحِبِ الإيمَانِ
216 – وهُوَ الصِّراطُ عَلَيْهِ رَبُّ العَرْشِ أَيْ … ضًا ذِا وَذَا قَدْ جَاءَ فِي الْقرْآنِ
217 – والحَقُّ منْصُورٌ ومُمْتَحَنٌ فَلَا … تَعْجَبْ فهَذِي سنَّةُ الرَّحمنِ
218 – وَبِذَاكَ يظهرُ حِرْبُهُ مِنْ حَرْبِهِ … وَلأجْل ذَاكَ النَّاسُ طَائِفَتَانِ
219 – ولأجْلِ ذَاكَ الحربُ بَيْنَ الرُّسْلِ وَالْـ … ـكُفَّارِ مُذْ قَامَ الوَرَى سَجْلانِ
220 – لكنَّمَا العُقْبَى لأهْلِ الحَقِّ إنْ … فَاتَتْ هُنَا كَانَتْ لَدَى الدَّيَّانِ
221 – واجعَلْ لقلْبِكَ هِجْرَتَينِ وَلَا تَنَمْ … فهُما عَلَى كلِّ امْرِئٍ فَرْضانِ
222 – فالهِجْرةُ الأُولى إلَى الرَّحْمنِ بالْـ … إِخلَاصِ فِي سِرٍّ وفِي إعْلَانِ
223 – فالقصدُ وجهُ الله بالأقْوَالِ والْـ … أعْمالِ والطاعَاتِ والشُّكْرَانِ
224 – فبِذاكَ ينْجُو العَبْدُ منْ إشْراكِهِ … ويصيرُ حقًّا عَابدَ الرَّحمنِ
(المتن/29)
225 – والهِجرةُ الأخْرَى إلى المبعوثِ بالـ … ـحَقِّ المُبينِ وواضحِ البُرْهَانِ
226 – فيَدورُ معْ قَوْلِ الرَّسُول وفعْلِه … نفيًا وإثباتًا بِلَا رَوَغانِ
227 – ويُحكِّمُ الوحيَ المُبينَ عَلى الَّذِي … قَالَ الشيوخُ فعندهُ حَكَمَانِ
228 – لَا يحْكُمانِ بباطِلٍ أبدًا وكلُّ م … العدلِ قَدْ جَاءتْ بِهِ الحَكَمانِ
229 – وهُما كِتَابُ اللهِ أعْدلُ حاكمٍ … فِيهِ الشِّفا وهدايةُ الحيْرَانِ
230 – والحَاكِمُ الثاني كلامُ رسولِهِ … مَا ثَمَّ غيرْهما لِذي إيمَانِ
231 – فإذا دَعَوْكَ لغَيرِ حُكمِهِما فَلا … سَمْعًا لِدَاعِي الكُفْرِ والعِصْيانِ
232 – قُلْ: لَا كرامةَ لَا وَلَا نُعْمَى وَلَا … طَوْعًا لِمنْ يَدْعُو إِلَى طُغْيَانِ
233 – وإذا دُعِيتَ إلَى الرَّسُولِ فَقلْ لهُمْ … سَمعًا وطَوعًا لسْتُ ذَا عِصْيانِ
234 – وإذا تكَاثَرتِ الخُصُومُ وصيَّحُوا … فاثبُتْ فصَيْحَتُهم كَمِثلِ دُخانِ
235 – يَرْقَى إِلَى الأوْجِ الرَّفِيع وَبعْدَه … يَهوِي إِلَى قَعْرِ الحَضِيضِ الدَّانِي
236 – هَذَا وَإنّ قِتَالَ حزبِ اللهِ بالْـ … أَعْمَالِ لَا بكتَائِبِ الشُّجْعَانِ
237 – واللهِ مَا فتَحُوا البلَادَ بكثرةٍ … أنَّى وأعدَاهُمْ بِلَا حُسْبَانِ
238 – وَكَذَاكَ مَا فَتحُوا القلوبَ بهذِهِ الْـ … آراءِ بَلْ بالعلْمِ والإيمَانِ
239 – وشَجَاعَةُ الفُرْسَانِ نَفسُ الزُّهْدِ في … نَفْسٍ وذَا مَحْذُورُ كُلِّ جَبَانِ
240 – وشَجَاعَةُ الحُكّامِ والعُلَماءِ زُهْـ … ـدُ فِي الثَّنَا مِنْ كلِّ ذِي بُطلَانِ
241 – فإذا هُما اجْتَمَعَا لِقلْبٍ صَادِقٍ … شَدَّتْ ركائبُهُ إلَى الرَّحمنِ
242 – واقصِدْ إلَى الأقْرَانِ لَا أطْرَافِهَا … فالعِزُّ تَحْتَ مَقَاتِلِ الأَقْرانِ
243 – واسمَعْ نَصِيحةَ مَنْ لهُ خُبْرٌ بمَا … عند الورَى مِنْ كَثْرة الجَوَلَانِ
244 – مَا عِنْدَهُمْ واللهِ خَيْرٌ غَيرَ مَا … أخَذُوهُ عمَّنْ جَاءَ بالقُرْآنِ
245 – والكُلُّ بَعدُ فبِدْعةٌ أو فِرْيةٌ … أوْ بحثُ تشْكِيكٍ ورأيُ فُلَانِ
246 – فاصْدَعْ بأمرِ اللهِ لَا تَخْشَ الورَى … في الله واخْشَاهُ تَفُزْ بأمَانِ
247 – واهجُرْ وَلَوْ كُلَّ الورى فِي ذاتِهِ … لَا فِي هَوَاك ونَخْوةِ الشَّيطَانِ
(المتن/30)
248 – واصبِرْ بغَيرِ تَسَخُّطٍ وَشِكَايَةٍ … واصفَحْ بغيْرِ عِتَابِ مَنْ هُوَ جَانِ
249 – واهجُرهُمُ الهَجرَ الجَميلَ بِلَا أذىً … إنْ لَمْ يكنْ بدٌّ مِنَ الهِجْرانِ
250 – وانظُرْ إلَى الأقدَارِ جَارِيَةً بِمَا … قَدْ شَاءَ مِنْ غَيٍّ وَمِنْ إيمَانِ
251 – واجعَلْ لقلْبِكَ مُقْلَتين كِلاهُما … بالحَقِّ فِي ذَا الخَلقِ باصرتَانِ
252 – فانظُرْ بِعَينِ الحُكْمِ وارحَمْهُم بِهَا … إذْ لَا تُرَدُّ مشيِئَةُ الدَّيَّانِ
253 – وانظُرْ بعينِ الأمْرِ واحْمِلْهُمْ عَلَى … أَحْكَامِهِ فَهُمَا إذًا نَظَرانِ
254 – واجْعَلْ لوجْهِكَ مُقْلَتينِ كِلاهُما … مِنْ خَشيْةِ الرحمنِ بَاكيتانِ
255 – لَوْ شاء رَبُّكَ كُنتَ أيْضًا مِثلَهمْ … فالقلبُ بين أَصابعِ الرَحمنِ
256 – واحذَرْ كَمائنَ نفسِكَ اللَّاتي مَتَى … خرجتْ عَليكَ كُسِرتَ كَسرَ مُهانِ
257 – وإذا انتصرتَ لها تكونُ كَمنْ بَغَى … طَفْيَ الدُّخانِ بمُوقَدِ النِّيرانِ
258 – واللهُ أخْبرَ وَهْوَ أصدقُ قَائِلٍ … أنْ ليسَ يَنصرُ عَبْدَهُ بأمَاني
259 – مَن يعملِ السُوأى سُيجزَى مِثلَها … أو يعملِ الحُسنى يَفُزْ بجِنَانِ
260 – هَذِي وَصِيّةُ نَاصِحٍ ولِنفْسِهِ … وَصَّى وبعدُ لِسائرِ الإِخْوَانِ
* * *
فصلٌ وهذا أوَّلُ عقدِ مجلسِ التَّحكيمِ
261 – فاجلِسْ إذًا فِي مَجلسِ الحَكَمَيْنِ لِلرّ … حْمنِ لا لِلنَّفْسِ والشَّيطانِ
262 – إحداهُما النقلُ الصحيحُ وبَعدَه الـ … ـعَقلُ الصَّريحُ وفِطرةُ الرحمنِ
263 – واحكُمْ إذًا فِي رُفْقةٍ قَدْ سافروا … يَبغُونَ فاطرَ هَذِهِ الأكوانِ
264 – فترافقُوا فِي سَيْرِهمْ وتفارقُوا … عِند افتراقِ الطُّرْقِ بالحَيْرانِ
265 – فأتَى فَريقٌ ثُم قَالَ وجدتُه … هَذَا الوجودَ بِعَينِهِ وَعِيَانِ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(المتن/31)
266 – مَا ثَمَّ مَوجُودٌ سِواهُ وإنَما … غَلِطَ اللّسانُ فقالَ موجُودانِ
267 – فهُو السَّماءُ بعينِها ونجُومُها … وكذلِكَ الأفلاكُ والقَمرانِ
268 – وهُو الغَمامُ بِعَينِه والثَلجُ والْـ … أمْطارُ مَعْ بَرَدٍ ومَعْ حُسْبَانِ
269 – وهُو الهواءُ بِعينِه والماءُ وَالتُّـ … ـرْبُ الثقيلُ وَنَفسُ ذِي النِّيرانِ
270 – هَذي بَسائطُه ومنهُ تركَّبتْ … هَذي المَظَاهِرُ مَا هُنا شَيئانِ
271 – وَهُو الفقِيرُ لها لأجلِ ظهُورهِ … فِيهَا كفَقْرِ الروحِ لِلأبدانِ
272 – وهِي الَّتي افتقرَتْ إِلَيهِ لأنه … هُوَ ذاتُها ووُجودُها الحَقَّانِي
273 – وتَظلُّ تلبَسُهُ وتَخلَعُهُ وذَا الْـ … إيجادُ والإعدامُ كُلَّ أوَانِ
274 – ويَظلُّ يَلبَسُها وَيخلَعُها وَذَا … حُكمُ المَظاهِرِ كَيْ يُرَى بِعيانِ
275 – وَتكَثُّرُ المَوجودِ كالأعضاءِ في الْـ … ـمَحسوسِ مِنْ بَشَرٍ ومِنْ حَيَوانِ
276 – أوْ كالقُوى في النَّفْسِ ذلِك وَاحدٌ … متكثِّرٌ قَامتْ بِهِ الأمْرانِ
277 – فَيَكونُ كُلًّا هذِه أجزَاؤه … هَذِي مَقالةُ مُدَّعي العِرفانِ
278 – أو أنَّها كَتَكثُّرِ الأنواعِ فِي … جِنْسٍ كَما قالَ الفَريقُ الثَّاني
279 – فيكونُ كلِّيًّا وجزئيَّاتُه … هَذَا الوجُودُ فهذِهِ قَوْلَانِ
280 – أولاهما نَصُّ الفُصوصِ وبعدَه … قولُ ابن سَبعينٍ وما القولانِ
281 – عِنْد العَفِيفِ التلْمِسَانِيِّ الذي … هو غايةٌ في الكُفرِ وَالبُهتانِ
282 – إلّا منَ الأغلاطِ فِي حِسٍّ وَفِي … وَهْمٍ وَتِلكَ طَبيعةُ الإنْسانِ
283 – والكُلُّ شيءٌ واحدٌ فِي نفسِه … ما لِلتعدُّدِ فِيهِ مِنْ سُلطانِ
284 – فَالضيفُ والمأكولُ شيءٌ واحدٌ … والوَهْمُ يَحسَبُ ههنا شيئانِ
285 – وكذلكِ الموطوءُ عينُ الواطِ وَالْـ … ـوَهْمُ البعِيدُ يقولُ ذَانِ اثنانِ
286 – وَلَرُبّما قالا مَقالَتَه كما … قد قالَ قولَهما بِلا فُرقانِ
287 – وأبَى سِواهمْ ذَا وَقال مَظاهرٌ … تجْلُوه ذاتُ تُوَحُّدٍ ومثَانِ
288 – فَالظاهِرُ المَجْلوُّ شيءٌ وَاحدٌ … لكنْ مَظَاهِرُه بِلا حُسْبانِ
(المتن/32)
289 – هذي عباراتٌ لهمْ مضمونُها … ما ثَمَّ غَيرٌ قَطُّ في الأَعْيانِ
290 – فَالقومُ مَا صَانوه عن إنْسٍ ولا … جِنٍّ ولا شَجَرٍ وَلَا حَيَوانِ
291 – كلّا ولا عُلْوٍ وَلَا سُفْلٍ ولا … وَادٍ ولا جبلٍ وَلَا كُثْبانِ
292 – كلَّا ولا طَعْمٍ وَلَا ريحٍ وَلَا … صَوتٍ وَلَا لونٍ من الألوانِ
293 – لكنه المطعومُ والمَلموس وَالْـ … ـمَشمومُ وَالمسموعُ بالآذانِ
294 – وكذاك قالوا إنه المنكوحُ وَالـ … ـمَذبوحُ بَلْ عينُ الغَوِيِّ الزاني
295 – والكفرُ عِندَهُمُ هُدًى وَلَوَ انَّهُ … دينُ المجُوسِ وعابدي الأوثانِ
296 – قالوا وما عبدُوا سواهُ وإنَّما … ضلُّوا بِمَا خصُّوا منَ الأعْيانِ
297 – وَلَوَ أنَّهم عَمُّوا وَقالُوا كلُّها … معبودَةٌ ما كان مِنْ كُفرانِ
298 – فالكفرُ سَتْرُ حقيقةِ المَعبودِ بالتَّـ … ـخْصِيص عندَ مُحَقِّقٍ رَبَّاني
299 – قالوا ولم يكُ كافِرًا في قولِه … أنا رَبُّكمْ فرعونُ ذو الطُّغيانِ
305 – بل كان حقًّا قولُه إذْ كان عَيْـ … ـنُ الحق مضطَلِعًا بهذا الشانِ
301 – ولذا غَدا تغْريقُه في البحرِ تَطـ … ـهيرًا من الأوهامِ والحُسْبانِ
302 – قالوا ولم يكُ منكِرًا مُوسَى لِما … عبدُوه مِن عِجْلٍ لَدى الخَوَرانِ
303 – إلا على منْ كَانَ ليسَ بعابدٍ … معَهمْ وأَصبحَ ضَيِّقَ الأعْطانِ
304 – ولذاكَ جرَّ بِلحيةِ الأخِ حيثُ لمْ … يكُ واسعًا في قومِهِ لِبِطَانِ
305 – بل فَرَّقَ الإنكارُ منهُ بينهمْ … لمَّا سرَى في وَهْمه غَيْرانِ
306 – ولقدْ رأى إبليسَ عارِفُهُمْ فأَهْـ … ـوَى بالسجودِ هُوِىَّ ذِي خُضْعانِ
307 – قالوا له ماذا صنعتَ؟ فقالَ هل … غيرُ الإلهِ وأنتُما عَمِيَانِ
308 – مَا ثَمَّ غَيْرٌ فاسجدُوا إن شئتمُ … لِلشمسِ والأصنامِ والشّيطانِ
309 – فالكلُّ عينُ اللهِ عند مُحقِّقٍ … والكلُّ معبودٌ لِذِي العِرْفَانِ
310 – هذا هوَ المعبودُ عِندَهُمُ فَقُلْ … سبْحَانَكَ اللهمّ ذَا السُّبْحانِ
311 – يا أُمَّةً مَعبودُها مَوْطُوؤُها … أينَ الإلةُ وثُغْرَةُ الطَّعَّانِ
(المتن/33)
312 – يا أمَّةً قَدْ صارَ منْ كُفرانِها … جُزْءًا يسيرًا جملةُ الكُفْرانِ
* * *
فصلٌ في قدومِ ركبٍ آخرَ
313 – وأتى فريقٌ ثُم قالَ وجدتُه … بالذاتِ موجودًا بكلِّ مكانِ
314 – هُوَ كالهَواءِ بِعَينِه لا عَينُهُ … مَلأَ الخُلُوَّ ولا يُرى بعِيَانِ
315 – والقومُ مَا صانوهُ عن بِئرٍ ولا … قَبرٍ وَلَا حُشٍّ ولا أعْطانِ
316 – بل منهُمُ مَن قَدْ رأى تشبيهَهُ … بالرُّوحِ داخِلَ هذهِ الأبدانِ
317 – ما فيهمُ منْ قال ليسَ بداخلٍ … أو خارجٍ عن جُملةِ الأكوانِ
318 – لكنّهمْ حامُوا على هذا ولمْ … يتجاسَرُوا مِن عَسكرِ الإيمانِ
319 – وعليهمُ ردَّ الأئِمةُ أحمدٌ … وَصِحَابُهُ من كلِّ ذِي عِرْفَانِ
325 – فَهُمُ الخصومُ لِكلِّ صاحبِ سُنَّةٍ … وهمُ الخصومُ لمُنزِلِ القُرآنِ
321 – ولهمْ مقالاتٌ ذكرتُ أصولَها … لمَّا ذكرتُ الجَهمَ في الأوزانِ
* * *
فصلٌ في قدوم ركبٍ آخر
322 – وأتى فريقٌ ثمّ قاربَ وَصفُه … هذا ولكنْ جدَّ في النُّكرانِ
323 – فَأَسرَّ قَولَ مُعطِّلٍ ومكذِّبٍ … في قالَبِ التَّنْزِيهِ للرَّحْمنِ
324 – إذ قالَ ليس بدَاخلٍ فينا ولا … هوَ خارجٌ عنْ جُملةِ الأكوانِ
325 – بل قال لَيسَ ببائنٍ عنها ولا … فيها ولا هو عيْنُها بِبَيانِ
(المتن/34)
326 – كلَّا ولا فوْقَ السمواتِ العُلى … والعرشِ من ربٍّ ولا رَحمنِ
327 – والعرشُ ليس عليه معبودٌ سِوَى الْـ … ـعَدَمِ الذِي لا شيءَ فِي الأَعيانِ
328 – بل حَظُّهُ مِنْ رَبِّهِ حَظُّ الثَّرَى … مِنْهُ وحَظُّ قَوَاعِدِ البُنيانِ
329 – لو كَانَ فَوْقَ العَرْشِ كَانَ كَهَذِهِ الْـ … أَجْسَامِ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
330 – ولقد وجدتُ لِفاضلٍ مِنْهُمْ مَقَا … مًا قَامَهُ فِي النَّاسِ مُنْذُ زَمَانِ
331 – قَالَ اسْمَعُوا يَا قَوْمِ إنَّ نَبِيَّكُمْ … قَدْ قَالَ قَوْلًا وَاضِحَ البُرْهَانِ
332 – لَا تحْكُمُوا بالفَضْلِ لِي أَصْلًا عَلَى … ذِي النُّونِ يُونُسَ ذَلِكَ الغَضْبَانِ
333 – هَذَا يَرُدُّ عَلَى المجَسِّمِ قَوْلَهُ … أللَّهُ فَوْقَ العَرْشِ والأكْوَانِ
334 – وَيَدُلُّ أنّ إلهنَا سُبْحَانَهُ … وَبحْمِدهِ يُلْفَى بِكلِّ مَكَانِ
335 – قَالُوا لَهُ بَينْ لَنَا هَذَا فَلمْ … يَفعَلْ فأعطَوهُ مِنَ الأثْمَانِ
336 – أَلفًا مِنَ الذَّهَبِ الْعَتِيقِ فَقَالَ فِي … تِبْيَانِهِ فاسْمَعْ لِذَا التِّبْيانِ
337 – قَدْ كَانَ يُونُسُ في قَرارِ البحْرِ تَحْـ … ـتَ الماءِ في قَبرٍ مِنَ الحِيتَانِ
338 – ومحَمَّدٌ صَعِدَ السَّماءَ وجاوزَ السّـ … ـبْعَ الطِّبَاقَ وَجَازَ كُلَّ عَنَانِ
339 – وَكِلَاهُمَا فِي قُرْبهِ مِنْ رَبِّهِ … سُبْحَانَهُ إِذْ ذَاكَ مُسْتَويَانِ
340 – فالعُلْوُ والسُّفْلُ اللذانِ كِلَاهُمَا … فِي بُعْدِهِ مِنْ ضدِّه طَرَفَانِ
341 – إنْ يُنْسَبَا للهِ نُزِّهَ عَنْهُمَا … بالاخْتِصَاصِ بَلَى هُمَا سِيَّانِ
342 – فِي قُربِ مَنْ أضْحَى مُقيمًا فِيهمَا … مِنْ رَبِّهِ فكلَاهُمَا مِثْلَانِ
343 – فَلأِجْلِ هَذَا خُصَّ يُونُسُ دُونَهُمْ … بالذكْرِ تَحْقيقًا لِهَذَا الشَّانِ
344 – فأَتى النِّثارُ عَلَيْهِ مِنْ أصْحَابِهِ … مِنْ كُلِّ نَاحِيةٍ بِلَا حُسْبَانِ
345 – فاحْمَدْ إلهَكَ أيُّهَا السُّنِّيُّ إِذْ … عَافَاكَ مِنْ تَحْرِيفِ ذِي بُهْتَانِ
346 – واللهِ مَا يَرْضَى بهَذا خَائِفٌ … مِنْ رَبِّهِ أَمسَى عَلَى الإِيمَانِ
347 – هَذَا هُوَ الإلْحَادُ حقًا بَلْ هُوَ الـ … ـتَّحْرِيفُ محْضًا أبردُ الهذَيَانِ
348 – واللهِ مَا بُلِيَ المجسِّمُ قطُّ ذِي الـ … ـبَلْوَى وَلَا أَمْسَى بِذِي الخِذْلَانِ
(المتن/35)
349 – أمثَالُ ذَا التَّأويلِ أفْسَدَ هَذِهِ الْـ … أَدْيَانَ حِينَ سرَى إلى الأدْيَانِ
350 – واللهِ لَوْلَا اللهُ حَافِظُ دِينهِ … لَتَهدَّمتْ منْهُ قُوَى الأركانِ
* * *
فصلٌ في قدومِ ركبٍ آخرَ
351 – وأَتَى فرِيقٌ ثم قاربَ وَصْفُهُ … هَذَا وَزَادَ عَلَيْه فِي الميزَانِ
352 – قَالَ: اسْمَعُوا يَا قَوْمُ لَا تُلهيكُمُ … هَذِي الأمَانِي هُنَّ شَرُّ أمَانِي
353 – أتعبْتُ رَاحِلَتِي وَكَلَّ مَطِيَّتِي … وبذلْتُ مَجهُودِي وقدْ أعْيَانِي
354 – فتَّشْتُ فَوْقُ وتحتُ ثُمَّ أمَامَنَا … وَوَرَاءُ ثم يسَارُ مَعْ أَيْمَانِ
355 – مَا دلَّنِي أحَدٌ عَلَيْهِ هُنَاكُمُ … كَلَّا وَلَا بَشَرٌ إِلَيْهِ هَدَانِي
356 – إلا طَوَائِفُ بِالحَدِيث تَمسَّكَتْ … تُعزَى مذاهِبُهَا إلَى القُرْآنِ
357 – قَالُوا: الَّذِي تَبْغيهِ فَوْقَ عِبَادِهِ … فَوقَ السَّمَاءِ وفَوقَ كُلِّ مَكَانِ
358 – وَهُو الَّذِي حَقًا عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى … لكنَّهُ اسْتَوْلَى عَلَى الأكْوَانِ
359 – وإِلَيْهِ يَصْعَدُ كُلُّ قَوْلٍ طيِّبٍ … وإِلَيْهِ يُرْفَعُ سَعْيُ ذِي الشُّكْرَانِ
360 – والروحُ والأملَاكُ مِنْهُ تَنَزَّلَتْ … وإِلَيْهِ تَعْرُجُ عِنْدَ كُلِّ أوَانِ
361 – وإِلَيْهِ أيدِي السَّائِلينَ توجَّهَتْ … نَحْوَ العُلُوِّ بفطْرَةِ الرَّحْمنِ
362 – وإلَيْهِ قَدْ عَرَجَ الرسولُ فقُدِّرَتْ … مِن قُرْبِه مِنْ رَبِّهِ قَوْسَانِ
363 – وإِلَيْهِ قد رُفِعَ المسِيحُ حقِيقَةً … ولَسَوْفَ يَنْزِلُ كَيْ يُرَى بعِيَانِ
364 – وإِلَيهِ يَصْعَدُ روحُ كلِّ مُصَدِّقٍ … عِنْدَ الممَاتِ فينْثَنِي بأمَانِ
365 – وإِلَيْهِ آمالُ العِبَادِ توجَّهَتْ … نَحْوَ العُلُوِّ بِلَا تَواصٍ ثانِ
366 – بَلْ فِطْرَةُ اللهِ الَّتي لَمْ يُفْطَرُوا … إلا عَلَيْهَا الخَلْقُ وَالثَّقَلَانِ
(المتن/36)
367 – ونظِيرُ هَذَا أنَّهُمْ فُطِرُوا عَلَى … إِقرَارِهِم لَا شَكَّ بالدَّيَّانِ
368 – لَكِنْ أولُو التَّعْطِيلِ مِنهُمْ أصْبَحُوا … مَرْضَى بِدَاءِ الجَهْلِ وَالخِذْلَانِ
369 – فَسَأَلتُ عنْهُم رُفقتي وأحبّتي … أصْحابَ جَهْمٍ حزبَ جِنْكِسْخَانِ
370 – مَنْ هؤلاءِ وَمَنْ يقالُ لهمُ فقَدْ … جَاؤوا بأمرٍ مَالِئِ الآذانِ
371 – وَلهمْ عَلَيْنَا صَولةٌ مَا صَالهَا … ذُو بَاطلٍ بَلْ صَاحبُ البُرْهَانِ
372 – أوَ مَا سمعْتمْ قَوْلَهمْ وَكَلامَهُم … مثلَ الصواعِقِ لَيْسَ ذَا لِجَبانِ
373 – جَاؤوكُمُ مِنْ فوقِكُمْ وأتيتمُ … مِنْ تحتِهمْ مَا أنْتمُ سِيَّانِ
374 – جَاؤوكُمُ بالوَحْيِ لكنْ جِئتمُ … بنُحَاتةِ الأفْكَارِ والأذْهَانِ
375 – قَالُوا مُشَبَّهَةٌ مجَسِّمَةٌ فَلَا … تَسْمَعْ مَقَالَ مُجَسِّمٍ حَيَوَانِ
376 – والْعَنْهُمُ لَعْنًا كَثيرًا واغْزُهُمْ … بعَسَاكِرِ التَّعْطِيلِ غيرَ جَبَانِ
377 – واحْكُمْ بسَفْكِ دِمَائِهِمْ وبحَبْسِهِمْ … أَوْ لَا فَشَرِّدْهُمْ عَنِ الأوْطَانِ
378 – حَذِّرْ صِحَابَكَ مِنْهُمُ فَهُمُ أضَلُّ م … مِنَ اليَهُودِ وعَابِدي الصُّلْبَانِ
379 – واحذَرْ تُجَادِلَهُمْ بقَالَ اللهُ أوْ … قَالَ الرَّسُولُ فتنْثَنِي بهَوَانِ
380 – أنَّى وَهُمْ أوْلَى بِهِ قدْ أنفَدُوا … فِيهِ قُوَى الأذْهَانِ والأبدَانِ
381 – فَإِذَا بُلِيتَ بهِمْ فَغَالِطْهُمْ عَلَى التَّـ … ـأْويلِ للأَخْبَارِ وَالْقُرْآنِ
382 – وَكَذَاكَ غالِطْهُمْ عَلَى التَّكذيِبِ لِلـ … آحَادِ ذَانِ لِصَحْبِنَا أَصْلَانِ
383 – أَوْصى بِهَا أَشْيَاخُنَا أشْيَاخَهُمْ … فَاحْفَظْهُمَا بيديْكَ والأسْنَانِ
384 – وإذَا اجْتَمعْتَ وهُمْ بمشْهَدِ مجْلِسٍ … فابْدُرْ بإيرادٍ وشَغْلِ زَمَانِ
385 – لَا يَمْلِكُوهُ عَلَيْكَ بالآثارِ والْـ … أَخْبَارِ والتَّفسِيرِ للفُرْقَانِ
386 – فتَصِيرَ إِنْ وَافَقْتَ مِثْلَهُمُ وإنْ … عَارَضْتَ زِنْدِيقًا أَخَا كُفْرَانِ
387 – وإذَا سَكَتَّ يُقَالُ هَذَا جَاهِلٌ … فَابْدُرْ وَلَوْ بالفَشْرِ والهذَيَانِ
388 – هَذَا الَّذِي واللهِ أوْصَانَا بهِ … أشْيَاخُنَا فِي سالِفِ الأزمَانِ
389 – فرجعْتُ من سَفَري وقلتُ لصَاحِبي … ومطيَّتي قَدْ آذنتْ بحِرَانِ
(المتن/37)
390 – عطِّلْ رِكَابَكَ واسترِحْ مِنْ سَيرِهَا … مَا ثَمَّ شيءٌ غَيْرُ ذِي الأكْوَانِ
391 – لَوْ كَانَ للأكْوانِ رَبٌّ خَالِقٌ … كَانَ المجسِّمُ صَاحِبَ البُرْهَانِ
392 – أوْ كَانَ رَبٌّ بائنٌ عَنْ ذا الوَرَى … كَانَ المجسِّمُ صاحِبَ الإيمَانِ
393 – ولكَانَ عِنْدَ النَّاسِ أوْلَى الخَلْقِ بالْـ … إِسْلامِ والإيمَانِ والإحْسَانِ
394 – ولكَانَ هَذَا الحزْبُ فَوْقَ رؤوسِهِمْ … لَمْ يخْتَلِفْ منهُمْ عَلَيْهِ اثْنَانِ
395 – فدَعِ التَّكَالِيفَ الَّتي حُمِّلْتَهَا … واخلَعْ عِذَارَكَ وارْمِ بالأَرْسَانِ
396 – مَا ثَمَّ فَوْقَ العَرْشِ مِن ربٍّ ولَمْ … يتكلّمِ الرَّحْمنُ بالقُرْآنِ
397 – لَوْ كَانَ فَوْقَ العَرْشِ ربٌّ ناظِرٌ … لزِمَ التَّحَيُّزُ وافتقارُ مَكَانِ
398 – أو كَانَ ذَا القُرْآنُ عَيْنَ كَلَامِهِ … حَرْفًا وَصوْتًا كَانَ ذَا جُثْمَانِ
399 – فَإِذَا انْتَفَى هَذَا وهَذَا مَا الَّذِي … يَبْقَى عَلَى ذَا النَّفْي مِنْ إِيمَانِ
400 – فدَعِ الحَلَالَ مَعَ الحرَامِ لأهْلِهِ … فهُمَا السِّيَاجُ لَهُمْ عَلَى البُسْتَانِ
401 – فاخْرِقْهُ ثم ادْخُلْ تَرَى في ضِمْنِهِ … قَدْ هُيِّئَتْ لَكَ سَائِرُ الأَلْوَانِ
402 – وَتَرَى به مَا لَا يَرَاهُ محَجَّبٌ … مِنْ كلِّ مَا تَهْوَى بِهِ زَوْجَانِ
403 – واقْطَعْ عَلائقَكَ الَّتي قَدْ قَيَّدتْ … هَذَا الوَرَى مُذْ سَالِفِ الأزْمَانِ
404 – لِتَصِيرَ حُرًّا لَسْتَ تَحْتَ أوَامِرٍ … كَلَّا وَلَا نَهْيٍ وَلَا فُرْقَانِ
405 – لَكِنْ جَعَلتَ حِجَابَ نَفْسِكَ إِذْ تَرَى … فَوْقَ السَّمَا للنَّاسِ مِنْ دَيَّانِ
406 – لَوْ قُلْتَ مَا فَوْقَ السَّماءِ مدبِّرٌ … والعَرْشَ تُخْلِيهِ مِنَ الرَّحْمنِ
407 – واللهُ لَيْسَ مُكلِّمًا لِعِبَادِهِ … كَلَّا وَلَا مُتكلِّمًا بِقُرَانِ
408 – مَا قَالَ قَطُّ وَلَا يَقولُ ولَا لَهُ … قَوْلٌ بَدَا مِنْهُ إِلَى إنسَانِ
409 – لَحَلَلْتَ طِلِّسْمًا وفُزْتَ بكَنْزِهِ … وعَلِمتَ أن النَّاسَ فِي هَذَيَانِ
410 – لَكِنْ زَعَمْتَ بأنَّ رَبَّكَ بائِنٌ … مِنْ خَلْقِهِ إذْ قُلْتَ مَوْجُودَانِ
411 – وزَعمْتَ أنَّ اللهَ فوقَ العَرْشِ والْـ … ـكُرْسِيَّ حقًّا فوقَهُ القَدَمَانِ
412 – وزعمْتَ أنَّ اللهَ يسْمَعُ خلقَهُ … ويراهُمُ مِنْ فَوْقِ سَبعِ ثَمانِ
(المتن/38)
413 – وزعمْتَ أنَّ كَلَامَهُ منْهُ بَدَا … وإِلَيْهِ يَرْجِعُ آخرَ الأزْمَانِ
414 – ووصَفتَهُ بالسَّمْعِ والْبصَرِ الَّذِي … لَا يَنْبِغي إلَّا لِذِي الجُثْمَانِ
415 – ووصَفْتَهُ بإرادةٍ وبقدْرَةٍ … وكراهَةٍ ومحَبَّةٍ وحَنَانِ
416 – وزعمْتَ أنَ اللَّهَ يعْلَمُ كُلَّ مَا … فِي الكَوْنِ مِنْ سِرٍّ ومِنْ إعْلَانِ
417 – والعِلْمُ وصْفٌ زائِدٌ عنْ ذَاتِهِ … عَرَضٌ يَقُومُ بغَيرِ ذِي جُثْمَانِ
418 – وزعمْتَ أنَّ اللهَ كلَّم عبْدَهُ … موسَى فأسْمَعَهُ نِدَا الرَّحْمنِ
419 – أفتَسمَع الأُذنُانِ غيرَ الحرْفِ والـ … ـصَّوتِ الَّذِي خُصَّتْ بِهِ الأُذُنانِ
420 – وكذَا الندَاءُ فإنَّهُ صَوْتٌ بإجْـ … ـماعِ النُّحَاةِ وأهْلِ كلِّ لِسَانِ
421 – لَكِنَّهُ صَوْتٌ رَفِيعٌ وَهْوَ ضِدٌّ م … للنِّجَاءِ كِلَاهُمَا صوْتَانِ
422 – فزَعَمْتَ أنَ الله نَادَاه وَنَا … جَاهُ وَفِي ذَا الزَّعْمِ مَحْذُورَانِ
423 – قُربُ المكَانِ وبُعْدُه والصَّوتُ بَلْ … نَوْعَاهُ مَحْذُورَانِ مُمتَنِعَانِ
424 – وَزعمْتَ أنَّ محمّدًا أسْرَى بِهِ … لَيْلًا إِلَيْهِ فهْوَ مِنْهُ دَانِ
425 – وَزعمْتَ أنَّ محمَّدًا يَوْمَ اللِّقَا … يُدْنِيهِ رَبُّ العَرْشِ بالرِّضْوَانِ
426 – حَتَى يُرَى المُخْتَارُ حقًّا قَاعدًا … مَعَه عَلَى العَرْش الرَّفِيعِ الشَّانِ
427 – وَزَعمْتَ أنَّ لعرْشِهِ أَطًّا بهِ … كالرَّحْلِ أطَّ براكبٍ عَجْلَانِ
428 – وَزَعمْتَ أنَّ اللهَ أبْدَى بَعْضَهُ … لِلطُّور حَتَّى عَادَ كَالكُثْبَانِ
429 – لمَّا تَجَلَّى يَوْمَ تَكْلِيمِ الرِّضا … مُوسَى الكَلِيمِ مُكلَّمِ الرَّحْمنِ
430 – وَزَعمْتَ لِلمعْبُود وَجْهًا بَاقِيًا … ولَهُ يَمِينٌ بَلْ زعمْتَ يَدَانِ
431 – وَزَعمْتَ أنَّ يَدَيْهِ لِلسَّبْع العُلَى … والأَرْضِ يَوْمَ الحَشْرِ قَابِضَتَانِ
432 – وَزَعمْتَ أنَّ يَمِيِنَه ملأى مِن الْـ … ـخَيْرَات مَا غَاضَتْ عَلَى الأزْمَانِ
433 – وَزَعمْتَ أنَّ العَدْلَ فِي الأخْرَى بِهَا … رَفْعٌ وخَفْضٌ وَهْوَ بِالميزَانِ
434 – وَزَعمْتَ أنَّ الخَلْقَ طُرًّا عِنْدَما … يهْتزُّ فَوْقَ أصَابِعِ الرَّحْمنِ
435 – وَزَعَمْتَ أيْضًا أنَّ قَلْبَ العَبدِ مَا … بَيْنَ اثْنَتَيْنِ مِن الأَصَابعِ عَانِ
(المتن/39)
436 – وَزعَمْتَ أنَّ اللهَ يَضْحَكُ عِنْدَمَا … يَتَقَابَلُ الصَّفَّانِ يَقْتتلَانِ
437 – مِنْ عَبْدِه يأتِي فَيُبْدِي نَحْرَهُ … لِعَدُوِّهِ طَلَبًا لِنَيْلِ جِنَانِ
438 – وَكَذَاكَ يَضْحَكُ عِنْدَمَا يَثِبُ الفَتَى … مِنْ فَرْشِهِ لِتِلَاوَةِ القُرْآنِ
439 – وَكَذَاكَ يَضْحَكُ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ … إِذْ أَجْدَبُوا وَالغَيْثُ منْهُمْ دَانِ
440 – وَزَعَمْتَ أنَّ اللَّهَ يَرضَى عَنْ أُولِي الْـ … ـحُسْنَى ويغضَبُ عنْ أُولي العِصْيَانِ
441 – وَزَعمتَ أنَّ اللَّه يسْمعُ صَوْتَهُ … يومَ المعَادِ بعيدُهُمْ والدَّانِي
442 – لَمَّا يُنَادِيهمْ أَنَا الدَّيَّانُ لَا … ظُلْمٌ لَدَيَّ فيسْمَعُ الثَّقَلَانِ
443 – وزَعمْتَ أنَّ الله يُشرِقُ نُورُه … فِي الأَرْضِ يومَ الفَصْلِ والميزانِ
444 – وَزَعَمْتَ أنَّ الله يَكْشِفُ سَاقَهُ … فَيَخِرُّ ذَاكَ الجمْعُ للأَذْقَانِ
445 – وزَعَمْتَ أَن اللَّهَ يَبَسُطُ كفّه … لمُسيئِنا لِيتوبَ من عِصيانِ
446 – وزَعَمْتَ أَنّ يَمِينَه تَطوِي السَّمَا … طيَّ السِّجِل عَلَى كِتابِ بَيَانِ
447 – وَزَعَمْتَ أنَّ الله يَنْزِلُ فِي الدُّجَى … فِي ثُلْثِ لَيْلٍ آخِرٍ أوْ ثَانِ
448 – فيقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فأجِيبَهُ … فأنَا القرِيبُ مجيبُ مَنْ نَادَانِي
449 – وَزَعَمْتَ أنَّ لَهُ نُزُولًا ثَانِيًا … يومَ القِيَامَةِ لِلقَضَاءِ الثَّانِي
450 – وَزَعَمْتَ أنَّ الله يَبْدُو جَهْرَةً … لِعبَادِهِ حَتَّى يُرَى بعِيَانِ
451 – بَلْ يَسْمَعُونَ كَلَامَهُ ويرَوْنَهُ … فالمُقْلَتَانِ إِلَيهِ نَاظِرَتَانِ
452 – وَزَعَمْتَ أنَّ لِربِّنَا قَدَمًا وأنَّ م … اللهَ واضِعُهَا عَلَى النِّيرَانِ
453 – فَهُنَاكَ يَدْنُو بَعْضُهَا مِنْ بَعْضِهَا … وتقُولُ قَطْ قَطْ حَاجَتِي وكَفَانِي
454 – وَزَعَمْتَ أنَّ النَّاسَ يَوْمَ مَزِيدِهِمْ … كُلٌّ يُحَاضِرُ رَبَّهُ ويُدَانِي
455 – بالحَاءِ مَعْ ضَادٍ وجَا مَعَ صَادِهَا … وجْهَانِ فِي ذَا اللَّفْظِ محفُوظَانِ
456 – فِي التِّرمِذِيِّ ومُسْنَدٍ وسِوَاهُمَا … مِنْ كُتْبِ تَجْسِيمٍ بِلَا كِتْمَانِ
457 – وَوصَفْتَهُ بِصفَاتِ حَيٍّ فَاعِلٍ … بالاخْتِيَارِ وذَانِكَ الأَصْلَانِ
458 – أَصلا التَّفرُّقِ بَيْنَ هَذَا الْخَلْقِ فِي الْـ … ـبَارِي فَكُنْ فِي النَّفْيِ غَيْرَ جَبَانِ
(المتن/40)
459 – أَوْ لَا فَلا تَلعَبْ بدينِكَ نَاقِضًا … نَفْيًا بإثْبَاتٍ بِلَا فُرقَانِ
460 – فالنَّاسُ بَيْنَ مُعَطِّلٍ أوْ مُثْبِتٍ … أَوْ ثَالِثٍ مُتنَاقِضٍ صَفعانِ
461 – واللهِ لَسْتَ برابِعٍ لَهُمُ بَلَى … إِمَّا حِمَارًا أوْ مِنَ الثِّيرَانِ
462 – فاسْمَحْ بإنْكَارِ الجَمِيعِ ولَا تَكُنْ … مُتنَاقِضًا رَجُلًا لَهُ وَجْهَانِ
463 – أَوْ لَا ففَرَّقْ بينَ مَا أثبتَّهُ … ونفيتَهُ بالنصِّ وَالبُرْهَانِ
464 – فالبَابُ بَابٌ واحدٌ فِي النَفْي والْـ … إِثْبَاتِ فِي عَقْلٍ وَفِي مِيزَانِ
465 – فمتَى أقرَّ ببعْضِ ذَلِكَ مُثْبِتٌ … لَزِمَ الجَمِيعُ أَوِ ائْتِ بِالفُرْقَانِ
466 – وَمَتَى نَفَى شَيْئًا وأثْبتَ مِثْلَهُ … فمجسَّمٌ مُتَناقِضٌ دِيصَانِي
467 – فذَرُوا المِرَاءَ وصَرِّحُوا بمذاهبِ الْـ … ـقُدَمَاءِ وانْسَلِخُوا مِنَ الإيمَانِ
468 – أَوْ قَاتِلُوا مَعَ أُمَّةِ التَّشْبِيهِ والتَّـ … ـجْسِيمِ تَحْتَ لِوَاءِ ذِي القُرْآنِ
469 – أوْ لا فَلَا تَتَلَاعَبُوا بعُقولِكُمْ … وكِتَابِكُمْ وبسَائِرِ الأدْيَانِ
470 – فجَمِيعُهَا قَدْ صَرَّحَتْ بصِفَاتِهِ … وكَلَامِهِ وعُلُوِّهِ بِبَيَانِ
471 – والنَّاسُ بَيْنَ مُصَدِّقٍ أوْ جَاحِدٍ … أوْ بَيْنَ ذَلِكَ أو شَبيهُ أتَانِ
472 – فَاصْنَعْ مِنَ التَّنزِيه تُرْسًا مُحْكَمًا … وانْفِ الجَمِيعَ بِصَنْعَةٍ وبَيَانِ
473 – وَكَذَاكَ لَقِّبْ مَذْهَبَ الإثْبَاتِ بالتَّـ … ـجْسِيمِ ثُمَّ احْمِلْ عَلَى الأقْرَانِ
474 – فَمَتَى سَمَحْتَ لَهُمْ بِوصْفٍ وَاحِدٍ … حَمَلُوا عَلَيْكَ بحَمْلَةِ الفُرْسَانِ
475 – فصُرِعْتَ صِرْعَةَ مَنْ غَدَا مُتلَبِّطًا … وَسطَ العَرِينِ مُمَزَّقَ اللُّحْمَانِ
476 – فَلِذَاكَ أنْكَرْنَا الْجَمِيعَ مَخَافَةَ التَّـ … ـجْسِيمِ إنْ صِرْنَا إِلَى الْقُرْآنِ
477 – ولِذَا خَلَعْنَا رِبْقَةَ الأدْيَانِ مِنْ … أَعْنَاقِنَا فِي سَالِفِ الأزْمَانِ
478 – وَلَنَا مُلُوكٌ قَاوَمُوا الرُّسْلَ الألُى … جَاؤوُا بإثْباتِ الصَّفَاتِ كَمَاني
479 – فِي آلِ فِرْعَونٍ وقارونٍ ونُمْـ … ـرُودٍ وهامانٍ وجِنْكِسْخَانِ
480 – وَلَنَا الأئمَّةُ كالفَلَاسِفَةِ الألُى … لم يَعْبَؤوا أَصْلًا بِذِي الأدْيَانِ
481 – مِنْهُمْ أَرِسْطُو ثُمَّ شِيعَتُهُ إِلَى … هَذَا الأَوَانِ وَعِنْدَ كُلِّ أَوَانِ
(المتن/41)
482 – مَا فِيهمُ مَنْ قَالَ إنَّ الله فَو … قَ العَرْشِ خَارِجَ هَذِهِ الأكْوَانِ
483 – كَلاَّ وَلَا قَالُوا بِأنَّ إلهنَا … مُتَكَلِّمٌ بِالوَحْيِ والقُرْآنِ
484 – ولأجْلِ هَذَا رَدَّ فِرْعَونٌ عَلَى … مُوسَى وَلَمْ يقْدِرْ عَلَى الإيمَانِ
485 – إِذْ قَالَ مُوسَى رَبُّنَا متكَلِّمٌ … فَوْقَ السَّمَاءِ وإنّه ناداني
486 – وَكَذَا ابْنُ سِينَا لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ وَلَا … أتْبَاعُهُ بَلْ صَانَعُوا بدِهَانِ
487 – وَكَذَلِكَ الطُّوسِيُّ لَمَّا أَنْ غَدَا … ذَا قُدْرَةٍ لَمْ يَخْشَ مِنْ سُلْطَانِ
488 – قَتلَ الخَلِيفَةَ والقُضَاةَ وحَامِلي الْـ … ـقُرْآنِ والفُقَهَاءَ فِي البُلْدَانِ
489 – إذْ هُمْ مشَبِّهَةٌ مجَسَّمَةٌ ومَا … دَانُوا بدِينِ أكَابِر اليُونَانِ
490 – وَلَنَا المَلاحِدَةُ الفُحُولُ أئِمَّةُ التَّـ … ـعْطِيلِ والسِّكِّينِ آلُ سِنَانِ
491 – وَلَنَا تَصَانِيفٌ بِهَا غَالبْتُمُ … مِثْلَ الشِّفَا ورَسائِلِ الإخْوَانِ
492 – وَكَذَا الإِشَارَاتُ الَّتِي هِيَ عنْدكُمْ … قَدْ ضُمِّنَتْ لِقَوَاطِعِ البُرْهَانِ
493 – قَدْ صَرَّحَتْ بالضِّدِّ ممَّا جَاءَ في التَّـ … ـوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ
494 – هِيَ عِنْدَكُمْ مِثلُ النُّصُوصِ وفوْقَهَا … فِي حُجَّةٍ قَطْعِيَّةٍ وبَيَانِ
495 – وإذَا تَحَاكَمْنَا فإنَّ إلَيْهِمُ … يَقَعُ التَّحَاكُمُ لَا إِلَى القُرْآنِ
496 – إِذْ قَدْ تَسَاعَدْنَا بأنَّ نصُوصَهُ … لَفظيَّةٌ عُزِلَتْ عَن الإيقَانِ
497 – فَلِذَاكَ حكَّمنَا عَلَيْهِ وأنْتُمُ … قَوْلَ المُعَلِّمِ أولًا والثَّانِي
498 – يَا وَيْحَ جَهْمٍ وابْنِ دِرْهَمَ والألُى … قَالُوا بقَوْلِهمَا مِنَ الخَوَرَانِ
499 – بَقِيَتْ مِنَ التَّشْبِيه فِيهِ بَقيَّةٌ … نَقَضَتْ قَوَاعِدَهُ مِنَ الأرْكَانِ
505 – يَنْفِي الصَّفَاتِ مَخَافَةَ التَّجْسِيم لَا … يَلْوي عَلَى خَبَرٍ وَلَا قُرْآنِ
501 – ويقُولُ إنَّ اللهَ يَسْمَعُ أوْ يَرَى … وَكَذَاكَ يَعْلَمُ سِرَّ كلِّ جَنَانِ
502 – ويقُولُ إنَّ اللهَ قَدْ شاءَ الَّذِي … هُوَ كَائِنٌ مِنْ هَذِهِ الأكْوَانِ
503 – وَيقُولُ إنَ الفِعْلَ مَقْدُورٌ لَهُ … وَالكَوْنَ يَنْسُبُهُ إِلَى الحِدْثَانِ
504 – وبِنَفْيهِ التَّجْسِيمَ يَصْرُخُ فِي الوَرَى … واللهِ مَا هَذَانِ يتَّفِقَانِ
(المتن/42)
505 – لَكِنَّنَا قُلْنَا مُحَالٌ كُلُّ ذَا … حَذَرًا مِنَ التَّجْسِيمِ والإِمْكَانِ
* * *
فصلٌ في قدوم ركب الإِيمان وعسكر القرآن
506 – وَأتى فَرِيقٌ ثُمَّ قَالَ أَلَا اسْمَعُوا … قَدْ جئْتُكُمْ مِنْ مَطْلَع الإيمَانِ
507 – مِنْ أرْضِ طيبَةَ مِنْ مُهَاجَر أحْمَدٍ … بالحَقِّ والبُرْهَانِ والتِّبْيَانِ
508 – سَافَرْتُ فِي طَلَبِ الإله فَدَلَّنِي الْـ … ـهَادِي عَلَيْهِ ومُحْكَمُ القُرْآنِ
509 – مَعَ فِطْرَةِ الرَّحمن جَلَّ جَلَالُهُ … وصرِيحِ عَقلٍ فاعْتلى بُنْياني
510 – فَتَوافَقَ العقلُ الصَّرِيحُ وَفِطْرَةُ الرّ … حْمنِ والمنقُولُ فِي إيمَانِي
511 – شَهِدُوا بأنَّ اللهَ جَلَّ جَلَالُهُ … مُتَفَرَّدٌ بالمُلْكِ والسُلْطَانِ
512 – وَهُوَ الإلةُ الْحَقُّ لَا مَعْبودَ إلا … م وَجْهُهُ الأَعْلَى العظيمُ الشَّانِ
513 – بَلْ كُلُّ معْبُودٍ سِوَاهُ فبَاطِلٌ … مِنْ عَرْشهِ حَتَّى الحضِيضِ الدَّانِي
514 – وَعِبَادَةُ الرَّحْمن غَايَةُ حُبِّهِ … مَعَ ذُلِّ عَابِدِه هُمَا قُطْبَانِ
515 – وَعَلَيْهِمَا فَلَكُ العِبَادَةِ دائرٌ … مَا دَارَ حَتَّى قامَتِ القُطْبَانِ
516 – ومَدَارُهُ بالأَمْرِ أمْرِ رسُولِهِ … لَا بالهَوَى والنَّفْسِ والشَّيطَانِ
517 – فَقِيامُ دِينِ اللهِ بالإخلاصِ والْـ … إحْسَانِ إنَّهُمَا لَهُ أصْلَانِ
518 – لَمْ يَنْجُ مِنْ غَضَبِ الإلهِ ونَارِهِ … إلَّا الَّذِي قَامَتْ بِهِ الأَصْلَانِ
519 – والنَّاسُ بَعْدُ فمشْرِكٌ بإِلهِهِ … أوْ ذُو ابْتدَاعٍ أوْ لَهُ الوَصْفَانِ
520 – واللهُ لَا يَرْضَى بكثْرَةِ فِعْلِنَا … لَكِنْ بأحْسَنِهِ مَعَ الإيمَانِ
521 – فالعَارِفُونَ مُرادُهُمْ إحسَانُهُ … والجَاهِلُون عَمُوا عَنِ الإِحْسَانِ
522 – وَكَذَاكَ قَدْ شَهِدُوا بأنَّ اللهَ ذُو … سَمْعٍ وذُو بَصرٍ هُمَا صِفَتَانِ
(المتن/43)
523 – وَهوَ العَلِيُّ يَرَى وَيسْمَعُ خَلْقَهُ … مِنْ فَوْقِ عَرْشٍ فَوْقَ سِتِّ ثَمَانِ
524 – فَيَرى دَبِيبَ النَّمْلِ فِي غَسَقِ الدُّجَى … وَيَرَى كَذاكَ تَقَلُّبَ الأجْفَانِ
525 – وَضَجِيجُ أصْوَاتِ العِبَادِ بسَمْعِهِ … وَلدَيْهِ لا يَتَشَابَهُ الصَّوْتَانِ
526 – وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يُوسْوِسُ عبدُهُ … فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْر نُطْقِ لِسَانِ
527 – بَلْ يَسْتَوِي فِي عِلْمِه الدَّانِي مَعَ الـ … ـقَاصِي وَذُو الإسْرَارِ والإعْلَانِ
528 – وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يَكُونُ غَدًا وَمَا … قَدْ كَانَ والمعْلُومِ فِي ذَا الآنِ
529 – وبِكُلِّ شَيءٍ لمْ يكنْ لَوْ كَانَ كَيْـ … ـفَ يَكُونُ موجُودًا لِذي الأعْيَانِ
530 – وَهُوَ القَدِيرُ فَكُلُّ شَيء فَهْو مَقْـ … ـدُورٌ لَهُ طَوْعًا بِلَا عِصْيَانِ
531 – وَعُمُومُ قُدْرَتهِ يدُلُّ بأَنَهُ … هُوَ خَالِقُ الأَفْعَالِ لِلحَيَوَانِ
532 – هِيَ خَلْقُهُ حَقًّا وأفْعَالٌ لَهُمْ … حَقًا وَلَا يَتَنَاقَضُ الأمْرَانِ
533 – لكنَّ أهْلَ الجَبْرِ والتَّكْذِيبِ بِالْـ … أَقْدَارِ مَا انْفَتَحَتْ لَهُمْ عَيْنَانِ
534 – نَظَرُوا بِعَيْنَيْ أَعْوَرٍ إِذْ فَاتَهُمْ … نَظَرُ البَصِيرِ وغَارَتِ العَيْنَانِ
535 – فَحَقِيقَةُ القَدَرِ الَّذِي حَارَ الوَرَى … فِي شَأْنِهِ هُوَ قُدْرَةُ الرَّحْمنِ
536 – واسْتَحْسَنَ ابنُ عَقيلَ ذَا مِنْ أحْمدٍ … لمَّا حَكَاهُ عَنِ الرِّضَا الرَّبَّانِي
537 – قَالَ الإمَامُ شَفَا القُلُوبَ بلَفْظةٍ … ذَاتِ اخْتِصَارٍ وَهْيَ ذَاتُ بَيَانِ
* * *
فصلٌ
538 – وَلَهُ الحَيَاةُ كمَالُهَا فلأِجْلِ ذَا … مَا لِلمَماتِ عَلَيْهِ مِنْ سُلْطَانِ
539 – وكذَلكَ القَيُّومُ مِنْ أوْصَافِهِ … مَا لِلمَنَامِ لَدَيْهِ مِنْ غَشَيَانِ
540 – وكَذاكَ أوْصَافُ الكَمَالِ جَمِيعُها … ثَبَتَتْ لهُ ومَدارُهَا الوَصفَانِ
541 – فمُصَحِّحُ الأوْصَافِ والأَفْعَالِ والْـ … أَسْمَاءِ حَقًّا ذَانِكَ الأَصْلانِ
542 – ولأجْلِ ذَا جَاءَ الحَدِيثُ بأنَّهُ … فِي آيةِ الكُرْسِي وذِي عِمْرَانِ
543 – اِسْمُ الإِلهِ الأَعْظَمُ اشتَملَا عَلَى اسْـ … ـمِ الحَيِّ والقيُّومِ مُقْترِنَانِ
(المتن/44)
544 – فالكُلُّ مرجِعُهَا إلَى الاسْمَيْن يَدْ … رِي ذَاكَ ذُو بَصَرٍ بِهَذَا الشَّانِ
545 – وَلَهُ الإرَادَةُ والكَرَاهَةُ والرِّضَا … وَلَهُ المحَبَّةُ وَهْوَ ذُو الإحْسَانِ
546 – وَلَهُ الْكَمَالُ المُطْلَقُ العَارِي عَنِ التَّـ … ـشْبِيهِ والتَّمْثِيل بالإنْسَانِ
547 – وَكَمَالُ مَنْ أعطَى الكَمَالَ لنَفْسِهِ … أَوْلَى وأقدَمُ وَهْوَ أعظَمُ شَانِ
548 – أيكُونُ قدْ أعْطَى الكَمَال ومَا لَهُ … ذَاكَ الكَمَالُ أذَاكَ ذُو إمْكَانِ
549 – أيكُونُ إنسَانٌ سَمِيعًا مُبصِرًا … متكلِّمًا بمشِيئَةٍ وبَيَانِ
550 – وَلَهُ الحَيَاةُ وقُدْرَةٌ وإِرَادَةٌ … والعِلْمُ بالكُلِّيِّ والأَعْيَانِ
551 – واللَّهُ قَدْ أعطَاهُ ذَاكَ وَليسَ هَـ … ـذَا وَصْفَهُ فاعْجَبْ مِنَ البُهْتَانِ
552 – بِخلَافِ نَوْمِ العَبْدِ ثُمَّ جِمَاعِهِ … والأكْلِ مِنْهُ وحَاجَةِ الأبْدَانِ
553 – إِذ تِلكَ ملزومَاتُ كَونِ العَبْدِ مُحْـ … ـتَاجًا وتِلْكَ لَوَازِمُ النُقْصَانِ
554 – وكَذَا لَوازِمُ كَوْنِهِ جَسَدًا نَعَمْ … وَلَوَازِمُ الإحْدَاثِ والإمْكَانِ
555 – يتقدَّسُ الرَّحْمنُ جَلَّ جَلَالُهُ … عَنْهَا وَعَنْ أعْضاءِ ذِي جُثْمَانِ
556 – واللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ متكلِّمًا … وكلَامُهُ المَسمُوعُ بالآذَانِ
557 – صِدْقًا وعَدْلًا أُحْكِمَتْ كَلِمَاتُهُ … طَلَبًا وإخْبَارًا بِلَا نُقْصَانِ
558 – وَرَسُولهُ قَدْ عَاذَ بالكَلِمَاتِ مِنْ … لَدْغٍ وَمِن عَيْنٍ ومِنْ شَيْطَانِ
559 – أيعوذُ بالمَخْلُوقِ حَاشَاهُ مِنَ الْـ … إِشرَاكِ وَهْوَ مُعَلِّمُ الإيمَانِ
560 – بَلْ عَاذَ بالكَلِمَاتِ وَهْيَ صِفَاتُهُ … سُبْحَانَهُ لَيْسَتْ مِنَ الأكْوانِ
561 – وَكَذَلِكَ القُرْآنُ عَيْنُ كَلَامِهِ الْـ … ـمَسْمُوعِ مِنْهُ حقِيقَةً بِبَيَانِ
562 – هُوَ قَوْلُ رَبّي كلُّهُ لَا بَعْضُهُ … لَفْظًا وَمَعْنىً مَا هُمَا خَلْقَانِ
563 – تَنْزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ وقَوْلُهُ … اَللَّفْظُ والمَعْنَى بِلَا رَوَغَانِ
564 – لَكنَّ أصْواتَ الْعِبَادِ وفِعْلَهُمْ … كَمِدَادِهِمْ والرَّقِّ مَخْلوقَانِ
565 – فالصَّوتُ لِلْقَارِي ولَكِنَّ الكَلَا … مَ كلامُ ربِّ العرْشِ ذِي الإحْسَانِ
566 – هَذا إِذَا مَا كَانَ ثَمَّ وَسَاطَةٌ … كَقرَاءَةِ المخْلُوقِ للقُرْآنِ
(المتن/45)
567 – فإِذَا انْتفَتْ تِلْكَ الوسَاطَةُ مِثْلَمَا … قَدْ كلَّمَ الموْلودَ مِنْ عِمْرانِ
568 – فهُنالِكَ المخْلُوقُ نَفْسُ السَّمْع لَا … شَيءٌ مِنَ المسْمُوعِ فافْهَمْ ذَانِ
569 – هَذِي مَقَالَةُ أحْمدٍ ومُحَمَّدٍ … وخُصُومُهُمْ مِنْ بَعْدُ طَائِفَتَانِ
570 – إحْدَاهُمَا زَعَمَتْ بأنَّ كَلَامَهُ … خَلْقٌ لَهُ ألفَاظُهُ وَمَعَانِي
571 – والآخَرُونَ أَبَوْا وَقَالُوا شَطْرُهُ … خَلْقٌ وشَطْرٌ قَامَ بالرَّحْمنِ
572 – زَعَمُوا القُرَان عِبَارَةً وحِكَايَةً … فَلَنَا كَمَا زَعَمُوهُ قُرآنانِ
573 – هَذَا الَّذِي نَتْلوهُ مخْلُوقٌ كَمَا … قَالَ الوَلِيدُ وَبعْدَهُ الفِئَتَانِ
574 – والآخَرُ المعْنَى القَدِيمُ فقَائِمٌ … بالنَّفْسِ لَمْ يُسْمَعْ مِنَ الدَّيَّانِ
575 – والأمْرُ عَيْنُ النَّهْيِ واسْتِفْهَامُهُ … هُوَ عَيْنُ إِخْبَارٍ وَذا وَحْداني
576 – وَهُوَ الزَّبُورُ وَعَيْنُ تَوْرَاةٍ وإنْـ … ـجِيلٍ وعَيْنُ الذِّكْرِ والفُرْقَانِ
577 – الكُلُّ معنًى وَاحِدٌ فِي نَفْسِهِ … لَا يَقْبَلُ التَّبْعِيضَ فِي الأذْهَانِ
578 – مَا إنْ لَهُ كلٌّ وَلَا بَعْضٌ وَلَا لفظٌ … ولا حَرْفٌ وَلَا عَرَبي وَلَا عِبْرَانِي
579 – ودَلِيلُهُمْ فِي ذَاكَ بَيتٌ قَالَهُ … فِيمَا يُقَالُ الأَخْطَلُ النَّصْرَانِي
580 – يَا قَوْمُ قدْ غَلِطَ النَّصارَى قَبْلُ فِي … مَعْنَى الكَلَامِ ومَا اهْتَدَوْا لِبَيَانِ
581 – ولأجْلِ ذَا ظنّوا المسِيحَ إلهَهُمْ … إذ قِيلَ كِلْمَةُ خَالِقٍ رَحْمنِ
582 – ولأجْلِ ذَا جَعَلُوهُ نَاسُوتًا وَلَا … هُوتًا قَدِيمًا بَعْدُ مُتَّحِدَانِ
583 – وَنظِيرُ هَذَا مَنْ يَقُولُ كَلَامُهُ … مَعْنىً قَدِيمٌ غَيْرُ ذِي حِدْثَانِ
584 – والشَّطرُ مخْلُوقٌ وتِلْكَ حُرُوفُهُ … نَاسوتُهُ لَكِنْ هُمَا غَيْرَانِ
585 – فانظُرْ إِلَى ذَا الاتِّفَاقِ فإنَّهُ … عَجَبٌ وطَالِعْ سُنَّةَ الرَّحمن
586 – وتكَايَسَتْ أخْرَى وَقَالتْ إنَّ ذَا … قَوْلٌ مُحَالٌ وَهْوَ خَمْسُ مَعَانِ
587 – تِلْكَ التِي ذُكِرتْ ومَعْنَىً جَامعٌ … لِجَمِيعِهَا كالأُسِّ لِلبُنْيَانِ
588 – فتكُونُ أنواعًا وعِنْدَ نَظِيرِهِمْ … أوْصافَهُ وهُمَا فمتَّفِقَانِ
589 – أنَّ الَّذِي جَاءَ الرسُولُ بِهِ فَمَخْـ … ـلوقٌ ولَم يُسْمَعْ مِنَ الدَّيّانِ
(المتن/46)
590 – والخُلْفُ بَيْنَهُمُ فقيل مُحَمَّدٌ … أَنْشَاهُ تَعْبِيرًا عَنِ القُرْآنِ
591 – والآخَرونَ أَبَوْا وَقَالُوا إنَّمَا … جِبْرِيلُ أنشَاهُ عَنِ المنَّانِ
592 – وتكَايَسَتْ أخْرَى وقَالَتْ إنَّهُ … نَقْلٌ مِنَ اللَّوحِ الرَّفِيعِ الشَّانِ
593 – فاللَّوحُ مَبداه وربُّ اللَّوحِ قَدْ … أنشَاهُ خَلْقًا فِيه ذَا حِدْثانِ
594 – هَذِي مقَالَاتٌ لهُمْ فانظرْ تَرَى … فِي كُتْبِهِمْ يَا مَنْ لَهُ عَيْنَانِ
595 – لَكِنَّ أهْلَ الحَقِّ قَالُوا إنَّمَا … جِبْرِيلُ بلَّغَهُ عَنِ الرَّحْمنِ
596 – أَلْقَاهُ مَسْمُوعًا لَهُ مِنْ رَبِّهِ … لِلصَّادِقِ المصْدُوقِ بالبُرْهَانِ
* * *
فصلٌ في مجامعِ طُرُقِ أهلِ الأرضِ واختلافِهم في القرآنِ
597 – وإذَا أرَدْتَ مَجَامِعَ الطُّرُقِ الَّتِي … فِيهَا افتِرَاقُ النَّاسِ فِي القُرآنِ
598 – فمَدارُهَا أصْلَانِ قَامَ عَلَيْهمَا … هَذَا الخِلَافُ هُمَا لَهُ رُكنَانِ
599 – هَلْ قوْلُهُ بمشيِئةٍ أمْ لَا وَهَلْ … فِي ذَاتِهِ أمْ خَارجٌ هَذَانِ
600 – أصْلا اختِلَافِ جَمِيع أهْلِ الأرْضِ فِي الْـ … ـقُرآنِ فَاطْلُبْ مُقْتَضَى الْبُرهَانِ
601 – ثُمَّ الأُلَى قَالُوا بِغيرِ مَشِيئَةٍ … وإرادَةٍ مِنهُ فطَائِفَتَانِ
602 – إحْدَاهُمَا جَعَلَتْهُ مَعْنَىً قَائِمًا … بالنَّفْسِ أو قَالُوا بِخَمْسِ مَعَانِ
603 – واللَّهُ أحدَثَ هَذِه الألفَاظَ كَيْ … تُبدِيهِ معْقُولًا إلَى الأذْهَانِ
604 – وَلذَاكَ قَالُوا إنَّهَا لَيْسَتْ هِي الْـ … ـقُرآنَ بَلْ دَلَّتْ عَلَى القُرْآنِ
605 – ولَرُبَّما سُمِّي بِهَا القُرْآنُ تَسْـ … ـمِيَةَ المَجازِ وذَاكَ وَضعٌ ثَانِ
606 – ولذَلِكَ اخْتَلفُوا فقيلَ حِكَايةٌ … عَنْهُ وقِيلَ عِبَارةٌ لِبَيَانِ
607 – إذْ كَانَ ما يُحْكَى كمَحْكِيٍّ وهَـ … ـذَا اللفْظُ والمعْنَى فمُخْتَلِفَانِ
(المتن/47)
608 – ولذَا يُقَالُ حَكَى الحَدِيثَ بعَيْنهِ … إذْ كَانَ أوّلُهُ نظيرَ الثَّانِي
609 – فَلِذَاكَ قَالُوا لَا نَقُولُ حِكَايَةٌ … ونَقُولُ ذَاكَ عِبَارَةُ الفُرْقَانِ
610 – والآخَرُونَ يَرَوْنَ هَذَا البَحْثَ لفْـ … ـظِيًّا ومَا فِيهِ كَبيرُ مَعَانِ
* * *
فصلٌ في مَذْهبِ الاقْترانِيَّةِ
611 – والفِرْقَةُ الأخْرَى فَقَالَتْ إِنَّهُ … لفظٌ ومَعْنىً لَيْسَ ينْفَصِلَانِ
612 – واللَّفْظُ كالمعْنَى قَدِيمٌ قَائِمٌ … بالنفْسِ لَيْسَ بقَابِل الحِدْثَانِ
613 – فالسِّينُ عِنْدَ البَاءِ لَا مشبُوقةٌ … لكنْ هُمَا حَرْفَانِ مقْتَرِنانِ
614 – والقَائلُونَ بذَا يقُولُوا إنَّمَا … تَرْتِيبُهَا في السَّمْعِ بالآذَانِ
615 – ولَها اقتِرَانٌ ثَابِتٌ لِذَوَاتِهَا … فاعْجَبْ لِذَا التَّخْلِيط والهَذَيَانِ
616 – لكِنَّ زَاغُونِيَّهُمْ قَدْ قَالَ إنّ … م ذَوَاتِهَا وَوُجُودَهَا غَيْرانِ
617 – فترتَّبتْ بوُجودِهَا لَا ذَاتِهَا … يا لَلْعُقُولِ وزيْغةِ الأذْهَانِ
618 – لَيْسَ الوُجودُ سِوى حَقِيقَتِهَا لدى الْـ … أَذْهَانِ بَلْ فِي هَذِهِ الأعْيَانِ
619 – لَكِنْ إِذَا أَخَذَ الحقيقَةَ خَارجًا … ووجودَهَا ذِهْنًا فمُخْتَلِفَانِ
620 – والعكْسُ أيضًا مِثْلُ ذَا فَإِذَا هُمَا اتَّـ … ـحَدَا اعتبَارًا لمْ يَكُنْ شَيْئَانِ
621 – وبذا تزُولُ جَمِيعُ إشْكَالَاتِهم … فِي ذَاتِهِ ووجُودِهِ الرَّحْمنِ
* * *
فصلٌ في مذاهبِ القائلينَ بأنَّهُ متعلِّقٌ بالمشيئةِ والإرادةِ
622 – وَالقَائِلُونَ بأنَّهُ بِمَشِيئَةٍ … وإِرَادَةٍ أيضًا فَهُمْ صِنْفَانِ
(المتن/48)
623 – إحْدَاهمَا جَعَلَتْه خارجَ ذاتِه … كَمشيئةٍ لِلْخلق والأَكْوَانِ
624 – قَالُوا: وصارَ كَلَامُهُ بإضافَةِ التَّـ … ـشْرِيفِ مثلَ البيتِ ذِي الأرْكَانِ
625 – مَا قَالَ عندَهُمُ وَلَا هُوَ قائِلٌ … والقولُ لم يُسْمَعْ منَ الدَّيَّانِ
626 – فالقولُ مفعُولٌ لديْهم قائِمٌ … بالغَيْر كالأعرَاضِ والألوانِ
627 – هَذِي مقالةُ كلِّ جَهْمِيٍّ وهُمْ … فِيهَا الشُّيوخُ مُعلِّمو الصِّبْيانِ
628 – لَكِنَّ أَهْلَ الاعتِزَالِ قَديِمَهُمْ … لَمْ يذهَبُوا ذَا المذهَبَ الشَّيْطَانِي
629 – وَهُمُ الألُى اعْتزَلوا عنِ الحسَنِ الرِّضَا الْـ … ـبَصْرِيِّ ذَاكَ العالِمِ الربَّانِي
630 – وَكَذَاكَ أتْبَاعٌ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ … مِنْ قَبْلِ جَهْمٍ صَاحِبِ الحِدْثَانِ
631 – لكنَّمَا متأخِّرُوهُمْ بعد ذَ … لكَ وافَقُوا جَهْمًا عَلَى الكُفْرَانِ
632 – فهُمُ بذَا جَهْمِيَّةٌ أَهْلُ اعْتِزَا … لٍ ثَوبُهُمْ أضْحَى لَه عَلَمَانِ
633 – ولقد تقلَّد كفرَهُم خَمْسُونَ فِي … عَشْرٍ مِنَ العُلَماءِ في البُلْدَانِ
634 – واللالَكَائِيُّ الإمامُ حَكَاهُ عَنْـ …. ـهُم بَلْ حَكَاهُ قبلَهُ الطَّبَرانِي
* * *
فصلٌ في مذهب الكَرَّامِيَّةِ
635 – والقَائِلونَ بأنَّهُ بمشِيئَةٍ … فِي ذَاتِه أيضًا فَهُمْ نَوعَانِ
636 – إحْدَاهُمَا جَعَلَتْهُ مبدُوءًا بِهِ … نَوعًا حِذَارَ تسَلْسُلِ الأعْيَانِ
637 – فَيَسُدُّ ذَاكَ عَلَيهمُ فِي زَعْمِهِم … إِثبَاتَ خَالِق هَذِهِ الأكْوَانِ
638 – فَلِذَاكَ قَالوا إنَّهُ ذُو أوّلٍ … ما لِلفَنَاءِ علَيهِ منْ سُلْطانِ
639 – وكلَامُهُ كفِعَالِهِ وكلَاهُمَا … ذُو مبدأ بلْ ليسَ يَنتَهِيَان
640 – قَالُوا وَلَم يُنْصِفْ خُصُومٌ جَعْجَعُوا … وأَتَوْا بتَشْنِيعٍ بِلَا بُرهَانِ
(المتن/49)
641 – قُلْنَا كَمَا قَالُوهُ في أفعَالِهِ … بَلْ بَينَنَا بَونٌ مِنَ الفُرقَانِ
642 – بَلْ نَحْنُ أسْعَدُ مِنْهُمُ بِالحقِّ إذْ … قلْنَا هُمَا باللَّهِ قَائِمَتَانِ
643 – وهُمُ فَقَالُوا لَم يَقُمْ بالله لَا … فِعْلٌ ولا قَوْلٌ فتعْطِيلانِ
644 – لِفَعَالِهِ ومَقَالِهِ شَرٌّ وأبـ … ـطَلُ مِنْ حُلُولِ حَوَادثٍ بِبَيَانِ
645 – تَعْطِيلُهُ عَنْ فِعْلِهِ وَكَلَامِهِ … شَرٌّ مِنَ التشْنِيعِ بالهذَيَانِ
646 – هَذِي مقالاتُ ابْنِ كرَّامٍ ومَا … رَدُّوا عَلَيهِ قَطُّ بالبرهَانِ
647 – أنَّى وَمَا قَدْ قَالَ أَقْربُ مِنْهُمُ … لِلْعَقْلِ والآثارِ والقُرآنِ
648 – لَكِنَّهُم جَاؤوا لَهُ بجَعَاجعٍ … وفرَاقِعٍ وقَعَاقِعٍ بشِنانِ
* * *
فصلٌ في ذكرِ مذهبِ أهلِ الحديث
649 – والآخَرُونَ أُولُو الحدِيثِ كأحْمدٍ … ومُحَمَّدٍ وأئمةِ الإيمَانِ
650 – قَالُوا بأنَّ الله حَقًا لَم يَزَلْ … مُتكَلِّمًا بمشيئَةٍ وَبَيَانِ
651 – إن الكَلَامَ هُوَ الكَمَالُ فكيفَ يَخْـ … ـلُو عَنْهُ فِي أزَلٍ بِلَا إمْكَانِ؟
652 – وَيصِيرُ فِيمَا لَم يَزَلْ مُتكَلِّمًا … مَاذَا اقْتَضَاهُ لَهُ مِنَ الإمْكَانِ؟
653 – وتَعَاقُبُ الكَلِمَاتِ أمرٌ ثَابِتٌ … لِلذَّاتِ مثْلَ تَعَاقُبِ الأزْمَانِ
654 – واللهُ ربُّ العرشِ قالَ حقِيقَةً … “حم” مَعْ “طهَ” بغيرِ قِرَانِ
655 – بَلْ أحرُفٌ مترتِّبَاتٌ مثْلَمَا … قَدْ رُتِّبَتْ فِي مَسْمَعِ الإنسَانِ
656 – وَقْتَانِ فِي وَقْتٍ مُحَالٌ هَكَذَا … حَرْفَانِ أيضًا يُوجَدَا فِي آنِ
657 – مِنْ وَاحِدٍ متكلِّمٍ بلْ يُوجَدَا … بالرَّسْمِ أو بتكلُّمِ الرجُلَانِ
658 – هَذَا هُوَ المعْقُولُ أما الاقْتِرا … نُ فليسَ معْقُولًا لدى الأَذهَانِ
(المتن/50)
659 – وَكَذَا كَلَامٌ مِنْ سِوى مُتكلِّمٍ … أيضًا مُحَالٌ ليسَ في إمْكَانِ
660 – إلا لِمَنْ قَامَ الكَلَامُ بِهِ فَذَا … كَ كَلَامُه المعقُولُ للإنسان
661 – أيكونُ حَيٌّ سامعًا أو مُبْصِرًا … من غيرِ مَا سَمْعٍ وغَيرِ عِيَانِ
662 – والسَّمعُ والإبْصارُ قَامَ بغيرِهِ … هذا المُحَالُ وواضحُ البُهْتَانِ
663 – وكَذا مريدٌ والإرَادَةُ لَم تَكنْ … وصْفًا لهُ هذَا من الهَذَيَانِ
664 – وَكذَا قدِيرٌ ما لَهُ من قُدرةٍ … قامتْ بِهِ منْ واضحِ البُطْلَانِ
665 – واللهُ جَلَّ جلالُه متكلِّمٌ … بالنَّقلِ والمعقُولِ والبرهَانِ
666 – قد أجمعَتْ رُسُلُ الإله عَلَيه لَم … يُنكِره من أتْبَاعِهِم رَجُلَانِ
667 – فكلامُهُ حقًا يَقُوم بِهِ وإلّا … م لَم يَكُنْ مُتكلِّمًا بقُرَانِ
668 – واللهُ قَالَ وقَائِلٌ وكذا يقُو … لُ الحَقَّ ليسَ كَلامُهُ بالفَانِي
669 – ويُكلِّمُ الثَّقَلَينِ يومَ معَادِهِم … حَقًّا فيَسمعُ قولَهُ الثَّقَلَانِ
670 – وكذا يكلِّمُ حِزْبَهُ فِي جَنَّةِ الْـ … ـحَيَوانِ بالتسليمِ والرِّضوان
671 – وَكَذَا يكلِّمُ رُسْلَهُ يومَ اللِّقَا … حقًا فيسألُهُم عن التِّبْيَانِ
672 – ويُراجِعُ التكليمَ جلَّ جلَالُه … وقتَ الجِدَالِ لَهُ من الإنسَانِ
673 – ويُكلِّمُ الكُفَّارَ في العَرَصَاتِ تَوْ … بِيخًا وتَقْرِيعًا بلا غُفْرَانِ
674 – ويُكلِّمُ الكُفّارَ أيضًا في الجَحِيـ … ـمِ أَنِ اخْسَؤوا فِيهَا بكُلِّ هَوَانِ
675 – واللهُ قدْ نَادَى الكَليمَ وقَبلَهُ … سَمِعَ النِّدا في الجَنَّةِ الأَبَوَانِ
676 – وأتَى النِّدا في تِسعِ آياتٍ لَهُ … وَصْفًا فرَاجِعْهَا مِنَ القُرآنِ
677 – وكَذَا يُكلِّمُ جَبرَئيلَ بِأَمْرِهِ … حَتَّى ينفِّذَهُ بكلِّ مَكَانِ
678 – واذكُرْ حدِيثًا في صَحيحِ محمَّدٍ … ذَاكَ البُخَارِيِّ العظيمِ الشَّانِ
679 – فِيهِ نِداءُ اللهِ يومَ معَادِنَا … بالصَّوتِ يبلغُ قَاصيًا والدَّانِي
680 – هَبْ أنَّ هَذَا اللفظَ لَيْسَ بثَابِتٍ … بَلْ ذِكْرُهُ مَعَ حَذْفِهِ سِيَّانِ
681 – وَرَواهُ عِنْدَكُمُ البُخَارِيُّ المجَسَّـ … ـمُ بَلْ رَوَاهُ مجَسِّمٌ فوقَانِي
(المتن/51)
682 – أَيصِحُّ فِي عَقْلٍ وَفي نَقْلٍ نِدَا … ءٌ ليسَ مَسْمُوعًا لَنَا كأذَانِ
683 – أَمْ أجمَعَ العُقَلاءُ مِنْ … أَهلِ اللِّسَانِ وأهْلِ كُلِّ لِسَانِ
684 – أن النِّدا الصَّوتُ الرَّفِيعُ وَضِدُّهُ … فَهُوَ النِّجَاءُ كِلَاهُمَا صَوْتَانِ
685 – واللهُ موْصُوفٌ بذَاكَ حقِيقَةً … هَذَا الحَدِيثُ ومحْكمُ القُرآنِ
686 – وَاذكُرْ حَديثًا لابنِ مسْعودٍ صَريـ … ـحًا أنَّهُ ذُو أحْرُفٍ بِبَيَانِ
687 – لِلْحَرفِ مِنْهُ فِي الجزَا عَشْرٌ مِنَ الْـ … ـحَسَنَاتِ مَا فِيهنَّ مِنْ نُقْصانِ
688 – وانظُر إِلى السُّوَر الَّتي افْتُتِحَتْ بأحْـ … ـرُفِهَا تَرى سرًّا عَظِيمَ الشَّانِ
689 – لَم يأتِ قَطُّ بسُورةٍ إلا أَتَى … فِي إثرِهَا خَبَرٌ عَنِ القُرْآنِ
690 – إذْ كَانَ إخْبَارًا بِهِ عَنْهَا وَفِي … هَذَا الشِّفَاءُ لطَالِبِ الإيمَانِ
691 – وَيَدُلُّ أَنَّ كَلَامَهُ هُوَ نَفْسُهَا … لَا غَيرُهَا والحَقُّ ذُو تِبيَانِ
692 – فَانْظُر إِلَى مَبدا الكِتَابِ وَبَعْدَهَا الْـ … أَعْرَافِ ثم كَذَا إلى لُقْمَانِ
693 – مَعَ تِلْوِهَا أَيْضًا وَمَعْ “حم” مَعْ … “يس” وافْهَم مُقْتَضَى القُرآنِ
* * *
فصلٌ في إلزامِهم القولَ بنفي الرّسالةِ إذا انتفتْ صفة الكلام
694 – واللهُ عزَّ وجَلَّ مُوصٍ آمِرٌ … نَاهٍ مُنَبٍّ مُرسِلٌ لِبَيَانِ
695 – وَمُخَاطِبٌ ومُحَاسِبٌ وَمُنَبِّئٌ … وَمُحَدِّثٌ ومُخَبِّرٌ بالشَّانِ
696 – ومُكَلِّمٌ مُتَكَلِّمٌ بَلْ قَائِلٌ … ومحَذِّرٌ ومبَشِّرٌ بأَمَانِ
697 – هَادٍ يَقُولُ الحقَّ مُرشِدُ خَلقِه … بكلَامِهِ لِلحَقِّ والإِيمَانِ
698 – فإذا انْتَفَتْ صِفَةُ الكَلَامِ فكُلُّ هَـ … ـذَا منْتَفٍ متحقِّقُ البُطْلَانِ
699 – وإِذَا انْتَفَتْ صِفَةُ الكَلَامِ كَذَلِكَ الـ … إرْسَالُ مَنْفِيٌّ بِلَا فُرْقَانِ
700 – فرِسَالةُ المبعوثِ تبليغٌ كَلَا … مَ المرسِلِ الداعِي بِلَا نُقْصَانِ
(المتن/52)
701 – وحَقِيقَةُ الإرسَالِ نفْسُ خطَابِهِ … للمرْسَلينَ وإنَّهُ نَوْعَانِ
702 – نَوعٌ بغَيرِ وَسَاطَةٍ ككَلَامِهِ … مُوسَى وجبرِيلَ القريبَ الدَّانِي
703 – مِنهُ إِلَيهِ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِهِ … إذْ لَا تَراهُ هاهُنا العَينَانِ
704 – وَالآخَرُ التَّكْليمُ مِنْهُ بالوَسَا … طَةِ وَهْوَ أيْضًا عندَهُ ضَربَانِ
705 – وَحْىٌ وَإِرْسَالٌ إِلَيهِ وَذَاكَ فِي الشُّـ … ـورَى أَتَى فِي أَحْسَنِ التِّبيَانِ
* * *
فصلٌ في إلزامهم التَّشبيهَ للرَّبِّ بالجمادِ الناقصِ إذا انتفتْ صفة الكلامِ
706 – وَإِذا انتَفَتْ صِفَةُ الكَلَامِ فَضِدُّهَا … خَرَسٌ وذلكَ غَايَةُ النُّقْصَانِ
707 – فلَئِنْ زَعَمْتُم أنَّ ذَلِكَ فِي الَّذِي … هُوَ قَابِلٌ مِنْ أمَّةِ الحَيَوَانِ
708 – والرَّبُّ لَيسَ بقَابِلٍ صِفَةَ الكَلَا … مِ فَنَفْيُهَا مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ
709 – فيُقَالُ سَلْبُ كَلَامِهِ وَقَبُولِهِ … صِفَةَ الكَلامِ أتمُّ للنقْصَانِ
710 – إذْ أخْرَسُ الإنسَانِ أكملُ حَالةً … مِنْ ذَا الجَمَادِ بأوضَحِ البُرهَانِ
711 – فَجَحدْتَ أَوْصَافَ الكمَالِ مَخَافَةَ التَّـ … ـجْسِيمِ والتشْبيهِ بالإنْسَانِ
712 – وَوَقَعْتَ فِي تَشْبِيهِهِ بالجامدا … تِ النَّاقصاتِ وذَا مِنَ الخِذْلَانِ
713 – اللهُ أكبرُ هُتِّكَتْ أَسْتَارُكُم … حَتى غَدَوْتُم ضُحْكَةَ الصِّبيَانِ
فصلٌ في إلزامِهمْ بالقولِ بأنَّ كلامَ الخلقِ حقَّهُ وباطِلَهُ هو عينُ كلامِ اللهِ سبحانَهُ
714 – أَوَ ليسَ قَد قَامَ الدَّلِيلُ بأنَّ أَفْـ … ـعالَ العِبَادِ خَليقَةُ الرَّحْمنِ
(المتن/53)
715 – مِنْ أَلْفِ وَجْهٍ أوْ قَرِيبِ الألفِ يُحْـ … ـصِيها الذي يُعْنَى بِهَذَا الشَّانِ
716 – فيكُونُ كلُّ كَلامِ هَذَا الخَلْقِ عَيْـ … ـنَ كَلَامهِ سُبْحَانَ ذِي السُّلْطَانِ
717 – إِذْ كَانَ مَنْسُوبًا إِلَيهِ كَلَامُهُ … خَلْقًا كَبَيتِ اللهِ ذِي الأرْكَانِ
718 – هَذَا ولَازِمُ قَولِكُم قَدْ قَالَهُ … ذُو الاتِّحَادِ مصرِّحًا بِبَيَانِ
719 – حَذَرَ التناقُضِ إذْ تَنَاقَضْتُم وَلَـ … ـكِنْ طرْدُهُ في غايَةِ الكُفْرَانِ
720 – فلَئِنْ زَعمْتُم أنَّ تَخْصِيصَ القُرَا … نِ كَبيتِهِ وكِلَاهُمَا خَلْقَانِ
721 – فيقالُ ذا التخصِيصُ لا ينْفِي العُمو … مَ كرَبِّ ذِي الأكْوَانِ
722 – ويقالُ ربُّ العَرْشِ أَيْضًا، هَكَذَا … تَخْصِيصُهُ لإضَافَةِ القرآنِ
723 – لَا يَمنَعُ التَّعْميمَ في البَاقِي وذَا … في غايةِ الإِيضاحِ والتبيَانِ
* * *
فصلٌ في التَّفريقِ بين الخلقِ والأمْرِ
724 – وَلَقدْ أتَى الفُرقَانُ بَينَ الخَلْقِ والْـ … أَمْرِ الصَّريحُ وذَاكَ في الفُرْقَانِ
725 – وكِلَاهُمَا عِنْد المُنَازعِ واحِدٌ … والكُلُّ خَلقٌ مَا هُنَا شَيئَانِ
726 – والعَطْفُ عندَهُمُ كعَطْفِ الفَردِ مِنْ … نَوعٍ عَلَيهِ وذَاكَ فِي القُرآنِ
727 – فيقالُ هَذَا ذُو امْتِنَاعٍ ظَاهِرٍ … في آيةِ التَّفْرِيقِ ذُو تبيَانِ
728 – فاللهُ بعدَ الخَلْقِ أخبرَ أنَّهَا … قدْ سُخِّرَتْ بالأمْرِ للجَرَيَانِ
729 – وأبانَ عَنْ تَسْخِيرِهَا سُبْحَانهُ … بالأمْرِ بَعْدَ الخَلْقِ بالتِّبيَانِ
730 – والأَمْرُ إِمَّا مَصْدَرٌ أَوْ كَانَ مَفْـ … ـعُولًا هُمَا فِي ذَاكَ مُستوِيانِ
731 – مَأْمُورُهُ هُوَ قَابلٌ لِلأَمْرِ كَالْـ … ـمَصْنُوعِ قَابِلِ صَنْعةِ الرَّحْمنِ
732 – فإذا انتَفَى الأمرُ انتفَى المأمُورُ كالـ … ـمَخلُوقِ يُنْفَى لانْتفَا الحِدْثَانِ
(المتن/54)
733 – وانظُر إلى نَظْم السِّيَاقِ تَجِدْ بِهِ … سِرًّا عَجيبًا واضِحَ البرْهَانِ
734 – ذَكَرَ الخُصُوصَ وفِعلَه مُتَقَدِّمًا … والوصفَ والتعْمِيمَ في ذا الثَّانِي
735 – فَأتَى بنوعَيْ خلقِهِ وبأمْرِهِ … فعْلًا ووصْفًا موجزًا بِبَيَانِ
736 – فتَدَبَّرِ القُرآنَ إنْ رُمْتَ الهُدَى … فالعِلْمُ تَحْتَ تَدَبُّرِ القُرآنِ
فصلٌ في التَّفريقِ بينَ مَا يضافُ إلى الرَّبِّ تعالى من الأوْصَافِ والأعْيانِ
737 – واللهُ أخْبَرَ فِي الكِتَابِ بأنَّهُ … مِنْهُ وَمجْرورٌ بِمِنْ نَوْعَانِ
738 – عَينٌ وَوَصْفٌ قَائِمٌ بِالغَير فَالـ … أَعْيَانُ خَلْقُ الخَالِقِ الرَّحْمنِ
739 – والوَصْفُ بالمجْرورِ قَامَ لأنَّهُ … أَوْلَى بِهِ فِي عُرفِ كلِّ لِسَانِ
740 – ونظِيرُ ذَا أيْضًا سَوَاءً مَا يُضَا … فُ إِلَيْهِ منْ صِفةٍ ومنْ أَعْيَانِ
741 – فإضَافَةُ الأَوْصَافِ ثَابِتةٌ لِمنْ … قَامَتْ بِهِ كإرَادَةِ الرَّحْمنِ
742 – وإضَافَةُ الأَعيَانِ ثَابِتةٌ لَهُ … مِلْكًا وخَلْقًا مَا هُمَا سِيَّانِ
743 – فانْظُرْ إلَى بَيتِ الإلهِ وعِلْمِهِ … لمَّا أُضِيفَا كَيْفَ يَفْترِقَانِ
744 – وكَلَامُهُ كحَيَاتِهِ وكعِلمِهِ … فِي ذِي الإضَافَةِ إذْ هُمَا وَصْفَانِ
745 – لكنَّ ناقَتَهُ وبَيتَ إِلهنَا … فكعَبدِهِ أيضًا هُمَا ذَاتَانِ
746 – فانظُرْ إِلَى الجَهْمِيِّ لَمَّا فَاتَهُ الْـ … ـحَقُّ المبينُ وَوَاضِحُ الفُرقانِ
747 – كَانَ الجَمِيعُ لدَيْه بابًا واحدًا … والصبحُ لَاحَ لِمَنْ له عَيْنَانِ
* * *
فصلٌ
748 – وأَتَى ابنُ حزْمٍ بَعْدَ ذَاكَ فقَالَ مَا … لِلنَّاسِ قُرآنٌ ولَا اِثْنَانِ
(المتن/55)
749 – بَلْ أرْبَعٌ كلٌّ يُسَمَّى بالقُرَا … نِ وذَاكَ قَوْلٌ بَيِّنُ البُطْلَانِ
750 – هَذَا الَّذِي يُتْلَى وآخَرُ ثَابِتٌ … فِي الرَّسْمِ يُدْعَى المصْحَفَ العُثْمَانِي
751 – والثَّالِثُ المحفُوظُ بَيْنَ صُدُورِنَا … هَذِي الثَّلَاثُ خَلِيقَةُ الرَّحْمنِ
752 – والرابعُ المعْنَى القَدِيمُ كعِلْمِهِ … كُلٌّ يُعَبَّرُ عَنْهُ بالقُرآنِ
753 – وأظنُّهُ قَدْ رَامَ شيئًا لَم يَجِدْ … عَنْهُ عِبَارَةَ نَاطِقٍ بِبَيَانِ
754 – أنَّ المُعَيَّنَ ذُو مَرَاتِبَ أَربعٍ … عُقِلَتْ فَلَا تَخْفَى عَلَى إنسَانِ
755 – فِي العَينِ ثمَّ الذِّهْنِ ثم اللَفْظِ ثُمَّ … الرَّسْمِ حِينَ تَخُطُّه بِبَنَانِ
756 – وَعَلَى الجَمِيعِ الاسْمُ يَصْدُقُ لَكِنِ الـ … أَوْلَى بِهِ الموجُودُ فِي الأعْيَانِ
757 – بِخِلَافِ قَوْلِ ابْنِ الخَطِيبِ فَإنَّهُ … قَدْ قَال إنَّ الوَضْعَ للأذْهَانِ
758 – فَالشّيءُ شَيءٌ وَاحِدٌ لَا أَربعٌ … فدَهَى ابنَ حزْمٍ قلَّةُ الفُرقَانِ
759 – واللهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ سُبحانَهُ … مُتَكَلِّمٌ بِالْوَحْي وَالْفُرقَانِ
760 – وكَذَاكَ أخْبَرَنَا بأنَ كلامَه … بِصُدُورِ أهْلِ العِلْمِ والإيمَانِ
761 – وكذَاكَ أخبَرَ أنهُ المكْتُوبُ فِي … صُحُفٍ مطَهَّرةٍ مِنَ الشيطانِ
762 – وكَذاكَ أخْبَرَ أنهُ المَتْلُوُّ والْـ … ـمَقْرُوءُ عِنْدَ تِلَاوةِ الإنْسَانِ
763 – والكُلُّ شَيءٌ وَاحِدٌ لَا أَنَّهُ … هُوَ أربَعٌ وثَلَاثَةٌ واثْنَانِ
764 – وَتِلَاوَةُ القُرآنِ أَفعَالٌ لَنَا … وكذا الكِتابَةُ فَهْىَ خَطُّ بَنَانِ
765 – لَكِنَّمَا المتْلُوُّ والمكْتُوبُ والـ … ـمَحْفُوظُ قَوْلُ الواحِد المنَّانِ
766 – والعبدُ يقرَؤُهُ بصَوْتٍ طَيِّبٍ … وبِضِدِّه فَهُمَا لَهُ صَوْتَانِ
767 – وَكَذَاكَ يَكْتُبُه بخَطٍّ جَيِّدٍ … وبِضِدِّهِ فهُمَا لَهُ خَطَّانِ
768 – أصْوَاتُنَا ومِدَادُنا وَأَدَاتُنَا … والرَّقُّ ثُمَّ كِتَابَةُ القُرآنِ
769 – [ولقد أتَى بصوابه فِي نَظْمِهِ … مَن قالَ قولَ الحَقِّ غَيرَ جَبَانِ
770 – (إِنَّ الَّذِي هُوَ فِي المصاحِفِ مُثْبَتٌ … بأنَامِلِ الأَشْيَاخِ والشُّبَّانِ
771 – هُوَ قَوْلُ رَبِّى آيُهُ وحُرُوفُه … ومِدَادُنَا والرَّقُّ مَخْلُوقَانِ)
772 –
(المتن/56)
فَشَفَى وفَرَّقَ بَينَ مَتْلُوٍّ ومصْـ … ـنُوعٍ وذَاكَ حَقِيقَةُ العِرْفَانِ]773 – الكُلُّ مَخْلُوقٌ وَليسَ كَلَامُهُ الـ … ـمَتْلُوُّ مَخْلُوقًا هُما شَيئَانِ
774 – فَعَليكَ بالتَّفْصِيلِ والتَّمييزِ فالـ … إِطْلَاقُ والإجْمَالُ دُونَ بَيَانِ
775 – قَدْ أَفْسَدَا هَذَا الوُجودَ وَخَبَّطَا الـ … أَذْهَانَ والآراءَ كُلَّ زَمَانِ
776 – وَتلَاوَةُ القُرآنِ فِي تَعْرِيفهَا … باللامِ قَدْ يُعْنَى بِهَا شَيئَانِ
777 – يُعْنَى بِها المتْلُوُّ فَهْوَ كَلَامُهُ … هُوَ غَيرُ مَخْلُوقٍ كَذِي الأكْوَانِ
778 – ويُرادُ أفعَالُ العِبَادِ كصوْتِهِم … وأدَائِهِم وكِلَاهُمَا خَلْقَانِ
779 – هَذَا الَّذِي نَصَّتْ عَلَيهِ أئِمَّةُ الْـ … إسْلَامِ أَهْلُ العِلْمِ والعِرفَانِ
780 – وَهُوَ الذِي قَصَدَ البُخَاريُّ الرِّضَا … لَكِنْ تَقَاصرَ قَاصِرُ الأذْهَانِ
781 – عَنْ فَهْمِهِ كتَقَاصُرِ الأفْهَامِ عَنْ … قَولِ الإِمَامِ الأَعْظَمِ الشَّيْبَانِي
782 – في اللَّفْظ لمَّا أنْ نَفَى الضِّدَّيْنِ عَنْـ … ـهُ واهْتَدَى للنَّفْي ذُو عِرفَانِ
783 – فاللَّفْظُ يَصلُحُ مَصدَرًا هُوَ فِعْلُنَا … كَتَلَفُّظٍ بِتلَاوَةِ القُرآنِ
784 – وَكَذاكَ يَصلحُ نَفْسَ مَلْفُوظٍ بِهِ … وَهْوَ القُرَانُ فذَانِ مُحْتَمَلَانِ
785 – فلِذَاكَ أنْكَرَ أحمَدُ الإطْلَاقَ فِي … نَفْيٍ وإثْبَاتٍ بِلَا فُرْقَانِ
* * *
فصلٌ في مقالات الفلاسفةِ والقَرامِطَةِ فِي كلامِ الرَّبِّ جلَّ جلاله
786 – وأتَى ابنُ سِينَا القِرمِطِيُّ مُصَانِعًا … للمُسلِمِينَ بإِفْكِ ذِي بُهْتَانِ
787 – فَرَآهُ فَيضًا فَاضَ مِنْ عَقْلٍ هُوَ الـ … ـفَعَّالُ عِلَّةُ هَذِهِ الأكْوَانِ
788 – حَتَّى تلَقَّاهُ زَكيٌّ فَاضِلٌ … حَسَنُ التَّخَيُّلِ جَيِّدُ التِّبيَانِ
789 – فأتَى بِهِ لِلعَالَمِينَ خَطَابَةً … ومَوَاعِظًا عَرِيَتْ عنِ البُرهَانِ
790 – مَا صَرَّحَتْ أخْبَارُهُ بالحَقِّ بَلْ … رَمَزَتْ إِليهِ إِشَارَةً لِمَعَانِ
(المتن/57)
791 – وخِطَابُ هَذَا الخَلْقِ والجُمْهُورِ بالـ … ـحَقِّ الصَّرِيحِ فَغَيرُ ذِي إمْكَانِ
792 – لَا يَقْبَلونَ حَقَائِقَ المَعْقُولِ إلا … في مِثَالِ الحِسِّ والأَعْيَانِ
793 – وَمَشَاربُ العُقَلاءِ لَا يَرِدُونَهَا … إلا إذَا وُضعَتْ لَهُم بأَوانِ
794 – مِنْ جِنْسِ مَا أَلِفَتْ طِبَاعُهُمُ مِنَ الـ … ـمَحْسُوسِ في ذَا العَالَمِ الجُثْمَانِي
795 – فأتَوْا بِتَشْبِيهٍ وتَمْثِيلٍ وتَجْـ … ـسِيمٍ وتخْيِيلٍ إلَى الأذْهَانِ
796 – ولِذَاكَ يَحْرُمُ عِنْدَهُم تأْوِيلُهُ … لَكِنَّهُ حِلٌّ لِذِي العِرفَانِ
797 – فإِذَا تَأوَّلْناهُ كَانَ جِنَايَةً … مِنَا وَخَرقَ سِيَاجِ ذَا الْبُسْتَانِ
798 – لَكِنْ حَقِيقَةُ قَوْلِهِمْ أَنْ قَدْ أَتَوْا … بالكِذْبِ فيهِ مَصَالِحُ الإنْسَانِ
799 – والفَيلَسُوفُ وَذَا الرَّسُولُ لَدَيْهِمُ … مُتَفَاوِتَانِ وَمَا هُمَا عِدْلَانِ
800 – أمَّا الرَّسُولُ فَفَيلَسُوفُ عَوَامِهِم … وَالفَيلَسُوفُ نَبيُّ ذِي البُرهَانِ
801 – والْحَقُّ عِنْدَهُمُ فَفِيمَا قَالَهُ … أتْبَاعُ صَاحِبِ مَنْطِقِ اليُونَانِ
802 – وَمَضَى عَلَى هَدي المقَالَةِ أمَّةٌ … خَلْفَ ابْنِ سِينَا فاغْتَذَوْا بِلِبَانِ
803 – مِنْهُم نَصِيرُ الكُفْرِ فِي أصْحَابِهِ … النَّاصِرِينَ لِمِلَّةِ الشَّيطَانِ
804 – فَاسْألْ بِهِم ذَا خِبرةٍ تَلْقَاهُمُ … أَعْدَاءَ كُلِّ مُوَحِّدٍ رَبَّانِي
805 – [واسْألْ بِهِم ذَا خِبرةٍ تَلْقَاهُمُ … أَعْدَاءَ رُسْلِ الله والقُرآنِ]806 – صُوفِيُّهُم عَبدُ الوُجوُدِ المطْلَقِ الـ … ـمَعْدُومِ عَنْدَ العَقْلِ فِي الأَعْيَانِ
807 – أَوْ مُلْحِدٌ بالاتحَادِ يَدينُ لَا التَّـ … ـوحِيدِ، مُنْسَلِخٌ مِنَ الأدْيَانِ
808 – مَعْبُودُهُ مَوْطُوؤه فِيهِ يَرَى … وَصْفَ الجَمَالِ وَمَظْهَرَ الإحْسانِ
809 – اللهُ أكبَرُ كَم عَلَى ذَا المذْهَبِ الـ … ـمَلْعُونِ بَينَ النَّاسِ مِنْ شِيخَانِ
810 – يَبغُونَ مِنْهُم دَعْوَةً ويقَبِّلُو … نَ أيَادِيًا مِنْهُم رَجَا الغُفْرَانِ
811 – وَلَوَ انَّهُم عَرَفُوا حَقِيقَةَ أمْرِهِم … رَجَمُوهُمُ لَا شَك بالصَّوَّانِ
812 – فابْذُرْ لَهُم إنْ كُنْتَ تَبْغِي كَشْفَهُم … وَافْرِشْ لَهُم كَفًّا مِنَ الأتْبَانِ
813 – وَاظْهَر بِمظْهَرِ قَابلٍ مِنْهُم وَلَا … تَظْهَر بِمَظْهَرِ صَاحِبِ النُّكْرانِ
(المتن/58)
814 – وَانْظُر إلَى أَنْهارِ كُفْرٍ فُجِّرتْ … وَتَهُمُّ لَوْلَا السَّيْفُ بالجَرَيَانِ
* * *
فصلٌ في مقالاتِ طوائفِ الاتّحاديَّةِ في كلامِ الرَّبِّ جلَّ جلالُهُ
815 – وأتَتْ طَوَائِفُ الاتِّحَادِ بمِلَّةٍ … طَمَّتْ عَلَى مَا قَالَ كُلُّ لِسَانِ
816 – قَالُوا كَلَامُ الله كُلُّ كَلَامِ هَـ … ـذا الْخَلْقِ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ إِنْسَانِ
817 – نَظْمًا وَنَثْرًا زُورُهُ وصَحِيحُهُ … صِدْقًا وَكِذْبًا وَاضِحَ البُطْلَانِ
818 – فالسَّبُّ والشَّتْمُ القَبِيحُ وقَذْفُهُم … لِلمُحْصَنَاتِ وَكُلُّ نَوْعِ أَغَانِ
819 – والنَّوْحُ والتَّعْزِيمُ والسِّحْرُ المُبِيـ … ـنُ وَسَائِرُ البُهْتَانِ والهَذَيَانِ
820 – هُوَ عَينُ قَوْلِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ … وَكَلامُهُ حَقًّا بِلَا نُكْرَانِ
821 – هَذَا الذِي أَدَّى إِلَيهِ أصْلُهُم … وعَلَيهِ قَامَ مُكَسَّحُ البُنيَانِ
822 – إذْ أصْلُهُم أَنَ الإلهَ حَقِيقَةً … عَينُ الوُجُودِ وَعَينُ ذِي الأكْوَانِ
823 – فَكَلَامُهَا وَصِفَاتُهَا هُوَ قَوْلُهُ … وَصِفَاتُهُ مَا هاهُنَا غَيْرانِ
824 – وَلذاكَ قَالُوا إِنَّهُ المْوصُوفُ بِالضِّـ … ـدَّيْنِ مِنْ قُبْحٍ وَمِن إِحْسَانِ
825 – ولذَاكَ قَدْ وَصَفُوهُ أَيْضًا بالكَمَا … لِ وَضِدِّهِ مِنْ سَائِر النُّقْصَانِ
826 – هَذِي مَقَالَاتُ الطَّوَائِفِ كُلِّهَا … حُمِلَتْ إِلَيكَ رَخِيصَةَ الأثْمَانِ
827 – وأَظُنُّ لَوْ فَتَّشْتَ كُتْبَ النَّاسِ مَا … أَلْفَيتَهَا أبَدًا بِذَا التِّبيَانِ
828 – زُفَّتْ إِلَيكَ فإنْ يَكُنْ لَكَ نَاظِرٌ … أبْصَرتَ ذَاتَ الحُسن والإحْسَانِ
829 – فَاعْطِفْ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ المُغْلِ الأُلَى … خَرقُوا سِيَاجَ العَقْل والقُرآنِ
830 – شَرِّدْ بِهِم مَنْ خَلْفَهُم واكْسِرهُمُ … بَلْ نَادِ فِي نَادِيهمُ بأذَانِ
(المتن/59)
831 – أَفسَدتُمُ المعْقُولَ والمنْقُولَ والـ … ـمَسمُوعَ مِنْ لُغَةٍ بِكُلِّ لِسَانِ
832 – أَيَصِحُّ وَصْفُ الشَّيءِ بالمشْتَق لِلْـ … ـمَسلُوبِ مَعْنَاهُ لَدَى الأَذْهَانِ؟
833 – أَيَصِحُّ صَبَّارٌ وَلَا صَبْرٌ لَهُ … ويَصِحُّ شَكَّارٌ بِلَا شُكْرَانِ
834 – ويصِحُّ عَلَّامٌ وَلَا عِلْمٌ لَهُ … وَيَصِحُّ غَفَّارٌ بِلَا غُفْرَانِ
835 – وَيُقَالُ هَذَا سَامِعٌ أوْ مُبصِرٌ … وَالسَّمْعُ والإبْصَارُ مَفْقُودَانِ
836 – هَذَا مُحَالٌ فِي العُقُولِ وَفِي النُّقُو … لِ وَفِي اللُّغَاتِ وَغَيرُ ذِي إِمْكَانِ
837 – فَلَئِنْ زَعَمْتُمْ أنَّهُ مُتَكَلِّمٌ … لَكِنْ بِقَوْلٍ قَامَ بالإنْسَانِ
838 – أَوْ غَيرهِ فيُقَالُ هَذَا بَاطِلٌ … وَعلَيكُمُ فِي ذَاكَ مَحْذُورَانِ
839 – نَفْيُ اشْتِقَاقِ اللَّفْظِ للموْجُودِ مَعْـ … ـناهُ بِهِ وَثُبُوتُهُ للثانِي
840 – أَعْنِي الذِي مَا قَامَ مَعْنَاهُ بِهِ … قَلْبُ الحَقَائِقِ أقْبَحُ البُهْتَانِ
841 – ونَظِيرُ ذَا أَخَوَانِ هَذَا مُبصِرٌ … وأَخُوهُ مَعْدُودٌ مِنَ العُمْيَانِ
842 – سَمَّيتُمُ الأَعْمَى بَصِيرًا إذْ أَخُو … هُ مُبصِرٌ وبِعَكْسِهِ فِي الثانِي
843 – فَلَئِنْ زَعَمْتُم أنَّ ذَلِكَ ثَابِتٌ … فِي فِعْلِهِ كالخَلْقِ للأكوَانِ
844 – والفِعْلُ لَيسَ بقَائِمٍ بإلهِنَا … إذْ لَا يَكُونُ مَحَلَّ ذِي حِدْثَانِ
845 – ويَصِحُّ أَنْ يُشْتَقَّ مِنْهُ خَالِقٌ … فَكَذَلِكَ المتَكَلِّمُ الوَحْدَانِي
846 – هُوَ فاعِلٌ لِكَلَامِهِ وَكِتَابِهِ … لَيسَ الكَلَامُ لَهُ بِوَصفِ مَعَانِ
847 – وَمُخَالِفُ المعْقُولِ والمنْقُولِ والْـ … ـفِطْرَاتِ والمسْمُوعِ للإِنْسَانِ
848 – مَنْ قَالَ إنَّ كَلَامَهُ سُبحَانَهُ … وَصْفٌ قَدِيمٌ أحْرُفًا وَمَعَانِي
849 – والسِّينُ عنْدَ البَاءِ لَيسَتْ بَعْدَهَا … لَكِنْ هُمَا حَرفَانِ مُقْتَرِنانِ
850 – أَوْ قَالَ إنَّ كَلَامَهُ سُبحَانَهُ … مَعْنىً قَدِيمٌ قَامَ بالرَّحْمنِ
851 – مَا إنْ لَهُ كُلٌّ وَلَا بَعْضٌ وَلا الـ … ـعَرَبِيْ حَقِيقَتُهُ وَلَا العِبرانِي
852 – والأمْرُ عَيْنُ النَّهْيِ واسْتِفْهَامُهُ … هُوَ عَينُ إِخْبَارٍ بِلَا فُرقَانِ
853 – وكَلَامُهُ كحَيَاتِهِ مَا ذَاكَ مَقْـ … ـدُورًا لَهُ بَلْ لَازِمُ الرَّحْمنِ
(المتن/60)
854 – هَذَا الَّذِي قَدْ خَالَفَ المعْقُولَ والْـ … ـمَنْقُول والفِطْرَاتِ للإِنْسانِ
855 – أمَّا الَّذِي قَدْ قَالَ إنَّ كَلَامَهُ … ذُو أحْرُفٍ قَد رُتِّبَتْ بِبَيَانِ
856 – وَكَلَامُهُ بمَشيئَةٍ وإِرادَةٍ … كالفِعْلِ مِنْهُ كِلَاهُما سِيَّانِ
857 – فَهُوَ الذِي قَدْ قَالَ قوْلًا يَعْلمُ الْـ … ـعُقَلَاءُ صِحَّتَهُ بِلَا نُكْرانِ
858 – فلأىِّ شَيءٍ كَانَ مَا قَدْ قُلْتُمُ … أَوْلَى وَأقْرَبَ مِنْهُ لِلبُرهَانِ
859 – ولأيِّ شيء دَائِمًا كَفَّرتُمُ … أَصْحَابَ هَذَا القَوْلِ بِالعُدْوانِ
860 – فَدَعُوا الدَّعَاوِيَ وابْحَثُوا مَعَنا بِتَحْـ … ـقِيقٍ وإنْصافٍ بِلَا عُدْوَانِ
861 – وَارْفُوا مَذَاهبَكُم وسُدُّوا خَرقَهَا … إِنْ كَانَ ذَاكَ الرَّفْوُ فِي الإِمْكَانِ
