أقسام موسوعة مهارات تفسير القرآن الكريم
أقسام موسوعة مهارات تفسير القرآن الكريم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أقسام موسوعة مهارات تفسير القرآن الكريم
فهذه مقالات تتحدث عن كل قسم من أقسام موسوعة مهارات تفسير القرآن الكريم، التي بلغت (12) قسمًا، مبسوطة في (86) مهارة:
القسم الأول: مصادر التفسير:
يركّز هذا القسم على كيفية الاستفادة من مصادر التفسير: القرآن الكريم، والسنة النبوية، وأقوال السلف، ولغة العرب، والاجتهاد، ويحتوي على (12) مهارة، هي:
1. تفسير القرآن بالقرآن: تعني هذه المهارة قدرة المفسر على بيان معنى آية بدلالة آية أخرى.
يُعدُّ تفسير القرآن بالقرآن من المصادر المهمة التي اعتمد عليها المفسرون في بيان كلام الله تعالى؛ لأنّ القرآن الكريم يفسّر بعضه بعضًا؛ ولهذا كان له الأثر الكبير في التفسير، ويأتي في المرتبة الأولى من مصادر التفسير.
من كتب التفسير التي اعتنت بتفسير القرآن بالقرآن: (تفسير القرآن العظيم) لابن كثير (ت 774هـ)، ومن الدراسات الجامعية في هذا الموضوع: (منهج ابن كثير في تفسير القرآن بالقرآن: عرض ودراسة)، للباحثة أسماء محمد الخضيري، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، ١٤٣٩ هـ.
2. الإفادة من القراءات في تفسير القرآن: تعني هذه المهارة قدرة المفسر على الإفادة من القراءات القرآنية في بيان معنى الآية.
هذا المصدر له ارتباط بتفسير القرآن بالقرآن، وله أثر في التفسير؛ إذ القراءة الأخرى – خاصة المتواترة – داخلة تحت الأحرف السبعة التي نزل عليه القرآن، ويستفاد منها في تبيين معنى الآية، أو توسيع المعنى، أو إزالة الإشكال، كما أن القراءة الشاذة التي صحت ولم تبلغ مبلغ التواتر يستعان بها في التفسير.
من كتب التفسير التي اهتمت بتوجيه القراءات والإفادة منها في التفسير: (جامع البيان) لابن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ)، ومن الدراسات الجامعية في هذا الموضوع: (القراءات وأثرها في التفسير والأحكام)، للباحث محمد عمر سالم بازمول، رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى، السعودية، 1413 هـ.
3. الإفادة من السياق في تفسير القرآن: تعني هذه المهارة قدرة المفسِّر على بيان معنى اللفظ، أو الجملة، أو ترجيح أحد الأقوال بدلالة السياق.
الإفادة من السياق في التفسير هو نوع من تفسير القرآن بالقرآن، لأن فيه بيان معنى الآية بما تضمنته من الدلائل والقرائن، بحسب ارتباطها بما قبلها وما بعدها، ويكتسب السياق القرآني قيمته وأثره في التفسير من هذه الناحية.
من كتب التفسير التي اهتمت بالسياق: (التحرير والتنوير) لابن عاشور (ت ١٣٩٣ هـ)، ومن الدراسات الجامعية في هذا الموضوع: (دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير: دراسة نظرية تطبيقية من خلال تفسير ابن جرير)، للباحث عبد الحكيم عبد الله القاسم، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1421 هـ.
4. الإفادة من عادات القرآن في بيان معاني الآيات: تعني هذه المهارة قدرة المفسِّر على الإفادة من عادات القرآن المتكررة على طريقة واحدة أو أغلبية، في حروفه وألفاظه وتراكيبه وأحكامه ومعانيه في بيان معاني القرآن.
هذه المهارة كذلك لها ارتباط بتفسير القرآن بالقرآن؛ فهي تعتمد على القرآن نفسه؛ إذ إن للتنزيل المبين اصطلاحًا وعادات، لها أثر في بيان معاني الآيات.