862 – فَاحْكُمْ هَدَاكَ الله بَينَهُمُ فَقَدْ … أَدْلَوْا إِلَيكَ بحُجَّةٍ وبَيَانِ
863 – لَا تَنْصُرَنَّ سوَى الحَديثِ وأهْلِهِ … هُم عَسكَرُ القُرآنِ والإيمَانِ
864 – وتَحَيَّزَنَّ إِليهِمُ لَا غَيْرِهِمْ … لِتَكُونَ منْصُورًا لَدَى الرحْمَنِ
865 – فَتقُولُ هَذَا القَدْرُ قَدْ أعْيَا عَلَى … أَهْلِ الكَلَامِ وَقَادَهُ أصْلَانِ
866 – إحدَاهُمَا هَلْ فِعْلهُ مفعُولُهُ … أَوْ غَيرُهُ فَهُمَا لَهُم قَوْلَانِ
867 – والقَائِلُونَ بأنَّهُ هُوَ عَينُهُ … فَرُّوا مِنَ الأوصَافِ بالحِدْثَانِ
868 – لَكِنْ حَقِيقَةُ قَوْلهِمْ وَصَرِيحُهُ … تَعْطِيلُ خَالِقِ هَذِهِ الأكْوَانِ
869 – عَنْ فِعْلِهِ إذْ فِعْلُهُ مَفْعُولُهُ … لَكِنَّهُ مَا قَامَ بالرَّحْمنِ
870 – فَعَلَى الحَقِيقَةِ مَا لَهُ فِعْلٌ إذِ الْـ … ــــمَفْعُولُ مُنْفَصِلٌ عَنِ الديَّانِ
871 – والقَائِلُونَ بأنَّهُ غَيْرٌ لَهُ … مُتَنَازِعُونَ وَهُمْ فَطَائِفَتَانِ
872 – إحْداهُمَا قَالَتْ: قَديمٌ قَائِمٌ … بالذَّاتِ وَهْوَ كَقُدرةِ المنَّانِ
873 – سَمَّوْهُ تَكْوِينًا قَديمًا قَالَهُ … أتْبَاعُ شَيْخِ العَالَمِ النُّعْمَانِ
874 – وَخُصُومُهُمْ لَمْ يُنْصِفُوا فِي رَدِّهِ … بَلْ كَابَرُوهُمْ مَا أَتَوْا بِبَيَانِ
875 – والآخَرُونَ رأَوْهُ أَمْرًا حَادِثًا … بالذَّاتِ قَامَ وإنَّهُمْ نَوْعَانِ
876 – إحْدَاهُمَا جَعَلَتْهُ مُفْتَتَحًا بِهِ … حَذَرَ التسَلْسُلِ لَيْسَ ذَا إِمْكَانِ
(المتن/61)
877 – هَذَا الَّذِي قَالَتْهُ كَرَّامِيَّةٌ … فَفَعَالُهُ وكَلَامُهُ سِيَّانِ
878 – والآخَرُونَ أُولُو الحَدِيثِ كأحْمَدٍ … ذَاكَ ابنُ حَنْبلٍ الرِّضَا الشَّيبَانِي
879 – قَدْ قَالَ: إنَّ الله حَقًّا لَمْ يَزَلْ … مُتَكَلِّمًا إنْ شَاءَ ذُو إحسَانِ
880 – جَعَلَ الكَلَامَ صِفَاتِ فِعْلٍ قَائمٍ … بالذَّاتِ لَمْ يُفْقَدْ مِنَ الرَّحْمنِ
881 – وَكَذَاكَ نَصَّ عَلَى دَوَامِ الفِعْلِ بالْـ … إحْسَانِ أَيْضًا فِي مَكَانٍ ثَانِ
882 – وَكذَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَراجِعْ قَوْلَهُ … لمَّا أجَابَ مَسَائِلَ القُرْآنِ
883 – وكذَاكَ جَعْفَرٌ الإِمَامُ الصَّادِقُ الْـ … ـــمَقْبُولُ عِنْد الخَلْق ذُو العِرْفَانِ
884 – قَدْ قَالَ لَمْ يَزَلِ المُهَيْمِنُ مُحْسِنًا … بَرًّا جَوَادًا عِنْدَ كُلِّ أَوانِ
885 – وَكَذَا الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ فإنَّهُ … قَدْ قَالَ مَا فِيهِ هُدَى الحَيْرانِ
886 – قَالَ الحَيَاةُ مَعَ الفَعَالِ كِلَاهُمَا … مُتَلازِمَانِ فَلَيْسَ يَفْتَرِقَانِ
887 – صَدَق الإِمَامُ فَكُلُّ حَيٍّ فَهْوَ فَعَّـ … ــــالٌ وَذَا فِي غَايَةِ التِّبْيَانِ
888 – إلَّا إذَا مَا كَانَ ثَمَّ مَوانِعٌ … مِنْ آفةٍ أو قَاسِرِ الحَيَوَانِ
889 – والرَّبُّ لَيْسَ لِفعْلِهِ مِنْ مَانعٍ … مَا شاءَ كَانَ بِقُدْرَةِ الدَّيَّانِ
890 – وَمَشِيئَةُ الرَّحمنِ لَازِمَةٌ لَهُ … وَكَذَاكَ قُدْرَةُ رَبِّنَا الرحْمنِ
891 – هَذَا وَقَدْ فَطَرَ الإلهُ عِبَادَهُ … أنَّ المُهَيْمِنَ دَائِمُ الإحْسَانِ
892 – أَوَ لَسْتَ تَسْمَعُ قَوْلَ كُلِّ مُوَحِّدٍ … يَا دَائِمَ المَعْرُوفِ والسُّلْطَانِ؟
893 – وَقَدِيمَ الإحْسَانِ الكثيرِ ودَائِمَ الْـ … ـــجُودِ العَظِيم وصَاحِبَ الغُفْرانِ؟
894 – مِنْ غَيْر إنْكَار عَلَيْهِمْ فطْرَةً … فُطِرُوا عَلَيْهَا لَا تَواصِ ثَانِ
895 – أَوَ لَيْسَ فِعْلُ الرَّبِّ تَابِعَ وَصْفِهِ … وَكَمَالِهِ أَفَذَاكَ ذُو حِدْثَانِ؟
896 – وَكَمَالُهُ سَبَبُ الفِعَالِ وَخَلْقُهُ … أفْعَالَهُمْ سَبَبُ الكَمَالِ الثَّانِي؟
897 – أَوَ مَا فِعَالُ الرَّبِّ عَيْنَ كَمَالِهِ … أَفَذَاكَ مُمْتَنِعٌ عَلى المنَّانِ؟
898 – أَزلًا إلَى أَنْ صَارَ فِيمَا لَمْ يَزَلْ … مُتَمَكِّنًا والفِعْلُ ذُو إمْكَانِ
899 – تاللهِ قَدْ ضَلَّتْ عُقُولُ القَوْمِ إذْ … قَالُوا بِهَذَا القَوْلِ ذِي البُطْلَانِ
(المتن/62)
900 – مَاذَا الَّذِي أضْحَى لَهُ مُتَجَدِّدًا … حَتَّى تمكَّنَ فانْطِقُوا بِبَيَانِ؟
901 – والرَّبُّ لَيْسَ مُعَطَّلًا عَنْ فِعْلِهِ … بَلْ كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا فِي شَانِ
902 – والأمْرُ والتَّكْوِينُ وَصْفُ كَمَالِهِ … ما فَقْدُ ذَا وَوُجُودُه سِيَّانِ
903 – وَتَخَلُّفُ التَّأثِيرِ بَعْدَ تَمَامِ مُو … جِبِهِ مُحَالٌ لَيْسَ فِي الإمْكَانِ
904 – واللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ ذَا قُدْرَةٍ … وَمشِيئَةٍ وَيَلِيهِمَا وَصْفانِ
905 – العِلْمُ مَعْ وَصْفِ الحَيَاةِ وَهَذهِ … أوْصَافُ ذَاتِ الخَالِقِ المنَّانِ
906 – وَبِهَا تَمَامُ الفِعْلِ لَيْسَ بِدُونِهَا … فِعْلٌ يَتِمُّ بِوَاضِحِ البُرْهَانِ
907 – فَلأَيِّ شَيءٍ قَدْ تَأخَّر فِعْلُهُ … مَعَ مُوجِبٍ قَدْ تَمَّ بالأرْكَانِ؟
908 – مَا كَانَ مُمْتَنِعًا عَلَيهِ الفِعْلُ بَلْ … مَا زَالَ فِعْلُ اللهِ ذَا إمْكانِ
909 – واللَّهُ عَابَ المشْرِكِينَ بأنَّهُمْ … عَبَدُوا الحِجَارَةَ فِي رِضا الشَّيْطَانِ
910 – وَنَعَى عَلَيْهِمْ كَوْنَهَا لَيْسَتْ بِخَا … لِقَةٍ وَليْسَتْ ذَاتَ نُطْقِ بَيَانِ
911 – فأبَانَ أنَّ الفِعلَ والتَّكْلِيمَ مِنْ … أَوْثَانِهِم لَا شَكَّ مفْقُودَانِ
912 – وإذَا هُمَا فُقِدَا فَمَا مَسْلُوبُهَا … بإلهِ حَقٍّ وَهْوَ ذُو بُطْلَانِ
913 – واللهُ فَهْوَ إلهُ حَقٍّ دَائمًا … أَفَعَنْهُ ذَا الوَصْفَانِ مَسْلُوبَانِ
914 – أَزَلًا وَلَيْسَ لفَقْدِهَا مِنْ غايةٍ … هَذَا المُحَالُ وأعظَمُ البُطْلَانِ
915 – إنْ كَانَ رَبُّ الْعَرشِ حَقًّا لَمْ يَزَلْ … أبَدًا إلهَ الحقِّ ذَا سُلْطَانِ
916 – فكذاكَ أيْضًا لَمْ يَزلْ متكلِّمًا … بَلْ فَاعِلًا مَا شَاءَ ذَا إحْسَانِ
917 – واللهِ مَا فِي العَقْل مَا يَقْضِي لِذَا … بالرَّدِّ والإبْطَالِ والنُّكْرَانِ
918 – بَلْ لَيْسَ فِي المعْقُولِ غَيرُ ثُبُوتِهِ … للخَالِقِ الأزَليِّ ذِي الإحْسَانِ
919 – هَذَا وَمَا دُونَ المهَيْمنِ حَادِثٌ … لَيْسَ القَدِيمُ سِوَاهُ في الأكْوَانِ
920 – واللهُ سَابِقُ كُلِّ شَيءٍ غَيْرِه … مَا رَبُّنَا والخَلْقُ مقْتَرِنَانِ
921 – واللهُ كَانَ وَليْسَ شَىْءٌ غَيْرُهُ … سُبْحَانَهُ جَلَّ العظِيمُ الشَّانِ
922 – لَسْنَا نَقُولُ كَمَا يَقُولُ المُلْحِدُ الزِّ … نْدِيقُ صَاحِبُ منْطِقِ اليُونَانِ
(المتن/63)
923 – بِدَوامِ هَذَا العَالَم المشْهُودِ والـ … أَرْوَاحِ فِي أزَلٍ وَليْسَ بفَانِ
924 – هَذِي مَقَالَاتُ المَلاحِدَةِ الأُلى … كَفَرُوا بخَالِقِ هَذِهِ الأكْوَانِ
925 – وَأتَى ابنُ سِينَا بَعْدَ ذَاكَ مُصانِعًا … للمسْلِمِينَ فقَالَ بالإمْكَانِ
926 – لكنَّهُ الأَزَليُّ لَيْسَ بمُحْدَثٍ … مَا كَانَ معْدُومًا ولَا هُوَ فَانِ
927 – وأتَى بِصُلْحٍ بَيْنَ طَائِفَتَيْنِ بَيْـ … ــــنَهُمَا الحُرُوبُ ومَا هُمَا سِلْمَان
928 – أنَّى يكُونُ المسْلِمُونَ وَشيعَةُ الْـ … ــيُونَانِ صُلْحًا قَطُّ فِي الإيمَانِ؟
929 – والسَّيْفُ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ وبَيْنَهُمْ … والحَرْبُ بَيْنَهُمُ فحَرْبُ عَوَانِ
930 – وَلذا أتَى الطُّوسِيُّ بالحَرْبِ الصَّرِيـ … ـــحِ بصَارِمٍ مِنهُ وسَلِّ لِسَانِ
931 – وأتَى إلى الإِسْلَام يهْدِمُ أصْلَهُ … مِنْ أُسِّهِ وقواعِدِ البُنْيَانِ
932 – عَمَرَ المدَارِسَ للفَلاسِفَةِ الأُلَى … كَفَرُوا بِدِين الله والقُرآنِ
933 – وأَتَى إِلى أوْقَافِ أهْلِ الدِّينِ ينْـ … ــــقُلُهَا إليْهم فِعْلَ ذِي أضغانِ
934 – وأرَادَ تَحْوِيلَ الإِشَارَات التي … هِيَ لابْنِ سِينَا مَوْضِعَ الفُرْقَانِ
935 – وَأرَادَ تَحْوِيلَ الشَّرِيعَةِ بالنَّوَا … مِيسِ التِي كانتْ لدى اليُونَانِ
936 – لَكِنَّه عَلِمَ اللَّعِينُ بأنَّ هَـ … ــــذَا لَيْسَ فِي المقْدُورِ والإِمْكانِ
937 – إلَّا إذَا قَتَل الخلِيفَةَ والقُضَا … ةَ وسَائِرَ الفُقَهَاءِ فِي البُلْدَانِ
938 – فَسَعَى لِذَاكَ وَسَاعَدَ المقْدُورُ بالْـ … أمْرِ الَّذِي هُوَ حِكْمَةُ الرحْمنِ
939 – فأشَارَ أنْ يَضَعَ التَّتَارُ سُيُوفَهُمْ … فِي عَسْكَرِ الإيمَانِ والقُرْآنِ
940 – لَكِنَّهُمْ يُبْقُونَ أَهْلَ صَنائِعِ الدُّ … نْيَا لأجْلِ مَصالحِ الأَبْدَانِ
941 – فَغَدَا عَلَى سَيْفِ التَّتَارِ الألفُ فِي … مِثْلٍ لَهَا مَضْرُوبَةً بِوِزَانِ
942 – وَكَذَا ثَمَانِ مِئِينِهَا فِي أَلْفِهَا … مَضْرُوبَةً بالعَدِّ والحُسْبَانِ
943 – حَتَّى بَكَى الإسْلامَ أعدَاهُ اليَهُو … دُ كَذَا المجوسُ وَعَابِدوُ الصُّلْبَانِ
944 – فشَفَى اللَّعينُ النَّفْسَ مِنْ حِزْبِ الرَّسُو … لِ وَعَسْكَرِ الإِيمَانِ والقُرْآنِ
945 – وَبِوُدِّهِ لَوْ كَانَ فِي أحُدٍ وَقَدْ … شَهدَ الوَقيعَةَ مَعْ أبي سُفْيَانِ
(المتن/64)
946 – لأقَرَّ أعْيُنَهُمْ وأوْفَى نَذْرَهُ … أَوْ أَنْ يُرَى مُتَمزِّقَ اللُّحْمَانِ
947 – وَشَوَاهدُ الإحْدَاثِ ظَاهِرَةٌ عَلَى … ذَا العَالَمِ المخْلُوقِ بالبُرْهَانِ
948 – وأَدِلَّةُ التَّوحِيدِ تَشْهَدُ كُلُّهَا … بحُدُوثِ كُلٍّ مَا سِوَى الرحْمنِ
949 – لَوْ كَانَ غيرُ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ … مَعَهُ قَدِيمًا كَانَ ربًّا ثَاني
950 – أو كَانَ عَنْ رَبِّ العُلى مُسْتَغْنيًا … فيكونُ حِينَئِذٍ لَنَا ربَّانِ
951 – والرَّبُّ باسْتِقْلَالِهِ متَوحِّدٌ … أفَممْكِنٌ أنْ يَسْتَقِلَّ اثْنَانِ؟
952 – لَوْ كَانَ ذَاكَ تَنَافَيا وتَسَاقَطا … فإذَا هُمَا عَدَمَانِ مُمْتَنِعَانِ
953 – والقَهْرُ والتَّوحِيدُ يشْهَدُ مِنْهُمَا … كُلٌّ لِصَاحِبِه هُمَا عِدْلَانِ
954 – ولِذَلِكَ اقْتَرَنَا جَمِيعًا فِي صِفَا … تِ اللهِ فانْظُرْ ذَاكَ فِي القُرْآنِ
955 – فَالوَاحِدُ القَهَّارُ حَقًّا لَيْسَ فِي الْـ … إمْكَانِ أنْ تَحْظَى بِهِ ذَاتَانِ
* * *
فصلٌ في اعتراضِهمْ على القولِ بدوامِ فاعليَّةِ الرَّبِّ وكلامِهِ والانفصالِ عنْهُ
956 – فَلَئِنْ زَعَمْتُمْ أنَّ ذَاكَ تَسَلْسُلٌ … قُلْنا صَدقْتُمْ وَهْو ذو إمْكَانِ
957 – كتَسَلْسُلِ التَّأثيرِ في مسْتَقْبَلٍ … هَلْ بينَ ذَيْنِكَ قطُّ مِنْ فُرْقَانِ؟
958 – واللهِ مَا افْتَرَقَا لِذِي عَقْلٍ وَلا … نَقْلٍ وَلَا نَظَرٍ وَلَا بُرْهَانِ
959 – في سَلْبِ إمكَانٍ وَلَا فِي ضِدِّه … هَذِي العُقُولُ ونَحْنُ ذُو أذهَانِ
960 – فلْيَأتِ بالفُرْقَانِ مَنْ هُوَ فَارِقٌ … فَرْقًا يَبِينُ لِصالحِ الأذْهَانِ
961 – وَلذاك سَوَّى الجَهْمُ بَيْنَهُما كَذَا الْـ … ــــعَلَّافُ فِي الإنكَارِ والبُطْلان
962 – وَلأَجْلِ ذَا حَكَمَا بحُكْمٍ باطِلٍ … قَطْعًا عَلَى الجَنَّاتِ والنِّيرَانِ
(المتن/65)
963 – فالجَهْمُ أفْنَى الذَّاتَ والعَلَّافُ لِلْـ … ـــحَركَاتِ أفنَى قَالَهُ الثَّوْرَانِ
964 – وَأبُو عَليٍّ وابْنُهُ والأشْعَريُّ م … وبعْدَهُ ابنُ الطَّيِّبِ الرَّبَّانِي
965 – وَجَمِيعُ أرْبَابِ الكلامِ الباطِلِ الْـ … ــــمذمُومِ عندَ أئمَّةِ الإيمانِ
966 – فَرَقُوا وقَالُوا ذَاكَ فِيمَا لَمْ يَزَلْ … حَقٌّ وفِي أزلٍ بلَا إمْكَانِ
967 – قَالُوا: لأجْلِ تَنَاقُضِ الأزَلِيِّ والْـ … إحْدَاثِ مَا هَذَانِ يَجْتَمعَانِ
968 – لَكِنْ دَوامُ الفعلِ في مستَقْبلٍ … مَا فِيهِ مَحْذُورٌ مِن النُّكْرانِ
969 – فَانْظُرْ إِلَى التلْبيسِ فِي ذَا الفَرْقِ تَرْ … وِيجًا عَلَى العُورَانِ والعُمْيانِ
970 – مَا قَالَ ذُو عَقْل بأنَّ الفَرْدَ ذُو … أزَلٍ لِذي ذِهنٍ ولا أعيَانِ
971 – بَلْ كلُّ فَرْدٍ فَهْوَ مسبُوقٌ بفَرْ … دٍ قبلَهُ أبدًا بِلَا حُسْبَانِ
972 – وَنظيرُ هذَا كلُّ فرْدٍ فهْوَ ملـ … ـــحوقٌ بفرْدٍ بعدَهُ حُكْمانِ
973 – لِلنَّوعِ والآحادِ مسبوقٌ وملـ … ـــحوقٌ وكلٌّ فَهْوَ منْهَا فَانِ
974 – والنَّوْعُ لَا يَفْنى أخيرًا فَهْوَ لَا … يفنَى كذلِكَ أولًا ببيَانِ
975 – وتعاقُبُ الآناتِ أمرٌ ثابتٌ … فِي الذهنِ وهْوَ كذاكَ في الأعيَانِ
976 – فإِذا أبَيْتُمْ ذَا وقلْتُم أوّلُ الـ … آناتِ مُفْتَتَحٌ بِلَا نُكْرَانِ
977 – مَا كَانَ ذَاكَ الآنُ مسْبوقًا يُرَى … إلَّا بسلْبِ وجُودِهِ الحقّانِي
978 – فيقالُ ما تعنُونَ بالآناتِ هَلْ … تعنُونَ مدَّةَ هذِهِ الأزمَانِ
979 – مِنْ حِينِ إحداثِ السَّمواتِ العُلَى … والأرضِ والأفلاكِ والقمَرَانِ؟
980 – ونظنُّكُمْ تعنُونَ ذاكَ ولم يكُنْ … من قبلِهَا شيءٌ مِنَ الأكوانِ
981 – هلْ جاءكم في ذاكَ مِن أثرٍ ومِنْ … نصٍّ ومِن نظرٍ ومن برْهَانِ؟
982 – هذا الكتَابُ وهذه الآثارُ والْـ … ـــمعقولُ في الفطْراتِ والأذْهَانِ
983 – إنَّا نحَاكِمُكُمْ إِلى ما شِئْتُمُ … مِنهَا فَحُكمُ الحَقِّ ذُو تِبْيَانِ
984 – أَوَ لَيسَ خَلْقُ الكَونِ في الأيَّامِ كَا … نَ وذاكَ مأْخُوذٌ منَ القُرْآنِ؟
985 – أَوَ ليْسَ ذَلكُمُ الزَّمَانُ بِمُدّةٍ … لِحدُوثِ شَيءٍ وهْوَ عَينُ زَمَانِ؟
986 –
(المتن/66)
فحقِيقَةُ الأزمَانِ نسْبَةُ حادِثٍ … لسِوَاه تلكَ حقيقَةُ الأزْمانِ
987 – واذكُرْ حديثَ السَّبقِ للتقديرِ والتَّـ … ــــوقيتِ قبلَ جميعِ ذِي الأعيَانِ
988 – خَمْسينَ ألفًا منْ سِنينٍ عدَّهَا الْـ … ـــمخْتَارُ سابقَةً لذِي الأكْوانِ
989 – هذَا وعرشُ الرَّبِّ فوقَ الماءِ مِنْ … قَبلِ السِّنِينَ بمُدّةٍ وزمَانِ
990 – والنَّاسُ مختَلِفُونَ في القَلَمِ الَّذِي … كُتِبَ القَضَاءُ بِهِ من الدَّيَّانِ
991 – هَلْ كَانَ قبلَ العرشِ أو هو بعدَهُ؟ … قولَانِ عندَ أبِي العَلَا الهَمَذانِي
992 – والحقُّ أنَّ العرشَ قبلُ لأنَّهُ … قَبْلَ الكتابةِ كانَ ذَا أركَانِ
993 – وكتَابةُ القلمِ الشريفِ تعقّبتْ … إيجادَهُ من غيرِ فصْلِ زَمانِ
994 – لَمَّا بَراه الله قالَ اكْتُبْ كَذَا … فغدَا بأمر اللهِ ذَا جرَيانِ
995 – فَجَرَى بما هُو كائنٌ أبدًا إلَى … يومِ المعَادِ بقدْرةِ الرَّحْمنِ
996 – أفكانَ ربُّ العرشِ جَلَّ جلالُهُ … من قبْلُ ذَا عجزٍ وذَا نُقْصَانِ؟
997 – أمْ لمْ يزَلْ ذا قُدرةٍ والفعلُ مَقْـ … ــــدورٌ له أبدًا وذو إمكَانِ؟
998 – فَلئِنْ سَأَلْتَ وقُلتَ ما هَذَا الَّذِي … أدَّاهُمُ لخلافِ ذَا التّبيَانِ؟
999 – ولأيِّ شَيءٍ لمْ يقولُوا إنَّهُ … سبْحانَهُ هو دائِمُ الإحسَانِ؟
1000 – فاعلَمْ بأنَّ القوْمَ لمَّا أسَّسُوا … أصلَ الكلامِ عَمُوا عَن القُرآنِ
1001 – وعَنِ الحديثِ ومقتضَى المعقولِ بل … عن فطرَةِ الرَّحمن والبُرْهَانِ
1002 – وبَنَوْا قواعدَهمْ عليهِ فقادَهُمْ … قَسْرًا إلى التعْطِيلِ والبُطْلَانِ
1003 – نَفْيُ القيامِ لكلِّ أمرٍ حادثٍ … بالربِّ خوفَ تسَلْسُلِ الأعْيانِ
1004 – فيسُدُّ ذاكَ عليهمُ في زَعْمِهِمْ … إثبَاتَ صَانِعِ هذِه الأكْوانِ
1005 – إذ أثبتُوه بكَوْنِ ذِي الأجسَام حا … دثةً فَلا تنفَكُّ عَنْ حِدْثانِ
1006 – فإذا تسلْسَلتِ الحَوادِثُ لَمْ يكنْ … لحدوثِهَا إذ ذَاكَ منْ بُرْهَانِ
1007 – فلأجْلِ ذَا قَالُوا التسلسُلُ باطِلٌ … والجسمُ لَا يَخْلُو عنِ الحِدْثَانِ
1008 – فيصحُّ حينئذٍ حدوثُ الجسمِ منْ … هَذَا الدليلِ بواضحِ البُرْهَانِ
(المتن/67)
1009 – هَذِي نهايَاتٌ لأقْدَام الوَرَى … فِي ذَا المقَامِ الضَّيِّقِ الأعْطَانِ
1010 – فَمَنِ الَّذِي يأتِي بِفَتْحٍ بيِّنٍ … يُنْجِي الوَرَى مِنْ غمرَةِ الحَيْرَانِ؟
1011 – فالله يَجْزِيهِ الَّذِي هُو أهْلُهُ … من جنَّة المأوَى مع الرِّضْوَانِ
* * *
فصلٌ
1012 – فاسْمَعْ إذًا وافْهَمْ فذَاكَ مُعَطِّلٌ … وَمُشَبِّهٌ وهَداكَ ذُو الغُفْرانِ
1013 – هذا الدليلُ هو الذِي أردَاهُمُ … بلْ هدَّ كلَّ قواعِدِ القرآنِ
1014 – وَهُوَ الدلِيلُ الباطلُ المردودُ عِنْـ … ــــدَ أئمَّةِ التَّحْقِيقِ والْعِرْفَانِ
1015 – مَا زالَ أمرُ النَّاسِ معتدِلًا إلى … أنْ دَارَ في الأوْرَاقِ والأذْهَانِ
1016 – وتمكَّنَتْ أجزَاؤُهُ بقُلُوبهمْ … فأتتْ لوازِمُه إلى الإيمَانِ
1017 – رَفَعَتْ قواعِدَه ونَحَّتْ أُسَّهُ … فهوَى البِنَاءُ وخرَّ للأَركَانِ
1018 – وَجنَوا عَلَى الإسْلَامِ كلَّ جِنَايةٍ … إذْ سَلَّطُوا الأَعْدَاءَ بالعُدْوانِ
1019 – حَمَلُوا بأسْلِحَةِ المِحَالِ فَخَانَهُمْ … ذَاكَ السِّلاحُ فما اشتَفَوْا بطِعَانِ
1020 – وأتَى العَدُوُّ إلى سِلَاحِهمُ فقَا … تَلَهُمْ بِه فِي غَيْبَةِ الفُرْسَانِ
1021 – يَا مِحْنَةَ الإسْلَام والقرْآنِ منْ … جَهْلِ الصَّدِيقِ وبَغْيِ ذي طُغْيَانِ
1022 – واللهِ لَولَا اللهُ ناصِرُ دينِهِ … وكتابِهِ بالحقِّ والبُرْهَانِ
1023 – لَتخطَّفَتْ أعداؤه أرواحَنَا … ولَقُطِّعَتْ منَّا عُرَى الإيمَانِ
1024 – أيكونُ حقًا ذا الدليلُ وما اهتدَى … خيرُ القرونِ لهُ مُحالٌ ذانِ
1025 – وُفِّقْتُمُ لِلحَقِّ إذ حُرِمُوهُ فِي … أصْلِ اليقينِ ومقْعَدِ العرْفَانِ
1026 – وَهَديتُمُونَا لِلَّذِي لَمْ يَهْتَدُوا … أَبَدًا بهِ وَاشِدَّةَ الحِرْمَانِ
1027 – ودخلتُمُ للحقِّ من بابٍ وما … دَخَلوه واعجَبَا لِذَا الخِذلَانِ
1028 – وسلكْتُمُ طُرُقَ الهُدى والعلمِ دُو … ن القومِ واعجَبَا لِذَا البُهْتَانِ
1029 – وعرفتُمُ الرَّحمنَ بالأجْسَامِ والْـ … أَعْراضِ والحَركاتِ والألْوانِ
(المتن/68)
1030 – وَهُمُ فَمَا عَرَفُوهُ منْهَا بَلْ منَ الْـ … آياتِ وهْيَ فغيْرُ ذِي بُرْهَانِ
1031 – اللهُ أكبرُ أنتمُ أو هُمْ عَلَى … حقٍّ وفِي غَيٍّ وفي خُسْرانِ؟
1032 – دَعْ ذَا أَلَيْسَ اللهُ قد أبدَى لَنَا … حقَّ الأدِلَّةِ وهْي في القُرْآنِ؟
1033 – متنوِّعاتٌ صُرِّفتْ وتظَاهَرتْ … من كلِّ وجْهٍ فهْيَ ذُو أَفْنَانِ
1034 – مَعْلومَةٌ للعَقْلِ أو مشْهودَةٌ … لِلحِسِّ أوَ فِي فطْرَة الرَّحْمنِ
1035 – أَسَمِعْتُمُ لِدَلِيلكُمْ فِي بَعْضهَا … خَبَرًا أوَ احْسَسْتُمْ له بِبَيَانِ؟
1036 – أيكونُ أصلَ الدينِ ما تمَّ الهدَى … إلَّا بِهِ وبهِ قُوَى الإِيمَانِ؟
1037 – وسِوَاهُ ليسَ بموجِبٍ من لمْ يُحِطْ … عِلْمًا بِهِ لمْ ينجُ من كفْرانِ؟
1038 – واللهُ ثمَّ رسُولُهُ قدْ بيَّنَا … طرُقَ الهُدَى في غايةِ التِّبْيَانِ
1039 – فلأيِّ شيءٍ أعرَضَا عَنْهُ ولمْ … نَسمَعْه في أثَرٍ ولا قُرْآنِ؟
1040 – لَكنْ أتانَا بَعْدَ خيْرِ قُرونِنَا … وظهورِ أحْدَاثٍ منْ الشَّيْطَانِ
1041 – وعَلَى لِسَانِ الجَهْمِ جَاءَ وحِزْبِهِ … مِنْ كلِّ صَاحِبِ بدْعَةٍ حَيْرَانِ
1042 – وَلِذلِكَ اشْتَدَّ النَّكيرُ عَلَيْهمُ … مِنْ سَائِر العُلمَاءِ فِي البُلْدَانِ
1043 – صَاحُوا بِهِمْ منْ كلِّ قُطرٍ بَلْ رَمَوْا … فِي إثْرِهِمْ بثواقِبِ الشُّهْبَانِ
1044 – عَرَفُوا الَّذِي يُفْضي إِلَيْهِ قَوْلُهُمْ … ودليلُهمْ بحقيقَةِ العِرْفَانِ
1045 – وأخُو الجهَالَةِ فِي خُفَارَةِ جَهْلِهِ … والجهْلُ قَدْ يُنْجِي منَ الكُفْرَانِ
* * *
فصلٌ في الرد على الجَهْمِيَّةِ المعطِّلةِ القائلينَ بأنَّه ليسَ علي العرشِ إلهٌ يُعبَد، ولا فوقَ السماء إله يُصلّى لهُ ويُسْجَد، وبيان فسادِ قولهمْ عقلًا ونقلًا ولغةً وفطرةً
1046 – واللَّهُ كَانَ وَلَيْسَ شيءٌ غَيْرُهُ … وبَرى البريَّةَ وهْيَ ذُو حِدْثَانِ
(المتن/69)
1047 – فسَلِ المعطِّلَ هلْ بَراهَا خارجًا … عنْ ذاتِهِ أم فِيهِ حلَّت، ذَانِ
1048 – لَا بُدَّ من إِحدَاهُمَا أو أنَّهَا … هي عَيْنُهُ ما ثَمَّ موجُودَانِ
1049 – مَا ثَمَّ مَخْلُوقٌ وَخَالِقُهُ وَمَا … شَيءٌ مُغَايِرُ هَذهِ الأكوانِ
1050 – لَا بُدَّ مِنْ إحْدَى ثَلاثٍ مَا لهَا … مِنْ رَابعٍ خَلُّوا عن الرَّوغَانِ
1051 – وَلِذَاكَ قالَ محقِّقُ القَوْمِ الَّذِي … رَفَعَ القواعِدَ مُدَّعِي العِرْفَانِ
1052 – هُوَ عَيْنُ هَذَا الكَوْنِ لَيْس بِغَيْرهِ … أَنَّى وليسَ مُبَايِنَ الأكْوانِ؟
1053 – كَلَّا وَلَيْسَ محايثًا أيْضًا لَهَا … فهوَ الوُجُودُ بِعَيْنِهِ وعِيَانِ
1054 – إنْ لمْ يكنْ فَوْقَ الخَلائِقِ ربُّهَا … فالقَوْلُ هَذَا القَوْلُ فِي الميزَانِ
1055 – إذ لَيْسَ يُعقَلُ بعَدُ إلا أنَّهُ … قَدْ حَلَّ فِيهَا وَهْيَ كالأبْدانِ
1056 – والروحُ ذاتُ الحقِّ جلَّ جلَالُهُ … حلَّتْ بِهَا كمقَالَةِ النَّصْرَانِي
1057 – فاحْكُمْ عَلَى مَن قَالَ ليْسَ بخارجٍ … عنْها ولا فِيهَا بحُكْمِ بَيَانِ
1058 – بخِلَافهِ الْوَحْيَيْنِ والإجْمَاعَ والْـ … ـــعَقْلَ الصَّريحَ وفطْرَةَ الرَّحْمنِ
1059 – فعليهِ أوقَعَ حدَّ معدُومٍ بلَى … حدَّ المُحالِ بغيرِ ما فُرقَانِ
1060 – يَا لَلْعقُولِ إذا نَفَيتُمْ مُخْبَرًا … ونقيضَهُ هَلْ ذَاكَ فِي إمكَانِ؟
1061 – إذ كَانَ نفيُ دُخُولِه وخُرُوجِهِ … لا يصدُقَانِ معًا لدى الإمْكانِ
1062 – إلَّا علَى عدَمٍ صريحٍ نَفْيُهُ … متحقِّقٌ ببديهةِ الإنْسَانِ
1063 – أيصِحُّ فِي المعْقولِ يا أهْل النُّهَى … ذاتَانِ لا بالغَيْر قَائمتَانِ
1064 – لَيْسَتْ تُبَايِنُ منْهُمَا ذاتٌ لأخْـ … ـــــرَى أو تُحايِثُها فتجْتَمِعَانِ؟
1065 – إنْ كانَ في الدُّنْيَا مُحالٌ فهْوَ ذَا … فارجِعْ إلى المعقُولِ والبرْهَانِ
1066 – فَلئِنْ زعمْتُم أنَّ ذلكَ في الَّذِي … هو قابِلٌ منْ جِسْمٍ أوْ جُسْمَانِ
1067 – والرَّبُّ ليسَ كذا فنَفْيُ دخولِهِ … وخروجِهِ ما فيهِ منْ بُطْلَانِ
1068 – فيقَالُ: هَذَا أوَّلًا من قَولِكُمْ … دَعْوَى مجَردةٌ بلا بُرهَانِ
1069 – ذاكَ اصطِلاحٌ من فريقٍ فارَقُوا الْـ … ـــوَحْيَ المُبِينَ لِحكمةِ اليُونَانِ
(المتن/70)
1070 – والشَّيءُ يَصدُقُ نفْيُهُ عنْ قَابِلٍ … وسِوَاهُ في مَعهُودِ كلِّ لِسَانِ
1071 – أنَسِيتَ نَفْيَ الظُّلْمِ عَنْهُ وَقولَكَ: الـ … ــظُلْمُ المحالُ وليسَ ذَا إِمكانِ؟
1072 – وَنسِيتَ نفْيَ النومِ والسِّنَةِ التي … لَيْسَتْ لربِّ العَرْشِ في الإمكَانِ؟
1073 – ونَسِيتَ نفيَ الطَّعْمِ عنهُ وليسَ ذَا … مَقبُولَهُ والنفْيُ في القُرْآنِ؟
1074 – ونَسِيتَ نفْيَ ولادةٍ أو زوجَةٍ … وهُمَا عَلَى الرحمن ممْتَنِعَانِ؟
1075 – واللهُ قدْ وصَفَ الجمَادَ بأنَّهُ … مَيْتٌ أصَمُّ وما لَه عيْنَانِ
1076 – وكذا نَفَى عنْه الشُّعورَ ونُطْقَهُ … والخَلْقَ نفْيًا واضحَ التِّبيانِ
1077 – هذَا وليسَ لهَا قبولٌ للذي … يُنْفَى ولا مِنْ جُملَةِ الحَيَوَانِ
1078 – ويقالُ أيضًا ثانيًا لو صحَّ هَـ … ـــذَا الشرطُ كانَ لِمَا هُمَا ضِدَّانِ
1079 – لا فِي النَّقِيضَيْن اللَّذَيْنِ كِلَاهُمَا … لا يثْبُتَانِ ولَيْسَ يرْتَفعَانِ
1080 – ويقالُ أيضًا نفيُكمْ لِقَبولِهِ … لهُمَا يُزيلُ حقيقَةَ الإِمْكانِ
1081 – بلْ ذَا كنَفْي قِيَامِه بالنَّفْسِ أوْ … بالغَيْرِ في الفِطْرَاتِ والأذْهَانِ
1082 – فإذَا المعطِّل قَال إنَّ قيامَهُ … بالنَّفْس أو بالغَيْرِ ذُو بُطْلَانِ
1083 – إذ ليْسَ يقبَلُ واحِدًا من ذَينِكَ الـ … أَمْرَيْنِ إلا وهْوَ ذُو إِمْكَانِ
1084 – جِسْمٌ يقُومُ بِنَفْسِهِ أيضًا كَذَا … عَرَضٌ يقُومُ بغْيرهِ أخَوانِ
1085 – فِي حُكمِ إمكانٍ وليسَ بواجبٍ … ما كانَ فيهِ حقيقَةُ الإِمْكانِ
1086 – فكلاكُمَا ينْفِي الإلهَ حَقِيقَةً … وكلاكُمَا فِي نَفْيِهِ سِيَّانِ
1087 – مَاذَا يرُدُّ عَلَيْهِ مَنْ هوَ مثلُهُ … في النَّفْيِ صِرْفًا إذ هُمَا عِدْلَانِ؟
1088 – والفرقُ ليسَ بممْكِنٍ لكَ بَعْدَمَا … ضَاهَيْتَ هَذا النَّفْيَ فِي البُطْلانِ
1089 – فوِزَانُ هَذَا النَّفْي مَا قَدْ قُلْتَهُ … حَرْفًا بحرْفٍ أنتُمَا صِنْوانِ
1090 – والخَصْمُ يزعُمُ أنَّ مَا هو قَابِلٌ … لِكِلَيْهِمَا فكقَابِلٍ لمَكَانِ
1091 – فافْرُقْ لنَا فَرْقًا يُبِينُ مواقِعَ الْـ … إثْباتِ والتَّعْطِيلِ بِالبُرْهَانِ
1092 – أوْ لَا فأعْطِ القوسَ بَارِيهَا وَخَلِّ م … الفَشْرَ عَنْكَ وكثرةَ الهَذَيَانِ
* * *
(المتن/71)
فصلٌ في سياق هذا الدَّليلِ على وجْهٍ آخرَ
1093 – وَسلِ المعطِّلَ عنْ مسَائِلَ خمْسَةٍ … تُرْدِي قواعِدَهُ من الأرْكَانِ
1094 – قُلْ للمُعطِّلِ: هَلْ تقولُ إلهُنَا الْـ … ـــــمعْبُودُ حقًّا خارجَ الأذْهَانِ؟
1095 – فإِذَا نَفَى هَذَا فَذَاكَ مُعَطِّلٌ … لِلرَّبِّ حقًّا بالغُ الكُفْرانِ
1096 – وإذَا أقَرَّ بِهِ فسَلْهُ ثَانيًا: … أَتَرَاهُ غيرَ جَمِيع ذِي الأكْوانِ؟
1097 – فإِذا نَفَى هَذَا وقَالَ بأنَّهُ … هُوَ عَيْنُهَا ما ههُنا غيْرَانِ
1098 – فقدِ ارْتَدَى بالاتِّحادِ مصرِّحًا … بالكُفْر جَاحِدَ ربِّه الرَّحْمنِ
1099 – حَاشَا النَّصَارَى أن يكُونُوا مثلَهُ … وهُمُ الحَمِيرُ وعَابدُو الصُّلْبَانِ
1100 – هُمْ خصَّصُوهُ بالمسِيح وأمِّهِ … وأولاءِ ما صَانُوهُ عنْ حَيَوانِ
1101 – فإذَا أقرَّ بأنَّهُ غيرُ الوَرَى … عَبْدٌ ومعْبُودٌ هُمَا شيْئَانِ
1102 – فاسأَلْهُ: هلْ هَذا الوَرَى في ذَاتِهِ … أم ذَاتُهُ فيهِ هُنَا أمْرَانِ؟
1103 – فإذَا أقَرَّ بواحدٍ مِنْ ذينِكَ الْـ … أَمْرَينِ قبّلَ خدَّه النَّصرانِي
1104 – ويقولُ: أهلًا بالذِي هوَ مِثْلُنَا … خُشْدَاشُنَا وحَبِيبُنَا الحقَّانِي
1105 – وإذا نَفَى الأمْرَينِ فَاسْأْلهُ إِذًا: … هَلْ ذاتُهُ استَغْنَتْ عنِ الأَكْوَانِ؟
1106 – فَلِذَاكَ قَامَ بنفْسِهِ أمْ قامَ بالْـ … أَعْيانِ كالأعْرَاضِ والألْوانِ؟
1107 – فإذا أقَرَّ وقَال: بَلْ هوَ قائمٌ … بالنَّفْسِ فَاسْأَلْهُ وقلْ: ذاتانِ
1108 – بالنَّفسِ قائِمتَانِ أخبِرْنِي هُمَا … مِثْلَانِ أو ضِدَّانِ أو غَيْرانِ؟
1109 – وَعَلَى التقَادِيرِ الثَّلاثِ فإنَّهُ … لولَا التَّبايُنُ لَم يكنْ شَيْئَانِ
1110 – ضِدَّينِ أو مِثْلَينِ أو غَيْرينِ كَا … نَا بلْ هُمَا لا شَكَّ مُتَّحِدَانِ
1111 – فَلِذَاكَ قلنَا إنَّكُمْ بابٌ لِمنْ … بالاتّحَادِ يقولُ بلْ بَابَانِ
1112 – نَقَّطْتُمُ لهُمُ وهُمْ خَطُّوا عَلَى … نُقَطٍ لكُمْ كمُعَلِّم الصِّبيَانِ
* * *
(المتن/72)
فصلٌ في الإشارةِ إلي الطُرقِ النَّقليَّةِ الدَّالّة على أنَّ اللَّهَ سُبْحَانَه فوق سماواته على عرشِهِ
1113 – وَلَقَدْ أتانَا عشْرُ أنواعٍ منَ الـ … ـــــمَنْقُولِ فِي فوقِيَّةِ الرَّحْمنِ
1114 – مَعَ مِثْلِهَا أيضًا تزيدُ بواحِدٍ … ها نحنُ نَسرُدُهَا بلَا كِتْمانِ
1115 – مِنها اسْتواءُ الرَّبِّ فوقَ العرْشِ فِي … سبْعٍ أتتْ في مُحْكَمِ القُرْآنِ
1116 – ولِذلِكَ اطَّرَدَتْ بِلَا “لَامٍ” ولَوْ … كانتْ بمَعنى “اللام” في الأذْهَانِ
1117 – لأتتْ بهَا في موضِع كىْ يُحْملَ الـ … ــباقِي عليْها بالبَيَانِ الثَّانِي
1118 – ونظيرُ ذَا إضْمارُهم في مَوضِعٍ … حَمْلًا على المذكُورِ في التِّبْيَانِ
1119 – لَا يُضْمِرُونَ مَعَ اطِّرادٍ دُونَ ذِكْـ … ـــــرِ المضْمَرِ المحذُوفِ دُونَ بَيَانِ
1120 – بَلْ في مَحَلِّ الحذْفِ يكثُرُ ذكرُهُ … فإذا هُمُ ألِفُوهُ إلِفَ لِسَانِ
1121 – حَذَفُوهُ تخفِيفًا وإِيجازًا فلَا … يَخْفَى المرادُ بِهِ عَلَى الإِنْسَانِ
1122 – هَذَا وَمِنْ عشْرِينَ وَجْهًا يبْطُلُ التَّـ … ـفْسِيرُ بـ”استَوْلَى” لِذِي الْعِرْفَانِ
1123 – قَدْ أُفْرِدَتْ بمصنَّفٍ لإمَامِ هَـ … ــــــذَا الشَّأنِ بحرِ العالَمِ الحرَّاني
* * *
فصلٌ
1124 – هَذَا وثَانِيهَا صَرِيحُ عُلُوِّهِ … ولَهُ بحُكْمِ صريحِهِ لَفْظَانِ
1125 – لَفْظُ “العَليِّ” ولفظةُ “الأعْلَى” مُعَرَّ … فَةً [أتَتْ فِيه] لِقَصْدِ بَيَانِ
1126 – أنَّ العُلُوَّ لَهُ بمُطْلَقِهِ عَلى التَّـ … ــــعْمِيمِ والإطْلَاقِ بالبُرهَانِ
1127 – وله العُلُوُّ مِنَ الوُجُوهِ جَميعِهَا … ذَاتًا وقهْرًا مَعْ عُلُوِّ الشَانِ
1128 – لكنْ نُفاةُ علُوِّهِ سَلَبُوهُ إكْـ … ـــمَالَ العُلُوِّ فصَارَ ذَا نُقْصَانِ
(المتن/73)
1129 – حَاشَاهُ مِنْ إفْكِ النُفَاةِ وسَلْبِهِمْ … فَلهُ الكمَالُ المطْلَقُ الرَّبَّانِي
1130 – وَعُلُوُّهُ فوقَ الخلِيقَةِ كُلِّهَا … فُطِرَتْ عَليهِ الخَلْقُ والثَّقَلَانِ
1131 – لا يستطيعُ معطِّلٌ تبْديلَهَا … أبدًا وذلِك سُنَّةُ الرَّحمنِ
1132 – كلٌّ إِذا ما نَابهُ أمرٌ يُرَى … متوَجِّهًا بضرورَة الإنْسَانِ
1133 – نحوَ العُلُوِّ فَليْسَ يطْلُبُ خلفَهُ … وأمَامَهُ أو جَانِبَ الإنْسَانِ
1134 – ونِهَايَةُ الشُّبُهَاتِ تَشْكِيكٌ وتخْـ … ـــمِيشٌ وتغْبِيرٌ عَلَى الإيمَانِ
1135 – لَا تستَطِيعُ تُعارِضُ المعْلومَ والـ … ـــمعْقُولَ عندَ بَدائِهِ الأذهانِ
1136 – فمِن المُحَال القَدْحُ في المعْلومِ بالشُّـ … ـــُبهاتِ هَذَا بيِّنُ البُطلانِ
1137 – وإذا الْبَدائِهُ قَابَلَتْهَا هَذِهِ الشُّـ … ــــبُهَاتُ لَمْ تَحْتَجْ إِلَى بُطْلَانِ
1138 – شتَّانَ بَيْنَ مقَالَةٍ أوْصَى بِهَا … بَعْضٌ لبَعْضٍ أوَّلًا للثَّانِي
1139 – ومقَالةٍ فَطَرَ الإلهُ عِبَادَهُ … حَقًّا علَيْهَا ما هُمَا عِدْلانِ
* * *
فصلٌ
1140 – هَذَا وثَالِثُهَا صَريحُ الفَوْقِ مصْـ … ــــحُوبًا بِـ “مِنْ” وبدُونِهَا نَوْعَانِ
1141 – إحْدَاهُمَا هوَ قابِلُ التَّأويلِ والْـ … أَصْلُ الحقِيقةُ وحدَهَا بِبَيَانِ
1142 – فإِذَا ادَّعَى تأويلَ ذَلِكَ مُدَّعٍ … لَمْ تُقْبلِ الدَّعْوَى بِلَا بُرْهَانِ
1143 – لكنَّما المجْرُورُ لَيسَ بقابِل التَّـ … ـــأويلِ فِي لُغَةٍ وعُرْفِ لِسَانِ
1144 – وأصِخْ لفائِدةٍ جَلِيلٍ قَدْرُهَا … تَهْدِيكَ للتحْقِيقِ والعِرْفَانِ
1145 – إنَّ الكَلَامَ إذا أتى بسِيَاقَةٍ … تُبْدِي المُرادَ لِمَنْ لَهُ أذُنَانِ
1146 – أضْحَى كنصٍّ قاطِعٍ لَا يقْبَلُ التَّـ … ــــــأويلَ يَعرِفُ ذَا أُولو الأذْهَانِ
1147 – فَسِيَاقَةُ الألْفَاظِ مثلُ شواهِد الْـ … أَحْوَالِ إنَّهمَا لَنَا صِنْوَانِ
1148 – إِحْدَاهُمَا لِلْعَيْنِ مشْهُودًا بِهَا … لَكِنَّ ذَاكَ لِمَسْمَعِ الإنْسَانِ
(المتن/74)
1149 – فإذَا أَتَى التَّأويلُ بَعْدَ سِيَاقَةٍ … تُبدِي المرادَ أَتَى عَلَى اسْتِهْجَانِ
1150 – وإذا أَتَى الكِتْمَانُ بَعْدَ شَواهِد الْـ … أَحْوَالِ كَانَ كأقْبَحِ الكِتْمَانِ
1151 – فتأَمّلِ الألفَاظَ وانْظُرْ مَا الَّذِي … سِيقَتْ لَهُ إنْ كُنْتَ ذَا عِرْفَانِ
1152 – والفوقُ وَصْفٌ ثابتٌ بالذَّاتِ مِنْ … كُلِّ الوُجُوهِ لفَاطِرِ الأكْوَانِ
1153 – لَكِنْ نُفاةُ الفَوقِ مَا وَفَّوا بِهِ … جَحَدُوا كمَالَ الْفَوقِ لِلدَّيَّانِ
1154 – بَلْ فَسَّرُوهُ بِأنَّ قَدْرَ الله أَعْـ … ـــــلَى لا بفَوقِ الذَّاتِ لِلرَّحْمنِ
1155 – قَالُوا وَهَذَا مِثْلُ قولِ النَّاسِ فِي … ذَهَبٍ يُرَى مِنْ خَالِصِ العِقْيَانِ
1156 – هُوَ فوْقَ جنْسِ الفِضَّةِ البَيْضَاءِ لَا … بالذاتِ بلْ فِي مقتضَى الأثْمَانِ
1157 – والفوقُ أنْواعٌ ثلاثٌ كُلُّهَا … للهِ ثَابتَةٌ بِلَا نُكْرَانِ
1158 – هَذَا الَّذِي قَالُوا وفوْقُ القَهْرِ والْـ … ـــفَوْقيَّةُ العُلْيَا عَلَى الأكْوَانِ
* * *
فصل
1159 – هَذَا ورَابعُهَا عُروجُ الرُّوح والْـ … أمْلاكِ صاعِدةً إِلَى الرَّحْمنِ
1160 – وَلَقدْ أتَى فِي سورتَينِ كِلَاهُمَا اشْـ … ــتَمَلا عَلَى التَّقدِير بالأزْمَانِ
1161 – فِي سورةٍ فيها المعَارجُ قُدِّرتْ … خَمْسِينَ ألفًا كامِلَ الحُسْبَانِ
1162 – وبسَجْدةِ التنزِيل ألفًا قُدِّرتْ … فلأجْلِ ذَا قَالُوا هُمَا يَوْمَانِ
1163 – يومُ المعَادِ بذِي المعَارجِ ذكرُهُ … والْيَومُ فِي “تنزيلَ” فِي ذَا الآنِ
1164 – وكِلَاهُمَا عِنْدِي فَيَوْمٌ واحِدٌ … وعُروجُهُمْ فِيهِ إلَى الدَّيَّانِ
1165 – فالألفُ فِيهِ مسافَةٌ لنزُولِهمْ … وصُعُودِهِمْ نحوَ الرَّقيعِ الدَّانِي
1166 – هَذِي السَّماءِ فإنَّها قَدْ قُدِّرَتْ … خَمْسينَ فِي عَشْرٍ وَذَا ضِعْفَانِ
1167 – لَكِنَّما الخَمْسُونَ ألفَ مسَافَةُ الـ … ــــسَبْع الطِّباقِ وبُعدُ ذِي الأكْوَانِ
1168 – مِنْ عَرْشِ رَب العَالَمِينَ إلَى الثَّرى … عِنْدَ الحضِيضِ الأسْفلِ التَّحْتَانِي
(المتن/75)
1169 – واختَارَ هَذَا القَوْلَ فِي تَفْسِيرهِ الْـ … ــبَغَويُّ ذَاكَ العَالِمُ الرَّبَّانِي
1170 – ومُجَاهِدٌ قَدْ قَالَ هَذَا القَوْلَ لـ … ـــــكنَّ ابنَ إسْحَاقَ الجَليلَ الشَّانِ
1171 – قَالَ المسافَةُ بَيْنَنَا والعَرْشِ ذَا الـ … ــــمقدارُ فِي سَيْرٍ مِنَ الإنْسَانِ
1172 – والقَوْلُ الَاوَّلُ قَوْلُ عِكْرِمةٍ وقوْ … لُ قتَادَةٍ وهُمَا لَنَا عَلَمَانِ
1173 – واخْتَارَهُ الحَسَنُ الرِّضَا ورَوَاهُ عَنْ … بَحْرِ العُلُومِ مُفسِّرِ القُرْآنِ
1174 – وَيُرجِّحُ القَوْلَ الَّذِي قَدْ قَالَهُ … سَادَاتُنَا فِي فَرْقِهِمْ أمْرَانِ
1175 – إِحْدَاهُمَا مَا فِي الصَّحِيحِ لمانِعٍ … لِزكَاتِه مِنْ هَذِهِ الأَعْيَانِ
1176 – يُكْوَى بِهَا يَوْمَ القيَامَةِ ظَهْرُهُ … وجَبِينُهُ وكذلِكَ الجَنْبَانِ
1177 – خَمْسُونَ ألفًا قَدرُ ذَاكَ اليَوْمِ فِي … هَذَا الحَدِيثِ وَذَاكَ ذُو تِبْيَانِ
1178 – فالظَّاهِرُ اليَوْمَانِ فِي الوجْهَينِ يَوْ … مٌ واحدٌ مَا إنْ هُمَا يَوْمَانِ
1179 – قَالُوا وإيرَادُ السِّيَاقِ يُبيِّنُ الْـ … ــــمقصودَ مِنْهُ بأوْضَحِ التِّبيَانِ
1180 – فانْظُرْ إلى الإضْمَارِ ضِمْنَ “يَرَوْنَهُ” … و”نَرَاهُ” مَا تفسِيرُهُ بِبَيَانِ
1181 – فالْيَوْمُ بالتفسِيرِ أوْلَى مِنْ عَذَا … بٍ واقِعٍ لِلقُرْبِ والجِيرَانِ
1182 – ويكُونُ ذكرُ عروجِهِمْ فِي هَذِه الدُّ … نْيَا ويوْمَ قيَامَةِ الأبْدَانِ
1183 – فنزُولُهمْ أيْضًا هُنالِكَ ثابتٌ … كنُزولِهِمْ أيْضًا هُنَا لِلشَّانِ
1184 – وعُروجُهُمْ بَعْدَ القَضَا كعرُوجِهِمْ … أيضًا هُنَا فلهُمْ إذًا شَأنَانِ
1185 – ويزولُ هَذَا السَّقْفُ يَوْمَ مَعَادِنَا … فعُروجُهُمْ لِلعَرْشِ والرَّحْمنِ
1186 – هَذَا وَمَا نَضِجَتْ لَدَيَّ وعلْمُهَا الْـ … ــــمَوكُولُ بَعدُ لِمُنْزِلِ القُرْآنِ
1187 – وأعوذُ بالرَّحْمنِ مِنْ جَزْمٍ بِلا … عِلْمٍ وَهَذَا غَايَةُ الأمْكَانِ
1188 – واللهُ أعْلَمُ بالمُرادِ بقوْلِهِ … ورَسُولُهُ المبعُوثُ بالفُرْقَانِ
* * *
فصلٌ
1189 – هَذَا وخَامِسُهَا صُعودُ كَلَامِنَا … بِالطَّيِّبَاتِ إِلَيهِ والإحْسَانِ
(المتن/76)
1190 – وَكَذَا صُعُودُ البَاقِيَاتِ الصَّالِحَا … تِ إِلَيهِ مِنْ أعْمَالِ ذِي الإيمَانِ
1191 – وَكَذَا صُعُودُ تَصَدُّقٍ مِنْ طَيِّبٍ … أيْضًا إِلَيْهِ عِنْدَ كُلِّ أوَانِ
1192 – وَكَذَا عُرُوجُ مَلائِكٍ قَدْ وُكِّلُوا … مِنَّا بأعْمَالٍ وَهُمْ بَدَلَانِ
1193 – فَإِلَيْهِ تَعْرُجُ بُكْرَةً وعَشِيَّةً … والصُّبْحُ يجْمَعُهُمْ عَلَى القُرْآنِ
1194 – كَي يشْهَدُوه، ويعْرُجُونَ إِلَيهِ بالْـ … أَعْمَالِ سُبْحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
1195 – وَكَذَاكَ سَعْي اللَّيْلِ يَرْفَعُهُ إِلَى الرَّ … حْمنِ مِنْ قَبْلِ النَّهَارِ الثَّانِي
1196 – وَكَذَاكَ سَعْيُ الْيَوْمِ يَرْفَعُهُ لَهُ … مِنْ قبلِ لَيْلٍ حَافِظُ الإنْسَانِ
1197 – وَكَذَاكَ مِعْرَاجُ الرَّسُولِ إلَيْهِ حَقًّا … ثَابِتٌ مَا فِيهِ مِنْ نُكْرَانِ
1198 – بَك جَاوزَ السَّبعَ الطِّبَاقَ وقَدْ دَنَا … مِنْهُ إلَى أنْ قُدِّرتْ قَوْسَانِ
1199 – بَلْ عَادَ مِنْ مُوسَى إِلَيْهِ صَاعِدًا … خَمْسًا عِدَادَ الفَرْضِ فِي الحُسْبَانِ
1200 – وَكَذَاكَ رَفْعُ الرُّوحِ عِيسَى المرْتَضَى … حقًّا إِلَيْهِ جَاءَ فِي القُرْآنِ
1201 – وَكَذَاكَ تَصعَدُ رُوحُ كلِّ مُصَدِّقٍ … لمَّا تَفوزُ بفُرْقَةِ الأَبْدَانِ
1202 – حقًّا إِلَيْهِ كَيْ تَفُوزَ بقُرْبِهِ … وتعُودَ يَوْمَ العَرْضِ للجُثْمَانِ
1203 – وَكَذَا دُعَا المضْطَرِّ أيْضًا صَاعِدٌ … أبدًا إِلَيْهِ عِنْدَ كلِّ أَوَانِ
1204 – وَكَذَا دُعَا المظلُومِ أيْضًا صَاعِدٌ … حَقًا إِلَيْهِ قَاطِعَ الأكْوَانِ
* * *
فصلٌ
1205 – هَذَا وسَادِسُهَا وَسَابِعُهَا النُّزو … لُ كَذلكَ التَّنْزِيلُ للْقُرْآنِ
1206 – واللهُ أخْبَرَنَا بأنَّ كِتَابَهُ … تَنْزِيلُهُ بالحَقِّ والبُرْهَانِ
1207 – أيكُونُ تنزيلًا ولَيْسَ كَلَامَ مَنْ … فوْقَ العِبَادِ أَذَاك ذُو إِمْكَانِ
1208 – أيكُونُ تنْزيلًا مِنَ الرَّحمنِ والرَّ … حمنُ لَيْسَ مُبَايِنَ الأكْوانِ
1209 – وَكذَا نُزولُ الرِّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ … فِي النِّصْفِ مِنْ لَيْلٍ وذَاكَ الثَّانِي
(المتن/77)
1210 – فيقُولُ لَسْتُ بسَائِلٍ غَيرِي بأحْـ … ـــوالِ العِبَادِ أنَا العَظِيمُ الشَّانِ
1211 – مَنْ ذَاكَ يَسْألُنِي فيُعْطَى سُؤْلَهُ … مَنْ ذَا يَتُوبُ إلَيَّ مِنْ عِصيَانِ
1212 – مَنْ ذَاك يَسْأَلُنِي فَأغْفِرَ ذَنْبَهُ … فَأَنَا الوَدُودُ الوَاسِعُ الغُفْرانِ
1213 – مَنْ ذَا يُريدُ شِفَاءَهُ مِنْ سُقْمِهِ … فَأَنَا القَرِيبُ مُجِيبُ مَنْ نَادَانِي
1214 – ذَا شَأْنُهُ سُبحَانَهُ وبحَمْدِهِ … حَتَى يكُونَ الفجْرُ فجرًا ثَانِي
1215 – يَا قَوْمُ لَيسَ نزُولُهُ وعُلُوُّهُ … حقًا لَدَيْكُمْ بَلْ هُمَا عَدَمانِ
1216 – وَكذَاكَ لَيْسَ يقُولُ شيئًا عنْدَكُمْ … لَا ذَا ولَا قَوْلٌ سِوَاهُ ثَانِ
1217 – كُلٌّ مَجَازٌ لا حَقِيقَةَ تَحْتَهُ … أوِّلْ وَزِدْ وانقُصْ بِلَا بُرْهَانِ
* * *
فصلٌ
1218 – هَذَا وثَامِنُهَا بسُورَةِ غَافِرٍ … هُوَ رِفْعَةُ الدَّرَجَاتِ لِلرَّحْمنِ
1219 – دَرَجاتُهُ مرْفُوعَةٌ كمَعَارِجٍ … أيضًا لَهُ وكِلَاهُمَا رَفْعَانِ
1220 – وَفَعِيلُ فِيهَا لَيسَ مَعْنَى فَاعِلٍ … وسِيَاقُهَا يأبَاهُ ذُو التِّبْيَانِ
1221 – لَكنَّهَا مَرْفُوعَةٌ دَرجَاتُهُ … لكَمَالِ رِفْعَتِهِ عَلَى الأكْوَانِ
1222 – هَذَا هُوَ القَوْلُ الصَّحِيحُ فَلَا تَحِدْ … عَنْهُ وخُذْ مَعْنَاهُ فِي القُرآنِ
1223 – فَنَظِيرُهَا الْمُبْدي لَنَا تَفْسِيرَهَا … في ذِي المعَارجِ لَيْسَ يفْترِقَانِ
1224 – والرُّوحُ والأمْلَاكُ تَصْعَدُ في مَعَا … رِجهِ إِلَيْهِ جَلَّ ذو السُّلْطَانِ
1225 – ذَا رِفْعَةُ الدَّرَجَاتِ حقًّا مَا هُمَا … إلا سَواءٌ أوْ هُمَا شبْهَانِ
1226 – فَخُذِ الكِتَابَ بِبَعْضِهِ بَعْضًا كَذَا … تَفسِيرُ أهْلِ العِلْمِ للقُرْآنِ
* * *
فصلٌ
1227 – هَذَا وتَاسِعُهَا النُّصُوصُ بأنَّهُ … فَوْقَ السَّماءِ وذَا بِلَا حُسْبَانِ
(المتن/78)
1228 – فاسْتَحْضرِ الوَحْيَينِ وانظُرْ ذَاكَ تَلْـ … ــــقَاهُ مُبِينًا وَاضِحَ التِّبْيَانِ
1229 – ولسَوْفَ نذكُرُ بَعْضَ ذَلكَ عَنْ قَرِيـ … ــــبٍ كَيْ تَقُومَ شَوَاهِدُ الإيمَانِ
1230 – وإذا أتَتْ “في” لا تَكُنْ مُسْتَوْحِشًا … مِنْهَا وَلَا تَكُ عنْدَهَا بِجَبَانِ
1231 – لَيسَتْ تَدُلُّ عَلَى انْحِصَارِ إلهنَا … عَقلًا وَلَا عُرْفًا ولَا بِلِسَانِ
1232 – إذ أجْمَعَ السَّلَفُ الكِرَامُ بأنَ مَعْـ … ـــــناهَا كمَعْنَى “فَوْقَ” بالبُرْهَانِ
1233 – أوْ أَنَّ لفْظَ سَمَائِهِ يُعنَى بِهِ … نَفْسُ العُلُوِّ المطْلَقِ الحقَّانِي
1234 – والرَّبُّ فِيهِ ولَيْسَ يَحْصُرُهُ مِنَ الْـ … ــــمَخْلُوقِ شَيءٌ عَزَّ ذُو السُّلْطَانِ
1235 – كُلُّ الجِهَاتِ بأسْرِهَا عَدَمِيَّةٌ … فِي حَقِّهِ هُوَ فَوْقَهَا بِبَيَانِ
1236 – قَدْ بَانَ عَنْهَا كلِّهَا فَهُوَ المُحِيـ … ـطُ ولا يُحَاطُ بخالِقِ الأكْوانِ
1237 – مَا ذَاكَ يَنْقِمُ بعدُ ذُو التعْطِيلِ مِنْ … وَصْفِ العُلُوِّ لربِّنَا الرَّحْمنِ
1238 – أيرُدُّ ذُو عقْلٍ سَليمٍ قطُّ ذا … بَعْدَ التَّصَوُّرِ يَا أولِي الأذْهَانِ
1239 – واللهِ مَا رَدَّ امْرُؤٌ هَذَا بِغَيْـ … ـــــرِ الجَهْلِ أوْ بحَمِيَّةِ الشَّيْطَانِ
* * *
فصلٌ
1240 – هَذَا وَعَاشِرُهَا اخْتِصاصُ البَعْضِ مِنْ … أمْلَاكِهِ بالعِنْدِ لِلرَّحْمنِ
1241 – وَكذَا اخْتِصَاصُ كِتَابِ رَحْمَتِهِ بِعِنْـ … ــــد اللهَ فَوْقَ العَرْشِ ذُو تِبْيَانِ
1242 – لَوْ لَمْ يَكُنْ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الوَرَى … كَانُوا جَمِيعًا عِنْدَ ذِي السُّلْطَانِ
1243 – وَيكُونُ عِنْدَ الله إِبليسٌ وجِبْـ … ــــرِيلٌ هُمَا فِي العِنْدِ مُسْتَوِيَانِ
1244 – وَتمَامُ ذَاكَ القَوْلِ أنَّ مَحَبَّةَ الرَّ … حْمنِ عَيْنُ إِرَادةِ الأَكْوانِ
1245 – وَكِلَاهُمَا مَحْبُوبُهُ ومُرَادُهُ … وَكِلَاهُمَا هُوَ عِنْدَهُ سيَّانِ
1246 – إِنْ قُلْتُمُ عِنْديّةُ التَّكْوِينِ فَالذَّ … اتَانِ عِنْدَ اللهِ مَخْلُوقَانِ
(المتن/79)
1247 – أَوْ قُلْتُمُ عِنْدِيَّةُ التَّقْرِيبِ تَقْـ … ـــــرِيب الحَبِيبِ وَمَا هُمَا عِدْلَانِ
1248 – فَالحُبُّ عِنْدَكُمُ المشِيئَةُ نَفْسُها … وَكِلَاهُمَا فِي حُكْمِهَا مِثْلَانِ
1249 – لَكِنْ مُنَازِعُكُمْ يَقُولُ بِأنَّهَا … عِنْدِيَّةٌ حَقًّا بِلَا رَوَغَانِ
1250 – جَمعَتْ لَهُ حُبَّ الإلهِ وَقُرْبَهُ … مِنْ ذَاتِهِ وَكَرَامَةَ الإحْسَانِ
1251 – وَالحُبُّ وَصفٌ وَهْوَ غَيْرُ مشِيئَةٍ … والعِنْدُ قُرْبٌ ظَاهِرُ التِّبْيَانِ
* * *
فصلٌ
1252 – هَذَا وحَادِي عَشْرَهُنَّ إشَارَةٌ … نَحْوَ الْعُلُوِّ بإصبَعٍ وَبَنَانِ
1253 – للَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ لَا غَيْرِهِ … إِذْ ذَاكَ إشرَاكٌ مِنَ الإنْسَانِ
1254 – وَلَقَدْ أَشَارَ رَسُولُهُ فِي مَجْمَعِ الْـ … حَجِّ العَظِيمِ بمَوْقِفِ الغُفْرَانِ
1255 – نَحْوَ السَّمَاءِ بإصْبَعٍ قَدْ كُرِّمَتْ … مُسْتَشْهِدًا لِلوَاحِد الرَّحمنِ
1256 – يا رَبِّ فاشْهَدْ أنَّنِي بَلَّغْتُهُمْ … وَيُشِيرُ نَحْوَهُمُ لِقَصْدِ بَيَانِ
1257 – فَغَدا البَنَانُ مُرَفَّعًا وَمُصَوَّبًا … صلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ ذُو الغُفْرَانِ
1258 – أدَّيتَ ثُمَّ نَصَحْتَ إذْ بَلَّغْتَنَا … حَقَّ البَلَاغِ الوَاجِبِ الشُّكْرَانِ
* * *
فصلٌ
1259 – هَذَا وَثَانِيَ عَشْرَهَا وَصْفُ الظُّهُو … رِ لَهُ كَمَا قَدْ جَاءَ فِي القُرْآنِ
1260 – والظَّاهِرُ العَالِي الَّذِي مَا فَوْقَهُ … شَيءٌ كَمَا قَدْ قَالَ ذُو البُرْهَانِ
1261 – حَقًا رَسُولُ اللهِ ذَا تَفْسِيرُهُ … وَلَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ بِضَمَانِ
1262 – فَاقْبَلْهُ لَا تَقْبَلْ سِوَاهُ مِنَ إلتَّفا … سيرِ الَّتي قِيلَتْ بِلَا بُرْهَانِ
1263 – والشَّيءُ حِينَ يَتِمُّ مِنْه عُلُوُّهُ … فَظُهُورُهُ فِي غَايَةِ التَّبْيَانِ
(المتن/80)
1264 – أَوَ مَا تَرى هَذِي السَّمَا وَعُلُوَّهَا … وَظُهُورَهَا وَكَذَلِكَ القَمَرَانِ
1265 – وَالعَكْسُ أَيْضًا ثَابِتٌ فَسُفُولُهُ … وَخَفَاؤهُ إذ ذَاكَ مُصطَحِبَانِ
1266 – فَانْظُرْ إلَى عُلْوِ المُحِيطِ وأخْذِهِ … صِفَةَ الظُّهُورِ وذَاكَ ذُو تبْيَانِ
1267 – وَانْظُر خَفَاءَ المَركَزِ الأَدْنَى وَوَصْـ … ــــفِ السُّفْل منه وَكَوْنَهُ تَحْتَانِي
1268 – وَظُهُورُهُ سُبحَانَهُ بِالذَّاتِ مِثْـ … ـــــلُ عُلُوِّهِ فَهُمَا لَهُ صِفَتَانِ
1269 – لَا تَجْحَدَنَّهُمَا جُحُودَ الجَهْمِ أوْ … صَافَ الكَمَالِ تكُونُ ذَا بُهْتَانِ
1270 – وَظُهُورُهُ هُوَ مُقْتَضٍ لِعُلُوِّهِ … وَعُلُوُّهُ لِظُهُورِهِ بِبَيَانِ
1271 – وَلِذاك قَدْ دَخَلَتْ هُنَاكَ الفَاءُ لِلتَّـ … ــسْبِيبِ مُؤْذِنةً بِهَذَا الشَّانِ
1272 – فَتَأمَّلنْ تَفْسِيرَ أعْلَمِ خَلْقِهِ … بصفَاتهِ مَن جاء بالقرآنِ
1273 – إذْ قَالَ أَنْتَ كَذَا فَلَيْسَ لِضِدِّهِ … أَبَدًا إِلَيْكَ تَطَرُّق الإتْيَانِ
* * *
فصلٌ
1274 – هَذَا وَثَالِثَ عَشْرَهَا إخْبَارُهُ … أَنَّا نَرَاهُ بِجَنَّةِ الحَيَوَانِ
1275 – فَسَلِ المعَطِّلَ هَلْ يُرَى مِن تَحْتِنَا … أَمْ عَنْ شَمَائِلِنَا وَعَنْ أَيْمَانِ
1276 – أَمْ خَلْفَنا وَأَمَامَنَا سُبحَانَهُ … أَمْ هَلْ يُرَى مِنْ فَوْقِنَا بِبَيَانِ
1277 – يَا قَوْمُ مَا فِي الأَمرِ شَيءٌ غَيرُ ذَا … أَوْ أَنَّ رؤيَتَهُ بِلَا إمْكَانِ
1278 – إذ رُؤَيةٌ لَا فِي مُقَابَلةٍ مِنَ الرَّ … ائِي مُحَالٌ لَيْس فِي الإمْكَانِ
1279 – وَمَنِ ادَّعَى شَيْئًا سِوَى ذَا كَانَ دَعْـ … ـــــواهُ مُكابَرةً عَلَى الأذْهَانِ
1280 – وَلِذَاكَ قَالَ مُحَقِّقٌ مِنْكُمْ لأَهْـ … ـــلِ الاعْتِزَالِ مَقَالةً بأمَانِ
1281 – مَا بَيْنَنَا خُلْفٌ وَبَيْنَكُمُ لَدَى التَّـ … ــــحْقِيقِ فِي مَعْنًى فَيَا إخْوانِي
1282 – شُدُّوا بأجْمَعِنَا لِنَحمِلَ حَمْلَةً … تَذَرُ المُجَسِّمَ فِي أَذَلِّ هَوَانِ
1283 – إِذْ قَالَ إنَّ إلهَهُ حَقًا يُرَى … يَوْمَ المعَادِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ
(المتن/81)
1284 – وتَصِيرُ أَبْصارُ العِبَادِ نَوَاظِرًا … حَقًّا إِلَيْهِ رُؤْيةً بِعِيَانِ
1285 – لَا رَيْبَ أنَّهُمُ إذا قَالُوا بِذَا … لَزِمَ العُلُوُّ لِفَاطِرِ الأكْوانِ
1286 – وَيكُونُ فوْقَ العَرْشِ جَلَّ جَلَالُهُ … فَلِذاكَ نَحْنُ وَحِزْبُهُمْ خَصْمَانِ
1287 – لَكِنَّنَا سِلْمٌ وأنتُمْ إذْ تَسَا … عَدْنَا عَلَى نَفْيِ العُلُوِّ لِربِّنَا الرَّحْمنِ
1288 – فَعُلُوُّهُ عَيْنُ المُحَالِ وَلَيْسَ فَوْ … قَ العَرْشِ مِنْ رَبٍّ وَلَا دَيَّانِ
1289 – لَا تَنْصِبُوا مَعَنا الخِلَافَ فَمَا لَهُ … طَعْمٌ فَنَحْنُ وأنْتُمُ سِلْمَانِ
1290 – هَذَا الَّذِي واللهِ مُودَعُ كُتْبِهِمْ … فانْظُر تَرَى يَا مَنْ لَهُ عَيْنَانِ
* * *
فصلٌ
1291 – هَذَا وَرَابعَ عَشْرَهَا إِقْرَارُ سَا … ئِلهِ بِلَفْظِ “الأيْن” للرَّحْمنِ
1292 – وَلَقَدْ رَوَاهُ أبُو رَزِينٍ بَعْدَمَا … سَألَ الرَّسُولَ بلَفْظِهِ بوِزَانِ
1293 – وَرَوَاهُ تَبْليغًا لَهُ ومُقَرِّرًا … لَمَّا أَقَرَّ بِهِ بِلَا نُكْرَانِ
1294 – هَذَا وَمَا كَانَ الجَوَابُ جَوابَ “مَنْ” … لَكِنْ جَوَابَ اللَّفْظِ بالمِيزَانِ
1295 – كَلّا وَلَيْسَ وِ “مَنْ” دُخُولٌ قَطُّ فِي … هَذَا السِّيَاقِ لِمَن لَهُ أُذُنَانِ
1296 – دَعْ ذَا فَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ بِنَفْسِهِ … “أَيْنَ الإِلهُ؟ ” لِعَالِمٍ بِلِسَانِ
1297 – واللهِ ما قَصَدَ المخَاطِبُ غَيرَ مَعْـ … ـــــنَاهَا الذِي وُضِعَتْ لهُ الحقَّانِي
1298 – واللهِ مَا فَهِمَ المخَاطَبُ غَيْرَهُ … واللَّفظُ موضُوعٌ لِقَصدِ بَيَانِ
1299 – يَا قَوْمُ لَفْظُ “الأيْنِ” مُمْتَنِعٌ عَلَى الرَّ … حْمنِ عِنْدَكُمُ وذُو بُطْلَانِ
1300 – ويكَادُ قَائِلُكُمْ يُكفِّرُنَا بِهِ … بَلْ قَدْ وهَذَا غَايَةُ العُدْوَانِ
1301 – لَفْظٌ صَرِيحٌ جَاءَ عَنْ خَيْرِ الوَرَى … قَوْلًا وإقْرَارًا هُمَا نَوْعَانِ
1302 – واللهِ مَا كَانَ الرَّسُولُ بعَاجِزٍ … عنْ لَفْظِ “مَنْ” مَعَ أنَّهَا حَرْفَانِ
1303 – “والأينُ” أحرُفُهَا ثَلَاثٌ وَهْيَ ذُو … لَبْسٍ و”مَنْ” في غَايَةِ التِّبْيَانِ
(المتن/82)
1304 – واللهِ مَا المَلَكَانِ أَفْصَحَ مِنْهُ إذْ … فِي القبْرِ مَنْ رَبُّ الوَرَى يَسَلَانِ
1305 – وَيقُولُ: أَيْنَ اللهُ؟ يَعْنِي “مَنْ” فَلَا … واللهِ مَا اللَّفظَانِ متَّحِدَانِ
1306 – كَلّا وَلَا مَعْنَاهُمَا أيضًا لِذِي … لُغَةٍ وَلَا شَرْعٍ وَلَا إنْسَانِ
* * *
فصلٌ
1307 – هَذَا وَخَامِسَ عَشْرَهَا الإِجْمَاعُ مِنْ … رُسُلِ الإِلهِ الواحِدِ المنَّانِ
1308 – فالمُرْسَلُونَ جَمِيعُهُمْ مَعَ كُتْبِهِمْ … قَدْ صَرَّحُوا بالفَوْقِ لِلرَّحمنِ
1309 – وَحَكَى لَنَا إجْمَاعَهُمْ شَيْخُ الوَرَى … والدِّينِ عَبْدُ القادِرِ الكيلَانِي
1310 – وأبُو الوَليدِ المالِكِي أيْضًا حَكَى … إجْمَاعَهُمْ أعني “ابْنَ رُشْدِ الثَّانِي”
1311 – وَكَذَا أبُو العبَّاسِ أيْضًا قَدْ حَكَى … إجْمَاعَهُمْ عَلَمُ الهُدَى الحَرَّانِي
1312 – ولهُ اطلاعٌ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِهِ … لِسِوَاه مِنْ مُتَكَلِّمٍ ولِسَانِ
1313 – هَذا ونَقْطَعُ نَحْنُ أيضًا أنَّهُ … إجْمَاعُهُمْ قَطْعًا عَلَى البُرهَانِ
1314 – وَكَذَاكَ نَقْطعُ أنَّهُمْ جَاؤوا بإثْـ … ــــبَاتِ الصِّفَاتِ لِخَالِقِ الأكْوَانِ
1315 – وَكَذَاكَ نقطَعُ أنهُمْ جَاؤوا بإثْـ … ـــبَاتِ الكَلَامِ لِرَبِّنَا الرحْمنِ
1316 – وَكَذَاكَ نقْطَعُ أنَّهُمْ جَاؤوا بإثْـ … ــــبَاتِ المعَادِ لهَذِهِ الأبْدَانِ
1317 – وَكَذَاكَ نَقْطَعُ أنَّهُمْ جاؤوا بتَوْ … حِيدِ الإلهِ ومَا لَهُ مِنْ ثَانِ
1318 – وَكَذَاكَ نَقْطَعُ أنَّهُمْ جَاؤوا بإثْـ … ــــباتِ القَضَاءِ وَمَا لَهُمْ قَوْلَانِ
1319 – فالرُّسْلُ مُتَّفِقُونَ قَطْعًا فِي أصُو … لِ الدِّين دُونَ شَرَائِعِ الإيمَانِ
1320 – كُلٌّ لَهُ شَرْعٌ ومِنْهَاجٌ وَذَا … فِي الأَمْرِ لَا التَّوْحِيدِ فافْهَمْ ذَانِ
1321 – فالدِّينُ فِي التَّوْحِيدِ دِينٌ وَاحِدٌ … لَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيهِ اثْنَانِ
1322 – دِينُ الإلهِ اخْتَارَهُ لِعبادِهِ … ولِنَفْسِهِ هُوَ قَيِّمُ الأَدْيَانِ
1323 – فمِنَ المُحَالِ بأنْ يَكُونَ لِرُسْلِهِ … فِي وَصْفِهِ خَبَرَانِ مُخْتَلِفَانِ
(المتن/83)
1324 – وَكَذَاكَ نَقْطَعُ أَنَّهُمْ جَاؤوا بِعَدْ … لِ اللهِ بَينَ طَوَائِفِ الإنْسَانِ
1325 – وَكَذَاك نَقْطَعُ أنَّهُمْ أَيْضًا دَعَوْا … لِلْخَمْسِ وَهْيَ قَوَاعِدُ الإيمَانِ
1326 – إيمَانُنَا بالله ثُمَّ برُسْلِهِ … وبكُتْبِهِ وقِيَامَةِ الأبْدَانِ
1327 – وبجُنْدِهِ وَهُمُ الملائِكةُ الأُلَى … هُمْ رُسْلُهُ لِمصَالِحِ الأكْوَانِ
1328 – هَذِي أصُولُ الدِّينِ حَقًّا لَا الأصُو … لُ الخَمْسُ لِلْقَاضِي هوَ الهَمَذانِي
1329 – تِلْكَ الأُصُولُ لِلِاعْتِزِالِ وَكَمْ لَهَا … فَرْعٍ فمِنْهُ الخَلْقُ للقُرْآنِ
1330 – وجُحُودُ أَوْصَافِ الإله ونَفْيُهُمْ … لِعُلُوِّهِ والفَوْقِ للرَّحْمنِ
1331 – وَكَذَاكَ نَفْيُهُمُ لِرؤيتِنَا لَهُ … يَومَ اللّقَاءِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ
1332 – ونَفَوْا قَضَاءَ الرَّبِّ والقَدَرَ الَّذِي … سَبَقَ الكِتَابُ بِهِ هُمَا حَتْمانِ
1333 – مِنْ أجْلِ هَاتِيكَ الأصُولِ، وخَلَّدُوا … أهْلَ الكَبَائِر فِي لَظَى النِّيرَانِ
1334 – ولأجْلِهَا نَفَوُا الشَّفَاعَةَ فِيهمُ … وَرَمَوا رُوَاةَ حَدِيثِهَا بطِعَانِ
1335 – ولأَجْلِهَا قَالُوا بأنَّ اللهَ لَم … يَقْدِرْ عَلَى إصلاحِ ذي العصيانِ
1336 – ولأجْلِهَا قالوا بأنَّ اللَّهَ لَم … يَقْدِرْ علَى إيمانِ ذي الكُفْرَانِ
1337 – ولأجْلِها حَكَمُوا عَلَى الرَّحْمنِ بالشَّـ … ــرعِ المُحَال شريعَةِ البُهْتَانِ
1338 – ولأجْلهَا هُم يُوجِبُونَ رِعَايَةً … لِلأصْلَحِ الموجُودِ في الإمْكَانِ
1339 – حَقًّا عَلَى رَبِّ الوَرَى بعقُولِهم … سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ ذا السُّبحَانِ
* * *
فصلٌ
1340 – هَذَا وَسَادِسَ عَشْرَهَا إِجْمَاعُ أهْـ … ــلِ العِلْمِ أعْنِي حُجَّةَ الأزْمَانِ
1341 – مِنْ كُلِّ صَاحِبِ سُنَةٍ شَهدَتْ لهُ … أهْلُ الحَدِيث وعَسْكَرُ القُرْآنِ
1342 – لَا عِبرَة بمُخَالِفٍ لَهُمُ وَلَوْ … كَانُوا عَدِيدَ الشَّاءِ والبُعْرانِ
1343 – أنَّ الذي فَوْقَ السَّمواتِ الْعُلى … والعَرشِ وَهْوَ مُبَايِنُ الأكْوَانِ
(المتن/84)
1344 – هُوَ رَبُّنَا سُبحَانَهُ وبحَمْدِهِ … حَقًّا عَلَى العَرشِ اسْتِوَا الرَّحمنِ
1345 – فاسْمَعْ إذًا أَقْوَالَهم واشْهَدْ عَلَيـ … ــهمْ بعْدَهَا بالكُفرِ والإيمَانِ
1346 – واقرَأْ تَفَاسِيرَ الأئمَّةِ ذَاكِرِي الْـ … إسْنَادِ فَهْيَ هِدَايَةُ الحَيْرانِ
1347 – وَانْظُر إلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ بتَفْـ … ــسِيرِ “اسْتَوَى” إنْ كُنتَ ذَا عِرفَانِ
1348 – وانْظُر إِلَى أَصْحَابِهِ مِنْ بَعْدِهِ … كمُجَاهِدٍ ومُقَاتِلٍ حَبرَانِ
1349 – وَانْظُر إِلَى الكَلْبيِّ أيْضًا والَّذي … قَدْ قَالَهُ مِنْ غَيرِ مَا نُكْرانِ
1350 – وَكَذَا رُفَيعُ التابِعِيُّ أَجَلُهُم … ذَاكَ الرِّيَاحِيُّ العَظِيمُ الشَّانِ
1351 – كَم صَاحِبٍ ألقَى إِلَيهِ عِلْمَهُ … فلِذَاكَ مَا اخْتَلَفَتْ عَلَيهِ اثْنَانِ
1352 – فَلْيَهْنِ مَنْ قَدْ سَبَّهُ إذْ لَم يُوَا … فِقْ قَوْلُهُ تَحْريفَ ذِي البُهْتَانِ
1353 – فَلَهُم عِبَارَاتٌ عَلَيهَا أرْبعٌ … قَدْ حُصلَتْ لِلفَارِسِ الطَّعَّانِ
1354 – وَهيَ اسْتَقَر وَقَد عَلَا وَكَذلِكَ ارْ … تَفَعَ الَّذِي مَا فِيهِ مِنْ نُكْرَانِ
1355 – وَكَذَاكَ قَد صَعِدَ الَّذِي هُوَ رابعٌ … وَأبُو عُبَيدَةَ صَاحِبُ الشَّيبَانِي
1356 – يَخْتَارُ هَذَا القَوْلَ فِي تَفْسِيرِهِ … أَدْرَى مِنَ الجَهْمِيِّ بالقُرآنِ
1357 – والأشْعَرِيُّ يقُولُ تَفْسِيرُ اسْتَوى … بحَقِيقَةِ اسْتَوْلَى مِنَ البُهْتَانِ
1358 – هُوَ قولُ أَهلِ الاعْتِزَالِ وَقوْلُ أتْـ … ـــباعٍ لِجَهْمٍ وَهْوَ ذُو بُطْلانِ
1359 – فِي كُتْبِهِ قَدْ قَالَ ذَا مِنْ مُوجَزٍ … وإبَانةٍ ومقَالةٍ بِبَيَانِ
1360 – وَكَذَلِكَ البَغَويُّ أيْضًا قَدْ حَكَاهُ … عَنْهُم بمَعَالِمِ القرْآنِ
1361 – وانْظُر كَلَامَ إمامِنَا هُوَ مَالِكٌ … قَدْ صحَّ عنْه قَوْلُ ذي إتْقَانِ
1362 – فِي الاسْتواءِ بأنَّهُ المعْلُومُ لَـ … ــكنْ كَيفُهُ خَافٍ عَلَى الأذْهَانِ
1363 – ورَوَى ابنُ نَافِعٍ الصَّدُوقُ سَمَاعَهُ … منْهُ عَلَى التَّحْقِيقِ والإتْقَانِ
1364 – اللَّهُ حَقًّا فِي السَّمَاءِ وعِلْمُهُ … سُبْحَانَهُ حَقًا بِكُلِّ مَكَانِ
1365 – فانْظُرْ إلَى التَّفْرِيقِ بَينَ الذَّاتِ والْـ … ـــــمعْلُومِ مِنْ ذَا العَالِمِ الربَّانِي
1366 – فالذَّاتُ خُصَّتْ بالسمَاءِ وإنَّما الْـ … ـــمعْلُومُ عَمَّ جَمِيعَ ذِي الأكْوَانِ
(المتن/85)
1367 – ذَا ثَابتٌ عَنْ مَالِكٍ مَنْ رَدَّهُ … فَلَسَوفَ يَلْقَى مَالِكًا بِهَوَانِ
1368 – وَكَذَاكَ قَالَ التِّرمِذيُّ بجَامِعٍ … عَنْ بَعْضِ أهْلِ العْلمِ والإيمَانِ
1369 – اللَّهُ فَوْقَ العرشِ لَكن علمُهُ … معَ خَلْقِه تَفْسِيرَ ذي إيمانِ
1370 – وَكَذاكَ أوْزَاعِيُّهُم أيضًا حَكَى … عَنْ سَائِر العُلَمَاءِ في البُلْدَانِ
1371 – مِنْ قَرنِهِ والتَّابِعون جَمِيعُهُم … مُتَوافِرونَ وَهُمْ أولُو العِرفَانِ
1372 – إِيمانَهُم بعُلُوِّهِ سُبحَانَهُ … فَوْقَ العِبَادِ وفوقَ ذِي الأكْوَانِ
1373 – وَكَذاكَ قَالَ الشَّافِعيُّ حَكَاهُ عَنـ … ــهُ البَيْهَقِيُّ وشيْخُهُ الرَّبَّانِي
1374 – حَقًا قَضى اللهُ الخِلَافَةَ رَبَّنَا … فَوقَ السمَاءِ لِأصْدَقِ العُبدَانِ
1375 – حِبُّ الرسُولِ وقائِمٌ مِنْ بعْدِهِ … بالحَقِّ لَا فَشِلٌ ولَا مُتَوَانِ
1376 – فانظُرْ إلَى المَقْضِيِّ فِي ذِي الأرضِ لـ … ــكنْ فِي السَّمَاءِ قَضَاءُ ذِي السُّلطَانِ
1377 – وَقَضَاؤهُ وَصْفٌ لَهُ لَم يَنْفَصِلْ … عَنْهُ، وَهَذَا وَاضِحُ البُرهَانِ
1378 – وَكذَلكَ النُعْمَانُ قَالَ وَبَعْدَهُ … يَعْقُوبُ والألْفاظُ لِلنُّعْمَانِ
1379 – مَنْ لَم يُقِرَّ بعَرْشِهِ سُبحَانَهُ … فَوْقَ السَّمَاءِ وفوْقَ كلِّ مَكَانِ
1380 – ويُقِرَّ أنَّ الله فَوْقَ العَرْشِ لَا … يَخْفَى عَلَيهِ هَواجِسُ الأذْهَانِ
1381 – فَهُوَ الَّذي لَا شَكَّ فِي تَكْفِيرِهِ … لِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ إمَامِ زَمَانِ
1382 – هَذَا الَّذِي فِي الفِقْهِ الأكبَرِ عنْدَهُم … وَلَهُ شُرُوحٌ عِدَّة لِبَيَانِ
1383 – وانظُرْ مَقَالَةَ أحْمَدٍ ونُصُوصَهُ … في ذَاكَ تَلْقَاهَا بلَا حُسْبَانِ
1384 – فَجَمِيعُهَا قَدْ صَرَّحَتْ بعُلُوهِ … وبِالاِسْتِوَا والفَوْقِ للرَّحْمنِ
1385 – ولهُ نصُوصٌ وَارِدَاتٌ لَم تَقَعْ … لِسِوَاهُ مِنْ فُرْسَانِ هَذَا الشَّانِ
1386 – إذْ كَانَ مُمْتَحَنًا بأعْدَاءِ الحَدِيـ … ـثِ وَشِيعَةِ التعْطِيلِ والكُفْرَانِ
1387 – وإذا أرَدْتَ نُصُوصَهُ فانْظُر إلَى … مَا قَدْ حَكَى الخَلالُ ذُو الإتْقَانِ
1388 – وَكذاكَ إسْحَاقُ الإِمَامُ فإنَّهُ … قَدْ قَالَ مَا فِيهِ هُدَى الحَيْرَانِ
1389 – وابْنُ المبَارَكِ قَالَ قَوْلًا شَافِيًا … إنْكَارُهُ عَلَمٌ عَلَى البُهْتَانِ
(المتن/86)
1390 – قَالُوا لَهُ مَا ذَاكَ نَعْرِفُ رَبَّنَا … حَقًّا بِهِ لِنَكُونَ ذَا إيمَانِ
1391 – فأَجَابَ نَعْرفُهُ بوَصْفِ عُلُوِّهِ … فَوْقَ السَّمَاءِ مُبَايِنَ الأكْوَانِ
1392 – وبأَنَّهُ سُبحَانهُ حَقًّا على الْـ … ــعرشِ الرَّفيعِ فجَلَّ ذو السُّلْطَانِ
1393 – وَهُوَ الَّذِي قَدْ شَجَّعَ ابْنَ خُزَيْمة … إذْ سَلَّ سَيفَ الحَقِّ والعِرْفَانِ
1394 – وَقَضَى بِقَتْلِ المنْكِرينَ عُلُوَّهُ … بَعْدَ اسْتِتَابَتِهِم مِنَ الكُفْرَانِ
1395 – وبأنَّهُم يُلْقَوْنَ بَعْدَ القَتْلِ فَوْ … قَ مَزَابِل الْمَيْتاتِ والأنْتَانِ
1396 – فشَفَى الإمَامُ العَالِمُ الحَبْرُ الَّذِي … يُدْعَى إِمَامَ أئِمَّةِ الأَزْمَانِ
1397 – وَلَقَدْ حَكَاهُ الحَاكِمُ العَدْلُ الرضَا … فِي كُتْبِهِ عَنْهُ بِلَا نُكْرَانِ
1398 – وَحَكَى ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي تَمْهِيدِهِ … وَكِتَابِ الِاسْتِذْكَارِ غَيْرَ جَبَانِ
1399 – إجْمَاعَ أَهْلِ العِلْمِ أنَّ اللهَ فَوْ … قَ العَرشِ لَم يُنْكِرهُ ذو إيمانِ
1400 – وأَتَى هُنَاكَ بِمَا شَفَى أَهْلَ الهُدَى … لَكِنَّهُ مَرَض عَلَى العُمْيَانِ
1401 – وَكَذَا عَليُّ الأَشْعَرِيُّ فإنَّهُ … في كُتْبِهِ قَدْ جَاءَ بالتِّبيَانِ
1402 – مِنْ مُوجَزٍ وإبَانَةٍ ومَقَالَةٍ … ورَسَائِلٍ لِلثَّغْرِ ذَاتِ بَيَانِ
1403 – وأتَى بِتَقْريرِ اسْتِواءِ الرَّب فَوْ … قَ العَرشِ بالإيضَاحِ والبُرْهَانِ
1404 – وأتى بتقْرِيرِ العُلوِّ بأحْسَنِ التَّـ … ــقْرِيرِ فانْظُر كُتْبَهُ بِعِيانِ
1405 – واللهِ مَا قَالَ المُجَسِّمُ مِثْلَ مَا … قَدْ قَالَهُ ذَا العَالِمُ الرَّبَّانِي
1406 – فارْمُوهُ وْيحَكُمُ بِمَا تَرْمُوا بِهِ … هَذَا المُجَسِّمَ يا أولِي العُدْوانِ
1407 – أو لَا فَقُولُوا إنَّ ثَمَّ حَزَازَةً … وَتَنَفُّسَ الصُّعَدَاءِ مِنْ حَرَّانِ
1408 – فسَلُوا الإلهَ شِفَاءَ ذَا الدَّاءِ العُضَا … لِ مُجَانِبِ الإسْلَامِ والإيمَانِ
1409 – وانظُرْ إلَى حَرْبٍ وإجْمَاعٍ حَكَى … للهِ درُّكَ مِنْ فَتىً كِرْمَانِي
1410 – وانظُرْ إلَى قَوْل ابنِ وَهْبٍ أوحَدِ الـ … ــعلَماءِ مثلَ الشَّمْسِ فِي المِيزَانِ
1411 – وانظُرْ إلَى مَا قَالَ عَبدُ الله فِي … تِلْكَ الرِّسَالةِ مُفْصِحًا بِبَيَانِ
1412 – مِنْ أنَّهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ … بالذَّاتِ فَوْقَ العَرْشِ والأكْوَانِ
(المتن/87)
1413 – وانظُرْ إلَى مَا قَالَهُ الكَرَجِي فِي … شَرحٍ لِتَصْنِيفِ امرئٍ ربَّانِي
1414 – وانظُرْ إلَى الأَصْلِ الَّذِي هُوَ شَرْحُهُ … فَهُمَا الهُدَى لِمُلَدَّدٍ حَيرَانِ
1415 – وانْظُرْ إلَى تَفْسِيرِ عَبدٍ مَا الَّذِي … فِيهِ مِنَ الآثارِ فِي ذَا الشَّانِ
1416 – وانْظُر إلَى تَفْسِيرِ ذَاكَ الفَاضل الثَّـ … ــبْتِ الرِّضَا الْمتَضَلِّعِ الرَّبَّانِي
1417 – ذَاكَ الإمَامُ ابنُ الإمَامِ وشَيْخُهُ … وَأبُوهُ سُنِّيَّانِ رَازيَّانِ
1418 – وانظُرْ إلَى النَّسَائِي فِي تَفْسِيرِهِ … هُوَ عِنْدَنَا سِفرٌ جَليلُ مَعَانِ
1419 – واقرأَ كتابَ العَرشِ تصنيفَ الرِّضا … نَجْلِ الصَّدوقِ إمامِنا عُثمانِ
1420 – وأخوه صاحبُ مُسْنَدٍ وَمُصَنَّفٍ … أَترَاهُمَا نَجْمَينِ بل شَمْسَانِ
1421 – واقرأ كتابَ الاسْتقَامَةِ لِلرِّضا … ذَاكَ ابنُ أصْرَمَ حَافِظٌ رَبَّانِي
1422 – واقْرَأْ كِتَابَ الحَافِظِ الثِّقَةِ الرِّضَا … فِي السُّنَّةِ العُلْيَا فَتَى الشَّيْبَانِي
1423 – ذَاكَ ابْنُ أحْمَد أَوْحَدُ الحُفَّاظِ قَدْ … شَهِدَتْ لَهُ الحُفَّاظُ بالإِتْقَانِ
1424 – واقرأْ كِتَاب الأثْرمِ العَدْلِ الرِّضَا … فِي السُّنَةِ الأُولَى إمَامِ زَمَانِ
1425 – وَكَذَا الإِمَامُ بْنُ الإِمَامِ المرتَضَى … حَقًّا أبي دَاوُدَ ذِي العِرفَانِ
1426 – تَصْنيفُهُ نَثْرًا ونَظْمًا وَاضِحٌ … فِي السُّنَّةِ المُثْلَى هُمَا نَجْمَانِ
1427 – واقْرأْ كِتَاب السُّنّة الأُولَى الذي … أبْدَاه مُضْطَلِعٌ مِنَ الإيمَانِ
1428 – ذَاكَ النَّبِيلُ ابْنُ النَّبِيلِ كِتَابُهُ … أيْضًا نَبِيلٌ وَاضِحُ البُرْهَانِ
1429 – وانظُرْ إلَى قَوْلِ ابن أَسْبَاطَ الرِّضَا … وانْظُرْ إلَى قَول الرِّضَا سُفْيانِ
1430 – وَانظُرْ إِلَى قَوْلِ ابْنِ زَيْدٍ ذَاكَ حَمَّـ … ــادٌ وحمادِ الإمَامِ الثَّانِي
1431 – وَانْظُرْ إلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى … عُثْمَانُ ذَاكَ الدَّارِميّ الرَّبَّانِي
1432 – فِي نَقْضِهِ والرَّدِّ يَا لَهُمَا كِتَا … بَا سُنّةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ
1433 – هَدَمَتْ قَوَاعِدَ فِرقَةٍ جَهْميَّةٍ … فَخَوَتْ سُقُوفُهُمُ عَلَى الحِيطَانِ
1434 – وانظُرْ إِلَى مَا فِي صَحيحِ مُحَمَّدٍ … ذَاكَ البُخَارِيّ العَظِيمِ الشَّانِ
1435 – مِنْ رَدَّهِ مَا قَالَهُ الجَهْمِيُّ بالنَّـ … ـقْلِ الصَّحِيحِ الواضِحِ البُرْهَانِ
(المتن/88)
1436 – وانظُرْ إِلَى تِلْكَ التَّرَاجِمِ مَا الَّذِي … فِي ضِمْنِهَا إنْ كُنْتَ ذَا عِرفَانِ
1437 – وانظُرْ إِلَى مَا قَالَهُ الطَّبَريُّ فِي الشَّـ … ــرْحِ الَّذِي هُوَ عِنْدَكُم سِفْرَانِ
1438 – أَعْنِي الفَقِيهَ الشَّافِعِيَّ اللَّالَكَا … ئِيَّ المُسَدَّدَ نَاصِرَ الإيمَانِ
1439 – وانظُرْ إلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى التَّـ … ــيْميُّ فِي إيضَاحِهِ وبَيانِ
1440 – ذَاكَ الَّذِي هُوَ صَاحبُ التَّرغِيبِ والتَّـ … ــرْهِيبِ مَمْدُوحٌ بِكلِّ لِسَانِ
1441 – وانظُرْ إِلَى مَا قَالَهُ فِي السُّنَّة الـ … ـكُبرَى سُلَيمَانٌ هُوَ الطَّبَرانِي
1442 – وانظُرْ إِلَى مَا قَالَهُ شَيْخُ الهُدَى … يُدْعَى بِطَلْمَنْكِيِّهم ذُو شانِ
1443 – وانظُرْ إِلَى قَولِ الطَّحاويِّ الرِّضَا … وأجِرْهُ مِنْ تَحْرِيف ذِي بُهْتَانِ
1444 – وَكذلكَ القَاضي أبُو بَكْرٍ هُوَ ابْـ … ـنُ البَاقِلانِي قَائِدُ الفُرسَانِ
1445 – قَدْ قَالَ فِي تَمْهيدِهِ وَرَسَائِلٍ … وَالشَّرحِ ما فِيهِ جَلِيُّ بَيَانِ
1446 – فِي بَعْضِهَا حَقًّا عَلَى العَرشِ اسْتَوى … لَكِنَّهُ اسْتَوْلَى عَلَى الأكْوَانِ
1447 – وأتَى بِتَقْرِيرِ العُلُوِّ وأبطَلَ “الـ … ــلّام” الَّتي زِيدَتْ عَلَى القُرْآنِ
1448 – مِنْ أوْجُهٍ شَتَّى وَذَا فِي كُتْبِه … بَادٍ لمَنْ كَانَتْ لَهُ عَيْنانِ
1449 – وانظُرْ إلَى قَول ابْنِ كُلَّابٍ وَمَا … يَقْضي بِهِ لِمُعَطِّلِ الرَّحْمنِ
1450 – أخرِجْ مِنَ النَّقْلِ الصَّحِيحِ وعَقْلِهِ … مَنْ قَالَ قَوْلَ الزُّورِ والبُهْتَانِ
1451 – لَيْسَ الإلهُ بدَاخِلٍ فِي خَلْقهِ … أَوْ خَارجٍ عَنْ جُمْلَةِ الأكْوَانِ
1452 – وانظُرْ إِلَى مَا قَالَهُ الطَّبَرِيُّ فِي التَّـ … ــفسِير والتَّهْذِيبِ قَوْلَ مُعَانِ
1453 – وانْظُرْ إِلَى مَا قَالَهُ فِي سُورَةَ الْـ … أَعْرَافِ مَعْ طَهَ وَمَعْ سُبْحَانِ
1454 – وانظُرْ إِلَى مَا قَالَهُ البَغَوِيُّ فِي … تَفْسيرِه والشَّرحِ بالإحْسَانِ
1455 – فِي سُورَةِ الأعْرَافِ عِنْدَ الاسْتِوَا … فِيهَا وَفِي الأُولَى مِنَ القُرْآنِ
1456 – وانظُرْ إِلَى مَا قَالَهُ ذو سُنَّةٍ … وَقِرَاءةٍ ذَاكَ الإمَامُ الدَّانِي
1457 – وكذَاكَ سُنَّةُ جعفرٍ يُكنَى أبا الشَّـ … ــيخِ الرِّضَا المُسْتَلِّ مِنْ حَيَّانِ
1458 – وانظُرْ إلَى مَا قَالَهُ ابنُ سُرَيجٍ الْـ … ـبَحْرُ الخِضَمُّ الشَّافِعيُّ الثَّانِي
(المتن/89)
1459 – وانظُرْ إِلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى … أعْنِي أبَا الخَير الرِّضَا العِمْرَانِي
1460 – وَكِتَابُهُ فِي الْفِقْهِ وَهْوَ بَيَانُهُ … يُبدِي مَكَانَتَهُ مِنَ الإيمَانِ
1461 – وانظُرْ إِلَى السُّنَنِ الَّتِي قَدْ صَنَّفَ الْـ … عُلَمَاءُ بالآثارِ والقُرْآنِ
1462 – زَادَتْ عَلَى المِائَتَينِ مِنْهَا مُفْرَدًا … أَوْفَى مِنَ الخَمْسِينَ في الحُسْبانِ
1463 – منْهَا لأحْمَدَ عِدَّةٌ مَوْجُودةٌ … فِينَا رَسَائِلُهُ إِلَى الإخْوَانِ
1464 – واللَّاءِ فِي ضِمْنِ التَّصَانِيفِ الَّتِي … شُهِرَتْ فَلَمْ تَحْتَجْ إلَى حُسْبَانِ
1465 – فَكثيرَةٌ جِدًّا فَمَنْ يَكُ رَاغِبًا … فِيهَا يَجِدْ فِيهَا هُدَى الحيْرانِ
1466 – أصْحَابُهَا هُم حَافِظُو الإسْلَامِ لَا … أصحَابُ جَهْمٍ حَافِظُو الكُفْرَانِ
1467 – وَهُمُ النُّجُومُ لكُلِّ عَبْدٍ سَائِرٍ … يَبْغِي الإلهَ وجنَّةَ الحيَوانِ
1468 – وَسِوَاهُمُ واللهِ قُطَّاعُ الطَّرِيـ … ـــــــقِ أئِمةٌ تَدْعُو إِلى النِّيرَانِ
1469 – مَا فِي الَّذِينَ حَكَيْتُ عَنْهُم آنفًا … مِنْ حَنْبَليٍّ وَاحِدٍ بِضَمَانِ
1470 – بَل كُلُّهُم واللهَ شِيعَةُ أحْمَدٍ … فأصُولُهُ وأصُولُهُم سِيَّانِ
1471 – وبذَاكَ فِي كُتُبٍ لَهُم قَدْ صَرَّحُوا … وأخُو العَمَايةِ مَا لَهُ عَيْنَانِ
1472 – أتظُنُّهُم لَفظِيَّةً جَهليَّةً … مِثْلَ الحَمِيرِ تُقَادُ بالأرْسَانِ
1473 – حَاشَاهُمُ مِن ذَاكَ بَلْ واللهِ هُمْ … أهلُ العُقولِ وَصِحَّةِ الأذْهَانِ
1474 – فانظُرْ إِلَى تَقْريرِهم لِعُلُوِّهِ … بالنَّقْلِ والمعْقُولِ والبُرهَانِ
1475 – عَقْلَانِ عَقلٌ بالنُّصُوصِ مُؤَيَّدٌ … ومُؤَيّدٌ بِالمَنْطِقِ اليُونَانِي
1476 – واللهِ مَا اسْتَويَا ولَنْ يَتَلَاقَيَا … حَتَّى تَشِيبَ مَفَارِقُ الغِربَانِ
1477 – أَفَتَقذِفُونَ أولاءِ بَل أَضْعَافَهُمْ … مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ كُلَّ زَمَانِ
1478 – بِالجَهْلِ والتَّشْبِيه والتَّجْسِيمِ والتَّـ … ــــــبْديِعِ والتَّضْلِيلِ والبُهْتَانِ
1479 – يَا قَوْمَنَا اللهَ فِي إسْلَامِكم … لَا تُفْسِدُوهُ لِنَخْوَةِ الشَّيطَانِ
1480 – يَا قَوْمَنَا اعْتَبِرُوا بِمَصْرَعِ مَنْ خَلَا … مِنْ قَبلِكُم فِي هَذِهِ الأَزْمَانِ
1481 – لَمْ يُغْنِ عَنْهُم كِذْبُهُم وَمِحَالُهُم … وَقِتَالُهُم بالزُّورِ والبُهْتَانِ
(المتن/90)
1482 – كَلَّا وَلَا التَّلْبِيسُ والتَّدْلِيسُ عِنْـ … ــــدَ النَّاسِ والحُكَّامِ والسُّلْطَان
1483 – وَبَدَا لَهُم عِنْدَ انكِشَافِ غِطَائِهِم … مَا لَم يَكُنْ لِلقَوْمِ فِي حُسْبَانِ
1484 – وَبَدَا لَهُم عِنْدَ انكِشَافِ حَقَائِقِ الْـ … إيمَانِ أنَّهُمُ عَلَى البُطْلانِ
1485 – مَا عِنْدَهُمْ واللهِ غَيرُ شِكَايةٍ … فأْتُوا بِعِلْمٍ وانْطقُوا ببَيَانِ
1486 – مَا يَشْتَكِي إلَّا الَّذي هُوَ عَاجِزٌ … فَاشْكُوا لِنَعْذِرَكُم إلى القُرْآنِ
1487 – ثُمَّ اسْمَعُوا مَاذَا الَّذِي يَقْضِي لَكُم … وَعَليكُمُ فالحَقُّ فِي الفُرقَانِ
1488 – لَبَّسْتُمُ مَعْنَى النُّصُوصِ وقَوْلَنَا … فَغَدا لَكُمْ لِلحقِّ تَلْبِيسَانِ
1489 – مَنْ حَرَّفَ النَّصَّ الصَّرِيحَ فَكَيْفَ لَا … يَأْتِي بِتَحْرِيفٍ عَلَى إنسَانِ
1490 – يَا قَوْمُ واللهِ العَظِيمِ أسَأْتُمُ … بأَئِمَّةِ الإسْلَامِ ظَنَّ الشَّانِي
1491 – مَا ذَنْبُهُم وَنَبِيُّهُمْ قَدْ قَالَ مَا … قَالُوا، كَذَاكَ مُنَزِّلُ القرآنِ
1492 – مَا الذَّنبُ إلَّا للنُّصُوصِ لَديكمُ … إذْ جَسَّمَتْ بَلْ شَبَّهتْ صِنْفَانِ
1493 – مَا ذَنْبُ مَنْ قَدْ قَالَ مَا نَطَقَتْ بِهِ … مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا عُدْوانِ
1494 – هَذَا كَمَا قَالَ الخَبِيثُ لصحْبِهِ … كَلْبُ الرَّوافِضِ أخبثُ الحَيَوانِ
1495 – لَمَّا أَفَاضُوا في حديثِ الرَّفْضِ عِنْـ … ـــدَ القَبرِ لَا يَخْشَوْنَ مِنْ إنْسَانِ
1496 – يا قَومِ أصْلُ بلائِكُمْ ومُصَابِكُم … مِنْ صاحِبِ القبرِ الذي تَرَيَانِ
1497 – كَمْ قدَّم ابنَ أبي قُحافةَ بلْ غَدَا … يُثني عَليهِ ثنَاءَ ذِي شُكرَانِ
1498 – وَيقُولُ فِي مَرضِ الوفاة يؤمُّكُم … عَنِّي أبُو بكرٍ بلَا رَوَغَانِ
1499 – ويظَلُّ يمنعُ مِنْ إِمامَةِ غيرِهِ … حَتَّى يُرَى في صورَةِ الغَضْبَانِ
1500 – ويقولُ لو كنتُ الخليلَ لواحدٍ … في الناسِ كانَ هو الخلِيلَ الدَّانِي
1501 – لكنَّه الأخُ وَالرفيقُ وصاحِبِي … وله عَلَينَا مِنَّةُ الإحْسَانِ
1502 – ويقولُ لِلصِّدِّيقِ يومَ الغَارِ لَا … تَحْزَنْ فنحنُ ثَلَاثةٌ لَا اثْنَانِ
1503 – اللهُ ثالِثُنَا وتلكَ فَضِيلةٌ … مَا حازَهَا إلَّا فَتَى عُثْمانِ
1554 – يَا قومِ ما ذنبُ النَّواصِبِ بعْدَ ذَا … لَم يَدْهَكُم إلَّا كبِيرُ الشَّانِ
(المتن/91)
1505 – فتفَرَّقَتْ تلكَ الرَّوافِضُ كلُّهُم … قَدْ أطْبَقَتْ أَسْنَانَهُ الشَّفَتَانِ
1506 – وكَذلِكَ الجَهْمِيُّ ذَاكَ رَضِيعُهُم … فَهُمَا رَضِيعَا كُفْرِهِمْ بِلِبَانِ
1507 – ثَوبَانِ قدْ نُسِجَا عَلى المِنْوالِ يَا … عُريانُ لا تلبَس فَمَا ثَوْبَانِ
1508 – واللهِ شرٌ مِنْهُمَا فَهُمَا عَلَى … أهلِ الضَّلالَةِ والشَّقَا عَلَمانِ
* * *
فصلٌ
1509 – هَذَا وسَابعَ عَشْرَهَا إخْبَارُهُ … سُبحَانَهُ فِي مُحْكَم القُرْآنِ
1510 – عَن عَبْدِهِ مُوسَى الكليمِ وحَربِهِ … فِرْعَونَ ذِي التكذيبِ والطُّغْيانِ
1511 – تكذِيبَهِ مُوسى الكَليمَ بِقَولِهِ … اللهُ ربِّي في السَّمَا نَبَّانِي
1512 – وَمِنَ المصَائِب قولُهُم إنَّ اعتِقَا … دَ الفوْقِ مِنْ فِرعَونَ ذِي الكُفْرَانِ
1513 – فإذَا اعتقَدْتُم ذَا فأشْيَاعٌ لَهُ … أنتُم وَذَا مِنْ أعظَمِ البُهتَانِ
1514 – فاسْمَعْ إذًا مَنْ ذَا الَّذِي أوْلَى بِفِرْ … عَوْنَ المُعَطِّلِ جَاحِدِ الرحْمنِ
1515 – وانظُرْ إِلَى مَا جَاءَ في القصَصِ التي … تَحْكِي مَقَالَ إمَامِهمْ بِبَيَانِ
1516 – واللهِ قدْ جَعَلوا الضَّلَالَةَ قُدْوَةً … بأئمَّةٍ تَدْعُو إلَى النِّيرانِ
1517 – فإمَامُ كلِّ معطِّلٍ فِي نَفْيِهِ … فِرعَونُ مَعْ نُمْرُودَ مَعْ هَامَانِ
1518 – طَلَبَ الصُّعُودَ إلَى السَّماءِ مُكذِّبًا … مُوسَى ورَامَ الصَّرحَ بالبُنْيَانِ
1519 – بَلْ قَالَ: مُوسَى كَاذِبٌ في زَعْمِهِ … فَوْقَ السَّماءِ الربُّ ذُو السُّلْطَانِ
1520 – فابنُوا ليَ الصَّرحَ الرَّفيعَ لعلَّنِي … أَرْقَى إِلَيهِ بحِيلَةِ الإنسَانِ
1521 – وأَظنُّ مُوسَى كاذِبًا في قَوْلِهِ … اللهُ فوقَ العرشِ ذُو سُلْطَانِ
1522 – وَكَذَاكَ كذَّبَهُ بأنَّ إلهَه … نَادَاهُ بالتَّكْليم دُونَ عِيَانِ
1523 – هُوَ أنكَرَ التَّكْلِيمَ والفَوْقِيَّةَ الـ … عُلْيَا كَقوْلِ الجهْم ذِي صفْوانِ
1524 – فمَنِ الَّذِي أوْلَى بِفرعَونٍ إذًا … مِنَّا ومنْكُم بَعْدَ ذَا التِّبيَانِ
(المتن/92)
1525 – يَا قَوْمَنَا واللهَ إنَّ لِقَوْلِنَا … مائةً تَدلُّ عَلَيهِ بَلْ مائتانِ
1526 – عَقْلًا ونَقْلًا مَعْ صَرِيحِ الفِطْرَةِ الْـ … أُولَى وَذَوْقِ حَلَاوَةِ القُرْآنِ
1527 – كُلٌّ يَدُلُّ بأنَّه سُبحَانَهُ … فَوْقَ السَّمَاءِ مُبَاينُ الأكْوَانِ
1528 – أتَرَوْنَ أنَّا تَارِكُو ذَا كُلِّهِ … لِجَعَاجِعِ التَّعْطِيلِ والهَذَيَانِ
1529 – يَا قَوْمُ ما أنْتُمْ عَلَى شَيءٍ إِلَى … أَنْ تَرجِعُوا لِلوَحْيِ بالإذْعَانِ
1530 – وتُحَكِّمُوهُ فِي الجَليلِ ودِقِّهِ … تَحكِيمَ تَسلِيمٍ مَعَ الرضْوَانِ
1531 – قَدْ أقْسَمَ اللهُ العَظِيمُ بنَفْسِهِ … قَسَمًا يُبِينُ حَقِيقَةَ الإيمَانِ
1532 – أنْ لَيسَ يؤْمِنُ مَنْ يكُونُ مُحَكِّمًا … غَيْرَ الرَّسُولِ الوَاضِحِ البُرْهَانِ
1533 – بَلْ لَيسَ يُؤمِنُ غَيرُ مَنْ قَدْ حَكَّمَ الـ … ـــــوَحْيَينِ حَسْبُ فذاكَ ذُو إيمَانِ
1534 – هَذَا وَمَا ذَاكَ المُحَكِّمُ مُؤْمِنًا … إنْ كَانَ ذَا حَرَجٍ وَضِيقِ بِطَانِ
1535 – هَذَا وَليسَ بمؤْمنٍ حَتَّى يُسَلِّـ … ـــــمَ للَّذي يَقْضِي بِهِ الوَحْيَانِ
1536 – يَا قَومُ باللهِ العَظِيمِ نَشَدْتُكُم … وَبِحُرمَةِ الإيمَانِ والقُرْآنِ
1537 – هَلْ حَدَّثَتْكُم قَطُّ أنفُسُكُم بِذَا … فَسَلُوا نُفُوسَكُمُ عَنِ الإيمَانِ
1538 – لَكِنَّ رَبَّ العَالَمِينَ وجُنْدَهُ … وَرَسُولَهُ المبعُوثَ بالقُرْآنِ
1539 – هُمْ يَشْهَدُونَ بأنّكُم أعدَاءُ مَنْ … ذَا شَأْنُهُ أبَدًا بكُلِّ زَمَانِ
1540 – ولأيِّ شَيءٍ كَانَ أحمَدَ خَصْمُكُم … أَعْنِي ابْنَ جَنْبلٍ الرِّضَا الشَّيبَانِي
1541 – ولأيِّ شَيءٍ كَانَ بَعْدُ خُصُومُكُمْ … أَهْلَ الحَدِيثِ وعَسكَرَ القُرْآنِ
1542 – ولأيِّ شَيءٍ كَانَ أيْضًا خَصمُكُم … شَيخَ الوجودِ العالِمَ الحرَّانِي
1543 – أَعنِي أبَا العبَّاسِ نَاصِرَ سُنَّةِ الْـ … ــــــمختارِ قَامِعَ سُنَّةِ الشَّيطَانِ
1544 – واللهِ لَم يَكُ ذَنْبُهُ شَيئًا سِوَى … تَجْرِيدِهِ لحَقِيقَةِ الإيمَانِ
1545 – إذْ جرَّدَ التَّوحِيدَ عَنْ شِركٍ كَذَا … تجْرِيدُهُ للوَحْي عَنْ بُهتَانِ
1546 – فَتَجرَّدَ المقْصُودُ مَعْ قَصدٍ لَهُ … فَلِذَاكَ لَم يَنْضَفْ إلَى إنْسانِ
1547 – مَا مِنْهُمُ أَحَدٌ دَعَا لِمقَالَةٍ … غَيرِ الحَدِيثِ ومُقْتَضى الفُرقَانِ
(المتن/93)
1548 – فَالقَومُ لمْ يَدْعُوا إلَى غيرِ الهُدَى … ودَعَوْتُمُ أنتُمْ لِرأْي فُلَانِ
1549 – شَتَّانَ بَينَ الدَّعْوَتَينِ فَحَسبُكُم … يَا قَوْمُ مَا بكُمُ مِنَ الخِذْلَانِ
1550 – قَالُوا لَنَا لمَّا دَعَوْنَاهُم إلَى … هَذَا مَقَالَةَ ذِي هَوىً مَلآنِ
1551 – ذَهَبَتْ مَقَادِيرُ الشُّيوخِ وحُرمَةُ الـ … عُلَمَاءِ بَلْ عَبَرَتْهُمُ العَينَانِ
1552 – وترَكتُمُ أقوَالَهُمْ هَدَرًا وَمَا … أَصْغَتْ إِلَيهَا مِنْكُمُ أذُنَانِ
1553 – لَكِنْ حَفِظْنَا نَحْنُ حُرمَتَهُمْ وَلَمْ … نَعْدُ الَّذِي قَالُوه قَدْرَ بَنَانِ
1554 – يَا قَوْمُ واللهِ العَظِيمِ كذَبتُمُ … وَأتَيتُمُ بِالزُّورِ والبُهْتَانِ
1555 – وَنَسَبتُمُ العُلَمَاءَ لِلأَمْرِ الَّذِي … هُمْ مِنْهُ أَهْلُ بَرَاءةٍ وَأَمَانِ
1556 – واللهِ مَا أوصَوْكُمُ أنْ تَتْركُوا … قَوْلَ الرسُولِ لِقَوْلِهِم بلِسَانِ
1557 – كَلَّا وَلَا فِي كُتْبِهِم هَذَا بَلَى … بِالعَكْسِ أوْصَوكُم بِلَا كِتْمَانِ
1558 – إذْ قَدْ أَحَاطَ العِلْمُ مِنْهُم أنَّهُمْ … لَيْسُوا بمَعْصُومِينَ بالبُرْهَانِ
1559 – كَلَّا وَمَا مِنْهُم أَحَاطَ بكلِّ مَا … قَدْ قَالَهُ المبعُوثُ بالقُرْآنِ
1560 – فَلِذاكَ أوْصَوكُم بأنْ لَا تَجْعَلُوا … أَقْوالَهُم كالنَّصِّ في الميزَانِ
1561 – لَكِنْ زِنُوهَا بالنصُوصِ فإنْ تُوَا … فِقْهَا فَتِلْكَ صَحِيحَةُ الأوْزَانِ
1562 – لَكِنَّكُم قَدَّمْتُمُ أَقْوَالَهُم … أَبَدًا عَلَى النَّصِّ العَظِيمِ الشَّانِ
1563 – واللهِ لَا لِوَصِيَّةِ العُلَمَاءِ نَفَّـ … ـــــذْتُم وَلَا لِوَصِيَّهِ الرَّحمنِ
1564 – وَركِبتُمُ الجَهْلَينِ ثُمّ تَركتُمُ النَّـ … ــــــــصَّينِ مَعْ ظُلْمٍ وَمَعْ عُدْوَانِ
1565 – قُلنَا لَكُم فتَعلَّمُوا قُلْتم أَمَا … نَحْنُ الأئمةُ فَاضِلُو الأزْمَانِ
1566 – مِنْ أَينَ والعُلَمَاءُ أنتُم فاسْتَحُوا … أَينَ النُّجُومُ مِنَ الثَّرى التَّحْتَانِي
1567 – لم يُشْبِهِ العُلَمَاءَ إلَّا أَنْتُمُ … أَشْبَهْتُمُ العُلَمَاء فِي الأذْقَانِ
1568 – واللهِ لَا عِلْمٌ وَلَا دِينٌ وَلَا … عَقْلٌ، ولَا بِمُرُوءَةِ الإنْسَانِ
1569 – عَامَلْتُمُ العُلَمَاءَ حِينَ دَعَوْكُمُ … لِلْحَقِّ بَلْ بالبَغْيِ والعُدْوَانِ
1570 – إِنْ أنتُمُ إلا الذُّبَابُ إذَا رَأَى … طُعْمًا فَيَا لِمَسَاقِطِ الذِّبّانِ
(المتن/94)
1571 – وإذَا رَأَى فَزَعًا تَطَايَرَ قَلْبُهُ … مِثْلَ البُغَاثِ يُسَاقُ بالعِقْبَانِ
1572 – وإذا دَعَوْنَاكُم إلَى البُرهَانِ كَا … نَ جَوَابُكُم جَهْلًا بِلَا بُرهَانِ
1573 – نَحْنُ المُقَلِّدَةُ الأُلى أَلْفَوْا كَذَا … آباءَهُمْ فِي سَالِفِ الأزْمَانِ
1574 – قُلنَا فكيفَ تُكَفِّرُونَ وما لكُمْ … عِلْمٌ بِتَكْفِيرٍ وَلَا إيمَانِ
1575 – إذ أَجمَعَ العُلَمَاءُ أَنَّ مُقَلِّدًا … للنَّاسِ كالأَعْمَى هُمَا أَخَوَانِ
1576 – والعِلمُ مَعْرِفَةُ الهُدَى بِدَلِيلِهِ … مَا ذَاكَ والتَّقليدُ مُستَويَانِ
1577 – حِرْنَا بِكُم والله لَا أَنْتُم مَعَ الـ … ـــــعُلَمَاءِ تَنْقَادُونَ لِلبُرهَانِ
1578 – كَلَّا وَلَا متعلِّمُونَ فَمَنْ تُرَى … تُدْعَونَ؟ نَحْسِبُكُم مِنَ الثِّيرانِ
1579 – لكنَّها واللهِ أنفَعُ مِنْكُمُ … لِلأرْضِ في حَرْثٍ وفِي دَوَرانِ
1580 – نَالَتْ بِهِم خَيرًا ونَالَتْ مِنْكُمُ الـ … ـــمَعْهُودَ مِنْ بَغيٍ وَمِنْ عُدْوَانِ
1581 – فَمَنِ الَّذِي خَيرٌ وأنْفَعُ لِلْوَرَى … أَنْتُم أمِ الثِّيرانُ بالبُرْهَانِ
* * *
فصلٌ
1582 – هَذَا وثَامِنَ عَشْرَهَا تَنْزيهُهُ … سُبحَانَهُ عَنْ مُوجِبِ النُّقْصَانِ
1583 – وَعَنِ العُيُوبِ ومُوجِبِ التَّمْثِيلِ والتَّـ … ــــشبِيهِ جَلَّ الله ذُو السُّلْطَانِ
1584 – وَلِذاكَ نَزَّه نَفْسَهُ سُبحَانَهُ … عَنْ أنْ يكُونَ لَهُ شَريكٌ ثَانِ
1585 – أَوْ أنْ يكونَ لَهُ ظَهِيرٌ فِي الوَرَى … سُبحَانَهُ عَنْ إِفْكِ ذِي بُهْتَانِ
1586 – أَوْ أنْ يُواليَ خَلْقَهُ سُبحَانَهُ … مِنْ حَاجَةٍ أَوْ ذِلَّةٍ وَهَوَانِ
1587 – أَوْ أنْ يَكُونَ لَديْهِ أَصْلًا شَافِعٌ … إلَّا بإِذْنِ الوَاحِدِ المنَّانِ
1588 – وَكَذاكَ نَزَّهَ نَفْسَهُ عَنْ وَالِدٍ … وكذَاكَ عَنْ وَلَدٍ هُمَا نَسَبَانِ
1589 – وكَذَاكَ نَزَّهَ نَفْسَهُ عَنْ زَوْجَةٍ … وَكَذَاكَ عَنْ كُفُوٍ يكُونُ مُدَاني
1590 – ولَقَدْ أَتَى التَّنزِيهُ عَمَّا لَمْ يُقَلْ … كَيْ لَا يَدُورَ بِخَاطِرِ الإنْسانِ
(المتن/95)
1591 – فانظُر إِلَى التَّنْزيهِ عَنْ طُعْمٍ وَلَم … يَنْسُبْ إِلَيهِ قَطُّ مِنْ إِنسَانِ
1592 – وَكَذلِكَ التَّنْزِيهُ عَنْ مَوْتٍ وعَنْ … نَوْمٍ وَعَنْ سِنَةٍ وَعَنْ غَشَيَانِ
1593 – وَكذَلِكَ التَّنْزِيهُ عَنْ نِسيَانِهِ … والربُّ لم يُنْسَبْ إلَى نِسْيَانِ
1594 – وكذَلِكَ التَّنْزِيهُ عَنْ ظُلْمٍ وَفِي الْـ … أَفْعَالِ عَنْ عَبَثٍ وَعَنْ بُطْلَانِ
1595 – وَكذلِكَ التَّنْزِيهُ عَنْ تَعَبٍ وَعَنْ … عَجْزٍ يُنَافِي قُدْرَةَ الرحْمنِ
1596 – وَلقدْ حَكَى الرحْمنُ قَوْلًا قَالهُ … فِنْحَاصُ ذُو البُهْتَانِ والكُفْرَانِ
1597 – إنَّ الإلهَ هُو الفَقيرُ وَنَحنُ أَصْـ … حَابُ الغِنَى ذُو الوُجْدِ والإمْكَانِ
1598 – وَلذاكَ أَضْحَى رَبُّنَا مُسْتَقْرِضًا … أمْوَالَنَا سُبْحَانَ ذِي الإحسَانِ
1599 – وحَكَى مَقَالَةَ قائلٍ مِنْ قَوْمِهِ … أنَّ العُزَيْرَ ابْنٌ مِنَ الرَّحْمنِ
1600 – هَذَا وَمَا القَوْلَانِ قَطُّ مقَالَةً … مَنْصُورَةً فِي مَوْضِعٍ وَزَمَانِ
1601 – لَكِنْ مَقَالةُ كَونِهِ فَوْقَ الوَرَى … والعَرشِ وَهْوَ مُبَايِنُ الأكْوَانِ
1602 – قَدْ طَبَّقتْ شَرقَ البِلَاد وَغَرْبَهَا … وَغَدَتْ مُقَرَّرَةً لدى الأَذْهَانِ
1603 – فَلأَيَّ شَيءٍ لَم يُنَزهْ نَفْسَهُ … سُبْحَانَهُ فِي مُحْكَمِ القُرْآنِ
1604 – عَنْ ذِي المقَالَةِ مَعْ تَفَاقُمِ أمرِهَا … وَظُهُورِها فِي سَائِر الأديَانِ
1605 – بَلْ دَائِمًا يُبْدِي لَنَا إثبَاتَهَا … ويُعِيدُهُ بأدِلَّةِ التِّبيَانِ
1606 – لَا سِيَّمَا تِلْكَ المقَالَةُ عِنْدكُم … مَقْرُونَةٌ بِعبَادَةِ الأوْثَانِ
1607 – أَوْ أنَّهَا كَمَقَالَةٍ لِمُثَلِّثٍ … عَبدِ الصَّلِيبِ المشرِكِ النَّصْرَانِي
1608 – إذ كَانَ جِسْمًا كلُّ موْصُوفٍ بِهَا … ليسَ الإلةَ مُنَزِّلَ الفُرقَانِ
1609 – فالعَابِدُونَ لِمَنْ عَلَى العَرشِ اسْتَوى … بالذَّاتِ لَيسُوا عَابِدي الدَّيَّانِ
1610 – لَكِنَّهُم عُبَّادُ أوْثَانٍ لَدَى … هَذَا المعَطِّلِ جَاحِدِ الرَّحْمنِ
1611 – ولذَاكَ قَدْ جَعَلَ المعَطِّلُ كُفرَهُم … هُوَ مُقْتَضَى المعْقُولِ والبُرْهَانِ
1612 – هَذَا رَأينَاهُ بكُتْبِكُمُ وَلم … نَكْذِبْ عَلَيكُم فِعْلَ ذِي البُهْتَانِ
1613 – ولأيِّ شيءٍ لَم يُحَذِّرْ خَلْقَهُ … عَنْهَا وَهَذَا شَأنْهَا بِبَيَانِ
(المتن/96)
1614 – هَذَا وَلَيْسَ فَسَادُهَا بِمُبَيَّنٍ … حَتَّى يُحَالَ لَنَا عَلَى الأذْهَانِ
1615 – وَلِذَاكَ قَدْ شَهِدَتْ أَفَاضِلُكم لَهَا … بظُهُورِهَا في الوَهْمِ لِلْإِنْسَانِ
1616 – وَخَفَاءِ مَا قَالُوهُ مِنْ نَفْيٍ عَلَى الـ … أَذْهَانِ بَلْ يَحْتَاجُ للبُرهَانِ
* * *
فصلٌ
1617 – هَذَا وتَاسِعَ عَشْرَهَا إلزَامُ ذِي التَّـ … ـــــعْطِيلِ أفْسَدَ لَازمٍ بِبَيَانِ
1618 – وَفَسَادُ لَازِم قَوْلِهِ هُوَ مُقْتضٍ … لِفَسادِ ذَاكَ القَوْلِ بالبُرهَانِ
1619 – فَسَلِ المُعطِّلَ عَنْ ثلَاثِ مَسَائِلٍ … تَقْضي عَلَى التعْطِيلِ بالبُطْلانِ
1620 – مَاذَا تقُول أكَانَ يَعْرفُ ربَّهُ … هَذَا الرَّسُولُ حَقِيقَةَ العِرْفَانِ
1621 – أَمْ لَا؟ وَهَلْ كَانَتْ نَصِيحتُهُ لَنَا … كُلَّ النصِيحَةِ لَيْسَ بالخَوَّانِ
1622 – أَمْ لَا؟ وَهَلْ حَازَ البلاغَةَ كلَّهَا … فاللفْظُ والمعْنَى لَهُ طَوْعَانِ؟
1623 – فإذَا انْتهَتْ هَذِي الثلَاثَةُ فِيهِ كَا … مِلَةً مبرَّأَةً مِنَ النُقْصَانِ
1624 – فَلأَيِّ شَيءٍ عَاشَ فِينَا كَاتِمًا … لِلنَّفْيِ والتَّعْطِيلِ في الأَزْمَانِ
1625 – بَلْ مُفْصِحًا بالضِّدِّ مِنْهُ حَقِيقَةَ الْـ … إفْصَاحِ مُوضَحَةً بكلِّ بَيَانِ
1626 – ولأَيِّ شَيءٍ لَم يُصَرِّحْ بالَّذِي … صَرَّحْتُمُ فِي رَبِّنَا الرَّحْمنِ
1627 – أَلِعَجْزِهِ عَنْ ذَاكَ أَمْ تَقْصِيرِهِ … فِي النُّصْحِ أمْ لِخَفَاءِ هَذَا الشَّانِ؟
1628 – حَاشَاهُ بَلْ ذَا وَصْفُكُم يَا أمَّة التَّـ … ـــعْطِيلِ لَا المبْعُوثِ بالقُرْآنِ
1629 – ولأيِّ شَيءٍ كَانَ يَذْكُر ضِدَّ ذا … فِي كُلِّ مُجْتَمَع وكُلِّ زَمَانِ
1630 – أَتَراهُ أصبحَ عَاجِزًا عَنْ قَوْلِهِ “اسْـ … ـتَوْلَى”وَينزِلُ “أمْرُه” وَ”فُلَانِ”
1631 – وَيَقُولُ: “أَيْنَ اللَّهُ؟ ” يَعْنِي “مَنْ” بِلَفْـ … ــظِ “الأَيْنِ” هَلْ هَذَا مِنَ التِّبْيَانِ؟
1632 – واللهِ مَا قَالَ الأئِمَّةُ كلَّ مَا … قَدْ قَالَهُ مِنْ غَيْرِ مَا كِتْمَانِ
1633 – لكنْ لأنَّ عُقُولَ أهْلِ زَمَانِهِم … ضَاقَتْ بِحَمْل دَقَائِقِ الإِيْمَانِ
(المتن/97)
1634 – وَغَدَتْ بَصائِرُهُم كَخُفَّاشٍ أَتَى … ضَوْءُ النَّهَارِ فكَفَّ عَنْ طَيَرَانِ
1635 – حَتَّى إِذَا مَا اللَّيْلُ جَاءَ ظَلَامُهُ … أَبْصَرتَهُ يَسْعَى بِكلِّ مَكَانِ
1636 – وَكَذا عُقُولُكُمُ لَوِ اسْتَشْعَرتُمُ … يَا قَوْمُ كالحَشَراتِ والفِئْرَانِ
1637 – أَنِسَتْ بإيحَاشِ الظَّلَامِ وَمَا لَهَا … بِمَطَالِعِ الأنْوَارِ قَطُّ يَدَانِ
1638 – لَوْ كَانَ حَقًا مَا يَقُولُ معَطِّلٌ … لِعُلُوِّهِ وَصِفَاتِهِ الرَّحْمنِ
1639 – لَزِمَتْكُمُ شُنَعٌ ثَلاثٌ فَارْتَؤُوا … أَوْ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ أَوْ ثِنْتَانِ
1640 – تَقْدِيمُهُم فِي العِلْمِ أَوْ فِي نُصْحِهِم … أَوْ فِى البَيَانِ أَذَاكَ ذُو إمْكَانِ؟
1641 – إنْ كَانَ مَا قَدْ قُلتُمُ حَقًّا فَقَدْ … ضَلَّ الوَرَى بالوَحْي والقُرْآنِ
1642 – إذْ فِيهمَا ضِدُّ الَّذِي قُلْتُم وَمَا … ضِدَّانِ فِي المعْقُولِ يَجْتَمِعَانِ
1643 – بَلْ كَانَ أَوْلَى أنْ يُعَطَلَ مِنْهُمَا … ويُحَالَ فِي علْمٍ وفِي عرفَانِ
1644 – إمَّا عَلَى “جَهْمٍ” وَ”جَعْدٍ” أوْ عَلَى “النّـ … ـظَّامِ” أَوْ ذِي المذهَبِ اليُونَانِي
1645 – وكَذَاكَ أَتْبَاعٌ لَهُم فَقْعُ الفَلَا … صُمٌّ وبكْمٌ تَابعو العُمْيَانِ
1646 – وَكَذاكَ أَفْرَاخُ القَرامِطَةِ الألُى … قَدْ جَاهَرُوا بِعَداوَةِ الرَّحْمنِ
1647 – كالحَاكِمِيَّةِ والأُلى وَالَوهُمُ … كَأبِي سَعِيدٍ ثمَّ آلِ سِنَانِ
1648 – وَكَذا ابنُ سِينَا والنَّصيرُ نَصِيرُ أَهْـ … ــلِ الشِّرْكِ والتّكذِيبِ والكُفْرانِ
1649 – وَكذاكَ أَفراخُ المجُوسِ وشِبهِهِمْ … والصَّابِئِينَ وكلُّ ذِي بُهْتَانِ
1650 – إخْوانُ إِبلِيسَ اللعِينِ وجُنْدُه … لَا مرحبًا بعَسَاكِرِ الشَّيْطَانِ
1651 – أَفَمَنْ حَوَالَتُهُ عَلَى التَّنْزِيلِ والـ … ــوَحْي المبِينِ ومُحْكَمِ القُرْآنِ
1652 – كمُحَيَّرٍ أضحَتْ حَوَالَتُهُ عَلَى … أَمثَالِهِ أمْ كَيْفَ يَسْتَويَانِ
1653 – أمْ كَيفَ يشْعُرُ تَائِهْ بمُصَابِهِ … والقَلْبُ قَدْ جُعِلَتْ لَهُ قُفْلَانِ
1654 – قُفْلٌ مِنَ الجَهْلِ المركَّبِ فَوْقَهُ …. قُفْلُ التَّعَصُّبِ كَيْفَ يَنْفَتِحَانِ
1655 – وَمَفَاتحُ الأقْفَالِ فِي يَدِ مَنْ لَهُ التَّـ … ــصْريفُ سُبْحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
165 – فاسْألهُ فَتْحَ القُفْلِ مجْتَهِدًا عَلَى الْـ … أسْنَانِ إنَّ الفَتْحَ بالأسْنَانِ
* * *
(المتن/98)
فصلٌ
1657 – هَذَا وخَاتَمُ هذِهِ العِشْرِينَ وَجْـ … ــهًا وَهْوَ أَقْرَبُهَا إلَى الأذْهَانِ
1658 – سَرْدُ النُّصُوصِ فإنَّهَا قَدْ نَوَّعَتْ … طُرُقَ الأدِلَّةِ فِي أتَمِّ بَيَانِ
1659 – والنَّظْمُ يَمنَعُنِي مِنَ اسْتِيفَائِهَا … وَسِيَاقَةِ الألْفَاظِ بالميزَانِ
1660 – فَأُشِيرُ بَعْضَ إِشَارَةٍ لموَاضع … مِنْهَا وَأَيْنَ البَحْرُ مِنْ خُلْجَانِ
1661 – فاذكُرْ نُصُوصَ الاسْتِواءِ فإنَّها … فِي سَبْعِ آياتٍ مِنَ القُرْآنِ
1662 – واذكُرْ نُصُوصَ الفَوقِ أَيضًا فِي ثَلَا … ثٍ قَدْ غَدَتْ مَعْلومَةَ التِّبيَانِ
1663 – واذكُرْ نُصُوصَ عُلُوِّهِ فِي خَمْسَةٍ …. مَعْلُومةٍ بَرِئَتْ مِنَ النُقْصَانِ
1664 – واذكُرْ نُصُوصًا في الكِتَابِ تَضَمَّنَتْ … تَنْزِيلَهُ مِنْ رَبّنَا الرَّحْمنِ
1665 – فتضَمَّنتْ أصْلَيْنِ قَامَ عَلَيهِمَا الْـ … إسْلَامُ والإيمَانُ كالبُنْيَانِ
1666 – كَوْنَ الكِتَابِ كَلَامَهُ سُبْحَانَهُ … وَعُلُوَّهُ مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ
1667 – وعِدَادُهَا سَبْعُونَ حِينَ تُعَدُّ أَوْ … زَادَتْ عَلَى السَّبْعِينَ فِي الحُسْبَانِ
1668 – واذكُرْ نُصُوصًا ضُمِّنَتْ رَفْعًا ومِعْـ … ـــــرَاجًا وإصْعَادًا إلَى الدَّيَّانِ
1669 – هِيَ خَمْسَة مَعْلُومَةٌ بالعَدِّ والْـ … ـحُسْبَانِ فاطْلُبْهَا مِنَ القُرْآنِ
1670 – وَلَقَدْ أَتَى فِي سُورَةِ المُلْكِ الَّتِي … تُنْجِي لِقَارِئهَا مِنَ النِّيرَانِ
1671 – نَصَّانِ: أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ سَمَائِهِ … عِنْدَ المُحرِّفِ مَا هُمَا نَصَّانِ
1672 – ولقَدْ أتَى التَّخْصِيصُ بالْعِنْدِ الَّذِي … قُلنَا بِسَبْعٍ بَلْ أَتَى بِثَمَانِ
1673 – مِنْهَا صَريحٌ مَوْضعَانِ بِسُورَة الْـ … أَعْرَافِ ثم الأنِبيَاءِ الثَّانِي
1674 – فَتَدَبَّرِ النَّصينِ وانظُرْ مَا الَّذِي … لِسواهُ ليْسَتْ تقتَضي النَّصَّانِ
1675 – وبِسُورة التحْرِيمِ أيْضًا ثَالثٌ … بَادِي الظُّهورِ لِمَنْ لَهُ أُذنَانِ
1676 – وَلَدَيْهِ في مُزَّمِّلٍ قَدْ بيَّنَتْ … نفْسَ المرَادِ وقيَّدَتْ ببيانِ
1677 – لا تنْقُضُ الباقي فما لمُعَطِّلٍ … من راحةٍ فيها ولا تِبيْانِ
1678 – وبسُورَةِ الشُّورَى وَفِي مُزَّمِّلٍ … سِرٌّ عَظِيمٌ شَأْنْهُ ذُو شَانِ
(المتن/99)
1679 – فِي ذِكْرِ تَفْطِيرِ السَّمَاءِ فمَنْ يُرِدْ … عِلْمًا بِهِ فَهُوَ القَريبُ الدَّانِي
1680 – لَم يَسْمَحِ المتَأخِّرونَ بنَقْلِهِ … جُبْنًا وَضَعْفًا عَنْهُ فِي الإيْمَانِ
1681 – بَلْ قَالَهُ المتقدِّمُونَ فَوَارِسُ الْـ … إسْلَامِ هُمْ أُمَراءُ هَذَا الشَّانِ
1682 – وَمحمَّدُ بنُ جَرِيرٍ الطبرِيُّ في … تَفْسِيرِهِ حُكِيتْ بِهِ القَوْلَانِ
* * *
فصلٌ
1683 – هَذَا وَحَادِيهَا وَعِشرونَ الَّذِي … قدْ جَاءَ فِي الأخْبَارِ والقُرْآنِ
1684 – إتيانُ رَبِّ العرْشِ جَلَّ جَلَالُهُ … ومَجِيئُهُ لِلفَصْلِ بالمِيزَانِ
1685 – فانظُرْ إِلَى التّقْسيمِ والتّنْويعِ فِي الـ … ــقرْآنِ تُلْفيهِ صَرِيحَ بَيَانِ
1686 – أنَّ المجيءَ لِذَاتِهِ لَا أمرِهِ … كَلَّا وَلَا مَلَكٍ عَظِيمِ الشَّانِ
1687 – إذْ ذَانِكَ الأمْرَانِ قَدْ ذُكِرَا وَبَيْـ … ـــنَهُمَا مَجيءُ الربِّ ذِي الغُفْرَانِ
1688 – واللهِ مَا احْتَمَلَ المجيءُ سوَى مَجِي … ءِ الذَّاتِ بَعْدَ تَبيُّنِ البُرْهَانِ
1689 – مِنْ أينَ يأتِي يا أُولِي المعْقُولِ إنْ … كُنْتُمْ ذَوِي عَقْلٍ مَعَ العِرْفَانِ
1690 – مِنْ فَوْقِنَا أوْ تَحْتِنَا [أوْ خَلْفِنَا] … أوْ عَنْ شَمَائِلنا وعنْ أيْمَانِ
1691 – واللهِ لَا يَأتِيِهُمُ مِنْ تَحْتِهِمْ … أبدًا تَعَالَى اللَّهُ ذُو السُّلطَانِ
1692 – كَلَّا وَلَا مِنْ خَلْفِهِمْ وأَمَامِهِمْ … وَعَنِ الشَّمَائِلِ أوْ عَنِ الأيْمَانِ
1693 – واللهِ لَا يأتِيهُمُ إلَّا مِنَ الـ … ــعُلْوِ الَّذِي هُوَ فَوْقَ كُلَّ مَكَانِ
* * *
فصلٌ فِي الإشَارة إلى ذلك من السنة
1694 – وَاذْكُرْ حَدِيثًا فِي الصَّحِيحِ تَضَمَّنتْ … كَلِمَاتُهُ تَكْذِيبَ ذِي البُهْتَانِ
(المتن/100)
1695 – لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلِيقَةَ ربُّنَا … كَتَبَتْ يَدَاهُ كِتَابَ ذِي الإِحْسَانِ
1696 – وَكِتَابُهُ هُوَ عِنْدَهُ وَضْعٌ عَلَى الـ … ـعَرْشِ المَجِيدِ الثَّابِتِ الأرْكَانِ
1697 – إنِّي أَنَا الرحْمنُ تَسْبِقُ رَحْمتِي … غَضَبِي وَذَاكَ لرأفَتِي وَحَنَانِي
1698 – وَلقدْ أَشَارَ نبيُّنا في خُطبَةٍ … نَحْوَ السَّمَاءِ بإصْبَعٍ وبَنَانِ
1699 – مُشتَشْهدًا ربَّ السَّمَواتِ العُلَى … لِيَرى ويسْمَعَ قَوْلَهُ الثَّقَلانِ
1700 – أتراهُ أمْسَى لِلسَّمَا مُسْتَشْهِدًا … أمْ للَّذِي هُوَ فَوْقَ ذِي الأكْوانِ
1701 – ولقَدْ أتَى فِي رُقْيَةِ المرْضَى عَنِ الـ … ـهَادِي المُبِينِ أتمَّ مَا تِبْيَانِ
1702 – نَصٌّ بأنَّ اللَّهَ فوْقَ سَمَائِهِ … فاسْمَعْهُ إنْ سَمَحَتْ لَكَ الأذُنَانِ
1703 – وَلَقَدْ أَتَى خَبَرٌ رَواهُ عَمُّهُ الْـ … ــعَبَّاسُ صِنْوُ أَبيهِ ذُو الإِحْسَانِ
1704 – أن السَّمواتِ العُلَا مِنْ فَوْقِهَا الـ … ـــكرسِيْ عَلَيْهِ العَرْشُ للرَّحْمنِ
1705 – واللَّهُ فوْقَ العَرْشِ يُبْصِرُ خَلْقَهُ … فانظُرْهُ إنْ سَمَحَتْ لَكَ العَيْنَانِ
1706 – واذْكُرْ حَدِيثَ حُصيْنٍ بنِ المُنْذِرِ الثِّـ … ـقَةِ الرِّضَا أَعْنِي أبَا عِمْرَانِ
1707 – إذ قَالَ رَبِّي فِي السَّماءِ لِرغبَتِي … ولِرهْبَتِي أدْعُوهُ كلَّ أوَانِ
1708 – فأقَرّهُ الهَادِي البشِيرُ ولمْ يَقُلْ … أَنْتَ المجَسِّمُ قَائِلٌ بِمَكَانِ
1709 – حَيّزْتَ بَلْ جَهَّيْتَ بَلْ شَبَّهْتَ [بَلْ … جَسَّمْتَ] لَسْتَ بعَارِف الرَّحْمنِ
1710 – هَذِي مقَالَتُهُمْ لمنْ قَدْ قَالَ مَا … قَدْ قَالَهُ حقًّا أبُو عمْرَانِ
1711 – فاللهُ يأخُذُ حَقَّهُ مِنْهُمْ وَمِنْ … أتْباعِهِمْ فالحَقُّ لِلديّانِ
1712 – وَاذْكُرْ شَهَادَتَهُ لِمَنْ قَدْ قَالَ رَبّـ … ـي فِي السَّما بِحقِيقَةِ الإيمَانِ
1713 – وشَهَادَةَ العَدْلِ المعطِّلِ للذِي … قَدْ قَالَ ذَا بِحَقِيقَةِ الكُفْرانِ
1714 – واحكُمْ بأيّهِمَا تَشَاءُ وإنَّنِي … لَأرَاكَ تَقْبَلُ شَاهِدَ البُطْلَانِ
1715 – إنْ كُنتَ مِنْ أتبَاعِ جَهْمٍ صَاحِبِ التَّـ … ـعْطِيل والبُهْتَانِ والعُدْوانِ
1716 – واذكُر حَديثًا لابن إسْحَاقَ الرِّضَا … ذَاكَ الصَّدوقِ الحَافِظِ الرَّبَّاني
1717 – فِي قِصَّةِ اسْتِسْقَائِهمْ يَسْتَشْفِعُو … نَ إلَى الرَّسُولِ بربِّهِ المنَّانِ
(المتن/101)
1718 – فَاسْتَعْظَمَ المُختَارُ ذاكَ وَقَالَ شأ … نُ اللهِ ربِّ العَرْشِ أعظَمُ شَانِ
1719 – اللهُ فوقَ العرْشِ فَوْقَ سَمَائِهِ … سُبْحَانَ ذِي الملَكُوتِ والسُّلطَانِ
1720 – ولِعَرْشِهِ مِنْهُ أطِيطٌ مِثْلَ مَا … قَدْ أطَّ رَحْلُ الراكِبِ العَجْلانِ
1721 – لِلَّهِ مَا لَقِيَ ابنُ إسْحَاقٍ مِنَ الـ … ـجَهْمِيِّ إذْ يَرْميهِ بالعُدْوَانِ
1722 – وَيظَلُّ يَمْدحُهُ إذَا كَان الَّذِي … يَرْوِي يوافِقُ مَذْهَبَ الطَّعَّانِ
1723 – كَمْ قدْ رأينَا مِنْهُمُ أمثَالَ ذَا … فالحُكْم لِلَّهِ العظيمِ الشَّانِ
1724 – هَذَا هُو التَّطْفِيفُ لا التَّطْفِيفُ فِي … ذَرْعٍ وَلَا كَيْلٍ وَلَا مِيزَانِ
1725 – واذكُرْ حَدِيثَ نزُولهِ نِصْفَ الدُّجَى … فِي ثُلْثِ لَيْلٍ آخِرٍ أوْ ثَانِ
1726 – فنزُولُ ربٍّ ليسَ فَوْقَ سَمَائِهِ … فِي العَقْل مُمتَنِعٌ وفِي القُرْآنِ
1727 – وَاذْكُرْ حدِيثَ الصَّادِقِ ابْنِ رَوَاحَةٍ … فِي شَأنِ جَاريةٍ لدَى الغَشَيَانِ
1728 – فِيهِ الشَّهادَةُ أنَّ عرْشَ اللهِ فَوْ … قَ الماءِ خَارجَ هَذِهِ الأكْوَانِ
1729 – واللهُ فوقَ العَرشِ جلَّ جلَالُهُ … سُبْحَانَهُ عَنْ نَفْي ذِي البُهْتَانِ
1730 – ذَكرَ ابنُ عبدِ البَرِّ فِي اسْتِيعَابِهِ … هَذَا وَصَحَّحَهُ بِلَا نُكْرَانِ
1731 – وَحديثُ مِعْراجِ الرَّسُولِ فَثَابِتٌ … وَهُوَ الصَّريحُ بغَايَةِ التِّبْيَانِ
1732 – وإلَى إلهِ العَرْشِ كَانَ عُروجُهُ … لَمْ يَخْتَلفْ مِنْ صَحْبهِ رَجُلَانِ
1733 – واذكُرْ بقصَّةِ خَنْدقٍ حُكْمًا جَرَى … لِقُريظَةٍ مِنْ سَعْدٍ الرَّبَّانِي
1734 – شَهِدَ الرَّسُولُ بأنَّ حُكْمَ إلهنَا … مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ وَفْقُهُ بِوِزانِ
1735 – واذكُرْ حَديثًا لِلبَرَاءِ رَواهُ أصْـ … ـحَابُ المسَانِدِ منْهُمُ الشَّيْبَانِي
1736 – وَأبُو عَوانَةَ ثمّ حَاكِمُنَا الرِّضَا … وأبُو نُعَيمِ الحَافِظُ الربَّانِي
1737 – قد صَحَّحُوهُ وَفِيه نَصٌّ ظَاهِرٌ … مَا لَمْ يُحرِّفْهُ أولو العُدْوَانِ
1738 – فِي شَأْنِ رُوحِ العَبْدِ عِنْدَ وَدَاعِهَا … وفِرَاقِهَا لِمسَاكِنِ الأبدَانِ
1739 – فتظَلُّ تَصْعَدُ فِي سَمَاءٍ فَوْقَهَا … أخْرَى إلَى خَلَّاقِهَا الرَّحْمنِ
1740 – حَتَّى تَصيرَ إلَى سَمَاءٍ رَبُّهَا … فِيهَا وَهَذَا نَصُّهُ بأمَانِ
(المتن/102)
1741 – وَاذْكُر حَدِيثًا فِي الصَّحِيحِ وَفيهِ تَحْـ … ـذِيرٌ لِذَاتِ البَعْلِ مِنْ هِجْرَانِ
1742 – مِنْ سُخْطِ ربٍّ فِي السَّمَاءِ عَلَى الّتي … هَجَرَتْ بِلَا ذَنْبٍ وَلَا عُدْوَانِ
1743 – واذْكُر حَدِيثًا قَدْ رَوَاهُ جَابِرٌ … فِيهِ الشِّفَاءُ لطالِبِ الإيمَانِ
1744 – فِي شَأْنِ أهْلِ الجَنَّةِ العُليَا وَمَا … يَلْقَوْنَ مِنْ فَضْلٍ وَمِنْ إحْسَانِ
1745 – بَيْنَاهُمُ فِي عَيْشِهِمْ ونَعِيمِهِمْ … وإذَا بِنُورٍ سَاطِعِ الغَشَيَانِ
1746 – لكنّهُمْ رَفَعُوا إلَيْهِ رُؤوسهُمْ … فَإذَا هُوَ الرحْمنُ ذُو الغُفْرانِ
1747 – فَيُسَلِّمُ الجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ … حقًّا عَلَيْهِمْ وهو ذو الإحْسَانِ
1748 – وَاذْكُرْ حَدِيثًا قَدْ رَوَاهُ الشَّافعيُّ م … طَرِيقُه فِيهِ أَبُو اليَقْظَانِ
1749 – فِي فَضْلِ يَوْمِ الجُمْعَةِ اليَوْمِ الَّذِي … بِالفَضْلِ قَدْ شَهِدَتْ لَهُ النَّصَّانِ
1750 – يَوْمِ اسْتِواءِ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ … حَقًّا عَلَى العَرْشِ العَظِيمِ الشَّانِ
1751 – وَاذْكُرْ مَقَالتَهُ أَلَسْتُ أَمِينَ مَنْ … فَوْقَ السَّمَاءِ الوَاحِدِ المنَّانِ
1752 – واذْكُرْ حَدِيثَ أَبِي رَزِينٍ ثُمَّ سُقْـ … ـهُ بِطُولِهِ كَمْ فِيهِ مِنْ عِرْفَانِ
1753 – واللهِ مَا لِمعطِّلٍ بِسَمَاعِهِ … أبَدًا قُوىً إلَّا عَلَى النُّكْرانِ
1754 – فأصُولُ دِينِ نبيِّنا فِيهِ أَتَتْ … في غَايَةِ الإِيضَاحِ والتِّبْيَانِ
1755 – وبِطُولِهِ قَدْ سَاقَهُ ابنُ إِمَامِنَا … فِي سُنَّةٍ والحَافِظُ الطَّبَرانِي
1756 – وكَذَا أبُو بَكْرٍ بِتَاريخٍ لَهُ … وأبُوهُ ذَاكَ زُهَيرٌ الرَّبَّانِي
1757 – واذْكُرْ كَلَامَ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ … “أقِمِ الصَّلَاةَ” وَتِلْكَ فِي سُبْحَانِ
1758 – فِي ذِكْرِ تَفْسِيرِ المَقَامِ لأحْمَدٍ … مَا قِيلَ ذَا بالرَّأْيِ والحُسْبَانِ
1759 – إنْ كَانَ تَجْسِيمًا فإنَّ مُجَاهِدًا … هُوَ شَيْخُهُمْ بلْ شَيْخُهُ الفَوْقَانِي
1760 – وَلَقدْ أَتَى ذِكْرُ الجُلوسِ بِهِ وَفِي … أَثَرٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ الرَّبَّانِي
1761 – أَعْنِي ابنَ عَمِّ نَبيِّنَا وبِغَيْرِهِ … أَيْضًا أتَى والحَقُّ ذُو تِبيَانِ
1762 – وَالدَّارَقُطْنِيُّ الإمَامُ يُثَبِّت الْـ … آثارَ فِي ذَا البَابِ غَيْرَ جَبَانِ
1763 – ولَهُ قَصِيدٌ ضُمِّنَتْ هَذَا وَفيـ … ـهَا: لَسْتُ لِلْمَرْوِيِّ ذَا نُكْرَانِ
(المتن/103)
1764 – وَجَرَتْ لِذَلِكَ فِتْنَةٌ فِي وَقْتِهِ … مِنْ فِرْقَةِ التَّعْطِيلِ والعُدْوَانِ
1765 – واللهُ نَاصرُ ديِنهِ وَكِتَابِهِ … وَرَسُولِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ
1766 – لَكِنْ بِمِحْنَةِ حِزْبِهِ مِنْ حَرْبِه … ذَا حُكْمُه مُذْ كَانَتِ الفِئَتَانِ
1767 – وَقَدِ اقْتَصرتُ عَلَى يَسيِرٍ مِنْ كَثِيـ … ـرٍ فَائِتٍ للعَدِّ وَالحُسْبَانِ
1768 – مَا كلُّ هَذَا قَابِلَ التَّأْوِيل بالتَّـ … ـحْرِيف فَاسْتَحْيُوا مِنَ الرَّحْمنِ
* * *
فصلٌ فِي جناية التأْويل على مَا جَاء به الرسُول والفرق بين المردود منه والمقبول
1769 – هَذَا وَأصْلُ بَلِيَّةِ الإسْلَامِ مِنْ … تَأويِلِ ذِي التَّحْرِيفِ والبُطْلَانِ
1770 – وَهُوَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ السَّبْعِينَ بَلْ … زَادَتْ ثَلاثًا قَوْلَ ذِي البُرْهَانِ
1771 – وَهُوَ الَّذِي قَتَل الخَلِيفَةَ جَامِعَ الـ … ـقُرْآنِ ذَا النُّورَينِ والإحْسَانِ
1772 – وَهُوَ الَّذِي قَتَل الخَلِيفَةَ بَعْدَهُ … أَعْنِي عَلِيًّا قاتِلَ الأقْرَانِ
1773 – وَهُوَ الَّذِي قَتَل الحُسَيْنَ وأهْلَهُ … فَغَدَوْا عَلَيْهِ مُمَزَّقِي اللُّحْمَانِ
1774 – وَهُوَ الَّذِي فِي يَوْمِ حَرَّتِهم أبَا … حَ حِمَى المدِينَةِ مَعْقِلَ الإيمَانِ
1775 – حَتَّى جَرَتْ تِلكَ الدِمَاءُ كأنَّها … فِي يَوْمِ عِيدٍ سُنَّةُ القُرْبَانِ
1776 – وَغَدَا لَهُ الحَجَّاجُ يَسْفِكُهَا وَيقْـ … ـتُلُ صَاحِبَ الإيمَانِ والقُرْآنِ
1777 – وَجَرَى بمكَّةَ مَا جَرَى مِنْ أَجْلهِ … مِنْ عَسْكَرِ الحَجَّاجِ ذِي العُدْوانِ
1778 – وَهُوَ الَّذِي أَنْشَا الخَوَارجَ مِثْلَما … أنْشَا الرَّوافِضَ أَخْبَثَ الحَيَوَانِ
1779 – ولأجْلِهِ شَتَمَوا خِيارَ الخَلْقِ بَعْـ … ـدَ الرُّسْلِ بالعُدْوَانِ والبُهْتَانِ
1780 – ولأجْلِهِ سَلَّ البُغَاةُ سُيُوفَهُمْ … ظَنًّا بأنَّهُمُ ذَوُو إحْسَانِ
(المتن/104)
1781 – ولأجْلِهِ قَدْ قَالَ أَهْلُ الاعْتزَا … لِ مَقَالَةً هَدَّتْ قُوَى الإيمَانِ
1782 – ولأجْلِهِ قَالُوا بأنَّ كَلَامَه … سُبْحَانَهُ خَلْقٌ مِنَ الأكْوَانِ
1783 – ولأجْلِهِ قَدْ كَذَّبَتْ بِقَضَائِه … شِبْهَ المجُوسِ العَابِدِي النِّيرَانِ
1784 – ولأجْلِهِ قَدْ خَلّدُوا أهْلَ الكَبَا … ئِرِ فِي الْجَحِيمِ كَعَابِدِي الأوْثَانِ
1785 – ولأجْلِهِ قَدْ أنْكَرُوا لِشَفَاعَةِ الْـ … ـمُخْتَارِ فِيهِمْ غَايَةَ النُّكْرَانِ
1786 – ولأجْلِهِ ضُرِبَ الإمَامُ بِسَوْطِهِمْ … صِدِّيقُ أَهْلِ السُّنَّةِ الشَّيبَانِي
1787 – ولأجْلِهِ قَدْ قَالَ جَهْمٌ لَيْسَ رَبُّ … م العَرْشِ خَارجَ هَذِهِ الأكْوَانِ
1788 – كَلَّا وَلَا فَوْقَ السَّمَواتِ العُلى … والعَرْشِ مِنْ رَبٍّ وَلَا رحْمنِ
1789 – مَا فَوْقَهَا رَبٌّ يُطَاعُ جبَاهُنَا … تَهْوِي لَهُ بِسُجُودِ ذِي خُضْعَانِ
1790 – وَلأجْلِهِ جُحِدَتْ صِفَاتُ كمَالِهِ … والعَرْشُ أخْلَوْهُ مِنَ الرَّحْمنِ
1791 – ولأجْلِهِ أَفْنَى الجَحِيمَ وجَنَّةَ الـ … ـمَأْوَى مَقَالَةَ كاذِبٍ فَتَّانِ
1792 – ولأَجْلِهِ قَالَ: الإلةُ مُعَطَّلٌ … أَزلًا بِغَيْرِ نِهَايَةٍ وَزَمَانِ
1793 – ولأجْلِهِ قَدْ قَالَ لَيسَ لِفعْلِهِ … مِنْ غَايةٍ هِيَ حِكْمَةُ الدَّيَّانِ
1794 – ولأجْلِهِ قَدْ كَذّبُوا بِنُزُولِهِ … نَحْوَ السَّمَاءِ بِنِصْفِ لَيْلٍ ثَانِ
1795 – ولأجْلِهِ زَعَمُوا الكِتَابَ عِبَارةً … وَحِكَايةً عَنْ ذَلِكَ القُرْآنِ
1796 – مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ سِوَى المخْلُوقِ والْـ … ـقُرْآنُ لَمْ يُسْمَعْ مِنَ الرَّحْمنِ
1797 – مَاذَا كَلَامَ اللهِ قَطُّ حَقِيقَةً … لكِنْ مَجَازٌ وَيحَ ذي البُهْتَانِ
1798 – ولأجْلِهِ قُتِلَ ابنُ نَصْرٍ أحْمَدٌ … ذَاكَ الخُزَاعيُّ العَظِيمُ الشَّانِ
1799 – إذْ قَالَ ذَا القُرْآنُ نفسُ كَلَامِهِ … مَا ذَاكَ مَخْلُوقًا مِنَ الأكْوَانِ
1800 – وَهُوَ الَّذِي جَرّا ابْنَ سِينَا والأُلَى … قَالُوا مَقَالَتَهُ عَلَى الكُفْرانِ
1801 – فَتَأوَّلُوا خلْقَ السَّمَواتِ العُلى … وحُدُوثَهَا بِحَقِيقَةِ الإمْكَانِ
1802 – وتأوّلُوا عِلْمَ الإِلهِ وَقَوْلَهُ … وَصِفَاتِهِ بِالسَّلْبِ وَالبُطْلَانِ
1803 – وتأوَّلُوا البَعْثَ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ … رُسُلُ الإلةِ لِهَذِهِ الأبدَانِ
(المتن/105)
1804 – بِفراقِهَا لِعَنَاصِرٍ قَدْ رُكِّبتْ … حَتَّى تَعُودَ بَسِيطَةَ الأرْكَانِ
1805 – وَهُوَ الَّذِي جَرَّا القَرامِطَةَ الأُلَى … يَتأوَّلُونَ شَرَائِعَ الإيمَانِ
1806 – فَتَأوَّلُوا العَمَليَّ مِثْلَ تأوُّلِ الْـ … ـعِلْمِيِّ عِنْدَكُمُ بِلَا فُرْقَانِ
1807 – وَهُوَ الَّذِي جَرَّا النَّصِيرَ وَحِزْبَهُ … حَتَّى أتَوْا بعَسَاكِرِ الكُفْرَانِ
1808 – فَجَرَى عَلَى الإسْلَامِ أَعْظَمُ مِحْنَةٍ … وَخُمَارُهَا فِينَا إلَى ذَا الآنِ
1809 – وَجَمِيعُ مَا فِي الْكَوْنِ مِنْ بِدَعٍ وأحْـ … ـدَاثٍ تُخَالِفُ مُوجَبَ القُرْآنِ
1810 – فَأسَاسُهَا التأوِيلُ ذُو البُطلَانِ لَا … تأوِيلُ أَهْلِ العِلْمِ والإيمَانِ
1811 – إذْ ذَاكَ تَفْسِيرُ المُرَادِ وكشْفُهُ … وَبَيَانُ مَعْنَاهُ إلى الأذْهَانِ
1812 – قَدْ كَانَ أعْلَمُ خَلْقِهِ بِكَلَامِهِ … صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ كُلَّ أَوَانِ
1813 – يتأوَّلُ القُرْآنَ عِنْدَ رُكُوعِهِ … وَسُجُودِهِ تَأوِيلَ ذِي بُرْهَانِ
1814 – هَذَا الَّذِي قَالَتْهُ أمُّ المؤْمِنيـ … ـنَ حِكَايَةً عَنْهُ لَهَا بِلِسَانِ
1815 – فَانْظُرْ إلَى التأويلِ مَا تَعْنِي بِهِ … خَيرُ النِّسَاءِ وَأَفْقَهُ النِّسْوَانِ
1816 – أتَظُنُّهَا تَعْنِي بِهِ صَرْفًا عَنِ الْـ … ـمَعْنَى الْقَويِّ لِغَيرِ ذِي الرُّجْحَانِ
1817 – وانظُرْ إلَى التأْويلِ حين يقول عَلِّـ … ـمْهُ لِعبدِ الله فِي القُرْآنِ
1818 – ماذا أراد به سوى تفسيرِه … وظهورِ معناه لَهُ بِبَيَانِ
1819 – قَوْلُ ابنِ عبَّاسٍ هُوَ التَّأوِيلُ لَا … تَأْوِيلُ جَهْمِيٍّ أخِي بُهْتَانِ
1820 – وَحَقِيقَةُ التَّأوِيل مَعْنَاهُ الرُّجُو … عُ إِلَى الحَقِيقَةِ لَا إلَى البُطْلَانِ
1821 – وَكَذَاكَ تَأْوِيلُ المنَامِ حَقِيقَةُ الْـ … ـمَرْئِيِّ لَا التَّحريفُ بالبُهْتَانِ
1822 – وَكَذاكَ تأوِيلُ الَّذِي قَدْ أخْبَرَتْ … رُسُلُ الإله بِهِ مِنَ الإيمَانِ
1823 – نَفْسُ الحَقِيقَةِ إذْ تُشَاهِدُهَا لَدَى … يَوْمِ المعَادِ برُؤْيةٍ وَعِيَانِ
1824 – لا خُلْفَ بَيْن أئِمَّةِ التّفسيرِ فِي … هَذَا وذلك واضِحُ التِّبِيانِ
1825 – هَذَا كَلَامُ اللهِ ثُمَّ رسُولِهِ … وأئِمّةِ التّفْسِيرِ لِلْقرْآنِ
1826 – تَأويلُهُ هُوَ عِنْدَهُمْ تَفْسِيرُهُ … بالظَّاهِرِ المفْهُومِ للأذْهَانِ
(المتن/106)
1827 – مَا قَالَ مِنْهُم قَطُّ شَخْصٌ وَاحِدٌ … تَأويلُهُ صَرْفٌ عَنِ الرُّجْحَانِ
1828 – كَلَّا وَلَا نَفْيُ الحَقِيقَةِ لَا ولَا … عَزْلُ النُّصُوصِ عَنِ اليَقِينِ فَذَانِ
1829 – تأْوِيلُ أهْلِ البَاطِلِ المردُودِ عِنْـ … ـدَ أئمّة الإيمان والعرفانِ
1830 – وَهُوَ الَّذِي لَا شَكَّ فِي بُطْلَانِهِ … واللهُ يَقْضي فِيهِ بالبُطْلَانِ
1831 – فَجَعَلْتُمُ لِلَّفظِ مَعْنىً غَيْرَ مَعْـ … ـنَاهُ لَديهمْ باصْطِلَاحٍ ثَانِ
1832 – وَحَمَلْتُمُ لَفْظَ الكِتَابِ عَلَيْهِ حَتَّـ … ـى جَاءكُمْ مِنْ ذَاكَ مَحْذُورَانِ
1833 – كَذِبٌ عَلَى الألفَاظِ مَعْ كَذِبٍ عَلَى … مَنْ قَالَهَا كَذِبَان مقْبُوحَانِ
1834 – وتَلاهُمَا أمْرَانِ أقْبَحُ منهُمَا … جَحْدُ الهُدَى وَشَهَادَةُ البُهْتَانِ
1835 – إذْ يَشْهَدُونَ الزُّور أَنَّ مُرَادَهُ … غَيْرُ الحَقِيقَةِ وَهْيَ ذُو بُطْلَانِ
* * *
فصلٌ فيمَا يلزم مدعي التَّأويل لِتصحّ دعواه
1836 – وَعليكُمُ فِي ذَا وظَائِفُ أربَعٌ … واللهِ لَيْسَ لَكُمْ بِهِنَّ يَدَانِ
1837 – مِنْهَا دَلِيلٌ صَارِفٌ لِلَّفْظِ عَنْ … مَوْضُوعِهِ الأصْليِّ بالبُرْهَانِ
1838 – إذْ مُدَّعِي نَفْسِ الحَقِيقَةِ مُدَّعٍ … لِلأصْلِ لَمْ يَحْتَجْ إلَى بُرْهَانِ
1839 – فَإذا اسْتَقَامَ لَكُمْ دَلِيلُ الصَّرفِ يَا … هَيهَاتَ طُولِبتُم بأمْرٍ ثَانِ
1840 – وَهُوَ احْتِمَالُ اللَّفْظِ لِلْمَعْنَى الَّذِي … قُلتمْ هُوَ المقْصُودُ بالتِّبْيَانِ
1841 – فَإذَا أتَيتُم ذَاكَ طُولِبْتُم بأمْـ … ـرٍ ثَالِثٍ مِنْ بَعْدِ هَذَا الثَّانِي
1842 – إذْ قُلتُمُ إنَ المُرَادَ كَذَا فَمَا … ذَا دَلَّكُمْ؟ أَتَخَرُّصُ الكُهَّانِ؟
1843 – هَبْ أنهُ لَمْ يَقْصِدِ الموْضُوعَ لَـ … ـكِنْ قَدْ يكُونُ القَصْدُ مَعْنىً ثاني
1844 – غَيرَ الَّذِي عَيَّنْتُمُوهُ وَقَدْ يكُو … نُ اللَّفْظُ مَقْصُودًا بِدُونِ مَعَانِ
1845 – لِتَعَبُّدٍ وتِلَاوةٍ وَيَكُونُ ذَا … كَ القَصْدُ أنفَعَ وَهْوَ ذُو إمْكَانِ
(المتن/107)
1846 – مِنْ قَصْدِ تحْرِيفٍ لَهَا يُسْمَى بتأ … ويلٍ مَعَ الإتْعَابِ للأذْهَانِ
1847 – واللهِ مَا القَصْدَانِ فِي حَدٍّ سَوَا … فِي حِكْمةِ المتَكَلِّمِ المنَّانِ
1848 – بَلْ حِكْمَةُ الرَّحْمنِ تُبْطِلُ قَصْدَهُ التَّـ … ـحْرِيفَ حَاشَا حِكمَةَ الرَّحمنِ
1849 – وَكَذَاكَ تُبطِلُ قَصْدَهُ إنزالَهَا … مِنْ غَيْرِ مَعْنىً وَاضِحِ التِّبيَانِ
1850 – وَهُمَا طَرِيقَا فِرْقَتَيْنِ كِلاهُمَا … عَنْ مَقْصِد القُرْآنِ مُنْحرفَانِ
* * *
فصلٌ في طريقة ابن سينا وذويه من الملاحدة في التأويل
1851 – وَأتَى ابْنُ سِينَا بَعْدَ ذَا بِطَريقَةٍ … أخْرَى وَلَم يأنَفْ مِنَ الكُفْرَانِ
1852 – قَالَ المرادُ حَقَائِقُ الألفَاظِ تَخْـ … ـيِيلًا وتَقْرِيبًا إلَى الأذْهَانِ
1853 – عَجَزَتْ عَنِ الإدْرَاكِ للمعْقُولِ إلَّا … م فِي مِثَالِ الحِسِّ كالصِّبْيَانِ
1854 – كَي يَبرُزَ المعْقُولُ فِي صُوَرٍ مِنِ الْـ … ـمحْسُوسِ مَقْبُولًا لَدَى الأذْهَانِ
1855 – فَتَسَلُّطُ التَّأوِيلِ إبْطَالٌ لِهَـ … ـذا القَصْد وَهْوَ جِنَايةٌ مِنْ جَانِ
1806 – هَذَا الَّذِي قَدْ قَالَهُ مَعَ نَفْيِهِ … لِحَقَائِقِ الأَلفَاظِ فِي الأعيان
1857 – وَطَريقَةُ التَّأوِيلِ أيْضًا قَدْ غَدَتْ … مُشْتَقَّة مِنْ هَذِه الخُلْجانِ
1858 – وَكِلَاهُمَا اتَّفَقَا عَلَى أنَّ الحَقيـ … ـقةَ مُنْتَفٍ مَضْمُونُهَا بِبَيَانِ
1859 – لَكِنْ قَدِ اخْتَلَفَا فَعِنْدَ فَرِيقِكُمْ … مَا إنْ أُرِيدَتْ قَطُّ بالتِّبْيَانِ
1860 – لَكِنَّ عِنْدَهُمُ أرِيدَ ثُبُوتُهَا … فِي الذِّهنِ إذْ عُدِمَتْ مِنَ الأعيانِ
1861 – إذْ ذَاكَ مَصْلَحَةُ المخَاطَبِ عِنْدَهُم … وَطَرِيقَةُ البُرهَانِ أمْرٌ ثَانِ
1862 – فَكِلَاهُما ارْتكَبَا أشَدَّ جِنَايَةٍ … جُنِيَتْ عَلَى القُرْآنِ والإيمَانِ
1863 – جَعَلُوا النُّصوصَ لأجْلِهَا غَرَضًا لَهُم … قَدْ خَرَّقُوهُ بِأسْهُمِ الهَذَيَانِ
(المتن/108)
1864 – وَتَسَلَّطَ الأوْغَادُ والأوْقَاحُ وَالـ … أَرْذَالُ بالتَّحْريفِ والبُهْتَانِ
1865 – كُلٌّ إذَا قَابَلْتَهُ بالنَّصِّ قَا … بَلَهُ بتَأْويلٍ بلَا بُرْهَانِ
1866 – وَيقُولُ تأوِيلي كتَأْويلِ الَّذِيـ … ـنَ تَأوَّلُوا فوقِيّةَ الرَّحْمنِ
1867 – بَلْ دُونَهُ فَظُهُورُهَا فِي الوحي بالنَّـ … ـصَّيْنِ مِثْلُ الشَّمسِ فِي التِّبْيَانِ
1868 – أَيَسُوغُ تَأْويلُ العُلُوِّ لَكم ولَا … يُتأوَّلُ البَاقِي بِلَا فُرقَانِ
1869 – وَكذاكَ تأوِيلُ الصِّفَاتِ مَعَ انَّهَا … مِلءُ الحَدِيثِ وَمِلءُ ذَا القُرْآنِ
1870 – واللهِ تَأْوِيلُ العُلُوِّ أَشدُّ مِنْ … تَأوِيلِنَا لِقيَامَةِ الأبْدَانِ
1871 – وأشَدُّ مِنْ تَأويِلِنَا لِحدُوثِ هَـ … ـذا العَالَمِ المَحْسُوسِ بالإمْكَانِ
1872 – وَأشَدُّ مِنْ تأويلِنَا لِحَيَاتِهِ … ولِعِلْمِهِ وَمَشِيئَةِ الأكْوَانِ
1873 – وأَشَدُّ مِنْ تأويلِنَا بَعْضَ الشَّرَا … ئِعِ عِنْدَ ذِي الإنْصَافِ والميزَانِ
1874 – وأشدُّ مِنْ تأوِيلنَا لِكَلَامِهِ … بالفَيضِ مِنْ فَعَّالِ ذِي الأَكْوَانِ
1875 – وَأشدُّ منْ تأويلِ أهْلِ الرَّفْضِ أَخْـ … ـبارَ الفَضَائِلِ حَازَهَا الشَّيْخَانِ
1876 – وَأشَدُّ مِنْ تَأْوِيلِ كُلِّ مؤَوِّلٍ … نَصًّا أبَانَ مرادَهُ الوَحْيَانِ
1877 – إذ صرَّحَ الوحْيَانِ مَعْ كُتُبِ الإلـ … ـه جَمِيعِهَا بالفَوْقِ للرَّحْمنِ
1878 – فلأيّ شَيءٍ نَحْنُ كُفّارٌ بِذَا التَّـ … ـأوِيلِ بَلْ أنتُمْ عَلَى الإيمَانِ؟
1879 – إنَّا تأوَّلْنَا وأنتُمْ قَدْ تأوَّ … لْتُم فَهَاتُوا وَاضِحَ الفُرْقَانِ
1880 – أَلَكُمْ عَلَى تأويلِكُم أجْرَانِ حيْـ … ـثُ لَنَا عَلَى تأوِيلنَا وِزْرَانِ؟
1881 – هَذِي مَقَالتُهُمْ لَكُمْ فِي كُتْبِهِم … مِنْهَا نَقْلْنَاهَا بِلَا عُدْوَانِ
1882 – رُدُّوا عَلَيهِمْ إنْ قَدَرْتُمْ أَوْ فَنَحُّـ … ـوا عَنْ طَريقِ عَسَاكِرِ الإِيمَانِ
1883 – لَا تَحْطَمِنَّكُمُ جُنُودُهُمُ كَحَطْـ … ـم السَّيْلِ مَا لَاقَى مِنَ الدِّيدَانِ
1884 – وَكَذَا نُطَالِبُكُمْ بِأَمْرٍ رَابعٍ … واللهِ لَيسَ لَكُمْ بِذي إمكَانِ
1885 – وَهُوَ الجَوَابُ عَنِ المُعَارِضِ إذْ بِهِ الدَّ … عْوَى تَتِمُّ سَليمةَ الأرْكَانِ
1886 – لَكِنَّ ذَا عَينُ المُحَالِ وَلَوْ يُسَا … عِدُكم عَلَيهِ كُلُّ ربِّ لِسَانِ
(المتن/109)
1887 – فأدِلةُ الإثْبَاتِ حَقٌّ لَا تَقُو … مُ لَهَا الجِبَالُ وسَائِرُ الأكْوانِ
1888 – تَنْزيلُ رَبِّ العَالَمِينَ وَوَحْيُهُ … مَعَ فِطْرَةِ الرَّحمنِ والبُرْهَانِ
1889 – أنَّى يُعَارِضُهَا كُنَاسَةُ هَذِهِ الْـ … أَذْهَانِ بالشُّبُهَاتِ والهَذَيَانِ
1890 – وجَعَاجعٌ وَفَرَاقِعٌ مَا تَحْتَهَا … إلَّا السَّرَابُ لِوَارِدٍ ظَمْآنِ
1891 – فَلْتَهْنِكُمْ هَذِي العُلُومُ اللّاءِ قَدْ … ذُخِرَتْ لَكُمْ عَنْ تَابعي الإحْسَانِ
1892 – بَل عَنْ مَشَايِخِهِم جَمِيعًا ثُمَّ وُفِّـ … ـقْتُم لَهَا مِنْ بَعْدِ طُولِ زَمَانِ
1893 – واللهِ مَا ذُخِرَتْ لَكُم لِفَضِيلَةٍ … لَكُمُ عَلَيهِم يَا أولي النُّقْصَانِ
1894 – لَكِنْ عُقُولُ القَوْم كَانَتْ فَوْقَ ذَا … قَدْرًا وَشأْنُهُمُ فَأكْمَلُ شَانِ
1895 – وَهُمُ أَجلُّ وَعِلْمُهُم أَعْلَى وَأَشْـ … ـرفُ أنْ يُشَابَ بِزُخْرُفِ الهَذَيَانِ
1896 – فَلِذَاكَ صَانهُمُ الإلهُ عَنِ الَّذِي … فِيهِ وَقَعْتُم صَونَ ذِي إحْسَانِ
1897 – سَمَّيْتُمُ التَّحْرِيفَ تَأْوِيلًا كَذَا التَّـ … ـعْطِيلَ تَنْزِيهًا هُمَا لَقَبَانِ
1898 – وَأَضَفْتُمُ أَمْرًا إلَى ذَا ثَالِثًا … شَرًّا وأقْبَحَ مِنْهُ ذَا بُهْتَانِ
1899 – فَجَعَلْتُمُ الإثْبَاتَ تَجْسِيمًا وتَشْـ … ـبيهًا وَذَا مِنْ أقْبحِ العُدْوانِ
1900 – فَقَلَبْتُمُ تِلكَ الحَقَائِقَ مِثلَمَا … قُلِبَتْ قُلُوبُكُمُ عَن الإيمَانِ
1901 – وجَعَلْتُمُ المَمدُوحَ مَذْمُومًا كَذَا … بِالعَكْسِ حَتَّى تمَّتِ اللَّبْسَانِ
1902 – وَأرَدْتُمُ أنْ تُحْمَدُوا بالاتِّبَا … عِ نَعَم (لَكِنْ) لِمَنْ يَا فِرْقَةَ البُهْتَانِ
1903 – وَبَغَيتُمُ أنْ تَنْسُبُوا لِلابتِدَا … عِ عَسَاكِرَ الآثارِ والقُرْآنِ
1904 – وَجَعَلْتُمُ الوَحْيَيْنِ غَيرَ مُفِيدَةٍ … لِلْعِلْمِ والتَّحْقِيقِ والبُرْهَانِ
1905 – لَكِنْ عُقُولُ النَّاكِبِينَ عَنِ الهُدَى … لَهُمَا تُفِيدُ وَمنْطِقُ اليونَانِ
1906 – وَجَعَلْتُمُ الإيمَانَ كُفْرًا والهُدَىَ … عَينَ الضَّلَالِ وَذَا مِنَ الطُّغْيَانِ
1907 – ثُمَّ اسْتَخَفَّيتُم عُقُولًا مَا أَرا … دَ اللهُ أَنْ تَزْكُو عَلَى القُرْآنِ
1908 – حَتَّى اسْتَجَابُوا مُهطِعينَ لِدَعْوَةِ التَّـ … ـعْطِيلِ قَدْ هَرَبُوا مِنَ الإيمَانِ
1909 – يَا وَيْحَهُم لَو يَشْعُرُون بِمَنْ دَعَا … وَلِمَا دَعَا قَعَدُوا قُعودَ جَبَانِ
* * *
(المتن/110)
فصلٌ في تشبيه المحرِّفينَ للنصوصِ باليهودِ وإرثهم التَّحريفَ منهم، وبراءةِ أهلِ الإثباتِ مما رموهم به من هذا الشَّبه
1910 – هَذَا وَثَمَّ بَليَّةٌ مَسْتُورَةٌ … فِيهِم سَأُبْديهَا لَكُمْ بِبَيَانِ
1911 – وَرِثَ المحَرِّفُ مِنْ يَهُودَ وَهُم أولُو التَّ … ـحْريف والتَّبدِيلِ والكِتْمَانِ
1912 – فأرادَ مِيرَاثَ الثَّلاثَةِ مِنْهُمُ … فَعَصَتْ عَلَيهِ غَايةَ العِصْيَانِ
1913 – إِذْ كَانَ لَفْظُ النَّصِّ مَحْفُوظًا فَمَا التَّـ … ـبْديلُ والكِتْمَانُ فِي الإمْكَانِ
1914 – فأرَدَ تَبديلَ المعَانِي إذْ هِيَ الْـ … ـمقْصُودُ مِنْ تَعْبِير كُلِّ لِسَانِ
1915 – فأتَى إليهَا وَهْيَ بَارِزَةٌ مِنَ الْـ … أَلفَاظِ ظَاهِرةٌ بِلَا كِتْمَانِ
1916 – فَنَفَى حَقَائِقَهَا وَأعْطَى لَفْظَهَا … مَعْنىً سِوَى مَوْضُوعِهِ الحَقَّانِي
1917 – فَجَنَى عَلَى المعْنَى جِنَايَةَ جَاحِدٍ … وَجَنَى عَلَى الألْفَاظِ بالعُدْوَانِ
1918 – وأتى إلَى حِزْبِ الهُدَى أَعْطَاهُمُ … شَبَهَ اليَهْودِ وَذَا مِنَ البُهْتَانِ
1919 – إذْ قَالَ إنَّهُمُ مُشَبِّهَةٌ وَأَنْـ … ـتُمْ مِثْلُهُمْ فَمَنِ الَّذِي يَلْحَانِي
1920 – فِي هَتْكِ أسْتَارِ اليَهُودِ وَشِبهِهِمْ … مِنْ فِرقَةِ التّحْرِيفِ لِلقُرْآنِ
1921 – يَا مُسلِمينَ بِحَقِّ رَبكُمُ اسْمَعُوا … قَوْلي وَعُوهُ وَعْيَ ذِي عِرْفَانِ
1922 – ثُمَّ احْكُمُوا مِنْ بَعْدُ مَنْ هَذَا الَّذِي … أَوْلَى بِهَذَا الشِّبْهِ بِالبُرْهَانِ
1923 – أُمِرَ اليهودُ بأنْ يَقُولُوا “حِطَّةٌ” … فَأَبَوْا وَقَالُوا: “حِنْطَةٌ” لِهَوَانِ
1924 – وَكَذَلِكَ الجهْمِيُّ قِيلَ لَهُ “اسْتَوى” … فأبَى وَزَادَ الحَرْفَ لِلنُّقْصَانِ
1925 – قَالَ اسْتَوى “اسْتَولَى” وَذَا مِنْ جَهْلِهِ … لُغَةً وعَقْلًا مَا هُمَا سِيَّانِ
1926 – عِشْرونَ وَجْهًا تُبطِلُ التَّأوِيل بِاسْـ … ـتوْلَى فَلَا تَخْرُج عَنِ القُرْآنِ
1927 – قَدْ أُفرِدَتْ بمُصَنَّفٍ هُوَ عِنْدَنَا … تَصْنِيفُ حَبرٍ عَالِمٍ رَبَّانِي
1928 – وَلَقَدْ ذَكَرْنَا أرْبعِينَ طريقَةً … قَدْ أبطَلَتْ هَذَا بِحُسْنِ بَيَانِ
(المتن/111)
1929 – هِيَ فِي الصَّواعِقِ إنْ تُرِدْ تَحْقِيقَهَا … لَا تَخْتَفِي إلَّا عَلَى العُمْيَانِ
1930 – نُونُ اليَهُودِ وَلَامُ جَهْميٍّ هُمَا … فِي وَحْي رَب العَرْشِ زَائِدَتَانِ
1931 – وكَذلِكَ الجَهْمِيُّ عَطَّلَ وَصْفَهُ … وَيَهُودُ قَدْ وَصَفَوهُ بالنُّقْصَانِ
1932 – فَهُمَا إذًا فِي نَفْيِهِم لِصِفَاتِهِ الْـ … ـعلْيَا كَمَا بَيَّنْتُهُ أخَوَانِ
* * *
فصلٌ في بيان بهتانهم في تشبيهِ أهلِ الإِثباتِ بفرعون وقولهم إنَّ مقالةَ العلوِّ عنه أخذوها، وأنهم أَولى بفرعون وهم أشباهه
1933 – وَمِنَ العَجَائِبِ قَولُهُم: فِرْعوْنُ مَذْ … هَبُهُ العُلُو وَذَاكَ فِي القُرْآنِ
1934 – وَلِذَاكَ قَدْ طَلَبَ الصُّعُودَ إِلَيهِ بالصَّـ … ـرْحِ الَّذِي قَدْ رَامَ مِنْ هَامَانِ
1935 – هَذَا رَأيْنَاهُ بِكُتْبِهِمُ وَمِنْ … أَفْوَاهِهِم سَمْعًا إِلَى الآذَانِ
1936 – فاسْمَعْ إذًا مَنْ ذَا الَّذِي أوْلَى بِفِرْ … عَوْنَ المُعَطّلِ جَاحِدِ الرَّحْمنِ
1937 – وانْظُر إلَى مَنْ قَالَ مُوسَى كَاذِبٌ … حِينَ ادَّعَى فَوْقِيَّةَ الرَّحْمنِ
1938 – فَمِنَ المَصَائِبِ أنَّ فِرعَوْنِيكُم … أَضْحَى يُكفِّرُ صَاحِبَ الإيمَانِ
1939 – ويقُولُ: ذَاكَ مُبَدِّلٌ لِلدَّينِ سَا … عٍ بالفَسَادِ وَذَا مِن البُهْتَانِ
1940 – إِنَّ المورِّثَ ذَا لَهُم فِرعَونُ حِيـ … ـنَ رَمَى بِهِ الموْلُودَ مِنْ عِمْرانِ
1941 – فهُوَ الإمَامُ لَهُمْ وهادِيِهم ومَتْـ … ـبُوعٌ يَقُودُهُمُ إلَى النِّيرَانِ
1942 – هُو أنكَرَ الوَصْفَينِ وَصْفَ الفَوْقِ والتَّـ … ـكليمَ إنْكَارًا عَلَى البُهْتَانِ
1943 – إذْ قَصْدُهُ إنكَارُ ذَاتِ الربِّ فالتَّـ … ـعْطِيلُ مِرقَاةٌ لِذَا النُّكْرانِ
1944 – وَسِوَاهُ جَاءَ بِسُلَّمٍ وبآلةٍ … وَأَتَى بِقَانُونٍ عَلَى بُنْيَانِ
1945 – وَأتَى بِذَاكَ مُفَكِّرًا ومُقَدِّرًا … ورِثَ الوليدَ العَابِدَ الأوْثَانِ
(المتن/112)
1946 – وأتَى إلَى التَّعْطِيل مِنْ أَبْوَابِهِ … لَا مِنْ ظُهُورِ الدَّارِ والجُدْرَانِ
1947 – وَأتَى بِهِ فِي قَالَبِ التَّنْزِيهِ والتَّـ … ـعظِيمِ تَلْبِيسًا عَلَى العُمْيانِ
1948 – وَأَتَى إلَى وَصْفِ العُلُو فَقَال ذَا التَّـ … ـجْسِيمُ لَيسَ يَليقُ بالرَّحْمنِ
1949 – فَاللَّفظُ قَدْ أَنْشَاهُ مِنْ تِلْقَائِهِ … وَكَسَاهُ وَصْفَ الوَاحِدِ المنَّانِ
1950 – والنَّاسُ كُلهمُ صَبِيُّ العَقْلِ لَم … يَبلُغْ وَلَوْ كَانُوا مِنَ الشِّيخَانِ
1951 – إلا أُنَاسًا سَلَّمُوا لِلوحْي هُمْ … أَهْلُ البُلُوغِ وأعْقَلُ الإنْسَانِ
1952 – فأتَى إلَى الصِّبْيَانِ فانْقَادُوا لَهُ … كالشَّاءِ إذْ تَنْقَادُ لِلجُوبانِ
1953 – فانظُرْ إِلى عَقْلٍ صَغِيرٍ في يَدَيْ … شَيْطَانَ مَا يَلْقَى مِنَ الشَّيْطَانِ
* * *
فصلٌ في بيان تدليسهم وتَلْبِيسهم الحقَّ بالباطِل
1954 – قَالُوا: إذا قَالَ المُجَسِّمُ رَبُّنَا … حَقًّا عَلَى العَرشِ اسْتوَى بِلسَانِ
1955 – فَسَلُوهُ كَمْ للعرشِ مَعنىً واسْتَوىَ … أيضًا لَهُ فِي الوَضْع خَمْسُ مَعَانِ
1956 – وَ”عَلَى” فَكمْ مَعْنىً لَهَا أَيْضًا لَدَى … عَمْرٍو فَذَاكَ إمَامُ هَذَا الشَّانِ
1957 – بَيِّنْ لَنَا تِلْكَ الْمَعَانِيَ وَالَّذِي … مِنْهَا أُريدَ بِوَاضِحِ التِّبْيَانِ
1958 – فاسْمَعْ فَدَاكَ مُعَطّلٌ هَذِي الجَعَا … جعُ مَا الَّذِي فِيهَا مِنَ الهَذَيَانِ
1959 – قُلْ لِلمُجَعْجِعِ ويْلَكَ اعْقِلْ ذَا الَّذِي … قَدْ قُلْتَهُ إِنْ كُنْتَ ذَا عِرْفَانِ
1960 – العَرشُ عَرشُ الرّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ … و”اللامُ” لِلمعْهُودِ فِي الأذْهَانِ
1961 – مَا فِيهِ إجْمَال وَلَا هُوَ مُوهِمٌ … نَقْلَ المجَازِ وَلَا لَهُ وَضْعَانِ
1962 – وَمُحَمَّدٌ والأنبيَاءُ جَمِيعُهُمْ … شَهِدُوا بِهِ لِلخالِقِ الرَّحْمنِ
1963 – منْهُم عَرَفْنَاهُ وَهُم عَرَفُوهُ مِنْ … رَبٍّ عَلَيه قَدِ اسْتَوَى دَيَّانِ
(المتن/113)
1964 – لَم تَفْهمِ الأذْهَانُ مِنْهُ سرِيرَ بِلْـ … ـقِيسٍ وَلَا بَيْتًا عَلَى أرْكَانِ
1965 – كَلَّا وَلَا عَرْشًا على بحرٍ وَلَا … عَرْشًا لِجِبرِيلٍ بِلَا بُنْيانِ
1966 – كَلَّا وَلَا العرْشَ الَّذِي إنْ ثُلَّ مِنْ … عَبْدٍ هَوَى تَحتَ الحضِيضِ الدَّانِي
1967 – كَلَّا وَلَا عَرْشَ الكُرُومِ وَهَذِه الْـ … أعْنَابِ فِي حَرْثٍ وَفِي بُسْتَانِ
1968 – لكِنَّهَا فَهمَتْ بِحمدِ الله عَرْ … شَ الرَّبِّ فَوْقَ جَمِيعِ ذِي الأكْوَانِ
1969 – وَعَلَيه رَبُّ العَالمينَ قَدِ اسْتَوَى … حَقًّا كَمَا قَدْ جَاءَ فِي القُرْآنِ
1970 – وَكَذَا “اسْتَوَى” الموْصُولُ بالحَرْفِ الَّذِي … ظَهَرَ المرَادُ بِهِ ظُهُورَ بَيَانِ
1971 – مَا فِيهِ إجْمَالٌ وَلَا هُوَ مُفْهِمٌ … لِلاشْتِرَاكِ وَلَا مَجَازٍ ثَانِ
1972 – تَركِيبُهُ مَعَ حَرفِ الاسْتِعْلاءِ نَصٌّ م … فِي العُلُوِّ بوضْعِ كُلِّ لِسَانِ
1973 – فإذَا تَركَّبَ مَعْ “إلَى” فَالقَصْدُ مَعْ … مَعْنَى العُلُوِّ لِوَصْفِه بِبَيَانِ
1974 – و
“إلَى السَّماءِ قَدِ استوَى” فمقَيَّدٌ … بتَمَامِ صَنْعَتِهَا مَعَ الإتقَانِ
1975 – لَكِنْ “عَلَى العْرشِ اسْتَوَى” هُوَ مُطلَقٌ … مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ تَمَّ بالأرْكَانِ
1976 – لَكِنَّمَا الجَهْمِي يَقْصُرُ فَهْمُهُ … عَنْ ذَا فَتِلْكَ مَوَاهِبُ المَنَّانِ
1977 – فإذَا اقْتَضى “وَاوَ المعِيَّةِ” كَانَ مَعْـ … ـنَاهُ اسْتِواءَ مُقَدَّمٍ والثَّانِي
1978 – فإذَا أَتَى مِنْ غَيْرِ حَرفٍ كَانَ مَعْـ … ـنَاهُ الكَمَالَ فَلَيْسَ ذَا نُقْصَانِ
1979 – لَا تَلْبِسُوا بِالبَاطِلِ الحَقَّ الَّذِي … قَدْ بَيّنَ الرحْمنُ فِي الفُرْقَانِ
1980 – و”على” لِلاسْتِعْلَاءِ فَهْي حَقِيقَةٌ … فِيهِ لَدَى أرْبَابِ هَذَا الشَّانِ
1981 – وَكَذَلِكَ الرَّحْمنُ جَلَّ جَلَالُهُ … لَم يَحْتَمِلْ مَعْنىً سِوَى الرَّحْمنِ
1982 – يَا وَيْحَهُ بعَمَاهُ لَوْ وَجَدَ اسْمَهُ الرَّ … حْمنَ مُحْتَمِلًا لِخَمْسِ مَعَانِ
1983 – لَقَضَى بأَنَّ اللَّفْظ لَا مَعْنَى لَهُ … إلَّا التِّلَاوةُ عِنْدَنَا بِلِسَانِ
1984 – فَلِذَاكَ قَال أئمَّةُ الإِسْلامِ فِي … مَعْنَاهُ مَا قَدْ سَاءَكُمْ بِبَيَانِ
1985 – وَلَقَدْ أَحَلْنَاكُمْ عَلَى كُتُبٍ لَهُمْ … هِيَ عِنْدَنَا واللهِ بالْكِيمَانِ
* * *
(المتن/114)
فصلٌ في بيانِ سبب غلطهم في الألفاظ والحكم عليها باحتمالِ عدةَ معانٍ حتى أسقطوا الاستدلال بها
1986 – وَاللَّفظُ مِنْهُ مُفْرَدٌ وَمُركَّبٌ … وَفِي الِاعْتِبَار فَمَا هُمَا سِيَّانِ
1987 – واللَّفظُ بالتركِيبِ نَصٌّ فِي الَّذِي … قَصَدَ المخَاطِبُ مِنْهُ بالتِّبْيَانِ
1988 – أَوْ ظَاهِرٌ فِيهِ وَذَا مِنْ حَيْثُ نِسْـ … ـبتُهُ إِلَى الأفْهَامِ والأذْهَانِ
1989 – فيكُونُ نَصًّا عِنْدَ طَائِفَةٍ وَعِنْـ … ـدَ سِوَاهُمُ هُوَ ظَاهرُ التِّبْيَانِ
1990 – وَلَدَى لسِوَاهُم مُجْمَلٌ لَم يَتَّضِحْ … لَهُمُ المُرَادُ بِهِ اتّضَاحَ بَيَانِ
1991 – فالأولُونَ لإلْفِهِم ذَاكَ الخِطَا … بَ وإلْفِهِمْ مَعْنَاهُ طُولَ زَمَانِ
1992 – طَالَ المِراسُ لَهُم لِمعْنَاهُ كَمَا اشْـ … ـتَدَّتْ عِنَايَتُهُم بِذَاكَ الشَّانِ
1993 – والعِلْمُ مِنهُم بالمخَاطِبِ إذْ هُمُ … أوْلَى بِهِ مِنْ سَائِرِ الإنْسانِ
1994 – ولهم أتمُّ عِنَايةٍ بِكَلامِهِ … وَقُصُودِهِ مَعَ صحَّةِ العِرْفَانِ
1995 – فَخِطَابُهُ نَصٌّ لَدَيهمْ قَاطِعٌ … فِيمَا أرِيدَ بِهِ مِنَ التِّبْيَانِ
1996 – لَكِنَّ مَنْ هُوَ دُونَهُم فِي ذَاكَ لَمْ … يَقْطَعْ بقَطْعِهِمُ عَلَى البُرْهَانِ
1997 – وَيقُولُ يَظْهَرُ ذَا وَلَيسَ بِقاطِعٍ … فِي ذِهْنِهِ لَا سَائِرِ الأذْهَانِ
1998 – ولإلفِهِ لكَلَامِ مَنْ هُوَ مُقْتَدٍ … بِكلَامِهِ مِنْ عَالِمِ الأزْمَانِ
1999 – هُو قَاطِعٌ بمُرادِهِ فَكَلَامُهُ … نَصٌّ لَدَيْهِ وَاضِحُ التِّبْيَانِ
2000 – والْفتنَةُ العُظْمَى مِنَ المتَسَلِّقِ الْـ … ـمخْدُوعِ ذِي الدَّعْوَى أَخِي الهَذَيَانِ
2001 – لَم يَعْرِفِ العِلمَ الَّذِي فِيهِ الكَلَا … مُ وَلَا لهُ إلْفٌ بهَذَا الشَّانِ
2002 – لكِنَّهُ مِنْهُ غَرِيبٌ لَيْسَ مِنْ … سُكَّانِهِ كَلَّا وَلَا الْجِيرَانِ
3003 – فَهُوَ الزَّنِيمُ دَعِي قَوْمٍ لَم يَكُنْ … مِنْهُمْ وَلَمْ يَصْحَبْهُمُ بِمَكانِ
2004 – فَكَلَامُهُم أبدًا إليه مُجْمَلٌ … وبمَعْزِلٍ عَنْ إمْرة الإيقَانِ
(المتن/115)
2005 – شَد التِّجَارَةَ بالزُّيُوفِ يَخَالُهَا … نَقْدًا صَحِيحًا وَهْوَ ذُو بُطْلَانِ
2006 – حَتَّى إذَا رُدَّتْ عليهِ نَالَهُ … مِنْ رَدِّهَا خِزْيٌ وَسُوءُ هَوَانِ
2007 – فأرادَ تَصْحِيحًا لَهَا إذْ لَم يَكُنْ … نَقْدُ الزُّيُوفِ يَرُوجُ فِي الأثْمَانِ
2008 – وَرَأى اسْتِحَالَة ذَا بِدُونِ الطَّعْنِ فِي … بَاقِي النُّقُودِ فجَاءَ بالعُدْوانِ
2009 – واستعْرَضَ الثَّمنَ الصَّحِيحَ بجَهلِهِ … وبظلْمِهِ يَبْغِيهِ بالبُهْتَانِ
2010 – عِوَجًا لِيَسْلَمَ نَقْدُهُ بَينَ الوَرَى … وَيَرُوجَ فِيهِمْ كَامِلَ الأوْزَانِ
2011 – والنَّاسُ لَيْسُوا أَهْلَ نَقْدٍ لِلّذِي … قَدْ قِيلَ إلّا الفَرْدَ فِي الأزْمَانِ
2012 – والزَّيفُ بَينَهُمُ هُوَ النَّقْدُ الَّذِي … قَدْ رَاجَ فِي الأسْفَار والبُلْدَانِ
2013 – إذْ هُمْ قَدِ اصْطَلَحوا عَلَيهِ وارْتَضَوْا … بِجَوَازِهِ جَهْرًا بِلَا كِتْمَانِ
2014 – فَإذَا أتَاهُم غَيْرُهُ وَلَوَ أنَّهُ … ذَهَبٌ مُصَفًّى خَالِصُ العِقْيَانِ
2015 – رَدُّوه واعْتَذَرُوا بأنَّ نُقُودَهُم … مِنْ غَيرِهِ بِمَرَاسِمِ السُّلْطَانِ
2016 – فَإِذَا تَعَامَلْنَا بِنَقْدٍ غَيْرِهِ … قُطِعَتْ جَوَامِكُنَا مِنَ الدِّيوَانِ
2017 – واللهِ مِنْهُم قَدْ سَمِعْنَا ذَا وَلَم … نَكْذِبْ عَلَيْهِمْ وَيْحَ ذِي البُهْتَانِ
2018 – يَا مَنْ يُرِيدُ تِجَارَةً تُنْجيهِ مِنْ … غضبِ الإله ومُوقَدِ النِّيرانِ
2019 – ونُفِيدُهُ الأرْبَاحَ بالجَنَّاتِ والْـ … ـحُورِ الحِسَانِ ورؤْيةِ الرّحمنِ
2020 – في جَنَّةٍ طَابتْ وَدَامَ نَعِيمُهَا … مَا لِلْفَنَاءِ عَلَيْهِ مِنْ سُلْطَانِ
2021 – هَيِّئْ لَهَا ثَمنًا تُبَاعُ بِمِثْلِهِ … لَا تُشْتَرَى بالزَّيف مِنْ أَثْمَانِ
2022 – نَقْدًا عَلَيهِ سِكّةٌ نبَويّةٌ … ضَربَ المَدينَةِ أشرَفِ البُلْدَانِ
2023 – أَظَنَنْتَ يَا مَغْرُورُ بَائِعَهَا الَّذِي … يَرضَى بِنَقْدٍ ضَرْبِ جِنْكِسْخَانِ؟
2024 – مَنَّتْكَ واللهِ المُحَالَ النفْسُ أنْ … طَمِعَتْ بِذَا وَخُدِعْتَ بالشَّيْطَانِ
2025 – فَاسْمَعْ إذًا سَبَبَ الضَّلَالِ ومَنْشأَ التَّـ … ـخليطِ إذْ يَتَنَاظرُ الخَصْمَانِ
2026 – يَحْتَجُّ باللَّفظِ المرَكَّبِ عَارِفٌ … مَضْمُونَهُ بِسِيَاقِهِ لِبَيَانِ
2027 – واللَّفظُ حِينَ يُسَاقُ بالتَّرْكِيبِ مَحْـ … ـفُوفٌ بِهِ للفهْمِ والتِّبْيَانِ
(المتن/116)
2028 – جُنْدٌ يُنَادي بالبَيَانِ عَلَيْهِ مِثْـ … ـلَ نِدَائِنَا بإقَامَةٍ وأَذَانِ
2029 – كَيْ يَحْصُلَ الإعْلَامُ بالمقْصُود مِنْ … إيرادِهِ ويصِيرَ فِي الأذْهَانِ
2030 – فيَفُكُّ تركيبَ الكَلامِ مُعَانِدٌ … حَتَّى يُقَلْقِلَهُ مِنَ الأرْكَانِ
2031 – ويَرُومُ مِنْهُ لَفْظَةً قَدْ حُمِّلَتْ … مَعْنًى سِوَى ذا فِي كَلَامٍ ثَانِ
2032 – فَتكُونُ دَبُّوسَ الشِّلاقِ وَعُدَّةً … لِلدَّفعِ فِعْلَ الجَاهِلِ الفَتَّانِ
2033 – فيقُولُ هَذَا مُجمَلٌ واللَّفْظ مُحْـ … ـتمِلٌ وَذَا مِنْ أعظَمِ البُهْتَانِ
2034 – وَبذاكَ يَفْسُدُ كُلُّ عِلْمٍ فِي الوَرَى … وَالفَهْمُ مِنْ خَبَرٍ وَمِنْ قُرآنِ
2035 – إذْ أكثرُ الألْفَاظِ تَقْبَلُ ذَاكَ فِي الْـ … إفرَادِ قَبلَ العَقْدِ والتِّبيَانِ
2036 – لَكِنْ إذَا مَا رُكِّبَتْ زَالَ الَّذِي … قَدْ كَانَ مُحْتَمَلًا لِذا الوَحْداني
2037 – فَإِذَا تَجَرَّدَ كَانَ مُحْتَمِلًا لِغَيْـ … ـرِ مُرَادِهِ أو فِي كَلَامٍ ثَانِ
2038 – لَكِنَّ ذَا التَّجْرِيدَ مُمْتَنِعٌ فإنْ … يُفْرَضْ يَكُنْ لا شَكَّ فِي الأذْهَانِ
2039 – والمفرَدَاتُ بِغَيْرِ تَركِيبٍ كَمِثْـ … ـلِ الصَّوْتِ تَنْعَقُهُ بِتلكَ الضَّانِ
2040 – وَهُنَالِكَ الإجْمَالُ والتَّشْكيكُ والتَّـ … ـجْهِيلُ والإتيَانُ بالبُطْلانِ
2041 – فإذَا هُمُ فَعَلُوهُ رَامُوا نَقْلَهُ … لِمركَّبٍ قَدْ حُفَّ بالتِّبيَانِ
2042 – وَقَضوْا عَلَى التَّركِيبِ بالحُكْمِ الَّذِي … حَكَمُوا بِهِ لِلمفْرَدِ الوَحْدَانِي
2043 – جَهْلًا وَتَجْهيلًا وَتدلِيسًا وَتلْـ … ـبِيسًا وترْوِيجًا عَلَى العُمْيانِ
* * *
فصلٌ في بيانِ شَبَه غلطهم في تجريدِ الألفاظ بغلطِ الفلاسفةِ في تجريدِ المعاني
2044 – هَذَا هَدَاكَ اللهُ مِنْ إضْلَالِهِم … وَضَلَالِهِم فِي مَنْطِقِ الإنْسَانِ
2045 – كمُجَرّدَاتٍ فِي الخَيَالِ وَقَدْ بَنَى … قَوْمٌ عَلَيْهَا أوْهَنَ البُنْيَانِ
(المتن/117)
2046 – ظَنُّوا بأنَّ لَهَا وُجُودًا خَارِجًا … وَوُجُودُهَا لَوْ صَحَّ فِي الأذْهَانِ
2047 – أنَّى وتلكَ مُشخَّصَاتٌ حُصِّلَتْ … فِي صُورةٍ جُزْئِيَّةٍ بعِيَانِ
2048 – لَكِنَّهَا كُليَّةٌ إنْ طَابَقَتْ … أَفْرَادَهَا كاللَّفْظِ فِي الميزَانِ
2049 – يَدعُونَهُ الكُليَّ وَهوَ مُعَيَّنٌ … فَرْدٌ كَذَا المعْنَى هُمَا سِيَّانِ
2050 – تَجْرِيْدُ ذا فِي الذِّهْنِ أوْ فِي خَارجٍ … عَنْ كُلِّ قَيْدٍ ليْسَ فِي الإمْكَانِ
2051 – لَا الذِّهنُ يَعْقِلهُ وَلَا هُوَ خَارجٌ … هُوَ كالخَيَالِ لِطَيفِهِ سُكْرانِ
2052 – لَكِنْ تَجرُّدُهَا المقَيَّدُ ثَابِتٌ … وَسِواه مُمْتَنِعٌ بِلَا إمْكَانِ
2053 – فتجرُّدُ الأعْيانِ عَنْ وَصْفٍ وَعَنْ … وَضعٍ وَعَنْ وَقْتٍ لهَا وَمكَانِ
2054 – فَرْضٌ مِنَ الأذهَانِ يَفْرِضه كَفَرْ … ضِ المسْتَحِيلِ هُمَا لَهَا فَرْضَانِ
2055 – اَللهُ أكبرُ كَمْ دَهَى مِنْ فَاضِلٍ … هَذَا التَّجَردُ مِنْ قَديمِ زَمَانِ
2056 – تَجْرِيدُ ذِي الألفَاظِ عَنْ تَركيبهَا … وَكَذَاكَ تَجْريدُ المعَانِي الثَّانِي
2057 – والحَقُّ أنَّ كِلَيهِمَا فِي الذِّهْنِ مَفْـ … ـرُوضٌ فلا تَحْكُم عَلَيْهِ وَهْوَ فِي الأذْهَانِ
2058 – فَيقُودَكَ الخَصْمُ المُعَانِدُ بالَّذِي … سَلَّمتَهُ لِلحُكْمِ فِي الأعْيَانِ
2059 – فَعلَيْكَ بالتَّفصِيل إنْ همْ أطلقُوا … أَوْ اْجْمَلُوا فَعَلَيْكَ بالتِّبيَانِ
* * *
فصلٌ في بيانِ تناقضهم وعجزهم عن الفرق بين ما يجب تأويله وما لا يجب
2060 – وتَمَسَّكُوا بظَوَاهِرِ المنْقُولِ عَنْ … أَشْيَاخِهِم كَتَمَسُّكِ العُمْيانِ
2061 – وَأبَوْا بأنْ يتَمسَّكُوا بظَواهِرِ النَّـ … ـصَّيْنِ وَاعَجَبَا مِنَ الخِذْلَانِ
2062 – قَولُ الشّيوخِ مُحَرَّمٌ تأويلُهُ … إذ قَصْدُهُم لِلشَّرْحِ والتِّبيانِ
(المتن/118)
2063 – فَإذَا تَأوَّلنَا عَلَيهِم كَانَ إبْـ … ـطالًا لِمَا رَامُوا بِلَا بُرْهَانِ
2064 – فَعَلَى ظَوَاهِرهَا تَمُرُّ نُصُوصُهُمْ … وَعَلَى الحَقِيقَةِ حَمْلُهَا لِبَيَانِ
2065 – يَا لَيْتَهُمْ أجْرَوا نُصوصَ الوَحْي ذَا الـ … ـمُجْرَى مِنَ الآثارِ والقُرْآنِ
2066 – بَلْ عِنْدهُم تِلكَ النُّصُوصُ ظَواهِرٌ … لَفْظِيَّةٌ عُزِلَتْ عَنِ الإيقَانِ
2067 – لَم تُغْنِ شَيئًا طَالِبَ الحقِّ الَّذِي … يَبْغِي الدَّلِيلَ ومُقتَضَى البُرْهَانِ
2068 – وسَطَوْا على الوحْيَيْنِ بِالتَّحْرِيفِ إذْ … سَمَّوْهُ تَأويلًا بِوَضْعٍ ثَانِ
2069 – فَانْظُرْ إِلى “الأَعْرَافِ” ثُمَّ لِـ “يُوسُفٍ” … و”الكَهْفِ” وَافْهَمْ مُقْتَضى القُرْآنِ
2070 – فإذا مَرَرْتَ بـ “آلِ عِمْرانٍ” فَهِمْـ … ـتَ القَصْدَ فَهْمَ مُوفَّقٍ ربَّانِي
2071 – وَعَلِمْتَ أنَّ حَقِيقَةَ التأوِيل تَبـ … ـيِينُ الحَقِيقَةِ لَا المجازُ الثَّانِي
2072 – وَرَأيتَ تأوِيلَ النُّفَاةِ مُخَالِفًا … لِجَميعِ هَذَا لَيْس يَجْتَمِعَانِ
2073 – اللَّفْظُ هُم أَنْشَوْا لَهُ مَعْنىً بِذَا … كَ الاصْطِلَاح وَذاكَ أمْرٌ دَانِ
2074 – وَأتَوْا إلَى الإلْحَاد فِي الأسْمَاء والتَّـ … ـحْرِيفِ للألفَاظِ بالبُهْتَانِ
2075 – فَكَسَوْهُ هَذَا اللَّفْظَ تَلبِيسًا وَتَدْ … لِيْسًا عَلَى العُميانِ والعُورَانِ
2076 – فَاسْتَنَّ كُلُّ مُنَافِقٍ ومكَذِّبٍ … مِنْ بَاطِنِيٍّ قِرمِطِيٍّ جَانِ
2077 – فِي ذَا بِسُنَّتهِم وَسَمَّى جَحْدَهُ … لِلْحَقّ تأويلًا بِلَا فُرقَانِ
2078 – وأتَى بِتَأويلٍ كتأويلَاتِهِم … شِبرًا بِشِبرٍ صَارخًا بأذَانِ
2079 – إنَّا تأوَّلنَا كَمَا أوَّلْتُم … فَأْتُوا نُحاكِمْكُمْ إلَى الوَزَّانِ
2080 – فِي الكِفَّتَيْنِ تُحَطُّ تأوِيلاتُنَا … وَكَذَاكَ تَأْويلَاتُكُمْ بِوِزَانِ
2081 – هَذَا وَقَدْ أقْرَرْتُمُ أنَّا بأيـ … ـدينَا صريحُ العَدْلِ والْمِيزَانِ
2082 – وَغَدَوْتُمُ فِيهِ تَلَامِيذًا لَنَا … أَوَ لَيْسَ ذَلكَ مَنْطقَ اليُونَانِ
2083 – مِنَّا تَعلَّمتُمْ وَنَحْنُ شُيُوخُكُمْ … لَا تَجْحَدُونَا مِنَّةَ الإحْسَانِ
2084 – فَسَلُوا مَبَاحِثَكُم سُؤَالَ تَفَهُّمٍ … وَسَلُوا القَواعِدَ ربَّةَ الأرْكَانِ
2085 – مِنْ أيْنَ جَاءتْكُم وأيْنَ أُصُولُهَا … وَعَلَى يَدَيْ مَنْ يا أولِي النُّكْرانِ
(المتن/119)
2086 – فَلأِي شَيْءٍ نَحْنُ كُفَّارٌ وأنـ … ـتُمْ مُؤمِنُونَ وَنَحْن مُتَّفِقَانِ
2087 – إنَّ النُّصُوصَ أدِلَّةٌ لَفْظِيَّةٌ … لَم تُفْضِ قَطُّ بِنَا إلَى إيقَانِ
2088 – فَلِذَاكَ حَكمنَا العُقُولَ وأَنْتُمُ … أَيْضًا كَذَاكَ فَنَحْنُ مُصْطَلِحَانِ
2089 – فلأيِّ شَيْءٍ قَدْ رَمَيتُمْ بَيْنَنَا … حَرْبَ البَسُوسِ ونَحْنُ كالإخوَانِ
2090 – الأصْلُ مَعْقُول وَلَفْظُ الوَحْيِ مَعْـ … ـزُولٌ ونَحْنُ وأَنْتُمُ صِنْوَانِ
2091 – لَا بالنُّصُوصِ نَقُولُ نَحنُ وأنْتُمُ … أَيْضًا كَذَاكَ فَنَحْنُ مصطَحِبانِ
2092 – فَذَرُوا عَدَاوَتَنَا فإنَّ وَرَاءَنَا … ذَاكَ العَدُوُّ الثِّقْلُ ذو الأضْغَانِ
2093 – فهُمُ عَدُوُّكُمُ وَهُمْ أعْداؤنَا … فَجَمِيعُنَا فِي حَربِهِمْ سِيَّانِ
2094 – تِلْكَ المُجَسِّمَةُ الأُلى قَالُوا بأنَّ م … اللهَ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكْوَانِ
2095 – وإلَيْهِ يَصْعَدُ قَوْلُنَا وَفِعَالُنَا … وإليْهِ تَرقَى رُوحُ ذِي الإيمَانِ
2096 – وَإلَيْهِ قَدْ عَرَجَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً … وَكَذَا ابْنُ مَريمَ مُصْعَدَ الأبْدَانِ
2097 – وَكَذاكَ قَالُوا إنّه بالذَّاتِ فَوْ … قَ العَرْشِ قُدْرَتُهُ بِكُلِّ مَكَانِ
2098 – وَكَذَاكَ يَنْزِلُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ … نحْوَ السَّمَاءِ فَهَاهُنَا جِهَتَانِ
2099 – لِلابْتِدَاءِ والانْتِهَاءِ وَذَان لِلـ … أجْسَامِ أيْنَ اللَّهُ مِن هَذَانِ
2100 – وكَذَاكَ قَالُوا إنه مُتَكَلِّمٌ … قَامَ الْكَلَامُ بِهِ فَيَا إخوَاني
2101 – أَيكُونُ ذَاكَ بغَيرِ حَرْفٍ أمْ بِلَ … صَوْتٍ فَهَذَا لَيسَ فِي الإمْكَانِ
2102 – وَكَذَاك قَالُوا مَا حَكَيْنَا عَنْهُمُ … مِنْ قَبلُ قَوْلَ مُشَبِّهِ الرَّحمنِ
2103 – فَذَرُوا الحِرَابَ لَنَا وَشُدُّوا كُلُّنا … جَمْعًا عَلَيْهِمْ حَمْلَةَ الفُرْسَانِ
2104 – حَتَّى نَسُوقَهُمُ بأجْمَعِنَا إلَى … وَسْطِ العَرِينِ مُمزَّقِي اللُّحْمَانِ