من كتب التفسير التي ظهر فيها الإفادة من عادات القرآن كتاب: (أضواء البيان)، لمحمد الأمين الشنقيطي (ت ١٣٩٣ هـ)، ومن الدراسات المعاصرة في هذا الموضوع: (عادات القرآن الأسلوبية: دراسة تطبيقية)، للدكتور راشد حمود الثنيان.
5. تفسير القرآن بالسنة: تعني هذه المهارة قدرة المفسِّر على تفسير القرآن بما ورد في السنة النبوية.
السنة النبوية مصدر أصيل ومهمّ في بيان كتاب الله تعالى، ولها الأثر الكبير في التفسير؛ حيث إنه يستفاد منها في تبيين مجملات القرآن، وتوضيح مشكله، وتخصيص عموماته، وتقييد مطلقاته، وغير ذلك من وجوه البيان.
من كتب التفسير التي اعتنت بتفسير القرآن بالسنة: (معالم التنزيل)، للبغوي (ت ٥١٦ هـ)، ومن الدراسات الجامعية في هذا الموضوع: (التفسير النبوي: مقدمة تأصيلية مع دراسة حديثية لأحاديث التفسير النبوي الصريح)، للباحث خالد عبد العزيز الباتلي، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1429هـ.
6. الإفادة من أسباب النزول في تفسير القرآن: تعني هذه المهارة قدرة المفسِّر على الإفادة من سبب النزول في بيان معنى الآية، أو دفع إشكال، أو بيان حكمة تشريع حكم، أو دفع تَوهُّم، أو تعيين مُبهم، ونحوها.
أسباب النزول لها ارتباط بالسنة النبوية؛ لأنها تحكي ملابسات التنزيل، وهناك العديد من الأسباب الصحيحة التي ذُكرت في كتب السنة، ولها أثر في التفسير من حيث توضيح معنى الآيات أو إزالة الإشكال أو غير ذلك من وجوه البيان.
من كتب التفسير التي اعتنت بإيراد أسباب النزول والإفادة منها في التفسير كتاب: (الجامع لأحكام القرآن)، للقرطبي (ت ٦٧١ هـ)، ومن الدراسات الجامعية في هذا الموضوع: (أسباب النزول وأثرها في التفسير)، للباحث عصام عبد المحسن الحميدان، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1406هـ.
7. تفسير القرآن بأقوال السلف: تعني هذه المهارة قدرة المفسِّر على تفسير القرآن بأقوال السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم.
أقوال السلف في التفسير لها قيمتها؛ فالصحابة رضي الله عنهم شهدوا التنزيل وعرفوا التأويل، والتابعون رحمهم الله نهلوا من مدرسة النبوة عن الصحابة المفسرين، وبهذا يظهر ارتباط هذه المهارة بما قبلها من تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة.
من كتب التفسير التي اعتنت عناية كبيرة بأقوال السلف: (جامع البيان)، للطبري (ت ٣١٠ هـ)، ومن الدراسات المعاصرة في هذا الموضوع: (تفسير الصحابة رضي الله عنهم: دراسة تطبيقية مقارنة)، للدكتورة زهرة الجريوي.
8. التعامل مع الروايات غير المسندة أو الضعيفة في التفسير: تعني هذه المهارة قدرة المفسِّر على التعامل مع المرويات في التفسير غير المسندة، أو ما رُوي بسندٍ فيه ضعفٌ.
الروايات التفسيرية – سواء كانت متعلقة بالسنة أو أقوال السلف – ليست على درجة واحدة من الثبوت؛ ففيها الصحيح وفيها الضعيف وفيها دون ذلك، وهنا تكمن أهمية توظيف المفسر لها والتعامل معها.
من كتب التفسير التي اعتنت بالتعامل مع مثل هذه الروايات، وفيها تحرير وتمحيص كتاب: (المحرر الوجيز)، لابن عطية (ت ٥٤٢ هـ)، وكتاب (تفسير القرآن العظيم)، لابن كثير (ت ٧٧٤ هـ).
9. الإفادة من الإسرائيليات في التفسير: تعني هذه المهارة قدرة المفسِّر على تمييز الروايات الإسرائيلية، والإفادة منها في بيان الآية.