2105 – فَلقَدْ كَوَوْنَا بالنُّصُوصِ ومَا لَنَا … بِلقَائِهَا أَبَدَ الزَّمَانِ يَدَانِ
2106 – كَمْ ذَا بِقالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ … مِنْ فَوق أعناقٍ لَنَا وَبَنَانِ
2107 – إنْ نَحْنُ قُلْنَا قَالَ آرِسْطُو المُعلِّـ … ـمُ أولًا أَوْ قَالَ ذَاكَ الثَّانِي
2108 – وَكَذاكَ إنْ قُلْنَا ابْنُ سِينَا قَالَ ذَا … أَوْ قَالَهُ الرَّازِيُّ ذُو التِّبْيانِ
(المتن/120)
2109 – قَالُوا لَنَا قَالَ الرَّسُولُ وَقالَ فِي الـ … ـقرآنِ كَيْفَ الدَّفْعُ لِلْقُرآنِ؟
2110 – وَكَذَاكَ أنْتُم مِنْهُمُ أيْضًا بِهـ … ـذَا المَنْزِلِ الضَّنْكِ الَّذِي تَرَيَانِ
2111 – إنْ جئْتُمُوهُم بالعُقُولِ أَتَوْكُمُ … بِالنَّصِّ مِنْ أَثَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
2112 – فَتَحَالَفُوا إنَّا عَلَيْهِمْ كُلُّنَا … حَرْبٌ وَنَحْنُ وأنْتُمُ سِلْمانِ
2113 – فَإِذا فَرَغْنَا مِنْهُمُ فَخِلَافُنَا … سَهْلٌ وَنَحْنُ وأنتُمُ أَخَوَانِ
2114 – فَالعَرْشُ عِنْد فَرِيقِنَا وَفرِيقِكُم … مَا فَوْقَه أَحَدٌ بِلا كِتْمانِ
2115 – مَا فَوْقَهُ شَيء سِوَى الْعَدَمِ الَّذِي … لَا شَيءَ فِي الأذهان والأعيانِ
2116 – مَا اللهُ مَوجُودٌ هُنَاكَ وإنمَا الـ … ـعدَمُ المُحَقَّقُ فَوقَ ذِي الأكْوَانِ
2117 – [واللهُ مَعْدُومٌ هُنَاكَ حَقِيقَةً … بِالذاتِ عَكْسَ مَقَالَةِ الدِّيصَاني]2118 – هَذَا هُوَ التَّوْحِيدُ عَنْدَ فَريقِنَا … وَفَريقِكُمْ وَحَقِيقَةُ العِرْفَانِ
2119 – وكَذَا جَمَاعَتُنَا عَلَى التَّحْقِيقِ فِي التَّـ … ـوراةِ والإنْجِيلِ والقرآنِ
2120 – لَيْسَتْ كَلَامَ اللهِ بَلْ فَيْضٌ مِنَ الـ … ـفَعَّالِ أوْ خَلْقٌ مِنَ الأكْوَانِ
2121 – فَالأَرْضُ مَا فيها لَهُ قَوْلٌ وَلَا … فَوْقَ السَّمَا لِلْخَلْقِ مِنْ ديَّانِ
2122 – بَشَرٌ أَتَى بالوَحْيِ وَهْوَ كَلَامُهُ … فِي ذَاكَ نَحْنُ وأنتُمُ مِثْلَانِ
2123 – وَكَذَاكَ قُلْنَا إنَّ رُؤيَتَنَا لَهُ … عَيْنُ المُحالِ وَلَيْسَ فِي الإمْكَانِ
2124 – وَزَعَمْتُمُ أنَّا نَرَاهُ رُؤيةَ الـ … ـمَعْدُومِ لَا الموْجُودِ فِي الأعيانِ
2125 – إذْ كُلُّ مَرئيٍّ يَقُومُ بِنَفْسِهِ … أَوْ غَيْرِهِ لَا بُدَّ فِي البُرْهَانِ
2126 – مِنْ أَنْ يُقَابِلَ مَنْ يَرَاهُ حَقِيقَةً … مِنْ غَيْرِ بُعْدٍ مُفْرِطٍ وَتَدَانِ
2127 – وَلَقَدْ تَسَاعَدْنَا عَلَى إبْطَال ذَا … أنتم وَنَحْنُ فَمَا هُنَا قَوْلَانِ
2128 – أَما البَليَّةُ فَهْيَ قَوْلُ مُجَسِّمٍ … قَالَ القُرَانُ بَدَا مِنَ الرَّحْمنِ
2129 – هُوَ قَوْلُهُ وكَلَامُهُ مِنْهُ بَدَا … لَفْظًا وَمَعْنىً لَيْسَ يَفْتَرقَانِ
2130 – سَمِعَ الأمِينُ كَلَامَهُ مِنْهُ وأدَّ … اهُ إِلَى المبعوثِ بالقرآنِ
2131 – فَلَهُ الأدَاءُ كَما الأدَا لِرسُولِهِ … وَالْقَول قول مُنَزِّل الفرقانِ
(المتن/121)
2132 – هَذَا الَّذِي قُلْنَا وَأنْتُمْ إِنَّهُ … عَيْنُ المُحَالِ وَذَاكَ ذُو بُطْلَانِ
2133 – فَإذَا تَسَاعَدْنَا جَمِيعًا أَنَّهُ … مَا بَيْنَنَا للَّهِ مِنْ قُرآنِ
2134 – إلَّا كَبَيْتِ اللَّه تِلْكَ إضَافَةُ الْـ … ـمَخْلُوقِ لَا الأوْصَافُ لِلرَّحمنِ
2135 – فَعَلَامَ هَذَا الحَرْبُ فِيمَا بَينَنا … مَعَ ذَا الوِفَاقِ وَنَحْنُ مُصْطَلِحَانِ
2136 – فَإذَا أَبَيْتُمْ سِلْمَنَا فَتَحَيَّزُوا … لمَقَالةِ التَّجْسِيم بالإذْعَانِ
2137 – عُودوا مُجسِّمَةً وقُولُوا دِينُنَا الْـ … إثْبَاتُ دِينُ مُشَبِّهِ الدَّيَّانِ
2138 – أَوْ لَا فَلَا مِنَّا وَلَا مِنْهمْ وَذَا … شَأْنُ المنَافِقِ إذْ لَهُ وَجْهَانِ
2139 – هَذَا يَقُولُ مُجَسِّمٌ وَخُصُومُهُ … تَرْمِيهِ بالتَّعْطيلِ والكُفْرَانِ
2140 – هُوَ قَائِمٌ هُوَ قَاعِدٌ هُوَ جَاحِدٌ … هُوَ مُثْبِتٌ تَلْقَاهُ ذَا ألْوَانِ
2141 – يَومًا بتَأويل يَقُولُ وتَارَةً … يَسْطُو عَلَى التَّأوِيلِ بالنُّكْرانِ
* * *
فصلٌ في المطالبةِ بالفرقِ بينَ ما يُتأوَّلُ ومَا لا يُتأَوَّلُ
2142 – فَنَقُولُ فَرِّقْ بَيْنَ مَا أوَّلْتَهُ … وَمَنَعْتَهُ تَفْرِيقَ ذِي بُرْهَانِ
2143 – فيقُولُ مَا يُفْضي إلَى التَّجْسِيمِ أو … لْنَاهُ مِنْ خَبَرٍ ومِنْ قُرْآنِ
2144 – كالاسْتِوَاءِ مَعَ التَّكَلُّمِ هَكَذَا … لَفْظُ النُّزُولِ كَذَاكَ لَفْظُ يَدَانِ
2145 – إذْ هَذِهِ أوْصَافُ جِسْمٍ مُحْدَثٍ … لَا تنْبَغِي لِلْوَاحِدِ المنَّانِ
2146 – فَنَقُولُ أَنْتَ وَصَفْتَهُ أيْضًا بِمَا … يُفْضِي إلَى التَّجْسِيمِ والحِدْثَانِ
2147 – فَوَصفْتَهُ بالسَّمْعِ والإبْصَارِ مَعْ … نَفْسِ الحَيَاةِ وعِلْمِ ذِي الأكْوانِ
2148 – وَوَصَفْتَهُ بِمَشيئَةٍ مَعَ قُدْرَة … وَكَلَامِهِ النَّفْسِيِّ وَهْوَ مَعَانِ
2149 – أوْ وَاحِدٌ والجِسْمُ حَامِلُ هَذِهِ الْـ … أَوْصَافِ حَقًّا فَأْتِ بالفُرْقَانِ
(المتن/122)
2150 – بَينَ الَّذِي يُفْضِي إلَى التَّجْسِيمِ أَوْ … لَا يَقْتَضِيهِ بِوَاضِح البُرْهَانِ
2151 – واللهِ لوْ نُشِرَتْ شُيُوخُكَ كُلُّهُمْ … لم يَقْدِروا أبدًا على فُرْقَانِ
* * *
فصلٌ في ذكرِ فرق آخر لهمْ وبيانِ بطلانِهِ
2152 – فَلِذَاكَ قَالَ زَعِيمُهُم فِي نَفْسِهِ … فَرقًا سِوَى هَذَا الَّذِي تَرَيَانِ
2153 – هَذي الصِّفَاتُ عُقُولُنَا دَلَّتْ عَلَى … إثْباتِهَا مَعَ ظَاهِرِ القُرآنِ
2154 – فَلِذَاكَ صُنَّاهَا عَنِ التَّأْويلِ فَاعْـ … ـجَبْ يَا أَخَا التَّحْقِيقِ والعِرْفَانِ
2155 – كَيفَ اعْتِرافُ القَومِ أَنَّ عُقُولَهُم … دَلَّتْ عَلَى التَّجْسِيمِ بالبُرْهانِ
2156 – فَيُقَالُ هَلْ فِي العَقْلِ تَجْسيمٌ أَمِ الـ … ـمعقُولُ يَنفي ذاك لِلنُّقْصَانِ
2157 – إنْ قُلْتُمُ يَنْفِيهِ فَانْفُوا هَذِهِ الْـ … أَوْصَافَ وانْسَلِخُوا مِنَ القُرْآنِ
2158 – أَو قُلْتُمُ يَقْضِي بإثْبَاتٍ لَهُ … فَفِرَارُكُم مِنْهَا لأيِّ مَعَانِ
2159 – أو قُلْتُمُ نَنْفِيه فِي وصْفٍ وَلَا … نَنْفيهِ فِي وَصْفٍ بِلَا بُرْهَانِ
2160 – فَيُقَالُ مَا الفُرْقَانُ بَيْنهُمَا وَمَا الـ … ـبُرْهَانُ فأْتُوا الآنَ بالفُرْقَانِ
2161 – ويُقَالُ قَدْ شَهِد العِيَانُ بأنَّه … ذُو حِكْمَةٍ وَعِنَايَةٍ وَحَنَانِ
2162 – مَعَ رَأفَةٍ وَمَحبَّةٍ لِعبَادِهِ … أَهْلِ الوَفَاءِ وتابِعي القُرْآنِ
2163 – وَلِذَاكَ خُصُّوا بالكَرامَةِ دونَ أَعْـ … ـداء الإله وشيعَةِ الكُفْرانِ
2164 – وَهُوَ الدَّلِيلُ لَنَا عَلَى غَضَبٍ وبُغْـ … ـضٍ مِنْهُ مَعْ مَقْتٍ لِذِي العِصْيَانِ
2165 – والنَّصُّ جَاءَ بِهَذِهِ الأوْصَافِ مِثْـ … ـلَ السَّبْعِ أيضًا ذاكَ فِي القُرْآنِ
2166 – وَيُقَالُ سَلَّمْنَا بأنَّ العَقْلَ لا … يُفْضِي إِلَيْهَا فَهْيَ فِي الفُرْقَانِ
2167 – أَفَنَفْي آحَادِ الدَّليلِ يَكُونُ لِلْـ … ـمَدْلُولِ نَفْيًا يَا أولي العِرْفَانِ
(المتن/123)
2168 – أَوْ نَفْي مُطْلَقِهِ يَدُلُّ عَلَى انْتِفَا الْـ … ـمَدْلُولِ فِي عَقْلٍ وَفِي قُرْآنِ
2169 – أفبعْدَ ذَا الإنْصَافِ وَيْحَكُمُ سِوَى … مَحْضِ العِنادِ ونَخوةِ الشَّيْطانِ
2170 – وتحَيُّزٍ مِنْكُمْ إلَيْهِمْ أوْ إلَى الـ … ـقُرْآنِ والآثارِ والإيمَانِ
* * *
فصلٌ في بيان مخالفةِ طريقهمْ لطريق أهلِ الاستقامةِ نقلًا وعقلًا
2171 – وَاعْلَمْ بِأنَّ طَرِيقَهُم عَكْسُ الطَّرِيـ … ـق المسْتَقِيمِ لمَنْ لَهُ عَيْنَانِ
2172 – جَعَلُوا كَلَامَ شُيُوخِهِمْ نَصًّا لَهُ الْـ … إحْكَامُ مَوْزُونًا بِهِ النَّصَّانِ
2173 – وَكَلَامَ رَبِّهِمُ وقولَ رسولِهِ … مُتَشَابهًا مُتَحَمِّلًا لِمعَانِ
2174 – فَتولَّدَتْ مِنْ ذَيْنِكَ الأصْلَيْنِ أَوْ … لادٌ أَتتْ لِلغَيِّ والبُهْتَانِ
2175 – إذ مِن سِفَاحٍ لَا نِكَاحٍ كَوْنُهَا … بِئْسَ الوَلِيدُ وَبئْسَتِ الأَبَوَانِ
2176 – عَرَضُوا النُّصُوصَ عَلَى كَلَام شُيوخِهِمْ … فكأنَّهَا جَيْشٌ لِذِي سُلْطَانِ
2177 – والعَزْلُ والإبْقَاءُ مَرْجِعُهُ إلى السُّـ … ــلْطَانِ دُونَ رَعِيَّةِ السُّلْطَانِ
2178 – وَكَذَاكَ أقوالُ الشّيُوخِ فإنَّهَا الْـ … ـــمِيزَانُ دُونَ النصِّ والقُرْآنِ
2179 – إنْ وَافَقَا قَوْلَ الشّيوخِ فَمَرْحَبًا … أَوْ خَالَفَا فالدَّفْعُ بالإِحْسَانِ
2180 – إمَّا بِتأْويلٍ فإنْ أعْيَا فَتَفْـ … ـــويضٌ ونَتْرُكْهَا لِقَوْلِ فُلَانِ
2181 – إذْ قَوْلُهُ نَصٌّ لَدَيْنَا مُحْكَمٌ … وظَوَاهِرُ الْمنقُولِ ذَاتُ مَعَانِ
2182 – وَالنَّصُّ فَهْوَ بِهِ عَلِيمٌ دُونَنَا … وَبحَالِهِ مَا حِيلَةُ العُمْيَانِ
2183 – إلَّا تَمَسُّكُهُمْ بأيْدِي مُبْصِرٍ … حَتَّى يَقُودَكَمُ كَذِي الأَرْسَانِ
2184 – فاعْجَبْ لِعُمْيَانِ البَصَائرِ أبْصَرُوا … كَوْنَ المقَلِّدِ صَاحِبَ البُرْهَانِ
(المتن/124)
2185 – وَرَأَوْهُ بالتَّقْييد أوْلَى مِنْ سِوَا … هُ بِغَيْرِ مَا بُرْهَانِ
2186 – وَعَمُوا عَنِ الوَحْيَيْنِ إذْ لَمْ يَفْهَمُوا … مَعْنَاهُمَا عَجَبًا لِذِي الحِرْمَانِ
2187 – قَوْلُ الشَّيُوخِ أتَمُّ تِبْيَانًا مِنَ الْـ … ـــوَحْيَيْنِ، لَا وَالْوَاحِدِ الرَّحْمنِ
2188 – النَّقْلُ نَقْلٌ صَادِقٌ والقَوْلُ مِنْ … ذِي عِصْمةٍ في غَايَةِ التِّبْيَانِ
2189 – وَسِواهُ إمَّا كَاذبٌ أَوْ صَحَّ لَمْ … يَكُ قَوْلَ مَعْصُومٍ وَذِي تِبْيَانِ
2190 – أَفَيَسْتَوي النَّقْلَانِ يَا أهْلَ النُّهَى … واللهِ لَا يَتَمَاثَلُ النَّقْلَانِ
2191 – هَذَا الَّذِي أَلْقَى العَدَاوَةَ بْينَنَا … في اللهِ نَحْنُ لأجْلِهِ خَصْمَانِ
2192 – نَصَرُوا الضَّلَالَةَ مِنْ سَفَاهَةِ رَأيِهِمْ … لَكِنْ نَصَرْنَا مُوجَبَ القُرْآنِ
2193 – وَلَنَا سُلُوكٌ ضِدُّ مَسْلَكِهِمْ فَمَا … رَجُلَانِ مِنَا قَطُّ يَلتَقِيَانِ
2194 – إنَّا أَبَينَا أَنْ نَدِينَ بِمَا بِهِ … دَانُوا مِنَ الآرَاءِ وَالبُهْتَانِ
2195 – إِنَّا عَزَلْنَاهَا وَلَمْ نَعْبَأ بِهَا … يَكْفِي الرَّسُولُ وَمُحْكَمُ القرآنِ
2196 – مَنْ لَمْ يَكُنْ يَكْفِيهِ ذانِ فَلا كَفَا … هُ اللهُ شَرَّ حَوَادِثِ الأَزْمَانِ
2197 – مَنْ لَمْ يَكُنْ يَشْفِيهِ ذَانِ فَلَا شَفَا … هُ اللهُ في قَلبٍ وَلَا أبْدَانِ
2198 – مَنْ لَمْ يَكُنْ يُغْنِيهِ ذَانِ رَمَاهُ رَبُّ م … العَرْشِ بالإعْدَامِ والحِرْمَانِ
2199 – مَنْ لَمْ يَكُنْ يَهْدِيهِ ذَانِ فَلَا هَدَا … هُ اللَّهُ سُبْلَ الحَقِّ والإيمَانِ
2200 – إنَّ الكَلَامَ مَعَ الكبارِ وَلَيْسَ مَعْ … تِلْكَ الأصاغِرِ سِفْلَةِ الحَيَوانِ
2201 – أَوْسَاخِ هَذَا الخَلْقِ بَلْ أنْتَانِهِ … جِيَفِ الوُجُودِ وَأَخْبَثِ الأنتَانِ
2202 – الطَّالِبِينَ دِمَاءَ أهْلِ العِلْمِ بالـ … ــكُفْرَانِ والبُهْتَانِ والعُدْوانِ
2203 – الشَّاتِمِي أَهْلِ الحَديثِ عَدَاوَةً … لِلسُّنَّةِ العُلْيَا مَعَ القُرْآنِ
2204 – جَعَلُوا مَسَبَّتَهُمْ طَعَامَ حُلُوقِهِمْ … فاللَّهُ يَقْطَعُهَا مِنَ الأذْقَانِ
2205 – كِبْرًا وإعْجَابًا وَتِيهًا زَائِدًا …. وتَجَاوُزًا لمَراتِبِ الإنْسَانِ
2206 – لَوْ كَانَ هَذَا مِنْ وَرَاءِ كِفَايَةٍ كُنَّا … حَمَلْنَا رَايَةَ الشُّكْرَانِ
2207 – لَكِنَّهُ مِنْ خَلْفِ كُلِّ تَخَلُّفٍ … عَنْ رُتْبَةِ الإيمَانِ والإحْسَانِ
(المتن/125)
2208 – مَنْ لِي بِشِبْه خَوَارجٍ قَدْ كَفَّرُوا … بالذَّنْبِ تَأْوِيلًا بِلَا إحسَانِ
2209 – وَلَهُمْ نصُوصٌ قَصَّروا في فَهْمِهَا … فَأُتُوْا مِنَ التقْصِير في العِرْفَانِ
2210 – وَخُصُومُنَا قَدْ كَفَّرونَا بالَّذِي … هُوَ غَايَةُ التَّوْحِيدِ والإيمَانِ
* * *
فصلٌ في بيانِ كذبِهم ورمْيهم أهلَ الحقِّ بأنَّهم أشباهُ الخَوارجِ وبيانِ شَبَهِهمْ المحقَّق بالخوارجِ
2211 – وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّهُمْ قَالُوا لِمَنْ … قَدْ دَانَ بالآثارِ وَالقرْآنِ
2212 – أنتُمْ بِذَا مِثْلُ الخَوَارجِ إنَّهُمْ … أَخَذُوا الظَّوَاهِرَ مَا اهْتَدُوْا لِمعَانِ
2213 – فَانْظُرْ إلى ذا البَهْتِ هَذَا وَصْفُهُمْ … نَسَبُوا إِلَيْهِ شيعَةَ الإِيمَانِ
2214 – سَلُّوا عَلَى سُنَنِ الرَّسُولِ وَحِزْبهِ … سَيْفَيْنِ سَيفَ يَدٍ وَسَيْفَ لِسَانِ
2215 – خَرَجُوا عَلَيْهِمْ مِثْلَمَا خَرَجَ الأُلَى … مِنْ قَبْلِهِمْ بالبَغْيِ والعُدوَانِ
2216 – واللهِ مَا كَانَ الخَوارجُ هَكَذَا … وَهُمُ البُغَاةُ أئمَّةُ الطُّغْيَانِ
2217 – كَفَرْتُمُ أَصْحَابَ سُنَّتِه وَهُمْ … فُسَّاقَ مِلَّتِهِ فَمَنْ يَلْحَانِي
2218 – إنْ قُلْتُ هُم خَيْرٌ وأهْدَى مِنْكُمُ … واللهِ مَا الفِئَتَانِ تَسْتَويَانِ
2219 – شَتَّانَ بَيْنَ مُكَفِّرٍ بالسُّنَةِ الْـ … ـــعُلْيَا وَبَيْنَ مُكَفِّرِ الْعِصْيَانِ
2220 – قُلْتُمْ تَأَوَّلْنَا كَذَاكَ تَأوَّلُوا … وَكِلَاكُمَا فِئَتانِ بَاغِيَتَانِ
2221 – وَلَكُمْ عَلَيَّهمْ مِيزَةُ التَّعْطِيل والتَّـ … ـــحْرِيفِ والتَّبْديلِ والبُهتَانِ
2222 – وَلَهُمْ عَلَيْكُمْ مِيزَةُ الإثْبَاتِ والتَّـ … ـــــصْديقِ مَعْ خَوْفٍ مِنَ الرَّحْمنِ
2223 – أَلَكُمْ عَلَى تأوِيلِكمْ أجْرَانِ إِذْ … لَهُمُ عَلَى تَأويِلِهمْ وِزْرَانِ؟
2224 –
(المتن/126)
حَاشَا رَسُول اللهِ مِنْ ذَا الحُكْمِ بَلْ … أَنْتُمْ وَهُمْ في حُكْمِهِ سِيَّانِ
2225 – وَكِلَاكُمَا للنَّصِّ فَهْوَ مُخَالِفٌ … هَذَا وَبَيْنَكُمَا مِنَ الفُرْقَانِ
2226 – هُمْ خَالَفُوا نَصًّا لِنَصِّ مِثْلِهِ … لَمْ يَفْهَمُوا التَّوْفِيقَ بِالإحْسَانِ
2227 – لَكِنَّكُمْ خَالَفْتُمُ المنْصُوصَ بالشُّـ … ــبَهِ الَّتي هِيَ فِكْرَةُ الأذْهَانِ
2228 – فلأيِّ شَيءٍ أَنْتُمُ خَيْرٌ وأَقْـ … ـرَبُ مِنْهُمُ لِلحَقِّ وَالإيمَانِ؟
2229 – هُم قَدَّمُوا المفْهُومَ مِنْ لَفْظِ الكِتَا … بِ عَلَى الحَدِيثِ الموجِبِ التِّبْيَانِ
2230 – لَكِنَّكُمْ قَدَّمْتُمُ رَأيَ الرِّجَا … لِ عَلَيْهِمَا أفأنْتُمُ عِدْلَانِ؟
2231 – أَمْ هُمْ إلَى الإسْلَام أقْربُ مِنْكُمُ … لَاحَ الصَّبَاحُ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ
2232 – واللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الجَزَا … بِالعَدْلِ والإنْصافِ والميزَانِ
2233 – هَذَا وَنَحْنُ فمِنْهُمُ بَلْ مِنْكُمُ … بُرَآءُ إلَّا مِنْ هُدىً وَبَيَانِ
2234 – فَاسْمَعْ إذًا قَوْلَ الخَوَارجِ ثُمَّ قَوْ … لَ خُصُومِنَا واحْكُمْ بِلَا مَيَلانِ
2235 – مَنْ ذَا الَّذِي مِنَّا إذًا أَشْبَاهُهُمْ … إنْ كُنْتَ ذَا عِلْمٍ وَذَا عِرْفَانِ؟
2236 – قَالَ الخَوَارجُ لِلرَّسُولِ اعْدِلْ فَلَمْ … تَعْدِل وما ذِي قِسْمَةَ الدَّيَّانِ
2237 – وَكَذَلِكَ الجَهْمِيُّ قَالَ نَظيرَ ذَا … لكِنَّه قَدْ زَادَ في الطُّغْيَانِ
2238 – قَالَ الصَّوَابُ بأَنَّهُ “اسْتَوْلَى” فَلِمْ … قُلْتَ “اسْتَوَى” وَعَدَلْت عَنْ تِبْيَانِ؟
2239 – وَكَذَاكَ يَنْزِلُ أمْرُهُ سبْحانَهُ … لِمَ قُلْتَ يَنْزِلُ صَاحِبُ الغُفْرَانِ؟
2240 – مَاذَا بِعَدْلٍ في العِبَارَةِ وَهْيَ مُو … هِمَةُ التَّحَرُّكِ وانْتِقَالِ مَكَانِ
2241 – وَكَذَاكَ قلتَ بأنَّ رَبَّكَ في السَّمَا … أَوْهَمْتَ حَيِّزَ خَالِقِ الأَكْوَانِ
2242 – كَانَ الصَّوَابُ بأنْ يُقَالَ بأنَّهُ … فَوْقَ السَّمَا سُلْطَانُ ذِي السُّلْطَانِ
2243 – وَكَذَاكَ قُلْتَ إِلَيْهِ يَعْرُجُ والصَّوَا … بُ إلَى كَرَامَة رَبِّنَا المنَّانِ
2244 – وَكَذَاكَ قُلتَ بأنَّ مِنْهُ يُنَزَّلُ الْـ … قُرْآنُ تَنْزِيلًا مِنَ الرَّحْمنِ
2245 – كَانَ الصَّوَابُ بأنْ يُقَالَ نزولُهُ … مِنْ لَوْحِهِ أَوْ مِنْ محَلٍّ ثَانِ
2246 – وَتَقُولُ أيْنَ اللهُ؟ والتَّأيينُ مُمْـ … ـــتَنِعٌ عَلَيْه وَلَيْسَ في الإمْكَانِ
(المتن/127)
2247 – لَوْ قلتَ مَنْ؟ كَانَ الصَّوابَ كَمَا تَرى … في القَبْرِ يَسْألُ ذَلكَ الملَكَانِ
2248 – وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الشَّاهِدُ الْـ … أعْلَى تُشِيرُ بِإصْبَعٍ وَبنَانِ
2249 – نَحْوَ السَّمَاءِ وَمَا إشَارَتُنَا لَهُ … حِسِّيَّةً بَلْ تِلْكَ في الأذْهَانِ
2250 – وَاللَّهِ مَا نَدْرِي الَّذِي نُبْدِيه في …. هَذَا مِنَ التَّأويل للإِخْوَانِ
2251 – قُلْنَا لَهُم إنَّ السَّما هِي قِبلةُ الدَّا … عِي كَبَيْتِ اللهِ ذِي الأَرْكَانِ
2252 – قَالوا لَنَا هَذَا دَلِيلٌ أنَّهُ … فَوْق السَّماءِ بأوْضَحِ البُرْهَانِ
2253 – فالنَّاسُ طُرًّا إنَّمَا يَدْعُونَهُ … مِنْ فَوْقُ هَذِي فِطْرَةُ الرَّحْمنِ
2254 – لَا يَسْأَلونَ القِبْلَةَ العُلْيَا وَلَـ … ـــكِنْ يَسْألُونَ الرَّبَّ ذَا الإحْسَانِ
2255 – قَالُوا وَمَا كَانَتْ إشَارَتُهُ إلَى … غَيْرِ الشَّهِيدِ مُنَزِّلِ الفُرْقَانِ
2256 – أتُرَاهُ أمْسَى لِلسَّمَا مُسْتَشْهِدًا … حَاشَاهُ مِنْ تَحْريفِ ذِي البُهْتَانِ
2257 – وَكَذَاكَ قُلْتَ بأنَّه مُتَكَلِّمٌ … وَكَلَامُهُ المَسْمُوعُ بالآذانِ
2258 – نَادَى الكَلِيمَ بِنفْسهِ وَكَذَاكَ قَدْ … سَمِعَ النِّدَا فِي الجَنَّةِ الأبَوَانِ
2259 – وَكَذَا يُنَادِي الخَلْقَ يَوْمَ مَعَادِهِمْ … بِالصَّوْتِ يَسْمَعُ صَوْتَهُ الثَّقَلانِ
2260 – إني أَنَا الدَّيانُ آخُذُ حَقَّ مَظْـ … ـــلُومٍ مِنَ العَبدِ الظَّلُومِ الجَانِي
2261 – وتقُولُ إنَّ الله قالَ وَقَائِلٌ … وَكَذَا يَقُولُ وَلَيْسَ في الإمْكَانِ
2262 – قَوْلٌ بِلَا حَرْفٍ وَلَا صَوْتٍ يُرَى … مِن غَيْرِ مَا شَفَةٍ وَغَيْرِ لِسَانِ
2263 – أوْقَعْتَ في التَّشْبِيه وَالتَّجْسِيم مَنْ … لَمْ يَنْفِ مَا قَدْ قُلْتَ في الرَّحْمنِ
2264 – لَوْ لَمْ تَقُلْ فَوْقَ السَّمَاءِ وَلَمْ تُشِرْ … بِإِشارَةٍ حِسِّيَّةٍ بِبَنَانِ
2265 – وَسَكَتَّ عَنْ تِلْكَ الأحَاديثِ الَّتِي … قَدْ صَرَّحَتْ بالفَوْقِ لِلدَّيَّانِ
2266 – وَذَكَرْتَ أنَّ اللهَ لَيسَ بِدَاخِلٍ … فِينَا وَلَا هُوَ خَارجَ الأكْوَانِ
2267 – كُنَّا انْتَصَفْنَا مِنْ أُولي التَّجْسِيمِ بَلْ … كَانُوا لَنَا أَسْرَى عَبِيدَ هَوَانِ
2268 – لَكِنْ مَنَحْتَهُمُ سِلاحًا كُلَّمَا … شَاؤوا لَنَا مِنْهُمْ أَشَدَّ طِعَانِ
2269 – وَغَدَوْا بأسْهُمِكَ الَّتِي أعْطَيْتَهُمْ … يَرْمُونَنَا غَرَضًا بِكُلِّ مَكَانِ
(المتن/128)
2270 – لَوْ كُنْتَ تَعْدِلُ في العِبَارَةِ بَيْنَنَا …. مَا كَانَ يُوجَدُ بَيْنَنَا زَحْفَانِ
2271 – هَذَا لِسَانُ الحَالِ مِنْهُمْ وَهْوَ في … ذَاتِ الصُّدُورِ يُغَلُّ بِالْكِتْمَانِ
2272 – يَبْدُو عَلَى فَلَتَاتِ ألْسُنِهمْ وَفِي … صَفَحَاتِ أوجُهِهِمْ يُرَىَ بِعِيَانِ
2273 – سِيَمَا إذَا قُرِئَ الحَدِيثُ عَلَيْهِمُ … وَتَلَوْتَ شَاهِدَهُ مِنَ القُرْآنِ
2274 – فَهُنَاكَ بَيْنَ النَّازِعَاتِ وَكُوِّرَتْ … تِلْكَ الوُجُوهُ كَثِيرةُ الألوَانِ
2275 – وَيكَادُ قَائِلُهُمْ يُصَرِّح لَوْ يَرَى … مِنْ قَابلٍ فَتَراهُ ذَا كِتْمَانِ
2276 – يَا قَوْمُ شَاهَدْنَا رُؤوسَكُمُ عَلَى … هَذَا وَلَمْ نَشْهَدْهُ مِنْ إنسَانِ
2277 – إلَّا وَحَشْوُ فُوَّادِهِ غِلٌّ على … سُنَنِ الرَّسُولِ وشِيعَةِ القُرْآنِ
2278 – وَهُوَ الَّذِي في كُتْبِهِمْ لَكِنْ بلطْـ … ــفِ عِبَارَةٍ مِنْهُمْ وَحُسْنِ بَيَانِ
2279 – وَأخُو الجَهَايَةِ صَيدُه لِلَّفظِ، والـ … ـــمَعْنَى فَصَيدُ العَالِمِ الرَّبَّانِي
2280 – يَا مَنْ يَظُنُّ بأنَّنا حِفْنَا عَلَيْـ … ــهِمْ كُتْبُهُمْ تُنْبِيكَ عَنْ ذا الشَّانِ
2281 – فَانْظُرْ تَرَى لَكِنْ نَرَى لَكَ تَرْكَهَا … حَذَرًا عَلَيْكَ مَصَايِدَ الشَّيْطَانِ
2282 – فَشِبَاكُهَا واللهِ لَمْ يَعْلَقْ بِهَا … مِنْ ذِي جَنَاحٍ قَاصرِ الطَّيَرَانِ
2283 – إلا رَأيتَ الطَّيرَ في قَفَصِ الرَّدَى … يَبْكِي لَهُ نَوْحٌ عَلَى الأَغْصانِ
2284 – وَيظَلُّ يَخْبِطُ طَالِبًا لِخَلَاصِهِ … فَتَضيقُ عَنْهُ فُرْجَةُ العِيدَانِ
2285 – والذَّنبُ ذَنْبُ الطَّيرِ خَلَّى أطيَبَ الثَّـ … ــمَرَاتِ فِي عَالٍ مِنَ الأفْنَانِ
2286 – وَأَتَى إلَى تِلْكَ المزَابِلِ يَبْتَغِي الْـ … ـــــفَضَلَاتِ كالحَشَرَاتِ والدِّيدَانِ
2287 – يَا قَوْمِ واللهِ العَظِيمِ نَصِيحةً … مِنْ مُشْفِقٍ وَأخٍ لَكُمْ مِعْوَانِ
2288 – جَرَّبْتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعْتُ فِي … تِلْكَ الشِّبَاكِ وَكُنْتُ ذَا طَيَرانِ
2289 – حَتَّى أَتَاحَ ليَ الإلهُ بَلُطْفِه … مَنْ لَيْسَ تَجْزِيه يَدِي وَلِسَانِي
2290 – خَبْرٌ أَتْى مِنْ أَرْضِ حَرَّانٍ فَيَا … أَهْلًا بِمَنْ قَدْ جَاءَ مِنْ حَرَّانِ
2291 – فاللهُ يَجْزِيه الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ … مِنْ جَنَّةِ المأْوَى مَعَ الرِّضْوَانِ
2292 – قَبَضَتْ يَدَاهُ يَدِي وَسَارَ فَلَمْ نَرِمْ … حَتَّى أرَانِي مَطْلَعَ الإيمَانِ
(المتن/129)
2293 – وَرَأيْتُ أعلَامَ المدِينَةِ حَوْلَهَا … يَزَكُ الهُدَى وَعَسَاكِرُ القُرْآنِ
2294 – وَرَأيْتُ آثارًا عَظِيمًا شَأْنْهَا … مَحْجُوبَةً عَنْ زُمْرَةِ العُمْيَانِ
2295 – وَوَرَدتُ رأسَ الماءِ أَبْيَضَ صَافيًا … حَصْبَاؤُهُ كَلَآلِئ التِّيجَانِ
2296 – وَرَأيتُ أَكْوابًا هُنَاكَ كَثِيرةً … مِثْلَ النُّجُومِ لِوَارِدٍ ظَمْآنِ
2297 – وَرَأيْتُ حَوْضَ الكوثرِ الصَّافِي الَّذِي … لَا زَالَ يَشْخَبُ فِيهِ مِيزَابَانِ
2298 – مِيزابُ سُنَّتِهِ وَقَوْلُ إلهِهِ … وَهُمَا مَدَى الأزمانِ لَا يَنِيَانِ
2299 – والنَّاسُ لَا يَرِدُونَهُ إلَّا مِنَ الْـ … آلافِ أفرَادٌ ذَوُو إيمَانِ
2300 – وَرَدُوا عِذَابَ مَنَاهِلٍ أَكْرِمْ بِهَا … وَوَرَدْتُمُ أنْتُمْ عَذَابَ هَوَانِ
2301 – فَبِحَقِّ مَنْ أَعْطَاكُمُ ذَا العَدْلَ والْـ … إنْصَافَ والتَّخْصيصَ بالعِرفَانِ
2302 – مَنْ ذَا عَلَى دِينِ الخَوَارج بَعْدَ ذَا … أَنتُمْ أمِ الحَشْوِيُّ مَا تَرَيَانِ؟
2303 – واللَّهِ مَا أنْتُمْ لَدَى الحَشْويِّ أَهْـ … ـلًا أنْ يُقَدَّمَكُمْ عَلَى عُثْمانِ
2304 – فَضْلًا عَنِ الْفَارُوقِ والصِّدِّيقِ فَضْـ … ـلًا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَالْقُرْآنِ
2305 – واللهِ لَوْ أَبْصَرْتُمُ لَرَأَيْتُمُ الْـ … ـحَشْوِيَّ حَامِلَ رَايةِ الإيمَانِ
2306 – وكَلَامُ رَبِّ العَالَمِينَ وعَبْدِه … فِي قَلْبهِ أعْلَى وأكْبَرُ شَانِ
2307 – مِنْ أَنْ يُحَرَّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وأنْ … يُقْضَى لَهُ بالعَزْلِ عَنْ إيقَانِ
2308 – وَيرَى الوِلَاية لابْنِ سِينَا أَوْ أبي … نَصْرٍ أوِ الموْلُودِ مِنْ صَفْوَانِ
2309 – أوْ مَنْ يُتَابِعُهُمْ عَلَى كُفْرَانِهِمْ … أَوْ مَنْ يُقَلِّدُهُمْ مِنَ العُمْيَانِ
2310 – يا قَوْمَنَا باللهِ قُومُوا وانْظُرُوا … وَتفَكَّرُوا فِي السِّرِّ والإعْلَانِ
2311 – نَظَرًا وإنْ شِئْتُمْ مُنَاظَرَةً فَمِنْ … مَثْنى عَلَى هَذَا وَمِنْ وُحْدَانِ
2312 – أيُّ الطَّوائِفِ بَعْد ذَا أدْنَى إلَى … قَوْلِ الرَّسُولِ وَمُحْكمِ القُرْآنِ
2313 – فَإذَا تَبَيَّنَ ذَا فَإمَّا تَتْبَعُوا … أَوْ تُعْذِرُوا أَوْ تُؤذِنُوا بِطِعَانِ
* * *
(المتن/130)
فصلٌ فِي تلقيبهِمْ أهلَ السُّنَّةِ بالحشويةِ وبيانِ منْ أوْلَي بالوصفِ المذمومِ منْ هذا اللَّقبِ مِنَ الطَّائفتين وذكرِ أوَّلِ من لَقَّبَ بهِ أهلَ السُّنَّةِ مِن أهلِ البدعِ
2314 – وَمِنَ العَجَائِبِ قَوْلُهُمْ لِمَنِ اقْتَدَى … بالوَحْي مِنْ أثَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
2315 – حَشْوِيةٌ يَعْنُونَ حَشْوًا فِي الوُجُو … دِ وَفَضْلَةً فِي أمَّةِ الإنْسَانِ
2316 – وَيَظُنُّ جَاهِلُهُمْ بأنَّهُمُ حَشَوْا … رَبَّ العِبَادِ بِدَاخِلِ الأكْوَانِ
2317 – إذْ قَوْلُهُمْ فَوْقَ العِبَاد وَفِي السَّمَا … ءِ الرَّبُّ ذُو الملَكُوتِ والسُّلْطَانِ
2318 – ظَنَّ الحَمِيرُ بأنَّ “فِي” لِلظَّرْفِ والرَّ … حْمنُ مَحْوِيٌّ بظَرْفِ مَكَانِ
2319 – واللهِ لَمْ نسْمَعْ بِذا مِنْ فِرْقَةٍ … قَالَتْهُ في زَمَنٍ مِنَ الأَزْمَانِ
2320 – لَا تَبهَتُوا أَهْلَ الحَديثِ بِهِ فَمَا … ذَا قَوْلَهُمْ تَبًّا لِذِي البُهْتَانِ
2321 – بَل قَوْلُهُمْ إنَّ السَّمَواتِ العُلى … فِي كَفِّ خَالِقِ هَذِهِ الأكْوَانِ
2322 – حَقًّا كَخَرْدَلَةٍ تُرَى فِي كَفِّ مُمْـ … ـــسِكِهَا تَعَالَى اللهُ ذو السُّلْطَانِ
2323 – أَتَرَوْنَهُ المحْصُورَ بَعْدُ أمِ السَّمَا؟ … يَا قَوْمَنَا ارْتَدِعُوا عَنِ العُدْوَانِ
2324 – كَمْ ذَا مُشَبِّهَةٌ وَكَمْ حَشْوِيَّةٌ … فالبَهْتُ لَا يَخْفَى عَلَى الرحْمنِ
2325 – يَا قَوْمُ إِن كَانَ الكِتَابُ وَسُنَّةُ الْـ … ـــمخْتَارِ حَشْوًا فاشْهَدُوا بِبَيَانِ
2326 – أَنَّا بِحَمْدِ إلهنَا حَشْوِيةٌ … صِرْفٌ بِلَا جَحْدٍ وَلَا كِتْمَانِ
2327 – تَدْرُونَ مَنْ سَمَّتْ شُيُوخُكُمُ بِهَـ … ــذَا الاسْمِ فِي المَاضي مِنَ الأزْمَانِ
2328 – سَمَّى بِهِ عمروٌ لِعَبد اللهِ ذَا … كَ ابنُ الخَلِيفَةِ طَارِدِ الشَّيْطَانِ
2329 – فَوَرِثْتُمُ عَمْرًا كَمَا وَرِثُوا لِعَبْـ … ــدِ اللهِ أنَّى يَسْتَوِي الإرْثَانِ
2330 – تَدْرُونَ مَنْ أوْلَى بِهَذَا الاسْمِ وَهْـ … ـــوَ مُنَاسِبٌ أَحْوَالَهُ بِوِزَانِ؟
2331 – مَنْ قَدْ حَشَا الأَورَاقَ والأذْهَانَ مِنْ … بِدَعٍ تُخَالِفُ مُوجَبَ القُرْآنِ
(المتن/131)
2332 – هَذَا هُوَ الحَشْويُّ لا أهْلُ الحدِيـ …. ــثِ أئِمَّةُ الإِسْلَامِ وَالإيمَانِ
2333 – وَرَدُوا عِذَابَ مَنَاهِلِ السُّنَنِ الَّتِي … لَيْسَتْ زُبَالَةَ هَذِهِ الأذْهَانِ
2334 – وَوَرَدْتُمُ القَلُّوطَ مَجْرَى كُلِّ ذِي الْـ … أوْساخِ والأقْذَارِ وَالأَنْتَانِ
2335 – وَكسِلْتُمُ أنْ تَصْعَدُوا لِلْوِردِ مِنْ … رَأسِ الشرِيعةِ خَيْبَةَ الكَسْلَانِ
* * *
فصلٌ فِي بيانِ عُدْوانِهمْ فِي تلقيبِ أهلِ القرآنِ والحديثِ بالمجَسِّمَةِ، وبيانِ أَنَّهمْ أَوْلى بكلِّ لقبٍ خبيثٍ
2336 – كَمْ ذَا مُشَبِّهَةٌ مُجَسِّمَةٌ نَوَا … بِتَةٌ مَسَبَّةَ جَاهِلٍ فَتَّانِ
2337 – أَسْمَاءُ سَمَّيْتمْ بِهَا أهْلَ الحَديـ … ـــثِ ونَاصِرِي القُرْآنِ والإيمَانِ
2338 – سَمَّيْتُمُوهُمْ أَنْتُمُ وَشُيُوخُكُمْ … بَهْتًا بِهَا مِنْ غَيْر مَا سُلْطَانِ
2339 – وَجَعَلْتُموهَا سُبَّةً لِتُنَفِّرُوا … عَنْهُمْ كَفِعْلِ السَّاحِرِ الشَّيْطَانِ
2340 – مَا ذَنْبُهُمْ وَاللهِ إلَّا أنَّهُمْ … أخَذُوا بِوَحْي اللهِ والفُرْقَانِ
2341 – وَأَبَوْا بأنْ يَتَحَيَّزُوا لِمقَالَةٍ … غَيْرِ الحَدِيثِ وَمُقْتَضَى القُرْآنِ
2342 – وَأَبَوْا يَدينُوا بالَّذِي دِنْتُمْ بِهِ … مِنْ هَذِهِ الآرَاءِ والهَذَيَانِ
2343 – وَصَفُوهُ بالأوْصَافِ فِي النَّصَّيْنِ مِنْ … خَبَرٍ صَحِيحٍ ثُمَّ مِنْ قُرْآنِ
2344 – إنْ كَانَ ذَا التَّجْسيمَ عِنْدَكمُ فَيَا … أَهْلًا بِهِ مَا فِيهِ مِنْ نُكْرَانِ
2345 – إنَّا مُجَسَّمَةٌ بِحَمْدِ اللهِ لَمْ … نَجْحَدْ صِفَاتِ الخَالِقِ الرَّحمنِ
2346 – وَاللهِ مَا قَالَ امْرُؤٌ مِنَّا بأنَّ … اللهَ جسْمٌ يَا أولِي البُهْتَانِ
2347 – وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّنا فِي وَصْفِهِ … لَمْ نَعْدُ مَا قَدْ قَالَ فِي القُرْآنِ
2348 – أَوْ قَالَهُ أَيْضًا رَسُولُ اللهِ فَهْـ … ـــوَ الصَّادِقُ المَصْدوقُ بالبُرْهانِ
(المتن/132)
2349 – أَوْ قَالهُ أصْحَابُهُ مِنْ بعْدِهِ … فَهُمُ النُّجُومُ مَطَالِعُ الإيمَانِ
2350 – سَمُّوهُ تَجْسِيمًا وَتَشْبِيهًا فَلَسْـ … ــــنَا جَاحِديهِ لِذَلِكَ الهَذَيَانِ
2351 – بَلْ بَيْنَنَا فَرْقٌ لَطِيفٌ بَلْ هُوَ الـ … ــرْقُ العَظِيمُ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ
2352 – إنَّ الحَقِيقَةَ عِنْدَنَا مَقْصُودَةٌ … بالنَّصِّ وَهْيَ مُرَادةُ التِّبْيَانِ
2353 – لَكِنْ لَدَيْكُمْ فَهْيَ غَيْرُ مُرَادةٍ … أَنَّى يُرادُ مُحقَّقُ البُطْلانِ
2354 – فَكَلَامُهُ فِيمَا لَدَيْكُمْ لَا حَقِيـ … ـــقَةَ تَحْتَهُ تَبْدو إلى الأذْهَانِ
2355 – فِي ذِكْرِ آياتِ العُلُوِّ وَسَائِرِ الْـ … أوْصَافِ وَهْيَ القَلْبُ للقُرْآنِ
2356 – بَلْ قَوْلُ رَب النَّاسِ لَيْسَ حَقِيقَةً … فِيمَا لَدَيْكُمْ يا أولِي العِرْفَانِ
2357 – [وكَلامُ رَبِّ العَالَمِينَ عَلَى حَقِيـ … ـــقَتِهِ لَدَيْنَا وهو ذُو بُرْهَانِ]2358 – وَإذَا جَعَلْتُمْ ذَا مَجَازًا صَحَّ أنْ … يُنْفَى عَلَى الإطْلَاقِ والإمْكَانِ
2359 – وَحَقائِقُ الألفَاظِ بالعَقْلِ انتَفَتْ … فِيمَا زَعَمْتُمْ فاسْتَوى النفْيَانِ
2360 – نَفْيُ الحَقِيقَةِ وانْتِفَاءُ اللَّفْظِ إنْ … دَلَّتْ عَلَيْهِ فَحَظُّكُمْ نَفْيَانِ
2361 – وَنَصِيبُنَا إثْبَاتُ ذَاكَ جَمِيعِهِ … لَفْظًا وَمَعْنىً ذَاكَ إثْبَاتَانِ
2362 – فَمَنِ المعَطِّلُ فِي الحَقِيقةِ غيرُكُمْ … لَقَبٌ بِلَا كَذِبٍ وَلَا عُدْوَانِ
2363 – وَإذَا لسَبَبْتُمْ بالمُحَالِ فَسَبُّنَا … بأدِلَّةٍ وَحِجَاجِ ذِي بُرْهَانِ
2364 – تُبْدِي فَضَائِحَكُمْ وتَهْتِكُ سِتْرَكُمْ … وَتُبِينُ جَهْلَكُمُ مَعَ العُدْوَانِ
2365 – يَا بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّبَابِ بِذَاكُمُ … وَسِبَابِكُمْ بِالكِذْبِ والطُّغْيانِ
2366 – مَنْ سَبَّ بِالبُرهانِ لَيْسَ بِظَالِمٍ … والظُّلْمُ سَبُّ العَبْدِ بالبُهْتَانِ
2367 – فَحَقِيقَةُ التَّجْسِيمِ إنْ تَكُ عِنْدكُمْ … وَصْفَ الإلهِ الخَالِقِ الدَّيَّانِ
2368 – بِصِفَاتِهِ العُلْيَا الَّتِي شَهِدَتْ بِهَا … آيَاتُهُ وَرَسُولُهُ العَدْلَانِ
2369 – فَتَحَمَّلُوا عَنَّا الشَّهَادَةَ وَاشْهَدُوا … فِي كُلِّ مُجْتَمَعٍ وَكُلِّ مَكَانِ
2370 – أنَّا مُجَسِّمَةٌ بِفَضْلِ اللهِ وَلْـ … ــيَشْهَدْ بِذَلِكَ مَعْكُمُ الثَّقَلَانِ
2371 – اللهُ أَكْبَرُ كَشَّرَتْ عَنْ نَابِهَا الْـ … ـحَرْبُ العَوَانُ وَصِيحَ بِالأقْرَانِ
(المتن/133)
2372 – وَتَقابَل الصَّفَّانِ وَانْقَسَمَ الوَرَى … قِسْمَيْنِ واتَّضَحَتْ لَنَا القِسْمَانِ
* * *
فصلٌ فِي بيانِ موردِ أهلِ التَّعْطيلِ وأنَّهمْ تعوَّضوا بالقَلُّوطِ عن موردِ السَّلْسَبِيل
2373 – يَا وَارِدَ القَلُّوطِ وَيْحَكَ لَوْ تَرَى … مَاذَا عَلَى شَفَتَيْكَ والأسْنَانِ
2374 – أوَ مَا تَرَى آثارَهَا فِي القَلْبِ والنِّـ … ــيَّاتِ والأعْمَالِ والأَرْكَانِ
2375 – لَوْ طَابَ مِنْكَ الوِرْدُ طابَتْ كُلُّها … أنَّى تَطِيبُ مَوَارِدُ الأَنْتَانِ
2376 – يَا وَارِدَ القَلُّوطِ طَهِّرْ فَاكَ مِنْ … خَبثٍ بِهِ واغْسِلْهُ مِنْ أَنْتَانِ
2377 – ثمَّ اشْتُمِ الْحَشْوِيَّ حَشْوَ الدِّينِ والـ … ـــقُرْآنِ والآثارِ والإيمَانِ
2378 – أَهْلًا بِهِمْ حَشْوَ الهُدى وسِواهُمُ … حَشْوُ الضَّلالِ فَمَا هُمَا سيَّانِ
2379 – أهْلًا بِهِمْ حَشْوَ اليَقينِ وغَيْرُهُمْ … حَشْوُ الشُّكوكِ فَما هُمَا صِنْوانِ
2380 – أَهْلًا بِهِمْ حَشْوَ المسَاجِدِ والسِّوَى … حَشْوُ الكَنِيفِ فَمَا هُمَا عِدْلَانِ
2381 – أَهْلًا بِهِمْ حَشْوَ الجِنَانِ وَغَيْرُهُمْ … حَشْوُ الجَحِيمِ أيَسْتَوِي الحَشْوَانِ؟
2382 – يَا وَارِدَ القَلُّوطِ وَيْحَكَ لَو تَرَى الـ … ـــحَشْوِيَّ وَارِدَ مَنْهَلِ الفُرْقَانِ
2383 – وَتَرَاهُ مِنْ رَأْسِ الشَّرِيعَةِ شَاربًا … مِنْ كَفِّ مَنْ قَدْ جَاءَ بِالقرآنِ
2384 – وَتَراهُ يَسْقِي النَّاسَ فَضْلَةَ كأسِهِ … وَخِتَامُهَا مِسْكٌ عَلَى رَيْحَانِ
2385 – لَعَذَرتَهُ إن بَالَ فِي القَلُّوطِ لَمْ … يَشْرَبْ بِهِ مَعَ جُمْلَةِ العُمْيَانِ
2386 – يَا وَارِدَ القَلُّوطِ لَا تَكْسَلْ فَرَأ … سُ الماءِ فَاقْصِدْهُ قَريبٌ دَانِ
2387 – هُوَ مَنْهَلٌ سَهْلٌ قَرِيبٌ وَاسِعٌ … كَافٍ إذَا نَزَلَتْ بِهِ الثَّقَلَانِ
2388 – واللهِ لَيْسَ بأصْعَبِ الْوِرْدَيْنِ بَلْ … هُوَ أسْهَلُ الوِرْدَينِ لِلظَّمْآنِ
* * *
(المتن/134)
فصلٌ فِي بيانِ هدْمِهمْ لقواعدِ الإِسلامِ والإِيمانِ بعزْلهمْ نصوصَ السُّنَّةِ والقُرْآنِ
2389 – يَا قَوْمُ باللهِ انْظُرُوا وَتَفَكَّرُوا … فِي هَذِهِ الأخْبَارِ والقُرْآنِ
2390 – مِثْلَ التَّدَبُّرِ والتَّفَكُّرِ لِلَّذِي … قَدْ قَالَهُ ذُو الرَّأْيِ والْحُسْبانِ
2391 – فَأَقَلُّ شَيءٍ أَنْ يَكونَا عِنْدكُمْ … حَدًّا سَوَاءً يا أولِي العُدْوَانِ
2392 – واللهِ مَا اسْتَويَا لَدَى زُعَمَائِكُمْ … فِي العِلْم والتَّحْقِيق والعِرْفَانِ
2393 – عَزَلُوهُمَا بَلْ صَرَّحُوا بالعَزْلِ عَنْ … نَيلِ الْيَقينِ ورُتْبةِ البُرْهَانِ
2394 – قَالُوا وَيلكَ أدِلّةٌ لفظِيَّةٌ … لَسْنَا نُحَكِّمُهَا عَلَى الإِيقَانِ
2395 – مَا أُنْزِلَتْ لِيُنَالَ مِنْهَا الْعِلْمُ بالْـ … إثْبَاتِ لِلأوْصَافِ للرَّحْمنِ
2396 – بَلْ بِالعُقُولِ يُنَالُ ذَاكَ وَهَذِهِ … عَنْهُ بِمَعْزِلِ غَيْرِ ذِي سُلْطانِ
2397 – فَبِجُهْدِنَا تأوِيلُها والدَّفعُ فِي … أَكْتافِهَا دَفْعًا كذِي الصَّوَلَانِ
2398 – كَكَبِيرِ قَوْمٍ جَاءَ يَشْهَدُ عِنْدَ ذِي … حُكْمٍ يُرِيدُ دفاعَهُ بِلَيَانِ
2399 – فَيَقُولُ قَدْرُكَ فَوْقَ ذَا وَشَهَادَةٌ … لِسِوَاكَ تَصْلُحُ فاذْهَبَنْ بأمَانِ
2400 – وَبِوُدِّهِ لَوْ كَانَ شَيءٌ غَيرُ ذَا … لَكِنْ مَخَافَةَ صَاحِبِ السُّلْطَانِ
2401 – فَلَقَدْ أَتَانَا عَنْ كَبِيرٍ فِيهِمُ … وَهُوَ الحَقِيرُ مقَالةُ الكُفْرَانِ
2402 – لَوْ كَانَ يُمْكِنُنِي وَلَيسَ بِمُمْكِنٍ … لَحَكَكْتُ مِنْ ذَا المُصْحَفِ العُثْمَانِي
2403 – ذِكْرَ اسْتِواءِ الرَّبِّ فَوْقَ العْرشِ لَـ … ــكِنْ ذَاكَ مُمْتَنِعٌ عَلَى الإنْسَانِ
2404 – واللهِ لوْلَا هَيْبَةُ الإسْلَامِ والـ … ـقُرْآنِ والأُمَراءِ والسُّلْطَانِ
2405 – لأتوْا بِكُلِّ مُصِيبةٍ ولَدَكْدَكُوا الْـ … إسْلَامَ فَوقَ قَواعِدِ الأَرْكَانِ
2406 – فَلَقَدْ رَأَيْتُمْ مَا جَرى لِأَئِمَّةِ الْـ … إسْلَامِ مِنْ مِحَنٍ عَلَى الأَزْمَانِ
2407 – لَا سِيَّمَا لَمَّا اسْتَمَالُوا جَاهِلًا … ذَا قُدْرَةٍ فِي النَّاسِ مَعْ سُلْطَانِ
(المتن/135)
2408 – وَسَعَوْا إِلَيهِ بِكلِّ إفْكٍ بَيِّنٍ … بَلْ قَاسَمُوه بأغلَظِ الأَيْمَانِ
2409 – إنَّ النَّصيحَةَ قَصْدُهُمْ كَنصيحَةِ الشَّـ … ـــيْطَانِ حينَ خَلَا بِهِ الأبَوَانِ
2410 – فَيرَى عَمَائمَ ذَاتَ أذنَابٍ عَلَى … تِلْكَ القُشُورِ طَويلَةِ الأردَانِ
2411 – وَيرَى هَيُولَى لَا تَهُولُ لِمُبْصِرٍ … وَتَهُولُ أعْمَى فِي ثِيَابِ جَبَانِ
2412 – فَإذَا أصَاخَ بِسَمْعِهِ مَلَؤُوه مِنْ … كَذِبٍ وَتَلْبيسٍ وَمِنْ بُهْتَانِ
2413 – فَيَرى وَيَسْمعُ لَبْسَهم ولِباسَهم … يَا مِحْنَةَ الْعيْنَيْنِ والأذُنَانِ
2414 – فَتَحُوا جِرَابَ الجَهْل مَعْ كَذِب فَخُذْ … وَاحْمِلْ بِلَا كَيلٍ وَلَا مِيزَانِ
2415 – وَأَتَوا إِلَى قَلْبِ المُطَاعِ فَفَتَّشُوا … عَمَّا هُنَاكَ لِيَدُخُلُوا بأمَانِ
2416 – فَإذَا بَدَا غَرَضٌ لَهُم دَخَلُوا بِهِ … مِنْهُ إِلَيْهِ كَحِيلَةِ الشَّيْطَانِ
2417 – فَإذَا رَأوْهُ هَشَّ نَحْوَ حَدِيثِهمْ … ظَفِروا وَقَالُوا وَيحَ آلِ فُلَانِ
2418 – هُوَ فِي الطَّرِيقِ يَعُوقُ موْلَانَا عن الـ … ـــقْصودِ وَهْوَ عَدُوُّ هَذَا الشَّانِ
2419 – فَإذَا هُمُ غَرَسُوا العَدَاوَةَ واظَبُوا … سَقْيَ الغِرَاسِ كَفِعْلِ ذِي البُسْتَانِ
2420 – حَتَّى إذَا مَا أثْمَرَتْ وَدَنَا لَهُمْ … وَقْتُ الجِدَادِ وَصَارَ ذَا إمكَانِ
2421 – رَكِبُوا عَلَى جُرْدٍ لَهُمْ وَحَمِيَّةٍ … وَاسْتَنْجَدُوا بِعَسَاكِرِ الشَّيْطَانِ
2422 – فَهُنَالِكَ ابْتُلِيَتْ جُنُودُ اللهِ مِنْ … جُنْدِ اللَّعِينِ بِسَائِرِ الألْوَانِ
2423 – ضَرْبًا وَحبْسًا ثُمَّ تَكْفِيرًا وَتَبْـ … ــدِيعًا وَشْتَمًا ظاهِرَ البُهْتَانِ
2424 – فَلَقَدْ رَأَيْنَا مِنْ فَرِيقٍ مِنْهُمُ … أمْرًا تُهَدُّ لَهُ قُوَى الإيمَانِ
2425 – مِنْ سَبِّهمْ أَهْلَ الحَدِيثِ وَذَنْبُهُمْ … أَخْذُ الحَدِيثِ وَترْكُ قَوْلِ فُلَانِ
2426 – يَا أمَّةً غَضِبَ الإلهُ عَلْيهِمُ … ألِأَجْلِ هَذَا تَشْتُمُوا بهَوَانِ؟
2427 – تبًّا لَكُمْ إذْ تَشْتُمُونَ زَوَامِلَ الْـ … إسْلَامِ حِزْبَ اللهِ والقُرْآنِ
2428 – وَسَبَبتُمُوهُمْ ثُمَّ لَسْتُمْ كُفْأَهُمْ … فَرَأَوْا مَسَبَّتَكُمْ مِنَ النُّقْصَانِ
2429 – هَذَا وَهُمْ قَبِلُوا وَصِيَّةَ رَبِّهِمْ … فِي تَرْكِهِمْ لِمَسَبَّةِ الأوْثَانِ
2430 – حَذَرَ المقَابَلَةِ القَبِيحَةِ مِنْهُمُ … بِمَسَبَّةِ القُرْآنِ والرَّحْمنِ
(المتن/136)
2431 – وَكَذَاكَ أَصْحَابُ الحَديثِ فإنَّهُمْ … ضُربَتْ لَهُمْ وَلَكُمْ بِذَا مَثَلانِ
2432 – سَبُّوكُمُ جُهَّالُهُمْ فَسَبَبْتُمُ … سُنَنَ الرَّسُولِ وَعَسْكَرَ الإيمَانِ
2433 – وَصَدَدْتُمُ سُفَهَاءَكُمْ عَنْهُمْ وَعَنْ … قَوْلِ الرَّسُولِ وَذَا مِنَ الطُّغْيَانِ
2434 – وَدَعَوْتُمُوْهُمْ لِلَّذِي قَالَتْهُ أشْـ … ـــيَاخٌ لَكُمْ بالخَرْصِ والحُسْبَانِ
2435 – فَأبَوْا إجَابَتَكُمْ وَلَمْ يَتَحَيَّرُوا … إلَّا إِلَى الآثار والقُرْآنِ
2436 – وإلى أولِي العِرْفَانِ مِنْ أهْل الحَدِيِـ … ـــثِ خُلَاصَةِ الأكْوَانِ والإنْسَانِ
2437 – قَوْمٌ أقَامَهُمُ الإلةُ لِحِفْظِ هَـ … ــذَا الذين مِنْ ذِي بِدْعَةٍ شَيْطَانِ
2438 – وَأَقَامَهُمْ حَرَسًا مِنَ التَّبْدِيلِ والتَّـ … ـــحْرِيفِ والتَّتْمِيمِ والنُّقْصَانِ
2439 – يَزَكٌ عَلَى الإسْلَامِ بَلْ حِصْنٌ لَهُ … يَأوِي إِلَيْهِ عَسَاكِرُ الفُرْقَانِ
2440 – فَهُمُ المِحَكُّ فمَنْ يُرَى مُتَنَقِّصًا … لَهُمُ فَزِنْدِيقٌ خَبِيثٌ جانِ
2441 – إِنْ تَتَّهِمْهُ فقَبلَكَ السَّلَفُ الأُلَى … كَانُوا عَلَى الإيمَانِ والإحْسَانِ
2442 – أيضًا قَد اتَّهَمُوا الخَبيثَ عَلَى الهُدَى … وَالعِلْمِ والإيمانِ والقُرْآنِ
2443 – وَهُوَ الحَقِيقُ بِذَاكَ إذْ عَادَى رُوَا … ةَ الدّينِ وَهْيَ عَدَاوةُ الدَّيَّانِ
2444 – فَإذَا ذَكَرْتَ النَّاصِحِينَ لِربِّهِمْ … وَكِتَابِهِ وَرسُولهِ بِلسَانِ
2445 – فاغْسِلْهُ ويْلَكَ مِنْ دَمِ التَّعْطِيلِ والتَّـ … ـــكذِيبِ والكُفرانِ والبُهتَانِ
2446 – أَتسُبُّهُمْ عَدْوًا وَلَسْتَ بِكُفْئِهِمْ … فاللهُ يَفْدِي حِزْبَهُ بالجَانِي
2447 – قَوْمٌ هُمُ باللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ … أَوْلَى وأقْرَبُ مِنْكَ للإِيمَانِ
2448 – شَتَّانَ بَيْنَ التَّارِكِينَ نُصُوصَهُ … حَقًّا لأَجْلِ زُبالَةِ الأذْهَانِ
2449 – والتَّارِكِينَ لأجْلِهَا آرَاء مَنْ … آرَاؤهُمْ ضَرْبٌ مِنَ البُهتانِ
2450 – لَمَّا فَسَا الشَّيطَانُ فِي آذَانِهِمْ … ثَقُلَتْ رؤوسُهُمُ عن القُرْآنِ
2451 – فَلِذَاكَ نَامُوا عَنْهُ حَتَّى أصبَحُوا … يتلَاعبُونَ تَلَاعُبَ الصِّبْيَانِ
2452 – والرَّكْبُ قَدْ وَصَلَ العُلَى وتَيمَّمُوا … مِنْ أَرْضِ طَيبَةَ مَطْلِعَ الإيمَانِ
2453 – وَأَتَوْا إلى رَوْضَاتِهَا وَتَيَمَّمُوا … مِنْ أرْضِ مَكَّةَ مَطْلِعَ القُرْآنِ
(المتن/137)
2454 – قَوْمٌ إذَا مَا ناجذا نصٍّ بَدَا … طَارُوا لَهُ بالجَمْعِ والوُحْدَانِ
2455 – وَإذَا بَدَا عَلَمُ الهُدَى اسْتَبَقُوا لَهُ … كَتَسَابُقِ الفُرْسَانِ يَوْمَ رِهَانِ
2456 – وإذَا هُمُ سَمِعُوا بِمُبْتَدِعٍ هَذَى … صَاحُوا بِهِ طُرًّا بِكلِّ مَكَانِ
2457 – وَرِثُوا رَسُولَ اللهِ لَكِنْ غَيْرُهُمْ … قَدْ رَاحَ بالنُّقْصَانِ والحِرْمَانِ
2458 – وإذَا اسْتَهانَ سواهُمُ بالنصِّ لَمْ … يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا مِنَ الخُسْرَانِ
2459 – عَضُّوا عَلَيْهِ بالنَّوَاجِذِ رَغْبَةً … فِيهِ وَلَيْسَ لَدَيْهِمُ بمُهَانِ
2460 – لَيْسُوا كَمَنْ نَبَذَ الكِتَابَ حَقِيقَةً … وَتَلاهُ قَصْدَ تَبَرُّكٍ وفُلانِ
2461 – عَزَلُوهُ في المعْنَى وَوَلَّوا غَيْرَه … كَأبِي الرَّبِيعِ خَليفةِ السُّلْطَانِ
2462 – ذَكَرُوهُ فَوْقَ مَنَابِرٍ وَبِسِكِّةٍ … رَقَمُوا اسْمَهُ فِي ظَاهِرِ الأثْمَانِ
2463 – والأمْرُ والنَّهْيُ المُطَاعُ لِغَيْرهِ … ولِمهْتَدٍ ضُرِبَتْ بِذَا مَثَلانِ
2464 – يَا لَلْعُقُولِ أَيَسْتَوي مَنْ قَالَ بالـ … ـــقُرْآنِ والآثارِ والبُرْهَانِ
2465 – ومُخَالِفٌ هَذَا وَفِطْرَةَ رَبهِ … اللَّهُ أكْبَرُ كَيْفَ يَسْتَويَانِ
2466 – بَلْ فِطْرَةُ اللهِ الَّتِي فُطِروا عَلَى … مَضْمونِها وَالعَقْلُ مَقْبُولَانِ
2467 – والوَحْيُ جَاءَ مُصَدِّقًا لَهُمَا فَلَا … تُلْقِ العَداوَةَ مَا هُمَا حَرْبَانِ
2468 – سِلْمانِ عِنْدَ مُوفَّقِ ومُصَدِّقٍ … واللهُ يَشْهَدُ إنْهُمَا سِلْمَانِ
2469 – فإذَا تَعَارَضَ نَصُّ لَفْظٍ وَارِدٍ … والعَقْلُ حَتَّى لَيْسَ يَلْتَقِيَانِ
2470 – فَالعَقْلُ إمَّا فَاسِدٌ وَيَظُنُّهُ الرَّ … ائِي صَحِيحًا وَهْو ذُو بُطْلَانِ
2471 – أَوْ أنَّ ذَاكَ النصَّ لَيْسَ بثَابتٍ … مَا قَالَهُ المعْصُومُ بالبُرْهَانِ
2472 – وَنُصُوصُهُ لَيْسَتْ يُعَارِضُ بَعْضُهَا … بَعْضًا فَسَلْ عَنْهَا عَلِيمَ زَمَانِ
2473 – وإذَا ظَنَنْتَ تَعَارُضًا فِيهَا فَذَا … مِن آفةِ الأفْهَامِ وَالأذْهَانِ
2474 – أو أنْ يَكُونَ البَعْضُ لَيْسَ بثَابِتٍ … مَا قَالَهُ المبْعُوثُ بالقُرْآنِ
2475 – لَكِنَ قَوْلَ مُحَمَّدٍ والجَهْمِ في … قَلْبِ الموحِّدِ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ
2476 – إلَّا وَيَطْرُدُ كُلُّ قَوْلٍ ضِدَّهُ … فإذَا هُمَا اجْتَمَعَا فمُقْتَتِلَانِ
(المتن/138)
2477 – والنَّاسُ بَعْدُ عَلَى ثَلَاثٍ حِزْبُه … أَوْ حَرْبُه أَوْ فارغٌ مُتَوَانِ
2478 – فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَيْنَ تَجْعَلُهَا فَلا … واللهِ لسْتَ برَابعِ الأعْيَانِ
2479 – مَنْ قَالَ بالتَّعْطِيلِ فَهْوَ مكَذِّبٌ … لِجَميعِ رُسْلِ اللهِ والفُرْقَانِ
2480 – إنَّ المُعَطِّلَ لَا إلهُ سِوَى الـ … ــمَنْحوتِ بالأفْكَارِ فِي الأذْهَانِ
2481 – وَكَذَا إلهُ المشْرِكينَ نَحِيتَةُ الْـ … أيْدِي هُمَا فِي نَحْتِهِمْ سِيَّانِ
2482 – لكِنْ إلهُ المرْسَلِينَ هُوَ الَّذِي … فَوْقَ السَّمَاءِ مُكوِّنُ الأكْوَانِ
2483 – واللهِ قَدْ نَسَبَ المعَطِّلُ كُلَّ مَنْ … بالبَيِّنَاتِ أتَى إلَى الكِتْمَانِ
2484 – واللهِ مَا فِي المرْسَلِينَ مُعَطِّلٌ … نافٍ صِفَاتِ الوَاحِدِ الرَّحمنِ
2485 – كَلَّا وَلَا في المرْسَلِينَ مُشَبِّهٌ … حَاشَاهُمُ مِنْ إفكِ ذِي بُهْتَانِ
2486 – فَخُذِ الهُدَى مِنْ عَبْدِهِ وَكِتَابهِ … فَهُمَا إلَى سُبُلِ الهُدَى سَبَبَانِ
فصلٌ في إبطالِ قول الملحدينَ إنَّ الاستدلالَ بكلام الله ورسولِهِ لا يفيدُ العلمَ واليقينَ
2487 – واحْذرْ مَقَالَاتِ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا … شِيَعًا وَكَانُوا شِيعَةَ الشَّيطَانِ
2488 – واسألْ خَبِيرًا عَنْهُمُ يُنْبِيكَ عَنْ … أسْرَارِهِمْ بنَصِيحَةٍ وَبَيَانِ
2489 – قَالوا الْهُدَى لَا يُسْتَفَادُ بِسُنَّةٍ … كَلَّا وَلَا أثَرٍ وَلَا قُرْآنِ
2490 – إذْ كُلُّ ذَاكَ أدِلَّةٌ لَفْظِيَّةٌ … لَمْ تُبْدِ عَنْ عِلْمٍ ولَا إيقَانِ
2491 – فيهَا اشْتِرَاكٌ ثمَّ إجْمَالٌ يُرَى … وَتَجَوُّزٌ بالزَّيْدِ وَالنُّقْصَانِ
2492 – وكَذَلكَ الإضْمَارُ والتَّخْصِيصُ والْـ … ـــحَذفُ الَّذِي لَمْ يُبْدِ عَنْ تِبْيانِ
2493 – والنَّقْلُ آحادٌ فمَوقُوفٌ عَلَى … صِدْقِ الروَاةِ وَلَيْس ذَا بُرْهَانِ
2494 – إذ بَعْضُهُمْ فِي البَعْض يَقْدَحُ دَائِمًا … وَالقَدْحُ فِيهِمْ فَهْوَ ذُو إمْكَانِ
(المتن/139)
2495 – وَتَواتُرًا فَهُوَ القلِيلُ وَنَادِرٌ … جدًّا فأينَ القطْعُ بالبُرْهانِ؟
2496 – هَذَا وَيحْتَاجُ السَّلَامَةَ بَعْدُ مِنْ … ذَاكَ المُعَارِضِ صَاحِبِ السُّلطَانِ
2497 – وَهُوَ الَّذِي بالعَقل يُعرَفُ صِدْقُهُ … والنَّفْيُ مَظْنُونٌ لَدَى الإنْسَانِ
2498 – فَلِأجْلِ هَذَا قَدْ عَزَلْنَاهَا وَوَلّـ … ـــيْنَا العُقُولَ ومنْطِقَ الْيُونَانِ
2499 – فَانْظُرْ إِلَى الإسْلَامِ كَيْفَ بقَاؤهُ … مِنْ بَعْدِ هَذَا القَوْلِ ذِي البُطْلَانِ
2500 – وانظُرْ إلَى القُرْآنِ مَعْزُولًا لَدَيْـ … ـــهمْ عَنْ نُفُوذِ وِلَاية الإيقَانِ
2501 – وانْظُرْ إِلَى قَوْلِ الرَّسُولِ كَذَاكَ مَعْـ … ــزُولًا لَدَيْهِمْ لَيْسَ ذَا سُلْطَانِ
2502 – واللهِ مَا عَزَلُوهُ تَعْظِيمًا لَهُ … أيَظُنُّ ذلكَ قَطُّ ذُو عِرْفَانِ؟
2503 – يَا لَيتَهُمْ إذْ يَحْكُمُونَ بِعَزْلِهِ … لَمْ يَرْفَعُوا رَايَاتِ جِنْكِسْخَانِ
2504 – يَا وَيْحَهُم وَلَّوا نَتَائِجَ فِكْرِهِمْ … وَقَضَوْا بِهَا قَطعًا عَلَى القُرْآنِ
2505 – وَرُذَالُهُمْ وَلَّوا “إشارَاتِ” ابنِ سِيـ … ـــنَا حِينَ وَلَّوا مَنْطِقَ اليُونَانِ
2506 – وانظُرْ إلَى نَصِّ الكِتَابِ مُجَدَّلًا … وَسْطَ العَرِينِ مُمَزَّقَ اللَّحْمانِ
2507 – بالطَّعْنِ بالإجْمَالِ والإضْمَارِ والتَّـ … ـــخْصِيصِ والتَّأوِيل بالبُهْتَانِ
2508 – وبالاِشْتِرَاك وبالمجَازِ وَحَذْفِ مَا … شَاؤوا بِدَعْوَاهُمْ بِلَا بُرْهَانِ
2509 – وانظُرْ إِلَيْهِ لَيْسَ ينفُذُ حُكْمُهُ … بَيْنَ الخُصُومِ وَمَا لَهُ مِنْ شَانِ
2510 – وانْظُرْ إِلَيْه لَيْسَ يُقْبَلُ قَوْلُهُ … فِي العِلْمِ بالأوْصَافِ لِلرَّحْمنِ
2511 – لَكِنَّمَا المَقْبُولُ حُكْمُ العَقْلِ لَا … أحْكَامُهُ لَا يَسْتَوِي الحُكْمَانِ
2512 – يَبْكِي عَلَيْه أَهْلُهُ وجُنُودُهُ … بدِمَائِهِمْ ومَدَامِعِ الأجْفَانِ
2513 – عَهِدُوهُ قِدْمًا لَيسَ يَحْكُمُ غَيْرُهُ … وَسِوَاهُ مَعْزُولٌ عَنِ السُّلْطَانِ
2514 – إنْ غَابَ نَابَتْ عَنْهُ أَقْوالُ الرَّسُو … لِ هُمَا لَهُمْ دُونَ الوَرَى حَكَمانِ
2515 – فأتَاهُمُ مَا لَمْ يَكُنْ في ظَنِّهِمْ … مِن حُكْمِ جِنْكِسخَانَ ذِي الطُّغْيَانِ
2516 – بِجُنُودِ تَعْطِيلٍ وكُفْرانٍ مِنَ الـ … ـمَغُّولِ ثم الآصِ والعَلَّانِ
2517 – فَعَلُوا بِمِلَّتِهِ وَسُنَّتِهِ كَمَا … فَعَلُوا بأمَّتِهِ مِنَ العُدْوَانِ
(المتن/140)
2518 – واللهِ مَا انْقَادُوا لِجِنْكِسْخَانَ حَتَّـ … ــى أعْرَضُوا عَنْ مُحْكَمِ القُرْآنِ
2519 – واللهِ مَا وَلَّوهُ إلَّا بَعْد عَزْ … لِ الوَحْيِ عَنْ عِلْمٍ وَعَنْ إيقَانِ
2520 – عَزَلوهُ عَنْ سُلْطَانِهِ وهُوَ اليَقيـ … ــنُ المُسْتَفَادُ لَنا مِنَ السُّلْطَانِ
2521 – هَذَا وَلَمْ يَكْفِ الَّذِي فَعَلُوهُ حَتَّـ … ــى تَمَّمُوا الكُفْرَانَ بالبُهْتَانِ
2522 – جَعَلُوا القُرَآنَ عِضِينَ إذْ عَضَّوهُ أنْـ … ــواعًا مُعَدَّدَةً مِنَ النُّقْصَانِ
2523 – مِنْهَا انتِفَاءُ خُرُوجِهِ مِنْ رَبِّنَا … لَمْ يَبْدُ منْ رَبٍّ وَلَا رَحْمنِ
2524 – لَكِنَّهُ خَلْقٌ مِنَ اللَّوْحِ ابْتَدَا … أَوْ جِبْرَئيلَ أوِ الرَّسُولِ الثَّانِي
2525 – مَا قَالَهُ ربُّ السَّمَواتِ العُلَى … لَيْسَ الكَلَامُ بِوصْفِ ذِي الغُفْرَانِ
2526 – تَبًّا لَهُمْ سَلَبُوهُ أكْمَلَ وَصْفِهِ … عَضَهُوهُ عَضْهَ الرَّيْبِ والكُفْرَانِ
2527 – هَلْ يَسْتَوِي بالله نِسْبَتُهُ إِلَى … بَشَرٍ وَنِسْبَتُهُ إلَى الرَّحْمنِ
2528 – مِنْ أيْن لِلمخْلُوقِ عِزُّ صِفَاتِه؟ … اللهُ أكبَرُ لَيْسَ يَسْتَويَانِ
2529 – بَيْنَ الصِّفَاتِ وبَيْنَ مَخْلُوقٍ كَمَا … بَينَ الإله وَهَذِهِ الأكْوَانِ
2530 – هَذَا وَقَدْ عَضَهُوهُ أنَّ نُصُوصَهُ … مَعْزُولَةٌ عَنْ إمرَةِ الإِيقَانِ
2531 – لَكِن غَايَتَهَا الظُّنُونُ وَلَيْتَهُ … ظَنًّا يَكُونُ مُطَابِقًا بِبَيَانِ
2532 – لَكِنْ ظَوَاهِرُ لَا يُطَابِقُ ظَنُّهَا … مَا في الحَقِيقَةِ عِنْدَنَا بِوِزَانِ
2533 – إلا إذَا مَا أُوِّلَتْ فَمَجَازُهَا … بِزيَادَةٍ فِيهَا أَو النُّقْصَانِ
2534 – أَوْ بِالْكِنَايَةِ وَاسْتِعَارَاتٍ وَتَشْـ … ــــبِيهٍ وأنْوَاعِ المجَاز الثَّانِي
2535 – فالقَطْعُ لَيْس يُفِيدُهُ والظَّنُ مَنْـ … ـــفِيُّ كذلِكَ فَانْتَفَى الأمْرَانِ
2536 – فَلِمَ المَلَامَةُ إذْ عَزَلْنَاهَا وَوَلّـ … ـــيْنَا العُقُولَ وفِكْرَةَ الأذْهَانِ
2537 – فالله يُعْظِمُ في النصوص أجُورَكُمْ … يَا أمَّةَ الآثارِ والقُرْآنِ
2538 – مَاتَتْ لَدَى الأقْوَامِ لَا يُحْيُونَهَا … أَبَدًا وَلَا تُحْيِيهُمُ لِهَوَانِ
2539 – هَذَا وَقَوْلُهُمُ خِلافُ الحِسِّ والـ … ـــمَعْقُولِ [والمَنْقُولِ] والبُرْهَانِ
2540 – معَ كَوْنِه أَيْضًا خِلَافَ الفِطْرَةِ الْـ … أُولَى وَسُنَّةِ رَبِّنَا الرَّحمنِ
(المتن/141)
2541 – فاللهُ قَدْ فَطَرَ العبَادَ عَلَى التَّفَا … هُم بالخطَابِ لمَقْصِدِ التِّبْيَانِ
2542 – كُلٌّ يَدُلُّ عَلَى الَّذِي في نَفْسِهِ … بِكَلَامهِ مِنْ أَهْلِ كُلِّ لِسَانِ
2543 – فَتَرَى المخَاطَبَ قَاطِعًا بمُرَادِهِ … هَذَا مَعَ التقْصِير في الإنْسَانِ
2544 – إذْ كلُّ لَفْظٍ غَيْرِ لَفْظِ نَبِيِّنَا … هُوَ دُونَهُ في ذَا بِلَا نُكْرَانِ
2545 – حَاشَا كَلَامَ اللهِ فَهْوَ الغَايَةُ الـ … ــقُصوى لَهُ أَعْلَى ذُرَى التِّبْيَانِ
2546 – لَمْ يَفْهَمِ الثَّقَلانِ مِنْ لَفْظٍ كَمَا … فَهِمُوا مِنْ الأخْبَارِ والقُرْآنِ
2547 – فَهُوَ الَّذِي اسْتَولَى عَلَى التِّبْيَانِ كاسْـ … ـــتيلائِهِ حَقًّا عَلَى الإحْسَانِ
2548 – مَا بَعْدَ تِبْيَانِ الرَّسُولِ لِنَاظِرٍ … إلَّا العَمَى والعَيْبُ في العُمْيانِ
2549 – فَانْظُرْ إِلَى قَوْلِ الرَّسُولِ لِسَائِلٍ … مِنْ صَحْبِهِ عَنْ رؤْيةِ الرَّحْمنِ
2550 – حَقًّا تَرَوْنَ إلهكُمْ يَوْمَ اللِّقَا … رُؤيا العِيَانِ كَمَا يُرَى القَمَرانِ
2551 – كَالبدْرِ لَيلَ تَمَامِهِ والشَّمْسِ في … نَحْرِ الظَّهِيرةِ مَا هُمَا مِثْلَانِ
2552 – بَلْ قَصْدُهُ تَحْقِيقُ رؤيتِنا لَهُ … فأَتَى بأظْهَرِ مَا يُرَى بِعِيَانِ
2553 – ونَفَى السَّحَابَ وذَاكَ أمْرٌ مَانِعٌ … مِنْ رُؤيةِ القَمَرَينِ في ذَا الآنِ
2554 – فَأتَى إذًا بالمقْتَضي وَنَفَى المَوا … نِعَ خَشْيَةَ التَّقْصِيرِ في التِّبْيَانِ
2555 – صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ مَا هَذَا الَّذِي … يَأتِي بِهِ مِنْ بَعْدِ ذَا بِبَيَانِ
2556 – مَاذَا يَقُولُ القَاصِدُ التِّبْيَانِ يَا … أهْلَ العَمَى مِنْ بَعْدِ ذَا التِّبْيَانِ
2557 – فَبِأَيِّ لَفْظٍ جَاءكُمْ قُلتُمْ لَهُ … ذَا اللَّفظُ مَعْزُولٌ عَن الإيقَانِ
2558 – وَضَرَبْتُمُ في وَجْهِهِ بِعَسَاكِر التَّـ … ـأويل دَفْعًا مِنْكُمُ بِلِيانِ
2559 – لَو أنَّكُمْ واللهِ عَامَلْتُمْ بذَا … أَهْلَ العُلُوم وكُتْبَهُمْ بِوِزَانِ
2560 – فَسَدَتْ تَصَانِيفُ الوُجُودِ بأسْرِهَا … وغَدَتْ عُلومُ الناسِ ذَاتَ هَوانِ
2561 – هَذَا وَلَيسُوا في بَيَانِ عُلُومِهِمْ … مِثْلَ الرَّسُولِ ومُنْزِلِ القُرْآنِ
2562 – واللهِ لَوْ صَحَّ الَّذِي قَدْ قُلْتُمُ … قُطِعَتْ سَبِيلُ العِلْمِ والإيمَانِ
2563 – فالعَقْلُ لَا يَهْدِي إلَى تَفْصِيلهَا … لَكِنّ ما جَاءتْ بِهِ الوَحْيَانِ
(المتن/142)
2564 – فَإذَا غَدَا التفْصيلُ لَفْظِيًّا وَمعْـ … ـــزُولًا عَنِ الإِيقَانِ والرُّجْحَانِ
2565 – فهُنَاكَ لَا عِلمًا أفَادَتْ لَا ولَا … ظَنًّا وَهَذَا غَايَةُ الحِرْمَانِ
2566 – لَوْ صَحَّ ذَاكَ القَوْلُ لَمْ يَحْصُلْ لَنَا … قَطْعٌ بِقَوْلٍ قَطُّ مِنْ إِنسَانِ
2567 – وَغَدَا التَّخَاطُبُ فَاسِدًا وفَسَادُهُ … أصْلُ الفَسَادِ لِنَوْعِ ذَا الإنْسَانِ
2568 – مَا كَانَ يَحْصُلُ عِلْمُنَا بِشَهَادَةٍ … وَوَصِيَّةٍ كَلَّا وَلَا إيمَانِ
2569 – وَكَذَلِكَ الإقرارُ يُصبِحُ فَاسِدًا … إذْ كَانَ مُحْتَمِلًا لِسَبْعِ مَعَانِ
2570 – وَكَذَا عُقُودُ العَالَمِينَ بِأَسْرِهَا … باللَّفظِ إذْ يتَخَاطَبُ الرَّجُلَانِ
2571 – أَيسُوغُ للشُّهَدَا شَهَادَتُهُمْ بِهَا … مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُمُ بِبَيَانِ
2572 – إِذْ تِلْكُمُ الألْفَاظُ غَيْرُ مُفِيدَةٍ … لِلْعِلْمِ بَلْ لِلظَّنِّ ذِي الرُّجحَانِ
2573 – بَلْ لَا يَسُوغُ لِشَاهِدٍ أبدًا شَهَا … دَتُهُ عَلَى مَدْلُولِ نُطْقِ لِسَانِ
2574 – بَلْ لَا يُرَاقُ دَمٌ بِلَفْظِ الكُفْرِ منْ … مُتَكَلِّمٍ بالظَّنِّ والحُسْبَانِ
2575 – بَلْ لَا يُبَاحُ الفَرْجُ بالإذْنِ الَّذِي … هُوَ شَرْطُ صحَّتهِ مِنَ النِّسْوَانِ
2576 – أَيَسُوغُ لِلشُّهَداءِ جَزْمُهُمُ بِأنْ … رَضِيَتْ بِلَفْظٍ قَابِلٍ لِمعَانِ
2577 – هَذَا وَجُمْلةُ مَا يُقَالُ بأنَّهُ … في ذَا فَسَادُ العَقْلِ وَالأَدْيَانِ
2578 – هَذا وَمِنْ بُهْتَانِهِمْ أنَّ اللُّغَا … تِ أتَتْ بِنَقْلِ الفَرْدِ وَالوُحْدَانِ
2579 – فَانْظرْ إِلى الألْفَاظِ في جرَيَانِهَا … في هذِهِ الأخْبارِ والقُرْآنِ
2580 – أَتَظُنُّهَا تَحْتَاجُ نَقْلًا مُسْنَدًا … مُتَوَاتِرًا أَوْ نَقْلَ ذِي وُحْدَانِ
2581 – أَمْ قَدْ جَرَتْ مَجْرَى الضَّرُورِيَّاتِ لَا … تَحْتاجُ نَقْلًا وَهْيَ ذَاتُ بَيَانِ
2582 – إلَّا الأقَلَّ فإنَّهُ يَحْتَاجُ لِلنَّـ … ـقْلِ الصَّحِيح وَذَاكَ ذُو تِبْيَانِ
2583 – وَمِنَ المصَائِبِ قَوْلُ قَائِلِهمْ بأنَّ م … “اللَّه” أظْهَرُ لَفْظَةٍ بِلسَانِ
2584 – وَخِلَافُهُمْ فِيهِ كَثِيرٌ ظَاهِرٌ … عَرَبيُّ وَضْعٍ ذَاكَ أمْ سُرْيَانِي
2585 – وَكَذَا اخْتلافُهُمُ أمُشْتَقًّا يُرَى … أَمْ جَامِدًا قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ
2586 – والأصْلُ مَاذَا؟ فِيهِ خُلْفٌ ثَابِتٌ … عِنْدَ النُّحَاةِ وَذَاكَ ذُو ألْوَانِ
(المتن/143)
2587 – هَذَا وَلَفْظُ “اللهِ” أَظْهَرُ لَفْظَةٍ … نَطَقَ اللّسانُ بِهَا مَدَى الأزْمَانِ
2588 – فانْظُرْ بحَقِّ اللهِ مَاذَا في الَّذِي … قَالُوهُ مِنْ لَبْسٍ وَمِنْ بُهْتَانِ
2589 – هَلْ خَالَفَ العُقَلَاءُ أنَّ اللَّه رَبُّ … م الْعَالَمِينَ مُدَبِّرُ الأكْوَانِ
2590 – مَا فيهِ إجْمَالٌ وَلَا هُوَ مُوهِمٌ … نَقْلَ المجَازِ وَلَا لَهُ وَضْعَانِ
2591 – والْخُلْفُ في أَحْوَالِ ذاكَ اللَّفظِ لَا … في وَضْعِهِ لَمْ يَخْتَلِفْ رَجُلانِ
2592 – وَإذَا هُمُ اخْتَلَفُوا بِلَفْظَةِ “مَكَّةٍ” … فِيهِ لَهُمْ قَوْلَانِ مَعْرُوفَانِ
2593 – أَفَبَيْنَهُمْ خُلْفٌ بِأَنَّ مُرَادَهُمْ … حَرَمُ الإلةِ وَقِبْلَةُ البُلدَانِ
2594 – وَإذَا هُمُ اخْتَلَفُوا بِلَفْظَةِ “أحْمدٍ” … فِيهِ لَهُمْ قَوْلَانِ مَذْكُورَانِ
2595 – أَفَبَيْنَهُمْ خُلْفٌ بأنَّ مُرَادَهُمْ … مِنْهُ رَسُولُ اللهِ ذُو البُرْهَانِ
2596 – وَنَظِيرُ هَذَا لَيْس يُحْصَرُ كَثْرَةً … يَا قَوْمُ فاسْتَحْيُوا مِنَ الرَّحْمنِ
2597 – أَبِمثْلِ ذَا الهَذَيَانِ قَدْ عُزِلَتْ نُصُو … صُ الوَحْيِ عَنْ عِلمٍ وَعَنْ إيقَانِ
2598 – فالحَمْدُ للهِ المُعَافِي عَبْدَهُ … مِمَّا بَلَاكُمْ يَا ذَوِي العِرْفَانِ
2599 – فَلأَجْلِ ذَا نَبَذُوا الكِتَابَ وَرَاءَهُمْ …. وَمَضوْا عَلَى آثارِ كُلِّ مُهَانِ
2600 – وَلِأجْلِ ذَاكَ غَدَوْا عَلَى السُّنَن الَّتِي … جَاءَتْ وأهْلِيها ذَوِي أضْغَانِ
2601 – يَرْمُونَهُمْ بَهْتًا بِكُلِّ عَظِيمَةٍ … حَاشَاهُمُ مِنْ إفْكِ ذِي بُهْتَانِ
* * *
فصلٌ في تنزيهِ أهلِ الحديثِ وحَمَلَةِ الشَّريعةِ عَنِ الألْقابِ القَبيحَةِ والشَّنِيعَةِ
2602 – فَرَمَوْهُمُ بَغْيًا بِمَا الرَّامِي بِهِ … أوْلَى لِيَدْفَعَ عَنْهَ فِعْلَ الجَانِي
2603 – يَرْمِي البَرِيءَ بِمَا جنَاهُ مُبَاهِتًا … وَلِذَاكَ عِنْدَ الغِرِّ يَشْتَبِهَانِ
(المتن/144)
2604 – سَمَّوهُمُ حَشْويَّةً وَنَوَابتًا … ومُجَسِّمِينَ وَعَابِدِي أوْثَانِ
2605 – وَكَذَاكَ أعْدَاءُ الرَّسُولِ وَصَحْبِهِ … وَهُمُ الرَّوافِضُ أَخْبَثُ الحَيَوَانِ
2606 – نَصَبُوا العَدَاوَةَ لِلصَّحَابَةِ ثُمَّ سَمَّـ … ـوا بالنَّواصِب شِيعَةَ الرَّحْمنِ
2607 – وَكَذَا المُعَطِّلُ شَبَّهَ الرَّحْمنَ بالْـ … ـمَعْدُومِ فاجْتَمعَتْ لَهُ الوَصْفَانِ
2608 – وَكَذَاكَ شَبَّهَ قَوْلَهُ بِكَلَامِنَا … حَتَّى نفَاهُ وذَانِ تَشْبِيهَانِ
2609 – وَكَذَاكَ شَبَّهه وَصْفَهُ بِصِفَاتِنَا … حَتَّى نَفَاها عَنْه بالبُهْتَانِ
2610 – وَأتى إلَى وَصْفِ الرَّسُولِ لِربِّهِ …. سَمَّاهُ تَشْبِيهًا فَيَا إخْوَانِي
2611 – بِاللَّه مَنْ أوْلَى بِهَذَا الاسْم مِنْ …. هَذَا الخَبِيثِ المُخْبِثِ الشَّيْطَانِ
2612 – إنْ كَانَ تَشْبِيهًا ثُبُوتُ صِفَاتِهِ … سُبْحَانَهُ فَبِكامِلٍ ذِي شَانِ
2613 – لَكنَّ نَفْيَ صِفَاتِهِ تَشْبِيهُهُ … بالجَامِدَاتِ وكلِّ ذِي نُقْصانِ
2614 – بَلْ بالّذِي هُوَ غَيْرُ شَيْءٍ وَهْوَ مَعْـ … ـدُومٌ وإِنْ يُفْرَضْ فَفِي الأذْهَانَ
2615 – فَمَنِ المُشَبِّهُ في الحَقِيقةِ أَنْتُمُ … أَمْ مُثْبِتُ الأوصَافِ لِلرَّحْمنِ؟
* * *
فصلٌ في نُكْتةٍ بديعةٍ تُبَيِّنُ ميراثَ الملقِّبينَ والملقَّبينَ من المشركينَ والموحّديِن
2616 – هَذَا وَثَمَّ لطِيفَةٌ عَجَبٌ سَأُبْـ … ـدِيها لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الإخْوَانِ
2617 – فَاسْمَعْ فَذَاكَ مُعَطِّلٌ وَمُشَبِّهٌ … وَاعْقِلْ فَذَاكَ حقِيقَةُ الإِنْسَانِ
2618 – لَا بُدَّ أنْ يَرِثَ الرَّسُولَ وَضِدَّهُ … في النَّاسِ طَائِفَتَانِ مُخْتَلِفَانِ
2619 – فالوَارِثُونَ لَهُ عَلَى مِنْهَاجِهِ … والوَارِثُونَ لِضدِّه فِئَتَانِ
2620 – إحْدَاهُمَا حَرْبٌ لَهُ ولِحِزْبِه … مَا عِنْدَهُمْ في ذَاكَ مِنْ كِتْمَانِ
(المتن/145)
2621 – فَرمَوْهُ مِنْ ألْقَابِهِمْ بِعَظَائِمٍ … هُمْ أَهْلُهَا لَا خِيرَةُ الرَّحْمنِ
2622 – فأتَى الأُلَى وَرِثُوهُمُ فَرَمَوْا بِهَا … وُرَّاثَهُ بالبَغْيِ والعُدْوَانِ
2623 – هَذَا يُحَقِّقُ إرْثَ كُلٍّ مِنْهُمَا … فاسْمَعْ وعِهْ يَا مَنْ لَهُ أُذُنَانِ
2624 – وَالآخَرُونَ أُولُو النِّفَاقِ فأضْمَرُوا … شَيْئًا وَقَالُوا غَيْرَهُ بِلِسَانِ
2625 – وَكَذَا المُعَطِّلُ مُضْمِرٌ تَعْطِيلَهُ … قَدْ أَظْهَرَ التَّنْزِيهَ للرَّحْمنِ
2626 – هَذِي مَوَارِيثُ العِبَادِ تَقَسَّمَتْ … بَيْنَ الطَّوَائِفِ قِسْمَةَ المَنَّانِ
2627 – هَذَا وَثَمَّ لَطِيفَةٌ أخْرَى بِهَا … سُلْوانُ مَنْ قَدْ سُبَّ بالبُهْتَانِ
2628 – تَجِدُ المُعَطِّلَ لَاعِنًا لِمجَسِّمٍ … وَمُشَبِّهٍ للهِ بالإنْسَانِ
2629 – واللهُ يَصْرِفُ ذَاكَ عَنْ أهْلِ الهُدَى … كَمُحَمَّدٍ ومُذَمَّمٍ اِسْمَانِ
2630 – هُمْ يَشْتُمُونَ مُذَمَّمًا وَمُحَمَّدٌ … عَنْ شَتْمِهِمْ في مَعْزِلٍ وَصِيَانِ
2631 – صَانَ الإلهُ مُحَمَّدًا عَنْ شَتْمِهِمْ … في اللَّفْظِ والمعْنَى هُمَا صَوْنانِ
2632 – كَصِيَانَةِ الأتْبَاعِ عَنْ شَتْمِ المُعَطِّـ … ـلِ لِلمُشَبِّهِ هَكَذَا الإرْثَانِ
2633 – والسَّبُّ مَرْجِعُهُ عَلَيْهِمْ إذْ هُمُ … أَهْلٌ لِكُل مذَمَّةٍ وَهَوَانِ
2634 – وَكَذَا المعَطِّلُ يَلْعَنُ اسْمَ مُشَبِّهٍ … واسْمُ الْمُوحِّدِ في حِمَى الرَّحْمنِ
2635 – هَذِي حِسَانُ عَرَائِسٍ زُفَّتْ لَكُمْ … وَلَدَى المُعَطِّلِ هُنَّ غَيْرُ حِسَانِ
2636 – وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِّ مُوَفَّقٍ … مِنْ غَيْرِ بَوَّابٍ وَلَا اسْتئْذَانِ
2637 – وَيرُدُّهُ المَحْرُومُ مِنْ خِذْلَانِهِ … لَا تُشْقِنَا اللَّهُمَّ بالحِرْمَانِ
2638 – يَا فِرْقَةً نَفَتِ الإلهَ وَقَوْلَهُ … وَعُلُوَّهُ بالجَحْدِ والكُفْرَانِ
2639 – مُوتُوا بِغيْظِكُمُ فَرَبِّي عَالِمٌ … بِسَرَائِرٍ مِنْكُمْ وَخُبْثِ جَنَانِ
2640 – فاللهُ ناصِرُ دِينهِ وَكِتَابِهِ … وَرَسُولِهِ بالعِلْمِ والسُّلْطَانِ
2641 – والحَقُّ رُكْنٌ لَا يَقُومُ لِهَدِّهِ … أَحَدٌ وَلَوْ جُمِعَتْ لَهُ الثَّقَلَانِ
2642 – تُوبُوا إِلى الرَّحْمنِ مِنْ تَعْطِيلكُمْ … فَالرَّبُّ يَقْبَلُ تَوْبَةَ النَّدْمَانِ
2643 – مَنْ تَابَ مِنْكُمْ فالجِنَانُ مَصِيرُهُ … أَوْ مَاتَ جَهْمِيًّا فَفِي النِّيرانِ
* * *
(المتن/146)
فصلٌ في بيانِ اقتضاءِ التَّجهُّمِ والجبرِ والإرجاءِ للخروجِ عن جميعِ دياناتِ الأنبياءِ
2644 – وَاسْمَعْ وعِهْ سِرًّا عَجِيبًا كَانَ مَكْـ … ـتُومًا مِنَ الأقْوَامِ مُنْذُ زَمَانِ
2645 – فأذَعْتُهُ بَعْدَ اللَّتَيَّا والَّتِي … نُصْحًا وَخَوْفَ مَعَرَّةِ الكِتْمَانِ
2646 – جِيمٌ وَجِيمٌ ثُمَّ جِيمٌ مَعْهُمَا … مَقْرونَةً مَعَ أَحْرُفٍ بِوِزَانِ
2647 – فِيها لدَى الأَقْوَامِ طِلَّسْمٌ مَتَى … تَحْلُلْهُ تَحْلُلْ ذِرْوَةَ الْعِرْفَانِ
2648 – فَإذَا رَأيْتَ الثَّوْرَ فِيهِ تَقَارَنَ الـ … جِيمَاتُ بالتَّثْلِيثِ شَرَّ قِرَانِ
2649 – دَلَّتْ عَلَى أنَّ النُّحُوسَ جَمِيعَهَا … سَهْمُ الَّذِي قَدْ فَازَ بالخِذْلَانِ
2650 – جَبْرٌ وإرْجَاءٌ وجِيمُ تَجَهُمٍ … فَتَأمَّلِ الْمَجْمُوعَ في المِيزَانِ
2651 – فاحْكُمْ بِطَالِعِهَا لِمَنْ حَصلَتْ لَهُ … بِخَلَاصِهِ مِنْ رِبْقةِ الإيمَانِ
2652 – فَاحْمِل عَلَى الأقْدَارِ ذَنْبَكَ كُلَّهُ … حَمْلَ الجُذُوعِ عَلَى قُوَى الجُدْرَانِ
2653 – وافْتَحْ لِنَفْسِك بَابَ عُذرِكَ إذْ تَرَى الْـ … أفْعَالَ فِعْلَ الخَالِقِ الدَّيَّانِ
2654 – فَالجَبرُ يُشْهِدُكَ الذُّنُوبَ جَمِيعَهَا … مِثْلَ ارْتعَاشِ الشَّيْخِ ذِي الرَّجَفَانِ
2655 – لَا فَاعِلٌ أبَدًا ولَا هُوَ قَادِرٌ … كالمَيْتِ أُدْرجَ دَاخِلَ الأكْفَانِ
2656 – والأمرُ والنَّهْيُ اللَّذَانِ تَوَجَّهَا … فَهُمَا كأمْرِ العَبْدِ بالطَّيَرَانِ
2657 – وَكَأمْرِهِ الأعْمَى بِنَقْطِ مَصَاحِفٍ … أَوْ شَكْلِهَا حَذَرًا مِنَ الألْحَانِ
2658 – وَإذَا ارْتَفَعْتَ دُرَيْجَةً أخْرَى رَأَيْـ … ـتَ الكُلَّ طَاعَاتٍ بِلَا عِصْيَانِ
2659 – إِنْ قِيلَ قَدْ خَالَفْتَ أمْرَ الشَّرْعِ قُلْ … لَكِنْ أَطَعْتُ إِرَادَةَ الرَّحْمنِ
2660 – وَمُطِيعُ أمْرِ اللهِ مِثْلُ مُطِيعِ مَا … يَقْضِي بِهِ وَكِلَاهُمَا عَبْدَانِ
2661 – عَبدُ الأوَامِرِ مِثْلُ عَبْدِ مَشِيئَةٍ … عِنْدَ المُحَقِّقِ لَيْسَ يَفْتَرقَانِ
2662 – فانْظُرْ إلَى مَا قَادَتِ الجِيمُ الَّتِي … لِلجَبْرِ مِنْ كُفْرٍ وَمِنْ بُهْتَانِ
(المتن/147)
2663 – وَكَذَلِكَ الإرْجَاءُ حِينَ تُقِرُّ بِالْـ … ـمعْبُودِ تُصْبِحُ كَامِلَ الإيمَانِ
2664 – فَارْمِ المصَاحِفَ في الحُشُوشِ وَخرِّب الْـ … ـبَيْتَ العَتِيقَ وَجِدَّ فِي العِصْيَانِ
2665 – واقْتُلْ إذَا مَا اسْطَعْتَ كُلَّ مُوَحْدٍ … وَتَمَسَّحَنْ بِالقَسِّ وَالصُّلْبَانِ
2666 – واشْتُمْ جَمِيعَ المرْسَلِينَ وَمَنْ أَتَوْا … مِنْ عِنْدهِ جَهْرًا بلَا كِتْمَانِ
2667 – وَإذَا رَأيتَ حِجَارَةً فاسْجُدْ لَهَا … بَلْ خِرَّ لِلأصْنَامِ والأوْثانِ
2668 – وأقِرَّ أنَّ اللهَ جَلَّ جَلَالُهُ … هُوَ وَحْدَهُ البَارِي لِذِي الأكْوَانِ
2669 – وأقِرَّ أنَّ رَسُولَهُ حَقًا أَتَى … مِنْ عِنْدِه بالوَحْيِ والقُرْآنِ
2670 – فَتَكُونَ حَقًا مُؤْمِنًا وَجَمِيعُ ذَا … وِزْرٌ عَلَيْكَ وَلَيْسَ بالكُفْرَانِ
2671 – هَذَا هُوَ الإرْجَاءُ عِنْدَ غُلَاتِهِمْ … مِنْ كُلِّ جَهْمِيٍّ أَخِي الشَّيْطَانِ
2672 – فأَضِفْ إِلَى الجِيمَينِ جِيمَ تَجَهُّمٍ … وَانْفِ الصِّفَاتِ وألْقِ بالأرْسَانِ
2673 – قُلْ لَيس فَوْقَ العَرْشِ رَبٌّ عَالِمٌ … بسَرَائِرٍ مِنَّا وَلَا إعْلَانِ
2674 – بَلْ لَيْسَ فَوْقَ العَرْشِ ذُو سَمْعٍ ولَا … بَصرٍ وَلَا عَدْلٍ وَلَا إحْسَانِ
2675 – بَلْ لَيْسَ فَوْقَ العَرْشِ مَعْبودٌ سِوى الْـ … ـعَدَمِ الَّذِي لَا شَيءَ في الأعْيَانِ
2676 – بَلْ لَيْسَ فَوْقَ العَرْشِ مِنْ مُتَكَلِّمٍ … بِأوَامِرٍ وَزَوَاجِرٍ وَقُرَانِ
2677 – كَلَّا ولَا كَلِمٌ إِلَيهِ صَاعِدٌ … أَبَدًا وَلَا عَمَلٌ لِذِي شُكْرَانِ
2678 – أنَّى وَحَظُّ العَرْشِ مِنْهُ كحظِّ مَا … تَحْتَ الثَّرَى عِنْدَ الحَضِيضِ الدَّانِي
2679 – بَلْ نِسْبَةُ الرَّحْمنِ عِنْدَ فَرِيقِهِمْ … لِلْعَرْشِ نِسْبَتُهُ إلَى البُنْيَانِ
2680 – فَعَلَيهمَا اسْتَوْلَى جَمِيعًا قُدْرَةً … وَكلَاهُمَا مِنْ ذَاتِهِ خِلْوَانِ
2681 – هَذَا الَّذِي أَعْطَتْه جيمُ تَجَهُّمٍ … حَثْوَا بِلَا كَيْلٍ وَلَا مِيزَانِ
2682 – تَاللهِ مَا اسْتَجْمَعْنَ عِنْدَ مُعَطِّلٍ … جِيمَاتُهَا وَلَدَيْهِ مِنْ إيمَانِ
2683 – والْجَهْمُ أَصَّلَهَا جَمِيعًا فَاغتَدَتْ … مَقْسُومَةً في النَّاسِ بالمِيزَانِ
2684 – وَالوَارِثُونَ لَهُ عَلَى التَّحْقِيقِ هُمْ … أَصْحَابُهَا لَا شِيعَةُ الإيمَانِ
2685 – لَكِنْ تَقَسَّمَتِ الطَّوَائِفُ قَوْلَهُ … ذُو السَّهْمِ والسَّهْمَيْنِ والسُّهْمَانِ
(المتن/148)
2686 – لَكِنْ نَجَا أَهْلُ الحَديثِ المَحْضِ أتْـ … ـباعُ الرَّسُولِ وَتَابِعُو القُرْآنِ
2687 – عَرفُوا الَّذِي قَدْ قَالَ مَعْ عِلمٍ بِمَا … قَالَ الرَّسُولُ فَهُمْ أولُو العِرْفَانِ
2688 – وَسِوَاهُمُ في الجَهْلِ والدَّعْوَى مَعَ الْـ .. ـكِبْرِ العَظِيمِ وكَثْرةِ الهَذَيانِ
2689 – مَدُّوا يَدًا نَحْوَ العُلَى بتكلُّفٍ … وتخلُّفٍ وتكبُّرٍ وتَوَانِ
2690 – أتُرَى يَنَالُوهَا وَهَذَا شَأْنْهُمْ … حَاشَا العُلَى مِنْ ذَا الزَّبُونِ الفَانِي
* * *
فصلٌ في جوابِ الرَّبِّ تباركَ وتعالَى يومَ القيامة إذا سألَ المعَطِّلَ والمُثْبِتَ عن قولِ كلِّ واحدٍ منهما
2691 – وَسَلِ المُعَطِّلَ مَا تقُولُ إذا أتَى … فِئتَانِ عِنْدَ اللهِ تَختَصمَانِ
2692 – إحْدَاهُمَا حَكَمَتْ عَلَى مَعْبُودِهَا … بِعُقُولِهَا وَبِفِكْرةِ الأَذْهَانِ
2693 – سَمَّتْهُ مَعْقُولًا وَقَالَتْ إِنَّهُ … أَوْلى مِنَ المَنْصُوصِ بالبُرْهَانِ
2694 – والنَّصُّ قَطْعًا لَا يُفِيدُ فَنَحْنُ أوَّ … لْنَا وَفَوَّضْنَا لَنَا قَوْلَانِ
2695 – قَالَتْ وقُلْنَا فِيكَ لَسْتَ بدَاخِلٍ … كَلَّا وَلسْتَ بِخَارجِ الأكْوَانِ
2696 – والعَرْشَّ أخْلَيْنَاهُ مِنْكَ فَلَسْتَ … فَوقَ العَرْشِ لَسْتَ بقابِلٍ لِمكَانِ
2697 – وَكَذَاكَ لَسْتَ بقَائلِ القُرْآنِ بَلْ … قَدْ قَالَهُ بَشَرٌ عَظِيمُ الشَّانِ
2698 – وَنَسَبْتَهُ حَقًّا إليكَ بِنِسْبَةِ التَّـ … ـشَّرِيفِ تَعْظِيمًا لِذا القُرْآنِ
2699 – وكَذَاكَ قُلنَا لَسْتَ تَنزِلُ في الدُّجى … إنَّ النُّزُولَ صِفَاتُ ذِي الجُثْمَانِ
2700 – وَكذَاكَ قلْنَا لَسْتَ ذَا وَجهٍ وَلَا … سَمْعٍ وَلَا بَصَرٍ فَكَيْفَ يَدَانِ؟
2701 – وَكَذَاكَ قلْنَا لَا تُرَى في هَذِهِ الدُّ … نْيَا وَلَا يَوْمَ المعَادِ الثَّانِي
2702 – وَكَذَاكَ قُلْنَا مَا لِفِعْلِكَ حِكْمَةٌ … مِنْ أجْلِهَا خَصَّصْتَهُ بِزمَانِ
2703 – مَا ثَمَّ غَيْرُ مَشِيئَةٍ قَدْ رَجَّحَتْ … مِثْلًا عَلَى مِثْلٍ بِلَا رُجْحَانِ
(المتن/149)
2704 – لَكِنَّ مِنَّا مَنْ يَقُولُ بِحِكْمةٍ … لَيْسَتْ بِوَصْفٍ قَامَ بالرَّحْمْنِ
2705 – هَذَا وَقُلْنَا مَا اقْتَضَتْهُ عُقُولُنا … وَعُقُولُ أشْيَاخٍ ذوي عِرْفَانِ
2706 – قَالُوا لَنَا لَا تَأْخُذُوا بِظَواهِرِ الْـ … ـوَحْيَيْنِ تَنْسَلِخُوا مِنَ الإِيمَانِ
2707 – بَلْ فَكَرُوا بِعُقُولِكُمْ إنْ شِئْتُمُ … أَوْ فَاقْبَلُوا آراءَ عَقْلِ فُلَانِ
2708 – فَلأِجْلِ هَذَا لَمْ نُحَكِّمْ لَفْظَ آ … ثَارٍ وَلَا خَبَرٍ وَلَا قُرْآنِ
2709 – إذْ كُلُّ تِلكَ أدِلَّةٌ لَفْظِيَّةٌ … مَعْزُولَةٌ عَنْ مُقْتضَى البُرْهَانِ
* * *
[فصلٌ]2710 – والآخَرُونَ أَتَوْا بِمَا قَدْ قَالَه … مِنْ غَيْرِ تَحرِيفٍ وَلَا كِتْمَانِ
2711 – قَالُوا تَلَقَّينَا عَقِيدَتَنَا عَنِ الْـ … ـوَحْيَيْنِ بالأَخْبَارِ والقُرْآنِ
2712 – فالحُكْمُ مَا حَكَمَا بِهِ لَا رَأْيُ أهْـ … ـلِ الاخْتِلَافِ وَظَنُّ ذِي الحُسْبَانِ
2713 – آرَاؤهُمْ أحْداثُ هَذَا الدِّينِ نَا … قِضَةٌ لأصْلِ طَهَارَةِ الإيمَانِ
2714 – آرَاؤُهُمْ رِيحُ المقَاعِدِ أيْنَ تِلْـ … ـكَ الرِّيحُ مِنْ رَوْحٍ وَمِنْ رَيحَانِ
2715 – قَالوا وأنتَ رَقيبُنَا وَشَهِيدُنَا … مِنْ فَوْقِ عَرْشِكَ يَا عَظِيمَ الشَّانِ
2716 – إنَّا أَبَيْنَا أنْ نَدِينَ بِبِدْعَةٍ … وَضلَالةٍ أَوْ إِفْكِ ذِي بُهْتَانِ
2717 – لَكِنْ بِمَا قَدْ قُلْتَهُ أَوْ قَالَهُ … مَنْ قَدْ أتَانَا عَنْكَ بالفُرْقَانِ
2718 – وَلِذاكَ فارقْنَاهُمُ حينَ احْتِيَا … جِ النَّاسِ للأنْصارِ والأعْوَانِ
2719 – كَيْلَا نَصِيرَ مَصِيرَهُمْ في يَوْمِنَا … هَذَا وَنَطْمَعُ مِنْكَ بالغُفرَانِ
2720 – فَمَنِ الَّذِي مِنَّا أَحَقُّ بأَمْنِهِ … فاخْتَرْ لِنَفْسكَ يَا أَخَا العِرْفَانِ
2721 – لَا بُدَّ أنْ نَلقَاهُ نَحْنُ وأنتُمُ … في مَوْقِفِ العَرْضِ العَظِيمِ الشَّانِ
2722 – وهُناكَ يَسْألُنَا جَمِيعًا رَبُّنَا … وَلَدَيهِ قَطْعًا نَحْنُ مُخْتَصِمَانِ
2723 – فَنقُولُ قُلْتَ كَذَا وَقَال نَبيُّنَا … أَيْضًا كَذا فإمامُنَا الوَحْيانِ
(المتن/150)
2724 – فافعَلْ بِنَا مَا أَنْتَ أهْلٌ بَعْدَ ذَا … نَحْنُ العَبيدُ وأنْتَ ذُو الإِحْسَانِ
2725 – أَفَتقْدِرُونَ عَلَى جَوَابٍ مِثْلِ ذَا … أَمْ تَعْدِلُونَ إِلَى جَوَابٍ ثَانِ
2726 – ما فِيهِ قَالَ اللهُ قَالَ رسولُه … بلْ فيهِ قُلْنَا مثلَ قولِ فُلَانِ
2727 – وَهُوَ الَّذِي أَدَّتْ إِلَيْهِ عُقُولُنَا … لَمَّا وَزَنَّا الوَحْيَ بالمِيزَانِ
2728 – إنْ كَانَ ذَلِكُمُ الجَوَابُ مُخَلصًا … فَامضُوا عَلَيْهِ يَا ذَوِي العِرْفَانِ
2729 – تاللَّهِ مَا بَعْدَ البَيَانِ لِمنْصِفٍ … إلَّا العِنَادُ ومَرْكَبُ الخِذْلَانِ
* * *
فصلٌ في تحميلِ أهلِ الإِثْبَاتِ لِلمعطِّلِينَ شهادَةً تؤدَّى عندَ رَبِّ العَالَمينَ
2730 – يَا أيُّهَا البَاغِي عَلَى أَتْبَاعِهِ … بالظُّلْمِ والبُهْتَانِ والعُدْوَانِ
2731 – قَدْ حَمَّلُوكَ شَهَادَةً فاشْهَدْ بِهَا … إنْ كُنْتَ مَقْبُولًا لَدَى الرَّحْمنِ
2732 – وَاشْهَدْ عَلَيهِمْ إنْ سُئِلْتَ بأنَّهُمْ … قَالُوا إلهُ العَرْشِ والأكْوَانِ
2733 – فَوْقَ السَّمواتِ العُلى حَقًّا عَلَى الْـ … ـعَرْشِ اسْتَوى سُبْحَانَ ذِي السُّلْطَانِ
2734 – والأمْرُ ينْزِلُ مِنْهُ ثُمَّ يَسِيرُ في الْـ … أقْطَارِ سُبْحَانَ العَظِيم الشَّانِ
2735 – وإِليْهِ يَصْعَدُ مَا يَشاءُ بأمْرهِ … مِنْ طَيِّباتِ القَوْلِ والشُّكرَانِ
2736 – وإليْهِ قَدْ صَعِد الرَّسُولُ وَقَبلَهُ … عِيسَى ابْنُ مَرْيمَ كَاسرُ الصُّلْبَانِ
2737 – وَكَذَلِكَ الأمْلَاكُ تَصْعَدُ دَائِمًا … مِنْ هَهُنَا حَقًّا إِلَى الدَّيَّانِ
2738 – وَكَذَاكَ رُوحُ العَبْدِ بَعْدَ مَمَاتِهَا … تَرْقَى إِلَيهِ وَهْوَ ذُو إيمَانِ
2739 – وَاشْهَدْ عَلَيْهِمْ أنَّهُ سُبْحَانَهُ … مُتَكَلِّمٌ بالوَحْيِ وَالقُرْآنِ
2740 – سَمِعَ الأمِينُ كلَامَهُ مِنْهُ وأدَّ … اهُ إلَى المبْعُوثِ بِالفُرْقَانِ
(المتن/151)
2741 – هُوَ قَوْلُ ربِّ العَالَمِين حَقِيقَةً … لَفْظًا وَمَعْنىً لَيْسَ يَفْتَرِقَانِ
2742 – وَاشْهَدْ عَلَيْهِمْ أنَّهُ سُبْحَانَهُ … قَدْ كَلَّمَ المَوْلُودَ مِنْ عِمْرَانِ
2743 – سَمِعَ ابْنُ عِمْرَانَ الرَّسُولُ كَلَامَهُ … مِنهُ إِلَيْهِ مَسْمَعَ الآذَانِ
2744 – [واشْهَد عَلَيْهمْ أنَّهُمْ قَالُوا بأنَّ م … اللهَ نَادَاهُ بِلَا كِتْمَانِ
2745 – واشْهَدْ عَلَيهِمْ أنَّهُمْ قَالُوا بأنَّ م … اللَّهَ نَادَى قَبْلَهُ الأبَوَانِ
2746 – واشْهَدْ عَلَيهِمْ أنَّهُمْ قَالُوا بأنَّ م … اللَّهَ يَسْمَعُ صَوْتَه الثَّقَلَانِ]2747 – واللَّهُ قَالَ بِنَفْسِهِ لرَسُولهِ … إنِّي أَنَا اللَّهُ العَظِيمُ الشَّانِ
2748 – واللهُ قَالَ بِنَفْسِهِ لرسُولِهِ … اِذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ ذِي الطُّغْيَانِ
2749 – واللهُ قَالَ بِنَفْسِهِ حمَ مَعْ … طَهَ ومَعْ يَسَ قَوْلَ بَيَانِ
2750 – وَاشْهَدْ عَلَيْهِمْ أنّهُمْ وَصَفُوا الإلـ … ـهَ بِكُلِّ مَا قَدْ جَاءَ في القُرْآنِ
2751 – وَبكلِّ مَا قَالَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً … مِنْ غَيْرِ تَحْريفٍ وَلَا عُدْوَانِ
2752 – وَاشْهَدْ عَلَيْهمْ أنَّ قَوْلَ نَبِيِّهِمْ … وَكَلَامَ رَبِّ العَرْشِ ذَا التِّبْيَانِ
2753 – نَصٌّ يُفِيدُ لَدَيْهِمُ عِلْمَ اليقِيـ … ـنِ إفَادَةَ المعلُومِ بالبُرْهَانِ
2754 – وَاشْهَدْ عَلَيْهِمْ أنَّهُمْ قَدْ قَابَلُوا التَّـ … ـعْطِيلَ والتَّمثيلَ بالنُّكْرَانِ
2755 – إنَّ المُعَطِّلَ وَالمُمَثِّلَ مَا هُمَا … مُتَيَقِّنَينِ عِبَادَةَ الرَّحْمنِ
2756 – ذَا عَابِدُ المعْدُومِ لَا سُبْحَانَهُ … أَبَدًا وَهَذَا عَابِدُ الأَوْثَانِ
2757 – وَاشْهَدْ عَلَيهِمْ أنَّهُمْ قَدْ أثْبَتُوا الْـ … أسْمَاءَ والأوْصَافَ لِلدَّيَّانِ
2758 – وَكَذَلِكَ الأحْكَامَ أَحكَامَ الصِّفَا … تِ وَهَذِهِ الأرْكَانُ لِلإِيمَانِ
2759 – قَالَوا عَلِيمٌ وَهْوَ ذُو عِلْمٍ وَيعْـ … ـلَمُ غَايَةَ الإسْرارِ والإعْلَانِ
2760 – وَكَذَا بَصِيرٌ وَهْوَ ذُو بَصَر ويُبْـ … ـصِرُ كُلَّ مَرْئيٍّ وَذِي الألْوَانِ
2761 – وَكَذَا سَمِيعٌ وهو ذو سَمْعٍ ويَسْـ … ـمَعُ كُلَّ مَسمُوعٍ مِنَ الأكْوَانِ
2762 – مُتَكَلِّمٌ وَلَهُ كَلَامٌ وَصْفُهُ … وَيُكلِّمُ المَخْصُوصَ بالرِّضْوانِ
2763 – وَهُوَ القَوِيُّ بقُوَّةٍ هِي وَصْفُهُ … وَعلِيكَ يَقْدِرُ يا أخا السُّلْطَانِ
(المتن/152)
2764 – وَهُوَ المُرِيدُ لَهُ الإرَادَةُ هَكَذَا … أَبَدًا يُرِيدُ صَنَائِعَ الإِحْسَانِ
2765 – والوَصْفُ مَعْنىً قامَ بالموصوفِ والْـ … أسْمَاءُ أعْلَامٌ لَهُ بِوِزَانِ
2766 – أَسْمَاؤُهُ دَلَّتْ عَلَى أَوْصَافِهِ … مُشْتقَّةً مِنْهَا اشْتِقَاقَ مَعَانِ
2767 – وَصِفَاتُهُ دَلَّتْ عَلَى أَسمَائِهِ … والفِعْلُ مُرْتَبِطٌ بِهِ الأمْرَانِ
2768 – والحُكْمُ نِسْبَتُهَا إلَى مُتَعَلَّقَا … تٍ تَقْتَضِي آثارَهَا بِبَيَانِ
2769 – وَلَرُبَّمَا يُعْنَى بِهِ الأخْبَارُ عَنْ … آثَارِها يُعْنَى بِهِ أمْرَانِ
2770 – والفِعْلُ إِعْطَاءُ الإِرَادَةِ حُكْمَهَا … مَعَ قُدْرَةِ الفَعَّالِ والإمْكَانِ
2771 – فَإذَا انْتَفَتْ أوْصَافُهُ سُبْحَانَهُ … فَجَميعُ هَذَا بَيِّنُ البُطْلَانِ
2772 – وَاشْهَدْ عَلَيْهمْ أنَّهُمْ قَالُوا بِهَـ … ذَا كُلِّهِ جَهْرًا بِلَا كِتْمَانِ
2773 – وَاشْهَدْ عَلَيْهِمْ أنَّهُمْ بُرَآءُ مِنْ … تأوِيلِ كُلِّ مُحَرِّفٍ شَيْطَانِ
2774 – وَاشْهَدْ عَلَيْهِمْ أنَّهُمْ يَتَأَوَّلُو … نَ حَقِيقَةَ التَّأوِيلِ في القُرْآنِ
2775 – هُمْ في الحَقِيقَةِ أهْلُ تَأويلِ الَّذِي … يُعْنَى بِهِ لَا قَائِلُ الهَذَيَانِ
2776 – وَاشْهَدْ عَلَيْهمْ أنَّ تأْوِيلَاتِهِمْ … صَرْفٌ عَنِ المرْجُوحِ للرُّجْحَانِ
2777 – واشْهَدْ عَلَيْهمْ أنَّهُمْ حَمَلُوا النُّصُو … صَ عَلَى الحَقِيقَةِ لَا المجَازِ الثَّانِي
2778 – إلَّا إذَا ما اضْطَرَّهُمْ لِمجَازِهَا الـ … ـمُضطَرُّ مِنْ حِسٍّ وَمِنْ بُرْهَانِ
2779 – فَهُنَاكَ عِصْمَتُهَا إبَاحَتُهُ بِغَيْـ … رِ تَجَانُفٍ للإثْمِ والعُدْوَانِ
2780 – واشْهَدْ عَلَيهِمْ أنَّهُمْ لَا يُكْفِرُو … نَكُمُ بِمَا قلْتُمْ مِنَ الكُفْرَانِ
2781 – إذْ أنْتُمُ أهْلُ الجَهَالَةِ عِنْدَهُمْ … لَسْتُمْ أُولي كُفْرٍ وَلَا إيمَانِ
2782 – لَا تَعْرِفُونَ حَقِيقَةَ الكُفْرَانِ بَلْ … لَا تَعْرِفُونَ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ
2783 – إلَّا إذَا عَانَدْتُمُ وَرَدَدْتُم … قَوْلَ الرَّسُولِ لأجْلِ قَوْلِ فُلَانِ
2784 – فَهُنَاكَ أَنْتُمْ أكْفَرُ الثَّقَلْينِ مِنْ … إنسٍ وَجِنٍّ سَاكِني النِّيرانِ
2785 – واشْهَدْ عَلَيْهمْ أنَّهُمْ قَدْ أَثْبَتُوا الْـ … أقْدَارَ وَارِدَةً مِنَ الرَّحْمن
2786 – وَاشْهَدْ عَلَيْهم أنَّ حُجَّةَ ربِّهِمْ … قَامَتْ عَلَيهِمْ وَهْوَ ذُو غُفْرَانِ
(المتن/153)
2787 – واشْهَدْ عَلَيْهمْ أنَّهُمْ هُمْ فَاعِلُو … نَ حَقِيقَةَ الطَّاعَاتِ والعِصْيَانِ
2788 – والجَبْرُ عِنْدَهُمُ مُحَالٌ هَكَذَا … نَفْيُ القَضَاءِ فَبِئْسَتِ الرَّأيانِ
2789 – واشْهَدْ عَلَيهِمْ أنَّ إيمَانَ الوَرَى … قَوْلٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ عَقْدُ جَنَانِ
2790 – وَيزيدُ بالطَّاعَاتِ قَطْعًا هَكَذَا … بالضِّدِّ يُمْسِي وَهْوَ ذُو نُقْصانِ
2791 – واللهِ مَا إيمَانُ عَاصِينَا كإِبـ … ـمَانِ الأَمِينِ مُنَزِّلِ القُرْآنِ
2792 – كَلَّا وَلَا إيمَانُ مُؤْمِنِنَا كإيـ … ـمَانِ الرَّسُولِ مُعَلِّمِ الإيمَانِ
2793 – وَاشْهَدْ عَلَيْهمْ أنَّهُمْ لَمْ يُخْلِدُوا … أهْلَ الكَبَائِرِ في حَمِيمٍ آنِ
2794 – بَلْ يَخْرجُونَ بإذْنِهِ بِشَفَاعَةٍ … وَبِدُونِهَا لِمسَاكِنٍ بِجِنَانِ
2795 – وَاشْهَدْ عَلَيْهمْ أنَّ رَبَّهُمُ يُرَى … يَوْمَ المعَادِ كَمَا يُرَى القَمَرانِ
2796 – وَاشْهَدْ عَلَيْهمْ أنَّ أَصْحَابَ الرَّسُو … لِ خِيَارُ خَلْقِ اللهِ مِنْ إنسَانِ
2797 – حَاشَا النبيِّينَ الكرامِ فإنَّهُمْ … خَيْرُ البَريَّةِ خِيرَةُ الرَّحْمنِ
2798 – وخِيَارُهُمْ خُلَفاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ … وَخِيَارُهُمْ حَقًّا هُمَا العُمَرَانِ
2799 – والسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ أَحَقُّ بالتَّـ … ـقْديمِ مِمَّنْ بعْدَهُمْ ببَيَانِ
2800 – كُلٌّ بِحَسْبِ السَّبْقِ أفْضَلُ رُتبةً … مِنْ لَاحِقٍ والفَضْلُ لِلمنَّانِ
* * *
فصلٌ في عهودِ المثبتينَ لِرَبِّ العالمينَ
2801 – يَا نَاصِرَ الإِسْلَامِ والسُّنَنِ الَّتِي … جَاءَتْ عَنِ المبْعُوثِ بالقُرْآنِ
2802 – يَا مَنْ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ وَقولُهُ … وَلِقَاؤُهُ ورَسُولُهُ بِبَيَانِ
2803 – اشْرَحْ لِدينكَ صَدْرَ كُلِّ مُوحِّدٍ … شَرْحًا يَنَالُ بِهِ ذُرَا الإحْسَانِ
2804 – واجْعَلْهُ مؤتَمًّا بِوَحْيِكَ لَا بِمَا … قَدْ قَالَهُ ذُو الإفْك وَالبُهْتَانِ
(المتن/154)
2805 – وَانْصُرْ بِهِ حِزْبَ الهُدَى واكْبِتْ بِهِ … حِزْبَ الضَّلَالِ وَشِيعَةَ الشَّيْطَانِ
2806 – وانْعَشْ بِهِ مَنْ قَصْدُهُ إحْيَاؤه … وَاعْصمْهُ مِنْ كَيدِ امْرئٍ فَتَّانِ
2807 – وَاصْرِفْ بحقِّكَ عَنْه أهْلَ الزيغِ [والتَّـ … ـبْدِيلِ] والتّكْذِيبِ والطُّغْيَانِ
2808 – فَوَحقِّ نِعْمتِكَ التِي أوْليتَنِي … فَجَعَلتَ قَلْبِي وَاعِيَ القُرْآنِ
2809 – وَكَتَبتَ في قَلْبِي مُتَابَعَةَ الهُدَى … فَقَرأتُ فِيهِ أسْطُرَ الإيمَانِ
2810 – ونَشَلْتَنِي مِنْ بِئْرِ أصْحَابِ الهَوَى … بِحَبائِلٍ مِنْ مُحْكَمِ القرآن
2811 – وَجَعَلْتَ شِرْبِى المَنْهَلَ الْعَذْبَ الَّذِي … هو رأسُ ماءِ الوَارِدِ الظمآنِ
2812 – وَعَصَمْتَنِي مِنْ شُرْبِ سِفْلِ المَاءِ تحْـ … تَ نَجَاسة الآرَاءِ والأذْهَانِ
2813 – وَحَفِظْتَنِي مِمَّا ابتَلَيتَ بِهِ الأُلَى … حَكَمُوا عَلَيْكَ بِشِرْعَةِ البُهْتَانِ
2814 – نَبَذُوا كِتَابَكَ مِنْ وَرَاءِ ظُهُورِهِمْ … وَتمَسَّكُوا بزَخَارِفِ الهذَيَانِ
2815 – وأريتَنِي البِدَعَ المُضِلَّةَ كَيفَ يُلْـ … ـقِيهَا مُزخْرَفةً إِلَى الإنْسَانِ
2816 – شَيْطَانُهُ فَيَظلُّ ينْقُشُهَا لَهُ … نَقْشَ المُشَبِّهِ صورَةً بدِهَانِ
2817 – فيَظُنُّهَا المغْرورُ حَقًّا وَهْيَ في التَّـ … ـحْقِيق مِثْلُ الآلِ فِي القِيعَانِ
2818 – لَأُجَاهِدَنَّ عِدَاكَ مَا أَبْقَيْتَنِي … وَلَأجْعَلَنَ قِتَالَهُمْ دَيْدانِي
2819 – ولَأفْضَحَنَّهُمُ عَلَى رَأسِ المَلَا … ولَأفْرِيَنَّ أَدِيمَهُمْ بِلِسَانِي
2820 – ولَأكْشِفَنَّ سَرَائرًا خَفِيتْ عَلَى … ضُعَفَاءِ خَلقِكَ مِنْهُمُ بِبَيَانِ
2821 – ولأتبعَنَّهُمُ إلَى حَيثُ انْتَهَوْا … حَتَّى يُقَالَ أَبَعْدَ عَبَّادَانِ
2822 – ولَأرْجُمَنَّهُمُ بأعْلَامِ الهُدَى … رَجْمَ المَرِيدِ بثَاقِبِ الشُّهْبانِ
2823 – ولَأقْعُدَنَّ لَهُمْ مَرَاصِدَ كَيْدِهِمْ … وَلأحْصُرنَّهُمُ بِكلِّ مَكَانِ
2824 – ولَأجْعَلَنَّ لُحُومَهُمْ ودِمَاءَهُمْ … في يَوْمِ نَصْرِكَ أعْظَمَ القُرْبَانِ
2825 – ولَأحْمِلَنَّ علَيْهِمُ بعساكرٍ … لَيسَتْ تَفِرُّ إذَا التَقَى الزَّحْفَانِ
2826 – بعَسَاكِرِ الوَحْيَيْنِ والفِطْرَاتِ بالـ … ـمعْقُولِ والمنْقُولِ بالإحْسَانِ
2827 – حتَّى يَبِينَ لِمَنْ لَهُ عَقْلٌ مَنِ الْـ … أَوْلَى بِحُكْمِ العَقْلِ والبرْهَانِ
(المتن/155)
2828 – ولأنْصحَنَّ اللهَ ثُمَّ رَسُولهُ … وكِتَابَهُ وشَرَائِعَ الإيمَانِ
2829 – إنْ شَاءَ رَبِّي ذَا يَكونُ بحَوْلِهِ … أوْ لمْ يَشَأ فالأمْرُ لِلرَّحْمنِ
فصلٌ في شهادةِ أهلِ الإثباتِ على أهلِ التعطيل أنَّه ليسَ في السَّماءِ إلهٌ ولاَ لِلَّه بيننا كلامٌ ولا في القبرِ رَسولٌ
2830 – إنَّا تَحَمَّلْنَا الشَّهَادَةَ بالَّذِي … قُلْتُمْ نُؤَدِّيهَا لَدَى الرّحْمنِ
2831 – مَا عِنْدكُمْ في الأرْض قُرْآنٌ كَلا … مُ اللهِ حَقًّا يَا أُولِي العُدوَانِ
2832 – كَلَّا وَلَا فَوْقَ السَّمَواتِ العُلى … رَبٌّ يُطَاعُ بِواجِبِ الشُّكْرَانِ
2833 – كَلَّا وَلَا في القَبْرِ أيْضًا عِنْدَكُمْ … مِنْ مُرْسَلٍ واللهِ عِنْد لِسَانِ
2834 – [هَاتِيكَ عَوْرَاتٌ ثَلَاثٌ قَدْ بَدَتْ … مِنْكُمْ فَغَطُّوهَا بِلَا رَوَغَانِ]2835 – فَالرُّوحُ عِنْدَكُمُ مِنَ الأعرَاضِ قَا … ئِمَةٌ بِجِسْمِ الحَيِّ كالألْوَانِ
2836 – وَكَذَا صفَاتُ الحَيِّ قَائِمَةٌ بِهِ … مَشْرُوطَةٌ بِحَيَاةِ ذِي الجُثْمَانِ
2837 – فَإذَا انْتَفَتْ تلْكَ الحَيَاةُ فَيَنْتَفِي … مَشْرُوطُهَا بِالعَقْلِ وَالبُرْهَانِ
2838 – وَرِسَالَةُ المبْعُوثِ مَشْرُوطٌ بِهَا … كَصفَاتِهِ بالْعِلْم والإيمَانِ
2839 – فَإِذَا انْتَفَتْ تِلْكَ الحَيَاةُ فَكُلُّ مَشْـ … رُوطٍ بِهَا عَدَمٌ لَدَى الأذْهَانِ
* * *
فصلٌ في الكلامِ في حياةِ الأنبياءِ في قبورِهمْ
2840 – وَلأَجْلِ هَذَا رَامَ نَاصِرُ قَوْلِكُم … تَرقِيعَهُ يَا كَثْرَةَ الخُلْقَانِ
2841 – قَالَ الرَّسُولُ بِقَبْرِهِ حَيٌّ كَمَا … قَدْ كَانَ فَوْقَ الأرْضِ والرُّجْمَانِ
2842 – مِنْ فَوْقِهِ أطْبَاقُ ذَاكَ التُّرْبِ واللَّـ … ـبِنَاتُ قَدْ عُرِضتْ عَلَى الجُدْرَانِ
(المتن/156)
2843 – لَوْ كَان حَيًّا في الضَّرِيحِ حَيَاتَهُ … قَبْلَ الممَاتِ بِغَيْرِ مَا فُرْقَانِ
2844 – مَا كَانَ تَحْتَ الأرْضِ بَلْ مِنْ فَوْقِهَا … واللهِ هَذِي سُنَّةُ الرَّحْمنِ
2845 – أتُرَاهُ تَحْتَ الأرْضِ حَيًّا ثُمَّ لَا … يُفْتِيهمُ بِشَرَائِعِ الإِيمَانِ
2846 – ويُرِيحُ أُمَّتَهُ مِنَ الآراءِ وَالْـ … ـخُلْفِ العَظِيمِ وَسَائِرِ البُهْتَانِ
2847 – أَمْ كَانَ حَيًّا عَاجِزًا عَنْ نُطْقِهِ … وَعَنِ الْجَوَابِ لِسَائِلٍ لَهْفَانِ
2848 – وَعَنِ الْحَرَاكِ فَمَا الحَيَاةُ الَّلاتِ قَدْ … أَثْبَتُّمُوهَا أَوْضِحُوا بِبَيَانِ
2849 – هَذَا ولِمْ لا جَاءَهُ أَصْحَابُهُ … يَشْكُونَ بَأْسَ الفَاجِرِ الفَتَّانِ
2850 – إذْ كَانَ ذَلكَ دَأْبَهُمْ وَنَبِيُّهُمْ … حَيٌّ يُشَاهِدُهُمْ شُهُودَ عِيَانِ
2851 – هَلْ جَاءَكُمْ أَثَرٌ بأنَّ صِحَابَهُ … سَأَلُوهُ فُتْيَا وَهْوَ فِي الأكْفَانِ
2852 – فَأجَابَهُمْ بِجَوَابِ حَيٍّ نَاطِقٍ … فَأتُوا إذًا بالحَقِّ والبُرْهَانِ
2853 – هَلَّا أَجَابَهُمُ جَوَابًا شَافِيًا … إنْ كَانَ حَيًّا نَاطِقًا بِلِسَانٍ
2854 – هَذَا وَمَا شُدَّتْ رَكَائِبُهُ عَنِ الـ … ـحُجُرَاتِ لِلْقَاصِي مِنَ البُلْدَانِ
2855 – مَعَ شِدَّةِ الحِرْصِ العَظِيمِ لَهُ عَلَى … إِرْشَادِهِمْ بِطَرَائِقِ التِّبيَانِ
2856 – أَتُرَاهُ يَشْهَدُ رَأيَهُمْ وَخِلَافَهُمْ … وَيَكُونُ لِلتِّبْيَانِ ذَا كِتْمَانِ
2857 – إنْ قُلْتُمُ سَبَقَ البَيَانُ صَدَقْتُمُ … قَدْ كَانَ بِالتَّكْرَارِ ذا إحْسَانِ
2858 – هَذَا وَكَمْ مِنْ أَمْرٍ اَشْكَلَ بَعْدَهُ … أعْنِي عَلَى العُلَمَاءِ كُلَّ زَمَانِ
2859 – أَوَ مَا تَرَى الفَارُوقَ وَدَّ بأنَّهُ … قَدْ كَانَ مِنْهُ العَهْدُ ذَا تِبْيَانِ
2860 – بِالجَدِّ في مِيرَاثِهِ وَكَلَالَةٍ … وَبِبَعْضِ أبْوَابِ الرِّبَا الفَتَّانِ
2861 – قَدْ قَصَّرَ الفَارُوقُ عِنْدَ فَرِيقكُمْ … إذْ لَمْ يَسَلْهُ وَهْوَ في الأَكْفَانِ
2862 – أَترَاهُمُ يَأتُونَ حَوْلَ ضَرِيحِهِ … لِسُؤَالِ أُمِّهِمُ أَعَزِّ حَصَانِ
2863 – ونبِيُّهُمْ حَيٌّ يُشَاهِدُهُمْ وَيَسْـ … ـمَعُهُمْ وَلَا يَأْتِي لَهُمْ بِبَيَانِ
2864 – أَفَكَانَ يَعْجِزُ أَنْ يُجيبَ بِقَوْلِهِ … إذْ كَانَ حَيًّا دَاخِلَ البُنْيَانِ
2865 – يَا قَوْمَنَا اسْتَحْيُوا مِنَ العُقَلَاءِ والْـ … ـمَبْعُوثِ بالقُرْآنِ وَالرَّحْمنِ
(المتن/157)
2866 – واللهِ لَا قَدْرَ الرَّسُولِ عَرَفْتُمُ … كَلَّا وَلَا لِلنَّفسِ والإنْسَانِ
2867 – مَنْ كَانَ هَذَا القَدْرُ مبلغَ عِلمِهِ … فَلْيَسْتَتِر بالصمْتِ وَالكِتْمَانِ
2868 – وَلَقَدْ أبَانَ اللهُ أَنَّ رَسُولَهُ … مَيْتٌ كَمَا قَدْ جَاءَ فِي القُرْآنِ
2869 – أَفَجَاءَ أنَّ الله بَاعِثُهُ لَنَا … فِي القَبْرِ قَبْلَ قِيَامَةِ الأبْدَانِ
2870 – أَثَلَاثُ مَوْتَاتٍ تَكُونُ لِرُسْلِهِ … وَلِغَيْرهِمْ مِنْ خَلْقِهِ مَوْتَانِ
2871 – إذْ عِنْدَ نَفْخِ الصُّورِ لَا يَبْقَى امرُؤٌ … في الأَرْضِ حَيًّا قَطُّ بالبُرْهَانِ
2872 – أَفَهَلْ يَمُوتُ الرُّسْلُ أمْ يَبْقَوا إذَا … مَاتَ الوَرَى أمْ هَلْ لَكُمْ قَوْلَانِ
2873 – فَتَكَلَّمُوا بِالعِلْمِ لَا الدَّعْوى وَجِيـ … ـئُوا بالدَّليلِ فَنحْنُ ذُو أذْهَانِ
2874 – أَوَ لَمْ يَقُلْ مَنْ قَبلَكُمْ لِلرَّافِعِي الْـ … أصْواتِ حَوْلَ القَبْرِ بالنُّكْرَانِ
2875 – لَا ترْفعُوا الأصْوَاتَ حُرْمَةُ عَبْدِهِ … مَيْتًا كَحُرْمَتِهِ لَدَى الحَيَوانِ
2876 – قَدْ كَان يُمْكِنُهُمْ يَقُولُوا إنَّهُ … حَيٌّ فَغُضُّوا الصَّوْتَ بالإحْسَانِ
2877 – لَكِنَّهُمْ باللَّهِ أَعْلَمُ مِنْكُمُ … وَرَسُولِهِ وَحَقَائِقِ الإيمَانِ
2878 – وَلَقَدْ أَتَوْا يَوْمًا إِلَى العَبَّاسِ يَسْـ … ـتَسقُونَ مِنْ قَحْطٍ وَجَدْبِ زَمَانِ
2879 – هَذَا وَبَيْنَهُمُ وَبَيْنَ نَبِيِّهِمْ … عَرْضُ الجِدَارِ وَحُجْرَةُ النِّسوانِ
2880 – فَنَبِيُّهُمْ حَيٌّ وَيْتَسْقُونَ غَيْـ … ـرَ نَبِيِّهِمْ حَاشَا أولِي الإيمَانِ
* * *
فصلٌ فيما احتجُّوا بهِ على حياةِ الرُّسُلِ في القبورِ
2881 – فَإنِ احْتَجَجْتُمْ بالشَّهِيدِ بأنَّه … حَيٌّ كَمَا قَدْ جَاءَ في القُرْآنِ
2882 – وَالرُّسْلُ أَكْمَلُ حَالَةً مِنْهُ بِلَا … شَكٍّ وَهَذَا ظَاهِرُ التِّبيانِ
2883 – فَلِذَاكَ كَانُوا بِالحَيَاةِ أحَقَّ مِنْ … شُهَدَائِنَا بِالعَقْلِ وَالبُرْهَانِ
2884 – وبِأَنَّ عَقْدَ نِكَاحِه لَمْ يَنْفَسِخْ … فَنِسَاؤُهُ في عِصْمَةٍ وَصِيَانِ
(المتن/158)
2885 – ولأجْلِ هَذَا لمْ يَحِلَّ لِغَيرهِ … مِنْهُنَ وَاحِدةٌ مَدَى الأَزْمَانِ
2886 – أَفَلَيسَ في هَذَا دَلِيلٌ أَنَّهُ … حَيٌّ لِمَنْ كَانَتْ لَهُ أذُنَانِ
2887 – أَوَ لَمْ يَرَ المخْتَارُ مُوسَى قَائِمًا … في قَبْرِهِ لِصلَاةِ ذِي القُرْبَانِ
2888 – أَفَمَيِّتٌ يَأْتِي الصَّلَاةَ وَإنَّ ذَا … عينُ المُحَالِ وواضحُ البُطْلَانِ
2889 – أَوَ لَمْ يَقُلْ إنِّي أرُدُّ عَلَى الَّذِي … يَأْتِي بِتَسْلِيمٍ مَعَ الإحْسَانِ
2890 – أَيَرُدُّ مَيِّتٌ السَّلَامَ عَلَى الَّذِي … يَأْتِي بِهِ هَذَا مِنَ البُهْتَانِ
2891 – هَذَا وَقَدْ جَاءَ الحَدِيثُ بِأنَّهُمْ … أحْيَاءُ في الأجْدَاثِ ذَا تِبْيَانِ
2892 – وبأنَّ أعْمَالَ العِبَادِ عَلَيْهِ تُعْـ … ـرَضُ دَائِمًا في جُمْعَةٍ يَوْمَانِ
2893 – يَوْمَ الخَمِيسِ وَيومَ الاِثنَينِ الَّذِي … قَدْ خُصَّ بالفَضْلِ العَظِيمِ الشَّانِ
* * *
فصلٌ في الجوابِ عمَّا احتجُّوا بهِ في هذهِ المسألةِ
2894 – فَيُقَالُ أَصْلُ دَلِيلِكُمْ في ذَاكَ حُجَّـ … ـتُّنَا عَلَيْكُم وَهْيَ ذَاتُ بَيَانِ
2895 – إنَّ الشَّهِيدَ حَيَاتُهُ مَنْصُوصَةٌ .. لَا بِالْقِيَاسِ القَائِمِ الأرْكَانِ
2896 – هَذَا مَعَ النَّهْيِ المؤَكَّدِ أنَّنَا … نَدْعُوهُ مَيْتًا ذَاكَ فِي القُرْآنِ
2897 – وَنِسَاؤهُ حِلٌّ لَنَا مِنْ بَعْدِهِ … وَالمَالُ مَقْسُومٌ عَلَى السُّهْمَانِ
2898 – هَذَا وَأنَّ الأرْضَ تأْكُلُ لَحْمَهُ … وَسبَاعُهَا مَعَ أُمَّةِ الدِّيدَانِ
2899 – لَكِنَّهُ مَعَ ذَاكَ حَيٌّ فَارحٌ … مُشتَبْشِرٌ بِكَرَامَةِ الرَّحْمنِ
2900 – فَالرُّسْلُ أوْلَى بِالحَيَاةِ لَدَيْهِ مَعْ … مَوْتِ الجُسُومِ وَهَذِهِ الأبْدَانِ
2901 – وَهِيَ الطَّريَّةُ في التُّرَابِ وَأكْلُهَا … فَهُوَ الحَرَامُ عَلَيْه بِالبُرْهَانِ
2902 – وَلِبعْضِ أَتْبَاعِ الرَّسُولِ يَكُونُ ذَا … أَيْضًا وَقَدْ وَجَدُوهُ رَأْيَ عِيَانِ
2903 – فَانْظُرْ إِلَى قَلْبِ الدَّلِيلِ عَلَيْهِمُ … حَرْفًا بِحَرْفٍ ظَاهِرَ التِّبْيَانِ
(المتن/159)
2904 – لَكِنْ رَسُولُ اللهِ خُصَّ نِسَاؤُهُ … بِخَصِيصَةٍ عَنْ سَائِرِ النِّسْوَانِ
2905 – خُيِّرْنَ بَينَ رَسُولِهِ وَسِوَاهُ فَخْـ … ـتَرْنَ الرَّسُولَ لِصِحَّةِ الإِيمَانِ
2906 – شَكَرَ الإلهُ لَهُنَّ ذَاكَ وَرَبُّنَا … سُبْحَانَهُ لِلْعَبدِ ذُو شُكْرَانِ
2907 – قُصِرَ الرَّسُولُ عَلَى أولئِكَ رَحْمَةً … مِنْهُ بِهِنَّ وَشُكْرَ ذِي الإحْسَانِ
2908 – وَكَذَاكَ أَيْضًا قَصْرُهُنَّ عَلَيْهِ مَعْـ … ـلُومٌ بِلَا شَكٍّ وَلَا حُسْبَانِ
2909 – زَوْجَاتُهُ في هَذِهِ الدُّنْيَا وَفِي الْـ … أخْرَى يَقِينًا وَاضِحَ البُرْهَانِ
2910 – فَلِذَا حَرُمْنَ عَلَى سِوَاهُ بَعْدَهُ … إِذْ ذَاكَ صَوْنًا عَنْ فِرَاشٍ ثَانِ
2911 – لَكِنْ أَتَيْنَ بِعِدَّةٍ شَرْعِيَّةٍ … فِيهَا الحِدَادُ وَمَلْزَمُ الأوْطَانِ
2912 – هَذَا وَرُؤْيَتُهُ الْكَليِمَ مُصَلِّيًا … فِي قَبْرهِ أَثَرٌ عَظِيمُ الشَّانِ
2913 – فِي القَلْبِ مِنْهُ حُسَيكَةٌ هَلْ قَالَهُ … فَالحَقُّ مَا قَدْ قَالَ ذُو البُرْهَانِ
2914 – وَلِذَاكَ أَعْرَضَ فِي الصَّحِيحِ مُحَمَّدٌ … عَنْهُ عَلَى عَمْدٍ بِلَا نِسْيَانِ
2915 – وَالدَّارَقُطْنِيُّ الإمَامُ أعَلَّهُ … بِروَايَةٍ مَعْلُومةِ التِّبْيَانِ
2916 – أَنَسٌ يَقُولُ رَأَى الكَليمَ مُصَلِّيًا … فِي قَبْرِهِ فَاعْجَبْ لِذَا العِرْفَانِ
2917 – فَرَوَاهُ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ وَلَيسَ بِالـ … ـمرْفُوعِ وَاشوْقًا إلَى العِرْفَانِ
2918 – بَينَ السِّيَاقِ إلَى السِّيَاقِ تَفَاوُتٌ … لَا تَطَّرِحْهُ فَمَا هُمَا سِيَّانِ
2919 – لَكِنْ تُقَلِّدُ مُسْلِمًا وَسِوَاهُ مِمَّـ … ـنْ صَحَّ هذا عِنْدَهُ بِبَيَانِ
2920 – فَرُوَاتُهُ الأثْبَاتُ أَعْلَامُ الهُدَى … حُفَّاظُ هَذَا الدِّينِ فِي الأزْمَانِ
2921 – لَكِنَّ هَذَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بِهِ … واللَّهُ ذُو فَضلٍ وَذُو إحْسَانِ
2922 – فَرَوى ابْنُ حِبَّانَ الصَّدُوقُ وَغَيْرُهُ … خَبَرًا صَحِيحًا عِنْدَهُ ذَا شَانِ
2923 – فِيهِ صَلَاةُ العَصْرِ فِي قَبْرِ الَّذِي … قَدْ مَاتَ وَهْوَ مُحَقِّقُ الإيمَانِ
2924 – فَتُمَثَّلُ الشَّمْسُ الَّتِي قَدْ كَانَ يَرْ … عَاهَا لأجْلِ صَلَاةِ ذِي القُرْبَانِ
2925 – عِنْدَ الغُرُوبِ يَخَافُ فَوتَ صَلَاتِهِ … فَيقُولُ لِلمَلَكَيْنِ هَلْ تَدَعَانِي
2926 – حَتَّى أُصَلِّي العَصْرَ قَبْلَ فَوَاتِهَا … قَالَا سَتَفْعَلُ ذَاكَ بَعْدَ الآنِ
(المتن/160)
2927 – هَذَا مَعَ الموتِ المحَقَّقِ لَا الّذِي … حُكِيَتْ لَنَا بِثُبُوتِهِ الْقَولانِ
2928 – هَذَا وثابتٌ البُنانِي قَدْ دَعَا الرَّ … حْمنَ دَعْوَةَ صادِقِ الإيقَانِ
2929 – أنْ لَا يَزَالَ مُصَلِّيًا فِي قَبرِهِ … إنْ كَانَ أُعْطِيَ ذَاكَ مِنْ إِنْسَانِ
2930 – لَكِنَّ رُؤيتَهُ لِمُوسَى لَيْلَةَ الْـ … ـمِعْرَاجِ فَوْقَ جَميعِ ذِي الأكْوَانِ
2931 – يَرْويهِ أَصْحَابُ الصِّحَاحِ جَمِيعُهُمْ … وَالقَطْعُ مَوجَبُهُ بِلَا نُكْرَانِ
2932 – وَلِذَاكَ ظُنَّ مُعَارِضًا لِصَلَاتِهِ … فِي قَبْرِهِ إذْ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ
2933 – وَأجِيبَ عَنْهُ بأنَّهُ أُسْرِي بِهِ … لِيَراهُ ثَمَّ مُشَاهَدًا بِعِيَانِ
2934 – فَرَآهُ ثَمَّ وَفِي الضَّرِيحِ وَلَيسَ ذَا … بِتَنَاقُضٍ إذْ أَمْكَنَ الوَقْتَانِ
2935 – هَذَا وَرَدُّ نَبِيِّنَا لِسَلامِ مَنْ … يَأْتِي بِتَسْلِيمٍ مَعَ الإحْسَانِ
2936 – مَا ذَاكَ مُخْتَصًّا بِهِ أيْضًا كَمَا … قَدْ قَالَهُ المبعُوثُ بالفرقانِ
2937 – مَنْ زَارَ قَبْرَ أَخٍ لَهُ فَأَتَى بِتَسْـ … ـلِيمٍ عَلَيْهِ وَهْوَ ذُو إِيمَانِ
2938 – رَدَّ الإلهُ عَلَيْهِ حَقًّا رُوحَهُ … حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ رَدَّ بَيَانِ
2939 – وَحَدِيثُ ذِكْرِ حَيَاتِهمْ بِقُبُورِهِمْ … لَمَّا يَصحَّ وَظَاهِرُ النُّكْرانِ
2940 – فَانظُرْ إِلَى الإسْنَادِ تَعْرِفْ حَالَهُ … إنْ كُنْتَ ذَا عِلْمٍ بِهَذَا الشَّانِ
2941 – هَذَا وَنَحْنُ نَقُولُ هُمْ أَحْيَاءُ لَـ … ـكِنْ عِنْدَنَا كَحَيَاةِ ذِي الأَبْدَانِ
2942 – وَالتُّرْبُ تَحْتَهُمُ وَفَوْقَ رُؤوسِهِمْ … وَعَنِ الشَّمائِلِ ثُمَّ عَنْ أَيْمَانِ
2943 – مِثْلَ الَّذِي قَدْ قُلْتُمُوهُ مَعَاذَنَا … بِاللهِ مِنْ إفْكٍ وَمِنْ بُهْتَانِ
2944 – بَلْ عِنْدَ رَبِّهِمُ تَعَالَى مِثْلَ مَا … قَدْ قَالَ فِي الشُّهَدَاءِ فِي القُرْآنِ
2945 – لَكِنْ حَيَاتُهُمُ أَجَلُّ وَحَالُهُمْ … أَعْلَى وَأكْمَلُ عِنْد ذِي الإحْسَانِ
2946 – هَذَا وَأمَّا عَرْضُ أعْمَالِ العِبَا … دِ عَلَيْهِ فَهْوَ الحَقُّ ذُو إمْكَانِ
2947 – وَأتَى بِهِ أَثَرٌ فَإِنْ صَحَّ الحَديـ … ـثُ بِهِ فَحَقٌّ لَيْسَ ذَا نُكْرَانِ
2948 – لَكِنَّ هَذَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بِهِ … أَيْضًا بآثارٍ رُوِينَ حِسَانِ
2949 – فَعَلَى أَبِي الإنْسَانِ يُعْرَضُ سعْيُهُ … وَعَلَى أَقَارِبهِ مَعَ الإخْوَانِ
(المتن/161)
2950 – إنْ كَانَ سَعْيًا صَالِحًا فَرِحُوا بِهِ … وَاسْتَبشَرُوا يَا لَذَّةَ الفَرْحَانِ
2951 – أوْ كَانَ سَعْيًا سَيِّئًا حَزِنُوا وَقَا … لُوا رَبِّ رَاجِعْهُ إِلَى الإِحْسَانِ
2952 – وَلِذَا اسْتَعَاذَ مِنَ الصَّحَابَةِ مَنْ رَوَى … هَذَا الحَديثَ عَقِيبَهُ بِلِسَانِ
2953 – يَا رَبِّ إِنِّي عَائِذٌ مِنْ خِزْيَةٍ … أَخْزَى بِهَا عِنْدَ القَريبِ الدَّانِي
2954 – ذَاكَ الشَّهيدُ المرْتَضَى ابْنُ رَوَاحَةَ الـ … ـمَحْبُوُّ بِالغُفْرَانِ والرِّضوَانِ
2955 – لَكِنَّ هَذَا ذُو اخْتِصَاصٍ وَالَّذِي … لِلمُصْطَفَى مَا يَعْمَلُ الثَّقَلَانِ
2956 – هَذِي نِهَايَاتٌ لإقْدَامِ الوَرَى … فِي ذَا المقَامِ الضَّنْكِ صَعْبِ الشَّانِ
2957 – وَالحَقُّ فِيهِ لَيْسَ تَحْمِلُهُ عُقُو … لُ بَنِي الزَّمَانِ لِغِلْظَةِ الأذْهَانِ
2958 – وَلِجَهْلِهِمْ بِالرُّوح مَعْ أَحْكَامِهَا … وَصِفَاتِهَا لِلإِلْفِ بالأبْدَانِ
2959 – فَارْضَ الَّذِي رَضِيَ الإِلهُ لَهُمْ بِهِ … أَتُرِيدُ تَنْقُضُ حِكْمَةَ الرَّحمنِ
2960 – هَلْ في عُقُولِهمُ بأنَّ الرُّوحَ فِي … أَعْلَى الرَّفِيقِ مُقِيمَةٌ بِجِنَانِ
2961 – وَتُرَدُّ أوْقَاتَ السَّلَامِ عَلَيْهِ مِنْ … أَتْبَاعِهِ فِي سَائِرِ الأزْمَانِ
2962 – وَكَذَاكَ إنْ زُرْتَ القُبُورَ مُسَلِّمًا … رُدَّتْ لَهُمْ أَرْوَاحُهُمْ لِلآنِ
2963 – فَهُمُ يَرُدُّونَ السَّلَامَ عَلَيكَ لَـ … ـكِنْ لَسْتَ تَسْمَعُهُ بِذِي الآذانِ
2964 – هَذَا وَأجْوَافُ الطّيُورِ الخُضْرِ مَسْـ … ـكَنُهَا لَدَى الجَنَّاتِ والرِّضْوَانِ
2965 – مَنْ لَيْسَ يَحْمِلُ عَقْلُهُ هَذَا فَلَا … تَظْلِمْهُ واعْذُرْهُ عَلَى النُّكْرَانِ
2966 – لِلرُّوحِ شَأنٌ غَيْرُ ذِي الأَكوانِ لَا … تُهمِلْهُ شَأنُ الرُّوحِ أَعْجَبُ شَانِ
2967 – وَهُوَ الَّذِي حَارَ الوَرَى فِيهِ فَلَمْ … يَعْرِفْهُ غَيْرُ الفَرْدِ فِي الأَزْمَانِ
2968 – هَذا وَأمرٌ فَوْقَ ذَا لَوْ قُلتُه … بَادرْتَ بالإنْكَارِ والعُدْوَانِ
2969 – فَلِذَاكَ أمْسَكْتُ العِنَانَ وَلَوْ أَرَى … ذَاكَ الرَّفِيقَ جَرَيْتُ فِي الميْدَانِ
2970 – هَذَا وَقَوْلِي إنَّهَا مَخْلُوقَةٌ … وَحُدُوثُهَا المعْلُومُ بالبُرْهَانِ
2971 – هَذَا وَقَوْلي إنَّهَا لَيْسَتْ كَمَا … قَدْ قَالَ أهْلُ الإفْكِ والبُهْتَانِ
2972 – لَا دَاخِلٌ فِينَا وَلَا هيَ خَارجٌ … عَنَّا كَمَا قَالُوهُ في الدَّيَّانِ
(المتن/162)
2973 – واللهِ لَا الرَّحْمنَ أثْبَتُّم وَلَا … أرْواحَكُمْ يَا مُدَّعِي العِرْفَانِ
2974 – عَطَّلْتُمُ الأبْدَانَ مِنْ أرْوَاحِهَا … وَالعَرْشَ عَطَّلْتُمْ مِنَ الرَّحْمنِ
* * *
فصلٌ في كسرِ المنْجَنِيق الذي نَصَبهُ أهل التَّعطيلِ على معاقلِ الإيمَانِ وحصونِهِ جِيلًا بعد جيل
2975 – لَا يُفْزِعَنْكَ قَعَاقِعٌ وَفَرَاقِعٌ … وَجَعَاجِعٌ عَرِيَتْ عَنِ البُرْهَانِ
2976 – مَا عِنْدَهُمْ شَيءٌ يَهُولُكَ غَيُرُ ذَا … ك المنْجَنِيقِ مقَطَّعَ الأرْكَانِ
2977 – وَهُوَ الَّذِي يَدْعُونَهُ الترْكِيبَ مَنْـ … ـصُوبًا عَلَى الإثْبَاتِ مُنْذُ زَمَانِ
2978 – أَرَأيْتَ هَذَا المَنْجَنِيقَ فإنَّهُمْ … نَصبُوهُ تَحْتَ مَعَاقِلِ الإِيمَانِ
2979 – بَلَغَتْ حِجَارَتُهُ الحُصُونَ فَهَدَّتِ الشُّـ … ـرُفَاتِ واستَولَتْ عَلَى الجُدْرَانِ
2980 – لِلّهِ كَمْ حِصْنٍ عَلَيْهِ اسْتَولَتِ الْـ … ـكفَّارُ مِنْ ذَا المَنْجَنيقِ الجَانِي
2981 – واللهِ مَا نَصَبُوه حَتَّى عَيَّرُوا … قَصْدًا عَلَى الحِصْنِ العَظيمِ الشَّانِ
2982 – وَمِنَ البَليَّةِ أَنَّ قَوْمًا بَيْنَ أهْـ … ـلِ الحِصْنِ وَاطَوهُمْ عَلَى العُدْوانِ
2983 – وَرَمَوْا بِهِ مَعَهُمْ وَكَانَ مُصَابُ أهْـ … ـلِ الحِصْنِ مِنْهُمْ فَوْقَ ذِي الكُفْرَانِ
2984 – فَتركَّبتْ مِن كُفْرِهِمْ وَوِفِاقِ مَنْ … فِي الحِصْنِ أَنْوَاعٌ مِنَ الطُّغْيانِ
2985 – وَجَرتْ عَلَى الإسْلَامِ أعْظَمُ مِحْنةٍ … مِنْ ذَيْنِ تَقْديرًا مِنَ الرَّحْمنِ
2986 – وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَ دِينَهُ الرَّ … حْمنُ كَانَ كَسَائِرِ الأَدْيَانِ
2987 – لَكِنْ أقَامَ لَهُ الإِلهُ بِفَضْلِهِ … يَزَكًا مِنَ الأَنْصَارِ والأَعْوَانِ
2988 – فَرَمَوْا عَلَى ذَا المَنْجَنِيقِ صَوَاعِقًا … وَحِجَارَةً هَدَّتْهُ لِلأَرْكَانِ
2989 – فَاسْأَلهُمُ مَاذَا الَّذِي يَعْنُونَ بالتَّـ … ـركِيبِ فالتَّركِيبُ سِتُّ مَعَانِ
(المتن/163)
2990 – إِحدَى مَعَانِيهِ هُوَ التَّركِيبُ مِنْ … مُتَبَايِنٍ كَترَكُّبِ الحَيَوَانِ
2991 – مِنْ هَذِهِ الأَعْضَا، كَذَا أعْضَاؤهُ … قَدْ رُكِّبتْ مِنْ أرْبَعِ الأَرْكَانِ
2992 – أَفَلَازِمٌ ذَا لِلصِّفَاتِ لربِّنَا … وَعُلُوِّه مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ
2993 – وَلَعَلَّ جَاهِلَكُمْ يَقُولُ مُبَاهِتًا … ذَا لَازِمُ الإثْبَات بالبُرْهَانِ
2994 – فَالبَهْتُ عِنْدَكُمُ رَخيصٌ سِعْرُهُ … حَثْوًا بِلَا كَيْلٍ وَلَا مِيزَانِ
2995 – هَذا وَثَانِيهَا فترْكيبُ الجِوا … رِ وَذَاكَ بَيْنَ اثْنَينِ يَفْتَرقَانِ
2996 – كَالجِسْرِ والبَابِ الَّذِي تركيبُه … بِجِوَارِهِ لِمَحَلّهِ مِنْ بَانِ
2997 – والأوَّلُ المدعُوُّ ترْكِيبَ امْتِزَا … جٍ واختِلاطٍ وَهْوَ ذُو تِبْيَانِ
2998 – أَفَلَازِمٌ ذَا مِنْ ثُبُوتِ صِفَاتِهِ … أيضًا تَعَالَى اللَّهُ ذُو السُّلْطَانِ
2999 – والثَّالِثُ التَّرْكيبُ مِنْ مُتَمَاثِلٍ … يُدْعَى الجَوَاهِرَ فَرْدَةَ الأَكْوَانِ
3000 – والرَّابعُ الجِسْمُ المركَّبُ مِنْ هَيُو … لَاهُ وَصُورَتِهِ لَدَى اليُونَانِ
3001 – والجِسْمُ فَهْوَ مركَّبٌ مِنْ ذَينِ عِنْـ … ـدَ الفَيْلَسُوفِ وَذَاكَ ذُو بُطْلَانِ
3002 – وَمِنَ الجَواهِرِ عِنْدَ أربَابِ الكَلَا … مِ وَذَاكَ أيْضًا وَاضِحُ البُطْلَانِ
3003 – فالمُثْبِتُونَ الجَوْهَرَ الفَرْدَ الَّذِي … زعَمُوهُ أصْلَ الدِّينِ والإيمَانِ
3004 – قَالوا بِأنَّ الجِسْمَ مِنْهُ مُرَكَّبٌ … وَلَهُمْ خِلَافٌ وَهْوَ ذُو ألْوَانِ
3005 – هَلْ يُمكِنُ التَّركِيبُ مِنْ جُزْأَينِ أَوْ … مِن أرْبَعٍ أوْ سِتَّةٍ وثَمَانِ
3006 – أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ قَدْ حَكَاهَا الأَشْعَريُّ م … لَدَى مقالَاتٍ على التِّبْيَانِ
3007 – أَفَلَازِمٌ ذَا مِنْ ثُبُوتِ صِفَاتِهِ … وَعُلُوِّهِ سُبحَانَ ذِي السُّبْحَانِ
3008 – وَالحَقُّ أنَّ الجِسْمَ لَيْسَ مُرَكَّبًا … مِنْ ذَا وَلَا هَذَا هُمَا عَدَمَانِ
3009 – وَالجَوْهَرُ الفَرْدُ الَّذِي قَدْ أَثْبَتُو … هُ لَيْسَ ذَا إمْكَانِ
3010 – لَوْ كَانَ ذَلِكَ ثَابِتًا لَزِمَ المُحَا … لُ الواضِحُ البُطْلَانِ والبُهْتَانِ
3011 – مِنْ أَوْجُهٍ شَتَّى وَيَعْسُرُ نَظْمُهَا … جِدًّا لأَجْلِ صُعُوبَةِ الأوْزَانِ
3012 – أَتكُونُ خَرْدَلةٌ تُسَاوِي الطَّودَ فِي الْـ … أجْزَاءِ فِي شيءٍ مِنَ الأذْهَانِ
(المتن/164)
3013 – إِذْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا أَجْزَاؤهُ … لَا تَنْتَهِي بِالعَدِّ والحُسْبَانِ
3014 – وَإذَا وَضَعْتَ الجَوْهَرَيْنِ وَثَالِثًا … فِي الوَسْطِ وَهْوَ الحَاجِزُ الوَسْطَاني
3015 – فَلأَجْلِهِ افْتَرَقَا فَلَا يَتَلَاقَيَا … حَتَّى يَزُولَ إذًا فَيلْتَقِيَانِ
3016 – مَا مَسَّه إِحْدَاهُمَا مِنْهُ هُوَ الـ … ـمَمْسُوسُ لِلثَّانِي بِلَا فُرْقَانِ
3017 – هَذا مُحَالٌ أوْ تَقُولُوا غَيْرَهُ … فَهوَ انْقِسَامٌ وَاضِحُ التِّبْيَانِ
3018 – وَالخَامِسُ التَّركيبُ مِنْ ذَاتٍ مَعَ الْـ … أوْصافِ هَذَا باصْطِلَاحٍ ثَانِ
3019 – سَمَّوهُ تَرْكِيبًا وَذَلِكَ وَضْعُهُمْ … مَا ذَاكَ فِي عُرْفٍ وَلَا قُرْآنِ
3020 – لَسْنَا نُقِرُّ بِلَفْظَةٍ مَوْضُوعَةٍ … بالاصْطِلَاحِ لِشِيعَةِ اليُونَانِ
3021 – أَوْ مَنْ تَلَقَّى عَنْهُمُ مِنْ فِرْقَةٍ … جَهْمِيَّةٍ لَيْسَتْ ذَوي عِرْفَانِ
3022 – في وَصْفِهِ سُبْحَانَهُ بِصِفَاتِهِ الْـ … ـعُلْيَا، وَنَتْرُكُ مُقْتَضَى القُرْآنِ
3023 – وَالعَقْلِ والفِطْرَاتِ أَيْضًا كُلِّهَا … قَبْلَ الفَسَادِ وَمُقْتَضَى الْبُرْهَانِ
3024 – سَمُّوهُ مَا شئْتُمْ فَلَيسَ الشَّأنُ فِي الْـ … أسْمَاءِ ما الأَلقَابُ ذَاتِ الشَّانِ
3025 – هَلْ مِنْ دَلِيلٍ يَقْتَضِي إِبْطَالَ ذَا التَّـ … ـرْكِيبِ مِنْ عَقْلٍ وَمِنْ فُرْقَانِ
3026 – واللهِ لَوْ نُشِرَتْ شُيُوخُكُمُ لَمَا … قَدَرُوا عَلَيْهِ ولوْ أتَى الثَّقَلانِ
3027 – وَالسَّادِسُ التَّرْكِيبُ مِنْ مَاهِيَّةٍ … وَوُجُودِهَا مَا ههُنَا شَيْئَانِ
3028 – إلَّا إذَا اخْتلَفَ اعْتِبَارُهُمَا فَذَا … فِي الذِّهْنِ والثَّانِي فَفِي الأعْيَانِ
3029 – فَهُنَاكَ يُعْقَلُ كَوْنُ ذَا غَيرًا لِذي … فَعَلى اعْتِبَارِهِمَا هُمَا غَيْرَانِ
3030 – أَمَّا إذَا اتَّحَدَا اعْتِبَارًا كَانَ نَفْـ … ـسُ وُجُودِهَا هُوَ ذَاتَهَا لَا ثَانِي
3031 – مَنْ قَالَ شَيْئًا غَيرَ ذَا كَانَ الَّذِي … قَدْ قَالَهُ ضرْبًا مِنَ الغُفْلانِ
3032 – هَذَا وَكَمْ خَبطٍ هُنَا قَدْ زَال بالتَّـ … ـفْصيلِ وَهْوَ الأَصْلُ فِي العِرْفَانِ
3033 – وَابْنُ الخَطِيبِ وَغيرُه مِنْ بَعْدِهِ … لَمْ يَهْتَدُوا لِمَواقِعِ الفُرْقَانِ
3034 – بَلْ خَبَّطُوا نَقْلًا وَبَحْثًا أَوْجَبَا … شَكًّا لِكُلِّ مُلَدَّدٍ حَيْرَانِ
3035 – هَلْ ذَاتُ رَبِّ العَالَمِينَ وُجُودُهُ … أَمْ غَيْرُهُ فَهُمَا إذًا شَيْئَانِ
(المتن/165)
3036 – فَيَكُونُ تَرْكِيبًا مُحَالًا ذَاكَ إنْ … قُلْنَا بِهِ فَيَصِيرُ ذَا إمْكَانِ
3037 – وَإذَا نَفَينَا ذَاكَ صَارَ وُجُودُهُ … كَالمُطْلَقِ الموْجُودِ فِي الأذْهَانِ
3038 – وَحَكَوْا أَقَاوِيلًا ثَلَاثًا ذَيْنِكَ الـ … ـقَوْلَيْنِ إطْلَاقًا بِلَا فُرْقَانِ
3039 – والثَّالِثُ التَّفْرِيقُ بَينَ الوَاجِبِ الْـ … أعْلَى وَبَيْنَ وُجُودِ ذِي الإمْكَانِ
3040 – وَسَطَوْا عَلَيهَا كُلِّهَا بالنَّقْضِ والْـ … إبْطَالِ والإشكال لِلأَذهانِ
3041 – حَتَّى أَتَى مِنْ أَرْضِ آمِدَ آخِرًا … ثَورٌ كَبِيرٌ بَلْ حَقِيرُ الشَّانِ
3042 – قالَ الصَّوَابُ الوَقْفُ فِي ذَا كُلِّهِ … والشَّكُ فِيهِ ظَاهِرُ التِّبْيانِ
3043 – هَذَا قُصَارَى بَحْثِهِ وَعُلُومِهِ … أنْ شَكَّ فِي اللهِ العَظِيمِ الشَّانِ
* * *
فصلٌ في أحكام هذِهِ التَّراكيبِ السِّتةِ
3044 – فَالأوَّلَانِ حَقِيقَةُ التَّرْكِيبِ لَا … تَعْدُوهُمَا فِي اللَّفْظِ والأذْهَانِ
3045 – وَكَذَلِكَ الأَعْيَانُ أَيْضًا إنّمَا التَّـ … ـركِيبُ فِيهَا ذَانِكَ النَّوْعَانِ
3046 – والأوْسَطَانِ هُمَا اللَّذَانِ تَنَازَعَ الـ … ـعُقَلَاءُ فِي تَرْكِيبِ ذِي الجُثْمَانِ
3047 – وَلَهُمْ أَقَاوِيلٌ ثَلَاثٌ قَدْ حَكَيْـ … ـنَاهَا وَبيَّنَّا أَتَمَّ بَيَانِ
3048 – وَالآخِرَانِ هُمَا اللَّذَانِ عَلَيهِمَا … دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ الَّتِي تَرَيَانِ
3049 – أَنْتُمْ جَعَلْتُمْ وَصْفَهُ سُبْحَانَهُ … بِعُلُوِّهِ مِنْ فَوْقِ ذِي الأكْوَانِ
3050 – وَصِفَاتِهِ العُلْيَا الَّتِي ثبتَتْ لَهُ … بِالنَّقْلِ وَالمَعْقُولِ ذِي البُرْهَانِ
3051 – مِنْ جُمْلةِ التَّرْكِيبِ ثُمَّ نَفَيْتُمُ … مَضمُونَهُ مِنْ غَيْرِ مَا بُرْهَانِ
3052 – فَجَعَلْتُمُ الْمِرْقَاةَ لِلتَّعْطِيلِ هَـ … ذَا الاصْطِلاحَ وذَا مِنَ الْعُدْوانِ
3053 – لَكِنْ إِذَا قِيلَ اصطلَاحٌ حَادِثٌ … لَا حَجْرَ فِي هَذَا عَلَى إنسَانِ
3054 – فَنَقُولُ نَفْيُكُمُ بِهَذَا الاصْطِلَا … حِ صفَاتِهِ هُوَ أَبْطَلُ البُطْلَانِ
(المتن/166)
3055 – وَكَذَاكَ نَفْيُكُمُ بِهِ لِعُلُوِّهِ … فَوْقَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ كُلِّ مَكَانِ
3056 – وَكَذَاكَ نَفْيُكُمُ بِهِ لِكَلَامِهِ … بِالوَحْي كالتَّورَاةِ والقُرْآنِ
3057 – وَكَذَاكَ نَفْيُكُمُ لِرؤْيتِنَا لَهُ … يَوْمَ المَعَادِ كَمَا يُرَى الْقَمَرَانِ
3058 – وكَذَاكَ نَفيُكُمُ لِسَائِرِ مَا أَتَى … فِي النَّقْلِ مِنْ وَصْفٍ بِغَيْرِ مَعَانِ
3059 – كَالوَجْهِ والْيَدِ والأصَابعِ والَّذِي … أبدًا يسُوءُكُمُ بِلَا كِتْمَانِ
3060 – وَبِوُدِّكُمْ لَوْ لَمْ يَقُلْهُ ربُّنَا … وَرَسُولُهُ المبْعُوثُ بالبُرْهَانِ
3061 – وَبوُدِّكُمْ واللهِ لَمَّا قَالَهُ … أنْ لَيْسَ يَدْخُلُ مَسْمَعَ الإنْسَانِ
3062 – قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى اسْتِنَادِ الْكَوْنِ أَجْـ … ـمَعِهِ إلَى خَلَّاقِهِ الرَّحْمنِ
3063 – مَا قَامَ قطُّ عَلَى انْتِفَاءِ صِفَاتِهِ … وَعُلُوِّهِ مِنْ فَوْقِ ذِي الأكْوَانِ
3064 – هُوَ وَاحِدٌ فِي وَصْفِهِ وَعُلُوِّهِ … مَا لِلْوَرَى رَبٌّ سِوَاهُ ثَانِ
3065 – فَلأَيِّ مَعْنىً تَجْحَدُونَ عُلُوهُ … وَصِفَاتِهِ بِالفَشْرِ والهَذَيَانِ
3066 – هَذَا وَمَا المَحْذُورُ إِلَّا أَنْ يُقَا … لَ مَعَ الإلهِ لَنَا إِلهٌ ثَانِ
3067 – أَوْ أَنْ يُعَطَّلَ عَنْ صِفَاتِ كَمَالِهِ … هَذَانِ مَحْذُورَانِ مَحْظُورَانِ
3068 – أمَّا إِذَا مَا قِيلَ رَبٌّ وَاحِدٌ … أَوْصَافُهُ أَرْبَتْ عَلَى الحُسْبَانِ
3069 – وَهُوَ القَديمُ فَلَمْ يَزَلْ بصِفَاتِهِ … مُتَوحِّدًا بَلْ دَائِمَ الإحْسَانِ
3070 – فَبِأيِّ بُرْهَانٍ نَفَيْتُمْ ذَا وقُلْـ … ـتُمْ لَيْسَ هَذَا قَطُّ فِي الإمْكَانِ
3071 – فَلئِنْ زَعَمْتُمْ أَنهُ نَقْصٌ فَذَا … بَهْتٌ فَمَا في ذا مِن النُّقصانِ
3072 – النَّقْصُ فِي أمْرَيْنِ سَلْبُ كَمَالِهِ … أَوْ شِرْكَةٌ لِلوَاحِدِ الرَّحْمنِ
3073 – أَتكُونُ أوْصَافُ الكَمَالِ نَقِيصَةً … فِي أَيِّ عَقْلٍ ذَاكَ أَمْ قُرْآنِ؟
3074 – إنَّ الكَمَالَ بِكَثْرَةِ الأوْصَافِ لَا … فِي سَلْبِهَا ذَا واضَحُ البُرْهَانِ
3075 – مَا النَّقْصُ غَيْرَ السَّلْبِ قطُّ وكُلُّ نَقْـ … ـصٍ أَصلُهُ سَلْبٌ وَهَذَا وَاضِحُ التِّبْيَانِ
3076 – فَالجَهْلُ سَلْبُ العِلْمِ وَهْوَ نَقِيصَةٌ … وَالظُّلْمُ سَلْبُ العَدْلِ والإحْسَانِ
3077 – مُتَنَقِّصُ الرَّحْمنِ سَالِبُ وَصْفِهِ … حَقًّا تَعَالَى اللهُ عَنْ نُقْصانِ
(المتن/167)
3078 – وَكَذَا الثَّنَاءُ عَلَيْهِ ذِكْرُ صِفَاتِهِ … وَالحَمْدُ والتَّمْجِيدُ كُلَّ أَوَانِ
3079 – وَلِذَاكَ أَعْلَمُ خَلْقِهِ أَدْرَاهُمُ … بِصِفَاتِهِ مَنْ جَاءَ بِالْقُرْآنِ
3080 – وَلَهُ صِفَاتٌ لَيْسَ يُحْصِيهَا سِوَا … هُ مِنْ مَلَائِكَةٍ وَلَا إِنْسَانِ
3081 – وَلِذَاكَ يُثْنِي فِي القِيَامَةِ سَاجدًا … لَمَّا يَرَاهُ المُصْطَفَى بِعِيَانِ
3082 – بثَنَاءِ حَمْدٍ لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الدُّ … نْيَا لِيُحْصِيَه مَدَى الأَزْمَانِ
3083 – وَثَنَاؤُهُ بصِفَاتِهِ لَا بِالسُّلُو … بِ كَمَا يَقولُ العَادِمُ العِرْفَانِ
3084 – وَالعَقْلُ دَلَّ عَلَى انْتِهَاءِ الْكَوْنِ أجْـ … ـمَعِهِ إلَى رَبِّ عَظِيمِ الشَّانِ
3085 – وثُبوتُ أَوْصَافِ الكَمَالِ لِذَاتِهِ … لَا يَقْتَضي إبطَالَ ذَا البُرْهَانِ
3086 – وَالكَوْنُ يَشْهدُ أنَّ خَالِقَهُ تَعَا … لَى ذُو الكَمَالِ وَدَائِمُ السُّلْطَانِ
3087 – وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سُبْحَانَهُ … فَوْقَ الوُجُودِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ
3088 – وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سُبْحَانَهُ الـ … ـمَعْبُودُ لَا شَيْءٌ مِنَ الأكْوَانِ
3089 – وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سُبْحَانَهُ … ذُو حِكْمَةٍ فِي غَايَةِ الإِتْقَانِ
3090 – وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سبحانه … ذُو قُدْرَةٍ حَيٌّ عَلِيمٌ دَائِمُ الإحْسَانِ
3091 – وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ الفَعَّالُ حَقّـ … ـًا كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا فِي شَانِ
3092 – وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ المخْتَارُ فِي … أَفْعَالِهِ حَقًّا بِلَا نُكْرَانِ
3093 – وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ الحَيُّ الَّذِي … مَا لِلْمَمَاتِ عَلَيْهِ مِنْ سُلْطَانِ
3094 – وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ القَيُّومُ قَا … مَ بِنَفْسِهِ وَمُقِيمُ ذِي الأكْوَانِ
3095 – وَكَذاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ ذُو رَحْمَةٍ … وإرَادَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَحَنَانِ
3096 – وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ لسُبْحَانَهُ … مُتَكَلِّمٌ بِالوَحْيِ والقُرْآنِ
3097 – وَكذاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سُبْحَانَهُ الْـ … ـخَلَّاقُ بَاعِثُ هَذِهِ الأبْدَانِ
3098 – لَا تَجْعَلُوهُ شَاهِدًا بالزورِ والتَّـ … ـعْطِيلِ تِلْكَ شهَادَةُ البُطْلَانِ
3099 – وَإذَا تأمَّلْتَ الوُجُودَ رَأيتَهُ … إنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ زُمْرَةِ العُمْيَانِ
3100 – بِشَهَادَةِ الإِثْبَاتِ حَقًّا قَائِمًا … لِلَّهِ لَا بِشَهَادَةِ النُّكْرَانِ
(المتن/168)
3101 – وَكَذاكَ كُتْبُ اللهِ شَاهِدةٌ بِهِ … أيْضًا فَهَذا مُحْكَمُ القُرْآنِ
3102 – وَكَذَاكَ رُسْلُ اللهِ شَاهِدَةٌ بِهِ … أيْضًا فَسَلْ عَنْهُمْ عَلِيمَ زَمانِ
3103 – وَكَذَلِكَ الفِطَرُ الَّتِي مَا غُيِّرَتْ … عَنْ أَصْلِ خِلْقَتِهَا بأمْرٍ ثَانِ
3104 – وَكَذَا العُقُولُ الْمُسْتَنِيراتُ الَّتِي … فِيهَا مَصَابِيحُ الهُدَى الرَّبَّانِي
3105 – أَتَرَوْنَ أنَّا تَارِكُو ذَا كُلِّهِ … لِشَهَادَةِ الجَهْمِيِّ والْيُونَانِي
3106 – هَذِي الشُّهودُ فإنْ طَلَبْتُمْ شَاهِدًا … مِنْ غَيْرِهَا سَيَقُومُ بعْدَ زَمَانِ
3107 – إِذْ ينْجلي هَذَا الغُبَارُ فيَظْهَرُ الْـ … ـحَقُّ المُبِينُ مُشَاهَدًا بِعِيَانِ
3108 – فَإذَا نَفَيتُمْ ذَا وَقُلْتُمْ إنَّهُ … مَلْزُومُ تَرْكِيبٍ فَمَنْ يَلْحَانِي
3109 – إنْ قُلتُ لَا عَقْلٌ وَلا لسَمعٌ لَكُمْ … وَصَرَخْتُ فِيما بَيْنَكُمْ بِأذَانِ
3110 – هَلْ يُجْعَلُ المَلْزُومُ عَينَ اللَّازِمِ الْـ … ـمَنْفِيِّ هَذَا بَيِّنُ البُطْلَانِ
3111 – فَالشَّيءُ لَيْسَ لِنَفْسِهِ يَنْفي لَدَى … عَقْلٍ سَلِيمٍ يَا ذوِي العِرْفَانِ
3112 – قُلْتُمْ نَفَيْنَا وَصْفَهُ وَعُلُوَّهُ … مِنْ خَشْيَةِ التَّركيبِ والإمْكَانِ
3113 – لَوْ كَانَ مَوْصُوفًا لَكَانَ مُرَكَّبًا … وَالْوَصْفُ وَالتَّرْكِيبُ مُتَّحِدَانِ
3114 – أَوْ كَانَ فَوْقَ العَرْشِ كَانَ مُرَكَّبًا … فَالْعَرشُ والتَّركِيبُ مُتَّفِقَانِ
3115 – فَنَفَيْتُمُ التَّرْكِيبَ بالتَّركِيبِ مَعْ … تَغْييرِ إحْدَى اللفْظَتَيْنِ بِثَانِ
3116 – بَلْ صُورَةُ البُرْهَانِ أَصْبَحَ شَكْلُهَا … شَكلًا عَقِيمًا لَيْسَ ذَا بُرْهَانِ
3117 – لَوْ كَانَ مَوْصُوفًا لَكَانَ كَذَاكَ مَوْ … صُوفًا وَهَذَا حَاصِلُ البُرْهَانِ
3118 – فَإذَا جَعَلْتُمْ لَفْظَةَ التَّركِيبِ بالْـ … ـمعْنى الصَّحِيح أمَارَةَ البُطْلَانِ
3119 – جِئْنَا إِلَى المَعْنَى فَخَلَّصْناهُ مِنْـ … ـهَا واطَّرَحْنَاهَا اطِّرَاحَ مُهَانِ
3120 – هِيَ لَفْظَةٌ مَقْبُوحَةٌ بِدْعِيَّةٌ … مَذْمُومَةٌ مِنَّا بِكُلّ لِسَانِ
3121 – وَاللَّفْظُ بالتَّوْحِيدِ نَجْعَلُهُ مَكَا … نَ اللَّفْظِ بالتَّرْكِيبِ فِي التِّبْيَانِ
3122 – وَاللَّفْظُ بالتَّوحيد أوْلَى بِالصِّفَا … تِ وَبالْعُلُوِّ لِمَنْ لَهُ أُذُنَانِ
3123 – هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِنْدَ الرُّسْلِ لَا … أَصْحَابِ جَهْمٍ شِيعَةِ الكُفْرانِ
* * *
(المتن/169)
فصلٌ في أقسامِ التوحيدِ والفرقِ بين توحيدِ المرسلينَ وتوحيدِ النفاةِ المعطلينَ
3124 – فَاسْمَعْ إذًا أنْواعَهُ هِيَ خَمْسَةٌ … قَدْ حُصِّلَتْ أَقْسَامُهَا بِبَيَانِ
3125 – تَوحِيدُ أتْبَاعِ ابن سِينَا وَهْوَ مَنْـ … ـسُوبٌ لآرِسطُو مِنَ الْيُونَانِ
3126 – مَا لِلإِلهِ لَدَيْهِمُ مَاهِيَّةٌ … غَيْرُ الوُجُودِ المُطْلَقِ الوَحْدَاني
3127 – مَسْلُوبُ أوْصَافِ الكَمَالِ جَميعِهَا … لَكِنْ وُجُودٌ حَسْبُ لَيْسَ بِفَانِ
3128 – مَا إنْ لَهُ ذَاتٌ سِوَى نَفْسِ الوُجُو … دِ المطْلَقِ المسْلُوبِ كلَّ مَعَانِ
3129 – فَلذَاكَ لَا سَمْعٌ وَلَا بَصَرٌ وَلَا … عِلْمٌ وَلَا قَوْلٌ مِنَ الرَّحْمنِ
3130 – وَكذَاكَ قَالُوا لَيْسَ ثَمَّ مَشِيئَةٌ … وَإرَادَةٌ لِوُجودِ ذِي الأكْوَانِ
3131 – بَلْ تِلكَ لازمَةٌ لَهُ بالذَّاتِ لَمْ … تَنْفَكَّ عَنْهُ قطُّ فِي الأزْمَانِ
3132 – مَا اخْتَارَ شَيئًا قَطُّ يَفْعَلُهُ وَلَا … هَذَا لَهُ أبَدًا بِذِي إمْكَانِ
3133 – وَبَنَوْا عَلَى هَذَا اسْتحَالَةَ خَرْقِ ذِي الْـ … أفْلَاكِ يَوْمَ قِيامةِ الأَبْدانِ
3134 – وكذَاكَ قَالُوا ليسَ يَعْلَمُ قَطُّ شَيْـ … ـئًا مَا مِنَ الموْجُودِ فِي الأَعْيَانِ
3135 – لَا يَعْلَمُ الأفْلاكَ كَمْ أَعْدَادُهَا … وَكَذا النُّجُومُ وَذَانِكَ القَمَرَانِ
3136 – وكذا ابنُ آدمَ ليسَ يَسمَعُ صوتَه … كَلَّا وَلَيْسَ يَرَاهُ رَأْيَ عِيَانِ
3137 – بَلْ لَيْسَ يَعْلَمُ حَالَه عِلمًا بِتَفْـ … ـصِيلٍ مِنَ الطَّاعَاتِ وَالعِصيَانِ
3138 – [كَلَّا وَلَا عِلْمٌ لَهُ بِتَساقُطِ الْـ … أوْرَاقِ أوْ بمَنَابِتِ الأغْصانِ
3139 – عِلْمًا عَلَى التَّفْصيل هَذَا عِنْدَهُمْ … عَيْنُ المُحَالِ وَلَازِمُ الإمْكَانِ]3140 – بَلْ نَفْسُ آدَمَ عِنْدَهُمْ أمرٌ مُحا … لٌ لَمْ يكُنْ فِي سَالِفِ الأزْمَانِ
3141 – مَا زَالَ نَوْعُ النَّاسِ مَوْجُودًا ولَا … يَفنَى كَذاكَ الدَّهْرُ والمَلَوَانِ
3142 – هَذَا هُوَ التَّوْحِيدُ عِنْدَ فَريقِهِمْ … مِثْلِ النَّصِير وحِزْبِه الشيطانِي
(المتن/170)
3143 – قَالُوا وألجَأَنَا إلَى ذَا خَشْيَةُ التَّـ … ـرْكِيبِ والتَّجْسِيمِ ذِي البُطْلَانِ
3144 – [وَلِذَاكَ قُلْنَا مَا لَهُ سَمْعٌ وَلَا … بَصَرٌ وَلَا عِلمٌ فَكَيْفَ يَدَانِ
3145 – وَلِذَاكَ قُلْنَا لَيس فَوْقَ العَرْشِ إِلا … م الْمُسْتحِيلُ وَليسَ ذَا إمكَانِ
3146 – جِسْمٌ عَلَى جِسْمٍ كِلَا الجِسْمَينِ محْـ … ـدُودًا يَكُونُ، كِلَاهُمَا صِنْوَانِ]3147 – فَبِذَاكَ حَقًّا صَرَّحُوا فِي كُتْبِهِمْ … وَهُمُ الفُحُولُ أئِمَّةُ الكُفْرانِ
3148 – لَيْسُوا مَخَانِيثَ الوُجودِ فَلَا إلَى الـ … ـكُفْرَانِ يَنْحَازُوا وَلَا الإيمَانِ
3149 – والشِّرْكُ عِنْدَهُمُ ثُبُوتُ الذَّاتِ وَالْـ … أوْصَافِ إذْ يَبقَى هُنَاكَ اثْنَانِ
3150 – غَيْرُ الوُجُودِ فَصَارَ ثَمَّ ثلاثَةٌ … فَلِذَا نَفَينَا اثْنَينِ بالبُرْهَانِ
3151 – بَقِيَ الوُجُودُ فَلَا يُضَافُ إِليهِ شَيْ … ءٌ غَيْرُهُ فَيَصيرُ ذَا إمكانِ
فصلٌ في النوعِ الكاني منْ أنواعِ التَّوحيدِ لأهلِ الإلحادِ
3152 – هَذَا وَثَانِيهَا فَتَوحِيدُ ابْنِ سَبْـ … ـعِينٍ وَشِيعَتِهِ أُولِي البُهْتَانِ
3153 – كُلِّ اتِّحَادِيٍّ خَبِيثٍ عِنْدَهُ … مَوْطُوؤُهُ مَعْبُودُهُ الحَقَّانِي
3154 – تَوْحِيدُهُمْ أنَّ الإلهَ هُوَ الوُجُو … دُ المطْلَقُ المبثُوثُ فِي الأَعْيَانِ
3155 – هُوَ عَيْنُهَا لَا غَيْرُهَا مَا ههُنَا … رَبٌّ وَعَبْدٌ كَيفَ يَفْتَرِقَانِ
3156 – لَكِنَّ وَهْمَ العَبدِ ثُمَّ خَيَالَهُ … فِي ذِي المظاهِرِ دَائِمًا يَلِجَانِ
3157 – فَلِذَاكَ حُكْمُهُمَا عَلَيْهِ نَافِذٌ … فَابْنُ الطَّبِيعَةِ ظاهِرُ النُّقْصَانِ
3158 – فَإذَا تَجَرَّدَ عَقْلُه عَنْ حِسِّهِ … وَخَيَالِهِ بَلْ ثَمَّ تَجْرِيدَانِ
3159 – تَجْرِيدُهُ عَنْ عَقْلِهِ أيْضًا فإنَّ م … العَقْلَ لَا يُدْنيهِ مِنْ ذَا الشَّانِ
3160 – بَلْ يَخْرِقُ الحُجُبَ الْكَثِيفَةَ كُلَّهَا … وَهْمًا وَحِسًّا ثُمَّ عَقْلًا وَاني
3161 – [فَالوَهْمُ مِنْهُ وَحِسُّهُ وَخَيَالُهُ … وَالعِلْمُ والمعْقُولُ فِي الأذْهَانِ
3162 – حُجُبٌ عَلَى ذَا الشَّانِ فاخْرِقْهَا وإلَّا م … كُنْتَ مَحْجُوبًا عَنِ العِرْفَانِ]3163 –
(المتن/171)
هَذا وأكْثَفُهَا حِجَابُ الحِسِّ والْـ … ـمعْقُولِ ذَانِكَ صاحِبَا الفُرْقَانِ
3164 – فَهُنَاكَ صارَ مُوحِّدًا حَقًّا يَرَى … هَذَا الوُجُودَ حَقِيقَةَ الدَّيَّانِ
3165 – والشِّرْكُ عِنْدَهُمُ فَتَنْويع الوُجُو … دِ وَقَولُنَا إِنَّ الوُجُودَ اثْنَانِ
3166 – [وَاحْتَجَّ يَوْمًا بِالكِتَابِ عَلَيْهمُ … شَخْصٌ فَقَالُوا الشّرْكُ فِي القُرْآنِ
3167 – لَكِنَّمَا التَّوحِيدُ عِنْدَ القَائِليـ … ـنَ بِالِاتِّحَادِ فَهُمْ أُولُو العِرْفَانِ
3168 – رَبٌّ وَعَبْدٌ كَيفَ ذَاكَ وإِنَّمَا الْـ … ـمَوْجُودُ فَرْدٌ مَا لَهُ مِنْ ثَانِ]
فصلٌ في النَّوعِ الثالثِ مِن توحيدِ أهلِ الإلحادِ
3169 – هَذَا وثَالِثُهَا هُوَ التَّوحِيدُ عِنْـ … ـدَ الجَهْمِ تَعْطِيلٌ بِلا إيمَانِ
3170 – نَفْيُ الصِّفَاتِ مَعَ العُلُوِّ كَذاكَ نَفْـ … ـيُ كَلَامِهِ بِالوَحْي وَالْقُرْآنِ
3171 – فَالعَرشُ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيءٌ بَتَّةً … لَكِنَّهُ خِلْوٌ مِنَ الرَّحْمنِ
3172 – مَا فَوْقَهُ رَبٌّ يُطَاعُ وَلَا عَلَيْـ … ـهِ لِلوَرَى مِنْ خَالِقٍ رَحْمن
3173 – [بَلْ حَظُّ عرْشِ الربِّ عِنْدَ فَرِيقِهمْ … مِنْهُ كَحَظِّ الأَسْفَلِ التَّحْتَانِي]3174 – فَهُوَ المعَطَّلُ عَنْ نُعُوتِ كَمَالِهِ … وَعنِ الكَلَامِ وَعَنْ جَمِيعِ مَعَانِ
3175 – وَانْظرْ إِلَى مَا قَدْ حَكَينَا عَنهُ فِي … مَبْدا القَصيدِ حِكَايةَ التِّبْيَانِ
3176 – هَذَا هُوَ التَّوحيدُ عِنْدَ فَرِيقهِمْ … تِلْوَ الفُحولِ مُقَدَّمِي البُهتانِ
3177 – وَالشِّرْكُ عِنْدَهُمُ فإثْبَاتُ الصِّفَا … تِ لِربِّنَا ونِهَايةُ الكُفْرَانِ
3178 – [إِنْ كَانَ شِرْكًا ذَا وَكُلُّ الرُّسْلِ قَدْ … جَاؤوا بِهِ يَا خَيبةَ الإنْسَانِ]* * *
فصلٌ في النَّوعِ الرَّابعِ مِنْ أنواعِهِ
3179 – هَذَا وَرَابِعُهَا فَتَوْحِيدٌ لَدَى … جَبْرِيِّهمْ هُوَ غَايَةُ العِرْفَانِ
(المتن/172)
3180 – العَبْدُ مَيْتٌ مَا لَهُ فِعْلٌ وَلَـ … ـكِنْ مَا تَرَى هُوَ فِعْلُ ذِي السُّلْطَانِ
3181 – واللَّهُ فَاعِلُ فِعْلِنا مِنْ طَاعَةٍ … وَمِن الفُسُوقِ وَسائِر العِصيَانِ
3182 – هِيَ فِعْلُ رَبِّ العَالَمِينَ حَقِيقَةً … لَيْسَتْ بِفِعْلٍ قَطُّ للإِنْسَانِ
3183 – فَالعَبْدُ مَيْتٌ وَهْوَ مَجْبُورٌ عَلَى … حَرَكاتِه كالجِسْم فِي الأكْفَانِ
3184 – وَهُوَ المَلُومُ عَلَى فِعَالِ إلهِهِ … فِيهِ وَدَاخِلُ جَاحِمِ النِّيرَانِ
3185 – يَا وَيْحَهُ المسْكِينُ مَظْلُومٌ يُرَى … فِي صُورَة العَبْدِ الظَّلُومِ الجَانِي
3186 – لَكِنْ نَقُولُ بأنَّهُ هُوَ ظَالِمٌ … فِي نَفسِهِ أَدَبًا مَعَ الرَّحْمنِ
3187 – هَذا هُوَ التَّوْحِيدُ عِنْدَ فَرِيقِهِمْ … مِنْ كُلِّ جَبْرِيٍّ خَبِيثٍ جَانِ
3188 – والكُلُّ عِنْدَ غُلَاتِهِمْ طَاعَاتُنا … مَا ثَمَّ فِي التحْقِيقِ مِنْ عِصْيَانِ
3189 – والشِّرْكُ عِنْدَهُمُ اعْتِقَادُكَ فَاعِلًا … غَيْرَ الإلهِ المالِكِ الدَّيَّانِ
3190 – فَانظُرْ إلَى التَّوحِيدِ عِنْد القَوْمِ مَا … فِيهِ مِنَ الإشْرَاكِ والكُفْرَانِ
3191 – مَا عِنْدَهُمْ واللهِ شَيءٌ غَيرُهُ … هَاتِيكَ كُتْبُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
3192 – أَتَرى أبَا جَهْلٍ وَشِيعَتَهُ رَأوْا … مِنْ خَالِقٍ ثَانٍ لِذي الأكْوَانِ
3193 – أَمْ كُلُّهُمْ جَمْعًا أقَرُّوا أنَّهُ … هُوَ وَحْدَهُ الخَلَّاقُ للإِنْسَانِ
3194 – فإذَا ادَّعَيْتُمْ أنَّ هَذَا غَايَةُ التَّـ … ـوْحِيدِ صَارَ الشِّرْكُ ذَا بُطْلَانِ
3195 – [فالنَّاسُ كُلُّهُمُ أَقَرُّوا أنَّهُ … هُوَ وَحْدَهُ الخَلَّاقُ لَيْسَ اثْنَانِ
3196 – إلَّا المجُوسَ فإنَّهُمْ قَالُوا بأنَّ م … الشَّرَّ خَالِقُهُ إلهٌ ثَانِ]* * *
فصلٌ في بيانِ توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ ومخالفتهِ لتوحيدِ الملاحدةِ والمعطلينَ
3197 – فَاسْمَع إذًا تَوْحِيدَ رُسْلِ اللهِ ثُمَّ م … اجْعَلْهُ دَاخِلَ كِفَّةِ الميزَانِ
(المتن/173)
3198 – مَعَ هَذِهِ الأَنْواعِ وَانْظُرْ أيُّهَا … أَوْفى لَدَى الميزَانِ بالرُّجْحَانِ
3199 – تَوْحِيدُهُمْ نَوْعَانِ قَوْليٌّ وَفِعْـ … ـلِيٌّ كِلَا نَوْعَيْهِ ذُو بُرْهَانِ
3200 – فالأولُ القَوْلِيُّ ذُو نَوْعَينِ أيْـ … ـضًا فِي كِتَابِ اللهِ مَوْجُودَانِ
3201 – إحْدَاهُمَا سَلْبٌ وَذَا نَوْعَانِ أيْـ … ـضًا فِيهِ مَذْكُورَانِ
3202 – سَلْبُ النَّقَائِصِ وَالعُيُوبِ جَمِيعِها … عَنْهُ هُمَا نَوْعَانِ مَعْقُولَانِ
3203 – سَلْبٌ لِمتَّصِلٍ وَمنْفَصِلٍ هُمَا … نَوْعَانِ مَعْرُوفَانِ أمَّا الثَّانِي
3204 – سَلْبُ الشَّرِيكِ مَعَ الظَّهِيرِ مَعَ الشَّفِيـ … ـعِ بدُونِ إذنِ المَالِكِ الدَّيَّانِ
3205 – وَكَذاكَ سَلْبُ الزَّوجِ والوَلَدِ الَّذِي … نَسَبُوا إِلَيْهِ عابدو الصُّلْبَانِ
3206 – وَكذَاك نفْيُ الكُفْءِ أيْضًا وَالوليِّ م … لَنَا سِوَى الرَّحمنِ ذِي الغُفْرَانِ
3207 – وَالأوَّلُ التَّنْزِيهُ لِلرَّحْمنِ عَنْ … وَصْفِ العُيُوبِ وَكُلِّ ذِي نُقْصَانِ
3208 – كَالمْوتِ والإِعْيَاءِ والتَّعَبِ الَّذِي … يَنْفِي اقْتِدَارَ الخَالِقِ المَنَّانِ
3209 – والنَّومِ والسِّنَةِ التِي هِيَ أَصْلُهُ … وَعُزُوبِ شيءٍ عَنْهُ فِي الأكْوَانِ
3210 – وَكَذَلِكَ العَبَثُ الَّذِي تَنْفِيهِ حِكْـ … ـمَتُهُ وَحَمْدُ اللهِ ذِي الإتْقَانِ
3211 – وَكَذَاكَ تَرْكُ الخَلْقِ إهْمَالًا سُدىً … لَا يُبْعَثُونَ إلَى مَعَادٍ ثَانِ
3212 – كَلَّا وَلَا أَمْرٌ وَلَا نَهْيٌ عَلَيْـ … ـهِمْ مِنْ إلهٍ قَاهِرٍ دَيَّانِ
3213 – وَكَذَاكَ ظُلْمُ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَنيُّ م … فَمَا لَهُ والظُّلْمِ لِلإِنْسَانِ
3214 – وَكَذَاكَ غَفْلَتُهُ تَعَالَى وَهْوَ علَّا … مُ الغُيُوبِ فَظَاهِرُ البُطْلَانِ
3215 – وَكَذَلِكَ النِّسْيَانُ جَلَّ إلهنَا … لَا يَعْتَرِيهِ قَطُّ مِنْ نِسْيَانِ
3216 – وَكَذَاكَ حَاجَتُهُ إلَى طُعْمٍ وَرِزْ … قٍ وَهْوَ رَزَّاقٌ بِلَا حُسْبَانِ
3217 – هَذَا وَثَانِي نَوْعَيِ السَّلْبِ الَّذِي … هُوَ أوَّلُ الأنْوَاعِ فِي الأَوْزَانِ
3218 – تَنْزِيهُ أوْصَافِ الكَمَالِ لَهُ عَنِ التَّـ … ـشْبِيهِ والتَّمْثِيلِ والنُّكْرَانِ
3219 – لَسْنَا نُشبِّهُ وَصْفَهُ بِصِفَاتِنَا … إنَّ المُشَبِّهَ عَابِدُ الأوْثَانِ
3220 – كَلَّا وَلَا نُخْلِيهِ مِنْ أوْصَافِهِ … إنَّ المُعَطِّلَ عَابِدُ البُهْتَانِ
(المتن/174)
3221 – مَنْ مَثَّلَ اللَّهَ العَظِيمَ بِخَلْقِهِ … فَهُوَ النَّسِيبُ لِمُشْرِكٍ نَصْرَانِي
3222 – أَوْ عَطَّلَ الرَّحْمنَ عَنْ أوْصَافِهِ … فَهُوَ الكَفُورُ ولَيْسَ ذَا إيمَانِ
* * *
فصلٌ في النوعِ الثانِي من النوعِ الأوَّلِ وهو الثبوتِيّ
3223 – هَذَا وَمِنْ تَوحِيدِهِمْ إثْبَاتُ أَوْ … صَافِ الكَمَالِ لرَبِّنَا الرَّحْمنِ
3224 – كَعُلُوِّهِ سُبْحَانَهُ فَوْقَ السَّما … واتِ الْعُلَى بَلْ فَوْقَ كُلِّ مكَانِ
3225 – فَهُوَ العَليُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ … إِذْ يَسْتَحِيلُ خِلَافُ ذَا بِبَيَانِ
3226 – وَهُوَ الَّذِي حَقًّا عَلَى العَرْشِ اسْتَوى … قَدْ قَامَ بالتَّدْبِيرِ للأكْوَانِ
3227 – حَيٌّ مُرِيدٌ قَادرٌ متكلِّمٌ … ذو رحمةٍ وإرادَةٍ وحَنانِ
3228 – هُوَ أَوَّلٌ هُوَ آخِرٌ هُوَ ظَاهِرٌ … هُوَ بَاطِنٌ هيَ أربَعٌ بِوِزَانِ
3229 – مَا قَبْلَهُ شَيءٌ كَذَا مَا بَعْدَهُ … شَيءٌ تَعَالَى اللَّهُ ذُو السُّلْطَانِ
3230 – مَا فَوْقَهُ شَيءٌ كَذَا مَا دُونَهُ … شَيءٌ وَذَا تَفْسِيرُ ذِي البُرْهَانِ
3231 – فَانْظُرْ إلَى تَفْسِيرِهِ بِتَدَبُّرٍ … وَتَبَصُّرٍ وَتعقُّلٍ لِمَعَانِ
3232 – وَانظُرْ إلَى مَا فِيهِ مِنْ أنوَاعِ مَعْـ … ـرِفَةٍ لِخالِقِنا العظِيمِ الشَّانِ
3233 – وَهُوَ العَليُّ فَكُلُّ أنْوَاعِ العُلُوِّ … م لَهُ فَثَابِتَةٌ بِلَا نُكْرَانِ
3234 – وَهُوَ العَظِيمُ بِكلّ معْنىً يُوجِبُ التَّـ … ـعْظِيمَ لَا يُحْصيهِ مِنْ إنسَانِ
3235 – وَهُوَ الجَلِيلُ فَكُلُّ أَوصَافِ الجَلَا … لِ لَهُ مُحَقَّقَةٌ بِلَا بُطْلَانِ
3236 – وَهُوَ الجَميلُ عَلَى الحَقِيقَةِ كَيْفَ لَا … وَجَمَالُ سَائِرِ هذهِ الأكْوَانِ
3237 – مِنْ بَعْضِ آثارِ الجَمِيلِ فَرَبُّهَا … أوْلَى وأجْدَرُ يا ذَوي العِرْفَانِ
3238 – [فَجَمَالُهُ بالذَّاتِ والأوْصَافِ والْـ … أفْعَالِ والأسْمَاءِ بالبُرْهَانِ
(المتن/175)
3239 – لَا شَيءَ يُشْبِهُ ذَاتَهُ وَصِفَاتِهِ … سُبْحَانَهُ عِنْ إِفْكِ ذِي البُهْتَانِ]3240 – وَهُوَ المجِيدُ صِفَاتُهُ أَوْصَافُ تَعْـ … ــظِيمٍ فَشَأْنُ الْوَصْفِ أعْظَمُ شَانِ
3241 – وَهُوَ السَّمِيعُ يَرى ويَسمَعُ كُلَّ مَا … فِي الكَوْنِ عَالِيهِ مع التحتاني
3242 – وَلِكُلِّ صَوْتٍ مِنْهُ سَمْعٌ حَاضِرٌ … فَالسِّرُّ والإعْلَانُ مُسْتَوِيَانِ
3243 – والسَّمْعُ مِنْهُ واسِعُ الأصْواتِ لَا … يَخْفَى عَلَيْهِ بَعيدُهَا والدَّانِي
3244 – وَهُوَ البَصِيرُ يَرَى دَبِيبَ النَّمْلَةِ السَّـ … ـــوْدَاءِ تَحْتَ الصَّخْرِ والصَّوَّانِ
3245 – وَيَرى مَجَارِي القُوتِ فِي أعْضائِهَا … وَيَرَى عُرُوقَ نِياطِها بِعِيَانِ
3246 – وَيرى خِيَاناتِ العُيُونِ بِلَحْظِهَا … وَيَرَى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأَجْفَانِ
3247 – وَهُوَ العَلِيمُ أحَاطَ عِلْمًا بالَّذِي … فِي الكَوْنِ مِنْ سِرٍّ وَمِنْ إعْلَانِ
3248 – وَبِكلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ … فَهُوَ المُحِيطُ ولَيسَ ذَا نِسْيَانِ
3249 – وَكَذَاكَ يَعْلمُ مَا يَكُونُ غَدًا وَما … قَدْ كَانَ والموْجُودَ فِي ذَا الآنِ
3250 – وَكَذَاكَ أمْرٌ لَمْ يَكُنْ لَوْ كَان كَيْـ … ـــفَ يَكُونُ ذَا إمْكَانِ
* * *
فصلٌ
3251 – وَهُوَ الحَمِيدُ فَكُلُّ حَمْدٍ وَاقِعٍ … أوْ كَانَ مَفرُوضًا مَدَى الأزْمَان
3252 – مَلَأَ الوُجُودَ جَمِيعَهُ ونَظِيرَهُ … مِنْ غَيْرِ مَا عَدٍّ وَلَا حُسْبَانِ
3253 – هُوَ أهْلُهُ سُبْحَانَهُ وَبِحمدهِ … كُلُّ المحَامِدِ وَصْفُ ذِي الإحْسَانِ
[فصلٌ]3254 – وَهُوَ المُكَلِّمُ عَبْدَهُ مُوسَى بِتَكْـ … ــليِمِ الخِطَابِ وَقَبْلَهُ الأَبَوَانِ
3255 – كَلِمَاتُهُ جَلَّتْ عَنِ الإحْصَاءِ والتَّـ … ــــــعْدَادِ بَلْ عَنْ حَصْرِ ذِي الحُسْبَانِ
3256 – لَوْ أنَّ أشْجَارَ البِلَادِ جَمِيعَهَا الْـ … أقْلَامُ تَكْتُبُهَا بِكلِّ بَنَانِ
3257 – وَالبحْرُ يُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ … لِكِتابةِ الكَلماتِ كُلَّ زَمَانِ
(المتن/176)
3258 – نَفِدتْ وَلَمْ تَنْفَدْ بِها كَلِماتُهُ … لَيْسَ الكلامُ مِنَ الإلهِ بِفَانِ
3259 – وَهُوَ القَدِيرُ فلَيْسَ يُعْجِزهُ إذَا … مَا رَامَ شَيْئًا قَطُّ ذُو سُلْطَانِ
3260 – وَهُوَ القَويُّ لَهُ القُوَى جَمْعًا تَعَا … لى رَبُّ ذي الأكْوَانِ
3261 – وَهُوَ الغَنيُّ بِذَاتِهِ فِغِنَاهُ ذَا … تِيٌّ لَهُ كالجُودِ والإحْسَانِ
3262 – وَهُوَ العَزِيزُ فَلَنْ يُرام جَنَابُهُ … أَنَّى يُرامُ جَنابُ ذِي السُّلْطَانِ
3263 – وَهُوَ العَزِيزُ القَاهِرُ الغَلَّابُ لمْ … يَغْلِبْهُ شَيءٌ هذِهِ صِفَتانِ
3264 – وَهُوَ العَزيزُ بقوةٍ هِي وَصْفُهُ … فَالعِزُّ حِينَئذٍ ثَلَاثُ مَعَانِ
3265 – وَهيَ الَّتي كَمُلَتْ لَهُ سُبْحَانهُ … مِنْ كُلِّ وَجْهٍ عَادِمِ النُّقْصانِ
3266 – وَهُو الحَكيمُ وَذَاكَ مِنْ أَوْصَافِهِ … نَوعَانِ أَيْضًا مَا هُمَا عَدَمَانِ
3267 – حُكْمٌ وإحْكَامٌ وَكلٌّ مِنْهُمَا … نَوْعَانِ أيْضًا ثَابتَا البُرْهَانِ
3268 – والحُكْمُ شَرْعِيٌّ وكَوْنيٌّ وَلَا … يَتَلَازَمَانِ وَمَا هُمَا سِيَّانِ
3269 – بَلْ ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هذَا مُفْرَدًا … وَالعَكْسُ أيْضًا ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ
3270 – لَنْ يَخْلُوَ المربُوبُ مِنْ إحْدَاهُمَا … أو منْهُمَا بلْ لَيْسَ ينْتَفِيَانِ
3271 – لَكِنَّمَا الشَّرْعِيُّ مَحْبُوبٌ لَهُ … أبَدًا ولَوْ يَخْلُو مِن الأكْوَانِ
3272 – هُوَ أمرُهُ الدِّينيِّ جاءَتْ رُسْلُهُ … بقيَامِهِ فِي سَائِرِ الأَزْمَانِ
3273 – لَكِنَّما الكوْنيُّ فَهْوَ قَضَاؤُهُ … فِي خَلْقهِ بالعَدْلِ والإحْسَانِ
3274 – هُوَ كُلُّهُ حَقٌّ وعَدْلٌ ذُو رِضًى … والشَّأنُ فِي المَقْضِيِّ كلُّ الشَّانِ
3275 – فَلذَاكَ يُرْضَى بالقَضاءِ ويُسْخَطُ الـ … ــمَقْضيُّ حِينَ يَكُونُ بالعِصْيَانِ
3276 – فاللهُ يَرْضَى بالقَضَاءِ وَيسْخَطُ الْـ … ــمَقْضِيُّ مَا الأمْرَانِ مُتَّحِدَانِ
3277 – فَقَضَاؤُهُ صِفَةٌ بِهِ قَامَتْ وَمَا الْـ … ــمَقْضِيُّ إلَّا صَنْعَةُ الإنْسَانِ
3278 – والْكَوْنُ مَحْبُوبٌ وَمَبْغُوضٌ لَهُ … وَكِلاهُمَا بِمَشِيئَةِ الرَّحْمَنِ
3279 – هَذا البَيَانُ يُزيلُ لَبْسًا طَالَمَا … هَلَكَتْ عَلْيهِ الناسُ كُلَّ زَمَانِ
3280 – وَيحُلُّ مَا قَدْ عَقَّدُوا بأصُولِهِمْ … وبُحُوثِهمْ فافْهَمْهُ فَهْمَ بَيَانِ
(المتن/177)
3281 – مَنْ وَافَقَ الكَوْنِيَّ وَافَقَ سُخْطَهُ … إذْ لَمْ يوافِقْ طَاعَةَ الدَّيَّانِ
3282 – فَلِذَاكَ لَا يَعْدُوهُ ذَمٌّ أوْ فَوَا … تُ الحَمْدِ مَعْ أجرٍ ومَعْ رِضْوَانِ
3283 – وَمُوافِقُ الدِّينيِّ لَا يَعْدُوهُ أجْـ … ـــرٌ بَلْ لَهُ عِنْدَ الصَّوابِ اثْنَانِ
* * *
فصلٌ
3284 – والحِكْمَةُ العُلْيَا عَلَى نَوْعَينِ أيْ … ـضًا حُصِّلَا بِقَواطِع البُرْهَانِ
3285 – إحْدَاهُمَا فِي خَلْقهِ سُبْحَانَهُ … نَوْعَانِ أيْضًا لَيْسَ يفْتَرِقَانِ
3286 – إحكَامُ هذَا الخَلْقِ إذْ إيجَادُهُ … فِي غَايَةِ الإحْكَامِ والإتْقَانِ
3287 – وَصُدُورُهُ مِنْ أجلِ غَايَاتٍ لَهُ … وَلَهُ عَلَيْهَا حَمْدُ كُلِّ لِسَانِ
3288 – والحِكمةُ الأخْرَى فحِكْمَةُ شَرْعِهِ … أيضًا وفِيهَا ذَانِكَ الوَصْفَانِ
3289 – غَايَاتُهَا الَّلاتِي حُمِدْنَ وَكَوْنُهَا … فِي غَايَةِ الإتْقَانِ والإحْسَانِ
فصلٌ
3290 – وَهُوَ الْحَيِيُّ فَلَيْسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ … عِنْدَ التَّجَاهُرِ مِنْهُ بالعِصْيَانِ
3291 – لَكِنَّهُ يُلقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ … فَهُوَ السَّتِيرُ وصَاحِبُ الغُفْرَانِ
3292 – وَهُوَ الحليمُ فَلَا يُعَاجِلُ عَبْدَهُ … بِعُقوبَةٍ لِيتُوبَ مِنْ عِصْيَانِ
3293 – وَهُوَ العَفُوُّ فَعَفْوُهُ وَسِعَ الورَى … لولاهُ غَارَ الأرضُ بالسُّكَّانِ
3294 – وَهُوَ الصَّبُورُ عَلَى أَذَى أعْدَائِه … شَتَمُوهُ بَلْ نَسَبُوهُ لِلبُهْتَانِ
3295 – قَالُوا لَهُ وَلَدٌ وَلَيْسَ يُعِيدُنَا … شَتْمًا وتكْذِيبًا مِنَ الإنْسَانِ
3296 – هذَا وَذَاكَ بَسَمْعِهِ وبعِلْمِهِ … لَوْ شاءَ عَاجَلَهُمْ بكُلِّ هَوَانِ
3297 – لَكِنْ يُعَافِيهِمْ وَيرْزُقُهُمْ وَهُمْ … يُؤْذُونهُ بالشِّرْكِ والكُفْرَانِ
* * *
(المتن/178)
فصلٌ