الروايات الإسرائيلية لها حضور بارز فيه في التفسير لا سيما عند السلف؛ مما يعني أنّ لها أثرًا في التفسير وأنه يمكن الإفادة منها، لكنها ليست على مرتبة واحدة في القبول، فمنها ما هو موافق لشريعتنا فيقبل، وما هو مخالف لها فيرفض، وما هو غير موافق ولا مخالف فيمكن الاستئناس به.
من كتب التفسير التي اعتنت بإيراد الروايات الإسرائيلية: (جامع البيان)، للطبري (ت ٣١٠ هـ)، ومن الدراسات الجامعية في هذا الموضوع: (موقف الإمام ابن كثير من الإسرائيليات في ضوء تفسيره)، للباحث محمد إبراهيم تراوري، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية بالمدينة، السعودية، 1406هـ.
10. تفسير القرآن باللغة: تعني هذه المهارة قدرة المفسر على بيان معاني القرآن الكريم بمدلول مفرداته وتراكيبه في لغة العرب.
يعدّ تفسير القرآن باللغة العربية من أهم مصادر التفسير؛ لأنّ الله تعالى أنزل كتابه باللسان العربي، ولا يمكن فهم القرآن فهمًا صحيحًا بمعزل عن اللغة العربية، وقلة المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام في معاني التراكيب القرآنية يمكن ربطه بأنهم أهل اللغة والفصاحة والبيان، وكانوا يفهمون ذلك سليقة، فكيف يفسرون شيئًا واضحًا لهم؟
من كتب التفسير التي اعتنت بالتفسير اللغوي: (معاني القرآن)، للفراء (ت ٢٠٧ هـ)، ومن الدراسات المعاصرة في هذا الموضوع: (التفسير اللغوي للقرآن الكريم)، للدكتور مساعد سليمان الطيار.
11. تفسير القرآن بالاجتهاد: تعني هذه المهارة قدرة المفسِّر على إعمال عقله في فهم القرآن وبيان معانيه، مستخدمًا أدوات الاجتهاد الصحيحة فيما تعذَّر عليه بيانه بالمصادر النقلية الصحيحة.
إذا تعذر على المفسّر الوصول إلى بيان معنى آية اعتمادًا على المصادر النقلية الصحيحة جاز له الاجتهاد وإعمال العقل والنظر إن كان مؤهلًا لذلك، غير متبع للآراء والأهواء المذمومة، وهنا يتضح الترابط بين مصادر التفسير، فالاعتماد أوّلًا على ما صح من النقل، ثم يجوز الاجتهاد لمن كان له أهل.
والتفسير بالاجتهاد له علاقة باللغة العربية؛ فالأخذ باللغة هو الدعامة الأولى للتفسير بالاجتهاد، ويعني ذلك الرجوع إلى اللسان الذي أنزل به القرآن، وتفسيره بالمعاني المعروفة على عهد الصدر الأول من الصحابة رضوان الله عليهم.
من كتب التفسير التي لها عناية بالتفسير الاجتهادي: (إرشاد العقل السليم)، لأبي السعود العمادي (ت ٩٨٢ هـ)، ومن الدراسات الجامعية في هذا الموضوع: (التفسير بالرأي ماله وما عليه)، للباحث أحمد عمر عبد الله الغاني، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السعودية، 1400 هـ.
12. تمييز الرأي المذموم في التفسير: تعني هذه المهارة قدرة المفسِّر على تمييز الرأي المذموم المبني على مجرد الهوى، والرأي الصادر عمن لا يملك أدوات الاجتهاد؛ لجهله أو قصور فهمه.
هذه المهارة مرتبطة بما قبلها؛ فالتفسير بالاجتهاد إن لم يكن على أسس صحيحة فإنه يدخل تحت الرأي المذموم الذي لا يقبل في التفسير.
من الدراسات الجامعية التي اهتمت بهذا الجانب: (الأقوال الشاذة في التفسير): نشأتها وأسبابها وآثارها، للباحث عبد الرحمن صالح الدهمش، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1422هـ.
أقسام موسوعة مهارات تفسير القرآن الكريم