3298 – وَهُوَ الرَّقِيبُ عَلَى الخَوَاطِرِ واللَّوا … حِظِ كيْفَ بالأفْعَالِ بالأرْكَانِ
3299 – وَهُوَ الْحَفِيظُ عَليهِمُ وَهُوَ الكَفِيـ … ـــلُ بحِفْظِهمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ عَانِ
3300 – وَهُوَ اللَّطِيفُ بِعَبْدهِ ولِعَبْدِهِ … واللُّطْفُ فِي أوْصَافِهِ نَوْعَانِ
3301 – إدرَاكُ أسْرارِ الأمُورِ بِخِبْرةٍ … واللُّطْفُ عِنْدَ مَواقِعِ الإِحْسَانِ
3302 – فيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبْدي لُطْفَهُ … والعَبْدُ فِي الغَفَلاتٍ عَنْ ذَا الشَّانِ
* * *
فصلٌ
3303 – وَهُوَ الرَّفِيقُ يُحِبُّ أَهْلَ الرِّفقِ بَلْ … يُعْطِيهِمُ بالرِّفْقِ فَوْقَ أمَاني
3304 – وَهُوَ القَرِيبُ وقُرْبُهُ المخْتَصُّ بالدَّ … اعِي وعابِدِه عَلَى الإيمَانِ
3305 – وَهُوَ المُجِيبُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُو أُجِبْـ … ــــهُ أَنَا المجِيبُ لِكُلِّ مَنْ نَادَانِي
3306 – وَهُوَ المُجِيبُ لِدَعْوةِ الْمُضْطَرِّ إذْ … يَدعُوهُ فِي سِرٍّ وَفِي إِعْلَانِ
3307 – وَهُوَ الجَوَادُ فجُودُهُ عَمَّ الوُجُو … دَ جَمِيعَهُ بالفَضْلِ والإحْسَانِ
3308 – وَهُوَ الجَوَادُ فَلَا يُخَيِّبُ سَائِلًا … وَلوَ أنَّه مِنْ أمَّةِ الكُفْرَانِ
3309 – وَهُوَ المُغيثُ لِكُلِّ مَخْلُوقَاتِه … وَلِذَا يُحِبُّ إغَاثَةَ اللَّهْفَانِ
* * *
فصلٌ
3310 – وَهُوَ الوَدُودُ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّهُ … أحْبَابُهُ والفَضْلُ لِلمنَّانِ
3311 – وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ المحبَّةَ فِي قُلو … بِهمُ وَجَازَاهُمْ بحُبٍّ ثَانِ
3312 – هَذَا هُوَ الإحْسَانُ حَقًّا لَا مُعَا … وَضةً وَلَا لِتَوَقُّعِ الشُّكْرَانِ
3313 – لَكِنْ يُحبُّ شَكُورَهُمْ لا لاِحْتِيا … جٍ مِنْهُ لِلشُّكْرَانِ والإيمانِ
(المتن/179)
3314 – وَهُوَ الشَّكُورُ فَلَنْ يُضَيِّعَ سَعْيَهُمْ … لَكِنْ يُضاعِفُهُ بِلَا حُسْبَانِ
3315 – مَا لِلْعِبادِ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجبٌ … هُوَ أوْجَبَ الأجْرَ العظيمَ الشَّأنِ
3316 – كَلَّا وَلَا عَمَلٌ لَديْهِ ضَائِعٌ … إنْ كَانَ بالإخْلَاصِ والإحْسَانِ
3317 – إنْ عُذِّبُوا فبِعَدْلِه أو نُعِّمُوا … فبفَضْلِهِ سُبحانَ ذي السلطانِ
* * *
فصلٌ
3318 – وَهُوَ الغَفُورُ فَلَوْ أتَى بِقُرَابِهَا … خطأً موحِّدُ ربِّه الرَّحمنِ
3319 – لأتَاهُ بالغُفْرانِ مِلءَ قُرَابِهَا … سُبحَانَهُ هُوَ وَاسِعُ الغُفْرَانِ
3320 – وَكَذَلِكَ التَّوّابُ مِنْ أوْصَافِهِ … والتَّوْبُ فِي أوْصَافِهِ نَوْعَانِ
3321 – إذْنٌ بَتَوْبَةِ عَبدِهِ وَقَبُولُهَا … بَعْدَ المَتَابِ بمنَّةِ المنَّانِ
* * *
فصلٌ
3322 – هُوَ الإِلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي … صَمَدَتْ إِلَيهِ الخَلْقُ بالإذْعَانِ
3323 – الكَامِلُ الأوْصَافِ مِنْ كُلِّ الوُجُو … هِ كَمَالُهُ مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ
3324 – وَكَذَلِكَ القَهَّارُ مِنْ أَوْصَافِهِ … فَالخَلْقُ مَقْهُورُونَ بالسُّلْطَانِ
3325 – لَوْ لَمْ يَكُنْ حَيًّا عَزِيزًا قَادِرًا … مَا كَانَ مِنْ قَهْرٍ وَلا سُلْطَانِ
3326 – وَكَذَلِكَ الجَبَّارُ مِنْ أوْصَافِهِ … وَالجَبْرُ فِي أوْصَافِهِ قِسْمَانِ
3327 – جَبْرُ الضَّعِيفِ وَكُلِّ قَلْبٍ قَدْ غَدَا … ذَا كَسْرَةٍ فالجَبْرُ مِنْهُ دَانِ
3328 – والثَّانِ جَبْرُ القَهْرِ بالعِزِّ الَّذِي … لَا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ
3329 – [وَلَهُ مُسَمّىً ثَالِثٌ وَهوَ الْعُلُوُّ (م) … فَليْسَ يَدْنُو مِنْهُ مِنْ إِنْسَانِ
3330 – مِنْ قَوْلِهِمْ جَبَّارَةٌ لِلنَّخْلةِ الْـ … ـــعُلْيَا التِي فَاتَتْ لِكُلِّ بَنَانِ]* * *
(المتن/180)
فصلٌ
3331 – وَهُوَ الحَسِيبُ كِفَايَةً وَحِمَايَةً … والحَسْبُ كَافِي العَبْدِ كُلَّ أَوَانِ
3332 – وَهُوَ الرشِيدُ فَقَولُهُ وَفِعَالُهُ … رُشْدٌ وَرَبُّكَ مُرشِدُ الحَيرانِ
3333 – وَكِلَاهُمَا حَقٌّ فَهذَا وَصْفُهُ … وَالفِعْلُ للإِرشَادِ ذَاكَ الثَّانِي
3334 – والعَدْلُ مِنْ أَوْصَافِهِ فِي فِعْلِهِ … وَمَقَالِهِ والحُكْمِ بالمِيزَانِ
3335 – فَعَلَى الصِّراطِ المُسْتقيمِ إلهُنَا … قَوْلًا وفِعلًا ذَاكَ فِي القُرْآنِ
* * *
فصلٌ
3336 – هَذَا وَمِنْ أوْصَافِهِ القُدُّوس ذُو التَّـ … ــــنْزيهِ بالتَّعظيمِ لِلرَّحْمنِ
3337 – وَهوَ السَّلَامُ عَلَى الحَقِيقَةِ سَالِمٌ … مِنْ كُلِّ تَمْثيلٍ وَمِنْ نُقْصَانِ
3338 – وَالبِرُّ مِنْ أَوْصَافِهِ سُبْحَانَهُ … هُوَ كَثْرةُ الخَيْراتِ والإحْسَانِ
3339 – صَدَرَتْ عَنِ البَرِّ الَّذِي هُوَ وَصْفُهُ … فَالبِرُّ حِينَئِذٍ لَهُ نَوْعَانِ
3340 – وَصْفٌ وَفِعْلٌ فَهْوَ بَرٌّ مُحْسِنٌ … مُولِي الجَمِيلِ ودَائِمُ الإحْسَانِ
3341 – وَكَذَلِكَ الوَهَّابُ مِنْ أوصافهِ … فَانْظُرْ مَواهِبَهُ مَدَى الأزمَانِ
3342 – أَهْلُ السَّماواتِ العُلَى والأرضِ عَنْ … تِلْكَ الموَاهِبِ لَيْسَ ينْفَكَّانِ
3343 – وَكَذَلِك الفَتَّاحُ مِنْ أَسْمَائِهِ … وَالفَتْحُ فِي أَوْصَافِهِ أمْرَانِ
3344 – فَتْحٌ بِحُكْمٍ وَهْوَ شَرْعُ إلهنَا … والفَتْحُ بالأَقْدَارِ فَتْحٌ ثَاني
3345 – والرَّبُّ فَتَّاحٌ بِذَيْنِ كِلَيْهِمَا … عَدْلًا وإحْسَانًا مِنَ الرَّحْمنِ
3346 – وكَذَلِكَ الرَّزَّاقُ مِنْ أسْمَائِهِ … والرِّزْقُ مِنْ أفَعالِهِ نَوْعَانِ
3347 – رِزْقٌ عَلَى يدِ عبْدِهِ وَرَسُولِهِ … نَوْعَانِ أَيْضًا ذَانِ مَعْرُوفَانِ
3348 – رِزْقُ القُلُوبِ العِلْمَ والإيمَانَ وَالـ … ــرِّزْقُ المُعَدُّ لِهذِهِ الأبْدَانِ
3349 – هذا هُوَ الرِّزْقُ الحَلَالُ وَرَبُّنَا … رَزَّاقُهُ والفَضْلُ لِلمَنَّانِ
(المتن/181)
3350 – والثانِ سَوْقُ القُوتِ للأَعْضَاءِ فِي … تِلْكَ المجَارِي سَوْقَهُ بِوِزَانِ
3351 – هذَا يَكُونُ مِنَ الحَلَالِ كَمَا يَكُو … نُ مِنَ الحَرامِ كِلَاهُمَا رِزْقَانِ
3352 – واللهُ رَازِقُهُ بِهَذا الاعْتِبَا … رِ وَلَيْسَ بالإِطْلَاقِ دُونَ بَيَانِ
* * *
فصلٌ
3353 – هذَا وَمِنْ أَوْصَافِهِ القَيُّومُ والْـ … قَيُّومُ فِي أوْصَافِهِ أمْرَانِ
3354 – إحدَاهُمَا القيُّومُ قَامَ بنَفْسِهِ … وَالكَوْنُ قَامَ بِهِ هُمَا الأمْرَانِ
3355 – فالأوَّلُ اسْتِغْناؤهُ عَنْ غَيْرهِ … وَالفَقْرُ مِنْ كُلٍّ إلْيهِ الثَّانِي
3356 – وَالوَصْفُ بالْقَيُّومِ ذُو شَأْنٍ عظيمٍ هكَذَا … مَوْصُوفُهُ أيْضًا عَظِيمُ الشَّانِ
3357 – وَالحَيُّ يَتْلوهُ فأوْصَافُ الكَمَا … لِ هُمَا لأُفْقِ سَمَائهَا قُطْبانِ
3358 – فَالحَيُّ وَالقَيُّومُ لَنْ تَتَخَّلفَ الْـ … أوْصَافُ أصْلًا عَنهُمَا بِبَيَانِ
3359 – هُوَ قَابِضٌ هُوَ بَاسِطٌ هُوَ خَافِضٌ … هُوَ رَافِعٌ بِالعَدْلِ والْمِيزَانِ
3360 – وَهُوَ المُعِزُّ لأَهْلِ طَاعَتِهِ وَذَا … عِزٌّ حَقِيقيٌّ بِلَا بُطْلَانِ
3361 – وَهُوَ المُذِلُّ لِمنْ يَشَاءُ بذِلَّةِ الدَّ … ارَيْنِ ذُلَّ شَقًا وَذُلَّ هَوَانِ
3362 – هُوَ مَانِعٌ مُعْطٍ فَهَذَا فَضْلُهُ … وَالْمَنعُ عَيْنُ العَدْلِ لِلمَنَّانِ
3363 – يُعْطِي بِرَحْمَتِهِ وَيَمْنَعُ مَنْ يَشَا … ءُ بحِكْمَةٍ واللَّهُ ذُو سُلْطَانِ
* * *
فصلٌ
3364 – وَالنُّورُ مِنْ أسْمَائِهِ أيْضًا وَمِنْ … أَوْصَافِهِ سُبْحَانَ ذِي البُرْهَانِ
3365 – قَالَ ابْنُ مسْعُودٍ كَلَامًا قَدْ حَكَا … هُ الدَّارِميْ عَنْهُ بِلَا نُكْرَانِ
3366 – مَا عِنْدَهُ لَيْلٌ يَكُونُ وَلَا نَهَا … رٌ قُلتُ تَحْتَ الفَلْكِ يُوجَدُ ذَانِ
(المتن/182)
3367 – نُورُ السَّماواتِ العُلى مِنْ نُورهِ … والأرْضِ كَيْفَ النَّجْمُ والقَمَرَانِ
3368 – مِنْ نُورِ وَجْهِ الرَّبِّ جَلّ جَلَالُه … وَكَذَا حَكَاهُ الحَافِظُ الطَّبَرَانِي
3369 – فَبِهِ اسْتَنَارَ العَرْشُ والكُرْسِيُّ مَعْ … سَبْعِ الطِّبَاقِ وَسَائِرِ الأكْوَانِ
3370 – وَكِتَابُهُ نُورٌ كَذَلِكَ شَرْعُهُ … نُورٌ كَذَا المبْعُوثُ بالفُرْقَانِ
3371 – وَكذلِكَ الأيمَانُ فِي قَلبِ الفَتى … نُورٌ عَلَى نُورٍ مَعَ القُرْآنِ
3372 – وَحِجَابُهُ نُورٌ فَلَوْ كَشَفَ الحِجَا … بَ لأحْرَقَ السُّبُحَاتُ للأكْوَانِ
3373 – وَإذَا أَتى لِلفَصْلِ يُشْرِقُ نُورُهُ … فِي الأرْضِ يَوْمَ قِيَامَةِ الأبْدَانِ
3374 – وَكَذَاكَ دَارُ الرِّبِّ جَنَّاتُ الْعُلَى … نُورٌ تَلَأْلأَ لَيْسَ ذَا بُطْلَانِ
3375 – وَالنُّورُ ذُو نَوعَيْنِ مَخْلُوقٌ وَوصْـ … ــفٌ مَا هُمَا واللهِ مُتَّحِدَانِ
3376 – وَكَذَلِكَ المخْلُوقُ ذُو نَوْعَيْنِ مَحْـ … ــسُوسٌ ومَعْقُولٌ هُمَا شَيْئانِ
3377 – احْذَرْ تَزِلَّ فَتَحْتَ رِجْلِكَ هُوَّةٌ … كَمْ قَدْ هَوَى فِيهَا عَلَى الأَزْمَانِ
3378 – مِنْ عَابِدٍ بالجَهْلِ زلَّتْ رِجْلُهُ … فَهَوى إلَى قَعْرِ الحَضِيضِ الدَّانِي
3379 – لَاحَتْ لهُ أنْوَارُ آثارِ العِبَا … دَةِ ظَنَّهَا الأنْوَارَ للرَّحْمنِ
3380 – فأتَى بِكُل مُصِيبةٍ وَبَليَّةٍ … مَا شِئْتَ مِنْ شَطْحٍ وَمِنْ هَذَيَانِ
3381 – وَكَذا الحُلُوليُّ الَّذِي هُوَ خِدْنُهُ … مِنْ ههُنَا حَقًّا هُمَا الأخَوَانِ
3382 – وَيقَابِلُ الرَّجُليْنِ ذُو التَّعطِيلِ والْـ … ــحُجُبِ الكَثِيفَةِ ما هُما سِيَّانِ
3383 – ذَا فِي كَثَافَةِ طَبْعهِ وظَلَامِهِ … وَبظُلْمَةِ التَّعْطِيلِ هذَا الثَّانِي
3384 – والنُّورُ مَحْجُوبٌ فَلَا هذَا وَلَا … هَذَا لَهُ مِنْ ظُلْمَةٍ يَرَيَانِ
* * *
فصلٌ
3385 – وَهُوَ المقدِّمُ والمؤَخِّرُ ذَانِكَ الصِّـ … ــفَتَانِ للأْفعَالِ تَابِعَتَانِ
3386 – وَهمَا صفَاتُ الذَّاتِ أيْضًا إذْ هُمَا … بالذَاتِ لَا بالغَيْرِ قَائِمَتَانِ
(المتن/183)
3387 – وَلِذَاكَ قَدْ غَلِطَ المُقَسِّمُ حِينَ ظَنَّ م … صِفَاتِه نَوْعَينِ مُخْتلفَانِ
3388 – إنْ لمْ يُرِن هذَا ولَكِنْ قَدْ أَرَا … دَ قِيَامَهَا بالفِعْلِ ذِي الإمْكَانِ
3389 – والفِعْلُ والمفْعُولُ شَيءٌ وَاحِدٌ … عِنْدَ المُقَسِّمِ ما هُمَا شَيْئَانِ
3390 – فَلِذَاكَ وصْفُ الفِعْلِ لَيْسَ لَدَيْهِ إلَّا … م نِسْبَةٌ عَدَميَّةٌ بِبَيَانِ
3391 – فَجَمِيعُ أسْمَاء الفِعَال لَدَيْهِ لَيْـ … سَتْ قَطُّ ثابتَةً ذَوَاتِ مَعَانِ
3392 – مَوْجُودَةٌ لَكِنْ أمُورٌ كُلُّهَا … نِسَبٌ تُرَى عَدَمِيَّةَ الْوِجْدَانِ
3393 – هذَا هُوَ التَّعْطِيلُ للأفْعَالِ كَالتَّـ … ـــعْطِيلِ للأوْصَافِ بالميزَانِ
3394 – فالحقُّ أنَّ الوَصْفَ لَيْسَ بمَوردِ التَّـ … ــقْسِيمِ هذَا مُقْتَضَى البُرْهَانِ
3395 – بَلْ مَورِدُ التَّقْسِيم مَا قَدْ قَامَ بالذّ … اتِ التِي لِلْوَاحِدِ الرَّحْمنِ
3396 – فَهمَا إذًا نَوْعَانِ أَوْصَافٌ وأفْـ … ــعَالٌ فَهَذِي قِسْمَةُ التِّبْيَانِ
3397 – فَالوَصْفُ بالأفْعَالِ يَسْتدعِي قِيَا … مَ الفِعْلِ بالْموصُوفِ بالبُرْهَانِ
3398 – كَالوَصْفِ بالمعْنَى سِوَى الأفْعَالِ مَا … إنْ بَيَّنَ ذَينِكَ قَطُّ مِنْ فُرْقَانِ
3399 – وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّهُمْ رَدُّوا عَلَى … مَنْ أثبَتَ الأسْماءَ دُونَ مَعانِ
3400 – قَامتْ بِمَنْ هِيَ وصْفُهُ هذَا مُحَا … لٌ غَيْرُ معْقولٍ لَدَى الأذْهَانِ
3401 – وأتَوْا إلى الأَوْصافِ باسْمِ الفِعْل قَا … لُوا لَمْ تَقُمْ بالوَاحِدِ الدَّيَّانِ
3402 – فانظُرْ إِليهِمْ أبطَلُوا الأصْلَ الَّذِي … رَدُّوا بِهِ أقْوالَهُمْ بوِزَانِ
3403 – إنْ كَانَ هذَا مُمْكِنًا فَكَذَاكَ قَوْ … لُ خُصُومِكمْ أيضًا فَذُو إمْكَان
3404 – والوَصْفُ بالتَّقْديم والتأخيرِ كَوْ … نيٌّ ودِينيٌّ هُمَا نَوْعَانِ
3405 – وَكِلاهُمَا أَمْرٌ حَقِيقيٌّ ونِسْـ … ــبِيٌّ وَلَا يَخْفَى المثالُ عَلَى أولي الأذْهَانِ
3406 – واللَّهُ قَدَّرَ ذَاكَ أجْمَعَهُ بإحْـ … ـكَامٍ وإتقَانٍ مِنَ الرَّحْمنِ
* * *
فصلٌ
3407 – هذَا وَمِنْ أَسْمَائِهِ مَا لَيْسَ يُفْـ … ـــرَدُ بلْ يقَالُ إذَا أَتَى بقِرَانِ
(المتن/184)
3408 – وَهِيَ التِي تُدْعَى بِمُزْدَوِجَاتِهَا … إفرادُهَا خَطَرٌ عَلَى الإنْسَانِ
3409 – إذْ ذَاكَ مُوهِمُ نَوْعِ نَقْصٍ جلَّ رَبُّ … م العَرْشِ عَن عَيْبٍ وَعَنْ نقْصَانِ
3410 – كَالمانِعِ المعْطِي وكَالضَّارِ الَّذِي … هُوَ نَافِعٌ وكَمَالُهُ الأمْرَانِ
3411 – وَنَظِيرُ هذَا القَابِضُ المقْرُونُ باسْـ … ــمِ البَاسِطِ اللَّفظَانِ مُقْتَرِنَانِ
3412 – وَكَذَا المُعِزُّ مَعَ المُذِلِّ وخَافِضٌ … مَعَ رَافِعٍ لَفْظَانِ مُزْدَوِجَانِ
3413 – وَحَديثُ إفرادِ اسْمِ مُنْتَقِمٍ فَمَوْ … قُوفٌ كَمَا قَدْ قَالَ ذُو العِرْفَانِ
3414 – مَا جَاءَ فِي القُرْآنِ غَيرَ مُقيَّدٍ … بالمُجْرِمينَ وَجَا بِهِ نَوْعَانِ
* * *
فصلٌ
3415 – وَدَلَالَةُ الأسْمَاءِ أنْواعٌ ثَلَا … ثٌ كُلُّهَا مَعْلُومةٌ بِبَيَانِ
3416 – دَلَّتْ مُطَابَقَةً كَذَاكَ تَضَمُّنًا … وَكَذَا الْتِزَامًا وَاضِحَ البُرْهَانِ
3417 – أمَّا مُطَابَقَةُ الدَّلَالَةِ فَهْيَ أنَّ م … الاسْمَ يُفْهَمُ مِنْهُ مَفْهُومَانِ
3418 – ذَاتُ الإِلةِ وَذَلِكَ الوَصْفُ الَّذِي … يُشْتَقُّ مِنْهُ الاسْمُ بالمِيزَانِ
3419 – لَكِنْ دَلَالَتُهُ عَلَى إحْدَاهُمَا … بِتَضَمُّنٍ فافهمْهُ فَهْمَ بيَانِ
3420 – وَكَذَا دَلالَتُهُ عَلَى الصِّفَة التي … مَا اشْتُقَّ مِنْهَا فَالْتزَامٌ دَانِ
3421 – وَإذَا أَرَدْتَ لِذَا مِثَالًا بَيِّنًا … فمِثَالُ ذَلِكَ لَفْظَةُ الرَّحْمنِ
3422 – ذَاتُ الإلهِ ورَحْمَةٌ مَدْلُولهَا … فَهُمَا لِهَذَا اللفظِ مَدْلُولانِ
3423 – إحدَاهُمَا بَعْضٌ لِذَا الموضُوعِ فَهْـ … ـيَ تَضَمُّنٌ ذَا وَاضحُ التِّبْيَانِ
3424 – لَكِنَّ وَصْفَ الحَيِّ لَازِمُ ذَلِكَ الْـ … ــمَعْنَى لُزُومَ العِلْمِ للرَّحْمنِ
3425 – فَلِذَا دَلَالَتُهُ عَلَيْهِ بالتِزَا … مٍ بَيِّنٍ وَالحَقُّ ذُو تِبْيَانِ
* * *
(المتن/185)
فصلٌ في بيانِ حقيقةِ الإلحادِ في أسماءِ ربِّ العالمينَ وذكرِ أقسام الملحدينَ
3426 – أَسْمَاؤُهُ أوْصافُ مَدْحِ كُلُّهَا … مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمعَانِ
3427 – إيَّاكَ والإِلْحَادَ فِيها إنَّهُ … كُفْرٌ مَعَاذَ الله مِنْ كُفْرَانِ
3428 – وَحَقِيقَةُ الإلْحَادِ فيهَا المَيْلُ بالْـ … إشْرَاكِ والتَّعْطِيلِ والنُّكْرَانِ
3429 – فالمُلْحِدُونَ إذًا ثَلَاثُ طَوَائِفٍ … فَعَلَيْهِمُ غَضَبٌ مِنْ الرَّحْمنِ
3430 – المُشرِكُونَ لأنهُمْ سَمَّوا بِهَا … أوثَانَهُمْ قَالُوا إلهٌ ثَانِ
3431 – هُمْ شَبَّهُوا المخْلُوقَ بالخَلَّاقِ عَكْـ … سَ مُشَبِّهِ الخَلَّاقِ بالإنْسَانِ
3432 – وكَذَاكَ أَهْلُ الاتِّحَادِ فَإنَّهُمْ … إخوَانُهُمْ مِنْ أقربِ الإخْوَانِ
3433 – أعْطُوا الوُجُودَ جَميعَهُ أسْمَاءَهُ … إذ كَانَ عَينَ اللهِ ذِي السُّلْطَانِ
3434 – والمشْرِكُونَ أَقَلُّ شِركًا مِنْهُمُ … هُمْ خَصَّصُوا ذَا الاسْمَ بالأوْثَانِ
3435 – وَلِذَاكَ كَانُوا أهْلَ شِرْكٍ عِنْدَهُمْ … لَوْ عَمَّمُوا مَا كَانَ مِنْ كُفْرَانِ
3436 – والمُلْحِدُ الثَّانِي فَذُو التَّعْطِيلِ إذْ … يَنْفِي حَقَائِقَها بِلَا بُرْهَانِ
3437 – مَا ثَمَّ غَيْرُ الاسْمِ أوِّلْه بِمَا … يَنْفِي الحَقِيقَةَ نَفْيَ ذِي البُطْلَانِ
3438 – فَالقَصْدُ دَفْعُ النَّصِّ عَنْ مَعْنَى الحَقيِـ … ـقَةِ فَاجْتَهِدْ فِيهِ بِلُطْفِ بَيَانِ
3439 – عَطِّلْ وَحرِّفْ ثُمَّ أوِّلْ وانْفِهَا … واقْذِفْ بِتَّجْسيمٍ وبالْكُفْرَان
3440 – لِلْمُثْبِتينَ حَقَائِقَ الأَسماءِ والْـ … أوْصَافِ بالأخْبَارِ والقُرْآن
3441 – فإذَا هُمُ احْتجُّوا عَلَيْك بها فَقُلْ … هذَا مَجازٌ وَهْوَ وضْعٌ ثَانِ
3442 – فإذَا غُلِبْتَ عن المجَازِ فَقُلْ لَهُمْ … لَا تُسْتَفَادُ حَقِيقَةُ الإيقَانِ
3443 – أَنَّى وَتِلْكَ أدِلَّة لَفْظِيَّةٌ … عُزِلَتْ عَنِ الإيقَانِ مُنذُ زَمَانِ
3444 – فَإذَا تَظافرَتِ الأدِلَّةُ كَثْرةً … وَغُلِبْتَ عَنْ تَقْرِيرِ ذَا بِبَيَانِ
(المتن/186)
3445 – فَعَلَيْكَ حِينَئذٍ بِقَانُونٍ وَضَعْـ … ــنَاهُ لِدَفْعِ أدِلَّةِ القُرْآنِ
3446 – وَلِكُلِّ نَصٍّ لَيْسَ يَقْبَلُ أَنْ يُؤَوَّ … لَ بِالمجَازِ وَلَا بِمَعْنىً ثَانِ
3447 – قُلْ عَارَضَ المنْقُولَ مَعْقُولٌ وَمَا الْـ … أمْرَانِ عِنْدَ العَقْلِ يَتَّفِقانِ
3448 – مَا ثَمَّ إِلَّا وَاحِدٌ مِنْ أرْبعٍ … مُتَقَابِلَاتٍ كُلُّها بِوِزَانِ
3449 – إِعْمَالُ ذَيْنِ وَعكْسُهُ أوْ نُلْغِيَ الـ … ــمَعْقُولَ مَا هذَا بِذِي إمْكَانِ
3450 – العَقْلُ أَصْلُ النَقْلِ وَهْوَ أبُوهُ إنْ … تُبْطِلْهُ يُبْطِلْ فَرْعَهُ التَّحْتَانِي
3451 – فَتَعَيَّنَ الإعْمَالُ لِلمعْقُولِ والْـ … إلْغَاءُ لِلمنْقُولِ بالقانون ذي الْبُرهان
3452 – إعْمَالُهُ يُفْضِي إلَى إلغَائِهِ … فاهْجُرْهُ هَجْرَ التَّرْكِ والنِّسْيَانِ
3453 – وَاللهِ لَمْ نَكْذِبْ عَلَيْهِمْ إنَّنا … وَهُمُ لَدَى الرَّحْمنِ مُخْتَصِمَانِ
3454 – وَهُنَاكَ يُجْزَى الملْحِدُونَ، وَمَنْ نَفَى الْـ … إلْحَادَ يُجْزَى ثَمَّ بالغُفْرَان
3455 – فاصْبِرْ قَلِيلًا إنَّما هِيَ سَاعَةٌ … يَا مُثْبِتَ الأوْصافِ للَّرحْمن
3456 – فَلَسَوْفَ تَجْني أجْرَ صَبْرِكَ حِينَ يَجْـ … ــني الغَيْرُ وِزرَ الإثْمِ وَالعُدْوَان
3457 – فالله سَائِلُنَا وَسَائِلُهُمْ عَنِ الْـ … إثْبَاتِ والتَّعْطِيلِ بَعْدَ زَمَان
3458 – فَأَعِدَّ حِينَئذٍ جَوَابًا كَافِيًا … عِنْدَ السُّؤالِ يَكُونُ ذَا تِبْيَانِ
3459 – هذَا وثَالِثُهمْ فَنَافِيهَا وَنَا … فِي مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ بالبُهْتَانِ
3460 – ذَا جَاحِدُ الرحْمنِ رَأْسًا لَمْ يُقِرَّ م … بِخَالِقٍ أَبَدًا وَلَا رَحْمنِ
3461 – هذَا هُوَ الإِلْحَادُ فَاحْذَرْهُ لعَلَّ م … الله أَن يُنْجِيكَ مِنْ نِيرانِ
3462 – وَتَفُوزَ بالزُّلْفَى لَديهِ وَجَنّةِ الْـ … ــمَأوَى مَعَ الغُفْرانِ والرِّضْوَان
3463 – لَا تُوحِشَنَّكَ غُرْبَةٌ بَينَ الوَرَى … فَالنَّاسُ كَالأمواتِ فِي الجَبَّانِ
3464 – أوَ مَا عَلِمْتَ بأنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ الْـ … ــغُرَبَاءُ حَقًّا عِنْدَ كُلِّ زَمَان
3465 – قُلْ لِي مَتَى سَلِمَ الرَّسُولُ وَصَحْبُهُ … وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ عَلَى الإِحْسَان
3466 – مِنْ جَاهِلٍ وَمُعَانِدٍ وَمُنَافِقٍ … وَمُحَاربٍ بِالبَغْيِ والطُّغْيَانِ
3467 – وَتَظُنُّ أَنَّكَ وَارِثٌ لَهُمُ وَمَا … ذُقْتَ الأذِيَّةَ قطُّ في الرَّحْمن
(المتن/187)
3468 – كَلَّا وَلَا جَاهدْتَ حَقَّ جِهَادِهِ … فِي اللهِ لَا بِيَدٍ وَلَا بِلسَانِ
3469 – مَنَّتْكَ وَاللهِ المُحَالَ النَّفْسُ فَاسْـ … ــتَحدِثْ سِوَى ذَا الرَّأْي وَالحُسْبَانِ
3470 – لَو كُنْتَ وَارِثَهُ لآذاكَ الألُى … وَرِثُوا عِدَاهُ بِسَائِرِ الألْوَانِ
* * *
فصلٌ في النَّوعِ الثَّانِي مِنْ نوعي توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ المخالفِ لتوحيدِ المعطلينَ [والمشركينَ]3471 – هذا وَثَانِي نَوعَيِ التَّوْحِيد تَوْ … حِيدُ العِبادَةِ مِنْكَ لِلرَّحْمنِ
3472 – ألَّا تَكُونَ لِغَيْرهِ عَبْدًا وَلَا … تَعْبدْ بِغَيْرِ شَرِيعَةِ الإيمَانِ
3473 – فَتَقُومَ بالإسْلَامِ والإيمَانِ وَالْـ … إحْسَانِ فِي سِرٍّ وَفِي إعْلَانِ
3474 – وَالصِّدْقُ والإخْلَاصُ رُكْنَا ذَلِكَ التَّـ … ــوحِيدِ كالرُّكْنَيْنِ للبُنْيَانِ
3475 – وَحَقِيقَةُ الإخْلَاص تَوْحيدُ المُرا … دِ فَلَا يُزَاحِمُهُ مُرَادٌ ثَانِ
3476 – لَكِنْ مُرادُ العَبْدِ يَبْقَى وَاحِدًا … مَا فِيهِ تفْرِيقٌ لَدَى الإِنْسَانِ
3477 – إنْ كَانَ ربُّكَ وَاحِدًا سُبْحَانَهُ … فَاخْصُصْهُ بالتَّوْحِيدِ مَعْ إحسَانِ
3478 – أَوْ كَانَ رَبُّكَ وَاحِدًا أنشَاكَ لَمْ … يَشْرَكْهُ إذْ أنْشَاكَ رَبٌّ ثَانِ
3479 – فَكَذَاكَ أيْضًا وَحْدَهُ فاعْبُدهُ لَا … تعْبُدْ سِوَاهُ يَا أخَا العِرْفَانِ
3480 – وَالصِّدْقُ تَوْحِيدُ الإرَادَةِ وَهْوَ بَذْ … لُ الجُهْدِ لَا كَسِلًا وَلَا مُتَوانِي
3481 – وَالسُّنَّةُ المُثْلَى لِسَالِكِها فَتَوْ … حِيدُ الطَّرِيقِ الأَعْظَمِ السُّلْطَانِي
3482 – فَلِواحِدٍ كُنْ وَاحِدًا فِي وَاحِدٍ … أَعْنِي سَبِيلَ الحَقِّ وَالإيمَانِ
3483 – هذِي ثَلاثٌ مُسْعِدَاتٌ لِلَّذِي … قَدْ نَالَهَا وَالفضْلُ لِلمَنَّان
3484 – فَإذَا هِيَ اجْتَمَعَتْ لِنْفسٍ حُرَّةٍ … بَلَغَتْ مِنْ العَلْيَاءِ كُلَّ مَكَانِ
3485 – للهِ قَلْبٌ شَامَ هَاتِيكَ البُرُو … قَ مِنَ الخِيَامِ فهَمَّ بالطَّيَرانِ
(المتن/188)
3486 – لَوْلَا التَّعَلُّلُ بِالرجَا لتَصَدَّعَتْ … أَعْشَارُهُ كَتَصدُّعِ البُنْيَان
3487 – وَتَراهُ يَبْسُطُهُ الرَّجَاءُ فَيَنْثَنِي … مُتَمَايِلًا كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ
3488 – ويعُودُ يَقْبِضُهُ الإيَاسُ لِكَوْنِهِ … مُتَخَلِّفًا عَنْ رُفْقَةِ الإحْسَانِ
3489 – فَتَراهُ بَيْنَ القَبْضِ والبَسْطِ اللَّذا … نِ هُمَا لأُفْقِ سَمَائِهِ قُطْبَانِ
3490 – وَبَدَا لَهُ سَعْدُ السُّعُودِ فَصَارَ مَسْـ … ـــرَاهُ عَلَيْهِ لَا عَلَى الدَّبَرَانِ
3491 – لِلَّهِ ذَيَّاكَ الفَرِيقُ فإنَّهُمْ … خُصُّوا بِخَالِصَةٍ مِنَ الرحْمنِ
3492 – شُدَّتْ رَكَائِبُهمْ إِلَى مَعْبُودِهمْ … وَرَسُولِه يَا خَيْبَةَ الكَسْلَانِ
* * *
فصلٌ
3493 – وَالشِّرْكَ فَاحْذَرْهُ فَشِرْكٌ ظَاهِرٌ … ذَا القِسْمُ لَيْسَ بِقَابِلِ الغُفْرَانِ
3494 – وَهُوَ اتِّخَاذُ النِّدِّ لِلرَّحْمنِ أيِّـ … ـــًا كَانَ مِنْ حَجَرٍ وَمِنْ إِنْسَانِ
3495 – يَدْعُوهُ بَلْ يَرْجُوهُ ثُمَّ يَخَافُهُ … وَيُحِبُّهُ كَمَحَبَّة الدَّيَّانِ
3496 – وَاللهِ مَا سَاوَوْهُمُ باللهِ فِي … خَلْقٍ وَلَا رِزْقٍ وَلَا إِحْسَان
3497 – فَاللهُ عِنْدَهُمُ هُوَ الخلَّاقُ والرَّ … زَّاقُ مُولي الفَضْلِ والإحْسَانِ
3498 – لَكِنَّهُمْ سَاوَوْهُمُ باللهِ فِي … حُبٍّ وَتَعْظِيمٍ وَفِي إيمَان
3499 – جَعَلُوا مَحَبَّهُمْ مَعَ الرَّحْمنِ مَا … جَعَلُوا المحَبَّةَ قَطُّ لِلرَّحْمن
3500 – لَوْ كَانَ حُبَّهُمُ لأَجْلِ الله مَا … عَادَوا أَحِبَّتَهُ عَلَى الإيمَان
3501 – وَلَمَا أحَبُّوا سُخْطَهُ وَتَجَنَّبُوا … مَحْبُوبَهُ وَمَواقِعَ الرِّضْوَان
3502 – شَرْطُ المحَبَّةِ أَنْ تُوافِقَ مَنْ تُحبُّ م … عَلَى مَحَبَّتِهِ بِلَا عِصْيَانِ
3503 – فَإِذَا ادَّعَيْتَ لَهُ المحَبَّة مَعْ خِلَا … فِكَ مَا يُحِبُّ فأَنْتَ ذُو بُهْتَان
3504 – أَتُحِبُّ أَعْدَاءَ الحَبِيبِ وَتَدَّعِي … حُبًّا لَهُ مَا ذَاكَ فِي إمْكَانِ
3505 – وَكَذَا تُعَادِي جَاهِدًا أحْبَابَهُ … أَيْنَ المحَبَّةُ يَا أَخَا الشَّيْطَانِ
(المتن/189)
3506 – لَيْسَ العِبَادَةُ غَيْرَ تَوْحِيدِ المحَبَّـ … ـــةِ مَعْ خُضُوعِ القَلْبِ والأرْكَان
3507 – والحُبُّ نَفْسُ وِفَاقِهِ فِيمَا يُحِبُّ م … وَبُغْضُ مَا لَا يَرْتَضِي بِجَنَانِ
3508 – وَوِفَاقُهُ نَفْسُ اتِّبَاعِكَ أَمْرَهُ … وَالقَصْدُ وَجْهُ الله ذِي الإحْسَانِ
3509 – هذَا هُوَ الإحْسَانُ شَرْطٌ فِي قَبُو … لِ السَّعْي فَافْهَمْهُ مِنَ القُرْآنِ
3510 – وَالاتِّبَاعُ بِدُونِ شَرْعِ رَسُولِهِ … عَيْنُ المُحَالِ وأبطَلُ البُطْلَانِ
3511 – فَإذَا نَبذْتَ كِتَابَهُ ورَسُولَهُ … وتَبِعْتَ أمْرَ النَّفْسِ والشَّيْطَان
3512 – وَتَخِذْتَ أنْدادًا تُحِبُّهُمُ كَحُبِّ م … الله كنْتَ مُجَانِبَ الإيمَانِ
3513 – ولَقَدْ رَأيْنَا مِنْ فَريقٍ يَدَّعِي الْـ … إسْلَامَ شِرْكًا ظَاهِرَ التِّبْيَان
3514 – جَعَلُوا لَهم شُرَكَاءَ وَالَوْهُمْ وَسَوَّ … وْهُمْ بِهِ فِي الحُبِّ لَا السُّلْطَانِ
3515 – واللهِ مَا سَاوَوْهُمُ باللَّهِ بَلْ … زَادُوْا لَهُمْ حُبًّا بلا كِتْمَانِ
3516 – واللهِ مَا غَضِبُوا إذَا انْتُهِكَتْ مَحَا … رِمُ رَبِّهِمْ فِي السِّرِّ والإعْلَانِ
3517 – حَتَّى إذَا مَا قِيلَ فِي الوَثَنِ الَّذِي … يَدْعُونَهُ مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ
3517 – فأجَارَكَ الرحمنُ مِنْ غَضَبٍ وَمِنْ … حَربٍ وَمِنْ شَتْمٍ وَمِنْ عُدوَانِ
3519 – وَأجَارَكَ الرحمنُ مِنْ ضَربٍ وتَعْـ … ـزيرٍ وَمِنْ سَبٍّ ومِنْ سَجَّانِ
3520 – والله لَوْ عَطَّلْتَ كُلَّ صِفَاتِهِ … مَا قَابَلُوكَ بِبَعْضِ ذَا العُدوَانِ
3521 – والله لَوْ خَالَفْتَ نَصَّ رَسُولهِ … نَصًّا صَريحًا وَاضِحَ التِّبْيَانِ
3522 – وَتَبِعتَ قَوْلَ شُيُوخِهِمْ أوْ غَيْرِهمْ … كُنْتَ المُحَقِّقَ صَاحِبَ العِرْفَانِ
3523 – حَتَّى إذَا خَالَفْتَ آراءَ الرِّجَا … لِ بِسُنّةِ المبْعُوثِ بالقُرْآنِ
3524 – نَادَوْا عَلَيكَ بِبِدعَةٍ وَضَلَالَةٍ … قَالُوا وَفِي تَكْفِيرِهِ قَوْلَانِ
3525 – قالُوا تَنَقَّصْتَ الكِبَارَ وَسَائرَ الـ … ـعُظَماءِ بَلْ جَاهَرْتَ بِالبُهْتَانِ
3526 – هَذَا وَلَمْ تَسلُبْهُمُ حَقًا لَهُمْ … لِتَكُونَ ذَا كَذِبٍ وَذَا عُدْوَانِ
3527 – وَإذَا سَلَبْتَ عُلُوَّهُ وكلامَه … وصفاتِه العليا بِلَا كِتْمَانِ
3528 – لَمْ يَغْضَبُوا، إذْ لَمْ يَكُنْ يُرْضِيهِمُ … لا حَبَّذا ذاكَ الفَرِيقُ الجانِي
(المتن/190)
3529 – والأمرُ واللهِ العَظِيمِ يَزيدُ فَوْ … قَ الوَصْفِ يَعرِفُه أولو العِرفانِ
3530 – وإذا ذَكَرتَ اللَّه تَوْحيدًا رَأَيْـ … ـتَ وُجُوهَهُمْ مَكْسُوفَةَ الأَلْوَانِ
3531 – [بَلْ يَنْظُرونَ إليكَ شَزْرًا مِثْلَ مَا … نَظَرَ التُّيوسُ إلَى عَصَا الجُوبَان]3532 – وَإذَا ذَكَرْتَ بِمِدْحَةٍ شُرَكَاءَهم … يَسْتَبشِرُونَ تَبَاشُرَ الفَرْحَانِ
3533 – واللهِ مَا شَمُّوا رَوَائِحَ دِينهِ … يَا زَكْمَةً أَعيَتْ طَبِيبَ زَمَانِ
فصلٌ في صَفِّ العسكرينِ وتقابلِ الصفَّينِ واستدارةِ رحى الحرب العوانِ وتصاولِ الأقرانِ
3534 – يَا مَنْ يَشُبُّ الحربَ جَهْلًا مَا لَكُمْ … بِقِتَالِ حِزْبِ اللهِ قَطُّ يَدَانِ
3535 – أَنَّى يُقاوِمُ جُنْدُكُمْ لِجُنُودِهِم … وَهُمُ الهُداةُ ونَاصِرُو الرحْمنِ
3536 – وجُنُودُكُم مَا بَينَ كَذَّابٍ وَدَجَّـ … ـالٍ وَمُحْتَالٍ وَذِي بُهْتَانِ
3537 – [مِنْ كُلِّ أرْعَنَ يَدَّعِي المعْقُولَ وَهْـ … ـوَ مُجَانِبٌ لِلعَقْلِ والإيمَانِ
3538 – أَوْ كُلِّ مُبتَدعٍ وَجَهْمِيٍّ غَدَا … فِي قَلْبِهِ حَرَجٌ مِنَ القُرْآنِ
3539 – أَوْ كُلِّ مَنْ قَدْ دَانَ دِينَ شُيُوخِ أَهْـ … ـلِ الاعْتِزَالِ البَيِّنِ البُطْلَانِ
3540 – أَوْ قَائِلٍ بالاتِّحَادِ وَإنَّهُ … عَينُ الإلهِ وَمَا هُنَا شَيْئَانِ
3541 – أَوْ مَنْ غَدَا فِي دِينِهِ مُتَحَيِّرًا … أتْبَاعِ كُلِّ مُلَذَّدٍ حَيْرَانِ]3542 – وَجُنُودُهُم جِبْرِيلُ مَعْ مِيكَالَ مَعْ … بَاقِي الملائِكِ نَاصِري القُرآنِ
3543 – وَجميعُ رُسْلِ اللهِ مِنْ نُوحٍ إِلَى … خَيرِ الوَرَى المبْعُوثِ مِنْ عَدْنَانِ
3544 – فَالقلْبُ خَمْستُهُم أُولو الْعَزْمِ الأُلى … فِي سُورةِ الشُّورَى أَتَوا بِبَيَانِ
3545 – فِي أوَّلِ الأحْزَابِ أيضًا ذِكرُهُم … هُمْ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ إنسَانِ
(المتن/191)
3546 – وَلِواؤُهُم بِيَدِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ … والكُلُّ تَحْتَ لِواءِ ذِي الفُرْقانِ
3547 – وَجَمِيعُ أصْحابِ الرَّسُولِ عِصَابَةُ الْـ … إسْلَامِ أهلُ العِلْمِ والإيمَانِ
3548 – والتابِعُونَ لَهُمْ بإحْسَانٍ عَلَى … طَبَقَاتِهِم فِي سَائِرِ الأزْمَانِ
3549 – أَهْلُ الحَدِيثِ جَمِيعُهُم وأئِمَّةُ الْـ … ـفَتْوَى وَأهْلُ حَقَائِقِ العِرْفَانِ
3550 – العَارِفُونَ بِربِّهِم ونَبِيِّهم … وَمَراتِبِ الأعْمَالِ فِي الرُّجْحَانِ
3551 – صُوفِيّةٌ سُنِّيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ … لَيسُوا أُولي شَطْحٍ وَلَا هَذَيَانِ
3552 – هَذَا كَلَامُهُمُ لَدَيْنَا حَاضِرٌ … مِنْ غَيْرِ مَا كَذِبٍ وَلَا كِتْمانِ
3553 – فَاقْبَلْ حَوَالَةَ مَنْ أَحَالَ عَلَيهِمُ … هُم أمْليَاءُ وصاحبو إمْكَانِ
3554 – فَإذَا بَعَثْنَا غَارَةً مِنْ أُخْرَيَا … تِ العَسْكَرِ المنْصورِ بالقُرْآنِ
3555 – طَحَنَتْكُمُ طَحْنَ الرَّحَى لِلْحَبِّ حَتَّـ … ـى صِرتُمُ كَالبَعْر فِي القِيعانِ
3556 – أنَّى يُقَاوِمُ ذِي العَسَاكِرَ طَمطَمٌ … أَوْ تِنْكِلوشَا أَوْ أَخو اليُونَانِ
3557 – أَعْنِي أرِسْطُو عَابِدَ الأوثَانِ أَوْ … ذَاكَ الكَفُورُ مُعَلِّمُ الألْحَانِ
3558 – ذَاكَ المعلِّمُ أوَّلًا لِلْحَرفِ وَالثَّـ … ـانِي لِصَوْتٍ بِئْسَتِ العِلْمَانِ
3559 – هَذَا أسَاسُ الفِسقِ والحَرْفُ الَّذِي … وَضَعُوا أسَاسُ الكُفْرِ والهَذَيانِ
3560 – أَوْ ذَلِكَ المخْدُوعُ حَامِلُ رَايةِ الْـ … إلْحَادِ ذَاكَ خَليفَةُ الشَّيطَان
3561 – أعْنِي ابْنَ سِينَا ذَلِكَ الْمَحْلُولَ مِنْ … أَدْيَانِ أهْلِ الأرْضِ ذَا الكُفْرَانِ
3562 – وَكَذَا نَصِيرُ الشِّركِ فِي أتبَاعِهِ … أَعْدَاءِ رُسْلِ اللهِ والإيمَانِ
3563 – نَصَرُوا الضَّلَالَةَ مِنْ سَفَاهَةِ رَأْيهِم … وَغَزَوا جُيُوشَ الدِّينِ وَالإيمَانِ
3564 – فَجَرى عَلَى الإسْلَامِ مِنْهُمْ مِحْنَةٌ … لَم تَجْرِ قَطُّ بِسَالِفِ الأزْمَانِ
3565 – أَوْ جَعْدُ أوْ جَهْمٌ وأَتْبَاعٌ لَهُ … هُم أمَّةُ التعْطِيل والبُهْتَانِ
3566 – أوْ حفْصُ أو بِشرٌ أو النَّظَّامُ ذَا … كَ مُقَدَّمُ الفُسَّاقِ والمُجَّانِ
3567 – وَالجَعْفَرَانِ كَذَاكَ شَيْطَانٌ وَيُدْ … عَى الطَّاقَ لَا حُيِّيتَ مِنْ شَيْطَانِ
3568 – [وكذلِكَ الشَّحَّامُ والنَّجَّارُ والـ … ـعَلاَّفُ أهْلُ الجَهْلِ بِالقُرْآنِ
(المتن/192)
3569 – واللهِ مَا فِي القَوْمِ شَخْصٌ رَافِعٌ … بِالوَحْي رَأْسًا بَلْ بِرَأي فُلَانِ]3570 – وَخِيَارُ عَسكَرِكُم فَذَاكَ الأشْعَرِيُّ … القَرْمُ ذَاكَ مُقَدَّمُ الفُرسَانِ
3571 – لَكِنَّكُم واللهِ مَا أنْتُم عَلَى … إثبَاتِهِ والحَقُّ ذو بُرْهَانِ
3572 – هُوَ قَالَ إِنَّ الله فَوْقَ العَرشِ وَاسْـ … ـتَوْلَى مَقَالَةُ كُلِّ ذِي بُهْتَانِ
3573 – فِي كُتْبهِ طُرًّا وَقَرَّرَ قَوْلَ ذِي الْـ … إثْبَاتِ تَقْرِيرًا عَظِيمَ الشَّانِ
3574 – لكِنَّكُم أكفَرْتُمُوهُ فإنَّكم … أكفرتُمُ مَن قال ذا، فَدَعاني
3575 – مِن كِبْرِكُم في جَهْلِكم ثم انْظُروا … ثُم اعْذُرُوا أو كَفِّروا ببيانِ
3576 – [فَخِيَارُ عَسْكَرِكمْ فَأنْتُم مِنْهُمُ … بُرَآءُ إذْ قَربُوا مِنَ الإيمَانِ]3577 – هَذِي العَسَاكِرُ قَدْ تَلاقَتْ جَهْرةً … وَدَنَا القِتَالُ وَصِيحَ بالأقْرَانِ
3578 – صُفُّوا الجُيُوشَ وَعبِّئُوهَا وابرُزُوا … لِلْحَرْبِ واقْترِبُوا مِنَ الفُرْسَانِ
3579 – فَهُمُ إِلَى لُقيَاكُمُ بِالشَّوْقِ كَي … يُوفُوا بِنَذْرِهِمُ مِنَ القُرْبَانِ
3580 – وَلَهُم إِلَيْكُمْ شَوْقُ ذِي قَرَم فَمَا … يَشْفِيهِ غَيْرُ مَوَائِدِ اللُّحْمَانِ
3581 – تَبًّا لَكُمْ لَوْ تَعْقِلُونَ لَكُنْتُمُ … خَلْفَ الخُدُورِ كأضْعَفِ النِّسْوَانِ
3582 – مِنْ أينَ أَنتم والحَديثُ وَأهْلُهُ … والوَحْيُ والمعْقُولُ بِالبُرهَانِ
3583 – مَا عِنْدَكُم إلَّا الدَّعَاوَى والشكَا … وَى أَوْ شَهَادَاتٌ عَلَى البُهْتَانِ
3584 – هَذَا الَّذِي واللهِ نِلْنَا مِنْكُمُ … فِي الحَرْبِ إذْ يتقَابَلُ الصَّفَّانِ
3585 – وَاللهِ مَا جِئْتُم بِقَالَ اللهُ أَوْ … قَالَ الرَّسولُ وَنحنُ فِي المَيْدَانِ
3586 – إلّا بِجَعْجَعَةٍ وَفَرْقَعَةٍ وَغَمْـ … ـغَمَةٍ وَقَعْقَعَةٍ بِكُلِّ شِنانِ
3587 – وَيَحِقُّ ذاكَ لَكمْ وأَنْتُم أهْلُهُ … أَنْتُم بحَاصِلِكُم أولُو عِرْفَانِ
3588 – وَبِحَقِّكُمْ تَحْمُوا مَنَاصبَكُم وأنْ … تَحْمُوا مَآكِلَكُم بِكُلِّ سِنَانِ
3589 – وَبحَقِّنَا نَحْمِي الهُدَى وَنذُبُّ عَنْ … سُنَنِ الرَّسُولِ وَمُقْتَضَى القُرْآنِ
3590 – قَبَحَ الإِلهُ مَنَاصِبًا ومآكِلًا … قَامَتْ عَلَى البهتان والعُدْوانِ
3591 – واللهِ لَوْ جِئْتُم بِقَالَ اللهُ أوْ … قَالَ الرَّسُولُ كَفِعْلِ ذِي الإِيمَانِ
(المتن/193)
3592 – كُنَّا لَكُمْ شَاوِيشَ تَعْظِيمٍ وإجْـ … ـلالٍ كَشَاوِيشٍ لِذِي سُلْطَانِ
3593 – لَكِنْ هَجَرتُمْ ذَا وَجِئْتُمُ بِدْعَةً … وأرَدْتُمُ التَّعْظِيمَ بالبُهْتَانِ
* * *
فصلٌ
3594 – العِلْمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ … قَالَ الصَّحَابَةُ هُمْ ذَوُو العِرْفَانِ
3595 – مَا العِلْمُ نَصْبَكَ لِلخِلَافِ سَفَاهَةً … بَينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأْيِ فُلانِ
3596 – كَلَّا وَلَا جَحْدَ الصِّفَاتِ لِربِّنَا … فِي قَالَبِ التَّنْزِيهِ وَالسُّبحَانِ
3597 – كَلا وَلَا نَفْيَ العُلوِّ لِفَاطِرِ الْـ … أكْوَانِ فَوْقَ جَمِيعِ ذِي الأكْوَانِ
3598 – كَلَّا وَلَا عَزْلَ النُّصُوص وأنَّهَا … لَيسَتْ تُفِيدُ حَقَائِقَ الإِيمَانِ
3599 – إذْ لَا تُفيدُكُمُ يَقينًا لَا ولَا … عِلْمًا فَقَدْ عُزِلَتْ عَنِ الإيقَانِ
3600 – وَالعِلْمُ عِنْدَكُمُ يُنَالُ بِغَيرِهَا … بِزُبَالَةِ الأفْكَارِ والأذْهَانِ
3601 – سَمَّيْتُمُوهُ قَوَاطِعًا عَقْليَّةً … وَهِيَ الظَّوَاهِرُ حَامِلَاتُ مَعَانِ
3602 – كَلَّا وَلَا إحْصَاءَ آراءِ الرِّجَا … لِ وَضَبْطَهَا بِالحَصْرِ والحُسْبَانِ
3603 – كَلا وَلَا التَّأوِيلَ وَالتَّبدِيلَ والتَّـ … ـحْرِيفَ لِلْوَحْيَيْنِ بالبُهْتَانِ
3604 – كَلَّا وَلَا الإشْكَالَ والتشْكِيكَ والْـ … ـوَقْفَ الَّذِي مَا فِيهِ مِنْ عِرْفَانِ
3605 – هَذِي عُلُومُكُمُ التي مِنْ أجْلِهَا … عَاديتُمُونَا يَا أولى العِرْفَانِ!
* * *
فصلٌ في عقدِ الهدنةِ والأمانِ الواقع بينَ المعطلةِ وأهلِ الإلحادِ حربِ جِنكِسْخان
3606 – يَا قَوْمِ صَالَحْتُمْ نُفَاةَ الذَّاتِ والْـ … أوْصَافِ صُلْحًا مُوجِبًا لأمَانِ
(المتن/194)
3607 – وَأغرتُمُ وَهْنًا عَلَيْهِمْ غَارَةً … قَعْقَعْتُمُ فِيهَا لَهُمْ بِشِنَانِ
3608 – مَا كَانَ فِيهَا مِنْ قَتِيلٍ مِنْهُمُ … كَلَّا وَلا فِيهَا أَسِيرٌ عَانِ
3609 – وَلَطَفْتُمُ فِي القَوْلِ أوْ صَانَعْتُمُ … وَأَتَيتُمُ فِي بَحْثِكمْ بِدِهَانِ
3610 – وَجَلَستُمُ مَعَهُم مَجَالِسَكُمْ مَعَ الْـ … أُسْتَاذِ بالآدَابِ والمِيزَانِ
3611 – وَضَرَعْتُمُ لِلْقَوْمِ كُلَّ ضَرَاعَةٍ … حَتَى أَعَارُوكُمْ سلاحَ الجَانِي
3612 – فَغَزَوْتُمُ بِسِلَاحِهِمْ لِعَسَاكِرِ الْـ … إثْبَاتِ والآثارِ والقُرْآنِ
3613 – ولأجْلِ ذَا صَانَعْتُمُوهُم عِنْدَ حَرْ … بِكُمُ لَهُمْ باللُّطْفِ والإدْهانِ
3614 – وَلأجْلِ ذَا كُنْتُمْ مَخَانِيثًا لَهُمْ … لَمْ تَنْفَتِحْ مِنْكُمْ لَهُمْ عَيْنَانِ
3615 – حَذَرًا مِنَ اسْتِرجَاعِهِم لِسِلَاحِهِم … فَتُرَوْنَ بَعْدَ السَّلْبِ كَالنِّسْوَانِ
3616 – وَبَحثْتُمُ مَعَ صَاحِبِ الإِثْبَاتِ بالتَّـ … ـكْفِيرِ والتَّضْلِيلِ والعُدْوَانِ
3617 – وَقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لَهُ وأجْـ … ـلبتُم عَلَيْهِ بِعَسْكرِ الشَّيْطَانِ
3618 – واللهِ هَذِي رِيبَةٌ لَا يَخْتَفِي … مَضْمُونُهَا إلَّا عَلَى الثِّيرَانِ
3619 – هَذَا وَبيْنَهُمَا أشَدُّ تَفَاوُتٍ … فِئَتَانِ فِي الرَّحْمنِ تخْتَصِمَانِ
3620 – هَذَا نَفَى ذَاتَ الإِلهِ وَوَصْفَهُ … نَفْيًا صَرِيحًا لَيْسَ بِالكِتْمَانِ
3621 – لَكِنّ ذا وَصَفَ الإلهَ بكلِّ أَوْ … صَافِ الكَمَالِ المُطْلَقِ الرَّبَّانِي
3622 – وَنَفَى النَّقَائِصَ وَالعُيُوبَ كَنَفْيِهِ التَّـ … ـشْبِيهَ للرَّحْمنِ بالإِنْسَانِ
3623 – فَلأِيِّ شَيْءٍ كَانَ حَرْبُكُمُ لَهُ … بِالجِدِّ دُونَ مُعَطِّلِ الرحْمنِ
3624 – قُلْنَا نَعَمْ هَذَا المُجَسَّمُ كَافِرٌ … أَفَكَانَ ذَلِكَ كَامِلَ الإِيمَانِ
3625 – لَا تَنْطَفِي نِيرَانُ غَيظِكُمُ عَلَى … هَذَا المُجَسِّمِ يا أولِي النِّيرانِ
3626 – فاللَّهُ يُوقِدُهَا وَيُصْلِي حَرَّهَا … يَوْمَ الحِسَابِ مُحَرِّفَ القُرْآنِ
3627 – يَا قَوْمَنَا لَقَدِ ارْتَكَبتُم خُطَّةً … لَمْ يَرتَكِبهَا قَطُّ ذُو عِرْفَانِ
3628 – وَأَعَنْتُمُ أعْدَاءَكُم بِوِفَاقِكُمْ … لَهُمُ عَلَى شيءٍ مِنَ البُطْلَانِ
3629 – أَخَذُوا نَواصِيَكُم بِهَا وَلِحَاكُمُ … فَغَدَتْ تُجَرُّ بِذِلَّةٍ وَهَوَانِ
(المتن/195)
3630 – قُلْتُم بِقَوْلِهِمُ وَرُمْتُمْ كَسْرَهُم … أنَّى وَقَدْ غَلَقُوا لَكُمْ بِرِهَانِ
3631 – وَكَسَرتُمُ البَابَ الَّذِي مِنْ خَلْفِهِ … أعْدَاءُ رُسْلِ اللهِ والإيمَانِ
3632 – فَأَتَى عَدُوٌّ مَا لَكُمْ بِقِتَالِهِم … وَبحَربِهِم أَبَدَ الزَّمَانِ يَدَانِ
3633 – فَغَدَوْتُمُ أسْرَى لَهُمْ بِحِبَالِهِم … أَيدِيكُمُ شُدَّتْ إلَى الأَذْقَانِ
3634 – حَمَلُوا عَلَيكُم كَالسِّبَاعِ اسْتَقْبلَتْ … حُمُرًا مُعَقَّرَةً ذَوِي أرْسَانِ
3635 – صَالُوا عَلَيكُم بالذِي صُلْتُم بِهِ … أنْتُم عَلَينَا صَوْلَةَ الفُرسَانِ
3636 – لَوْلَا تَحَيُّزُكُم إِلَينَا كُنْتُمُ … وَسْطَ العَرِينِ مُمَزَّقِي اللُّحْمَانِ
3637 – لَكِنْ بِنَا اسْتَنْصَرتُمُ وَبِقَوْلِنَا … صلْتُم عَلَيهِم صَوْلَةَ الشُّجْعَانِ
3638 – وَلَّيتُم الإثْبَات إذْ صُلْتُم بِهِ … وَعَزَلْتُمُ التَّعْطِيلَ عَزْلَ مُهَانِ
3639 – وَأتيتُمُ تَغْزُونَنَا بِسَرِيَّةٍ … مِنْ عَسْكَرِ التَّعْطِيلِ والكُفْرَانِ
3640 – مَنْ ذَا بِحَقِّ اللهِ أجْهَلُ مِنْكُمُ … وأحَقُّنَا بِالجَهْلِ والعُدْوَانِ
3641 – تَاللهِ مَا يَدْرِي الفَتَى بِمُصَابِهِ … وَالقَلْبُ تَحْتَ الخَتْمِ والخِذْلَانِ
* * *
فصلٌ في مصارعِ النفاةِ المعطّلينَ بأسِنّةِ أمراءِ الإِثباتِ الموحّدينَ
3642 – وَإِذَا أَرَدْتَ تَرَى مَصَارعَ مَنْ خَلَا … مِنْ أُمَّةِ التَّعْطِيلِ والكُفْرَانِ
3643 – وَتَراهُمُ أسْرَى حَقِيرًا شَأنُهُم … أَيْدِيهِمُ غُلَّتْ إِلَى الأذْقَانِ
3644 – وَتَرَاهُمُ تَحْتَ الرِّمَاحِ دَريئَةً … مَا فِيهِمُ مِنْ فَارِسٍ طَعَّانِ
3645 – وَتَراهُمُ تَحْتَ السُّيُوفِ تَنُوشُهُمْ … مِنْ عَنْ شَمَائِلهِم وَعنْ أَيْمَانِ
3646 – وَتَرَاهُمُ انْسَلَخُوا مِنَ الوَحْيَيْنِ والْـ … ـعَقْلِ الصَّحِيحِ وَمُقْتَضى القُرْآنِ
3647 – وَتَرَاهُمُ واللهِ ضُحْكَةَ سَاخِرٍ … وَلطَالمَا سَخِرُوا مِنَ الإيمَانِ
(المتن/196)
3648 – قَدْ أوحَشَتْ مِنْهُم رُبُوعٌ زَادَهَا الْـ … ـجَبَّارُ إيحَاشًا مَدَى الأزْمَانِ
3649 – وَخَلَتْ دِيَارُهُمُ وَشُتِّتَ شَمْلُهُمْ … مَا فِيهِمُ رَجُلَانِ مُجْتَمِعَانِ
3650 – قَدْ عَطَّلَ الرَّحْمنُ أفْئِدَةً لَهُمْ … مِنْ كلِّ مَعْرِفَةٍ وَمنْ إيمَانِ
3651 – إذْ عَطَّلُوا الرَّحْمنَ مِنْ أوْصَافِهِ … والعَرشَ أخْلَوْهُ مِنَ الرَّحْمنِ
3652 – بَلْ عَطَّلُوهُ عَنِ الكَلَامِ وَعَنْ صِفَا … تِ كَمَالِهِ بِالجَهْلِ والبُهْتَانِ
3653 – فَاقْرأْ تَصَانِيفَ الإِمَامِ حَقِيقَةً … شيخِ الوُجُودِ العَالِمِ الرَّبَّانِي
3654 – أعْنِي أبَا العَبَّاسِ أحْمَدَ ذَلِكَ الْـ … ـبَحْرَ المحِيطَ بِسَائِرِ الخُلْجَانِ
3655 – وَاقرأْ كِتَابَ العَقْلِ والنَّقْلِ الَّذِي … مَا فِي الوُجُودِ لَهُ نَظِيرٌ ثَانِ
3656 – وَكَذَاكَ مِنْهَاجٌ لَهُ فِي رَدِّهِ … قَوْلَ الرَّوَافِضِ شِيعَةِ الشَيْطَانِ
3657 – وَكَذَاكَ أهْلُ الاعْتِزَالِ فإنَّهُ … أرْدَاهُمُ فِي حُفْرَةِ الجَبَّانِ
3658 – وَكَذلِكَ التَّأسِيسُ أصْبَحَ نَقْضُهُ … أُعْجُوبَةً لِلْعَالِمِ الرَّبَّانِي
3659 – وَكَذَاكَ أجْوِبةٌ لَهُ مِصْرِيَّةٌ … فِي سِتِّ أسْفَارٍ كُتِبْنَ سِمَانِ
3660 – وَكَذَا جَوَابٌ لِلنَّصَارَى فِيهِ مَا … يَشْفِي الصُّدُورَ وإنهُ سِفْرَانِ
3661 – وكَذاكَ شَرحُ عقيدةٍ للأصْبَها … نِي شَارحِ المحْصُولِ شَرْحَ بَيَانِ
3662 – فيها النُّبُوَّاتُ التي إثْبَاتُهَا … فِي غَايَةِ التَّقْرِيرِ والتِّبيَانِ
3663 – واللهِ مَا لأُولي الكَلَامِ نَظِيرُهُ … أبَدًا وَكُتْبُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
3664 – وَكَذَا حُدُوثُ العَالمِ العُلْويِّ والسُّـ … ـفْلِيِّ فِيهِ فِي أَتَمِّ بَيَانِ
3665 – وَكَذَا قَوَاعِدُ الاِسْتِقَامَةِ إنَّهَا … سِفْرَانِ فِيمَا بَيْنَنَا ضَخْمَانِ
3666 – وَقَرأتُ أكْثَرَهَا عَلَيْهِ فَزَادَنِي … وَاللهِ فِي عِلْمٍ وَفِي إيمَانِ
3667 – هَذَا وَلَوْ حَدَّثْتُ نَفْسِي أنَّهُ … قَبلي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ
3668 – وَكَذَاكَ تَوْحِيدُ الفَلَاسِفَةِ الأُلى … تَوْحِيدُهُم هُوَ غَايةُ الكُفْرانِ
3669 – سِفْرٌ لَطِيفٌ فِيهِ نَقْضُ أصُولِهِم … بِحَقِيقَةِ المعْقُولِ والبُرْهَانِ
3670 – وَكَذَاكَ تِسعِينِيَّةٌ فِيهَا لَهُ … رَدٌّ عَلَى مَنْ قَالَ بالنَّفْسَانِي
(المتن/197)
3671 – تِسْعُونَ وَجْهًا بَيَّنَتْ بُطْلَانَهُ … أَعْنِي كَلَامَ النَّفْسِ ذَا الوَحْداني
3672 – وَكَذَا قَوَاعِدُهُ الكِبَارُ وإنَّهَا … أَوْفَى مِنَ المِائَتَينِ فِي الحُسْبَانِ
3673 – لَمْ يَتَّسِعْ نَظْمِي لَهَا فَأسُوقَهَا … فأشَرتُ بَعْضَ إشَارَةٍ لِبَيَانِ
3674 – وَكَذَا رَسَائِلُهُ إِلَى البُلْدَانِ والْـ … أطْرَافِ والأَصْحَابِ والإخْوَانِ
3675 – هِيَ فِي الوَرَى مَبثُوثَةٌ مَعْلُومَةٌ … تُبتَاعُ بِالغَالِي مِنَ الأثْمَانِ
3676 – وَكَذَا فَتَاوَاهُ فَأَخْبَرنِي الَّذِي … أضحَى عَلَيهَا دَائِمَ الطَّوَفَانِ
3677 – بلَغَ الَّذِي أَلْفَاهُ مِنْهَا عِدَّةَ الْـ … أيَّامِ مِنْ شَهْرٍ بِلَا نُقْصَانِ
3678 – سِفْرٌ يُقَابِلُ كُلَّ يَوْمٍ وَالَّذِي … قَدْ فَاتَنِي مِنْهَا بِلَا حُسْبَانِ
3679 – هَذَا وَلَيْسَ يُقَصِّرُ التفْسِيرُ عَنْ … عَشْرٍ كِبَارٍ لَسْنَ ذَا نُقْصَانِ
3680 – وَكَذَا المفَارِيدُ الَّتِي فِي كُلِّ مَسْـ … ـألةٍ فَسِفْرٌ وَاضِحُ التِّبْيَانِ
3681 – مَا بَيْنَ عَشْرٍ أوْ تَزِيدُ بِضِعْفِهَا … هِيَ كالنُّجُومِ لِسَالِكٍ حَيْرانِ
3682 – وَلَهُ المقَامَاتُ الشَّهِيرةُ فِي الوَرَى … قَدْ قَامَهَا لِلَّهِ غَيْرَ جَبَانِ
3683 – نَصَرَ الإِلهَ وَدِينَهُ وَكِتَابَهُ … وَرَسُولَهُ بِالسَّيْفِ والبُرْهَانِ
3684 – أبدَى فَضَائِحَهُمْ وَبَيَّنَ جَهْلَهُم … وَأرَى تَنَاقُضَهُم بِكُلِّ مَكانِ
3685 – وَأَصَارَهُمْ واللهِ تَحْتَ نِعَالِ أَهْـ … ـلِ الحَقِّ بَعدَ مَلَابِسِ التِّيجَانِ
3686 – وَأصَارَهُم تَحْتَ الحَضيضِ وَطالَمَا … كَانُوا هُمُ الأعْلَامَ لِلبُلْدَانِ
3687 – وَمِنَ العَجائِبِ أنَّهُ بِسِلَاحِهِمْ … أرْدَاهُمُ تَحْتَ الحَضِيضِ الدَّانِي
3688 – كَانَتْ نَوَاصِينَا بأَيْديهِم فَمَا … مِنَّا لَهُمْ إلا أَسِيرٌ عَانِ
3689 – فَغَدَت نَواصِيهِم بأيْدينَا فَلا … يَلْقَوْنَنَا إلَّا بِحَبْلِ أمَانِ
3690 – وَغَدَتْ مُلُوكُهُمُ مَمَالِيكًا لأنْـ … ـصَارِ الرَّسُولِ بِمِنَّةِ الرَّحمنِ
3691 – وَأتَتْ جُنُودُهُمُ الَّتِي صَالُوا بِهَا … مُنْقَادَةً لِعَسَاكِرِ الإيمَانِ
3692 – يَدْرِي بِهَذَا مَنْ لَهُ خُبرٌ بِمَا … قَد قَالَهُ فِي رَبِّهِ الفِئَتَانِ
3693 – والفَدْمُ يُوحِشُنَا وَلَيسَ هُنَاكُمُ … فَحُضُورُهُ وَمَغِيبُهُ سِيَّانِ
(المتن/198)
فصلٌ في بيانِ أنَّ المصيبةَ التي حلَّتْ بأهلِ التعطيلِ والكفرانِ من جهةِ الأسماءِ التي ما أنزلَ الله بهَا من سلطان
3694 – يَا قَوْمِ أصْلُ بَلائِكُم أَسْمَاءُ لَمْ … يُنزِلْ بِها الرَّحْمنُ مِنْ سُلْطَانِ
3695 – هِيَ عَكَّسَتْكُم غَايَةَ التَّعْكِيسِ واقْـ … ـتَلَعَتْ دِيَارَكُمُ مِنَ الأرْكَانِ
3696 – فَتَهَدَّمَتْ تِلْكَ الْقُصُورُ وَأَوْحَشَتْ … مِنْكُمْ رُبُوعُ العِلْمِ والإيمَانِ
3697 – والذَّنْبُ ذَنْبُكُمُ قَبِلْتُم لَفْظَهَا … مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٍ وَلَا فُرْقَانِ
3698 – وَهِيَ الَّتِي اشْتَمَلتْ عَلَى أمْرَيْنِ مِنْ … حَقٍّ وأمْرٍ وَاضِحِ البُطْلَانِ
3699 – سَمَّيتُمُ عَرشَ المهَيْمِنِ حَيِّزًا … وَالاسْتوَاءَ تَحيُّزًا لِمكَانِ
3700 – وَجَعَلْتُمُ فَوْقَ السَّمَاواتِ العُلى … جِهَةً وَسُقْتُمْ نَفْيَ ذَا بِوِزَانِ
3701 – وَجَعْلتُمُ الإثْبَاتَ تَشْبِيهًا وَتجْـ … ـسِيمًا وَهَذا غَايَةُ البُهْتَانِ
3702 – وَجَعَلْتُمُ الموْصُوف جِسمًا قَابِلَ الْـ … أعْرَاضِ والأَكْوَانِ والأَلْوَانِ
3703 – وَجَعَلْتُمُ أوْصَافَهُ عَرَضًا وَهَـ … ـذا كُلُّهُ جِسْرٌ إِلَى النُّكْرَانِ
3704 – وَكَذَاكَ سَمَّيتُم حُلُولَ حَوَادِثٍ … أَفْعَالَهُ تَلْقِيبَ ذِي عُدْوَانِ
3705 – إذْ تَنْفِرُ الأسْمَاعُ مِنْ ذَا اللَّفْظِ نَفْـ … ـرتَهَا مِنَ التَّشْبِيهِ والنُّقْصَانِ
3706 – فَكَسَوْتُمُ أفْعَالَهُ لَفْظَ الحَوَا … دِثِ ثُمَّ قُلْتُم قَوْلَ ذِي بُطْلَانِ
3707 – لَيْسَتْ تَقُومُ بِهِ الحَوَادِثُ والمُرا … دُ النَّفْيُ لِلأفْعَالِ لِلدَّيَّانِ
3708 – فَإِذَا انْتَفَتْ أفْعَالُهُ وَصِفَاتُهُ … وَكَلَامُهُ وَعُلُوُّ ذِي السُّلْطَانِ
3709 – فَبِأىِّ شَيءٍ كَانَ رَبًّا عِنْدَكُمْ … يَا فِرقَةَ التَّحْقِيقِ والعِرْفَانِ
3710 – والقَصْدُ نَفْىُ فِعَالِهِ عَنْهُ بِذَا التَّـ … ـلْقِيبِ فِعْلَ الشَّاعِرِ الفَتَّانِ
3711 – وَكَذَاكَ حِكْمَةُ رَبِّنَا سَمَّيتُمُ … عِلَلًا وأَغرَاضًا وَذَانِ اسْمَانِ
(المتن/199)
3712 – لَا يُشْعِرَانِ بِمِدْحَةٍ بَلْ ضِدَّهَا … فَيَهُونُ حِينَئذٍ عَلَى الأذْهَانِ
3713 – نَفْيُ الصِّفَاتِ وَحِكْمَةِ الخَلاَّقِ والْـ … أفْعَالِ إنكَارًا لِهَذَا الشَّانِ
3714 – وَكَذَا اسْتِواءُ الرَّبِّ فَوْقَ العَرشِ قُلْـ … ـتُمْ إنَّهُ التَّركِيبُ ذُو البُطْلَانِ
3715 – وَكَذَاكَ وَجْهُ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ … وَكَذَاكَ لَفْظُ يَدٍ وَلَفْظُ يَدَانِ
3716 – سَمَّيتُمُ ذَا كُلَّهُ الأَعْضَاءَ بَلْ … سَمَّيتُمُوهُ جَوَارحَ الإنْسَانِ
3717 – وَسَطَوْتُمُ بِالنَّفْيِ حِينَئذٍ عَلَيْـ … ـهِ كَنَفْيِنَا لِلْعَيْبِ مَعْ نُقْصَانِ
3718 – قُلْتُم نُنَزِّهُهُ عَنِ الأَعْرَاضِ وَالْـ … أغْرَاضِ والأَبْعَاضِ والجُثْمَانِ
3719 – وَعنِ الحَوَادِثِ أَنْ تَحِلَّ بِذَاتِهِ … سُبْحَانَهُ مِنْ طَارِقِ الحِدْثَانِ
3720 – وَالقَصْدُ نَفْيُ صِفَاتِهِ وَفِعَالِهِ … وَالاسْتِوَاءِ وَحِكْمَةِ الرَّحْمنِ
3721 – وَالنَّاسُ أَكثرُهُم بِسِجْنِ اللَّفْظِ مَحْـ … ـبُوسُونَ خَوْفَ مَعَرَّةِ السَّجَّانِ
3722 – والكُلُّ إلا الفَردَ يَقْبَلُ مَذْهَبًا … فِي قَالَبٍ وَيرُدُّهُ فِي ثَانِ
3723 – وَالقَصْدُ أنَّ الذاتَ والأوْصَافَ وَالْـ … أفْعَالَ لَا تُنْفَى بِذَا الهَذَيَانِ
3724 – سَمُّوهُ مَا شِئْتُم فَلَيْسَ الشَّأنُ فِي الْـ … أسْمَاءِ بَلْ فِي مَقْصِدٍ وَمَعَانِ
3725 – كَمْ ذَا تَوَسَّلْتُم بنفيِ الجِسْمِ وَالتَّـ … ـجْسِيمِ للتَّعْطِيلِ وَالكُفْرَانِ
3726 – وَجَعلْتمُوهُ التُّرْسَ إنْ قُلْنَا لَكُمْ … اللهُ فَوْقَ العَرشِ والأكْوَانِ
3727 – قُلْتُم لَنَا جسْمٌ عَلَى جِسْمٍ تَعَا … لَى اللَّهُ عَنْ جِسْمٍ وَعَنْ جُثْمَانِ
3728 – وَكَذَاكَ إِنْ قُلْنَا القُرَآنُ كَلَامُهُ … مِنْهُ بَدَا لَمْ يَبْدُ مِنْ إنْسَانِ
3729 – كَلَا وَلَا مَلَكٍ ولَا لَوْحٍ وَلَـ … ـكِنْ قَالَهُ الرَّحْمنُ قَوْلَ بَيَانِ
3730 – قُلْتُم لَنَا إنَّ الكَلَامَ قِيَامُهُ … بِالجِسْمِ أيْضًا وَهْوَ ذُو حِدْثَانِ
3731 – عَرَضٌ يَقُوم بِغَيرِ جِسْمٍ لَمْ يَكُنْ … هَذَا بمَعْقُولٍ لَدَى الأذْهَانِ
3732 – وَكَذَاكَ حِينَ نقُول يَنْزِلُ رَبُّنَا … فِي ثُلْثِ لَيلٍ آخِرٍ أَوْ ثَانِ
3733 – قُلْتُم لَنَا إنَّ النُّزُولَ لِغَيرِ أجْـ … ـسَامٍ مُحَالٌ لَيْسَ ذَا إمْكَانِ
3734 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا يُرَى سُبْحَانَهُ … قُلْتُم أَجِسْمٌ كَى يُرَى بِعِيَانِ
(المتن/200)
3735 – أَمْ كَانَ ذَا جِهَةٍ تَعَالَى رَبُّنَا … عَنْ ذَا فَلَيْسَ يَرَاهُ مِنْ إنْسَانِ
3736 – أمّا إذَا قُلْنَا لَهُ وَجْهٌ كَمَا … فِي النَّصِّ أَوْ قُلْنَا كَذَاكَ يَدَانِ
3737 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا كَمَا فِي النَّصِّ إنَّ … القَلْبَ بَيْنَ أَصَابعِ الرَّحْمنِ
3738 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا الأصَابعُ فَوْقَهَا … كُلُّ العَوالِمِ وَهْيَ ذُو رَجَفَانِ
3739 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا يَدَاهُ لأرْضِهِ … وَسَمَائِهِ فِي الحَشْرِ قَابِضَتَانِ
3740 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا سَيَكْشِفُ سَاقَهُ … فَيخِرُّ ذَاكَ الجَمْعُ لِلأذْقَانِ
3741 – وَكَذَاكَ إنْ قُلْنَا يَجيءُ لِفَصْلِهِ … بَيْنَ العِبَادِ بعَدْلِ ذِي سُلْطَانِ
3742 – قَامَتْ قِيَامَتُكُم كذاكَ قِيَامةُ الْـ … آتِي بِهَذَا القَوْلِ فِي الرَّحْمنِ
3743 – واللهِ لَوْ قُلْنا الَّذِي قَالَ الصَّحَا … بَةُ والأُلى مِنْ بَعْدِهِمْ بِلِسَانِ
3744 – لرَجَمْتُمُونَا بِالحِجَارَةِ إنْ قَدَرْ … تُم بَعْدَ رَجْمِ الشَّتْمِ والعُدْوَانِ
3745 – واللهِ قَدْ كَفَّرتُمُ مَنْ قَالَ بَعْـ … ـضَ مَقَالِهِمْ يَا أمَّةَ البُهتانِ
3746 – وَجَعَلْتُمُ الجِسمَ الَّذِي قَرَّرْتُمُ … بُطْلَانَهُ طَاغُوتَ ذَا البُطْلَانِ
3747 – وَوَضَعْتُمُ لِلْجِسْمِ مَعْنىً غَيْرَ مَعْـ … ـرُوفٍ بِهِ فِي وَضْعِ كُلِّ لِسَانِ
3748 – وبَنَيتُمُ نَفْيَ الصِّفَاتِ عَلَيْهِ فَاجْـ … ـتَمَعَتْ لَكُمْ إذْ ذَاك مَحْذُورَانِ
3749 – كذِبٌ عَلَى لُغَةِ الرَّسُولِ وَنَفْيُ إثْـ … ـبَاتِ العُلُوِّ لِفَاطِرِ الأكْوَانِ
3750 – وَرَكِبتُمُ إذْ ذَاكَ تَحْرِيفَينِ تَحْـ … ـريفَ الحَديثِ ومحْكَمِ القُرْآنِ
3751 – وَكَسَبتُمُ وِزْرَيْنِ وِزْرَ النَّفْي والتَّـ … ـحْرِيفِ فَاجْتَمَعَتْ لَكُمْ كِفْلَانِ
3752 – وَعَدَاكُمُ أجْرَانِ أجْرُ الصِّدْقِ والْـ … إيمَانِ حَتَّى فَاتَكُم حَظَّانِ
3753 – وَكَسَبتُمُ مَقْتَينِ مَقْتَ إلهِكُمْ … وَالمؤمِنينَ فَنَالكُمْ مَقْتَانِ
3754 – وَلَبِسْتُمُ ثَوبَينِ ثَوْبَ الجَهْلِ والظُّـ … ـلْمِ القَبِيحِ فَبِئْسَتِ الثَّوْبَانِ
3755 – وَتَخِذْتُمُ طِرْزَينِ طِرْزَ الكِبْرِ والتِّـ … ـيهِ العَظِيمِ فَبِئْسَتِ الطِّرْزَانِ
3756 – وَمَدَدْتُمُ نَحْوَ العُلَى باعَيْنِ لَـ … ـكِنْ لَمْ تَطُلْ مِنْكُمْ لَهَا البَاعَانِ
3757 – وَأتَيْتُمُوهَا مِنْ سِوَى أبْوَابِهَا … لَكِنْ تَسَوَّرْتُم مِنَ الحِيطَانِ
(المتن/201)
3758 – وَغَلَقْتُمُ بَابَيْنِ لَوْ فُتِحَا لَكُمْ … فُزْتُمْ بِكُلِّ بِشَارةٍ وَتَهَانِ
3759 – بَابَ الحَدِيثِ وَبَابَ هَذَا الوَحِي مَنْ … يَفْتَحْهُمَا فَلْيهْنِهِ البَابَانِ
3760 – وَفَتحْتُمُ بَابَيْنِ مَنْ يَفْتَحْهُمَا … تُفْتَحْ عَلَيْهِ مَوَاهِبُ الشَّيطانِ
3761 – بَابُ الكَلامِ وَقَدْ نُهِيتُم عَنْهُ وَالْـ … ـبَابُ الحَريقُ فمنْطِقُ اليُونَانِ
3762 – فَدَخَلْتُمُ دَارْينِ دَارَ الجَهْلِ فِي الدُّ … نْيَا وَدَارَ الخِزْي فِي النِّيرَانِ
3763 – وَطعِمْتُمُ لَوْنَينِ لَوْنَ الشَّكِّ والتَّـ … ـشْكِيكِ بَعْدُ فَبِئْسَتِ اللَّوْنَانِ
3764 – وَرَكِبتُمُ أمْرَيْنِ كَمْ قَدْ أَهْلَكَا … مِنْ أمَّةٍ فِي سَائر الأزْمَانِ
3765 – تَقْدِيمُ آرَاءِ الرِّجَالِ عَلَى الَّذِي … قَالَ الرَّسُولُ وَمحْكَمِ القُرْآنِ
3766 – وَالثَّانِ نِسبَتُهُم إلَى الإلغازِ وَالتَّـ … ـلبِيسِ والتَّدْلِيسِ وَالكِتْمَانِ
3767 – وَمَكَرتُمُ مَكْرَيْنِ لَوْ تَمَّا لَكُمْ … لتَفصَّمَتْ فِينَا عُرَى الإيمَانِ
3768 – أَطفَأْتُمُ نُورَ الكِتَابِ وَسُنَّةَ الْـ … ـهادِي بِذَا التَّحْرِيفِ والهَذَيَانِ
3769 – لَكِنَّكُم أوْقَدْتُمُ لِلْحَرْبِ نَا … رًا بَيْنَ طَائِفَتَينِ مُخْتَلِفَانِ
3770 – واللهُ يُطْفِئُها بألْسِنَةِ الأُلى … قَدْ خَصَّهُم بالعِلْمِ والإيمَانِ
3771 – واللهِ لوْ غَرِقَ المجَسِّمُ فِي دَمِ التَّـ … ـجْسِيمِ مِنْ قَدَمٍ إلَى الآذَانِ
3772 – فَالنَّصُّ أعْظَمُ عِنْدَهُ وأجَلُّ قدْ … رًا أنْ يعارِضَهُ بقولِ فُلَانِ
* * *
فصلٌ في كسرِ الطاغوتِ الذي نفوا به صفاتِ ذي الملكوتِ والجبروتِ
3773 – أَهْوِنْ بِذَا الطَّاغُوتِ لَا عَزَّ اسْمُهُ … طَاغُوتِ ذِي التَّعْطِيلِ وَالكُفْرَانِ
3774 – كَمْ مِنْ أَسِيرٍ بَلْ جَرِيحٍ بَلْ قَتيـ … ـلٍ تَحْتَ ذَا الطَّاغُوتِ فِي الأزْمَانِ
(المتن/202)
3775 – وَتَرى الجَبَانَ يَكَادُ يُخلَعُ قَلْبُهُ … مِنْ لَفْظِهِ تَبًّا لِكُلِّ جَبَانِ
3776 – وَتَرَى المخَنَّثَ حِينَ يُفزِعُه اسْمهُ … تَبْدُو عَلَيْهِ شمَائِلُ النِّسوَانِ
3777 – ويظَلُّ مَنْكُوحًا لِكُلِّ مُعَطِّلٍ … وَلِكُلِّ زِنْدِيقٍ أخِي كُفْرَانِ
3778 – وَتَرى صَبيَّ العَقْلِ يُفزِعُهُ اسْمُهُ … كَالغُولِ حِينَ يقَالُ لِلصِّبْيَانِ
3779 – كُفْرانَ هَذَا الاسْمِ لَا سُبْحَانَهُ … أبَدًا وسُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
3780 – كَم ذَا التَّترُّسُ بالمُحَالِ أَمَا تَرَى … قَدْ مزَّقَتْهُ كَثْرةُ السُّهْمَانِ
3781 – جِسْمٌ وفَشْرٌ ثم تَجسيمٌ وتَفْـ … ـشيرٌ أما تَعْيَونَ مِنْ هَذَيَانِ
3782 – أَنتُمْ وَضَعْتُمْ ذَلِكَ الطَّاغوتَ ثُمَّ … بِهِ نَفَيتُمْ مُوجَبَ القُرْآنِ
3783 – وَجَعَلْتُمُوهُ شَاهِدًا بَلْ حَاكِمًا … هَذَا عَلَى مَنْ يَا أولِي العُدْوَانِ
3784 – أَعَلَى كِتَابِ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ … باللَّهِ اِسْتَحْيُوا مِنَ الرَّحْمنِ
3785 – فَقِيَامُهُ بالزُّورِ مِثْلُ قَضَائِهِ … بالجَوْرِ والعُدْوَانِ والبُهْتَانِ
3786 – كَمْ ذِي الجعَاجعُ لَيْسَ شَيءٌ تَحْتَهَا … إلَّا الصَّدَى كَالبُومِ فِي الخِرْبَانِ
3787 – ونَظيرُ هَذَا قَولُ مُلْحِدِكُم وَقَدْ … جَحَدَ الصِّفَاتِ لِفَاطِرِ الأكْوانِ
3788 – لَوْ كَانَ مَوْصُوفًا لَكَانَ مُرَكَّبًا … فَالوَصْفُ والتَّرْكِيبُ متَّحِدَانِ
3789 – ذَا المَنْجَنيقُ وذَلِكَ الطَّاغُوتُ قَدْ … هَدَمَا دِيَارَكُمُ إلَى الأرْكَانِ
3790 – واللهُ رَبِّي قَدْ أعَانَ بِكَسرِ ذا … وَبِقَطْعِ ذَا سُبحَانَ ذِي الإِحْسَانِ
3791 – فَلَئِنْ زَعَمْتُمْ أنَّ هَذَا لَازِمٌ … لِمقَالِكُم حَقًّا لُزُومَ بَيَانِ
3792 – فَلنَا جَوَابَاتٌ ثَلَاثٌ كُلُّهَا … مَعْلُومَةُ الإِيضَاحِ والتِّبْيَانِ
3793 – مَنْعُ اللُّزومِ وَمَا بِأيْدِيكُم سِوَى … دَعْوَى مُجَرَّدَةٍ عَنِ البُرْهَانِ
3794 – لَا يَرتضِيهَا عَالِمٌ أَوْ عَاقِلٌ … بَلْ تِلْكَ حِيلَةُ مُفْلِسٍ فَتَّانِ
3795 – فَلَئنْ زَعَمْتُم أَنَّ مَنْعَ لُزُومِهِ … مِنْكُمْ مُكَابَرةٌ عَلَى البُطْلَانِ
3796 – فَجَوابُنَا الثانِي امْتِنَاعُ النفْي فِيـ … ـما تَدَّعُونَ لُزُومَهُ بِبَيَانِ
3797 – إذْ كانَ ذَلِكَ لازِمًا لِلنَّصِّ والْـ … ـمَلْزُومُ حَقٌّ وَهْوَ ذُو بُرهَانِ
(المتن/203)
3798 – وَالحَقُّ لَازمُهُ فَحقٌّ مِثْلُهُ … أَنَّى يَكُونُ الشيءُ ذَا بُطْلَانِ
3799 – وَتكُونُ مَلْزوماتُه حَقًّا فَذَا … عَيْنُ المُحَالِ وَلَيْسَ فِي الإمْكَانِ
3800 – فَتَعَيَّنَ الإلْزَامُ حِئنَئِذٍ عَلَى … قَوْلِ الرَّسُولِ وَمُحْكَمِ القُرْآنِ
3801 – وَجَعَلْتُمُ أتْبَاعَه ما نسترا … خَوْفًا مِنَ التَّصرِيحِ بالكُفْرَانِ
3802 – وَاللَّهِ مَا قُلْنَا سِوَى مَا قَالَهُ … هَذِي مَقَالَتُنَا بِلَا نُكرانِ
3803 – فَجَعَلتُمُونا جُنَّةً والقَصْدُ مَفْـ … ـهومٌ فَنَحْنُ وِقَايةُ القُرْآنِ
3804 – هَذَا وَثَالِثُ مَا نُجِيبُ بِهِ هُوَ اسْـ … ـتِفْسَارُكُم يَا فِرْقَةَ العِرْفَانِ
3805 – مَاذَا الَّذِي تَعْنُونَ بِالجِسْمِ الَّذِي … أَلزَمْتُمُونَا أَوْضحُوا بِبَيَانِ
3806 – تَعْنُونَ مَا هُوَ قَائِمٌ بالنفْسِ أَوْ … عَالٍ عَلَى العَرْشِ العَظِيمِ الشَّانِ
3807 – أَوْ ذَا الَّذِي قَامَتْ بِهِ الأوْصَافُ أوْ … صَافُ الكَمَالِ عَدِيمَةُ النقْصانِ
3808 – أَوْ مَا تَرَكَّبَ مِنْ جَوَاهِرَ فَردَةٍ … أَوْ صُورَةٍ حَلَّتْ هَيُولَى ثَانِي
3809 – أَوْ مَا هُوَ الجسْمُ الَّذِي فِي العُرْفِ أو … فِي الوَضْعِ عنْدَ تَخَاطُبٍ بلِسَانِ
3810 – أَوْ مَا هُوَ الجسْمُ الَّذِي فِي الذِّهْنِ ذَا … كَ يُقَالُ تَعْلِيمِيُّ ذِي الأذْهَانِ
3811 – مَاذَا الَّذِي من ذَاكَ يَلْزَمُ مِنْ ثُبُو … تِ عُلُوِّهِ مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ
3812 – فَأْتُوا بِتَعْيينِ الَّذِي هُوَ لَازمٌ … فَإِذَا تَعَيَّنَ ظَاهِرَ التِّبْيَانِ
3813 – فَأْتُوا بِبُرهَانَينِ بُرهَانِ اللزُو … مِ وَنَفْيِ لَازِمِهِ فَذَانِ اثْنَانِ
3814 – واللهِ لَوْ نُشِرَتْ لَكُمْ أَشْيَاخُكُمْ … عَجَزُوا وَلَوْ وَاطَاهُمُ الثَّقَلَانِ
3815 – إنْ كُنْتُمُ أَنْتُمْ فُحُولًا فابْرُزُوا … وَدَعُوا الشَّكَاوَى حِيلَةَ النِّسْوَانِ
3816 – وَإذَا اشْتَكَيتُم فاجْعَلُوا الشَّكْوَى إلى الْـ … ـبُرْهانِ لَا القَاضِي وَلَا السُّلْطَانِ
3817 – فَنُجِيبُ بالتَّركِيبِ حِينَئِذٍ جَوَا … بًا شَافِيًا فِيهِ هُدَى الحَيْرَانِ
3818 – الحَقُّ إِثْبَاتُ الصِّفَاتِ، وَنَفْيُهَا … عَينُ المُحَالِ وَلَيْسَ فِي الإمْكَانِ
3819 – فَالجِسمُ إمَّا لَازِمٌ لِثُبُوتِهَا … فَهُوَ الصَّوَابُ وَلَيْسَ ذَا بُطْلَانِ
3820 – أوْ لَيْسَ يَلزَمُ مِنْ ثُبُوتِ صِفَاتِهِ … فَشَنَاعَةُ الإِلْزَامِ بِالبُهْتَانِ
(المتن/204)
3821 – فَالمنْعُ في إحدَى المُقَدِّمتَينِ مَعْـ … ـلومُ البَيَانِ إذًا بِلَا نُكْرَانِ
3822 – المنْعُ إمَّا فِي اللُّزُومِ أَوْ انْتِفَا … ءِ اللَّازِمِ المَنْسُوبِ لِلْبُطْلَانِ
3823 – هَذَا هُوَ الطَّاغوتُ قَدْ أمسَى كَمَا … أبْصَرْتُمُوهُ بِمِنَّةِ الرَّحْمنِ
* * *
فصلٌ في مبدأ العداوةِ الواقعةِ بينَ المثبتينَ الموحدينَ وبينَ النفاةِ المعطلين
3824 – يَا قَوْمُ تَدْرُونَ الْعَدَاوَةَ بَينَنَا … مِنْ أَجْلِ مَاذَا مِن قَديمِ زَمَانِ
3825 – إِنَّا تَحَيَّزْنا إِلَى القُرْآنِ والنَّـ … ـقْلِ الصَّحِيحِ مُفَسِّرِ الْقُرْآنِ
3826 – وَكَذَا إلَى العَقْلِ الصَّرِيحِ وَفطرَةِ الرَّ … حْمنِ قَبْلَ تَغَيُّرِ الإنْسَانِ
3827 – هِيَ أرْبعٌ متَلَازِمَاتٌ بَعْضُهَا … قَدْ صَدَّقَتْ بَعْضًا عَلَى مِيزَانِ
3828 – واللهِ مَا اجْتَمعَتْ لَدَيكُم هَذِهِ … أَبَدًا كَمَا أقْرَرْتُمُ بِلِسَانِ
3829 – إذْ قُلْتُمُ العَقْلُ الصَّحِيحُ يُعَارِضُ الْـ … ـمَنْقُولَ مِنْ أَثَرٍ وَمِن قُرْآنِ
3830 – فَنُقَدِّمُ المَعْقُولَ ثم نُصَرِّفُ الْـ … ـمَنْقُولَ بالتأويلِ ذِي الألْوَانِ
3831 – فَإذَا عَجَزْنَا عَنْهُ أَلْقَينَاهُ لَمْ … نَعْبَأْ بِهِ قَصْدًا إلَى الإحْسَانِ
3832 – وَلَكُمْ بِذَا سَلَفٌ لَهُمْ تَابَعْتُمُ … لمَّا دُعُوْا لِلأَخْذِ بالقُرْآنِ
3833 – صَدُّوا فلمَّا أَن أصِيبُوا أقْسَمُوا … لَمُرَادُنا توفيقُ ذِي الإحْسَانِ
3834 – وَلَقَدْ أُصيبُوا فِي قُلُوبِهِمُ وَفِي … تِلْكَ العُقُولِ بغَايَةِ النُّقْصَانِ
3835 – فَأَتَوْا بأقْوَالٍ إذَا خَصَّلْتَهَا … أَسْمَعْتَ ضُحْكَةَ هَازِلٍ مَجَّانِ
3836 – [هَذَا جَزَاءُ المُعْرِضِينَ عَن الهُدَى … مُتَعَوِّضِينَ زَخَارِفَ الهَذَيَانِ
3837 – وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا بِشَيخِ القَوْمِ إذْ … يَأبَى السُّجُودَ بِكبر ذِي طُغْيَانِ]3838 –
(المتن/205)
ثُمَّ ارْتَضَى أَنْ صَارَ قَوَّادًا لأرْ … بَابِ الفُسُوقِ وَكلِّ ذِي عِصْيَانِ
3839 – وَكَذَاكَ أَهْلُ الشِّركِ قَالُوا كَيفَ ذَا … بَشَرٌ أَتَى بالوَحْي والقُرْآنِ
3840 – ثُمَّ ارْتَضَوْا أَنْ يَجْعَلُوا مَعْبُودَهُم … مِنْ هذِهِ الأحْجَارِ والأوْثَانِ
3841 – وَكَذَاكَ عُبَّادُ الصَّليبِ حَمَوا بَتَا … رِكَهُم مِنَ النِّسْوَانِ والوِلْدَانِ
3842 – وَأتَوْا إلَى رَبِّ السَّماواتِ العُلَى … جَعَلُوا لَهُ وَلَدًا مِنَ الذُّكْرَانِ
3843 – وَكَذَلِكَ الجَهْمِيُّ نَزَّهَ رَبَّهُ … عَنْ عَرْشِهِ مِنْ فَوْقِ ذِي الأكْوَانِ
3844 – حَذَرًا مِنَ الحَصْرِ الَّذِي فِي ظَنِّهِ … أَوْ أَن يُرَى مُتَحَيِّزًا بِمَكَانِ
3845 – فَأصَارَهُ عَدَمًا وَلَيْسَ وُجُودُهُ … مُتَحَقِّقًا فِي خَارجِ الأذْهَانِ
3846 – لكِنّما قُدَماؤُهُم قالُوا بِأنَّ م … الذّاتَ قَدْ وُجِدَتْ بِكُلِّ مكانِ
3847 – جَعَلُوه فِي الآبارِ والأنْجاسِ والْـ … ـخاناتِ والخَرِباتِ والقِيعانِ
3848 – والقَصْدُ أنَّكُمُ تَحَيَّزْتُم إلى الْـ … آراءِ وَهْىَ كَثيِرَةُ الهَذَيانِ
3849 – فَتَلَوَّنَتْ بِكُمُ فَجِئْتُمْ أنْتُمُ … مُتَلَوِّنِينَ عَجائِبَ الألْوانِ
3850 – وَعَرَضْتُمُ قَوْلَ الرَّسُولِ عَلى الَّذِي … قَدْ قالَهُ الأشْياخُ عَرْضَ وِزانِ
3851 – وَجَعَلْتُمُ أَقْوالَهُم مِيزانَ ما … قَدْ قالَهُ والعَوْلُ فِي المِيزانِ
3852 – وَوَرَدْتُمُ سُفْلَ المِياهِ وَلَم نَكُنْ … نَرضَى بِذاكَ الوِرْدِ لِلظَّمْآنِ
3853 – وَأخَذْتُمُ أنْتُمُ بُنَيَّاتِ الطَّرِيـ … ـقِ وَنَحْنُ سِرْنا فِي الطَّرِيقِ الأعْظَمِ السُّلْطاني
3854 – وجَعَلْتُمُ تُرْسَ الكَلامِ مِجَنَّةً … تَبًّا لِذاكَ التُّرْسِ عِنْدَ طِعانِ
3855 – وَرَمَيتُمُ أهْلَ الحَدِيثِ بِأَسْهُمٍ … عَنْ قَوْسِ مَوْتُورِ الفُؤَادِ جَبَانِ
3856 – فَتترَّسُوا بِالوَحْي والسُّنَنِ التِي … تَتْلُوهُ نِعْمَ التُّرْسُ للشُّجْعَانِ
3857 – هُوَ تُرْسُهُم واللهِ مِنْ عُدْوَانِكُم … وَالتُّرسُ يَوْمَ البَعْثِ مِنْ نِيرانِ
3858 – أَفَتَاركُوهُ لِبَهْتِكُم وَمُحَالِكُم … لَا كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ الرَّحْمنِ
3859 – وَدَعَوْتُمُونَا لِلذي قُلْتُم بِهِ … قُلْنَا مَعَاذَ اللهِ مِنْ خِذْلَانِ
3860 – فَاشْتَدَّ ذَاكَ الحَرْبُ بَيْنَ فَرِيقِنَا … وَفَرِيقِكُم وَتَفَاقَمَ الأَمْرَانِ
(المتن/206)
3861 – وَتَأصَّلَتْ تِلكَ العَدَاوَةُ بَيْنَنَا … مِنْ يَوْمِ أَمْرِ اللهِ لِلشَّيطَانِ
3862 – بِسُجُودِهِ فَعَصَى وَعَارَضَ أمْرَهُ … بِقِيَاسِهِ وَبِعَقْلِهِ الخَوَّانِ
3863 – فأتَى التَّلامِيذُ الوِقَاحُ وعَارضُوا … أخبَارَهُ بالعَقْلِ والهَذَيانِ
3864 – وَمُعَارِضٌ للأَمْرِ مِثْلُ مُعَارِضِ الْـ … أخْبَارِ هُم فِي كُفْرِهِم صنْوَانِ
3865 – مَنْ عَارَضَ المنْصُوصَ بالمعْقولِ قِدْ … مًا؟ أخْبِرُونَا يَا أولِي العِرْفَانِ
3866 – أَوَ مَا عَرَفْتُمْ أنَّه القَدَريُّ والْـ … ـجَبرِيُّ أيْضًا ذَاكَ فِي القُرْآنِ
3867 – إذْ قَالَ قَدْ أَغوَيْتَني وفَتنْتَنِي … لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ مَدَى الأزْمَانِ
3868 – فَاحْتَجَّ بالمَقْدُورِ ثمَّ أبَانَ أنَّ … الفِعْلَ مِنْهُ بِغَيَّةٍ وَزِيَانِ
3869 – فَانْظُرْ إِلَى مِيرَاثِهِمْ ذَا الشَّيْخَ بالتَّـ … ـعْصِيبِ والمِيرَاثِ بالسُّهْمَانِ
3870 – فَسَألْتُكُم باللهِ مَنْ وُرَّاثُهُ … مِنَّا وَمِنْكُم بَعْد ذَا التِّبْيَانِ
3871 – هَذَا الَّذِي أَلْقَى العَدَوَاةَ بَيْنَنَا … إذْ ذَاكَ واتَّصَلَتْ إلَى ذَا الآنِ
3872 – أصَّلْتُمُ أصْلًا وأصَّلَ خَصْمُكُم … أَصْلًا فَحِينَ تَقَابَلَ الأصلَانِ
3873 – ظَهَرَ التفاوتُ فَانْتَشَتْ مَا بَيْنَنَا الْـ … ـحَرْبُ العَوَانُ وَصيحَ بالأقْرانِ
3874 – أَصَّلْتُمُ رَأْيَ الرِّجَالِ وَخَرْصَها … مِنْ غَيْرِ بُرْهَانٍ وَلَا سُلْطَانِ
3875 – هَذَا وَكَم رَأيٍ لَهُمْ فَبِرَأْي مَنْ … نَزِنُ النُّصوصَ فأوْضِحُوا بِبَيَانِ
3876 – كُلٌّ لَهُ رَأْيٌ وَمَعْقُولٌ لَهُ … يَدْعُو وَيمْنَعُ أَخْذَ رَأيِ فُلَانِ
3877 – وَالْخَصْمُ أصَّلَ مُحْكَمَ القُرْآنِ مَعْ … قَوْلِ الرَّسُولِ وَفِطْرةِ الرَّحْمنِ
3878 – وَبنَى عَلَيْهِ فَاعْتَلَى بُنْيَانُهُ … نَحْوَ السَّما أَعْظِم بِذَا البُنْيَانِ
3879 – وَعَلَى شَفَا جُرُفٍ بَنَيتُم أنْتُمُ … فَأتَتْ سُيُولُ الوَحْي والإيمَانِ
3880 – قَلَعَتْ أسَاسَ بِنَائِكُم فتهَدَّمَتْ … تِلْكَ السُّقُوفُ وخَرَّ للأرْكَانِ
3881 – اَللهُ أكبَرُ لو رأيتُمْ ذَلِكَ الـ … ـبُنْيَانَ حِينَ عَلَا كمِثْلِ دُخَانِ
3882 – تَسْمُو إليهِ نَوَاظِرٌ مِنْ تَحْتِهِ … وَهُوَ الوَضِيعُ وَلَوْ رَقِي لِعَنانِ
3883 – فَاصْبِرْ لهُ وَهْنًا وَرُدَّ الطَّرْفَ تَلْـ … ـقَاهُ قَرِيبًا فِي الحَضيضِ الدَّانِي
* * *
(المتن/207)
فصلٌ في بيانِ أنَّ التعطيلَ أساسُ الزندقةِ والكفرانِ، والإثباتَ أساسُ العلمِ والإيمانِ
3884 – مَنْ قَالَ إنَّ الله لَيْسَ بِفَاعِلٍ … فِعْلًا يقُومُ بهِ قِيَامَ مَعَانِ
3885 – كَلَّا وَلَيْسَ الأمْرُ أَيْضًا قَائِمًا … بِالرَّب بَلْ مِنْ جُمْلَةِ الأكْوَانِ
3886 – كَلَّا وَلَيْسَ اللَّهُ فَوْقَ عِبَادِهِ … بَلْ عَرشُهُ خِلْوٌ مِن الرَّحْمنِ
3887 – فَثَلَاثَةٌ واللهِ لَا تُبْقي مِنَ الْـ … إِيمَانِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ بِوِزَانِ
3888 – وَقَدِ اسْتَراحَ مُعَطِّلٌ هَذِي الثَّلَا … ثَ مِنَ الإِلهِ وَجُمْلَةِ القُرْآنِ
3889 – وَمِنَ الرَّسُولِ وَدِينِهِ وَشرِيعَةِ الْـ … إسْلَام بَلْ مِنْ جُمْلَةِ الأدْيَانِ
3890 – وَتمَامُ ذَاكَ جُحُودُهُ لِصِفَاتِهِ … وَالذَّاتُ دُونَ الوَصفِ ذُو بُطْلَانِ
3891 – وتَمَامُ ذَا الإِيمَانِ إقْرَارُ الفَتَى … بِاللَّهِ فَاطِرِ هَذِهِ الأكْوَانِ
3892 – فَإذَا أَقَرَّ بِهِ وَعَطَّلَ كُلَّ مَفْـ … ـروضٍ وَلَمْ يَتَوَقَّ مِنْ عِصْيَانِ
3893 – لَمْ يَنْقُصِ الإِيمَانُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ … أنَّى وَلَيْسَ بِقَابِلِ النُّقْصَانِ
3894 – وَتَمَامُ هَذَا قَوْلُهُم إنَّ النُّبُوَّ … ةَ لَيْسَ وَصْفًا قَامَ بالإنْسَانِ
3895 – لكِن تَعَلُّقُ ذَلِكَ المعْنَى القدِيـ … ـمِ بِوَاحِدٍ مِنْ جُمْلةِ الإِنسانِ
3896 – هَذَا ومَا ذاكَ التَّعَلُّقُ ثَابِتًا … فِي خَارجٍ بَلْ ذَاكَ فِي الأَذْهَانِ
3897 – فَتَعلُّقُ الأقْوَالِ لَا يُعْطِي الَّذِي … وقَفَتْ عَلَيْهِ الكونَ فِي الأعْيَانِ
3898 – هَذَا إذا مَا حُصِّلَ المعْنَى الَّذِي … قُلْتُمْ هُوَ النَّفْسِيُّ بالبُرْهَانِ
3899 – لكِنَّ جُمْهُورَ الطَوائِفِ لَمْ يَروْا … ذَا مُمكِنًا بَلْ ذَاكَ ذُو بُطْلَانِ
3900 – مَا قَالَ هَذَا غَيرُكُم مِنْ سَائِرِ النُّـ … ـظَّارِ فِي الآفاقِ والأزْمَانِ
3901 – تِسْعُونَ وَجْهًا بَيَّنَتْ بُطْلَانَهُ … لَولَا القرِيضُ لَسُقْتُهَا بِوِزَانِ
3902 – يَا قَوْمُ أينَ الرَّبُّ أينَ كَلَامُهُ … أَينَ الرَّسُولُ فأوْضِحُوا بِبَيَانِ
(المتن/208)
3903 – مَا فَوْقُ ربُّ العرشِ مَنْ هُوَ قَائلٌ … طَهَ وَلَا حَرْفًا مِنَ القُرْآنِ
3904 – وَلقدْ شَهِدتُم أنَّ هَذَا قَوْلُكُم … واللهُ يشْهَدُ مَعْ أولِى الإيمَانِ
3905 – وَارَحْمَتَاهُ لَكُمْ غُبِنْتُم حَظَكُمْ … مِنْ كُلِّ مَعْرِفةٍ وَمِنْ إيمَانِ
3906 – ونَسَبتُمُ لِلْكُفْرِ أَوْلَى مِنْكُمُ … باللهِ والإيمَانِ والقُرْآنِ
3907 – هَذِي بِضَاعَتُكُم فَمنْ يَسْتَامُهَا … فَقدِ ارْتَضَى بالجَهْلِ والخُسْرَانِ
3908 – وَتَمَامُ هَذَا قَوْلُكْم فِي مَبدأٍ … وَمَعَادِنَا أَعْنِي المعَادَ الثَّانِي
3909 – وَتَمَامُ هَذَا قَوْلُكم بِفَنَاءِ دَا … رِ الخُلْدِ فالدَّارَانِ فَانِيَتَانِ
3910 – يَا قَوْمَنَا بَلَغَ الوُجودَ بأسرِهِ … والدِّينَ والدُّنْيَا مَعَ الإيمَانِ
3911 – والخَلْقَ والأمْرَ المنزَّلَ والجَزَا … وَمَنَازِلَ الجَنَّاتِ والنِّيرَانِ
3912 – والنَّاسُ قَدْ ورِثُوهُ بَعْدُ فمنْهُمُ … ذُو السَّهْمِ والسَّهْمينِ والسُّهْمَانِ
3913 – بِئْسَ المُورِّثُ والمُورَّثُ والتُّرا … ثُ ثَلَاثةٌ أهْلٌ لِكُلِّ هَوَانِ
3914 – يَا وَارِثينَ نَبِيَّهمْ بُشْرَاكُمُ … مَا إرْثُكُم مَعَ إرثِهِمْ سِيَّانِ
3915 – شَتَّانَ بَيْنَ الوَارثَينِ وَبينَ مَو … رُوثَيهِمَا وَسِهَامِ ذِي السُّهْمَانِ
3916 – يَا قَوْمُ ما صَاحَ الأئِمَّةُ جَهْدَهُم … بِالجَهْمِ مِنْ أقْطَارِها بأَذَانِ
3917 – إلا لِمَا عَرَفُوهُ مِنْ أقْوَالِكم … وَمآلِهَا بحَقِيقَةِ العِرْفَانِ
3918 – قَولُ الرسُولِ وقولُ جَهْمٍ عِنْدَنَا … فِي قَلْبِ عَبْدٍ ليْسَ يَجتَمِعَانِ
3919 – نَصَحُوكُمُ واللهِ جَهْدَ نَصِيحَةٍ … مَا فِيهِمُ واللهِ مِنْ خَوَّانِ
3920 – فخُذُوا بِهَدْيِهمُ فَربِّي ضَامِنٌ … وَرَسُولُهُ إنْ تَفعَلُوا بِجِنَانِ
3921 – وإذَا أبيتُمْ فالسَّلامُ عَلَى مَنِ … اتَّبَعَ الهُدَى وانْقَادَ للقُرْآنِ
3922 – سِيرُوا عَلَى نُجُبِ العَزَائِمِ وَاجْعَلُوا … بِظُهُورِهَا المَسرَى إلَى الرَّحْمنِ
3923 – سَبَقَ المُفَرِّدُ وَهْوَ ذَاكِرُ رَبِّهِ … فِي كلِّ حَالٍ لَيْسَ ذَا نِسْيَانِ
3924 – لَكِنْ أَخُو الغَفَلَاتِ مُنْقَطَعٌ بِهِ … بَيْنَ المفَاوِزِ تَحْتَ ذِي الغِيلَانِ
3925 – صَيْدُ السِّبَاعِ وُكلِّ وَحْشٍ كَاسِرٍ … بِئسَ المُضِيفُ لأعْجَزِ الضِّيفَانِ
(المتن/209)
3926 – وَكَذلِكَ الشَّيْطَانُ يَصْطادُ الَّذِي … لَا يذْكُرُ الرَّحْمنَ كُلَّ أوَانِ
3927 – والذِّكْرُ أنْواعٌ فأعْلَى نوعِهِ … ذِكرُ الصِّفَاتِ لِربِّنَا المنَّانِ
3928 – وثُبُوتُهَا أَصْلٌ لِهَذَا الذِّكرِ والنَّـ … ـافِي لَهَا داعٍ إلَى النِّسْيَانِ
3929 – ولِذَاكَ كَانَ خَليفَةَ الشَّيْطَانِ ذَا … لَا مَرحبًا بخَليفةِ الشَّيْطَانِ
3930 – والذَّاكِرُونَ عَلَى مَراتِبِهِم فأعْـ … ـلاهُمْ أولُو الإيمَانِ والعِرْفَانِ
3931 – بِصِفَاتِه العُلْيَا إذا قَامُوا بحَمْـ … ـدِ اللَّه فِي سرٍّ وفَي إعْلَانِ
3932 – وَأخَصُّ أَهْلِ الذِّكْرِ بالرَّحْمنِ أَعْـ … ـلَمُهُمْ بِهَا هُمْ صَفْوةُ الرَّحْمنِ
3933 – وَلِذَاكَ كَانَ محمَّدٌ وأبُوهُ إِبْـ … ـرَاهِيمُ والمولُودُ مِنْ عِمْرَانِ
3934 – وَكَذَاكَ نُوحٌ وَابْنُ مَريَمَ عِنْدَنَا … هُمْ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ في الأكوانِ
3935 – لِمَعارِفٍ حَصَلَتْ لَهُمْ بِصِفاتِهِ … لَمْ يُؤْتَها أحَدٌ مِنَ الإنْسانِ
3936 – وهُمُ أولُو العزْمِ الذين بِسُورةِ الْـ … أَحْزَابِ والشُّورَى أَتَوْا بِبَيَانِ
3937 – وَلذلِكَ القُرآنُ مَمْلوءٌ مِنَ الْـ … أَوْصَافِ وَهْيَ القَصْدُ بالقُرْآنِ
3938 – لِيَصِيرَ مَعْرُوفًا لَنَا بِصِفَاتِهِ … وَيَصِيرَ مذْكُورًا لَنَا بِجَنَانِ
3939 – وَلِسَانٍ أيْضًا مَعْ مَحبَّتِنَا لَهُ … فلأجْلِ ذَا الإثْباتُ فِي الإيمَانِ
3940 – مِثلُ الأسَاسِ مِنَ البِنَاءِ فَمَنْ يُرِدْ … هَدْمَ الأسَاسِ فكيفَ بالبُنْيَانِ
3941 – واللهِ مَا قَامَ البِنَاءُ لِدِينِ رُسْـ … ـلِ اللهِ بالتَّعْطِيل للديَّانِ
3942 – مَا قَامَ إلاَّ بالصِّفاتِ مُفَصَّلًا … إثباتُها تَفْصِيلَ ذِي عِرفَانِ
3943 – فَهِيَ الأَسَاسُ لدِينِنَا ولِكُلِّ ديـ … ـنٍ قَبْلَهُ مِنْ سَائِرِ الأدْيَانِ
3944 – وَكَذَاكَ زَنْدَقَةُ العِبَادِ أسَاسُهَا التَّـ … ـعْطِيلُ يَشْهَدُ ذَا ذَوُو العِرْفَانِ
3945 – وَاللهِ مَا فِي الأرْضِ زَنْدَقَةٌ بدَتْ … إِلّا مِنَ التَّعْطِيلِ والكُفْرانِ
3946 – واللهِ مَا فِي الأرضِ زنْدَقَةٌ أتَتْ … مِنْ جَانِبِ الإِثْبَاتِ والقُرْآنِ
3947 – هَذِي زَنَادِقَةُ العِبَادِ جَمِيعُهُم … وَمُصَنَّفَاتُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
3948 – هل فِيهِمُ أحَدٌ يَقُولُ اللهُ فَوْ … قَ العَرشِ مُسْتَولٍ عَلَى الأكْوانِ
(المتن/210)
3949 – وَيقولُ إنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ … مُتَكلِّمٌ بالوَحْيِ والقُرْآنِ
3950 – وَيقولُ إِنَّ اللَّهَ كَلَّمَ عَبدَهُ … مُوسَى فأَسْمَعَهُ بذِي الآذَانِ
3951 – وَيقُولُ إنَّ النَّقْلَ غَيْرُ مُعَارِضٍ … لِلعَقْلِ بَلْ أَمْرَانِ متَّفِقَانِ
3952 – والنَّقْلُ جَاءَ بِمَا يَحَارُ العقْلُ فِيـ … ـهِ لَا المُحَالِ البيِّنِ البُطْلَانِ
3953 – فانظُر إِلَى الجَهْمِيِّ كَيفَ أَتَى إِلَى … أُسِّ الهُدَى وَمعَاقِدِ الإيمَانِ
3954 – بِمَعَاوِلِ التَّعْطِيلِ يَقْلَعُها فَمَا … يَبقَى عَلَى التَّعْطِيلِ مِنْ إِيمَانِ
3955 – يَدْرِي بِهَذا عَارفٌ بمآخِذِ الـ … أَقْوَالِ مُضطَلِعٌ بِهَذَا الشَّانِ
3956 – واللهِ لوْ حَدَّقْتُمُ لَرَأيتُمُ … هَذَا وأعْظَمَ مِنْهُ رَأيَ عِيَانِ
3957 – لَكِنْ عَلَى تِلْكَ العُيُونِ غِشَاوَةٌ … مَا حِيلَةُ الكَحَّالِ فِي العُمْيَانِ
* * *
فصلٌ في بهتِ أهلِ الشركِ والتعطيلِ في رميهم أهلَ التوحيدِ والإثباتِ بتنقّص الرسول
3958 – قَالُوا تَنَقَّضتُم رَسُولَ اللهِ وَا … عَجَبًا لِهَذَا البَغْيِ والبُهْتَانِ
3959 – عَزَلُوهُ أَنْ يُحْتَجَّ قَطُّ بقَولِهِ … فِي العِلْمِ باللهِ العَظِيمِ الشَّانِ
3960 – عَزَلُوا كَلَامَ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ … عَنْ ذَاكَ عَزْلًا لَيْسَ ذَا كِتمَانِ
3961 – جَعَلُوا حَقِيقَتَهُ وَظَاهِرَهُ هُوَ الْـ … ـكُفْرَ الصَّرِيحَ البيِّنَ البُطْلَانِ
3962 – قَالوا وَظَاهِرُهُ هُوَ التَّشْبِيهُ والتَّـ … ـجْسِيمُ والتَّمثِيلُ حَاشَا ظَاهِرَ القُرْآنِ
3963 – مَنْ قَالَ فِي الرَّحْمنِ مَا دلَّتْ عَليـ … ـهِ حَقِيقَةُ الأخْبَارِ والفُرْقَانِ
3964 – فَهُوَ المُشَبِّهُ والمُمَثِّلُ والمُجَسَّـ … ـمُ عَابِدُ الأوثَانِ لَا الرَّحمنِ
3965 – تَاللهِ قَدْ مُسِخَتْ عُقُولُكُمُ فَلَيْـ … ـسَ وَرَاءَ هَذَا قَطُّ مِنْ نُقْصَانِ
(المتن/211)
3966 – وَرَمَيتُمُ حِزْبَ الرسُولِ وَجُنْدَهُ … بِمُصَابِكُم يَا فِرْقَةَ البُهْتَانِ
3967 – وجَعَلتُمُ التَّنْقِيصَ عَيْنَ وِفَاقِهِ … إذْ لَمْ يوافِقْ ذَاكَ رَأْيَ فُلَانِ
3968 – أَنْتُم تَنَقَّصْتُم إلهَ العَرْشِ والـ … ـقُرْآنَ والمبعُوثَ بالقُرْآنِ
3969 – نَزَّهْتُمُوهُ عَنْ صِفَاتِ كَمَالِهِ … وَعَنِ الكَلَامِ وَفَوْقَ كُلِّ مَكَانِ
3970 – وَجَعَلْتُمُ ذَا كلَّهُ التَّشْبِيهَ والتَّـ … ـمثِيلَ والتَّجْسِيمَ ذَا البُطْلَانِ
3971 – وَكلامَكُم فِيهِ الشِّفَاءُ وغَايَةُ التَّـ … ـحقِيق يَا عَجَبًا لِذَا الخِذْلَانِ
3972 – جَعَلُوا عُقُولَهُمُ أحَقَّ بأخْذِ مَا … فِيهَا مِنَ الأخْبَارِ والقُرْآنِ
3973 – وَكَلَامَهُ لَا يُسْتَفَادُ بِهِ الْيَقيـ … ـنُ لأجْلِ ذَا لَا يَفصِلُ الخَصْمَانِ
3974 – تَحكِيمُهُ عِنْدَ اخْتِلَافِهِمَا بَلِ الـ … ـمَعْقُولُ ثم المنْطِقُ اليُونَانِي
3975 – أيُّ التنقُّصِ بَعْدَ ذَا لوْلَا الوَقَا … حَةُ والجَرَاءةُ يا أولِي العُدْوانِ
3976 – يَا مَنْ لَهُ عَقْلٌ ونُورٌ قَدْ غَدَا … يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كُلَّ زَمَانِ
3977 – لَكِنَّنَا قُلْنَا مَقَالَةَ صَارخٍ … فِي كُلِّ وَقْتٍ بَيْنَكُمْ بأذَانِ
3978 – الرَّبُّ رَبٌّ والرَّسُولُ فَعَبْدُهُ … حَقًّا وَلَيْسَ لَنَا إِلهٌ ثَانِ
3979 – فَلِذَاكَ لَمْ نَعْبُدْهُ مِثْلَ عِبَادَةِ الرَّ … حْمنِ فِعْلَ المُشْرِكِ النَّصْرانِي
3980 – كَلَّا وَلَمْ نَغْلُ الغُلُوَّ كَمَا نَهَى … عَنْهُ الرَّسُولُ مَخَافَةَ الكُفْرانِ
3981 – للَّهِ حَقٌّ لَا يَكُونُ لِغَيْرهِ … وَلِعبْدِهِ حَقٌّ هُمَا حَقَّانِ
3982 – لَا تَجْعَلُوا الحَقَّينِ حَقًّا وَاحِدًا … مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ وَلَا فُرْقَانِ
3983 – فَالحَجُّ لِلرَّحْمنِ دُونَ رَسُولِهِ … وَكَذَا الصَّلَاةُ وذَبحُ ذي القُرْبانِ
3984 – وَكَذَا السُّجُودُ وَنَذْرُنَا وَيمِينُنَا … وَكَذَا مَتَابُ العَبْدِ مِنْ عِصْيَانِ
3985 – وَكَذَا التَّوَكُّلُ والإِنَابَةُ والتُّقَى … وَكَذَا الرَّجَاءُ وَخَشْيَةُ الرَّحْمنِ
3986 – وكَذَا العِبَادَةُ واسْتِعانَتُنَا بِهِ … إيّاكَ نَعْبُدُ ذَاك تَوْحِيدَانِ
3987 – وَعَلَيْهمَا قَامَ الوُجُودُ بأسْرهِ … دُنْيَا وأخْرَى حَبَّذَا الرُّكْنَانِ
3988 – وَكذلِكَ التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ والتَّـ … ـهْلِيلُ حَقُّ إلهنَا الدَّيَّانِ
(المتن/212)
3989 – لكنَّمَا التَّعْزيرُ والتَّوقِيرُ حَقٌّ … لِلرَّسُولِ بِمُقْتَضَى القُرْآنِ
3990 – والحُبُّ والإيمَانُ والتَّصدِيقُ لَا … يَخْتَصُّ بَلْ حقَّانِ مشْتَرِكَانِ
3991 – هَذِي تَفَاصِيلُ الحُقُوقِ ثَلَاثَةٌ … لَا تُجْمِلُوها يَا أولِي العُدْوانِ
3992 – حَقُّ الإلهِ عِبَادَةٌ بالأمْرِ لَا … بِهَوَى النُّفُوسِ فَذَاكَ لِلشَّيْطَانِ
3993 – مِنْ غَيْرِ إشْراكٍ بِهِ شَيْئًا هُمَا … سَبَبَا النَّجَاةِ فَحَبَّذَا السَّبَبَانِ
3994 – ورَسُولُهُ فهُوَ المُطَاعُ وقَوْلُهُ الْـ … ـمَقْبُولُ إذْ هُوَ صَاحِبُ البُرْهَانِ
3995 – والأمْرُ مِنْهُ الحَتْمُ لَا تَخيِيرَ فِيـ … ـهِ عِنْدَ ذِي عَقْلٍ وَذِي إيمَانِ
3996 – مَنْ قَالَ قَوْلًا غَيْرَهُ قُمْنَا عَلَى … أَقوَالِهِ بالسَّبْرِ والمِيزَانِ
3997 – إنْ وَافَقَتْ قَولَ الرسُولِ وحُكْمَهُ … فَعَلَى الرؤوسِ تُشَالُ كالتِّيجَانِ
3998 – أَوْ خَالَفَتْ هَذَا رَدَدْنَاهَا عَلَى … مَنْ قَالَهَا مَنْ كَانَ مِنْ إنسَانِ
3999 – أَوْ أشْكَلَتْ عَنَّا تَوقَّفْنَا وَلَمْ … نَجْزِمْ بِلَا عِلْمٍ وَلَا بُرْهَانِ
4000 – هَذَا الَّذِي أدَّى إِلَيْهِ عِلْمُنَا … وَبِهِ نَدِينُ اللَّهَ كُلَّ أوَانِ
4001 – فَهُوَ المُطَاعُ وأمرُهُ العَالِي عَلَى … أمْرِ الوَرَى وأوَامِرِ السُّلْطَانِ
4002 – وَهُوَ المقَدَّمُ فِي مَحبَّتِنَا عَلَى الْـ … أهلِينَ والأزوَاجِ والوِلْدَانِ
4003 – وَعَلَى العِبَادِ جَمِيعِهمْ حَتَّى عَلَى النَّـ … ـفْسِ التِي قَدْ ضَمَّهَا الجَنْبَانِ
4004 – وَنظِيرُ هَذَا قَوْلُ أَعْدَاءِ المسِيـ … ـحِ مِنَ النَّصَارى عَابِدِي الصُّلْبَانِ
4005 – إنَّا تَنَقَّصْنَا المسِيحَ بِقَوْلِنَا … عَبْدٌ وذَلِكَ غَايَةُ النّقْصَانِ
4006 – لَوْ قُلْتُمُ وَلَدٌ إِلهٌ خَالِقٌ … وَفَّيتُمُوهُ حَقَّهُ بِوِزَانِ
4007 – وَكَذاكَ أشْبَاهُ النَّصَارى مُذْ غَلَوْا … فِي دِينِهمْ بالجَهْلِ والطُّغْيَانِ
4008 – صَاروا مُعَادِينَ الرَّسُولَ وَدِيْنَهُ … فِي صُورَةِ الأحْبَابِ والإخْوَانِ
4009 – فانْظُرْ إلَى تَبْدِيلهِمْ تَوْحِيدَهُ … بالشِّرْكِ والإيمَانَ بالكُفْرَانِ
4010 – وانْظُرْ إلَى تَجْريدِهِ التَّوحِيدَ مِنْ … أسْبَابِ كُلِّ الشِّركِ بالرَّحْمنِ
4011 – وَاجْمَعْ مَقَالَتهُمْ وَمَا قَدْ قَالَهُ … وَاسْتَدعِ بالنَّقَّادِ والوَزَّانِ
(المتن/213)
4012 – عَقلٍ وَفِطْرَتِكَ السَّلِيمةِ ثُم زِنْ … هَذَا وذَا لَا تَطْغَ فِي الميزَانِ
4013 – فَهُنَاكَ تَعْلَمُ أي حِزْبَيْنَا هُوَ الـ … ـمُتَنَقِّصُ المنقُوصُ ذُو العُدْوانِ
4014 – رَامِي البَريء بدَائِهِ ومُصَابِهِ … فِعْلَ المُبَاهِتِ أَوْقَحِ الحَيَوانِ
4015 – كمُعيِّرٍ للنَّاسِ بالزغَلِ الَّذِي … هُوَ ضَرْبُهُ فاعْجَبْ لِذا البُهْتَانِ
4016 – يا فِرقةَ التَّنقِيصِ بَلْ يا أمَّةَ الدَّ … عْوَى بِلَا عِلْمٍ وَلَاعِرْفَانِ
4017 – وَاللهِ مَا قدَّمتُمُ يَوْمًا مَقَا … لَتَهُ عَلَى التَّقْلِيدِ للإِنْسَانِ
4018 – واللَّهِ مَا قَالَ الشُّيوخُ وَقَالَ إلَّا … كُنْتُمُ مَعَهُمْ بِلَا كِتْمَانِ
4019 – واللهِ أَغْلَاطُ الشُّيوخِ لَدَيْكُمُ … أَوْلَى مِنَ المعْصُومِ بالبُرْهَانِ
4020 – [وَلِذَا قَضَيْتُمْ بالَّذِي حَكَمَتْ بِهِ … جهْلًا عَلَى الأخْبَارِ والقُرْآنِ]4021 – واللهِ إنَّهُمُ لَدَيْكُمْ مِثلُ مَعْـ … ـصُومٍ وَهَذَا غَايَةُ الطُّغْيَانِ
4022 – تَبًّا لَكُمْ مَاذَا التَّنَقُّصُ بَعْدَ ذَا … لَوْ تَعْرِفُونَ العَدْلَ مِنْ نُقْصَانِ
4023 – واللهِ مَا يُرْضِيه جَعْلُكُمُ لَهُ … تُرْسًا لِشِركِكُمُ ولِلْعُدْوانِ
4024 – وَكَذاك جَعْلُكُمُ المشَايِخَ جُنَّةً … لخِلَافِهِ والقَصْدُ ذُو تِبيَانِ
4025 – [واللَّهُ يَشْهَدُ ذَا بِجَذْرِ قلُوبِكُمْ … وَكَذَاكَ يشْهَدُهُ أولُو الإِيمَانِ
4026 – واللهِ مَا عَظَّمْتُمُوهُ طَاعَةً … وَمَحبَّةً يَا أُمَّةَ العِصْيَانِ
4027 – أَنَّى وَجَهْلُكُمُ بِهِ وَبدينهِ … وَخِلَافُكُمْ لِلوَحْيِ مَعْلُومَانِ
4028 – أَوْصَاكُمُ أشْيَاخُكُم بخِلَافِهِمْ … لِوفَاقِهِ فِي سَالِفِ الأزْمَانِ
4029 – خَالَفْتُمُ قَولَ الشُّيوخِ وَقَوْلَهُ … فغدَا لَكُمْ خُلْفَانِ متَّفِقَانِ
4030 – واللَّهِ أمْرُكُمُ عجيبٌ مُعْجِبٌ … ضِدَّانِ فِيكُمْ لَيْسَ يَتَّفقَانِ
4031 – تَقْدِيمُ آرَاءِ الرِّجَالِ عَلَيْهِ معْ … هَذَا الغُلُوِّ فكَيْفَ يَجْتَمِعَانِ
4032 – كَفَّرتُمُ مَنْ جَرَّدَ التَّوْحِيدَ جَهْـ … ـلًا مِنْكُمُ بِحَقَائِقِ الإيمَانِ
4033 – لَكِنْ تجرَّدْتُم لِنَصْرِ الشِّركِ والْـ … ـبِدَعِ المُضِلَّةِ فِي رِضَا الشَّيْطَانِ
4034 – واللَّهِ لَمْ نَقصِدْ سِوَى التَّجْريدِ لِلتَّـ … وحِيدِ ذَاكَ وَصِيَّةُ الرَّحْمنِ
(المتن/214)
4035 – وَرِضَا رَسُولِ اللهِ مِنَا لَا غُلُوَّ … الشرْكِ أَصْلَ عِبَادَةِ الأوثَانِ
4036 – وَاللَّهِ لَوْ يَرْضَى الرَّسُولُ دُعَاءَنَا … إيَّاهُ بَادَرْنَا إلَى الإذْعَانِ
4037 – واللَّهِ لَوْ يَرْضَى الرَّسُولُ سُجُودَنَا … كُنَّا نَخِرُّ لَهُ عَلَى الأذْقَانِ
4038 – واللهِ مَا يُرْضِيهِ منَّا غَيْرُ إخْـ … ـلَاصٍ وَتحْكِيمٍ لِذَا القُرْآنِ
4039 – وَلقَدْ نَهَى ذَا الخَلْقَ عَنْ إطْرَائِهِ … فِعْلَ النَّصَارَى عَابِدِي الصُّلْبَانِ
4040 – وَلَقَدْ نَهَانَا أَنْ نُصَيِّرَ قَبْرَهُ … عِيدًا حِذَارَ الشِّركِ بالرَّحْمنِ
4041 – وَدَعَا بألَّا يُجْعَلَ القَبرُ الَّذِي … قَدْ ضَمَّهُ وَثَنًا مِنَ الأوْثَانِ
4042 – فأجَابَ رَبُّ العَالمِينَ دُعَاءَهُ … وَأَحَاطَهُ بِثَلَاثَةِ الجُدْرَانِ
4043 – حَتَّى اغْتَدَتْ أرْجَاؤهُ بدُعَائِهِ … فِي عِزَّةٍ وحِمَايةٍ وَصِيَانِ
4044 – وَلَقَدْ غَدَا عِنْدَ الوَفَاةِ مُصَرِّحًا … باللَّعْنِ يَصْرُخُ فِيهمُ بأذَانِ
4045 – وَعَنَى الأُلَى جَعَلُوا القُبُورَ مَسَاجدًا … وَهُمُ اليهُودُ وَعابِدُو الصُّلْبَانِ
4046 – واللهِ لَوْلَا ذَاكَ أُبرِزَ قَبْرُهُ … لَكِنَّهُمْ حَجَبُوهُ بالحِيطَانِ
4047 – قَصَدُوا إلَى تَسنِيم حُجْرَتِه لِيمْـ … ـتَنِعَ السُّجُودُ لَهُ عَلَى الأذْقَانِ
4048 – قَصَدُوا مُوَافَقَةَ الرَّسُولِ وَقَصْدُهُ التَّـ … ـجْرِيدُ لِلتَّوْحِيدِ لِلرَّحْمنِ
4049 – يَا فِرْقَةً جَهِلَتْ نُصُوصَ نَبيِّهِمْ … وَقُصُودَهُ وَحَقِيقَةَ الإيمَانِ
4050 – فَسَطَوْا عَلَى أتْباعِهِ وَجُنُودِهِ … بِالبغْيِ والبُهْتَانِ والعُدْوانِ
4051 – لَا تعْجَلوا وتَبَيَّنُوا وَتَثَبَّتُوا … فمُصابُكُمْ مَا فِيهِ مِنْ جُبْرَانِ
4052 – قُلْنَا الَّذِي قَالَ الأئمَّةُ قَبْلَنَا … وَبِهِ النُّصُوصُ أتَتْ عَلَى التِّبْيَانِ
4053 – القَصْدُ حِجُّ البيْتِ وَهْوَ فَرِيضَةُ الرَّ … حْمنِ وَاجِبَةٌ عَلَى الأعْيَانِ
4054 – وَرِحالُنَا شُدَّتْ إِلَيْهِ مِنْ بِقَا … عِ الأَرْضِ قَاصِيهَا كَذَاكَ الدَّانِي
4055 – مَنْ لَمْ يَزُرْ بَيْتَ الإِلهِ فَمَا لَهُ … مِنْ حَجِّهِ سَهْمٌ وَلَا سَهْمَانِ
4056 – وَكَذَا نَشُدُّ رِحَالَنَا لِلمَسْجِدِ النَّـ … ـبَوِيِّ خَيْرِ مَسَاجِدِ البُلْدَانِ
4057 – مِنْ بَعْدِ مَكَّةَ أَوْ عَلَى الإِطْلَاقِ فِيـ … ـهِ الخُلْفُ مُنْذُ زَمَانِ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(المتن/215)
4058 – وَنَراهُ عِنْدَ النَّذْرِ فَرْضًا لكِنِ النُّـ … ـعْمَانُ يَأبَى ذَا ولِلنُّعْمَانِ
4059 – أَصْلٌ هُوَ النَّافِي الوُجُوبِ فإنَّهُ … مَا جِنْسُهُ فرْضًا عَلَى إنْسَانِ
4060 – وَلَنَا بَراهِينٌ تَدُلُّ بأنَّهُ … بالنَّذْرِ مُفْتَرَضٌ عَلَى الإنْسَانِ
4061 – أَمْرُ الرَّسُولِ لِكُلِّ نَاذرِ طَاعَةٍ … بوفَائِهِ بالنَّذْرِ بالإحْسَانِ
4062 – وَصَلاتُنَا فِيهِ بألْفٍ في سِوَا … هُ مَا خَلَا ذَا الحِجْرِ والأرْكَانِ
4063 – وَكَذَا صَلاةٌ فِي قُبَا فَكعُمْرةٍ … فِي أجْرِهَا والفَضْلُ لِلمنَّانِ
4064 – فإذَا أَتَيْنَا المسْجِدَ النَّبوِيَّ صلَّـ … ـينَا التَّحِيَّةَ أَوَّلًا ثِنْتَانِ
4065 – بِتَمَامِ أرْكَانٍ لَهَا وَخُشُوعِهَا … وحُضُورِ قَلْبٍ فِعْلَ ذِي الإِحْسَانِ
4066 – ثم انْثَنَيْنَا لِلزِّيَارةِ نَقْصِدُ الْـ … ـقَبْرَ الشَّرِيفَ وَلَوْ عَلَى الأجْفَانِ
4067 – فَنَقُومُ دُونَ القَبْرِ وَقْفَةَ خَاضِعٍ … مُتذَلِّلٍ فِي السِّرِّ والإِعْلَانِ
4068 – فَكَأنَّهُ فِي القَبْرِ حيٌّ ناطِقٌ … فَالوَاقِفُونَ نَوَاكِسُ الأذْقَانِ
4069 – مَلَكَتْهُمُ تِلْكَ المَهَابَةُ فاعْتَرَتْ … تِلْكَ القَوَائِمَ كَثْرَةُ الرَّجَفَانِ
4070 – وَتَفَجَّرتْ تِلْكَ العُيُونُ بِمَائِهَا … وَلَطَالَمَا غَاضَتْ عَلَى الأزْمَانِ
4071 – وَأتَى المُسَلِّمُ بالسَّلَامِ بِهَيْبَةٍ … وَوَقَارِ ذِي عِلْمٍ وذِي إيمَانِ
4072 – لَمْ يَرْفَعِ الأصْوَاتَ حَوْلَ ضَرِيحِهِ … كَلَّا وَلَمْ يَسْجُدْ عَلَى الأذْقَانِ
4073 – كَلَّا وَلَمْ يُرَ طَائِفًا بِالقَبْرِ أُسْـ … ـبُوعًا كأنَّ القَبْرَ بَيْتٌ ثَانِ
4074 – ثُمَّ انْثَنَى بِدُعَائِهِ مُتَوجِّهًا … لِلَّهِ نَحْوَ البيْتِ ذِي الأرْكَانِ
4075 – هَذِي زَيارَةُ مَنْ غَدَا مُتَمَسِّكًا … بشَرِيعَةِ الإِسْلَامِ والإيمَانِ
4076 – مِنْ أفضَلِ الأعْمَالِ هَاتِيكَ الزِّيَا … رَةُ وَهْي يَوْمَ الحَشْرِ فِي المِيزَانِ
4077 – لَا تَلْبِسُوا الحَقَّ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ … سُنَنُ الرَّسُولِ بأعظَمِ البُطْلانِ
4078 – هَذِي زَيارَتُنَا وَلَمْ نُنْكِر سِوَى الـ … ـبِدَعِ المُضِلَّةِ يا أُولِي العُدْوانِ
4079 – وَحَدِيثُ شَدِّ الرَّحْلِ نَصٌّ ثَابتٌ … يَجِبُ المصِيرُ إِلَيْهِ بالبُرْهَانِ
* * *
(المتن/216)
فصلٌ في تَعَيُّنِ اتّباعَ السُّنَنِ والقرآنِ طريقًا للنَّجاةِ منَ النِّيرَانِ
4080 – يَا مَنْ يُرِيدُ نَجَاتَهُ يَوْمَ الحِسَا … بِ مِنَ الحميمِ وَمَوقِدِ النِّيرَانِ
4081 – اتْبَعْ رَسُولَ اللَّهِ فِي الأقْوَالِ والْـ … أعْمَالِ لَا تَخْرُجْ عَنِ القُرْآنِ
4082 – وَخُذِ الصَّحِيحَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا لِعِقْـ … ـدِ الدِّينِ والإيمَانِ وَاسِطَتانِ
4083 – وَاقْرأهُمَا بَعْدَ التَّجرُّدِ مِنْ هَوىً … وَتَعَصُّبٍ وَحَميَّةِ الشَّيْطَانِ
4084 – وَاجْعَلْهُمَا حَكَمًا وَلَا تَحْكُمْ عَلَى … مَا فِيهِمَا أصْلًا بقَوْلِ فُلَانِ
4085 – وَاجْعَلْ مَقَالَتَهُ كَبعْضِ مَقَالَةِ الْـ … أشْيَاخِ تَنْصُرُهَا بِكُلِّ أوانِ
4086 – وَانصُرْ مَقَالَتَهُ كَنَصْرِكَ لِلَّذِي … قَلَّدْتَهُ مِنْ غَيْر مَا بُرْهَانِ
4087 – قَدِّرْ رَسُولَ اللهِ عِنْدَكَ وَحْدَهُ … وَالقَوْلُ مِنْهُ إِلَيْكَ ذُو تِبْيَانِ
4088 – مَاذَا تَرَى فَرْضًا عَلَيْكَ مُعَيَّنًا … إنْ كُنْتَ ذَا عَقْلٍ وَذَا إيمَانِ
4089 – عَرْضَ الَّذِي قَالُوا عَلَى أقْوَالِهِ … أَوْ عَكْسَ ذَاكَ فَذَانِكَ الأمْرَانِ
4090 – هِيَ مَفْرِقُ الطُّرُقَاتِ بَيْنَ طَرِيقِنَا … وَطرِيقِ أَهْلِ الزَّيغِ والعُدْوَانِ
4091 – قَدِّرْ مَقَالَاتِ العِبَادِ جَمِيعِهِمْ … عَدَمًا وَرَاجِعْ مَطْلِعَ الإيمَانِ
4092 – واجْعَلْ جُلُوسَكَ بَيْنَ صَحْبِ مُحَمدٍ … وَتَلَقَّ مَعْهُمْ عَنْهُ بالإحْسَانِ
4093 – وَتَلَقَّ عَنْهُمْ مَا تَلَقَّوْهُ هُمُ … عَنْهُ مِنَ الإيمَانِ والعِرْفَانِ
4094 – أفَلَيْسَ فِي هَذَا بَلَاغُ مُسَافِرٍ … يَبْغِي الإلهَ وَجَنَّةَ الحَيَوانِ
4095 – لَولَا التَّنافُسُ بَيْنَ هَذَا الخَلْقِ مَا … كَانَ التفرُّقُ قَطُّ فِي الحُسْبَانِ
4096 – فالرَّبُّ رَبٌّ وَاحِدٌ وَكتَابُهُ … حَقٌّ وَفَهْمُ الحَقِّ مِنْهُ دَانِ
4097 – وَرَسُولُهُ قَدْ أوْضَحَ الحَقَّ المُبِيـ … ـنَ بِغَايَةِ الإيضَاحِ والتِّبْيَانِ
4098 – مَا ثَمَّ أوْضَحُ مِنْ عِبارَتِهِ فَلا … يَحْتَاجُ سَامِعُهَا إِلَى تِبْيَانِ
4099 – والنُّصْحُ مِنْهُ فَوْقَ كُلِّ نَصِيحَةٍ … والعِلْمُ مأخُوذٌ عَنِ الرحْمن
4100 – فلأَيِّ شيءٍ يَعْدِلُ البَاغِي الهُدَى … عَنْ قَوْلِهِ لَوْلَا عَمَى الخِذْلَانِ
(المتن/217)
4101 – فَالنَّقْلُ عَنْهُ مُصَدَّقٌ وَالقَوْلُ مِنْ … ذِي عِصْمَةٍ مَا عِنْدَنَا قَوْلَانِ
4202 – وَالعَكْسُ عِنْدَ سِوَاهُ فِي الأمرَيْنِ يَا … مَنْ يَهْتَدِي هَلْ يَسْتَوِي القَولانِ
4103 – تَاللَّهِ قَدْ لَاحَ الصَّبَاحُ لِمَنْ لَهُ … عَيْنَانِ نَحْوَ الفجْرِ نَاظِرتَانِ
4104 – وأخُو العَمَايَةِ فِي عَمَايتِهِ يَقُو … لُ اللَّيْلُ بَعْدُ أيَسْتَوِي الرَّجُلَانِ؟
4105 – تَاللَّهِ قَدْ رُفِعَتْ لَكَ الأعْلَامُ إنْ … كُنْتَ المشَمِّرَ نِلْتَ دَارَ أمَانِ
4106 – وَإذَا جَبُنْتَ وَكُنْتَ كَسْلَانًا فَمَا … حُرِمَ الوُصُولَ إِلَيْه غَيْرُ جَبَانِ
4107 – أقْدِمْ وَعِدْ بالوَصْلِ نَفْسَكَ واهْجُرِ الْـ … ـمَقْطُوعَ عنْهُ قَاطِعَ الإنْسَانِ
4108 – عَنْ نَيلِ مَقْصِدِهِ فَذَاكَ عدُوُّهُ … وَلَوَ أَنَّهُ مِنْهُ القَرِيبُ الدَّانِي
* * *
فصلٌ في تيسيرِ السَّيرِ إلي اللهِ على المثبتينَ الموحدينَ، وامتناعِهِ على المعطِّلينَ والمشركينَ
4109 – يَا قَاعِدًا سَارَتْ بِهِ أنْفَاسُهُ … سَيْرَ البَرِيدِ وَلَيْسَ بالذَمَلَانِ
4110 – حَتَّى مَتَى هَذا الرُّقَادُ وَقَدْ سَرَى … وَفْدُ المحَبَّةِ مَعْ أُولِي الإحْسَانِ
4111 – وَحَدَتْ بِهِمْ عَزَمَاتُهُمْ نَحْوَ العُلَى … لَا حَادِيُ الرُّكْبَانِ والأَظْعَانِ
4112 – رَكِبُوا العَزَائِمَ واعْتَلَوْا بِظُهُورِها … وَسَرَوْا فَمَا حَلُّوا إلَى نَعْمَانِ
4113 – سَارُوا رُوَيْدًا ثُمَّ جاؤوا أوَّلًا … سَيْرَ الدَّلِيلِ يَؤُّمُ بالرُّكْبَانِ
4114 – سَارُوا بِإِثْبَاتِ الصِّفَاتِ إِلَيْهِ لَا التَّـ … ـعْطِيلِ والتَّحْرِيفِ والنُّكْرَانِ
4115 – عَرَفُوهُ بالأوصَافِ فامتَلأَتْ قُلُو … بُهُمُ لَهُ بالحُبِّ والإيمَانِ
4116 – فَتَطايَرتْ تِلكَ القُلُوبُ إِلَيْهِ بالْـ … أشْوَاقِ إذْ مُلِئَتْ مِنَ العرْفَانِ
4117 – وَأشَدُّهُمْ حُبًّا لَهُ أدْراهُمُ … بِصِفَاتِهِ وحَقَائِقِ القُرْآنِ
(المتن/218)
4118 – فالحُبُّ يَتْبَعُ لِلشُّعورِ بِقَدْرِه … يَقْوَى وَيْضعُفُ ذَاكَ ذُو تِبْيَانِ
4119 – [وَلِذَاكَ كَانَ العَارِفُونَ صِفَاتِهِ … أحْبَابَهُ هُمْ أهْلُ هَذَا الشَّانِ]4120 – وَلِذَاكَ كَانَ العَالِمونَ برَبِّهِمْ … أحْبَابَهُ وَبشِرْعَةِ الإيمَانِ
4121 – [وَلِذاكَ كَانَ المنْكِرونَ لَهَا هُمُ الْـ … أعْداءَ حَقًّا هُمْ أولُو الشَّنَآنِ]4122 – وَلِذَاكَ كَانَ الجَاهِلُونَ بِذَا وذَا … بُغَضَاءَهُ حَقًّا ذَوِي شَنَآنِ
4123 – وحَيَاةُ قَلْبِ العَبْدِ فِي شَيْئينِ مَنْ … يُرْزَقْهُمَا يَحْيَا مَدَى الأزْمَانِ
4124 – فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَفِي الأخْرَى يَكُو … نُ الحَيَّ ذَا الرِّضْوَانِ والإحْسَانِ
4125 – ذِكْرُ الإلةِ وَحُبُّهُ مِنْ غَيْرِ إشْـ … ـرَاكٍ بِهِ وَهُمَا فَمُمْتَنِعَانِ
4126 – مِنْ صَاحِب التَّعْطِيلِ حَقًّا كَامْتِنَا … عِ الطَّائِرِ المقْصُوصِ مِنْ طَيَرانِ
4127 – أيُحِبُّه مَنْ كَانَ يُنْكِرُ وَصْفَهُ … وَعُلُوَّهُ وَكَلَامَهُ بِقُرَانِ
4128 – لَا وَالَّذِي حَقًّا عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى … مُتَكَلِّمًا بالوَحْي والفُرْقَانِ
4129 – اللَّهُ أكْبَرُ ذَاكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْ … تِيهِ لِمَنْ يَرْضَى بِلَا حُسْبَانِ
4130 – وَتَرَى المُخَلَّفَ فِي الدِّيَارِ تَقُولُ ذَا … إحْدَى الأثَافِي خُصَّ بالحِرْمَانِ
4131 – اَللَّهُ أكْبَرُ ذَاكَ عَدْلُ اللهِ يَقْـ … ـضِيهِ عَلَى مَنْ شَاءَ مِنْ إنْسَانِ
4132 – وَلَهُ عَلَى هَذَا وَهَذَا الحَمْدُ فِي الْـ … أُولَى وفِي الأُخْرَى هُمَا حَمْدَانِ
4133 – حَمْدٌ لِذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ … وَكَذَاكَ حَمْدُ العَدْلِ والإِحْسَانِ
4134 – يَا مَنْ تَعِزُّ عَلَيْهمُ أروَاحُهُمْ … وَيَرَوْنَ غَبْنًا بَيْعَهَا بِهَوَانِ
4135 – وَيرَوْنَ خُسْرانًا مُبِينًا بَيْعَهَا … فِي إثْرِ كُلِّ قَبِيحَةٍ وَمُهَانِ
4136 – وَيَرَوْنَ مَيْدانَ التَّسَابُقِ بَارِزًا … أفَيَتْرُكونَ تَقَحُّمَ الميْدَانِ؟
4137 – وَيَرَوْنَ أنْفَاسَ العِبَادِ عَلَيْهِمُ … قَدْ أُحْصِيَتْ بالعَدِّ والحُسْبَانِ
4138 – وَيَرَوْنَ أنَّ أمَامَهُمْ يَوْمَ اللِّقَا … لِلَّهِ مَسْأَلتَانِ شَامِلَتَانِ
4139 – مَاذَا عَبَدْتُمْ ثم مَاذَا قَدْ أَجَبْـ … ـُتمْ مَنْ أَتَى بِالحَقِّ والبُرْهَانِ
4140 – هَيُّوا جَوَابًا للسُّؤَالِ وَهيِّئُوا … أيْضًا صَوَابًا لِلجَوَابِ يُدَاني
(المتن/219)
4141 – وَتَيقَّنُوا أَنْ لَيْسَ يُنْجِيكُمْ سِوَى … تَجْرِيدِكُمْ لِحَقَائقِ الإيمَانِ
4142 – تَجرِيدِكُمْ تَوْحِيدَهُ سُبْحَانَهُ … عَنْ شِرْكَةِ الشَّيْطَانِ والأوْثَانِ
4143 – وَكَذَاكَ تَجْرِيدُ اتِّبَاعِ رَسولِهِ … عَنْ هَذِهِ الآرَاءِ والهَذَيَانِ
4144 – واللهِ مَا يُنْجِي الفَتَى مِنْ رَبِّهِ … شَيءٌ سِوَى هَذَا بِلَا رَوَغَانِ
4145 – يَا ربِّ جَرِّدْ عَبْدَكَ المِسْكينَ رَا … جي الفَضْلِ مِنْكَ أُضَيْعِفَ العُبْدانِ
4146 – لَمْ تَنْسَهُ وَذَكَرْتَهُ فَاجْعَلْهُ لَا … يَنْسَاكَ أنْتَ بَدَأتَ بالإحْسَانِ
4147 – وبِه خَتَمْتَ فكُنْتَ أولَى بالجَمِيـ … ـلِ وَبِالثَّنَاءِ مِنَ الجَهُولِ الجَانِي
4148 – فَالعَبْدُ لَيْسَ يَضِيعُ بَيْنَ فَوَاتِحٍ … وَخَواتِمٍ مِنْ فَضْلِ ذِي الغُفْرَانِ
4149 – أَنْتَ العَلِيمُ بِهِ وَقَدْ أَنْشَأْتَهُ … مِنْ تُرْبةٍ هِيَ أضْعَفُ الأرْكَانِ
4150 – كُلٌّ عَلَيْهَا قَدْ عَلَا وَهَوَتْ إلَى … تَحْتِ الجَمِيعِ بِذِلّةٍ وَهَوَانِ
4151 – وَعَلَتْ عَلَيْهَا النَّارُ حَتَّى ظُنَّ أَنْ … يَعْلُو عَلَيْهَا الخَلْقُ مِنْ نِيرانِ
4152 – وَأَتَى إلَى الأبَوَيْنِ ظَنًّا أنَّهُ … سَيُصيِّرُ الأبَوَيْنِ تَحْتَ دُخَانِ
4153 – فَسَعَتْ إلَى الأَبَوَيْنِ رحْمَتُكَ التي … وَسِعَتْهُمَا فَعَلَا بِكَ الأَبَوَانِ
4154 – هَذَا وَنَحْن بَنُوهُمَا وَحُلُومُنَا … فِي جَنْبِ حِلْمِهِمَا لَدَى المِيزَانِ
4155 – جُزْءٌ يَسِيرٌ والعَدُوُّ فَوَاحِدٌ … لَهُمَا وَأعْدَانَا بِلَا حُسْبَانِ
4156 – وَالضَّعْفُ مُسْتَوْلٍ عَلَيْنَا مِنْ جَمِيـ … ـعِ جِهَاتِنَا سِيَمَا مِنَ الإيمَانِ
4157 – يَا رَبِّ مَعْذِرَةً إِلَيْكَ فَلَمْ يَكُنْ … قَصْدُ العِبَادِ رُكُوبَ ذَا العِصْيَانِ
4158 – لَكِنْ نُفُوسٌ سَوَّلَتْهُ وَغَرَّهَا … هَذَا الْعَدُوُّ لَهَا غُرُورَ أَمَاني
4159 – فَتَيقَّنَتْ يَا رَبِّ أنَّكَ وَاسِعُ الْـ … ـغُفْرَانِ ذُو فَضْلٍ وَذُو إحْسَانِ
4160 – وَمَقَالُنَا مَا قَالَهُ الأبَوَانِ قَبْـ … ـلُ مَقَالَةُ العَبْدِ الظَّلُومِ الجَانِي
4161 – نَحْنُ الأُلَى ظَلَمُوا وإنْ لَمْ تَغْفِرِ الذَّ … نْبَ العَظِيمَ فَنَحْنُ ذُو خُسْرَانِ
4162 – يَا رَبِّ فَانْصُرنَا عَلَى الشَّيْطَانِ لَيْـ … ـسَ لَنَا بِهِ لَوْلَا حِمَاكَ يَدَانِ
فصلٌ في ظهورِ الفرقِ بينَ الطائفتينِ، وعدمِ التِبَاسِهِ إلا على مَنْ ليسَ بذي عينينِ
4163 – وَالفَرْقُ بَيْنَكُمُ وَبَيْنَ خُصُومِكُمْ … مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ثَابتٌ بِبَيَانِ
(المتن/220)
4164 – مَا أَنْتُمُ مِنْهُمْ وَلَا هُمْ مِنْكُمُ … شَتَّانَ بَيْنَ السَّعْدِ والدّبَرَانِ
4165 – فَإذَا دَعَوْنَا لِلقُرَان دَعَوْتُمُ … لِلرَّأْيِ أَيْنَ الرَّأْيُ مِنْ قُرْآنِ؟
4166 – وَإذَا دَعَوْنَا لِلْحَدِيثِ دَعَوْتُمُ … أنْتُمْ إِلَى تَقْلِيدِ قَوْلِ فُلانِ
4167 – وَكذَا تَلَقَّيْنَا نُصُوصَ نَبِيِّنَا … بِقَبولهَا بِالحَقِّ والإذْعَانِ
4168 – مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا جَحْدٍ وَلَا … تَفْويضِ ذِي جَهْلٍ بِلَا عِرْفَانِ
4169 – لَكِنْ بإِعْرَاضٍ وَتجْهِيلٍ وتأ … وِيلٍ تَلَّقيْتُمْ مَعَ النُّكْرَانِ
4170 – أنْكَرْتُمُوهَا جَهْدَكُمْ فإذَا أَتَى … مَا لَا سَبِيلَ لَهُ إلَى نُكْرَانِ
4171 – أَعْرَضْتُمُ عَنْهُ وَلَمْ تَسْتَنبِطُوا … مِنْهُ هُدىً لِحَقَائِقِ الإيمَانِ
4172 – فَإذَا ابْتُلِيتُمْ مُكْرَهِينَ بِسَمْعِهَا … فَوَّضْتُمُوهَا لَا عَلَى العِرْفَانِ
4173 – لَكِنْ بِجَهْلٍ لِلَّذِي سِيقَتْ لَهُ … تَفْويضَ إعْرَاضٍ وَجَهْلِ مَعَانِ
4174 – فَإذَا ابْتُلِيتُمْ بِاحْتِجَاجِ خُصُومِكُمْ … أوْلَيتُمُوهَا دَفْعَ ذِي صَوَلَانِ
4175 – فَالجَحْدُ والإِعْرَاضُ والتّفويضُ والتَّـ … ـأوِيلُ حَظُّ النَّصِّ عِنْدَ الجَانِي
4176 – لَكِنْ لَدَينَا حَظُّهُ التَّسْلِيمُ مَعْ … حُسْنِ القَبُولِ وَفَهْمِ ذِي الإِحْسَانِ
* * *
فصلٌ في التَّفاوتِ بينَ حظِّ المثبتينَ والمعطِّلينَ من وحي ربِّ العالمينَ
4177 – ولَنَا الحَقِيقَةُ مِنْ كَلَامِ إلهِنَا … وَنَصِيبُكُمْ مِنْهُ المجَازُ الثَّانِي
4178 – وَقَوَاطِعُ الوَحْيَيْنِ شَاهِدَةٌ لَنَا … وَعَلَيْكُمُ هَلْ يَسْتَوِي الأمْرَانِ؟
4179 –
(المتن/221)
وَأدِلَّةُ المعْقُولِ شَاهِدةٌ لَنَا … أيْضًا فَقَاضُونَا إِلَى البُرْهَانِ
4180 – وَكَذاكَ فِطْرةُ ربِّنَا الرَّحْمنِ شَا … هِدَةٌ لَنَا أَيْضًا شُهُودَ بَيَانِ
4181 – وَكَذَاكَ إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ والأُلَى … تَبِعُوهُمُ بالعِلْمِ والإِحْسَانِ
4182 – وَكَذاكَ إجْمَاعُ الأئِمَّةِ بَعْدَهُمْ … هَذَا كَلَامُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
4183 – هَذِي الشهودُ فَهَلْ لَدَيْكُمْ أَنْتُمُ … مِنْ شَاهِدٍ بِالنَّفْيِ والنُّكْرَانِ؟
4184 – وَجُنُودُنَا مَنْ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ … وَجُنُودُكُمْ فَعَسَاكِرُ الشَّيْطَانِ
4185 – وَخِيَامُنَا مَضْرُوبَةٌ بِمَشَاعِرِ الْـ … ـوَحْيَيْنِ مِنْ خَبَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
4186 – وَخِيَامُكُمْ مَضْرُوبَةٌ في التِّيهِ فالسُّـ … ـكَّانُ كُلُّ مُلَدَّدٍ حَيْرَانِ
4187 – هَذِي شَهَادَتُهُمْ عَلَى مَحْصُولِهِمْ … عِنْدَ المَمَاتِ وَقَوْلُهُمْ بِلِسَانِ
4188 – واللَّهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ أيْضًا كَذَا … تَكْفِي شَهَادَةُ رَبِّنَا الرَّحْمنِ
4189 – وَلَنَا المسَانِدُ والصِّحَاحُ وَهَذِه السُّـ … ـنَنُ الَّتِي نَابَتْ عَنِ القُرْآنِ
4190 – وَلَكُمْ تَصَانِيفُ الكَلَامِ وَهذِه الْـ … آرَاءُ وَهْيَ كثِيرةُ الهَذَيانِ
4191 – شُبَهٌ يُكَسِّرُ بَعْضُهَا بَعْضًا كَبَيْـ … ـتٍ مِنْ زُجَاجٍ خَرَّ لِلأَرْكَانِ
4192 – هَلْ ثَمَّ شَيءٌ غَيْرُ رأيٍ أوْ كَلَا … مٍ بَاطِلٍ أوْ مَنْطِقِ اليُونانِ؟
4193 – وَنَقُولُ قَالَ اللَّهُ قَالَ رَسُولُهُ … فِي كُلّ تَصْنِيفٍ وَكُلِّ مَكَانِ
4194 – لَكِنْ تَقُولُوا قَالَ آرِسْطُو وَقَا … لَ ابنُ الخَطيبِ وَقَال ذُو العِرْفَانِ
4195 – شَيْخٌ لَكُمْ يُدْعَى ابنَ سِينَا لَمْ يَكُنْ … مُتَقَيِّدًا بالدِّينِ والإيمَانِ
4196 – وَخيَارُ مَا تَأْتُونَ قَالَ الأَشْعَرِيُّ … وَتشْهَدُونَ عَلَيْهِ بِالبُهْتَانِ
4197 – فَالأشْعَرِيُّ مُقَرِّرٌ لِعُلُوِّ رَبِّ م … العَرْشِ فَوْقَ جَمِيعِ ذِي الأكْوَانِ
4198 – فِي غَايَةِ التَّقْرِيرِ بالمعْقُولِ والـ … ـمنْقُولِ ثُمَّ بِفِطْرَةِ الرَّحْمنِ
4199 – هَذَا وَنَحْنُ فَتَارِكُو الآرَاءِ لِلنَّـ … ـقلِ الصَّحِيحِ وَمُحْكَمِ الفُرْقَانِ
4200 – لَكِنَّكُمْ بالعَكْسِ قَدْ صَرَّحْتُمُ … وَوَضَعْتُمُ القَانُونَ ذَا البُهْتَانِ
4201 – وَالنَّفْيُ عِنْدَكُمُ عَلَى التَّفصِيلِ والْـ … إثْبَاتُ إجْمَالٌ بِلَا نُكْرَانِ
(المتن/222)
4202 – وَالمُثْبِتُونَ طَرِيقُهُمْ نَفْيٌ عَلَى الْـ … إجْمَالِ وَالتَّفْصيلُ بالتِّبْيَانِ
4203 – فَتَدبَّرُوا القُرْآنَ مَعْ مَنْ مِنْكُمَا … وَشَهَادَةَ المبْعُوثِ بالقُرْآنِ
4204 – وَعَرَضْتُمُ قَوْلَ الرَّسُولِ عَلَى الَّذِي … قَالَ الشُّيُوخُ وَمُحْكَمَ الفُرْقَانِ
4205 – فَالمُحْكَمُ النَّصُّ الموَافِقُ قَوْلَهُمْ … لَا يَقْبَلُ التَّأويلَ فِي الأذْهَانِ
4206 – لَكِنَّمَا النَّصُّ المخَالِفُ قَوْلَهُمْ … مُتَشَابِهٌ مُتَأَوَّلٌ بِمَعَانِ
4207 – وَإذَا تأدَّبْتُمْ تَقُولُوا مُشْكِلٌ … أَفوَاضِحٌ يَا قَوْمُ رأيُ فُلانِ؟
4208 – وَاللَّهِ لَوْ كَانَ الموَافِقَ لَمْ يَكُنْ … مُتَشَابِهًا مُتَأوَّلًا بِلِسَانِ
4209 – لَكِنْ عَرَضْنَا نَحْنُ أَقْوَالَ الشُّيُو … خِ عَلَى الَّذِي جَاءَتْ بهِ الوحْيَانِ
4210 – مَا خَالَفَ النَّصَّيْنِ لَمْ نَعْبَأ بِهِ … شَيْئًا وقُلنَا حَسْبُنَا النَّصَّانِ
4211 – وَالمشْكِلُ القَوْلُ المخَالِفُ عِنْدَنَا … فِي غَايَةِ الإشْكَالِ لَا التِّبْيَانِ
4212 – وَالعَزْلُ والإبقَاءُ مَرْجِعُهُ إلَى الْـ … آرَاءِ عِنْدَكُمُ بِلَا كِتْمَانِ
4213 – لَكِنْ لَدَيْنَا ذَاكَ مَرْجِعُهُ إِلَى … قَوْلِ الرَّسُولِ وَمُحْكَمِ القُرْآنِ
4214 – وَالْكُفْرُ وَالإسْلَامُ عَيْنُ خِلَافِهِ … وَوِفَاقِهِ لَا غَيْرُ بِالْبُرْهَانِ
4215 – وَالكُفْرُ عِنْدَكُمُ خِلَافُ شُيُوخِكمْ … وَوِفَاقُهُمْ فَحَقِيقَةُ الإيمَانِ
4216 – هَذِي سَبيلُكُمُ وَتلْكَ سَبِيلُنَا … وَالمَوعِدُ الرَّحْمنُ بَعْدَ زَمَانِ
4217 – وَهُنَاك يُعْلَمُ أيُّ حِزْبَيْنَا عَلَى الْـ … حَقِّ الصَّرِيحِ وَفِطْرَةِ الدَّيَّانِ
4218 – فَاصْبِرْ قَلِيلًا إنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ … وَإذَا أُصِبْتَ ففي رِضَا الرَّحْمنِ
4219 – فَالقَوْمُ مِثْلُكَ يَألمُونَ وَيصْبِرُو … نَ وَصَبرُهُمْ فِي طَاعَةِ الشَّيْطَانِ
* * *
فصلٌ في بيَانِ الاستغنَاءِ بالوحي المنزَّلِ من السماءِ عنْ تقليدِ الرِّجالِ والآراءِ
4220 – يَا طَالِبَ الحَقِّ المُبِينِ وَمُؤْثِرًا … عِلْمَ اليَقْيِنِ وَصِحَّةَ الإيمَانِ
(المتن/223)
4221 – اِسْمَعْ مَقَالَةَ نَاصحٍ خَبَرَ الَّذِي … عِنْدَ الوَرَى مُذْ شَبَّ حَتَّى الآنِ
4222 – مَا زَالَ مُذْ عَقَدَتْ يَدَاهُ إِزَارَهُ … قَدْ شَدَّ مِئزَرهُ إلَى الرَّحْمنِ
4223 – وَتخَلُّلُ الفَتَرَاتِ لِلْعَزَمَاتِ أَمْـ … ـرٌ لَازِمٌ لِطَبِيعَةِ الإنْسَانِ
4224 – وَتَوَلُّدُ النُّقْصَانِ مِنْ فَتَراتِهِ … أَوَ لَيْسَ سَائِرُنَا بَنِي النُّقْصَانِ؟
4225 – طَافَ المذَاهِبَ يَبْتَغِي نُورًا ليَهْـ … ـدِيَهُ وَيُنْجِيَهُ مِنَ النِّيرانِ
4226 – وَكأنَّهُ قَدْ طَافَ يَبْغِي ظُلْمَةَ اللَّـ … ـيْلِ البَهيمِ وَمَذْهَبَ الحَيْرَانِ
4227 – وَاللَّيْلُ لَا يَزْدَادُ إلّا قُوَّةً … وَالصُّبْحُ مَقْهُورٌ بِذا السُّلْطَانِ
4228 – حَتَّى بَدَتْ فِي سَيْرِهِ نَارٌ عَلَى … طُوْرِ المَدِيْنَةِ مَطْلَعِ الإيمَانِ
4229 – فَأَتَى لِيقْبِسَهَا فَلَمْ يُمْكِنْهُ مَعْ … تِلْكَ القُيُودِ مَنَالُهَا بِأَمَانِ
4230 – لَولَا تَدَارَكَهُ الإلهُ بِلُطْفِهِ … وَلّى عَلَى العَقِبَيْنِ ذَا نُكْصَانِ
4231 – لَكِنْ تَوقَّفَ خَاضعًا مُتَذَلِّلًا … مُسْتَشْعِرَ الإِفْلاسِ مِنْ أثْمَانِ
4232 – فأتَاهُ جُنْدٌ حَلَّ عَنْهُ قُيُودَهُ … فَامْتَدَّ حِينَئذٍ لَهُ البَاعَانِ
4233 – وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تُحَلَّ قُيُودُهُ … وَتَزُولَ عَنْهُ رِبْقَةُ الشَّيْطَانِ
4234 – كَانَ الرُّقِيُّ إِلَى الثُّرَيَّا مُصْعِدًا … مِنْ دُونِ تِلْكَ النَّارِ فِي الإمْكَانِ
4235 – فَرَأَى بِتِلْكَ النَّارِ آطَامَ المديـ … ـنَةِ كالخِيَامِ تَشُوفُهَا العَيْنَانِ
4236 – وَرَأى عَلَى طُرُقَاتِهَا الأعْلَامَ قَدْ … نُصِبَتْ لأجْلِ السَّالِكِ الحَيْرَانِ
4237 – وَرَأَى هُنَالِكَ كُلَّ هَادٍ مُهْتَدٍ … يَدْعُو إلَى الإيمَانِ وَالإيقَانِ
4238 – فَهُنَاكَ هَنَّأَ نَفْسَهُ مُتَذكِّرًا … مَا قَالَهُ المُشْتَاقُ مُنْذُ زَمَانِ
4239 – (وَالمُسْتَهَامُ عَلَى المحَبَّةِ لَمْ يَزَلْ … حَاشَا لِذكْرَاكُمْ مِنَ النِّسْيَانِ
4240 – لَوْ قِيلَ مَا تهْوَى لَقَالَ مُبَادِرًا … أَهْوَى زِيَارَتَكُمْ عَلَى الأَجْفَانِ
4241 – تَاللَّهِ إنْ سَمَحَ الزَّمَانُ بِقُرْبِكُمْ … وَحَلَلْتُ مِنْكُمْ بِالمَحَلِّ الدَّانِي
4242 – لَأُعَفِّرَنَّ الخَدَّ شُكْرًا فِي الثَّرى … وَلَأكْحَلَنَّ بِتُرْبِكُمْ أجْفَانِي)
4243 – إِنْ رُمْتَ تُبْصِرُ مَا ذَكَرْتُ فَغُضَّ طَرْ … فًا عَنْ سِوَى الآثارِ والقُرْآنِ
(المتن/224)
4244 – واتْرُكْ رُسُومَ الخَلْقِ لَا تَعْبأْ بِهَا … فِي السَّعْدِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ دَبَرَانِ
4245 – حَدِّقْ بِقَلْبِكَ فِي النُّصُوصِ كَمِثْلِ مَا … قَدْ حَدَّقُوا فِي الرَّأْيِ طُولَ زَمَانِ
4246 – وَاكحَلْ جُفُونَ القَلْبِ بِالوَحْيَينِ وَاحْـ … ـذَرْ كُحْلَهُمْ يَا كَثْرَةَ العُمْيَانِ
4247 – فَاللَّهُ بَيَّنَ فِيهمَا طُرُقَ الهُدَى … لِعبَادِه فِي أحْسَنِ التِّبْيَانِ
4248 – لَمْ يُحْوِجِ اللَّهُ الخَلَائِقَ مَعْهُمَا … لِخَيَالِ فَلْتَانٍ وَرَأي فُلَانِ
4249 – فَالوَحْيُ كَافٍ لِلَّذِي يُعْنَى بِهِ … شَافٍ لِدَاءِ جَهَالَةِ الإنْسَانِ
4250 – وَتَفَاوُتُ العُلَمَاءِ فِي أفْهَامِهِمْ … لِلْوَحْي فَوْقَ تَفَاوُتِ الأبْدَانِ
4251 – وَالجَهْلُ دَاءٌ قَاتِلٌ وَشِفَاؤهُ … أمْرَانِ فِي التَّركِيبِ مُتَّفِقَانِ
4252 – نَصٌّ القُرْآنِ أوْ مِنْ سُنَّةٍ … وَطَبِيبُ ذَاكَ العَالِمُ الرَّبَّانِي
4253 – وَالعِلْمُ أَقْسَامٌ ثَلَاثٌ مَا لَهَا … مِنْ رَابعٍ وَالحَقُّ ذُو تِبْيَانِ
4254 – عِلْمٌ بأوْصَافِ الإلهِ وَفِعْلِهِ … وَكَذلكَ الأَسْمَاءُ لِلرَّحْمنِ
4255 – وَالأمْرُ والنَّهْيُ الَّذِي هُوَ دِينُهُ … وَجزَاؤهُ يَوْمَ المعَادِ الثَّانِي
4256 – وَالكُلُّ فِي القُرْآنِ والسُّنَنِ الَّتِي … جَاءَتْ عَنِ المبْعُوثِ بالقرآنِ
4257 – وَاللَّهِ مَا قَالَ امْرُؤٌ مُتَحَذْلِقٌ … بِسِوَاهُمَا إلَّا مِنَ الهَذَيَانِ
4258 – إنْ قُلتُمُ تَقْرِيرُهُ فَمُقَرَّرٌ … بِأتَمِّ تَقْرِيرٍ مِنَ الرَّحْمنِ
4259 – أَوْ قُلْتُمُ إيضَاحُهُ فَمُبَيَّنٌ … بِأتمِّ إيضَاحٍ وَخَيْرِ بَيَانِ
4260 – أَوْ قُلْتُمُ إِيجَازُه فَهُوَ الَّذِي … فِي غَايَةِ الإيجَازِ والتِّبْيَانِ
4261 – أوْ قُلْتُمُ مَعْنَاهُ هَذَا فَاقْصِدُوا … مَعْنَى الخِطَابِ بِعَيْنِهِ وَعِيَانِ
4262 – أَوْ قُلتُمُ نَحْنُ التَّرَاجِمُ فَاقْصِدُوا الـ … ـمَعْنَى بِلَا شطَطٍ وَلَا نُقْصَانِ
4263 – أَوْ قُلْتُمُ بِخِلَافِهِ فَكَلَامُكُمْ … فِي غَايَةِ الإنْكَارِ والبُطْلَانِ
4264 – أَوْ قُلْتُمُ قِسْنَا عَلَيْهِ نَظِيرَهُ … فَقِيَاسُكُمْ نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ
4265 – نَوْعٌ يُخَالِفُ نَصَّهُ فَهُوَ المُحَا … لُ وَذَاكَ عِنْدَ اللهِ ذُو بُطْلَانِ
4266 – وَكَلَامُنَا فِيهِ وَلَيْسَ كَلَامُنَا … فِي غَيْرِهِ أَعْنِي القِيَاسَ الثَّانِي
(المتن/225)
4267 – مَا لَا يُخَالِفُ نَصَّهُ فالنَّاسُ قَدْ … عَمِلُوا بِهِ فِي سَائِرِ الأزْمَانِ
4268 – لَكِنَّهُ عِنْدَ الضَّرُورَةِ لَا يُصَا … رُ إِلَيْهِ إِلا بَعْدَ ذَا الفُقْدَانِ
4269 – هَذَا جَوَابُ الشَّافِعِيِّ لأحْمَدٍ … لِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ إمَامِ زَمَانِ
4270 – وَاللَّهِ مَا اضْطُرَّ العِبَادُ إِلْيهِ فِيـ … ـمَا بَيْنَهُمْ مِنْ حَادِثٍ بِزَمَانِ
4271 – فَإِذَا رَأيْتَ النَّصَّ عَنْهُ سَاكِتًا … فَسُكُوتُهُ عَفْوٌ مِنَ الرَّحْمنِ
4272 – وَهُوَ المبَاحُ إبَاحَةَ العَفْوِ الَّذِي … مَا فِيهِ مِنْ حَرَجٍ وَلَا نُكْرَانِ
4273 – فَأضِفْ إلَى هَذَا عُمُومَ اللَّفْظِ والْـ … ـمعْنَى وحُسْنَ الفَهْمِ فِي القُرْآنِ
4274 – فَهُنَاكَ تُصْبِحُ فِي غِنىً وَكِفَايةٍ … عَنْ كُلِّ ذِي رَأيٍ وَذِي حُسْبَانِ
4275 – وَمُقَدَّرَاتُ الذِّهْنِ لَمْ يُضْمَنْ لَنَا … تِبْيَانُهَا بالنَّصِّ والقُرْآنِ
4276 – وَهِيَ الَّتِي فِيهَا اعْتَراكُ الرأيِ مِنْ … تَحْتِ العَجاجِ وَجَوْلةِ الأذْهَانِ
4277 – لَكِنْ هُنَا أمْرَانِ لَوْ تَمَّا لَمَا احْـ … ـتَجْنَا إِلَيْهِ فَحَبَّذَا الأمْرَانِ
4278 – جَمْعُ النُّصُوصِ وَفَهْمُ مَعْنَاهَا المُرا … دِ بِلَفْظِهَا وَالْفَهْمُ مَرْتَبتَانِ
4279 – إحْدَاهُمَا مَدْلُولُ ذَاكَ اللَّفْظِ وَضْـ … ـعًا أوْ لُزُومًا ثُمَّ هَذَا الثَّانِي
4280 – فِيهِ تَفَاوَتَتِ الفُهُومُ تَفَاوُتًا … لَمْ يَنْضبِطْ أبَدًا لَهُ طَرَفَانِ
4281 – فَالشَّيءُ يَلْزَمُهُ لَوازِمُ جَمَّةٌ … عِنْدَ الخَبِيرِ بِهِ وَذِي العِرْفَانِ
4282 – فَبِقَدْرِ ذَاكَ الخُبْرِ يُحْصِي مِنْ لَوَا … زِمِهِ وَهَذَا وَاضِحُ البُرْهِانِ
4283 – وَلذَاكَ مَنْ عَرَفَ الكِتَابَ حَقِيقَةً … عَرَفَ الوُجُودَ جَمِيعَهُ بِبَيَانِ
4284 – وَكَذَاكَ يَعْرِفُ جُمْلَةَ الشَّرْعِ الَّذِي … يَحْتَاجُهُ الإنْسَانُ كُلَّ زَمَانِ
4285 – عِلْمًا بِتَفْصِيلٍ وَعِلمًا مُجْمَلًا … تَفْصِيلُهُ أَيْضًا بوَحْيٍ ثَانِ
4286 – وَكِلَاهُمَا وَحْيَانِ قَدْ ضَمِنَا لَنَا … أَعْلَى العُلُومِ بِغَايَةِ التِّبْيَانِ
4287 – وَكذاك يَعرِفُ مِنْ صِفَاتِ اللهِ وَالْـ … أفْعَالِ والأسْمَاءِ ذِي الإحْسَانِ
4288 – مَا لَيْسَ يُعْرَفُ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِهِ … أَبدًا وَلَا مَا قَالَتِ الثَّقَلَانِ
4289 – وَكَذَاكَ يَعْرِفُ مِنْ صِفَاتِ البَعْثِ بالتَّـ … ـفْصِيلِ والإجْمَالِ فِي القُرْآنِ
(المتن/226)
4290 – مَا يَجْعَلُ اليَوْمَ العَظِيمَ مُشاهَدًا … بِالقَلْبِ كالمشْهُودِ رَأْىِ عِيَانِ
4291 – وَكَذَاكَ مَنْ يَعْرِفْ حَقِيقَةَ نَفْسِهِ … وَصِفَاتِهَا بِحَقِيقَةِ العِرْفَانِ
4292 – يَعْرِفْ لَوَازِمَهَا وَيَعْرِفْ كَوْنَهَا … مَخْلُوقَةً مَرْبُوبَةً بِبَيَانِ
4293 – وَكذَاكَ يَعْرِفُ مَا الَّذِي فِيهَا مِنَ الـ … حَاجَاتِ والإعْدَامِ والنُّقْصَانِ
4294 – فَكذَاكَ يَعْرِفُ رَبَّهُ وَصِفَاتِهِ … أَيْضًا بِلَا مِثْلٍ وَلَا نُقْصَانِ
4295 – وَهُنَا ثَلَاثَةُ أوْجُهٍ فَافْطَنْ لَهَا … إِنْ كُنْتَ ذَا عِلْمٍ وَذَا عِرْفَانِ
4296 – بالضِّدِّ والأَوْلَى كَذَا بِالامْتِنَا … عِ لِعِلْمِنَا بِالنَّفْسِ والرَّحْمنِ
4297 – فَالضِّدُّ مَعْرِفَةُ الإلهِ بِضِدِّ مَا … فِي النَّفْسِ مِنْ عَيْبٍ وَمِنْ نُقْصَانِ
4298 – وَحَقِيقَةُ الأَوْلَى ثُبُوتُ كَمَالِهِ … إذْ كَانَ مُعْطِيَهِ عَلَى الإحْسَانِ
فصلٌ في بيانِ شروطِ كفايةِ النصَّينِ والاستغناءِ بالوحيَينِ
4299 – وَكِفَايَةُ النَّصَّيْنِ مَشْروطْ بِتَجْـ … ـرِيدِ التَّلَقِّي عَنْهُمَا لِمَعَانِ
4300 – وَكَذَاكَ مَشْروطٌ بِخَلْعِ قُيُودِهِمْ … فقُيُودُهُمْ غُلٌّ إلَى الأَذْقَانِ
4301 – وَكذَاكَ مَشْروطٌ بِهَدْمِ قَوَاعِدٍ … مَا أُنْزِلَتْ ببنائها الوَحْيَانِ
4302 – وَكذَاكَ مَشْرُوطٌ بإقدَامٍ عَلَى الْـ … آرَاءِ إنْ عَرِيَتْ عَنِ البُرْهَانِ
4303 – بِالرَّدِّ والإبْطَالِ لَا تَعْبأْ بِهَا … شَيْئًا إذَا مَا فَاتَهَا النَّصَّانِ
4304 – لَوْلَا القَوَاعِدُ والقُيودُ وهَذِهِ الْـ … آرَاءُ لاتَّسَعَتْ عُرَى الإيمَانِ
4305 – لَكِنَّهَا واللهِ ضَيَّقَتِ العُرَى … فَاحْتَاجَتِ الأيْدَي لِذاكَ ثواني
4306 – وَتَعَطَّلَتْ مِنْ أجْلِهَا واللهِ أَعْـ … ـدَادٌ مِنَ النَّصَّيْنِ ذَاتُ بَيَانِ
4307 – وَتضَمَّنَتْ تَقْيِيدَ مُطْلَقِهَا وإِطْـ … ـلَاقَ المقَيَّدِ وَهْوَ ذُو مِيزَانِ
4308 – وَتَضَمَّنَتْ تَخْصِيصَ مَا عَمَّتْه والتَّـ … ـعْمِيمَ لِلمَخْصُوصِ بالأعْيَانِ
(المتن/227)
4309 – وَتَضَمَّنَتْ تَفْرِيقَ مَا جَمَعَتْ وَجمْـ … ـعًا لِلّذِي وَسَمَتْهُ بِالفُرْقَانِ
4310 – وَتَضَمَّنَت تَضْيِيقَ مَا قَدْ وسَّعَتْـ … ـهُ وَعَكْسَهُ فَليُنْظَرِ الأمْرَانِ
4311 – وَتَضَمَّنَتْ تَحلِيلَ مَا قَدْ حَرَّمَتْـ … ـهُ وَعَكْسَهُ فَلْيُنْظَرِ النَّوْعَانِ
4312 – سَكَتَتْ وَكَانَ سُكُوتُهَا عَفْوًا فَلَمْ … تَعْفُ القَواعِدُ باتِّسَاعِ بِطَانِ
4313 – وَتَضَمَّنَتْ إِهْدَارَ مَا اعْتَبَرتْ كَذَا … بِالْعَكْسِ وَالأَمْرَانِ مَحْذُورَانِ
4314 – وَتَضَمَّنَتْ أَيْضًا شُروطًا لَمْ تكُنْ … مَشْرُوطَةٌ شَرْعًا بِلَا بُرْهَانِ
4315 – وَتَضَمَّنَتْ أَيْضًا توابعَ لَمْ تَكُنْ … مَمْنُوعَةً شَرْعًا بِلَا تِبْيَانِ
4316 – إلَّا بأقْيِسَةٍ وَآرَاءٍ وَتَقْـ … ـلِيدٍ بِلَا عِلْمٍ أَوِ اسْتِحْسَانِ
4317 – عَمَّنْ أَتَتَ هَذِي القَوَاعدُ مِنْ جَمِيـ … ـعِ الصَّحْبِ والأتْبَاعِ بِالإحْسَانِ؟
4318 – مَا أسَّسُوا إلّا اتّبَاعَ نَبِيِّهِمْ … لَا عَقلَ فَلْتَانٍ وَرَأيَ فُلَانِ
4319 – بَلْ أنْكَرُوا الآرَاءَ نُصْحًا مِنْهُمُ … لِلَّهِ والدَّاعِي وَلِلقُرْآنِ
4320 – أَوَ لَيْسَ فِي خُلْفٍ بِهَا وَتَنَاقُضٍ … مَا دَلَّ ذَا لُبٍّ وَذَا عِرْفَانِ
4321 – واللهِ لَوْ كَانَتْ مِنَ الرَّحْمنِ مَا اخْـ … ـتَلَفَتْ وَلَا انْتَقَضَتْ مَدَى الأزْمَانِ
4322 – شُبَهٌ تَهَافَتُ كالزُّجَاجِ تَخَالُهَا … حَقًّا وَقَدْ سَقَطَتْ عَلَى صَفْوَانِ
4323 – واللهِ لَا يَرْضَى بِهَا ذُو هِمَّةٍ … عَلْيَاءَ طَالِبَةٍ لهَذَا الشَّانِ
4324 – فَمِثَالُهَا واللهِ فِي قَلْبِ الفَتَى … وَنَبَاتِهَا فِي مَنْبَتِ الإيمَانِ
4325 – كَالزَّرْعِ يَنْبُتُ حَوْلَهُ دَغَلٌ فَيَمْـ … ـنَعُهُ النَّما فَتَرَاهُ ذَا نُقْصانِ
4326 – وَكذَلِكَ الإيمَانُ فِي قَلْبِ الفَتَى … غَرْسٌ مِنَ الرَّحْمنِ فِي الإنْسَانِ
4327 – والنَّفْسُ تُنْبتُ حَوْلَه الشَّهَوَاتِ والشُّـ … ـبُهَاتِ وَهْيَ كثيرَةُ الأَفْنَانِ
4328 – فَيعُودُ ذَاكَ الغَرْسُ يَبْسًا ذَاوِيًا … أوْ نَاقِصَ الثَّمَراتِ كُلَّ أَوَانِ
4329 – فَتَرَاهُ يَحْرُثُ دَائِبًا ومَغَلُّهُ … نَزْرٌ وَذَا مِنْ أَعْظَمِ الخُسْرَانِ
4330 – وَاللَّهِ لَوْ نَقَّى النَّبَاتَ وَكَانَ ذَا … بَصَرٍ لِذَاكَ الشَّوْكِ والسَّعْدَانِ
4331 – لأتى كأمْثَالِ الجِبَالِ مَغَلُّهُ … وَلَكَانَ أضْعَافًا بِلَا حُسْبَانِ
(المتن/228)
* * *
[فصلٌ]4332 – هَذَا وَلَيْسَ الطَّعْنُ بالإطْلَاقِ فِيـ … ـهَا كُلِّهَا فِعْلَ الجَهُولِ الجَانِي
4333 – بَلْ فِي الَّتِي قَدْ خَالَفَتْ قَوْلَ الرَّسُو … لِ وَمُحْكَمَ الإيمَانِ والفُرْقَانِ
4334 – أَو فِي الَّتِي مَا أنزَلَ الرَّحْمنُ فِي … تَقْرِيرِهَا يَا قَوْمُ مِنْ سُلْطَانِ
4335 – فَهِيَ التِي كَمْ عَطَّلَتْ مِنْ سُنَّةٍ … بَلْ عَطَّلَتْ مِنْ مُحْكَمِ القُرْآنِ
4336 – هَذَا وَنَرْجُو أنَّ وَاضِعَهَا فَلَا … يَعْدُوهُ أجْرٌ أوْ لَهُ أجْرَانِ
4337 – إذْ قَالَ مَبْلَغَ عِلْمِهِ مِنْ غَيْرِ إيـ … ـجَابِ القَبُولِ لَهُ عَلَى إنْسَانِ
4338 – بَلْ قَدْ نَهَانَا عَنْ قَبُولِ كَلَامِهِ … نَصًّا بِتَقْلِيدٍ بِلَا بُرْهَانِ
4339 – وَكَذَاكَ أوْصَانَا بتَقْدِيمِ النُّصُو … صِ عَلَيْهِ مِنْ خَبَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
4340 – نَصحَ العِبَادَ بِذَا وَخَلَّصَ نَفْسَهُ … عِنْدَ السُّؤَالِ لَهَا مِنَ الدَّيَّانِ
4341 – وَالخَوْفُ كلُّ الخَوْفِ فَهْوَ عَلَى الَّذِي … تَرَكَ النُّصُوصَ لأجْلِ قَوْلِ فُلَانِ
4342 – فإذَا بَغَى الإِحْسَانَ أوَّلَهَا بِمَا … لَوْ قَالَهُ خَصمٌ لَهُ ذُو شَانِ
4343 – لَرَماهُ بِالدَّاءِ العُضَالِ مُنَادِيًا … بِفَسَادِ مَا قَدْ قَالَهُ بأَذَانِ
* * *
فصلٌ في لازمِ المذهبِ هلْ هُوَ مَذْهبٌ أمْ لا
4344 – وَلَوَازِمُ المَعْنَى تُرادُ بِذِكْرِهِ … مِنْ عَارِفٍ بلزُومِهَا الحقَّانِي
4345 – وَسِوَاهُ لَيْسَ بِلَازِمٍ فِي حَقِّهِ … قَصْدُ اللَّوَازِمِ وَهْيَ ذاتُ بَيانِ
4346 – إذْ قَدْ يَكُونُ لُزُومُهَا المجْهُولَ أوْ … قَدْ كَانَ يَعْلَمُهُ بِلَا نُكْرانِ
4347 – لَكِنْ عَرَتْهُ غَفْلَةٌ بِلُزُومِهَا … إِذْ كَانَ ذَا سَهْوٍ وَذَا نِسْيَانِ
4348 – وَلِذَاكَ لَمْ يَكُ لَازِمٌ لِمَذَاهِبِ الـ … ـعُلَمَاءِ مَذْهَبَهُمْ بِلَا بُرْهَانِ
(المتن/229)
4349 – فَالمُقْدِمُونَ عَلَى حِكَايةِ ذَاكَ مَذْ … هَبَهُمْ أولُو جَهْلٍ مَعَ العُدْوانِ
4350 – لَا فَرْقَ بَيْنَ ظُهورِه وَخَفَائِهِ … قَدْ يَذْهَلُونَ عَنِ اللُّزومِ الدَّانِي
3451 – سيَمَا إذَا مَا كَانَ لَيْسَ بِلَازِمٍ … لَكِنْ يُظَنُّ لُزُومُهُ بِجَنَانِ
4352 – لَا تَشْهَدُوا بِالزُّورِ ويْلَكُمُ عَلَى … مَا تُلْزِمُونَ شَهَادَةَ البُهْتَانِ
4353 – بِخِلَافِ لَازِمِ مَا يَقُولُ إِلهُنَا … وَنَبيُّنَا المعْصُومُ بالبُرْهَانِ
4354 – فَلِذَا دَلَالَاتُ النُّصُوصِ جَلِيِّةٌ … وَخَفِيَّةٌ تَخْفَى عَلَى الأَذْهَانِ
4355 – واللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ الفَهْمَ فِي … آيَاتِهِ رِزْقًا بِلَا حُسْبَانِ
4356 – وَاحْذَر حِكَايَاتٍ لأرْبَابِ الكَلَا … مِ عَنِ الخُصُومِ كَثِيرَةَ الهَذَيَانِ
4357 – فَحَكَوْا بِمَا ظَنُّوهُ يَلْزَمُهُمْ فَقَا … لُوا ذَاكَ مَذْهَبُهُمْ بِلَا بُرْهَانِ
4358 – كَذَبُوا عَلَيْهِمْ بَاهِتِينَ لَهُمْ بِمَا … ظَنُّوهُ يَلْزَمُهُمْ مِنَ البُهْتَانِ
4359 – فَحَكَى المُعَطِّلُ عَنْ ذوي الإثْبَاتِ قَوْ … لَهُمُ بِأَنَّ اللَّهَ ذُو جُثمانِ
4360 – وَحَكَى المعَطِّلُ أنَّهُمْ قَالُوا بِأنَّ م … اللَّه ليْسَ يُرَى لَنَا بِعيَانِ
4361 – وَحكَى المعَطِّلُ أنَّهُمْ قَالُوا يَجُو … زُ كَلَامُهُ مِنْ غَيْرِ قَصْدِ مَعَانِ
4362 – وَحكَى المعطِّلُ أنَّهُمْ قَالُوا بِتَحْـ … ـيِيزِ الإلهِ وَحَصْرِهِ بمَكَانِ
4363 – وَحكَى المعَطِّلُ أنَّهُمْ قَالُوا لَهُ الْـ … أَعْضَاءُ جَلَّ اللَّهُ عَنْ بُهْتَانِ
4364 – وَحكَى المعَطِّلُ أنَّ مَذْهَبَهُمْ هُوَ التَّـ … ـشْبِيهُ لِلخَلَّاقِ بالإنْسَانِ
4365 – وَحكَى المعَطِّلُ عَنْهُمُ مَا لَمْ يَقُو … لُوه وَلَا أشْيَاخُهُمْ بِلِسَانِ
4366 – ظَنَّ المعَطِّلُ أنَّ هَذَا لَازِمٌ … فَلِذَا أَتَى بالزُّورِ والعُدْوَانِ
4367 – وعَلَيْهِ فِي هَذَا مَحاذيرٌ ثَلَا … ثٌ كُلُّهَا مُتَحَقِّقُ البُطْلَانِ
4368 – ظَنُّ اللُّزُومِ وَقَذْفُهُمْ بِلُزُومِهِ … وَتَمَامُ ذَاكَ شَهَادَةُ الكُفْرَانِ
4369 – يَا شَاهِدًا بالزُّورِ ويلَك لَمْ تخَفْ … يَوْمَ الشَّهَادَةِ سَطْوَةَ الدَّيَّانِ
4370 – يَا قَائِلَ البُهْتَانِ غَطِّ لَوَازِمًا … قَرَّرتَ مَلْزُومَاتِهَا بِبَيَانِ
4371 – وَاللَّهِ لَازِمُهَا انْتِفَاءُ الذَّاتِ والْـ … أَوْصافِ والأفْعَالِ لِلرَّحْمنِ
(المتن/230)
4372 – واللهِ لَازِمُهَا انْتِفَاءُ الدِّينِ وَالْـ … ـقُرْآنِ والإسْلَامِ والإيمَانِ
4373 – وَلُزُومُ ذَلِكَ بَيِّنٌ جِدًّا لِمَن … كَانَتْ لَهُ أُذُنَانِ وَاعِيَتَانِ
4374 – واللَّهِ لَوْلَا ضِيقُ هَذَا النَّظْم بَيَّـ … ـنْتُ اللُّزُومَ بأوْضَحِ التِّبْيَانِ
4375 – وَلَقدْ تَقَدَّمَ مِنْهُ مَا يَكْفِي لِمَنْ … كَانَتْ لَهُ عَيْنَانِ نَاظِرَتَانِ
4376 – إنَّ اللَّبيبَ بِبَعْضِ ذَلِكَ يَكْتَفِي … وَأخُو البَلَادَةِ سَاكِنُ الجَبَّانِ
4377 – يَا قَوْمَنَا اعْتَبِروا بِجَهْلِ شُيُوخِكُمْ … بِحَقَائِقِ الإيمَانِ والقُرْآنِ
4378 – أَوَ مَا سَمِعْتُم قَولَ أَفْضَلِ وَقْتِهِ … فِيكُمْ مَقَالَة جَاهِلٍ فَتَّانِ
4379 – إنَّ السَّمَواتِ العُلَى والأرْضَ قَبْـ … ـلَ العَرْشِ بالإجْمَاعِ مَخْلُوقَانِ
4380 – واللهِ مَا هَذِي مَقَالَةَ عَالِمٍ … فَضْلًا عَنِ الإجْمَاعِ كُلَّ زَمَانِ
4381 – مَنْ قَالَ ذَا قَدْ خَالَفَ الإجْمَاعَ والْـ … ـخَبَرَ الصَّحِيحَ وَظَاهِرَ القُرْآنِ
4382 – فَانْظُرْ إِلَى ما جَرَّهُ تَأويلُ لَفْـ … ـظِ الاسْتِوَاءِ بِظاهِرِ البُطْلَانِ
4383 – زَعَمَ المعَطِّلُ أَنَّ تَأْوِيلَ اسْتَوَى … بالخَلْقِ والإقْبَالِ وَضْعُ لِسَانِ
4384 – [كَذَبَ المعَطِّلُ لَيْسَ ذَا لُغَةَ الأُلَى … قَدْ خُوطِبُوا بِالوَحْيِ والقُرْآنِ]4385 – فَأصارَهُ هَذَا إِلَى أنْ قَالَ خَلْـ … ـقُ العَرْشِ بَعْدَ جَمِيعِ ذِي الأكْوَانِ
4386 – يَهْنِيهِ تَكْذِيبُ الرَّسُولِ لَهُ وإجْـ … ـمَاعِ الهُدَاةِ ومُحْكَمِ القُرْآنِ
* * *
فصلٌ في الرَّدِّ عليهمْ تكفيرَهمْ أهلَ العلمِ والإيمانِ، وذكرِ انقسامِهمْ إلى أهلِ الجهلِ والتَّفريطِ والبدعة والكفرانِ
4387 – وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّكُمْ كَفّرْتُمُ … أَهْلَ الحَدِيثِ وَشِيعَةَ القُرْآنِ
4388 – إِذْ خَالَفُوا رَأيًا لَهُ رَأيٌ يُنَا … قِضُهُ لأجْلِ النَّصِّ والبُرْهَانِ
(المتن/231)
4389 – وَجَعَلْتُمُ التَّكْفِيرَ عَيْنَ خِلَافِكُمْ … وَوِفَاقُكُمْ فَحَقِيقَةُ الإيمَانِ
4390 – فَوِفاقُكم وخِلافُكم ميزانُ دِيـ … ـنِ اللهِ لا من جاء بالقرآنِ
4391 – مِيزَانُكُمْ مِيزَانُ بَاغٍ جَاهِل … وَالعَوْلُ كُلُّ العَوْلِ فِي الميزَانِ
4392 – أَهْوِنْ بِهِ مِيزَانَ جَوْرٍ عَائلٍ … بِيَدِ المُطَفِّفِ وَيْلَ ذَا الوَزَّانِ
4393 – لَوْ كَانَ ثَمَّ حَيَا وأدْنَى مُسْكَةٍ … مِنْ دِينٍ أوْ عِلْمٍ وَمِنْ إيمَانِ
4394 – لَمْ تَجْعَلُوا آرَاءَكُمْ مِيزَانَ كُفْـ … ـرِ النَّاسِ بالبُهْتَانِ والعُدْوانِ
4395 – هَبْكُمْ تَأَوَّلْتُمْ وَسَاغَ لَكُمْ أيُكْـ … ـفَرُ مَنْ يُخَالِفُكُمْ بِلَا بُرْهَانِ؟
4396 – هَذِي الوقَاحَةُ والجَرَاءَةُ والجَهَا … لَةُ وَيْحَكُمْ يا فِرْقَةَ الطُّغْيانِ
4397 – اللهُ أكْبَرُ ذَا عُقُوبَةُ تَارِكِ الْـ … ـوَحْيَيْنِ لِلآرَاءِ والهَذَيَانِ
4398 – لَكِنَّنَا نَأْتِي بِحُكْمٍ عَادِلٍ … فِيكُمْ لأَجْلِ مَخَافَةِ الرَّحْمنِ
4399 – فَاسْمَعْ إذًا يا مُنْصِفًا حُكْمَيْهِمَا … وَانْظُرْ إذًا هَلْ يَسْتَوِي الحُكْمَانِ
4400 – هُمْ عِنْدَنَا قِسْمَانِ أَهْلُ جَهَالَةٍ … وَذَوُو العِنَادِ وَذانك القِسْمَانِ
4401 – جَمْعٌ وَفَرْقٌ بَيْنَ نَوْعَيْهِمْ هُمَا … فِي بِدْعَةٍ لَا شَكَّ يَجْتَمِعَانِ
4402 – وَذَوو العِنَادِ فَأَهْلُ كُفْرٍ ظَاهِرٍ … وَالجَاهِلُونَ فَإنَّهُمْ نَوْعَانِ
4403 – مُتَمَكِّنُونَ مِن الهُدَى والعِلْمِ بالْـ … أسْبَاب ذَاتِ اليُسْرِ والإمْكَانِ
4404 – لَكِنْ إلَى أرْضِ الجَهَالَةِ أَخْلَدُوا … وَاسْتَسْهَلُوا التَّقْليِدَ كَالعُمْيَانِ
4405 – لَمْ يَبْذُلُوا المَقْدُورَ فِي إدْرَاكِهِمْ … لِلحَقِّ تَهوِينًا لِهَذَا الشَّانِ
4406 – فَهُمُ الأُلَى لَا شَكَّ فِي تَفْسِيقهِمْ … وَالكُفْرُ فِيهِ عِنْدَنَا قَوْلانِ
4407 – وَالوَقْفُ عِنْدِي فِيهِمُ لَسْتُ الَّذِي … بالكُفْرِ أنْعَتُهُمْ وَلَا إيمَانِ
4408 – واللهُ أَعْلَمُ بِالبِطَانَةِ منْهُمُ … وَلنَا ظِهَارةُ حُلَّةِ الإعْلَانِ
4409 – لَكِنَّهُمْ مُسْتَوْجِبُونَ عِقَابَهُ … قَطْعًا لأجْلِ البَغْي والعُدْوَانِ
4410 – هَبْكمْ عُذِرْتُمْ بِالجَهَالَةِ إنَّكُمْ … لَنْ تُعْذَرُوا بِالظُّلْمِ والطُّغْيَانِ
4411 – وَالطَّعْنِ فِي قَوْلِ الرَّسُولِ وَدِينِه … وَشَهَادَةٍ بالزُّورِ والبُهْتَانِ
(المتن/232)
4412 – وَكَذَلِكَ اسْتِحْلَالُ قَتْلِ مُخَالِفيـ … ـكُمْ قَتْلَ ذِي الإشْرَاكِ والكُفرانِ
4413 – إنَّ الخَوَارجَ مَا أحَلُّوا قَتْلَهُمْ … إلَّا لِمَا ارْتَكَبُوا مِنَ العِصْيَانِ
4414 – وَسَمِعْتُمُ قَوْلَ الرَّسُولِ وحُكْمَهُ … فِيهِمْ وَذَلِكَ وَاضِحُ التِّبْيَانِ
4415 – لَكِنَّكُمْ أَنْتُمْ أَبَحْتُمْ قَتْلَهُمْ … بِوِفَاقِ سُنَّتِهِ مَعَ القُرْآنِ
4416 – واللهِ مَا زَادُوا النَّقِيرَ عَلَيْهِمَا … لَكِنْ بِتَقْرِيرٍ مَعَ الإيمَانِ
4417 – فَبِحَقِّ مَنْ قَدْ خَصَّكُمْ بِالْعدل والتَّـ … ــحْقِيقِ والإنْصَافِ والعِرْفَانِ
4418 – أَنْتُم أَحَقُّ أَمِ الْخَوَارجُ بِالَّذِي … قَالَ الرَّسُولُ الصَّادقُ البُرهانِ؟
4419 – هُمْ يَقْتُلُونَ العابدي الرَّحْمنِ بَلْ … يَدَعُوْنَ أهْلَ عِبَادَةِ الأوْثَانِ
4420 – هَذَا وَلَيْسُوا أَهْلَ تَعْطِيلٍ وَلَا … عَزْلِ النُّصُوصِ الحَقِّ عن إيقان
* * *
فصلٌ
4421 – وَالآخَرُونَ فَأَهْلُ عَجْزٍ عَنْ بُلُو … غِ الحَقِّ مَعْ قَصْدٍ وَمعْ إيمَانِ
4422 – باللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ وَلِقَائِهِ … وَهُمُ إذَا مَيَّزْتَهُمْ ضَرْبَانِ
4423 – قَوْمٌ دَهَاهُمْ حُسْنُ ظَنِّهِمُ بِمَا … قَالَتْهُ أَشْيَاخٌ ذَوُو أسْنَانِ
4424 – وَدِيَانَةٍ فِي النَّاسِ لَمْ يَجِدُوا سِوَى … أقْوَالِهمْ فَرَضُوا بِهَا بأَمَانِ
4425 – لَوْ يَقْدِرُونَ عَلَى الهُدَى لَمْ يَرْتَضُوا … بَدَلًا بهِ مِنْ قَائِلِ البُهْتَانِ
4426 – فأولَاءِ مَعْذُورُونَ إنْ لَمْ يَظْلِمُوا … وَيُكَفِّرُوا بِالجَهْلِ وَالعُدْوَانِ
4427 – والآخَرُونَ فَطَالِبُونَ الحَقَّ لَـ … ــكِنْ صَدَّهُمْ عَنْ عِلْمِهِ شَيْئَانِ
4428 – مَعَ بَحْثِهِمْ وَمُصَنَّفَاتٍ قَصْدُهُمْ … مِنْهَا وُصُولُهُمُ إِلَى العِرْفَانِ
4429 – إحْدَاهُمَا طَلَبُ الحَقَائِقِ مِنْ سِوَى … أبْوَابِهَا مُتَسَوِّرِي الجُدْرَانِ
4430 – وَسُلُوكُ طُرْقٍ غَيْرِ مُوصِلةٍ إِلَى … دَرَكِ اليَقين وَمَطْلَعِ الإيمَانِ
4431 – فَتَشَابَهَتْ تِلْكَ الأمُورُ عَلَيْهمُ … مِثْلَ اشْتِبَاهِ الطُّرْقِ بِالحَيْرانِ
(المتن/233)
4432 – فَتَرى أماثِلَهم حَيَارَى كُلُّهم … فِي التِّيهِ يَقْرَعُ نَاجِذَ النَّدْمَانِ
4433 – وَيقُولُ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الطُّرْقُ لا … أَدْرِي الطَّريقَ الأعْظَمَ السُّلْطَانِي
4434 – بَلْ كُلُّهُا طُرُقٌ مَخُوفَاتٌ بِهَا الْـ … آفَاتُ حَاصِلَةٌ بِلَا حُسْبَانِ
4435 – فَالوَقْفُ غَايَتُهُ وآخِرُ أمْرِهِ … مِنْ غَيْرِ شَكٍّ مِنْهُ فِي الرَّحْمنِ
4436 – أَوْ دِينِه وَكِتَابِهِ وَرَسُولِهِ … وَلِقَائِهِ وَقِيَامَةِ الأبْدَانِ
4437 – فَأُولَاءِ بَيْنَ الذَّنْبِ وَالأَجْرَيْنِ أوْ … إحْدَاهُمَا أوْ وَاسِعِ الغُفْرَانِ
4438 – فَانْظُرْ إلَى أحْكَامِنَا فِيهمْ وَقَدْ … جَحَدُوا النُّصُوصَ وَمُقْتَضَى القُرْآنِ
4439 – وَانْظُر إِلَى أَحْكَامِهِمْ فِيْنَا لأَجْـ … ــــلِ خِلَافِهِمْ إِذْ قَادَهُ الوَحْيَانِ
4440 – هَلْ يَسْتَوِي الحُكْمَانِ عِنْدَ اللهِ أوْ … عِنْدَ الرسُولِ وَعِنْدَ ذِي إيمَانِ؟
4441 – الْكُفْرُ حَقُّ اللهِ ثمَّ رَسُولِهِ … بِالشرع يَثْبُتُ لَا بِقَوْلِ فُلَانِ
4442 – مَنْ كَانَ رَبُّ العَالَمِينَ وَعَبْدُهُ … قَدْ كَفَّراهُ فَذَاكَ ذُو الكُفْرَانِ
4443 – فَهَلُمَّ وَيْحَكُمُ نُحَاكِمْكُمْ إلَى الْـ … ـــوَحْيَينِ مِنْ خبَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
4444 – وَهُنَاكَ يُعْلَمُ أيُّ حِزْبَيْنَا عَلَى الْـ … ــكُفْرانِ حَقًّا أَوْ عَلَى الإِيمَانِ
4445 – فَلْيَهْنِكُمْ تَكِفيرُ مَنْ حَكَمَتْ بإسْـ … ـــلَامٍ وإيمَانٍ لَهُ النَّصَّانِ
4446 – لَكِنَّ غَايَتَهُ كَغَايةِ مَنْ سِوَى الْـ … ــــمَعْصُومِ غَايةِ نَوْعِ ذَا الإنسانِ
4447 – خَطَأٌ يُصِيرُ الأجرَ كِفْلًا وَاحِدًا … إنْ فَاتَهُ مِنْ أجْلِهِ الكِفْلَانِ
4448 – إنْ كَانَ ذَاكَ مُكَفِّرًا يَا أمَّةَ الْـ … ـــعُدْوانِ مَنْ هَذَا عَلَى الإيمَانِ
4449 – قَدْ دَارَ بَيْنَ الأَجْرِ والأجْرَيْن والتَّـ … ـــكْفِيرُ بالدَّعْوَى بِلَا بُرْهَانِ
4450 – ثنتان من قِبَل الرَّسول وخصلةٌ … من عندكم أفأنتما عِدلان؟
4451 – كَفَّرْتُمُ واللهِ مَنْ شَهِدَ الرَّسُو … لُ بأنَّهُ حَقًّا عَلَى الإيمَانِ
* * *
(المتن/234)
فصلٌ في تلاعب المكفِّرينَ لأهلِ السُّنَّةِ والإيمَانِ بَالدِّينِ كتلاعُبِ الصِّبيانِ
4452 – كَمْ ذَا التَّلاعُبُ مِنْكُمُ بالدّينِ وَالْـ … إيْمَانِ مِثْلَ تَلَاعُبِ الصِّبْيَانِ؟
4453 – خُسِفَتْ قُلُوبُكُمُ كَمَا كُسِفَتْ عُقُو … لُكُمُ فَلَا تَزْكُو عَلَى القُرْآنِ
4454 – كَمْ ذَا تَقُولُوا مُجْمَلٌ وَمُؤوَّلٌ … وَظَوَاهِرٌ عُزِلَتْ عَنِ الإيقَانِ
4455 – حَتَّى إذَا رَأيُ الرّجَالِ أَتاكُمُ … فَاسْمَعْ لِمَا يُوحَى بِلَا بُرْهَانِ
4456 – مِثْلَ الخَفَافِيشِ الَّتِي إنْ جَاءهَا … ضَوْءُ النَّهَارِ فَفِي كُوَى الحِيطَانِ
4457 – عَمِيَتْ عَنِ الشَّمْسِ المُنِيرَةِ لَا تُطِيـ … ــــقُ هِدَايةً فِيهَا إِلَى الطَّيَرَانِ
4458 – حَتَّى إِذَا مَا اللَّيْلُ جَاءَ ظَلَامُهُ … جَالَتْ بِظُلْمَتِهِ بِكُلِّ مَكَانِ
4459 – فَتَرى الموَحِّدَ حِينَ يَسْمَعُ قَوْلَهُمْ … وَيَرَاهُمُ فِي مِحْنَةٍ وهَوَانِ
4460 – وَارَحْمَتَاه لِعَيْنِهِ وَلأذْنِهِ … يَا مِحْنَةَ العَيْنَيْنِ والأذُنَانِ
4461 – إنْ قَالَ حَقًّا كَفَّرُوهُ وإنْ يَقُو … لُوا بَاطِلًا نَسَبُوهُ للإيمَانِ
4462 – حَتَّى إذَا مَا رَدَّهُ عَادَوهُ مِثْـ … ـــلَ عَدَاوةِ الشَّيْطَانِ للإِنْسَانِ
4463 – قَالُوا لَهُ خَالَفْتَ أقوَالَ الشُّيُو … خِ وَلَمْ يُبَالُوا الخُلْفَ لِلقرآنِ
4464 – خَالَفْتُ أَقْوَالَ الشُّيوخِ فَأَنْتُمُ … خَالَفْتُمُ مَنْ جَاءَ بِالقُرْآنِ
4465 – خَالَفْتُمُ قَوْلَ الرَّسُولِ وإنَّمَا … خَالَفْتُ مِنْ جَرَّاهُ قَوْلَ فُلَانِ
4466 – يَا حَبَّذَا ذَاكَ الخِلَافُ فَإنَّهُ … عَيْنُ الوِفَاقِ لِطَاعَةِ الرَّحْمنِ
4467 – أَوَ مَا عَلِمْتَ بِأنَّ أعْدَاءَ الرَّسو … لِ عَلَيْهِ عَابُوا الخُلْفَ بالبُهْتَانِ
4468 – لِشُيُوخِهِمْ وَلِمَا عَلَيْهِ قَدْ مَضَى … أَسْلَافُهُمْ فِي سَالِفِ الأزْمَانِ
4469 – مَا العَيْبُ إلَّا فِي خِلَافِ النَّصِّ لَا … رَأيِ الرِّجَالِ وَفِكْرَةِ الأذْهَانِ
4470 – أَنْتُمْ تَعِيبُونَا بِهَذَا وَهْوَ مِنْ … تَوْفِيقِنَا وَالفَضْلُ لِلْمنَّانِ
(المتن/235)
4471 – فَلْيهْنِكُمْ خُلْفُ النُّصُوصِ وَيهْنِنَا … خُلْفُ الشُّيُوخِ أَيَسْتوِي الخُلْفَانِ؟
4472 – وَاللهِ مَا تسْوَى عُقُولُ جَميعِ أهْـ … ــــلِ الأَرْضِ نَصًّا صَحَّ ذَا تِبْيَانِ
4473 – حَتَّى نُقَدِّمَهَا عَلَيْهِ مُعْرضِيـ … ـــنَ مُؤَوِّلِينَ مُحَرِّفِي القُرْآنِ
4474 – وَاللهِ إِنَّ النَّصَّ فِيمَا بَيْنَنَا … لأَجَلُّ قَدْرًا يا أُولِي الطُّغيانِ
4475 – وَاللهِ لَمْ يَنْقِمْ عَلَيْنَا مِنْكُمُ … أَبَدًا خِلَافَ النَّصِّ مِنْ إنْسَانِ
4476 – لَكِنْ خِلَافَ الأَشْعَرِيِّ بِزَعْمِكمْ … وَكَذَبْتُمُ أَنْتُمْ عَلَى الإنْسَانِ
4477 – كَفَّرْتُمُ مَنْ قَالَ مَا قَدْ قَالَهُ … فِي كُتْبِهِ تصريحَ ذي الإيقانِ
4478 – هَذَا وَخَالَفْنَاهُ فِي القُرْآنِ مِثْـ … ـــلَ خِلَافِكُمْ فِي الفَوْقِ لِلرَّحْمنِ
4479 – فَالأشْعَرِيُّ مُصَرِّحٌ بِالاسْتِوَا … ءِ وَبالْعُلُوِّ بِغَايَةِ التِّبْيَانِ
4480 – ومُصرّحٌ أيضًا بإثباتِ الأصَا … بعِ مثلَ ما قد قالَ ذو البرهانِ
4481 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بإِثْبَاتِ الْيَدَيـ … ــــنِ وَوَجْهِ رَبِّ العَرْشِ ذِي السُّلْطَانِ
4482 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بأنَّ لِرَبِّنَا … سُبْحَانَهُ عَيْنَانِ نَاظِرَتَانِ
4483 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بإثْبَاتِ النُّزُو … لِ لِربِّنَا نَحْوَ الرَّقِيعِ الدَّانِي
4484 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بِأنَّ اللهَ يَوْ … مَ الحَشْرِ يُبْصرُهُ أُولُو الإيمَانِ
4485 – جَهْرًا يَرَوْنَ اللهَ فَوْقَ سَمَائِهِ … رُؤيَا الْعِيَانِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ
4486 – وَمُصَرِّحٌ أيْضًا بإثْبَاتِ المَجِي … ءِ وأنَّهُ يَأْتِي بِلَا نُكْرَانِ
4487 – وَمُصَرِّحٌ بِفَسَادِ قَوْلِ مُؤَوِّلٍ … لِلاسْتِوَاءِ بقَهْرِ ذِي السلْطَانِ
4488 – ومُصَرِّحٌ أنَّ الأُلَى قَالُوا بِذَا التَّـ … ـــأوِيلِ أَهْلُ ضَلَالةٍ بِبَيَانِ
4489 – وَمُصَرِّحٌ أنَّ الَّذِي قَدْ قَالَهُ … أَهْلُ الحَدِيثِ وَعَسْكَرُ القُرْآنِ
4490 – هُوَ قَوْلُهُ يَلْقَى عَلَيْهِ رَبَّهُ … وَبِهِ يَدينُ اللهَ كُلَّ أوَانِ
4491 – لَكِنَّهُ قَدْ قَالَ إنَّ كَلَامَهُ … مَعْنًى يَقُومُ بنفسه ببيانِ
4492 – فِي القَوْلِ خَالَفْنَاهُ نَحْنُ وَأنْتُمُ … فِي الفَوْقِ فَأتُوا الآن بالبُرهانِ
4493 – لِمْ كَانَ نَفْسُ خِلَافِنَا كُفْرًا وَكَا … نَ خِلَافُكُمْ هُوَ مُقْتَضَى الإيمَانِ؟
4494 –
(المتن/236)
هَذَا وَخَالَفْنا لِنَصٍّ حِينَ خَا … لَفْتُمْ لِرَأيٍ لا سواءٌ ذانِ
4495 – وَاللهِ مَا لَكُمُ جَوَابٌ غَيْرُ تَكْـ … ـــفِيرٍ بِلَا عِلْمٍ وَلَا إيقَانِ
4496 – أَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لَكُمْ جَوَا … بٌ غَيْرُ ذَا الشَّكْوَى إلَى السُّلْطَانِ!
4497 – فَهُوَ الجَوَابُ لَدَيْكُمُ وَلَنَحْنُ مُنْـ … ــــتَظِرُوهُ مِنْكُمْ يَا أُولِي البُرْهَانِ!
4498 – وَاللهِ لَا لِلأَشْعَرِيِّ تَبِعْتُمُ … كَلَّا وَلَا لِلنَّصِّ بالإحْسَانِ
4499 – يَا قَوْمُ فانْتَبِهُوا لأنْفُسِكُمْ وَخَلُّـ … ـــــوا الجَهْلَ والدعْوَى بِلَا بُرْهَانِ
4500 – مَا فِي الرِّيَاسَةِ بالجَهَالَةِ غَيْرُ ضُحْـ … ــــكَةِ عَاقلٍ مِنْكُمْ مَدَى الأزْمَانِ
4501 – لَا تَرْتَضُوا بِرِيَاسَةِ البَقَرِ الَّتِي … رُؤَسَاؤهَا مِنْ جُمْلَةِ الثِّيرَانِ
فصلٌ في أنَّ أهلَ الحديثِ هم أنصارُ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وخاصَّتُه ولاَ يبغضُ الأنصارَ رجلٌ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ
4502 – يَا مُبْغِضًا أَهْلَ الحَدِيث وَشَاتِمًا … أَبْشِرْ بِعَقْدِ وِلَايَةِ الشَّيْطَانِ
4503 – أَوَ مَا عَلِمْتَ بأنَّهُمْ أَنْصَارُ دِيـ … ــــنِ اللهِ والإيمَانِ والقُرْآنِ؟
4504 – أَوَ مَا عَلِمْتَ بأنَّ أنْصَارَ الرَّسُو … لِ هُمُ بِلَا شَكٍّ وَلَا نُكْرَانِ؟
4505 – هَلْ يُبغِضُ الأنْصَارَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ … أَوْ مُدْرِكٌ لِروَائِحِ الإيمَانِ؟
4506 – شَهِدَ الرَّسُولُ بِذَاكَ وَهْيَ شَهَادَةٌ … مِنْ أَصْدَقِ الثَّقَلَيْنِ بالبُرْهَانِ
4507 – أَوَ مَا عَلِمْتَ بأنَّ خَزْرَجَ دِينِهِ … والأوْسَ هُمْ أبَدًا بِكلِّ زَمَانِ؟
4508 – مَا ذَنْبُهُمْ إذْ خَالَفُوكَ لِقَوْلِهِ … مَا خَالَفُوهُ لأجْلِ قَوْلِ فُلَانِ
4509 – لَو وَافَقُوكَ وَخَالَفُوهُ كُنْتَ تَشْـ … ــهَدُ أَنَّهُمْ حَقًّا أُولُو الإيمَانِ
4510 – لَمَّا تَحيَّزْتُمْ إلَى الأَشْيَاخِ وَانْـ …. ــحَازُوا إلَى المَبْعُوثِ بالفرقانِ
(المتن/237)
4511 – نُسِبُوا إِلَيْهِ دُونَ كُلِّ مَقَالَةٍ … أَوْ قائلٍ أو حَالَةٍ وَمَكَانِ
4512 – هَذَا انْتِسَابُ أولِي التَّفَرُّقِ نِسْبَةٌ … مِنْ أرْبَعٍ مَعْلُومَةِ التِّبْيَانِ
4513 – فَلِذَا غَضِبْتُمْ حيث ما انْتَسَبُوا إلَى … غَيْرِ الرَّسُولِ بِنسْبَةِ الإحْسَانِ
4514 – فَوَضَعْتُمُ لَهُمُ مِنَ الألْقَابِ مَا … تَسْتَقبِحُونَ وَذَا مِنَ العُدْوَانِ
4515 – هُمْ يُشْهِدونَكُمُ عَلَى بُطْلَانِهَا … أفتُشْهِدُونَهُمُ عَلى البُطْلَانِ؟
4516 – مَا ضَرَّهُمْ واللهِ بُغْضُكُمُ لَهُمْ … إذْ وَافَقُوا حَقًّا رِضَا الرَّحْمنِ
4517 – يَا مَنْ يُعَاديِهمْ لأجْلِ مَآكِلٍ … وَمناصِبٍ وَرياسَةِ الإخْوانِ
4518 – تَهْنِيكَ هَاتِيكَ العَدَاوَةُ كَمْ بِهَا … مِنْ حَسْرةٍ وَمذَلَّةٍ وَهَوَانِ
4519 – وَلَسَوْفَ تَجْنِي غِبَّهَا وَاللَّهِ عَنْ … قُرْبٍ وَتذْكُرُ بِرَّ ذِي الإيمَانِ
4520 – فَإذَا تَقَطَّعَتِ الوَسَائِلُ وانْتَهَتْ … تِلْكَ المآكِلُ فِي سَريعِ زَمَانِ
4521 – فَهُنَاكَ تَقْرَعُ سِنَّ نَدْمَانٍ عَلَى التَّـ … ـــفْرِيطِ وَقْتَ اليُسْر والإمْكَانِ
4522 – وَهُنَاكَ تَعْلَمُ مَا بِضَاعَتُكَ التِي … حَصَّلْتَهَا فِي سَالِفِ الأزْمَانِ
4523 – إلَّا الوَبَالَ عَلَيْكَ والحَسَرَاتِ والْـ … ـــخُسْرَانَ عِنْدَ الوَضْعِ فِي المِيزَانِ
4524 – قِيلٌ وَقَالٌ مَا لَهُ مِنْ حَاصِلٍ … إلَّا العَنَاءُ وَكدُّ ذِي الأذْهَانِ
4525 – واللهِ مَا يُجْدِي عَلَيْكَ هُنَاكَ إِلَّا م … ذَا الَّذِي جَاءتْ بِهِ الوَحْيَانِ
4526 – واللهِ ما يُنْجِيكَ مِنْ سِجْنِ الجَحِيـ … ـــمِ سِوَى الحَدِيثِ وَمُحْكَمِ القُرْآنِ
4527 – واللهِ لَيْسَ النَّاسَ إلَّا أهْلُهُ … وَسواهُمُ مِنْ جُمْلَةِ الحَيَوانِ
4528 – وَلَسَوْفَ تَذْكُرُ بِرَّ ذِي الإيمَانِ عَنْ … قُربٍ وَتَقْرَعُ نَاجِذَ النَّدْمَانِ
4529 – رَفَعُوا بِهِ رَأْسًا وَلَمْ يرْفَعْ بهِ … أهْلُ الكَلَامِ وَمَنْطِقِ اليُونَانِ
4530 – فَهُمُ كَمَا قَالَ الرَّسُولُ مُمَثِّلًا … بِالمَاءِ مَهْبِطَهُ عَلَى القِيعَانِ
4531 – لَا المَاءَ تُمْسِكُهُ وَلَا كَلأٌ بِهَا … يَرْعَاهُ ذُو كَبِدٍ مِنَ الحَيَوانِ
4532 – هَذَا إذَا لَمْ يُحرَقِ الزَّرْعُ الَّذِي … بِجِوَارِهَا بِالنَّارِ أَوْ بِدُخَانِ
4533 – وَالجَاهِلُونَ بِذَا وَهَذَا هُمْ زُوَا … نُ الزَّرْعِ إيْ وَاللهِ شَرُّ زُوَانِ
(المتن/238)
4534 – وَهُمُ لَدى غَرْسِ الإله كَمِثْلِ غَرْ … سِ الدُّلْبِ بَيْنَ مَغَارِسِ الرُّمَّانِ
4535 – يَمْتَصُّ مَاءَ الزَّرْعِ مَعْ تَضْيِيقهِ … أَبَدًا عَلَيْهِ وَلَيْسَ ذَا قِنْوَانِ
4536 – ذَا حَالُهُمْ مَعَ حَالِ أَهْلِ العِلْمِ أَنْـ … ــــصَارِ الرَّسُولِ فَوَارِسِ الإيمَانِ
4537 – فَعَليْهِ مِنْ قِبَل الغِراسِ تَحِيَّةٌ … وَاللهُ يُبْقِيهِ مَدَى الأزْمَانِ
4538 – لَوْلَاهُ مَا سُقِيَ الغِراسُ فَسَوْقُ ذَا … كَ المَاءِ لِلدُّلْبِ العَظِيمِ الشَّانِ
4539 – فَالغَرْسُ دُلْبٌ كُلُّهُ وَهُوَ الَّذِي … يُسْقَى وَيُحْفَظُ عِنْدَ أهْلِ زَمَانِ
4540 – فَالغَرْسُ فِي تِلْكَ الخُفارةِ شَارِبٌ … فَضْلَ المِيَاهِ مُصَاوَةَ البُسْتَانِ
4541 – لَكِنَّمَا البَلْوَى مِنَ الحَطَّابِ قَطَّا … عِ الغِراسِ وَعَاقِرِ الحِيطَانِ
4542 – بِالفُؤْسِ يَضْرِبُ فَي أصُولِ الغَرْسِ كَيْ … يَجْتَثَّهَا فيُظَنُّ ذَا إِحْسَانِ
4543 – وَيَظَلُّ يَحْلِفُ كَاذِبًا لَمْ أعْتَمِدْ … فِي ذَا سِوَى التثْبِيتِ لِلعِيدَانِ
4544 – يَا خَيْبةَ البُسْتَانِ مِنْ حَطَّابِهِ … مَا بَعْدَ ذَا الحَطَّابِ مِنْ بُسْتَانِ
4545 – فِي قَلْبِهِ غِلٌّ عَلَى البُسْتَانِ فَهْـ … ــــوَ مُوَكَّلٌ بالقَطْعِ كُلَّ أَوَانِ
4546 – فَالجَاهِلُونَ شِرَارُ أهْلِ الحَقِّ وَالْـ … ــــعُلَمَاءُ سَادَتُهُمْ أُولُو الإحْسَانِ
4547 – والجَاهِلُونَ خِيَارُ أحْزَابِ الضَّلَا … لِ وَشِيعَةِ الكُفْرانِ والشَّيْطَانِ
4548 – وَشِرَارُهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ هُمْ شَرُّ خَلْـ … ــــقِ اللهِ آفَةُ هَذِهِ الأكْوَانِ
فصلٌ في تعَيُّنِ الهجرةِ من الآراءِ والبدعِ إلى سُنَّتِهِ كَما كانت فرضًا مِنَ الأمصارِ إلى بلدتِهِ
4549 – يَا قَوْمُ فَرْضُ الهِجْرتَيْنِ بِحَالِهِ … واللهِ لَمْ يُنْسَخْ إِلى ذَا الآنِ
4550 – فَالهِجْرةُ الأولَى إِلَى الرحْمنِ بالْـ … إخْلَاصِ فِي سِرٍّ وَفِي إعْلَانِ
(المتن/239)
4551 – حَتَّى يَكُونَ القَصْدُ وَجْهَ الله بالْـ … أقْوَالِ والأعْمَالِ والإيمَانِ
4552 – وَيَكُونَ كُلُّ الدِّينِ للرَّحْمنِ مَا … لِسِوَاهُ شَيءٌ فِيهِ مِنْ إِنسَانِ
4553 – والحُبُّ والبُغْضُ اللّذَانِ هُمَا لِكُلِّ م … وَلَايَةٍ وَعَدَاوَةٍ أَصْلَانِ
4554 – لِلَّهِ أيْضًا هَكَذَا الإِعْطَاءُ والْـ … ـــمَنْعُ اللَّذانِ عَلَيْهِمَا يَقِفَانِ
4555 – واللهِ هَذَا شَطْرُ دِينِ اللهِ وَالتَّـ … ـــحْكِيمُ لِلْمُخْتَارِ شَطْرٌ ثَانِ
4556 – وَكِلاهُمَا الإحْسَانُ لَنْ يَتَقَبَّل الرَّ … حْمنُ مِنْ سَعْي بِلَا إحْسَانِ
4557 – وَالهجْرةُ الأخرَى إلَى المبْعُوثِ بالْـ … إسْلَامِ والإيمَانِ والإحْسَانِ
4558 – أَتُروْنَ هَذِي هِجْرَةَ الأبْدَانِ لَا … واللهِ بَلْ هِيَ هِجْرَةُ الإيمَانِ
4559 – قَطْعُ المسَافةِ بالقُلُوبِ إِلَيْهِ فِي … دَرَكِ الأصُولِ مَعَ الفُرُوعِ وَذَانِ
4560 – أَبَدًا إِلَيْهِ حُكْمُهَا لَا غَيْرِهِ … فَالحُكْمُ مَا حَكَمَتْ بِهِ النَّصَّانِ
4561 – يا هِجْرَةً طالت مسافتُها على … مَن خُصَّ بالحِرْمانِ والخِذلانِ
4562 – يا هِجْرَةً طَالَتْ مَسَافَتُهَا عَلَى … كَسْلَانَ مَنْخُوبِ الفُؤَادِ جَبَانِ
4563 – يَا هِجْرَةً والعَبْدُ فَوْقَ فِرَاشِهِ … سَبَقَ السُّعَاةَ لِمَنزلِ الرِّضْوانِ
4564 – سَاروا أحَثَّ السَّيْرِ وَهْوَ فَسَيْرُهُ … سَيْرُ الدَّلَالِ وَلَيْسَ بالرَّمَلانِ
4565 – هَذَا وَتَنْظُرُه أَمَامَ الرَّكْبِ كَالْـ … ـــعَلَمِ العَظِيمِ يُشَافُ فِي القِيعَانِ
4566 – رُفِعَتْ لَهُ أَعْلَامُ هَاتِيكَ النُّصُو … صِ رؤوسُهَا شَابَتْ مِنَ النِّيرانِ
4567 – نَارٌ هِيَ النُّورُ المبِينُ وَلَمْ يَكُنْ … لِيَرَاهُ إلَّا مَنْ لَهُ عَيْنَانِ
4568 – مَكْحُولَتَانِ بِمِرْوَدِ الوَحْيَيْنِ لَا … بِمَرَاوِدِ الآرَاءِ والهَذَيَانِ
4569 – فَلِذَاكَ شَمَّرَ نَحْوَهَا لَمْ يَلْتَفِتْ … لَا عَنْ شَمَائِلِهِ وَلَا أيْمَانِ
4570 – يَا قَوْمُ لَوْ هَاجَرْتُمُ لرأيْتُمُ … أعْلَامَ طَيْبَةَ رُؤيةً بِعِيَانِ
4571 – وَرَأيتُمُ ذَاكَ اللِّوَاءَ وَتَحْتَه الرُّ … سُلُ الكِرَامُ وَعَسْكرُ القُرْآنِ
4572 – أَصْحَابُ بَدْرٍ والأُلَى قَدْ بَايَعُوا … أَزْكَى البَرِيَّةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ
4573 – وَكَذَا المُهَاجِرَةُ الأُلى سَبَقُوا كَذَا الْـ … أنْصارُ أهْلُ الدَّارِ والإيمَانِ
(المتن/240)
4574 – والتَّابِعُونَ لَهُمْ بإحْسَانٍ وَسَا … لِكُ هَدْيِهِمْ أبَدًا بِكُلِّ زَمَانِ
4575 – لَكِنْ رَضِيتُمْ بالأمَانِي وابْتُلِيـ … ـــتُمْ بِالحُظُوظِ ونُصْرةِ الإخْوَانِ
4576 – بَلْ غَرَّكُمْ ذَاكَ الغَرورُ وَسَوَّلَتْ … لَكُمُ النُّفُوسُ وَسَاوِسَ الشَّيْطَانِ
4577 – وَنَبذْتُمُ عَسَلَ النُّصُوصِ وَرَاءَكُمْ … وَقَنِعْتُمُ بِقُطَارَةِ الأذْهانِ
4578 – وَترَكْتُمُ الوَحْيَيْنِ زُهْدًا فِيهِمَا … وَرَغِبْتُمُ فِي رَأيِ كُلِّ فُلَانِ
4579 – وَعزلْتُمُ النَّصَّينِ عَمَّا وُلِّيَا … لِلْحُكْمِ فِيهِ عَزْلَ ذِي عُدْوَانِ
4580 – وَزعَمْتُمُ أَنْ لَيْسَ يَحْكُمُ بَيْنَنَا … إلَّا العُقولُ وَمَنْطِقُ اليُونَانِ
4581 – فَهُمَا بِحُكْمِ الحَقِّ أَوْلَى مِنْهُمَا … سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ذَا السُّبْحَانِ
4582 – حَتَّى إذَا انْكَشَفَ الغِطَاءُ وَحُصِّلَتْ … أَعْمَالُ هَذَا الخَلْقِ فِي المِيزَانِ
4583 – وإِذا انْجَلَى هذَا الغُبَارُ وَصَارَ مَيْـ … ـــدَانُ السِّبَاقِ تَنَالُهُ العَينَانِ
4584 – وَبَدتْ عَلَى تِلْكَ الوُجُوهِ سِمَاتُهَا … وَسْمَ المَليكِ القَادِرِ الدَّيَّانِ
4585 – مُبْيَضَّةً مِثْلَ الرِّياطِ لِجَنَّةٍ … والسُّودُ مِثْلَ الفَحْمِ لِلنِّيرانِ
4586 – فَهُنَاكَ يَعرِفُ رَاكِبٌ مَا تَحْتَهُ … وَهُنَاكَ يُقْرَعُ نَاجِذُ النَّدْمَانِ
4587 – وَهُنَاكَ تَعْلَمُ كُلُّ نَفْسٍ مَا الَّذِي … مَعَهَا مِنَ الأَرْبَاحِ وَالخُسْرَانِ
4588 – وَهُنَاكَ يَعْلَمُ مُؤثِرُ الآرَاءِ وَالشَّـ … ــــطَحَاتِ والهَذَيانِ والبُطْلانِ
4589 – أيَّ البَضَاعةِ قَدْ أضَاعَ وَمَا الَّذِي … مِنْهَا تَعوَّضَ فِي الزَّمَانِ الفَانِي
4590 – سُبْحَانَ رَبِّ الخَلْقِ قَاسِمِ فَضْلِهِ … وَالعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ بالميزَانِ
4591 – لَوْ شَاءَ كَانَ النَّاسُ شَيْئًا وَاحِدًا … مَا فِيهِمُ مِنْ تَائِهٍ حَيْرَانِ
4592 – لكِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَخْتَصُّ بِالْـ … ــــفَضْلِ العَظِيمِ خُلَاصَةَ الإنْسَانِ
4593 – وَسِوَاهُمُ لَا يَصْلُحُونَ لِصالِحٍ … كَالشَّوْكِ فَهْوَ عِمَارَةُ النِّيرانِ
4594 – وَعِمَارَةُ الجَنَّاتِ هُم أَهلُ الهُدى … اَللَّهُ أكْبَرُ لَيْسَ يَسْتَوِيَانِ
4595 – فَسَلِ الهِدَايَةَ مَنْ أزِمَّةُ أمْرِنَا … بِيَديْهِ مَسْأَلةَ الذَّلِيلِ العَانِي
4596 – وَسَلِ العِيَاذَ مِن اثْنَتَيْنِ هُمَا اللَّتَا … نِ بهُلْكِ هَذَا الخَلْقِ كَافِلَتَانِ
(المتن/241)
4597 – شَرُّ النُّفُوسِ وسَيىِّءُ الأعْمَالِ مَا … واللهِ أعْظَمُ مِنْهُمَا شَرَّانِ
4598 – ولقَدْ أَتَى هَذَا التَّعَوُّذُ مِنْهُما … فِي خُطْبَةِ المبْعُوثِ بالفرقانِ
4599 – لَوْ كَانَ يَدْرِي العَبْدُ أنَّ مُصَابَهُ … فِي هَذِهِ الدُّنْيَا هُوَ الشَّرَّانِ
4600 – جَعَل التَّعوُّذَ مِنْهُمَا دَيْدَانَهُ … حَتَّى تَرَاهُ دَاخِلَ الأَكْفَانِ
4601 – وَسَلِ العِيَاذَ مِنَ التَّكبُّرِ والْهَوَى … فَهُمَا لِكُلِّ الشَّرِّ جَامِعَتَانِ
4602 – وَهُمَا يَصُدَّانِ الفَتَى عَنْ كُلِّ طُرْ … قِ الخَيْرِ إذْ فِي قَلْبهِ يَلِجَانِ
4603 – فَتَراهُ يمنَعُهُ هَوَاهُ تَارَةً … والكِبْرُ أخْرَى ثُمَّ يَشْتَرِكَانِ
4604 – واللهِ مَا فِي النَّارِ إلَّا تَابعٌ … هَذَينِ فاسْألْ سَاكِني النِّيرَانِ
4605 – واللهِ لَوْ جَرَّدْتَ نَفْسَكَ مِنْهُمَا … لأَتَتْ إِلَيْكَ وُفُودُ كُلِّ تَهَانِ
* * *
فصلٌ في ظهورِ الفرقِ المُبِينِ بينَ دعوةِ الرسلِ ودعوةِ المعطِّلينَ
4606 – وَالفَرْقُ بَيْنَ الدَّعْوَتَيْنِ فَظَاهِرٌ … جدًّا لِمَنْ كَانَتْ لَهُ أُذُنَانِ
4607 – فَرْقٌ مُبينٌ ظَاهِرٌ لَا يَخْتَفِي … إيضَاحُهُ إِلَّا عَلَى العُمْيَانِ
4608 – فَالرُّسْلُ جَاؤونَا بإثبَات العُلُوّ … م لِربِّنَا مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ
4609 – وَكَذَا أتَوْنَا بِالصِّفَاتِ لِرَبِّنَا الرَّ … حْمنِ تَفْصِيلًا بِكُلِّ بَيَانِ
4610 – وَكَذَاكَ قَالوا إنَّهُ مُتَكَلِّمٌ … وَكَلَامُهُ المسْمُوعُ بالآذَانِ
4611 – وَكَذَاكَ قَالُوا إنَّهُ سُبْحَانَهُ الْـ … ـــمَرئِيُّ يَوْمَ لِقَائِهِ بِعِيَانِ
4612 – وَكَذَاكَ قَالُوا إنَّهُ الفَعَّالُ حقًّا م … كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا فِي شَانِ
4613 – وأَتَيْتُمُونَا أَنْتُمُ بِالنَّفْيِ والتَّـ … ــــعْطِيلِ بَلْ بِشَهَادَةِ الكُفْرَانِ
(المتن/242)
4614 – لِلْمُثْبِتينَ صِفَاتِهِ وَعُلُوَّهُ … ونداءَهُ فِي عُرْفِ كُلّ لِسَانِ
4615 – شَهِدُوا بإيمَانِ المُقِرِّ بأنَّهُ … فَوْقَ السَّمَاءِ مُبَايِنُ الأَكْوَانِ
4616 – وَشَهِدْتُمُ أنْتُمْ بِتَكْفِيرِ الَّذِي … قَدْ قَالَ ذَلِكَ يَا أولِي العُدْوَانِ
4617 – وَأَتَى بـ “أيْنَ اللهُ” إقْرَارًا وَنُطْـ … ــــقًا قُلْتُمُ هَذَا مِنَ البُهْتَانِ
4618 – فَسُؤالُنا بالأينِ مِثلُ سُؤَالِنَا … مَا اللَّونُ عِنْدَكُمُ هُمَا سِيّانِ
4619 – كَذَا أَتَوْنَا بِالبَيَانِ فَقُلْتُمُ … باللُّغزِ أَيْنَ اللُّغْزُ مِنْ تِبْيَانِ
4620 – إذْ كَانَ مدْلُولُ الكَلَامِ وَوَضْعُهُ … لَمْ يَقْصِدُوهُ بنُطْقِهِمْ بِلسَانِ
4621 – والقَصْدُ مِنْهُ غَيْرُ مَفْهُومٍ بِهِ … مَا اللُّغْزُ عِنْدَ النَّاسِ إلَّا ذَانِ
4622 – يَا قَوْمُ رُسْلُ اللهِ أعْرَفُ مِنْكُمُ … وَأَتمُّ نُصْحًا فِي كَمَالِ بَيَانِ
4623 – أَتُراهُمُ قَدْ ألْغَزُوا التَّوْحِيدَ إذْ … بَيَّنْتُمُوه يَا أولِي العِرْفَانِ؟
4624 – أَتُراهُمُ قَدْ أظْهَرُوا التَّشْبِيهَ وَهْـ … ـــوَ لَديْكُمُ كَعبادةِ الأَوْثَانِ؟
4625 – وَلأيِّ شَيءٍ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ مَا … قَدْ قُلْتُمُ فِي رَبِّنَا الرَّحْمنِ؟
4626 – وَلأيِّ شَيءٍ صَرَّحُوا بِخلَافِهِ … تَصْرِيحَ تَفْصِيلٍ بِلَا كِتْمَانِ؟
4627 – وَلأيِّ شَيءٍ بَالغُوا فِي الوَصْفِ بالْـ … إِثْبَاتِ دُونَ النَّفي كُلَّ زَمَانِ؟
4628 – وَلأيِّ شَيءٍ أَنْتُمُ بَالغْتُمُ … فِي النَّفْيِ والتَّعْطِيلِ بِالقُفْزَانِ؟
4629 – فَجَعَلْتُمُ نَفْيَ الصِّفَاتِ مُفَصَّلًا … تَفْصِيلَ نَفْيِ العَيْبِ والنُّقْصَانِ
4630 – وَجَعَلْتُمُ الإثْبَاتَ أَمْرًا مُجْمَلًا … عَكْسَ الَّذِي قَالُوهُ بالبُرْهَانِ
4631 – أَتُراهُم عَجَزُوا عَنِ التِّبْيَانِ وَاسْـ … ــــتَوْلَيْتُمُ أَنْتُمُ عَلَى التِّبْيَانِ
4632 – أَتُرَوْنَ أَفْرَاخَ اليهُودِ وأُمَّةَ التَّـ … ــــعْطِيلِ والعُبَّادَ لِلنِّيرانِ
4633 – وَوِقَاحَ أرْبَابِ الكَلَامِ البَاطِلِ الْـ … ـــمَذْمُومِ عِنْدَ أَئمَّةِ الإيمَانِ
4634 – مِنْ كُلِّ جَهْمِيٍّ وَمُعْتَزِلٍ وَمَنْ … وَالَاهُمَا مِنْ حِزْبِ جِنْكِسْخَانِ
4635 – بِاللهِ أعْلَمَ مِنْ جَميع الرُّسْلِ والتَّـ … ـــوْرَاةِ والإنْجِيلِ والقُرْآنِ؟
4636 – فَسَلُوهُمُ بِسُؤالِ كُتْبهِمُ الَّتِي … جَاؤوا بِهَا عَنْ عِلْمِ هَذَا الشَّانِ
(المتن/243)
4637 – وَسَلُوهُمُ هَلْ ربُّكُمْ فِي أرْضِهِ … أَوْ فِي السَّمَاءِ وفَوْقَ كُلِّ مَكَانِ
4638 – أَمْ لَيْسَ مِنْ ذَا كُلِّهِ شَيءٌ فَلَا … هُوَ دَاخِلٌ أَوْ خَارجُ الأكْوَانِ
4639 – فَالعِلْمُ والتِّبْيانُ والنُّصْحُ الَّذِي … فِيهِمْ يُبِينُ الحَقَّ كُلَّ بَيَانِ
4640 – لَكِنَّمَا الإلْغَازُ والتَّلْبِيسُ والـ … ـــكِتْمَانُ فِعْلُ مُعَلِّمِ الشَّيْطَانِ
فصلٌ في شكوى أهلِ السُّنَّةِ والقرآنِ أهلَ التَّعطيلِ والآراءِ المخالفة لهما إلى الرحمنِ
4641 – يا رَبِّ هُمْ يَشْكُونَنَا أَبَدًا بِبَغْـ … ــــيِهِمُ وَظُلْمِهِمُ إلَى السُّلْطَانِ
4642 – وَيُلَبِّسُونَ عَلَيْهِ حَتَّى إنَّهُ … لَيَظُنُّهُمْ هُمْ نَاصري الإيمَانِ
4643 – فَيُرُونَهُ البِدَعَ المُضِلَّةَ فِي قَوَا … لِبِ سُنَّةٍ نَبَويَّةٍ وَقُرَانِ
4644 – وَيُرُونَهُ الإثْبَاتَ للأوْصَافِ فِي … أمْرٍ شَنِيعٍ ظَاهِرِ الكُفْرانِ
4645 – فيُلَبِّسُونَ عَلَيْهِ تَلْبِيسَيْنِ لَوْ … كُشِفَا لَهُ نَادَاهُمُ بِطِعَانِ
4646 – يَا فِرْقَةَ التَّلْبيسِ لَا حُيِّيتُمُ … أَبَدًا وَحُيِّيتُمْ بِكُلِّ هَوَانِ
4647 – لَكِنَّنَا نَشْكُوهُمُ وَصَنِيعَهُمْ … أبدًا إِلَيْكَ فأنْتَ ذُو السُّلْطَانِ
4648 – فَاسْمَعْ شِكَايتَنَا وَأَشْكِ مُحِقَّنَا … وَالمُبْطِلَ ارْدُدْهُ عَنِ البُطْلَانِ
4649 – رَاجِعْ بِهِ سُبُلَ الهُدَى والْطُفْ بِهِ … حَتَّى تُرِيهِ الحَقَّ ذَا تِبْيَانِ
4650 – وارْحَمْهُ وارْحَمْ سَعْيَهُ المِسْكِينُ قَدْ … ضَلَّ الطَّريقَ وَتَاهَ فِي القِيعَانِ
4651 – يَا رَبِّ قَدْ عَمَّ المُصَابُ بِهَذِهِ الْـ … آرَاءِ والشَّطَحَاتِ والبُهْتَانِ
4652 – هَجَرُوا لَهَا الْوَحْيَينِ والفِطْرَاتِ والْـ … آثارَ لَمْ يَعْبُوا بِذَا الهِجْرَانِ
4653 – قَالُوا وَتِلْكَ ظَوَاهِرٌ لَفْظِيَّةٌ … لَمْ تُغْنِ شَيْئًا طَالِبَ البُرْهَانِ
4654 – فَالعَقْلُ أَوْلَى أَنْ يُصَارَ إليهِ مِنْ … هَذِي الظَّوَاهِرِ عِنْدَ ذِي العِرْفَانِ
(المتن/244)
4655 – ثُمَّ ادَّعى كُلٌّ بأنَّ العَقْلَ مَا … قَدْ قُلْتُهُ دُونَ الفَرِيقِ الثَّانِي
4656 – يَا رَبِّ قَدْ حَارَ العِبَادُ بِعَقْلِ مَنْ … يَزِنُونَ وَحْيَكَ فَأْتِ بِالمِيزَانِ
4657 – وَبِعقْلِ مَنْ يُقضَى عَلَيْكَ فَكُلُّهُمْ … قَدْ جَاءَ بِالمَعْقُول والبُرْهَانِ
4658 – يَا رَبِّ أَرْشِدْنَا إِلَى مَعْقُولِ مَنْ … يَقَعُ التَّحَاكُمُ إنَّنَا خَصْمَانِ
4659 – جَاؤوا بِشُبْهَاتٍ وَقَالُوا إنَّهَا … مَعْقُولةٌ بِبَدَائِهِ الأَذْهَانِ
4660 – كُلٌّ يُنَاقِضُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَمَا … فِي الحَقِّ مَعْقُولَانِ مُخْتَلِفَانِ
4661 – وَقَضَوْا بِهَا إفكًا عَلَيْكَ وَجُرْأَةً … مِنْهُمْ وَمَا الْتَفَتُوا إِلَى القُرْآنِ
4662 – يَا رَبِّ قَدْ أوْهَى النُّفَاةُ حَبَائِلَ الـ … ـــقُرْآنِ والآثارِ والإيمَانِ
4663 – يَا رَبِّ قَدْ قَلَبَ النُّفَاةُ الدِّينَ والْـ … إيمَانَ ظَهْرًا مِنْهُ فَوْقَ بِطَانِ
4664 – يَا رَبِّ قَدْ بغَتِ النُّفَاةُ وأجْلَبُوا … بالخَيْلِ والرَّجِلِ الحَقيرِ الشَّانِ
4665 – نَصَبُوا الحَبَائِلَ والغَوَائِلَ لِلأُلَى … أَخَذُوا بِوَحْيِكَ دُونَ قَوْلِ فُلَانِ
4666 – وَدَعَوْا عِبَادَكَ أَنْ يُطِيعُوهُمْ فَمَنْ … يَعْصِيهِمُ سَامُوهُ شَرَّ هَوَانِ
4667 – وَقَضَوْا عَلَى مَنْ لَمْ يَقُلْ بِضَلَالِهِمْ … بِاللَّعْنِ والتَّضْلِيلِ والكُفْرانِ
4668 – وَقَضَوْا عَلَى أَتْبَاعِ وَحْيِكَ بالَّذِي … هُمْ أَهْلُهُ لَا عَسْكَرُ الفُرْقَانِ
4669 – وَقَضَوْا بِعَزْلِهمُ وقَتْلِهِمُ وَحْبـ … ـــسِهِمُ ونَفْيِهِمُ عَنِ الأَوْطَانِ
4670 – وَتَلَاعَبُوا بالدِّينِ مِثْلَ تَلَاعُبِ الْـ … ــحُمُرِ الَّتِي نَفَرَتْ بِلَا أرْسَانِ
4671 – حَتَّى كأنَّهُمُ تَوَاصَوْا بَيْنهُمْ … يُوصِي بِذلِكَ أوَّلٌ لِلثَّانِي
4672 – هَجَرُوا كَلَامَكَ هَجْرَ مُبْتَدِعٍ لِمَنْ … قَدْ دَانَ بالآثارِ والقُرْآنِ
4673 – فكأنَّهُ فِيمَا لَديْهِمْ مُصْحَفٌ … فِي بَيْتِ زِنْدِيقٍ أَخي كُفْرَانِ
4674 – أَوْ مَسْجدٌ بِجِوَارِ قَوْمٍ هَمُّهُمْ … فِي الفِسْقِ لَا في طَاعَةِ الرَّحْمنِ
4675 – وَخَواصُهُمْ لَمْ يَقْرَؤوهُ تَدَبُّرًا … بَلْ لِلتَّبَرُّكِ لَا لِفَهْمِ مَعَاني
4676 – وَعَوَامُهُمْ فِي السُبْعِ أَوْ فِي خَتْمةٍ … أَوْ تُرْبَةٍ عِوَضًا لِذِي الأَثْمَانِ
4677 – هَذَا وَهُمْ حَرْفِيَّةُ التَّجْويدِ أَوْ … صَوْتِيَّةُ الأَنْغَامِ والأَلْحَانِ
(المتن/245)
4678 – يَا رَبِّ قَدْ قَالُوا بأنَّ مَصَاحِفَ الْـ … إسْلَامِ مَا فِيهَا مِنَ القُرْآنِ
4679 – إلا المِدَادُ وَهَذِهِ الأورَاقُ والـ … ــجِلْدُ الَّذِي قَدْ سُلَّ مِنْ حَيَوانِ
4680 – وَالكُلُّ مَخْلُوقٌ وَلَسْتَ بِقَائِلٍ … أصْلًا وَلَا حَرْفًا مِنَ الفرقانِ
4681 – إنْ ذَاكَ إلَّا قَولُ مَخْلُوقٍ وَهَلْ … هُوَ جِبرَئيلُ أم الرَّسُولُ فَذَانِ
4682 – قَولَانِ مَشْهُورَانِ قَدْ قَالَتْهُمَا … أَشْيَاخُهُمْ يَا مِحْنَةَ القُرْآنِ
4683 – لَوْ دَاسَهُ رَجُلٌ لَقَالُوا لَمْ يَطَأْ … إِلَّا المِدَادَ وكَاغِدَ الإنْسَانِ
4684 – يَا رَبِّ زَالَتْ حُرْمَةُ القُرْآنِ مِنْ … تِلْكَ القُلُوبِ وَحُرْمَةُ الإيمَانِ
4685 – وَجَرَى عَلَى الأَفْوَاهِ مِنْهُم قَوْلُهُمْ … مَا بَيْنَنَا لِلَّهِ مِنْ قُرْآنِ
4686 – مَا بَيْنَنَا إلَّا الحِكَايةُ عَنْه وَالتَّـ … ــــعْبِيرُ ذَاكَ عِبَارَةٌ بِلِسَانِ
4687 – هَذَا وَمَا التَّالُونَ عُمَّالًا بهِ … إِذْ هُمْ قَدِ اسْتَغْنَوْا بِقَوْلِ فُلَانِ
4688 – إنْ كَانَ قَدْ جَازَ الحنَاجرَ مِنْهُمُ … فَبِقَدْرِ مَا عَقَلُوا مِنَ القُرْآنِ
4689 – وَالبَاحِثُونَ فَقَدَّمُوا رَأْيَ الرِّجَا … لِ عَلَيْهِ تَصْريحًا بِلَا كِتْمَانِ
4695 – عَزَلُوهُ إِذْ وَلَّوْا سِوَاهُ وَكَانَ ذَا … كَ العَزْلُ قَائِدَهُمْ إلَى الخِذْلَانِ
4691 – قَالُوا وَلَمْ يَحْصُلْ لَنَا مِنْهُ يَقِيـ … ــــنٌ فَهْوَ مَعْزُولٌ عَنِ الإِيقَانِ
4692 – إنَّ الْيَقِينَ قَواطِعٌ عَقْليَّةٌ … مِيزَانُها هُوَ مَنْطِقُ اليُونَانِ
4693 – هَذَا دَلِيلُ الرَّفْعِ مِنْه وَهَذِهِ … أَعْلَامُهُ فِي آخِرِ الأَزْمانِ
4694 – يَا رَبِّ مَنْ أهْلُوهُ حَقًّا كَيْ تُرَى … أقْدَامُهُمْ منَّا عَلَى الأذْقَانِ
4695 – أَهْلُوهُ مَنْ لا يَرْتَضي مِنْهُ بَدِيـ … ـــلًا فَهْوَ كَافِيهِمْ بِلَا نُقْصَانِ
4696 – وَهُوَ الدَّلِيلُ لَهُمْ وهَادِيهِم إِلَى الْـ … إيمَانِ والإيقَانِ والعِرْفَانِ
4697 – هُوَ مُوصِلٌ لَهُمُ إِلَى دَرَكِ الْيَقيـ … ـــــنِ حَقِيقَةً وَقَواطِعِ البُرْهَانِ
4698 – يَا رَبِّ نَحْنُ العَاجِزُونَ بحُبِّهِمْ … يَا قِلَّةَ الأنْصَارِ والأَعوَانِ
* * *
(المتن/246)
فصلٌ في أذانِ أهلِ السنَّةِ الأعلامِ بصريحِهَا جهرًا على رؤوسِ منابرِ الإِسلامِ
4699 – يَا قَوْمِ قَدْ حَانَتْ صَلَاةُ الفَجْرِ فَانْـ … ـــتَبِهُوا فَإنِّي مُعْلِنٌ بأذَانِ
4700 – لَا بِالْمُلَحَّنِ والمُبدَّلِ [ذَاكَ] بَلْ … تَأْذِينُ حَقٍّ وَاضِحِ التِّبْيَانِ
4701 – وَهُوَ الَّذِي حَقًّا إجَابَتُه عَلَى … كُلِّ امْرِئٍ فَرْضٌ عَلَى الأَعْيَانِ
4702 – اَللهُ أكْبَرُ أنْ يَكُونَ كَلَامُهُ الْـ … ــــعَرَبيُّ مَخْلُوقًا مَنَ الأكْوَانِ
4703 – وَاللهُ أكْبَرُ أنْ يَكُونَ رَسُولُهُ الْـ … ـــمَلَكِيُّ أَنْشَاهُ عَنِ الرَّحْمنِ
4704 – وَاللهُ أكْبَرُ أنْ يَكُونَ رَسُولُهُ الْـ … ـــبَشَريُّ أَنْشاهُ لَنَا بِلِسَانِ
4705 – هَذِي مَقَالَاتٌ لَكُمْ يَا أمَّةَ التَّـ … ــشْبِيهِ مَا أَنْتُمْ عَلَى إِيمَانِ
4706 – شَبَّهْتُمُ الرَّحْمنَ بالأوْثَانِ فِي … عَدَمِ الكَلَامِ وَذَاكَ لِلأَوْثَانِ
4707 – مِمَّا يَدُلُّ بأَنَّهَا لَيْسَتْ بِآ … لِهَةٍ وَذَا البُرْهَانُ فِي القرآنِ
4708 – فِي سُورَةِ الأعْرَافِ مَعْ طَهَ وَتا … ليهَا فَلَا تَعْدِلْ عَنِ الفرقانِ
4709 – أفَصَحَّ أنَّ الجَاحِدينَ لِكَوْنِهِ … مُتَكَلِّمًا بحَقِيقَةٍ وَبَيَانِ
4710 – هُمْ أَهْلُ تَعْطِيلٍ وَتشْبِيهٍ معًا … بالْجَامِدَاتِ عظِيمَةِ النّقْصَانِ
4711 – لَا تَقذِفُوا بالدَّاءِ مِنْكُمْ شِيعَةَ الرَّ … حْمنِ أَهْلَ العِلْمِ والعِرْفَانِ
4712 – إنَّ الَّذِي نَزَلَ الأمِينُ بِهِ عَلَى … قَلْبِ الرَّسُولِ الوَاضِحِ البُرْهَانِ
4713 – هُو قَوْلُ رَبِّي اللَّفْظُ وَالمَعْنَى جَمِيـ … ـــعًا إذْ هُمَا أَخَوَانِ مُصْطَحِبَانِ
4714 – لَا تَقْطَعُوا رَحِمًا تَوَلَّى وَصْلَهَا الرَّ … حْمنُ تَنْسَلِخُوا مِنَ الإيمَانِ
4715 – وَلَقَدْ شَفَانَا قَوْلُ شَاعِرنَا الَّذِي … قَالَ الصَّوَابَ وَجَاء بالإحْسَانِ
4716 – (إِنَّ الَّذِي هُوَ فِي المصَاحِفِ مُثْبَتٌ … بِأَنَامِلِ الأَشْيَاخِ والشُّبَّانِ
4717 – هُوَ قَولُ رَبّي آيُه وحُروفُهُ … وَمِدَادُنَا والرَّقُّ مَخْلُوقانِ)
4718 –
(المتن/247)
واللهُ أكْبَرُ مَنْ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى … لَكِنَّهُ اسْتَوْلَى عَلَى الأَكْوَانِ
4719 – وَاللهُ أكْبَرُ ذُو المعَارجِ مَنْ إِلَيْـ … ـــهِ تَعْرُجُ الأَمْلَاكُ كُلَّ أَوَانِ
4720 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ يَخَافُ جَلَالَهُ … أمْلَاكُهُ مِنْ فَوْقِهِمْ بِبَيَانِ
4721 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ غَدَا لِسَريرِه … أطٌّ بِهِ كالرَّحْلِ لِلرُّكْبَانِ
4722 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ أتَانَا قَوْلُهُ … مِنْ عِنْدِهِ مِنْ فَوْقِ سِتِّ ثَمَانِ
4723 – نَزَلَ الأَمِينُ بِهِ بأمْرِ الله مِنْ … رَبٍّ عَلَى العَرْشِ اسْتَوى رحْمنِ
4724 – وَاللهُ أكْبَرُ قَاهِرٌ فَوْقَ العِبَا … دِ فَلَا تَضَعْ فَوْقِيَّةَ الرَّحْمنِ
4725 – مِنْ كُلِّ وَجْهٍ تِلْكَ ثَابِتَةٌ لَهُ … لَا تَهْضِمُوهَا يَا أولِي البُهْتَانِ
4726 – قَهْرًا وَقَدْرًا واسْتِوَاءَ الذَّاتِ فَوْ … قَ العَرْشِ بالبُرْهَانِ
4727 – فَبِذَاتِهِ خَلَقَ السَّمَواتِ العُلَى … ثُمَّ اسْتَوَى بالذَّاتِ فافْهَمْ ذَانِ
4728 – فَضَمِيرُ فِعْل الاسْتِوَاءِ يَعُودُ لِلذّ … اتِ الَّتِي ذُكِرَتْ بِلَا فُرْقَانِ
4729 – هُوَ رَبُّنَا هُوَ خَالِقٌ هُوَ مُسْتَوٍ … بِالذَّاتِ هَذِي كُلُّهَا بِوِزَانِ
4730 – وَاللهُ أكْبَرُ ذُو العُلُوِّ المُطَلْقِ الْـ … ـــمَعْلُومِ بالفِطْرَاتِ للإِنسانِ
4731 – فَعُلوُّهُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ثَابِتٌ … فَاللَّهُ أكْبَرُ جَلَّ ذُو السُّلْطَانِ
4732 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ رَقَى فَوْقَ الطِّبَا … قِ رَسُولُهُ فَدَنَا مِنَ الدَّيَّانِ
4733 – وَإِلَيْهِ قَدْ صَعِدَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً … لَا تُنْكِرُوا المعْرَاجَ بالبُهْتَانِ
4734 – وَدَنَا مِنَ الجَبَّارِ جَلَّ جَلَالُهُ … وَدَنَا إِلَيْهِ الرَّبُّ ذُو الإحْسَانِ
4735 – وَاللهُ قَدْ أَحْصَى الَّذِي قَدْ قُلْتُم … فِي ذَلِكَ المعْرَاجِ بالمِيزَانِ
4736 – قُلْتُمْ خَيَالًا أَوْ أَكَاذِيبًا أوِ الْـ … ـــمِعْرَاجُ لَمْ يَحْصُلْ إِلَى الرَّحمنِ
4737 – إِذْ كَان مَا فَوْقَ السَّماواتِ العُلَى … رَبٌّ إِلَيْهِ مُنْتَهَى الإنْسَانِ
4738 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ أَشَارَ رَسُولُهُ … حَقًّا إِلَيْهِ بِإصْبَعٍ وَبَنَانِ
4739 – فِي مَجْمَعِ الحَجِّ العَظِيمِ بِمَوْقِفٍ … دُونَ المُعَرَّفِ مَوْقِفِ الغُفْرَانِ
4740 – مَنْ قَالَ مِنْكُمْ مَنْ أَشَارَ بإصْبَعٍ … قُطِعَتْ فَعِنْدَ اللهِ يَجْتَمِعَانِ
(المتن/248)
4741 – وَاللهُ أكْبَرُ ظَاهِرٌ مَا فَوْقَهُ … شَيءٌ وَشَأْنُ اللَّه أَعْظَمُ شَانِ
4742 – وَاللهُ أكْبَرُ عَرْشُهُ وَسِعَ السَّمَا … وَالأرْضَ والكُرْسِيَّ ذَا الأرْكَانِ
4743 – وَكَذَلِكَ الكُرْسِيُّ قَدْ وَسِعَ الطِّبَا … قَ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ بِالبُرْهَانِ
4744 – وَالرَّبُّ فَوْقَ العَرْشِ والكرْسِيِّ لَا … يَخْفَى عَلَيْهِ خَوَاطِرُ الإنْسَانِ
4745 – لَا تَحصرُوهُ فِي مَكَانٍ إِذْ تَقُو … لُوا رَبُّنَا حَقًّا بِكُلِّ مَكَانِ
4746 – نَزَّهْتُموهُ بِجَهْلِكُمْ عَنْ عَرْشِهِ … وحَصَرْتُمُوهُ فِي مَكَانٍ ثَانِ
4747 – لَا تُعْدِمُوهُ بِقَولِكُم لَا دَاخِلٌ … فِينَا وَلَا هُوَ خَارِجَ الأكْوَانِ
4748 – اللهُ أكْبَرُ هُتِّكْتُ أسْتَارُكُمْ … وَبَدَتْ لِمَنْ كَانَتْ لَهُ عَيْنَانِ
4749 – وَاللهُ أكْبَرُ جَلَّ عَنْ شِبْهٍ وَعَنْ … مِثْلٍ وَعنْ تَعْطِيلِ ذِي كُفْرَانِ
4750 – وَاللهُ أكْبَرُ مَنْ لَهُ الأسْمَاءُ وَالْـ … أوْصافُ كَامِلَةً بلَا نُقْصَانِ
4751 – وَاللهُ أكبَرُ جَلَّ عَنْ شِبْهِ الجَمَا … دِ كقَوْلِ ذِي التَّعْطِيلِ وَالكُفْرَانِ
4752 – هُمْ شَبَّهُوهُ بالجَمَادِ وَلَيْتَهُمْ … قَدْ شَبَّهُوهُ بِكَامِلٍ ذِي شَانِ
4753 – واللهُ أكبرُ جلَّ عن ولَدٍ وصا … حِبَةٍ وعن كُفُوٍ وعن أخدانِ
4754 – واللهُ أكْبَرُ جَلَّ عَنْ شِبْه العِبَا … دِ فَذَانِ تَشْبِيهَانِ مُمْتنِعَانِ
4755 – واللهُ أكْبَرُ وَاحِدٌ صَمَدٌ فَكُلُّ م … الشَّأنِ فِي صَمَديَّةِ الرَّحْمنِ
4756 – نَفَتِ الوِلَادَةَ والأبُوَّةَ عَنْهُ والْـ … ــــكُفُوَ الَّذِي هُوَ لَازِمُ الإنْسَانِ
4757 – وَكَذَاكَ أَثْبَتَتِ الصِّفَاتِ جَميعَهَا … للهِ سَالِمةً مِنَ النُّقْصَانِ
4758 – وَإِلَيْهِ يَصْمُدُ كُلُّ مَخْلُوقٍ فَلَا … صَمَدٌ سِوَاهُ عَزَّ ذُو السُّلْطَانِ
4759 – لَا شَيْءَ يُشْبِهُهُ تَعَالَى كَيْفَ يُشْـ … ـــبِهُ خَلْقَهُ مَا ذَاكَ فِي الإمْكَانِ
4760 – لَكِنْ ثُبُوتُ صِفَاتِهِ وَكَلامِهِ … وَعُلوِّهِ حقٌّ بِلَا نُكْرَانِ
4761 – لَا تَجْعَلُوا الإثْبَاتَ تَشْبِيهًا لَهُ … يَا فِرْقَةَ التَّلبيسِ والطُّغْيَانِ
4762 – كَمْ تَرْتَقُونَ بِسُلَّمِ التَّنْزِيه لِلتَّـ … ــــعْطِيلِ تَرْويجًا عَلَى العُمْيَانِ
4763 – فَاللهُ أكْبَرُ أنْ تكُونَ صِفَاتُهُ … كَصِفَاتِنَا جَلَّ العَظِيمُ الشَّانِ
(المتن/249)
4764 – هَذَا هُوَ التَّشبِيهُ لَا إثبَاتُ أَوْ … صَافِ الكَمَالِ فَمَا هُمَا عِدْلانِ
* * *
فصلٌ في تلازُمِ التَّعطيلِ والشِّركِ
4765 – وَاعْلَمْ بأنَّ الشِّرْكَ وَالتَّعْطِيلَ مُذْ … كَانَا هُمَا لَا شَكَّ مُصْطَحِبَانِ
4766 – أَبدًا فَكُلُّ مُعَطِّلٍ هُوَ مُشْرِكٌ … حَتْمًا وَهَذَا وَاضِحُ التِّبْيانِ
4767 – فَالعَبْدُ مُضْطَرٌّ إِلَى مَنْ يَكْشِفُ الْـ … ــــبَلْوَى وَيُغْنِي فَاقَةَ الإنْسَانِ
4768 – وَإِلَيْهِ يَصْمُدُ فِي الحَوَائِجِ كُلِّهَا … وَإلَيْهِ يَفْزَعُ طَالِبًا لأمَانِ
4769 – فإذَا انْتَفَتْ أوْصَافُهُ وَفِعَالُهُ … وَعُلوُّهُ مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ
4770 – فَزِعَ العِبَادُ إِلَى سِوَاهُ وَكَانَ ذَا … مِنْ جَانِبِ التَّعْطِيلِ والنُّكْرَانِ
4771 – فَمُعَطِّلُ الأوْصَافِ ذَاكَ مُعَطِّلُ التَّـ … ــــوْحِيدِ حَقًّا ذَانِ تَعْطِيلَانِ
4772 – قَدْ عُطِّلا بِلسَانِ كُلِّ الرُّسْلِ مِنْ … نُوحٍ إِلَى المبْعُوثِ بالقُرْآنِ
4773 – وَالنَّاسُ فِي هَذَا ثَلَاثُ طَوَائِفٍ … مَا رَابعٌ أَبَدًا بِذِي إمْكَانِ
4774 – إحْدَى الطَّوائِفِ مُشْرِكٌ بإِلههِ … فَإِذَا دَعَاهُ دَعَا إلهًا ثَاني
4775 – هَذَا وَثانِي هذِهِ الأقْسَامِ ذَا … لكَ جَاحِدٌ يَدْعُو سِوَى الرَّحْمنِ
4776 – هُوَ جَاحدٌ لِلرَّبِّ يَدْعُو غَيرَهُ … شِرْكًا وَتَعْطِيلًا لَهُ قَدَمَانِ
4777 – هَذَا وَثَالثُ هَذِهِ الأقْسَامِ خَيْـ … ــرُ الخَلْقِ ذَاكَ خُلَاصَةُ الإنْسَانِ
4778 – يَدْعُو الإِلهَ الحَقَّ لَا يَدْعُو سِوَا … هُ قَطُّ فِي الأكْوَانِ
4779 – يَدْعُوه فِي الرَّغَبَاتِ والرَّهَبَاتِ والْـ … ــحَالَاتِ مِنْ سِرٍّ مِنْ إِعْلَانِ
4780 – تَوْحِيدُهُ نَوْعَانِ عِلْمِيٌّ وَقَصْـ … ــــدِيٌّ كَمَا قَدْ جُرِّدَ النَّوْعَانِ
4781 – فِي سُورَةِ الإِخْلَاصِ مَعْ تَالٍ لنَصْـ … ـــرِ اللهِ قُلْ يَأَيُّهَا بِبَيَانِ
(المتن/250)
4782 – وَلِذَاكَ قَدْ شُرِعَا بِسُنَّةِ فَجْرِنَا … وَكَذَا بسُنَّةِ مَغْرِبٍ طَرَفَانِ
4783 – لِيَكُونَ مُفْتَتَحُ النَّهَارِ وَخَتْمُهُ … تَجْرِيدَكَ التَّوْحِيدَ لِلدَّيَّانِ
4784 – ولِذاك قَدْ شُرِعَا بِخَاتَمِ وِتْرِنَا … خَتْمًا لِسَعْيِ اللَّيْلِ بِالإحسانِ
4785 – وَلِذَاكَ قَدْ شُرِعَا بِرَكْعَتَيِ الطَّوَا … فِ وَذَاكَ تَحْقِيقٌ لِهَذَا الشَّانِ
4786 – فَهُمَا إِذًا أَخَوَانِ مُصْطَحِبَانِ لَا … يَتَفرَّقَانِ وَلَيْسَ يَنْفَصِلَانِ
4787 – فَمُعَطِّلُ الأوْصَافِ ذُو شِرْكٍ كَذَا … ذُو الشِّرْكِ فَهْوَ مُعَطِّلُ الرَّحْمنِ
4788 – أَوْ بَعْضِ أَوْصَافِ الكَمَالِ لَهُ فَحَقِّـ … ـــــقْ ذَا وَلَا تُسْرعْ إِلَى النُّكْرَانِ
* * *
فصلٌ في بيانِ أنَّ المعطِّلَ شرٌّ مِنَ المشْرِكِ
4789 – لَكِنْ أَخُو التَّعْطِيلِ شَرٌّ مِنْ أخِي الْـ … إشْرَاكِ بالمعْقُولِ والبُرْهَانِ
4790 – إنَّ المعَطِّلَ جَاحِدٌ لِلذَّاتِ أَوْ … لِكَمَالِهَا هَذَانِ تَعْطِيلَانِ
4791 – مُتَضَمِّنَانِ القَدْحَ فِي نَفْسِ الأُلُو … هَةِ كَمْ بِذَاكَ القَدْحِ مِنْ نُقْصَانِ
4792 – وَالشِّرْكُ فَهْوَ تَوسُّلٌ مَقْصُودُهُ الزُّ … لْفَى مِنَ الرَّبِّ العَظِيمِ الشَّانِ
4793 – بِعِبَادَةِ المخْلُوقِ مِنْ حَجَرٍ وَمِنْ … بَشَرٍ وَمِنْ قَمَرٍ وَمِنْ أوْثَانِ
4794 – فَالشِّرْكُ تَعْظِيمٌ بِجَهْلٍ مِنْ قِيَا … سِ الرَّبِّ بالأُمَرَاءِ والسُّلْطَانِ
4795 – ظَنُّوا بأنَّ البَابَ لَا يُغْشَى بِدُو … نِ تَوَسُّطِ الشُّفَعَاءِ والأَعْوَانِ
4796 – ودَهَاهُمُ ذَاكَ القِيَاسُ المُسْتَبيـ … ـــنُ فَسَادُهُ بِبديهةِ الإِنْسَانِ
4797 – الفَرْقُ بَيْنَ اللهِ والسُّلْطَانِ مِنْ … كُلِّ الوُجُوهِ لِمَنْ لَهُ أُذُنَانِ
4798 – إنَّ المُلُوكَ لَعَاجِزُونَ وَمَا لَهُمْ … عِلْمٌ بأحْوَالِ الرَّعايا دانِ
4799 – كَلَّا وَلَا هُمْ قَادِرُونَ عَلَى الَّذِي … يَحْتَاجُهُ الإنْسَانُ كُلَّ زَمَانِ
(المتن/251)
4800 – كَلَّا وَمَا تِلْكَ الإرَادَةُ فِيهِمُ … لِقَضَا حَوَائجِ كُلِّ مَا إنسَانِ
4801 – كَلَّا وَلَا وَسِعُوا الخَلِيقَةَ رَحْمةً … مِنْ كُلِّ وَجْهٍ هُمْ أولُو النُّقْصَانِ
4802 – فَلِذَلِكَ احْتَاجُوا إِلَى تِلْكَ الوَسَا … ئِطِ حَاجَةً مِنْهُمْ مَدَى الأزْمَانِ
4803 – أَمَّا الَّذِي هُوَ عَالِمٌ لِلْغَيْبِ مُقْـ … ـــتَدِرٌ عَلَى مَا شَاءَ ذُو إِحْسَانِ
4804 – وَتَخَافُهُ الشُّفَعَاءُ لَيْسَ يُرِيدُ مِنْـ … ــــهُمْ حَاجَةً جَلَّ العَظِيمُ الشَّانِ
4805 – بَلْ كُلُّ حَاجَاتٍ لَهُمْ فَإلَيْهِ لَا … لِسِوَاهُ مِنْ مَلَكٍ وَلَا إنْسَانِ
4806 – وَلَهُ الشَّفَاعَةُ كُلُّهَا وَهُوَ الَّذِي … فِي ذَاكَ يَأْذَنُ لِلشَّفِيعِ الدَّانِي
4807 – لِمَنِ ارْتَضَى مِمَّنْ يُوحِّدُهُ وَلَمْ … يُشْرِكْ بِهِ شَيئًا كما قَدْ جَاءَ فِي القُرْآنِ
4808 – سَبَقَتْ شَفَاعَتُهُ إِلَيْهِ فَهْوَ مَشْـ … ـــفُوعٌ إِلَيْهِ وَشَافِعٌ ذُو شَانِ
4809 – فَلِذَا أقَامَ الشَّافِعِينَ كَرَامَةً … لَهُمُ ورَحْمَةَ صَاحِبِ العِصْيَانِ
4810 – فَالكُلُّ مِنْهُ بَدَا وَمرْجِعُهُ إِلَيْـ … ـــهِ وَحْدَهُ مَا مِنْ إلهٍ ثَانِ
4811 – غَلِطَ الأُلَى جَعَلُوا الشَّفَاعَةَ مِنْ سِوا … هُ إِلَيْهِ دُونَ الإذْنِ مِنْ رَحْمنِ
4812 – هَذِي شَفَاعةُ كُلِّ ذِي شِرْكٍ فَلَا … تَعقِدْ عَلَيْهَا يَا أَخَا الإيمَانِ
4813 – وَاللهُ فِي القُرْآنِ أبْطَلَهَا فَلَا … تَعْدِلْ عَنِ الآثارِ والقُرْآنِ
4814 – وَكَذَا الوَلَايَةُ كُلُّهَا لِلهِ لَا … لِسِوَاهُ مِنْ مَلَكٍ وَلَا إنْسَانِ
4815 – وَاللهِ لَمْ يَفْهَمْ أولُو الإشْرَاكِ ذَا … وَرَآهُ تَنْقِيصًا أولُو النُّقْصَانِ
4816 – إذْ قَدْ تَضَمَّنَ عَزْلَ مَنْ يُدْعَى سِوَى الرَّ … حْمنِ بَلْ أحَدِيَّةَ الرَّحْمنِ
4817 – بَلْ كُلُّ مَدْعُوٍّ سِوَاهُ مِنْ لَدُنْ … عَرْشِ الإله إِلَى الحَضِيضِ الدَّانيِ
4818 – هُوَ بَاطِلٌ في نَفْسِهِ وَدُعَاءُ عَا … بِدِهِ لَهُ مِنْ أَبْطَلِ البُطْلَانِ
4819 – فَلَهُ الوَلَايةُ والوِلَايَةُ مَا لَنَا … مِنْ دُونِهِ وَالٍ مِنَ الأكْوَانِ
4820 – فَإذا تَولَّاهُ امْرُؤٌ دُونَ الوَرَى … طُرًّا تَولَّاهُ العَظِيمُ الشَّانِ
4821 – وَإِذَا تَوَلَّى غَيْرَهُ مِنْ دُونِهِ … وَلَّاهُ مَا يَرْضَى بِهِ لِهَوَانِ
4822 – فِي هَذِهِ الدُّنْيا وَبَعْدَ مَمَاتِهِ … وَكَذَاكَ عِنْدَ قِيَامَةِ الأبْدَانِ
(المتن/252)
4823 – حَقًّا يُنَادِيهِمْ نِدا سُبْحَانَهُ … يَوْمَ المعَادِ فَيسْمَعُ الثَّقَلانِ
4824 – يَا مَنْ يُرِيدُ وَلَايَةَ الرَّحْمنِ دُو … نَ وَلَايَةِ الشَّيْطَانِ وَالأَوْثَانِ
4825 – فَارِقْ جَمِيعَ النَّاسِ فِي إشْرَاكِهِمْ … حَتَّى تَنَالَ وَلَايَةَ الرَّحْمنِ
4826 – يَكْفِيكَ مَنْ وَسِعَ الخَلَائِقَ رَحْمَةً … وَكِفَايَةً ذُو الفَضْلِ والإحْسَانِ
4827 – يكفيكَ مَن لم تَخْلُ من إحسانهِ … في طَرْفةٍ بتقلُّبِ الأجفانِ
4828 – يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ أَلطَافُهُ … تَأتِي إِلَيْكَ بِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ
4829 – يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ فِي سِتْرِهِ … ويَرَاكَ حِينَ تَجِيءُ بِالعِصْيَانِ
4830 – يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ فِي حِفْظِهِ … وَوِقَايَةٍ مِنْهُ مَدَى الأزْمَانِ
4831 – يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ فِي فَضْلِهِ … مُتَقَلِّبًا فِي السِّرِّ وَالإعْلَانِ
4832 – يَدْعُوهُ أَهْلُ الأَرْضِ مَعْ أَهْلِ السَّمَا … ءِ فَكُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا فِي شَانِ
4833 – وَهُوَ الْكَفِيلُ بِكُلِّ مَا يَدْعُونَهُ … لَا يَعْتَرِي جَدْوَاهُ مِنْ نُقْصَانِ
4834 – فَتَوسُّطُ الشُّفَعَاءِ والشُّرَكَاءِ والظُّـ … ــــهَرَاءِ أَمْرٌ بَيِّنُ البُطْلَانِ
4835 – مَا فِيهِ إلَّا مَحْضُ تَشْبِيهٍ لَهُمْ … باللهِ وهْوَ فَأَقْبَحُ البُهْتَانِ
4836 – مَعَ قَصْدِهِمْ تَعْظِيمَهُ سُبْحَانَهُ … مَا عَطَّلُوا الأَوْصَافَ لِلرحْمنِ
4837 – لَكِنْ أخُو التَّعْطِيلِ لَيْسَ لَدَيْهِ إِلَّا م … النَّفْيُ أَيْنَ النَّفْيُ مِنْ إيمَانِ
4838 – وَالقَلْبُ لَيْسَ يَقِرُّ إلَّا بالتَّعبُّـ … ـــــدِ فَهْوَ يَدْعُوهُ إلَى الأكْوَانِ
4839 – فَتَرَى المعَطِّلَ دَائِمًا فِي حَيرةٍ … مُتَنَقِّلًا فِي هَذِه الأَعْيَانِ
4840 – يَدْعُو إلهًا ثُمَّ يَدْعُو غَيْرَهُ … ذَا شَأنُهُ أَبدًا مَدَى الأزْمَانِ
4841 – وَترَى الموَحِّدَ دَائِمًا مُتَنَقِّلًا … بِمَنَازِلِ الطَّاعَاتِ والإحْسَانِ
4842 – مَا زَالَ يَنْزِلُ فِي الوَفَاء مَنَازِلًا … وَهِيَ الطَّرِيقُ لَهُ إلَى الرَّحْمنِ
4843 – لَكِنَّمَا مَعْبُودُهُ هُوَ وَاحِدٌ … مَا عِنْدَهُ رَبَّانِ مَعْبُودَانِ
* * *
(المتن/253)
فصلٌ في مَثَلِ المشْرِكِ والمعطِّلِ
4844 – أَيْنَ الَّذِي قَدْ قَالَ فِي مَلِكٍ عَظِيـ … ــــمٍ لَسْتَ فِيْنَا قَطُّ ذَا سُلْطَانِ
4845 – مَا فِي صِفَاتِكَ مِنْ صِفَاتِ المُلْكِ شَيْ … ءٌ كُلُّها مَسْلُوبَةُ الوِجْدَانِ
4846 – فَهَلِ اسْتَوَيْتَ عَلَى سَرِيرِ المُلْكِ أَوْ … دَبَّرْتَ أمْرَ المُلْكِ والسُّلْطَانِ؟
4847 – أَوْ قُلْتَ مَرْسُومًا تُنَفِّذُهُ الرَّعَا … يَا أَوْ نَطَقْتَ بِلَفْظَةٍ بِبَيَانِ؟
4848 – أَوْ كُنْتَ ذَا أَمْرٍ وَذَا نَهْيٍ وَتكْـ … ـــلِيمٍ لِمَنْ وَافَى مِنَ البُلْدَانِ؟
4849 – أَوْ كُنْتَ ذَا سَمْعٍ وَذَا بَصَرٍ وَذَا … عِلْمٍ وَذَا سُخْطٍ وَذَا رِضْوَانِ؟
4850 – أَوْ كُنْتَ قَطُّ مُكَلِّمًا مُتَكَلِّمًا … مُتَصَرِّفًا بِالْفِعْلِ كُلَّ زَمَانِ؟
4851 – أو كُنتَ حَيًّا فاعلًا بمشيئةٍ … وبقدرةٍ أفعالَ ذِي سُلطانِ؟
4852 – أَوْ كُنْتَ تَفْعلُ مَا تَشَاءُ حَقِيقَةَ الْـ … ــفِعْلِ الَّذِي قَدْ قَامَ بالأَذْهَانِ؟
4853 – فِعْلٌ يَقُومُ بِغَيْرِ فَاعِلِه مُحَا … لٌ غَيْرُ مَعْقُولِ لَدَى الإنْسَانِ
4854 – بَلْ حَالَةُ الفَعَّالِ قَبلُ وَمَعْ وَبَعْـ … ـــدُ هِيَ الَّتِي كَانَتْ بِلَا فُرْقَانِ
4855 – وَاللهِ لَسْتَ بِفَاعِلٍ شَيْئًا إذَا … مَا كَانَ شَأْنُكَ مِثلَ هَذَا الشَّانِ
4856 – لَا دَاخِلًا فِيْنَا وَلَسْتَ بِخَارِجٍ … عَنَّا خَيَالًا دُرْتَ فِي الأذْهَانِ
4857 – فَبِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتَ فِيْنَا مَالِكًا … مَلِكًا مُطَاعًا قَاهِرَ السُّلْطَانِ
4858 – اسْمًا وَرَسْمًا لَا حَقِيقةَ تَحْتَهُ … شَأْنُ الملُوكِ أَجَلُّ مِنْ ذَا الشَّانِ
4859 – هَذَا وَثَانٍ قَالَ أَنْتَ مَلِيكُنَا … وَسِوَاكَ لَا نَرْضاهُ مِنْ سُلْطَانِ
4860 – إذْ حُزْتَ أَوْصَافَ الكَمَالِ جَمِيعَهَا … وَلأجْلِ ذَا دَانَتْ لَكَ الثَّقَلَانِ
4861 – وَقَد اسْتَوَيتَ عَلَى سَرِيرِ المُلْكِ وَاسْـ … ــتَوْلَيْتَ مَعْ هَذَا عَلَى البُلْدَانِ
4862 – لَكِنَّ بَابَكَ لَيْسَ يَغْشَاهُ امْرؤٌ … إنْ لَمْ يَجِئْ بالشَّافِعِ المِعْوَانِ
4863 – وَيَذِلُّ لِلْبَوَّابِ وَالحُجَّابِ والشُّـ … ـــفَعَاءِ أَهْلِ القُرْبِ والإِحْسَانِ
(المتن/254)
4864 – أَفَيَسْتَوِي هَذَا وَهَذَا عِنْدَكُمْ … وَاللهِ مَا اسْتَوَيَا لَدَى إنْسَانِ
4865 – وَالمشْرِكُونَ أَخَفُّ فِي كُفْرَانِهمْ … وَكِلَاهُمَا مِنْ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ
4866 – [إنَّ المُعَطِّلَ بالعدَاوَةِ قَائِمٌ … في قَالَبِ التَّنْزِيهِ للرَّحْمنِ]* * *
فصلٌ فيما أعدَّ اللَّهُ تعالى مِنَ الإحسانِ للمتمسِّكينَ بكتابِهِ وسنَّةِ رسولِهِ عندَ فسادِ الزَّمانِ
4867 – هَذَا ولِلْمتَمَسِّكينَ بِسُنَّةِ الْـ … ـــمُخْتَارِ عِنْدَ فَسَادِ ذِي الأزْمَانِ
4868 – أجْرٌ عَظِيمٌ لَيْسَ يَقْدُرُ قَدْرَهُ … إلَّا الَّذِي أعْطَاه للإِنْسَانِ
4869 – فَرَوَى أبُو دَاودَ في سُنَنٍ لَهُ … وَرَوَاهُ أيْضًا أَحْمَدُ الشَّيْبَانِي
4870 – أَثَرًا تَضَمَّنَ أجْرَ خَمْسِينَ امْرَءًا … مِنْ صَحْبِ أَحْمَدَ خِيْرةِ الرَّحْمنِ
4871 – إسْنَادُهُ حَسَنٌ وَمِصْدَاقٌ لَهُ … في مُسْلِمٍ فَافْهَمْهُ فهمَ بَيانِ
4872 – إنَّ الْعبَادَةَ وَقْتَ هَرْجٍ هِجْرَةٌ … حَقًّا إليَّ وَذَاكَ ذُو بُرْهَانِ
4873 – هَذَا فَكَمْ مِن هِجْرَةٍ لَكَ أيُّهَا السُّـ … ــــنِّيُّ بِالتَّحْقِيقِ لَا بأَمَاني
4874 – [هَذَا وَكَمْ مِنْ هِجْرَةٍ لَهُمُ لِمَا … قَالَ الرَّسُولُ وَجَاءَ في القُرْآنِ]4875 – هذا ومِصداقٌ له في التِّرمِذِيِّ م … لِمَنْ لَهُ أذُنَانِ وَاعِيَتَانِ
4876 – في أجْرِ مُحْيِي سُنَّةٍ مَاتَتَ فَذَا … كَ مَعَ الرَّسُولِ رَفِيقُهُ بِجِنَانِ
4877 – هَذَا وَمِصْدَاقٌ لَهُ أَيْضًا أَتَى … فِي التِّرمِذِيِّ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ
4878 – تَشْبِيهُ أمَّتِهِ بِغَيْثٍ أوَّلٌ … مِنْهُ وآخِرُهُ فمُشْتَبِهَانِ
4879 – فَلِذَاكَ لَا يُدْرَى الَّذِي هُوَ مِنْهُمَا … قَدْ خُصَّ بالتفْضيلِ والرُّجْحَانِ
4880 – وَلَقَدْ أَتى أثَرٌ بأنَّ الفَضْلَ فِي الطَّـ … ــــرَفَيْنِ أعْني أوَّلًا والثَّانِي
(المتن/255)
4881 – وَالوَسْطُ ذُو ثَبَجٍ فأعْوَجُ هَكَذَا … جَاءَ الحَدِيثُ وَلَيْسَ ذَا نُكْرَانِ
4882 – وَلَقَدْ أَتَى فِي الوَحْيِ مِصْدَاقٌ لَهُ … في الثُّلَّتَيْنِ وَذَاكَ فِي القُرْآنِ
4883 – أَهْلُ الْيَمِينِ فَثُلَّةٌ مَعَ مِثْلِهَا … والسَّابِقُونَ أَقَلُّ فِي الحُسْبَانِ
4884 – مَا ذَاكَ إلَّا أنَّ تَابِعَهُمْ هُمُ الْـ … ــغُرَبَاءُ لَيسَتْ غُرْبَةَ الأوْطَانِ
4885 – لكِنَّها واللهِ غُرْبَةُ قائِمٍ … بالدِّين بَيْنَ عَسَاكرِ الشَّيْطانِ
4886 – فَلِذَاكَ شَبَّهَهُمْ بِهم مَتْبُوعُهُمْ … فِي الغُرْبَتَينِ وَذَاكَ ذُو تِبْيَانِ
4887 – لَمْ يُشْبِهُوهُمْ في جَمِيعِ أمُورِهِمْ … مِنْ كُلِّ وَجْهٍ لَيْسَ يَسْتَوِيَانِ
4888 – فَانْظُرْ إلَى تَفْسِيرِهِ الغُرَبَاءَ بِالْـ … ـــمُحْيِينَ سُنَّتَهُ بِكُلِّ زَمَانِ
4889 – طُوبَى لَهُمْ وَالشَّوْقُ يَحْدُوهُمْ إِلَى … أَخْذِ الْحَدِيثِ وَمُحْكَمِ القُرْآنِ
4890 – طُوبَى لَهُمْ لَمْ يَعْبَؤوا بِنُحَاتَةِ الْـ … أفْكَارِ أوْ بِزُبَالَةِ الأذْهَانِ
4891 – طُوبَى لَهُمْ رَكبُوا عَلَى مَتْنِ العزَا … ئِمِ قَاصِدِينَ لِمَطْلَعِ الإيمَانِ
4892 – طُوبَى لَهُمْ لَمْ يَعْبَؤوا شَيْئًا بِذِي الْـ … آرَاءِ إذْ أَغْنَاهُمُ الوَحْيَانِ
4893 – طُوبَى لَهُمْ وَإمَامُهُمْ دُونَ الوَرَى … مَنْ جَاءَ بالإِيمَانِ والقرآنِ
4894 – واللهِ ما ائْتَمُّوا بِشَخْصٍ دُونَهُ … إِلَّا إذا مَا دَلَّهُمْ بِبَيَانِ
4895 – فِي البَابِ آثارٌ عَظِيمٌ شَأْنهَا … أَعْيَتْ عَلَى العُلَمَاءِ في الأزمَانِ
4896 – إذْ أَجْمَعَ العُلَمَاءُ أَنَّ صحَابَةَ الْـ … ـــمُخْتَارِ خَيْرُ طَوَائِفِ الإِنْسَانِ
4897 – ذَا بِالضَّرُورةِ لَيْسَ فِيهِ الخُلْفُ بَيْـ … ـــنَ اثْنَيْنِ مَا حُكِيَتْ بِهِ قَوْلَانِ
4898 – فَلِذَاكَ ذِي الآثارُ أَعْضَلَ أمْرُهَا … وَبَغَوا لَهَا التأويلَ بِالإِحْسَانِ
4899 – فَاسْمَعْ إذًا تأويلَهَا وافْهَمْهُ لَا … تَعْجَلْ بِرَدٍّ مِنْكَ أوْ نُكْرَانِ
4900 – إنَّ الْبِدَارَ بِرَدِّ شَيءٍ لَمْ تُحِطْ … عِلْمًا بِهِ سَبَبٌ إِلَى الحِرْمَانِ
4901 – الفَضلُ مِنْهُ مُطْلَقٌ ومُقَيَّدٌ … وهُمَا لأهْلِ الفَضْلِ مرْتَبتَانِ
4902 – وَالفَضْلُ ذُو التَّقيِيد لَيْسَ بمُوجِبٍ … فَضْلًا عَلَى الإطْلَاقِ مِنْ إنسَانِ
4903 – لَا يُوجِبُ التَّقْيِيدُ أنْ يُقضَى لَهُ … بِالاسْتِواءِ فَكَيْفَ بالرُّجْحَانِ؟
4904 –
(المتن/256)
إذْ كَانَ ذُو الإطْلَاقِ حَازَ مِنَ الفَضَا … ئِلِ فَوْقَ ذِي التَّقْيِيدِ بالإحْسَانِ
4905 – فَإذَا فرَضْنَا وَاحِدًا قَدْ حَازَ نَوْ … عًا لَمْ يَحُزْهُ فَاضِلُ الإِنْسَانِ
4906 – لَمْ يُوجِبِ التَّخْصِيصُ مِنْ فَضْلٍ عَلَيـ … ــه وَلَا مُسَاوَاةٍ وَلَا نُقْصَانِ
4907 – أمَا خَلْقُ آدَمَ بالْيَدَيْنِ بِمُوجِبٍ … فَضْلًا عَلَى المبعُوثِ بالقُرْآنِ
4908 – وَكَذَا خَصَائِصُ مَنْ أَتَى مِنْ بَعْدِهِ … مِنْ كُلِّ رُسْلِ اللهِ بالبُرْهَانِ
4909 – فَمُحَمَّدٌ أَعْلَاهُمُ فَوْقًا وَمَا … حَكَمَتْ لَهُمْ بِمَزِيَّةِ الرُّجْحَانِ]4910 – فَالحَائِزُ الخَمسِينَ أجْرًا لَمْ يَحُزْ … هَا فِي جَمِيعِ شَرَائِعِ الإيمَانِ
4911 – هَلْ حَازَهَا في بَدْرٍ أوْ أُحُدٍ أَوِ الْـ … ــفتْحِ المُبِينِ وَبَيعَةِ الرِّضْوَانِ
4912 – بَل حَازَهَا إذْ كَانَ قَدْ عَدِمَ المُعِيـ … ــنَ وَهُم فَقَدْ كَانُوا أولِي أعْوَانِ
4913 – وَالرَّبُّ لَيْسَ يُضِيعُ مَا يَتَحَمَّلُ الـ … ـــمُتَحَمِّلُونَ لأجْلِهِ مِنْ شَانِ
4914 – فَتحَمُّلُ العَبْدِ الضَّعيفِ رِضَاهُ مَعْ … فَيْضِ العَدُوِّ وَقِلَّةِ الأَعْوَانِ
4915 – مِمّا يَدُلُّ عَلَى يَقِينٍ صادِقٍ … وَمَحَبَّةٍ وَحَقِيقَةِ العِرْفَانِ
4916 – يَكْفِيهِ ذُلًّا وَاغْترابًا قِلَّةُ الـ … أنْصَارِ بَيْنَ عَسَاكِرِ الشَّيْطَانِ
4917 – فِي كُلِّ يَوْمٍ فِرْقَةٌ تَغْزُوهُ إنْ … تَرْجِعْ يُوَافِيهِ الفَرِيقُ الثَّانِي
4918 – فَسَلِ الغَريبَ المُسْتضَامَ عَنِ الَّذِي … يَلْقَاهُ بَيْنَ عِدىً بِلَا حُسْبَانِ
4919 – هَذَا وَقَدْ بَعُدَ المَدَى وَتَطاوَلَ الـ … ــعهْدُ الّذِي هُوَ مُوجِبُ الإحْسَانِ
4920 – وَلِذَاكَ كَانَ كَقَابِضٍ جَمْرًا فَسَلْ … أَحْشَاءَهُ عَنْ حَرِّ ذِي النِّيرانِ
4921 – وَاللهُ أعْلَمُ بالَّذِي فِي قَلْبِهِ … يَكْفِيهِ عِلْمُ الوَاحِدِ المنَّانِ
4922 – فِي الْقَلْبِ أمْرٌ لَيْسَ يَقْدُرُ قَدْرَهُ … إلَّا الَّذِي آتاهُ للإِنْسَانِ
4923 – بِرٌّ وَتَوْحِيدٌ وَصَبرٌ مَعْ رِضًا … وَالشُّكْرُ والتَّحْكِيمُ لِلقُرْآنِ
4924 – سُبْحَانَ قَاسِمِ فَضْلِهِ بَيْنَ العِبَا … دِ فَذَاكَ مُولي الفَضْلِ والإحْسَانِ
4925 – والفَضْلُ عِنْدَ اللهِ لَيْسَ بِصُورَةِ الـ … أعمَالِ بَلْ بِحَقَائِقِ الإيمَانِ
4926 – وَتَفَاضُلُ الأعْمَالِ يَتْبَعُ ما يَقُو … مُ بقَلْبِ صَاحِبِهَا مِنَ الإحسانِ
(المتن/257)
4927 – حَتَّى يَكُونَ العَامِلَانِ كِلَاهُمَا … فِي رُتْبَةٍ تَبْدُو لَنَا بِعِيَانِ
4928 – هَذَا وَبَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَا … والأرْضِ فِي فَضْلٍ وَفِي رُجْحَانِ
4929 – وَيَكُونُ بَيْنَ ثَوابِ ذَا وَثَوَابِ ذَا … رُتَبٌ مُضاعَفَةٌ بِلَا حُسْبَانِ
4930 – هَذَا عَطَاءُ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُه … وَبِذَاكَ تَعْرِفُ حِكْمَةَ الدَّيَّانِ
* * *
فصلٌ فيما أعدَّ اللَّهُ تعالى في الجَنَّةِ لأوليائِهِ المتمسكينَ بالكتابِ والسُّنَّةِ
4931 – يَا خَاطِبَ الحُورِ الحِسَانِ وَطَالبًا … لِوصالِهِنَّ بِجَنَّةِ الحَيَوانِ
4932 – لَوْ كُنْتَ تَدْرِي مَنْ خَطَبْتَ وَمَا طَلَبْـ … ــتَ بَذَلْتَ مَا تَحْوِي مِنَ الأثمَانِ
4933 – أَوْ كُنْتَ تعرِفُ أَيْنَ مَسْكَنُهَا جَعَلْـ … ــتَ السَّعْيَ مِنْكَ لَهَا عَلَى الأجْفَانِ
4934 – وَلَقَدْ وَصَفْتُ طَرِي